رواية ظنها دميه بين أصابعه الفصل المائة وخمسة 105 بقلم سهام صادق


 رواية ظنها دميه بين أصابعه الفصل المائة وخمسة


يُخبرها إنه أتى من عمله جائعًا ليتناول وجبة الغداء معها،  بل ويُعاتبها بمزاح عن مشاركتها لوجبة طعامها مع
 العم "سعيد" الذي يسعى جاهدًا لأجل رؤيتها تبتسم ومع كل مزحه يطلقها كان فؤادها يعتصره الآلم وتزداد خنقتها وتتساءل في نفسها ، هل يفعل هذا لأن حُجَّته في أمر أنشغاله عنها أصبح بطاقة مُحترقة أم السبب أنهيارها أمام "سيف" وتصريحها بأن أفعال عمه تدفعها لمغادرة المنزل حتى تحفظ كبريائها.

_  أنا من زمان أوي مأكلتش الأكلة ديه ، عارفة لو من أيدك يا حببتي هخلص الأطباق كلها.

ضحك العم "سعيد" ونظر إليه قائلًا بسعادة وهو يرى سيده الذي لم يعهده قاسيًا يومًا مُنحنيًا نحوها ويضع قبلة على رأسها.

_ للأسف يا بيه، طبق البصارة من أيدي لكن لو كنت أعرف أنك عايزه من أيد "لولو" كنت أنسحبت وسيبتلك الفرصة عشان تعرف تراضي ست البنات كويس وأنت بتدلع عليها لأحسن هي زعلانه منك أوي...

خرجت شهقة قوية من شفتيّ "عزيز" مُتظاهرًا بالصدمة ثم سحب أحد المقاعد الموجودة بالمطبخ على الفور وجلس عليه.

_ "ليلى" زعلانه مني ، لدرجادي أنا مزعلها...
قالها وهو يقوم بتحريك مقعدها حتى تكون قبالته.

ترقرقت الدموع في عينيها ،فهو يتساءل ويتظاهر بعدم معرفته.

_ "ليلى" حببتي بصيلي، لأ ديه شكلها فعلا زعلانه أوي مني يا عم "سعيد".

دارت عينين العم "سعيد" بينهم ثم أبتسم وهز رأسه مؤكدًا.

_ زعلانه أوي منك وأنا كمان زعلان لأن أحوالك بقت عجيبة من ساعت سفرية تركيا.

وبأجفان مسبلة أردف العم "سعيد" متسائلًا.

_ أوعى تكون واحده هناك عجبتك، ما هو زمان عملها "عزيز" عمها لما حاولت واحده تاخده من عايدة وأنا قرصتله ودنه.

توقف "عزيز" عن تمرير يديه على يديها وأتجها بأنظاره نحو العم "سعيد" مُحملقًا وقد أقتحمت تلك الذكرى المنسية ذاكرته.

_ أنت محكتش ليا يا عم "سعيد" على حاجة زي كده.

تساءلت "ليلى" وهي تمسح دموعها العالقة بأهدابها ، فـ زمَّ العم "سعيد" شفتيه ونظر إليها.

_ حكاية قديمة وأتنست، هبقى أحكيها ليكي بعدين.

هزت "ليلى" رأسها رافضة وعابسة الوجه وهتفت راجية.

_ لأ أنا عايزه أعرفها النهاردة، أرجوك أحكي يا عم" سعيد".

تقابلت عينين "عزيز" مع نظرة العم "سعيد" له وتساءل.

_ أحكي ليها يا بيه؟

أستطاع" عزيز" أخيرًا تمالك نفسه والعودة إلى واقعه الذي مهما حاول التغلب عليه تأتي الرياح مُحملة بهزيمته وضعفه.
 
أشاح وجهه عن العم "سعيد" ثم نهض وتحرك نحو الموقد حتى يرى ما تم طهيه اليوم دون أن يُجيب عن تساؤل العم "سعيد" وقال.

_ معقول مطبختوش النهاردة غير بصارة.

ألتمعت عينين العم "سعيد" ونظر نحو "ليلى" التي مازالت عيناها تحمل اللهفة عن حكاية قديمة مضى عليها الزمن وتناساها أصحابها.

