رواية هلين كامله جميع الفصول بقلم هنا محمود
_أنتِ مين؟ ...و أيه جابك هِنا؟...
انكمشت علي نفسها و دموعها بتنساب أكتر بعد ما سمعت صوت غليظ غير مألوف بالنسبة ليها ...
تهجم محياه بعد ما لاحظ قطرات الدماء علي ثيابها فسأل بقلق..:
_انتِ متعورة ؟...حد عملك حاجة؟..
نفت ليه بخوف اكتر ونبست..:
_أنا عايزة ، ماما...
همهم ليها و هو بينحني ليواكب طولها مطالعًا الطرقات حولها ...لكن عيونه أهتزت لما شاف نقش السهم محاوط أعلي ذراعها ...سألها بفزع..:
_أنتِ من عشرة أندريا؟...
و ما أن أخرج حروف الإسم من بين شفتاة ، زحفت بعيد بإرتبعاب مِنه ، رق قلبة علي مظهرها ...
هي طفلة تكاد أن تكون بلغت سن الثمانية...
ذكرته بها !...ابنة الفقيدة..
زفر أنفاسة بروية و قال..:
_متخافيش ، أنتِ بس قوليلي فين ماما و بابا...
و ما أن ذكرهم حتي تجددت دموعها ، حركت راسها بالنفي ..:
_مش عارفة بابا قالي أهربي و متبصيش وراكي ، بس أنا عايزها..
و هِنا فهم الصابهم ، الم.وت هو مصيرهم !...
هم عائلة أندريا خائنة للوطن!..
مد كفة ليها و هو بيمسح الشوار بعيونة خوف أن يشوفة حد ، خلع سترته و مده ليها من بعيد عشان متخفش أكتر..:
_حطيها عليكي عشان البرد...
حجه حطها حتي تخفي وشمها...
ترددت ، لكن ملامحة الممتلئة ببعض التجاعيد و بسمة البشوشة ريحتها شوية...
سحبة منه بخفة بعدما شعرت برفجفة البرد ...
رطب شفتاه وقال بتردد..:
_لازم نمشي من هِنا قبل ما حد يشوفك ...
حاول تلين نبرته قدر الإمكان عشان يبث الإطمئنان ليها..:
_تعالي معايا نقعد في حته بعيد عن البرد ...
عيونها البريئة رجفتها دموعها المنسابة كُل ده حرك جواه مشاعر الأبوة ليها ، رطب شفتاه و مد ايدي ببسمة حنونه..:
_متخفيش...
لكنه اول ما سمع صوت أقدام بتقرب باغتها بحملها بين ذراعية و هو بيحاوطها ببسُترته ، مسح علي ظهرها بخفة..:
_متخفيش ده أمان ليكي ، متعمليش صوت بس..
اومئت ليه و هي بتنزوي بنفسها بين أحضانة!..
تحرك بخطوات مسرعة و الخوف متملكة...
_أستني عَندك....
تيسبت قدماه ، حاول تمالك اعصابة و التفت للصوت ، كان من العساكر البرطانية ...
ماسك سلاحة و هو بيرمقة بشك..:
_بتعمل ايه في وقت زي ده؟..
شاور علي عربة الحصان وقال..:
_انا خادم في قصر عائلة والتون و كنت بوصل طلبات أنا و بنتي....
طالعة بشك لكن حركتها بين أيدين والدها خلته يفتكر انها رجفة برد همهم ليه بتفهم وقال..:
_ماشي روحها يلا ، متفضلش في الشارع للوقت ده..
شكره بهدوء و هو بيسرع بخطواتة لعربة الحُصان ، حطها برفق و ساق بسرعة ...
و صل قُصاد قَصر بعد عن البوابة الرئسية و توجة لبوابة الخدم ...
دخل بسرعة لكن وقفة صوت .:
_بتعمل ايه يا أسكندر؟..
كانت "چوليا" سيدة القصر!...
رمقة بتشكيك..:
_من الي بين ايديك ؟...
مفيش مفر للكدب هي الوحيدة التقدر تساعدة ..
