رواية انين الروح ( كامله جميع الفصول ) بقلم الست ورد

 

رواية انين الروح كامله جميع الفصول بقلم الست ورد 

"أنت رايح فين"

"خارج يا ورد"

ابتسمت ابتسامة باهتة
"متتأخرش علشان مبحبش اقعد لوحدي"

الحقيقة إني بخاف اقعد لوحدي
كنت راسمة أحلامي مع رفيق الدرب اللي هيملي وحدتي
بس طلع هو أكتر واحد سابني لدماغي
وسابني للتفكير
ونفسيتي بتسوء للأسوأ لما حد يسيبني لدماغي

هز راسه ومشي
وصوت الباب وهو بيتقفل وقعلي قلبي
كل مرة بيسيبني فيها بحس إن الشقة ضاقت عليّا

قررت أشغّل أغاني
وأعمل كيكة
وأتفرج على فيلم أجنبي
بس دايمًا اللي بحلم بيه بييجي بالعكس
وحصلت أكتر حاجة بترعبني
الكهربا قطعت
والشقة بقت عبارة عن ظلمة
مفيش شمع
وكشاف التليفون مش مغطّي الرعب اللي مالي قلبي

مسكت التليفون وإيدي بتترعش
صوت نفسي عالي
والدنيا ضاقت أكتر

رنيت مرة
واثنين
وتلاتة
وعشرة
كان بيقفل
لغاية ما جالي إن الرقم مشغول

قوتي ضعفت
قعدت وسندت على الحيطة
خدت رجلي في حضني وشدّيتها ناحيتي
حطيت إيدي على ودني
وصوت صراخ مالي المكان
أصوات ناس كتير بتصرخ

شُفتني وأنا صغيرة
نفس المشهد بس الأوقات مختلفة
الكهربا كانت قاطعة
وفجأة سمعت صوت ضرب نار
وصوت صريخ ناس
وفجأة النور جيه

أمي...
وأبويا سايحين في دمهم

مشهد عدى عليه عشر سنين
بس لسه بالنسبالي كأنه امبارح

صوت نفسي قل
غيمة خدتني
ومحستش بنفسي غير وأنا بيغمي عليّا
وجسمي كله عرق

صحيت لقيتني على السرير
عيني مركّزة على السقف
كل حاجة اتغيّرت
كل حاجة معدتش هتكون زي الأول

خرجت من الأوضة
لقيته ماسك التليفون وبيكلّم حد بصوت واطي
ابتسامته اتّسعت أول ما شافني
قفل مع الشخص ده وقرب مني
وابتسامته بتكبر أكتر

"كدا ينفع يا حبيبتي؟ قلقتيني عليكي يا ورد"

بصّيتله بنظرات كلها عتاب وقهر
"يمكن مكنتش كلت كويس"

معرفتش أقول السبب الحقيقي
مكنتش عاوزة أشوف في عينيه نظرة شفقة
حتى لو هو جوزي

كملت كلامي
"خمس دقايق وأعملك فطار علشان شغلك"

"صباح الخير يا حبيبتي
احنا الضهر"

ياه! نمت كل ده؟
"غريبة مروحتش الشغل يعني"

"خوفت يجيلك الإغماء تاني
فاخدت أجازة"

هزيت راسي بتفهم
وابتسمت ابتسامة بسيطة
"عادي... متعوّدة"

كنت عاوزاه يعرف إني متعودة
معرفش ليه... بس اهو

أنا بطبعي شخصية كتومة
واللي جوايا مبيطلعش غير بطلوع الروح

مشيت من قدامه
بس مسك دراعي
وقال:
"تقصدِي إيه؟"

"مقصدش حاجة
أنا كويسة
مكنش ليه لزوم تسيب شغلك وتهتم بيا
مش حوار يعني"

"بهتم بيكي علشان إنتي مني"

ضحكت بسخرية
وده خلاه يركّز أكتر
"في حاجة يا ورد معرفهاش؟"

"الحاجة اللي عاوزاك تعرفها
إنك سبت جوايا فراغ كبير
لدرجة إنك مبقتش مهم بالنسبالي يا عبدالرحمن"

الكلمة صدمته
والصدمة بانِت على ملامحه

شلت إيده اللي ماسكة دراعي
ودخلت الأوضة تاني
ونمت
يمكن أهرب من ضجيج دماغي
اللي بيزيد يوم ورا يوم

_

"محتاجة حاجة أجيبهالكِ وأنا جاي من برّه؟"

ابتسمت له وهزيت راسي بالنفي
"لا.. تيجي بالسلامة"

ده نموذج 
الزوج الحنون
العاقل
المتفهم
اللي بيتجوز علشان يشارك مراته حياته كلها
واللي بيستقبل هرموناتها بصدر رحب
وبيصلي وعارف ربنا

بس ده في الروايات
مش في الحقيقة
أو يمكن موجود بس انا اللي حقيقتي مره
والحياه الزوجيه روتينيه ممله

قعدت على الأرض
عيطت بصوت عالي
طلّعت كل اكتئابي
محبستش دموعي المرة دي
جريت على التواليت واستفرغت

مش اللي جه في بالكوا...
أنا لما بعيط بستفرغ
وهو عمره ما عرف المعلومة دي
علشان عمري ما بعيط قدّامه

بحاول أكون زوجة صالحة
عملت كل اللي اقدر عليه
حتى لو زعلانة ومخنوقة منه
حتى لو شايفة تجاهل منه
بردو بعامله كويس
يمكن علشان كدا فاكر إني مش زعلانة

"عملتلك الأكل اللي بتحبه" 
"تسلم إيدك"

قعدت قصاده على السفرة
مستنيّة أشوف رأيه
ملامحه اتغيّرت
"دي مالحة زيادة يا ورد"

قالها بعصبية...
خوفت منه

"ما إنت عارف إني مبحبهاش
وعملتها علشانك
علشان كدا مدوقتهاش"

"مبتحبهاش
فتعكنني أنا؟"

مكنتش حابة الموضوع يوصل لكدا
بس إيدي بدأت تترعش
مسكت نفسي بالعافية
وهو لاحظ

"والله ما قصدي يا عبدالرحمن
حقك عليا
استنى أجيبلك من الأكل اللي عملته لنفسي"

قمت بسرعة قبل ما يرد
وجبتله من الأكل البسيط اللي كنت عاملاه على قدي
مش مهم... أكل أي حاجة

ليه بعمل كدا؟
معرفش
بتحبيه؟
يمكن اتعوّدت عليه حتى لو مش موجود؟

بس إنتي مجروحة منه يا ورد
طب وهيحصل إيه يعني؟
ما كلنا بنتجرح وبنسكت

حطيتله الأكل
واخدت أطباقه وغسلتهم

بعد شوية
سمعت صوت الباب وهو بيخرج

دموعي نزلت
وإيدي اترعشت
الكوباية وقعت واتكسرت
زي قلبي كدا

تعليقات