رواية جريمة ضحى الفصل الاول
انا المقدم سعد الكومي، سني 39 سنه من القاهره، وعايش مع مراتي وابني الوحيد يوسف
النهارده اتلقينا بلاغ من شخص اسمه زياد عنده 32 سنه من شبرا الخيمه.. زياد كان جاي يبلغ عن اختفاء بنته الوحيده ضحى، وقال انها ما رجعتش البيت من امبارح وانها كانت المفروض رايحه لوالدتها عشان هما منفصلين
ولكن البنت خرجت من البيت وما راحتش عند والدتها ولا رجعت لوالدها مره تانية
عملنا المحضر وبدأت رحله البحث عن البنت المفقوده، طبعا اتاكدنا انها مش موجوده في اي مستشفى او مشرحه او قسم شرطه خصوصا ان البنت عندها 13 سنة
ولكن بعد اربع ايام جيه بلاغ من شخص اسمه عماد، وقال انه لقى جثه لبنت مرميه في مقلب زباله.. اتحركنا بسرعه ناحيه البلاغ ولما وصلنا هناك، لقينا جثه لبنت مشوهه تماماً ولبسها متقطع، وبعد شويه وصل رجاله المعمل الجنائي لموقع الحادث.. وبعد معاينه مسرح الجريمه ورفع البصمات اتنقلت الجثه على المشرحه، لكن لاحظت وهما بيخرجوا الجثه ان بطنها مفتوحه ومنظرها صعب
المهم رجعت على مكتبي عشان نبدأ التحريات ونعرف، هل دي هي بنت الاستاذ زياد ولا لا؟
وفي نفس الوقت اتصلت بيه وبلغته اننا لقينا جثه فيها نفس المواصفات اللي تنطبق على بنته ضحى وطلبت منه انه يجي في اسرع وقت عشان يتعرف على الجثه اذا كانت هي ولا لا
وبعد ساعه كان واقف قدامي باين عليه الخوف والتوتر،
وبيدعي انها ما تكونش بنته، لحد ما وصلنا للمشرحه واول ما شاف الجثة وقع من طوله وبسرعه نقلناه على الطوارئ واتأكدنا انها فعلا بنته ضحى، وعشان كده بدأت التحقيقات وكنا في انتظار تقرير الطب الشرعي والمعمل الجنائي
....
ومن خلال التحريات اللي اتعملت عرفنا ان زياد مطلق والده ضحى واسمها زينب بقاله خمس سنين، وانه من سنتين اتجوز واحده اسمها عبير
وفي نفس الوقت مدام زينب اتجوزت هي كمان من واحد جارها اسمه سيد.. ورغم الخلافات اللي كانت ما بينهم وهما متجوزين إلا إنهم كانوا متفاهمين جداً في موضوع البنت
اللي كانت بتروح لوالدها تقعد معاه اسبوع وتروح لوالدتها تقعد معاها اسبوع
وطبعا قدرنا نجيب اذن من النيابه بالتحقيق مع مدام عبير زوجه استاذ زياد، ومدام زينب طليقه استاذ زياد وجوزها الاستاذ سيد
لكن مدام زينب انهارت بعد خبر وفاه بنتها، ودخلت المستشفى وحالتها كانت صعبه جداً.. ولما استمرت الحاله في السوء اوصي الطبيب المعالج انها لازم تتعرض على دكتور نفسي في اسرع وقت، واتنقلت مدام زينب لمستشفى العباسيه قسم الامراض النفسيه وهناك حكت مدام زينب الحكايه من اولها
**********
انا الدكتور سامي عز الدين، دكتور نفسي بمستشفى الامراض النفسيه والعصبيه بالعباسيه، النهارده اتحولتلي حاله على القسم، ست في اوائل التلاتينات اسمها زينب اللي عرفته ان بنتها ماتت او بمعنى اصح اتقتلت بشكل صعب، وانها لما عرفت الخبر جالها انهيار عصبي، ولكن الدكتور المختص بالحاله قال ان موت بنتها سببلها حاله نفسيه وعشان كده اتعرضت علينا هنا في القسم، عشان تتعالج من الحاله وتقدر الشرطه تستجوبها
قومت من على مكتبي واتحركت على الاوضه اللي فيها زينب أول دخلت عليها الاوضه كانت منهاره من العياط طلبت منها تهدي وجبتلها كوبايه ميه، وطلبت منها انها لازم تتكلم وتفضفض لو عاوزه حق بنتها يجي
واول حاجه قالتها
_ انا عارفه مين اللي قتل بنتي، بنتي كانت بتحكيلى كل حاجه ومش بتخبي عليا
= طيب مين اللي قتل بنتك؟
_ اللي اسمها عبير، مرات ابوها هي حكتلي على المعامله اللي بتعملهلها، وكذا مره اكلم زياد في الموضوع ده، بس زياد طول عمره شخص سلبي وده كان سبب اساسي في طلاقنا
= طيب ما تحكيلي من الاول.. ايه اللي حصل؟
_هحكى ودي اول مره هحكي فيها