ازاح السترة من علي ذراعها ووجهها لتتضح لها ..
شهقت بصدمة بعد رؤيتها لوشمها ..:
_انتَ جبتها منين ؟..دي عاشيرة أندريا؟!...
اومئ لها بخفة و يدة تمسح علي ظهر الصغيرة..:
_لقيتها في شارع الخان بتعيط لوحدها وسط الضلمة ..
كمل بهمس ..:
_النهاردة كان نهاية العاشيرة كُلها ، هي الناجية الوحيدة
رغم رفضها للبيحصل لكن عيونها البريئة و دموعها المنسابة خلتها تلين ليها ، حطها علي الارض فقربت هي ليها عشان تتأكد..:
_فين ماما و بابا ؟..
زامت بشفتاها بعد ما أفتكرت اصوات الصراخ و ضرب النار..:
_مش عارفة ، بابا قالي أجري و مترجعيش تاني ...بس انا عايزهم...
رفعت "چوليا" كفها و مسحت دموع الصغيرة ...
_بتعملة ايه هِنا؟..
التفة بفزع لما سمعة صوته ...لكنها زفرت براحة لما شافة كان أبنها الصُغير
" أندريا" طالع الفتاة بتسأل وقال..:
_مين دي؟...
و بدون تفكير جاوبة مامته بصراحة عارفة ان هو الوحيدة الهيقدر يساعدها..:
_من عاشيرة أندريا..
اتكلم بغضب و نفور من فعل والدته..:
_يعني ايه؟!..و هي بتعمل ايه هِنا؟...أنتِ عارفة هيحصل أيه لو جدو او بابا عرفو؟..
اتشتت مش عارفة تتصرف لكن خوف الصغيرة و نظراتها الفارغة خلت قلبها يلين أفتكرت بنتها !...
أغرورقت عيناها بالدموع و هي بتمسح علي بدن الطفلة بين حضنها ..:
_دي هربت منهم هي الوحيدة الناجية من عيلتها ، هتسبهم يموته طفلة؟...
نبس إنفعال و قسوة..:
_تموت و لا تغور مش مهم ، جدو لو عرف مش هيسيبك...
نفت ليه بسرعة..:
_مش هيعرف لو ساعدتني مش هيعرف..
رفع خصلاته بحده..:
_مش هساعدك ، احنا هنرميها في اي حته ..مينفعش نتورط معاها
نهرته بضيق و هي بتتحرك لبرا!..مش هتقدر تسبها..:
_ايه القسوة دي!...لو هي مشيت أنا كمان همشي...
مسك" "أندريا " ذراع والدته بسرعة يمنع حركتها ..:
_بتعملي ايه؟...انتِ عارفة لو حد شافك معاها ايه هيحصلك؟..
أتنهد بيأس لما شاف دموع والدته و قال..:
_هتيها أنا هتصرف متدخليش ...
نفت ليه بعنف..:
_مش هتمشي من هِنا أنتَ سامع ؟!...
سحبها منها بقسوة وقال بسرعة..:
_يلا في حراسة جاية...
هرول بخطواتة داخل حدود القصر و حاسس بخوف أن حد يشوفة ، كانت الطفلة لسه هتتكلم لكنه نهرها بقوة أفزعتها....:
_متتكلميش...
اومئت ليه و هي بتنكمش علي نفسها بين ايديه!...
"چوليا" والدته كانت طالعة وراه ، كان هيدخلها غرفة الضيوف لكنها وقفته..:
_لا يا اندريا دخلها اوضتك ...
لف ليها بسرعة و نفور..:
_لاء طبعا اوضتي محدش غريب هيدخلها
ترجتو بعيونها..:
_لو دخلتها اوضة تانية الكُل هيعرف بوجود غريب وسطنا
نظر للبين ايدية بتقزز..:
_ماشي . بس تحميها الاول مش هتلمس حاجتي و هي متوسخة كده..
حطها علي الارضية ببعض الحدة و وجهه كلامة لوالدته ..:
_لازم تمشي بكرا مش هينفع قعدتها هِنا...
