رواية حبة البندق كامله جميع الفصول بقلم رنا محمد
_إيه رأيك تبيع كليتك يا محمد؟
_اعمل إيه!
_تبيع كليتك، إيه عادي ده العيلة كلها عندنا عايشة بكلية واحدة
_بتهزري يا كنزي صح؟
_لا طبعًا
_أنتِ اتهبلتِ ولا إيه!
_أنا غلطانة إني كنت عايزة أساعدك علشان نتجوز بسرعة شوفلك بقا واحدة تستحمل تفضل معاك لحد ما تكوّن نفسك
ده بجد!!! المفروض إن ده كلام خارج من الإنسانة اللي بحبها بقالي أكتر من سنتين وإحنا سوا سواء في دراسة أو في شغل أو حتى في تمرين رياضي، مكناش بنتفارق غير على النوم تقريبًا
إزاي أصلًا تكون بتفكر في الفلوس على حساب صحتي، بس هقول إيه ما هو طبيعي عندهم في العيلة تقريبًا!
سيبتها ومشيت من غير ما اتكلم، اصل بجد كلام إيه اللي ممكن يتقال في موقف زي ده، المفروض إن ده عرض مغري وأنا أوافق عليه!
رجعت البيت قعدت أفكر في كل كلمة قالتها، هل هي كانت بتتكلم بجد ولا تحت ضغط؟ هل هي فاهمة حجم اللي بتقوله أصلاً؟
أنا طول عمري بحاول أكوّن نفسي عشان نبني بيت مع بعض، بس أول مرة أحس إنها مش شايفة غير هدف الجواز وبس، مش شايفة أنا بني آدم ليّا صحتي وحياتي.
فكرت أبعتلها رسالة أقولها اللي جوايا بهدوء بدل ما أسيب الموضوع كده، يمكن تكون محتاجة تفهم وجهة نظري، يمكن هي متلخبطة أو يائسة ومحتاجة اللي يطمنها
كتبتلها:
_بصي أنا محتاج أقولك إني اتصدمت من كلامك النهارده، أنا بحبك بجد وعايز نتجوز بس مش هضحي بصحتي عشان نوصل بسرعة، لو انتي تحت ضغط أو متلخبطة نتكلم بهدوء، بس الكلام اللي اتقال النهارده صعب أعديه كده ومستحيل أوافق عليه ابدًا
بعد شوية لقيت منها رسالة
_بصراحة أنا مش شايفة إننا هنوصل لحاجة، أنا محتاجة واحد يقدر يحققلي اللي نفسي فيه بسرعة، مش واحد يقعد سنين يحاول يكوّن نفسه، أنت طيب وبتحبني، بس الحب من غير مستقبل ميكفيش، خلينا نوقف هنا قبل ما نضيع وقت بعض أكتر.
الكلمات دي نزلت عليا زي الصاعقة سنتين راحوا بكلمتين، ساعتها فهمت إن اللي بيحبك بجد مش ممكن يطلب منك تضحي بصحتك ولا يسيبك عشان الفلوس.
الوجع فضل معايا فترة، يمكن شهور بقيت فيها بروح الشغل والتمارين بس من غير نفس، وكل حاجة حواليّا فقدت طعمها.
لحد يوم وأنا في الجيم كنت بتمرن لوحدي، شوفت بنت شكلها جديد في المكان، كانت بتحاول ترفع وزن تقيل شوية ووشها محمّر من التعب.
قربت منها من غير تفكير وقولت:
_خدي بالك، كده هتتعوري، خلي الوزن أقل شوية الأول
_فرقت؟
_فرقت كتير أوي
_واضح إني محتاجة مُدرب أكتر من التمرين نفسه
ضحكت أنا كمان، ومن ساعتها بدأنا نتكلم كل مرة نتقابل فيها في الجيم
مع الوقت عرفت إن اسمها مريم، بتشتغل في مجال قريب من مجالي، وعندها نفس الاهتمامات تقريبًا بنحب الرياضة، وبنحب نشتغل على نفسنا خطوة بخطوة.
الغريب إني حسيت معاها براحة وصدق من أول لقاء، مفيش ضغط ولا استعجال ولا شروط غريبة ومعقدة مش هتتحل مهما فات عليها الوقت
