رواية حب ابيض واسود كامله جميع الفصول بقلم أميرة ابيها
-الشاب اللي جه أول إمبارح أخباره ايه؟
=حالته حرجة جدًا ولسه مفاقش يا دكتورة.
-انا عايزة مراقبة 24 ساعة لحد ما يفوق وتدوني خبر على طول.
=تمام يا دكتورة.
-انا همشي دلوقتي يا رنا... مراقبة الـ 24 ساعة ما تغفليش عنه.
=حاضر يا دكتورة.
خرجت من المستشفى، بس في بالي حالة الشاب اللي حياته متعلقة على خيط رفيع ... قلبي كان مشغول بيه حتى وأنا راجعة البيت ما انا اللي مسؤولة عن حالته من يوم ماجه
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
بقلمي "أميرة أبيها *Rahaf
||في البيت||
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
=وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... اتأخرتي كدا ليه يا تقي؟
-انت عارف الشغل يا بابا... أنا مسؤولة عن حياة ناس كتير.
=ربنا يوفقك يا حبيبتي ويقويكي ويحفظك يارب.
*مسكت إيده وبوستها بحب.
-اللهم آمين يا حبيبي... ويحفظك ويباركلي فيك يارب. اومال فين ماما مش باينة؟
=جوة في المطبخ، أول ما عرفت إن دا معادك ترجعي قامت بسرعة تحضرلك الأكل.
-سموحة بتحب تتعب نفسها والله... ياسموحة!
=تعالي يا تقتأ، حضرتلك بقى المكرونة الوايت صوص اللي بتحبيها... تاكلي صوابعك وراها.
*اتجهت للمطبخ، ريحة المكرونة كانت قالبة الدنيا. ماما واقفة جنب البوتجاز و بتعملها بكل حب، وأنا راجعة جعانة جدًا من الشغل والمكرونة اتعملت في وقتها الصح.
-كل ده علشاني يا ماما؟
=هو انتي عندي حاجة قليلة يا قلب أمك؟
*مسكت إيديها وحضنتها وبعدين بوست إيدها، حسيت أد إيه بتتعب علشاني.
=تسلميلي يا قلبي وتسلم الإيد الجميلة دي.
-يلا يا حبيبتي غيري هدومك وأنا هغرفلك الأكل.
=حاضر يا حبيبتي... حضرت الظابط لسه في الشغل؟
-حازم أخوكي دايمًا واجع قلبي عليه يا تقي... عنده مأمورية النهارده.
=متقلقيش عليه يا حبيبتي... انتي عارفة بقى هي دي حياة الظباط، أنا هدخل أغير هدومي وأكلمه.
-ياريت يا حبيبتي... ريحي قلبي، ربنا يريح قلبك.
*مشيت على أوضتي وأنا قلبي مش مرتاح... حازم يعتبر مش بيدخل البيت أصلًا، دايمًا من مأمورية للتانية. بس لازم حد فينا يطمن التاني
*دخلت، أخدت شاور وغيرت هدومي، وبعدين رنيت عليه. الساعة كانت عدّت 12... المفروض يكون خلص شغل
رنيت... التليفون بيرن ومفيش رد.
رنيت تاني... تالت مرة... برضه مفيش رد.
إيدي بدأت ترتعش، وقلبي بقي يدق بسرعة. الأفكار السودة هاجمتني: يا ترى في حاجة حصلته؟ يا ترى هو بخير؟
رنيت الرابعة...
-رد يا حازم بقى متقلقنيش عليك!
=ألو.
-إيه يا حضرت الظابط دا... قلقتني عليك!
=إزيك يا تقي؟ أخبارك إيه؟
-تخيل نبقى إخوات وفي نفس البيت وبقالنا يومين ما شوفناش بعض... الحمدلله يا حبيبي، إنت عامل إيه؟ خلصت شغل؟
=أعمل إيه بقى... انتي في المستشفى وأنا في القسم، لما بروح الصبح انتي بتكوني مشيتي. الحمدلله والله... أنا لسه ما طلعتش أصلًا، المأمورية الفجر.