كانت بتابع نقاشهم عنها ببكاء و خوف ،قربت "چوليا " منها و هي بتربت علي خصلاتها بحب و قالت..:
_بس يا حبيبتي اهدي انتِ في أمان دلوقتي متخافيش انا مش هسيبك...
أسترسلت حديثها بحنان..:
_انتِ أسمك أيه؟..
حركت عيونها بعينهم لكنها اول ما التقت بعيونة استخبت في حضنها وقالت بتقطع..:
_هَ..يلين..
_هيلين؟...أسمك جميل اوي زيك ؟ أيه رأيه ناخد شاور و نغير هدومنا!...
نفت ليها بخوف تفهمته "چوليا" وقالت..:
_خلاص تدخلي انتِ لواحدك؟...عشان تبقا ريحتك حلوة...
مسحت علي دراعها وقالت..:
_هجبلك هدوم من بنت عمه و هاجي ..
اتدخل بحزم..:
_و افرضي حد شافك ؟..
نفت ليه بتفهم..:
_متقلقش هاخد بالي...
دقائق مرت كانت بمثابة الساعة عليها ، نظراتة حركاتة بتحسسها بالخوف و عدم الراحة ...
عادت "چوليا" ببسمة بشوشة..:
_جبتلك فستان هو مش حلو زي بتاعك بس يارب يعجبك...
مسحت دموعها بكفها و هي بتبصلها بسكون . قربت "چوليا" منها ، عاونتها علي النهوض و دلتها علي الحمام ...
الليل معروف بالسكون لكن الليلة دي كانت مختلفة ، الكل بيدور في الأنحاء عن حفيدة عاشيرة أندريا الخاينة!...بأمر من المنظمة تم ق.تل كُل العيلة!...
فتح جزء صغير من ستارة غرفة بتطل علي الشارع الخلفي ، شاف حركة الحرس و ألتفتهم حوالين نفسهم هما قربة منهم!...
قاطع أفكارة صوت طرقات علي الباب ، اشار ليهم بالسكوت و فتح الباب بهدوء...
استقبل بدن الخادمة ، كانت بتبص علي الارض بإحترام وقالت..:
_الحراس عايزين يدخلة يدوره في القصر علي حفيدة عيلة اندريا لأنها هربت...
سب تحت أنفاسة بسخط ..:
_خليهم يدخلة
قفل الباب و اتوجه لوالدته الكانت بتبصلة بصدمة ، أزاي هيسبهم يدخلة؟!...
أشار ليها ..:
_روحي اوضتك من غير ما حد يشوفك و مثلي أنك نايمة
نفت ليه بخوف علي "هيلين" ..:
_بس ...
قاطعها بحزم ...:
_متقلقيش عليها ، اتحركي بسرعة
اومئت ليه و مسحت علي كتفة بحنان ...:
_انا واثقة فيك ...
خرجت "چوليا" و هي بتتسحب بتوتر لحد ما وصلت أوضتها و مثلت النوم ....
عيونة كانت بتجوب في المكان بيدور علي حل لحد ما لاحظها ، منكمشة علي نفسها بتبكي بصمت و هي كتمه شهقتها بتحاول تداري بعيد عنه حركتها و عيونها البرئية فكرتها بيها !
هو كان بيفكر يسلمها و كأنها هربت لحد هِنا لوحدها لكن حاجة جواه منعته دى طفلة !...
زفر بحنق و هو بيفتح الباب و سمع خطوات رجلين ...
هرع ليها بسرعة و شالها و و رماها علي السرير خلاها تشهق بصدمة
طفي الأنور كلها و نام علي السرير و رفع الغطا عليهم ، نهرها بحدة لما سمع شهقتها :
_هشش مطلعيش صوت أنت سامعة !..
اومئت ليه بسرعة و هي بتكتم أنفاسها صادف فتح الأبواب بهمجية ، مثل التثائب و هو بيرمق الحراس بجمود ، اتكلم واحد منهم بحزم..:
_في طفلة هربانة عندنا أوامر أننا ندور عليها في القصر
حرك الغطا بحرص عشان ميظهرش حاجة منها و اتكلم بغضب..:
_و انت شايف انها هتكون عندى ؟....و ازاي تدخل كده في قصرنا ؟...