_ أنا و "ليلى" قررنا نعاقبكم ونعمل أكل لنفسنا بس عشان تحسوا بقيمتنا.

وبنبرة ذات مغزى مُبطن أستطرد العم "سعيد" قائلًا بعد أن نظر إلى "ليلى" وغمز إليها بطرف عينه.

_ وخصوصًا أنت يا بيه.

وضع "عزيز" غطاء أحد أواني الطهي ثم اِستدار جهتهم رافعًا كلا حاجبيه.

_ بقى عايزين تعقبوني يا راجل يا شرير، ما أنت خلاص مبقتش طيب وبقيت متحالف عليا...

ردت "ليلى" دون أن تنظر إليه.

_ أيوة إحنا قررنا نعمل الأكل لينا وبس بعد كده، أصل في ناس مبقتش تعرف قيمتنا فعلًا.

تقهقر "عزيز" إلى الوراء ثم وضع يده على صدره مُصطنعًا صدمته بطريقة درامية.

_ وأهون عليكي يا "ليلى"، كل الناس تتحالف عليا إلا أنتِ.

ضمت "ليلى" شفتيها حتى تُقاوم ذرف دموعها ، فهي هانت عليه وصار يُعاملها بجفاء دون أن تعلم سببً واضحًا وبكت ليالي تشكو إلى وسادتها حيرتها.

_ ما أنا هونت عليك..

قالتها بنبرة صوت مهزوزة مزقت نياط قلبه وجعلت العم "سعيد" ينظر إليها بحزن.

_ عندها حق يا بيه.

أخفض "عزيز" رأسه مُطبقًا على يديه بقوة ، فكل ما فعله لها كان يُبكيه قبلها وهل كان بيده شئ إلا هذا لعلّها تتركه دون أن تعطيه عذرًا واحدًا  وتقسو عليه مثلما قسى عليها.

_ قولها يا بيه إنها عمرها متهون عليك..

حدقت به مع اِبتلاع ريقها ببطء وكأنها تخاف من رده، رفع "عزيز" عينيه وقد آلمه ما رآه.

_ وهي عندها شك إنها ممكن تهون عليا...

فاضت عيناها بالدمع وخرجت شهقاتها بعلو، فأسرع إليها  يجتذبها من المقعد بلهفة أمام عينين العم "سعيد" الذي أنخلع قلبه هو الآخر عليها.

_ أنا ماليش غيرك يا "عزيز" ، لو عايزني أمشي قولي والله همشي بشنطة هدومي القديمة ومش عايزه حاجة...

انتصب العم "سعيد" واقفًا بذهول وكاد أن يتحرك نحوهم لكن نظرة "عزيز" له جعلته يتراجع مُتنهدًا وتاركًا لهم المطبخ.

وبحشرجة واصلت كلامها مُتقطعًا.

_ قولها يا "عزيز"، قولها عشان قلبي يصدق.

أطبق جفنيه بهون وهتف في نفسه. 
" مقدرش، مقدرش يا" ليلى" ، أنا من غيرك راجل مهزوم، راجل عمره ما هيقدر يلاقي نفسك من تاني."

أبتعدت عنه راغبة في ألقاء المزيد من العتاب لكن رؤيتها لتلك الدمعة التي أنفلتت من طرفي عينيه صدمتها وهلعتها.

_ "عزيز" أنت بتعيط!!

والرد لم يكن إلا أجتذابه لها إلى حضنه قائلًا بهمس لم يخرج من شفتيه ولم تسمع منه إلا تنهيدته.

" أتحمليني شوية كمان يا" ليلى" ، غصب عني صدقيني." 

حضنه لأول مرة تشعر فيه وكأنه سيكسر به أضلعها ورغم محاولتها في تحمل قسوة ذراعيه إلا أنها فشلت وخرج صوتها برجاء ووجع.

_ "عزيز" ، مش قادرة أخد نفسي.

خفف ذراعيه من عليها وتساءل بلهفة.

_ وجعتك أوي...

أبتسمت بتوتر وخجلت أن تُخبره إنه كان قاسيًا في ضمها.

_ آسف ،حقك عليا.

تمتم بها رابتًا على ظهرها وواضعًا قُبلات عدة على رأسها.