-شغلانتين أصعب من بعض بس بلاش تقلقني عليك كدا... ربنا يقويك يا حبيبي. طيب خد بالك من نفسك يا حازم وارجع علي طول ماما مستنياك.
=تسلميلي يا رب.. حاضر... طيب تقي، أنا هقفل ماشي علشان عندي شغل... بوسيلي ماما وقوليلها متقلقش.
-ماشي يا حازم... في رعاية الله يا حبيبي.
*قفلت الخط... وانا برضو قلقانة عليه بس هو دايما كدا من يوم ما بقي ظابط وهو قالقنا عليه
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
بقلمي "أميرة أبيها"Rahaf
|| في الصالة ||
*خرجت علشان أطمن ماما واقولها انه بخير... وكمان أتعشي علشان أنام شويه قبل ما أروح المستشفى
-ماما انتي في المطبخ
=أيوة ياتقي بغرف الأكل
*دخلت أساعدها واحط معاها الاكل علي السفرة
-ماما انا كلمت حازم وهو كويس ياحبيبتي متقلقيش
=بجد ياتقي ... طيب اتأخر ليه
-المأمورية الفجر لسة ... دعواتك ليه بقي ياحبيبتي
=ربنا يسترها عليه ويحفظه يارب من كل شر
ومايوجع قلبي عليه أبداً
-اللهم آمين يارب العالمين.... ها هناكل ولا ايه بقي
=يلا خودي حطي دا علي السفرة ونادي علي بابا علشان ياكل معانا كان مستنيكي ياكل معاكي
*رصيت الاطباق وناديت بابا وقعدنا أكلنا سوا
-ماقولتليش ياتقي أخبار الشاب اللي في غيبوبة ايه
=لحد دلوقتي في غيبوبة مفاقش شكله غريب حتى عيلته شكلها عيلة كبيرة وواصلة دول موقفين حرس علي باب العنايه والمستشفي
-ومعرفتوش مين اللي ضربه بالنار يعني الشرطة موصلتش لحاجة
=لا… لحد دلوقتي الشرطة موصلتش لحاجة.
-غريبة… ياتري عمل ايه علشان يتضرب بالنار بالطريقة دي.. شكله بتاع مشاكل
=هو دا اللي مقلقني يا بابا، حتى أهله تصرفاتهم مش طبيعية
-انتي خدي بالك من شغلك وبس يا بنتي، مفيش داعي تدخلي في اللي مالكيش فيه
=عارفة... بس عندي فضول غريب اعرف دا مين وليه حاولو يقتلوه بالطريقة دي... دي طريقه عصابات
*بابا تنهد وهو بيبصلي
-انتي عليكي تعالجيه وبس بلاش فضولك يقودك لحاجة ممكن تأذيكي
*هزيت راسي وكملت أكلي ودخلت نمت لاني هصحي بدري المستشفى
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
||تاني يوم الصبح ||
"الساعة الخامسة صباحا"
*صحيت على صوت التليفون
كان اتصال من رنا الممرضه
قومت من علي السرير عدلت قعدتي ورديت وانا جوايا احساس غريب وقلبي مقبوض
-أيوة يارنا
=إلحقيني يادكتورة
-في ايه يارنا
=الشاب اللي كان في غيبوبة اللي وصتيني عليه
*حطيت ايدي علي قلبي اللي دقاته بقت سريعة واتوترت
-ماله
=تعالي بسرعه يادكتورة
*مفهمتش منها حاجه بس كان في صوت دوشة حواليها واصوات كتير ساعتها عرفت ان في حاجه كبيرة
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
بقلمي "أميرة أبيها" Rahaf
|| في المستشفى ||
*وصلت المستشفى جريت على باب العناية، لقيت دوشة وناس داخلة خارجة، وصوت رنا بيزعق من جوا
-رنا! في إيه؟!