بعد الحراس عيونة عنه بخوف و اعتذر بأدب بعد أدراكة غلطة..:
_انا اسف مكنتش اقصد
نهره بحد ..،:
_اطلع برا يلا
اول ما خرجة راح بسرعة علي الباب و قفلة بالمفتاح ، ابصرها و هي منكمشة علي نفسها و دموعها منساية علي عيونها و قالت بقلب مرتجف ..:
_أنا عايزة م..ا ما
اتنهد و هو بيبعدها بضيق هي السبب في كل ده و لو حصل لمامة حاجة هيكون بسببها ، اشار ليها عشان تسكت وقال...:
_مش عايز أسمع صوتك ، نامي لحد ما نشوف هنعمل اية
ضمت بدنها و قعدت علي الكنبة و هي بتحاول توقف رعشة جسمها و دموعها بتنساب بحرية ، حياتها أتغيرت في ليلة واحدة بس!...
_______________
تاني يوم ، في غرفة الخدم ... كانت قاعدة منزوية علي نفسها و هي سامعة حديثم ...
"كابر" بتقنع عائلة الراجل الساعدها امبارح "روبين" أنهم يربوها !....
كلام كتير مش فاهمه ، هما عندهم بنت و م..اتت هي هتاخد مكانها!..
قربه عليها و كُل بيمنحها إبتسامة بشوشة عدا ست واحدة !...نظراتها كانت و كأنها متقزز مِنها!...
قعدت "چوليا" جوارها وقالت بنبرة حنونها و هي بتحرك خصلاته البُنية ..:
_عشان تقدري تعيشي هِنا لازم يبقا معاكي أم و أب وعيلة...
فركت كفوفها بقسوة و جابوبتها بخفوت..:
_بس أنا عندي بابا و ماما
همهمت ليها و تابعا" ..:
_انا عارفة بس دول هيبقو تانين و مش هياخدو مكانهم
اشارت عليهم و تابعت..:
_ده اسكندر الجابك و دي جيسيكا...
التفتت ليها وقالت ..:
_و انتِ هتكوني بنتهم إيلينا...، انسي هيلين خلاص و عاشيرة أندريا ، وشمك اوعي تخلي حد يشوفة...
كانت بتتابعهم بعيون هادية لكنها فاهمة البيدور حوليها ، مش هتشوف أهلها تاني هُما بقو في السما خلاص!...
هتكون مع العيلة دي مكان بنتهم !...
هتنسي اسمها و نسبها هتعيش متخفية بينهم...
____________
بعد مرور شهرين ...
بتحاول تتأقلم معاهم و تتعود علي حياتها الجديد ..
الشاب المخيف بالنسبة ليها مبقتش بتتقابل معاه غير من بعيد محصلش تصادم تاني بنهم..
الاجواء كانت هادية ، اتعرفت علي أخواتها الجداد ...
اليكس و روما ...
رجعت من مدرستها بحزن ...
السيدة"چوليا" حطتها في مدراس عائلتهم للطبقة الراقية لكنها مخلصتش من التنمر عليها!...
الحياة قاسية علي فتاة لم تكُمل سوي الثمان سنوات...
حطت كورسي صغير و وقفت تقلب اكلها ..:
_بتعملي ايه؟..
التفت بفزع لمصدر الصوت كان هو اكتر شخص بتهابة !...
نزلت من علي الكرسي و هي بتحاوط كفوفها بتوتر ، عيونها راحت للأكل غصبًا عنها هي جعانة . لكن وجودة مش مريح بالنسبة ليها ...
رمقها هو بتهكم ، و جودها بيفكره بالكان ممكن يحصل لمامته بسببها لو حد عرف بيها!...
_هيلين...
نبس اسمها بروية من بين شفتاه لتقاطعة هي بنفيها..:
_مبقتش هيلين ، أنا إيلينا..