كنت زي اي بنت نفسها تحب وتتحب، بس الكلام ده ما ينفعش معانا، في الاخر بترسي على جوازه صالونات.. شخص بيجي وبنشوف بعض ولو تمام ما فيش مشكله
وفعلا ده اللي حصل معايا، لما اهلي بلغوني ان في عريس متقدملي اسمه زياد وقتها كنت صغيرة حوالي 19 سنة ماكنتش بفكر في الجواز بس اهلي ضغطوا عليا عشان اوافق، كان شخص وسيم وشكله محترم وابن ناس، بس الشكل مش كل حاجه
بعد ما اتجوزنا زياد بدا يتغير معايا، صوته بدأ يعلى عليا وبعد ما كنت بحاول ادي نفسي فرصه، بقيت خايفه منه ومن وجوده، والست لما بتفقد الامان العيشه بتكون مستحيله، كان بيعمل مشاكل على اتفه الاسباب، لحد ما وصلت لمد الايد ايوه زياد بدأ يضربني، ولما لجأت لاهلي زي اي بنت في الدنيا إتقلي الكلام اللي بيتقال برضو لاي بنت.. كل البيوت بيحصل فيها مشاكل.. زياد كان فاكر ان اهلي هيتخانقوا معاه بس لما لقي موقفهم سلبي، زود في ضربي واهانتي وفي عز ما أنا مش طايقه العيشه معاه عرفت اني حامل، وهو لما عرف كان طاير من الفرحه وبطل يضربني وكان بيعاملني احسن معامله، قولت الحمد لله اتغير لكن ما فيش انسان طبعه بيتغير
فاتت تسع شهور الحمل، وخلفت ضحى كنت طايره من الفرحه بس اول ما قومت على رجلي رجعت ريمه لعادتها القديمه ورجع يضربني من تاني
ولما ما قدرتش استحمل، طلبت منه الطلاق في الاول كان فاكرني بهزر لكني كنت مصممه، وبعد ضغط على اهلي وافقوا فعلاً واتطلقت منه
وكنت فاكره اني هرتاح، لحد ما هو قرر يتجوز.. كنت رافضه ان بنتي تروح عنده وتتعامل مع مراته بس هو كان بيطمني وبيقولي
_ خايفه من ايه؟.. على فكره دي بنتي زي ما هي بنتك
وماتخافيش مش هيحصلها حاجه
= بس انا مش عاوزه بنتي تتعامل مع مراتك
_ انا مش عارف انت معقده الامور ليه؟.. احنا قولنا هنحلها ودي بدل ما نقف قصاد بعض في المحاكم
= وايه هو الودي من وجهه نظرك؟
_ هنقسم الشهر انتي اسبوعين وانا اسبوعين
= انت عايز بنتي، تقعد مع مراتك اسبوعين وتفتكر مراتك هتسيبها في حالها
_ والله ده اللي عندي، وافقتي كان بها ما وافقتيش خلاص نقف قصاد بعض في المحاكم ونشوف مين هياخد الحضانه
....
اهلي كانوا على قد حالهم مش حمل مصاريف محاكم ومحامي، وضغطوا عليا عشان اوافق بالحل ده، ووافقت وياريتني ما وافقت.. في الاول كان الوضع عادي البنت صغيره
بس لما بدات البنت تكبر كانت بترجع تشتكيلي ان مرات ابوها ضربتها ولسعتها بالنار وكانت بتوريني اثار الضرب على جسمها، طبعا منعت بنتي تروح هناك فتره بس هو رجع وقال انه ده مش هيحصل تاني
**********
_ سعد بيه، ده تقرير الطب الشرعي لسه واصل حالا
= طيب وريني يا عم عماد ايه اللي مكتوب في التقرير ده جايز يفيدنا
...
فتحت التقرير وكنت مذهول وقرفان في نفس الوقت
التقرير كان بيقول( ان الطفله تعرضت لجروح في منطقه الصدر والبطن وحصل تهتك في الانسجه الداخليه، تجاويف البطن كانت مفتوحه مع غياب بعض الاعضاء الحيويه الكبد احدى الكليتين واجزاء من الامعاء، في كدمات واضحه في مناطق مختلفه زي الساقين والعنق وده بيدل على المقاومه اثناء ارتكاب الجريمه، لا توجد اي اصابات في المخ ولكن هناك احتقان دموي شديد نتيجه الصدمه النزيفيه، واظهرت الفحوصات والتحاليل وجود نزيف حاد ادي هبوط حد بالدوره الدمويه، ويرجح ان الوفاه حدثت قبل خمسه ايام من اكتشاف الجثمان في الساعه 10 ونصف)
..
قفلت التقرير وانا حاسس بشمئزاز، معقول في حد بالجحود ده، في الوقت ده دخل عليا الرائد اشرف وقال
_ يا فندم في فيديو مرفوع دلوقتي على السوشيال ميديا، الفيديو متصور بكاميرا تليفون الفيديو ده خاص بالحادثه اللي حصلت للطفله ضحى
= فين الفيديو ده؟
_ اتفضل يا فندم
= مسكت التليفون وبصيت في الفيديو، لكن...