=يا دكتورة… مش لاقيينه!
-مش لاقيين مين؟!
=المريض… !
*اتصدمت دا مسؤوليتي قلبي وقع في رجليا دخلت بسرعة الأوضة، لقيت السرير فاضي… والباب الخلفي مفتوح ، وصوت الحرس برا بيتكلمو بعصبية وانا توهت وبقيت حاسه اني في دوامة
اهله دلوقتي هيعملوا ايه..
-إزاي يعني هرب؟! دا لسه حالته حرجة، إزاي يقوم ويمشي؟!
=مش عارفين يا دكتورة… بس اختفى!
*وقفت مذهولة، مش مصدقة اللي شايفاه… ازاي هرب
-رنا، اتصلتوا بالمدير؟!
=ايوة يا دكتورة… هو جاي في الطريق.
*مسكت راسي بإيديا وأنا مش عارفة أستوعب، دا مسؤوليتي، إزاي يضيع مني بالشكل ده؟!
|| بعد دقائق ||
*وصل مدير المستشفى، صوته عالي ومتعصب
=إيه اللي حاصل هنا؟ إزاي مريض في حالة حرجة يختفي من تحت عنيكم؟!
*اتقدمت ناحيته وانا ايدي بتترعش ومتوترة
-أنا اللي متابعة حالته يا دكتور، لكن والله العظيم ما حد بلغني بحاجة غير دلوقتي… المريض كان تحت المراقبة 24 ساعة من الممرضين وكمان الحرس
=والحرس؟ كانوا فين؟!
*طلع صوت واحد من الحرس مرتبك
=إحنا… إحنا سمعنا صوت خناقة برا العناية، رحنا نشوف في إيه، ولما رجعنا لقيناه اختفى.
*المدير ضرب كف على كف:
=يعني سيبتوا مكان حساس زي دا فاضي انتو عارفين لو حصل حاجه للمريض دا المستشفى سمعتها هتدمر غير ان اهله مش هيسكتوا؟!
- يا دكتور الموضوع مش طبيعي… المريض دا مش قادر يتحرك أصلاً، لسه بين الحياة والموت، إزاي يختفي كدا؟!
*دخل ضابط شرطة لابس مدني، واضح إنه مستعجل
=إيه اللي حصل هنا؟ وصلنا بلاغ باختفاء مريض مصاب بطلق ناري.
-حضرتك مين؟
=ملازم أول شريف… مسؤول عن متابعة القضية.
-المريض دا تحت مسؤوليتي، ودي كارثة. لازم نعرف اختفى إزاي ومين وراه المريض كان في غيبوبة يعني صعب يختفي كدا لوحده
=الكارثة أكبر مما انتي متخيلة يا دكتورة… المريض دا مش أي حد
*بصيت له بخوف وفضول
-يعني إيه مش أي حد؟!
*شريف رد بنبرة غامضة وترتني
=هتعرفي قريب… بس من اللحظة دي، حياتك إنتي شخصيًا ممكن تبقى في خطر.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
بقلمي "أميرة أبيها" Rahaf
|| في المستشفى – أوضة الأطباء ||
*دخلت أنا ورنا وقفلنا الباب ورانا، صوتي كان بيرتعش وأنا بتكلم
-رنا… إيه اللي حصل بالظبط؟ أنا عايزة أفهم
=والله يا دكتورة ما فاهمة حاجة! أنا كنت قاعدة قدام أوضة العناية، سمعت دوشة وصوت خطوات جري، بعد كدا دخلت لقيت السرير فاضي
-مستحيل… دا لسه حالته حرجة، جسمه مش مستحمل يقوم لوحده أصلاً!
=أنا عارفة… بس كمان في حاجة غريبة.