ارتفع طرف ثغرة بسُخرية و هو بيقف قُصادها يناظرها من أعلي بسبب فرق الطول بينهم..:
_كدبتي الكدبة و صدقتيها؟!...انتِ هيلين الهربانة من عاشيرة اندريا ...الم..اتت كُلها...
أغرورقت عيناها بالدموع و هي بترجع خطوة لورا..:
_انتَ عايز ايه؟...
طالعها لثواني كانت طويلة بالنسبة ليها ، ملامحها لسه طفولة و عيونها لسه بريئة لم يتم تدينسهت بقذار البشر بعد...
بص للوعاء وراها كانت بتحضر اكل هي لنفسها!..
_ليه انتِ البتعملي الأكل فين جيسكا..؟..
رفعت كتفاها ليه بخفة وقالت..:
_نامت هي و اخواتي بعد ما اتعشو..
_و انتِ متعشتيش ليه معاهم؟...
بعدت عيونها عنه و جاوبة..:
_أتأخرت عليهم فنامة...
جواه اسألة كتير ، و لو هُما اتعشو مشالتلهاش أكل ليه؟!...رمق الوعاء بخفة وقال ببردو..:
_انا جعان..
رغم خوفها منه ، الا انها مش عايزة تحتك بية !..:
_هنادي حد من الخدم
نفي ليها و هو بيقعد ببرود..:
_مش انتِ بنتها؟!.
شرزته بحقد لما ادركت مقصده فتابع بإستفزاز..:
_ايه مش قولتي انك بقيتي إيلينا خلاص؟..
زفرت انفاسها بسخط ، مش حبه تدخل معاه في مشاكل هي مديونة ليه هو حماها....
حطلة الأكل في طبق و حطة قصاده و حطت لنفسها طبق هي كمان قُصادها ، رفع حاجبية ليها وقال..:
_انتِ هتكلي معايا؟...كُلي في أوضتك؟..
نفت ليه بخفة و هي تشرع في تناول الطعام..:
_مينفعش ناكل في اوضة النوم انسب مكان للأكل هو الترابيزة..
تجاهلها و هم في تناول طعامة ، طعمة حلو!...
_سمعت انك رحتي المدرسة مع ليلي...
همهمت ليه وقالت..:
_شكرًا انكم دخلتوني مدرسة راقية زيها..
نبرتها و اسلوبها و كأنها أنسة كبيرة مش مُجرد طفلة، هز راسه ليها لكنه لاحظ لتو احمرار طفيف علي وجنتها!...
اشار من بعيد ليها وقال..:
_ايه ده؟..
تحسست وجنتها بخفة ، بعدت عيونها عنه و جاوبة بصراحة..:
_مش الكل متقبل وجودي في المدرسة..
فضل باصص علي احمرار وجنتها بهدوء ..
_______________
تاني يوم وقت المدرسة....
_إيلينا يلا ، بابا هيتأخر ...
همهمت ليها و هي بتحضر شنطتها لكن وقفها صوت صراخ جاي من الجزء الاخر من القصر !..
قاطع فضولها صوت "روما" اختها..:
_احنا همنشي عشان منتأخرش ابقي تعالي مشي عشان تتعلمي الدرس ...
مركزتش معاها ، فضولها كان بيقودها لمصدر الصراخ ، ذكرها بجدها الراحل...
اتسحبت علي اطراف اقدامها حتي وصلت لصالة القصر...
كان الجد و كبير عائلة" والتون" بيصرخ في وشي "ايدن" بغضب..:
_قولت هتسافر يعني هتسافر...
نفي ليه و هو بيقف قُصاده بغضب..:
_لاء مش هسافر مش عايز اسيب ماما لوحدها ...
ابتسم بسخرية علي حديثة وقال بنفور..:
_متسترجل كده ، انتَ حفيد والتون فاهم يعني أيه؟!...
حقد السنوات أتركم جواه من جده و افعالة و كالعادة باباه و اخوة واقفين بيتفرجة بصمت و مامته بتزرف دموعها بسكون ، قال بإصرار..:
_و انا قولتك مش هسافر...
صوت صفعة قوية هو ما كان يُسمع في سكون الصالة!...شهقت فزع فرت من ثغر والدته ...
مسك و جنتة بعد ما سقط علي الأرض من قوت الكف . تمساك و هو بيرمق جدة بكرهه ...
قرب جدة منه و هو كارهه عيونة المتحدية ، ركلة بقوة في معدته ...
حاوط "ايدين" معدته و هو بيتأوهه بألم منكمش علي ذاته ...و هِنا إبتسم "والتون" جدو لما شافة بيتآلم قصاده...صرخ في الخدم..:
_طلعوة اوضتو محدش يدخلة لا اكل و لا شرب ...
عاونوة علي النهوض قربت "چوليا" منه بدموع ..:
_أيدن...
لكن قاطعها صوت جدو الغليظ..:
_مكانك ، محدش يقرب مِنه....
و كالعادة وقفت مكانها ، خافت مِنه تيبست قدمها و تابعت ابنها و هو بيتحرك بصعوبة لغرفة سابة لوحدة كعادتها!....
كُل ده كا بيحصل أسفل عيونها المُراقبة ، حست بالشفقة لحالة و خصوصًا انها شافت عيلة كُلها ساكتة محدش دافع عنه!....
احساس بالذنب روح طفولتها الطاهرة بتحسها علي مساعدتة....
بعد نص ساعة مكنش قصادها حاجة تعملها عايزة تجبلك اكل عملت سندوتشات ليه ....
كانت بتتسحب بخوف و هي بتبص حواليها لحد ما وصلت لغرفة ، بصت حواليها بإرتباك و فتحت بابة من غير طرق..
كان قاعد علي سرير و باصص للسقف بسكون ، التفت لمصدر الصوت و شافها !...قربت منه بسرعة و هي بتتسلق فراشة بصعوبة بسبب ارتفاعة...
طلعت السنوتشات من اسفل سُترتها و حطتها قُصاده بسرعة و بعدها خرجت ادوات التعقيم قالت بهمس و خوف..:
_كل بسرعة و عالج جرحك قبل ما حد يجي...
رطب شفتاه و تجاهل تفاجئة بوجودها ونبس بمشاكسة..:
_مش والتون قال محدش يدخلي؟..
همهمت ليه بجدية و هي بتخرج قطعة قطن صُغيرة..:
_هو جدك انتَ يعني مليش دعوة بيه...
ابتسم بجانبية ..:
_يعني انتِ سمعتي اوامره؟..
حركت راسه ليه بالموافقة و هي بتمد قطعة القطن ليه ..:
_لازم امشي بسرعة قبل ما حد يلاحظني ، هحاول اجيلك تاني بليل...
زامت بشفايفها وقالت بصدق ..:
_انتَ مُخيف لكنك طيب ، ساعدتني و حامتني ...
ربتت علي رجلة بخفة وقال بطفولية..:
_منزعلش ، انتَ شخص طيب هحاول اكون صحبتك عشان متبقاش وحيد...
استقامت بسرعة غير سامحة ليه بالحديثة ، لوحت ليه من بعيد و سارعت في خطواتة لبرا بعد ما قفلت الباب...
تابع طفها بدهشة اتحولت لإبتسامة هي طفلة عنيدة زية...
٠
الحال اتحسن بينهم و بقو اصدقاء ...
_هنتمشي سوا.؟...
همهم ليها بخفة..:
_اه ...
استكمل تعديل خصلاتة فوقفت قصاده داخل مرحاض غرفة و هي بتدور حوالين نفسها بفرح بفستانها الجديد...:
_ايه رايك؟...
جاوبها بإستفزاز..:
_مش وحش...
مهتمتش لكلامة و التفت ليه ..:
_ارفع السوستة لحد اخر حته
همهم ليها و هو بيرفع شعرها كانت حته صغير بس المفتوحة مسك السوسته عشان يرفعة لكن وقفة دخول همجي لغرفة كان شقيقة الأكبر "وليام" قول بصراخ..:
_انتَ بتتحرش بيها!...بتتحرش بطفلة؟!..