-غريبة؟! قصدك إيه؟
=كان في اتنين غرب مش من أهل المستشفى قاعدين قدام العناية… ولما حصلت الدوشة اختفوا!
*بصيتلها بصدمة
-ليه ماقلتيش الكلام دا للضابط؟!
=خفت يا دكتورة… شكلهم مش عادي، وعيونهم مرعبة. خوفت لو ذكرتهم ادخل نفسي في مشاكل والجرايم والحاجات دي انا عندي اطفال
*مسكت إيدها بقوة
-رنا، احنا دخلنا في موضوع أكبر مننا… لو فعلاً في ناس وراه، يبقى اللي حصل مش هروب… دا تهريب!
=تفتكري مين يكون وراه
*سكت لحظة مش عارفه ولا فاهمه حاجه متوترة وقلبي بيدق جامد
-مش عارفة… بس ورا الشاب لغز كبير وأنا خايفة نكون احنا اللي هندفع التمن.
*رنا قربت مني واتكلمت بصوت واطي
=يعني إحنا ممكن نكون في خطر؟
-لو اللي قاله الظابط صح… آه، إحنا مش في أمان.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
*بعد يوم طويل في المستشفى من ضغط شغل وكمان الشاب اللي اختفي والمفروض اني مسؤولة عنه والتوهان اللي انا فيه رجعت البيت أرتاح وأريح عقلي من التفكير
||في البيت||
*دخلت لقيت ماما قاعدة في الصالة قدام التليفزيون
-مساء الخير ياماما
*قولتلها مساء الخير واتجهت ناحية اوضتي
=مساء النور... مالك يا بنتي مش من عادتك تدخلي اوضتك علي طول
- لا يا ماما، مفيش… شغل المستشفى بس النهارده كان تعب هدخل اريح شويه
*ابتسمت ابتسامة باهتة ودخلت اوضتي و قفلت الباب وحاولت ألهي نفسي بأي حاجة. لكن دماغي كانت مشغوله بالشاب اللي اختفي بس بعد ساعه من التفكير النوم غلبني ونمت
|| الساعة 2 بعد نص الليل ||
*كنت نايمة على سريري من التعب. فجأة حسيت بصوت خبط خفيف على الشباك، تجاهلته وقلت يمكن أوهام من التعب لكن الصوت قرب وكان واضح … والستارة بتتهز.
*فتحت عيني بشويش… لقيت حد واقف عند سريري! واحد غريب، عينه حادة وملامحه قاسية قبل ما ألحق أصرخ، مد إيده بسرعة وكتم نفسي.
-اااا…
=متتكلميش.
*حاولت أقاوم بس مقدرتش وصوته كان خشن وحاد قوي
=إحنا مش جايين نأذيكي… بس لو صرختي هتندمي.
*دقايق وأنا حاسة نفسي بيتقطع، الدنيا سوّدت قدامي وماحسيتش بنفسي
*ماما وبابا كانو نايمين وحازم كان في شغله
لراجل شايلني خرج بيا من البيت بخطوات سريعة وكان في عربية سودة مستنيا برّه، وراها اتنين رجالة واقفين... واللى فهمته انهم كانو مراقبني ومراقبين البيت
=يلا بسرعة قبل ما حد ياخد باله.
*ركبوني العربية، ومشيو بين شوارع فاضية لحد ما خرجوا من المدينة. الطريق بقى ترابي، الأشجار محاوطة من كل ناحية، والعربية طلعت جبل وسط اشجار كتير كإنها غابة
*وصلوا لبيت قديم وسط الغابة
البيت معمول من حجارة سودا، أنواره واطية ولونها أصفر ريحته رطوبة وتراب. فتحوا الباب، دخلوني جوه.
جوا البيت كان في صمت مخيف، بس سمعت صوت نَفَس متقطع جاي من أوضة تانية… قلبي اتقبض، الصوت كان مألوف.
=هاتوا الدكتورة هنا