وقد عاد العصفور إلى قفصه الذهبي راضيًا مُطمئنًا و" ليلى" كانت كالعصفور الذي لا يستطيع التحرر من يدين صاحبه لأنه علمه بمهارة ألا يستطيع الطيران من دونه.

...

نظرت "عايدة" نحو شقيقها "سعيد" بنظرة ثاقبة ثم ألقت بكرة الصوف من يدها مُتسائلة بعد أن زفرت أنفاسها بضجر.

_ مالك يا "سعيد" ، أنا بقلق لما بتفضل رايح جاي قدام عيني.

نظر لها ثم أقترب منها وكأنه كان ينتظرها أن تبدء هي الكلام معه.

_ قلبي بيقولي البيه مخبي علينا حاجة كبيرة يا "عايدة"...

ضاقت حدقتيّ "عايدة" بغرابة من حديثه.

_ تفتكر يا "سعيد" لأن تصرفاته مع "ليلى" مبقتش عجباني والبنت كل يوم بتنطفي عن اليوم اللي قبله.

وبقهر تمتمت.

_ هي ديه وصية "عزيز" له، أنا قلبي محسور عليها ، "ليلى" غلبانه أوي يا "سعيد".

حدق العم "سعيد" بها بنظرة طويلة ثم هز رأسه عدة مرات إلى أن لطم بيديه جانبين ساقيه.

_ قلبي زيك محسور عليهم هما الأتنين ، حاكم أنتِ مشوفتيش منظره وهو واخدها في حضنه وبيعيط يا "عايدة".

خرجت شهقة مسموعة من شفتيّ "عايدة".

_ لأ ، كده في حاجة غلط ، أنا رغم زعلي منه لأنه أتغير معاها فجأة وكأنه زهدها وكل شوية أقولها أستحملي وكل ست فينا عاشت فترة صعبة مع جوزها إلا إن جوايا حاجة بتقولي مش ده "عزيز" بيه...

وتذكرت مظهره منذ أسبوع عندما تقابلت معه بالصباح الباكر عند بوابة الفيلا وسألها عن حالها وحال "شهد" وأعتذر منها بسبب تقصيره معهم مؤخرًا بالسؤال وأخبرها إذا أحتاجت لشئ ألا تخجل منه حتى إنها في تلك اللحظة أرادت أن تطلب منه أن يجلس مع "شهد" ويفهم سبب لتصرفاتها الغريبة ، فهي تُحبه وتقدره ومثلها الأعلى وربما تسمع منه نصيحته لكن كل هذا ضاع من عقلها لأنها شعرت بالحرج منه ،فهو يبدو من ملامح وجهه الذي تجلى بوضوح عليه الأرهاق والعمر أن به شئ أكبر من مشاكل العمل، شئ يخفيه عنهم جميعًا.

وشهقة أخرى صدرت عن "عايدة" أشد قوة مع لطمها لصدرها.

_ يالهووي يا "سعيد" ليكون البيه عنده المرض أياه ومخبي علينا ، ما هو موضوع الخلفة والحمدلله الدكتورة طمنتنا على "ليلى" وأنا وأنت عارفين كويس إن البيه معندهوش عيب يمنع ، فاكر زمان...

وأستطردت "عايدة" قائلة وهي تتذكر ذلك اليوم الذي وقفت فيه "سمية" أمام السيد "رياض الزهار" والد "عزيز" تُخبره بتبجح أن أبنه لم ينفر منها في العلاقة الزوجية ولم يراها فقط أرملة شقيقه الراحل وأن كل ما يتحدث به عنها هراءً ولو كان هذا صحيحًا، فكيف حملت في أحشائها طفل منه ولولا أنه لم يكتب له الله البقاء في رحمها لكن هذا الطفل أثبت صدق كلامها.

_ يومها كنا حاضرين مع "رياض" بيه ، ومش معقول "سمية" هتكذب، أنت عارف إنها ست بجحة... يبقى هو المرض أياه.

جحظت عينين العم "سعيد" وبدء عقله يدور هنا وهناك ثم هزَّ رأسه مُستنكرًا ما تفوهت به.

_ تفي كلامك الماسخ يا "عايدة" ، البيه صحته حلوه الحمدلله... لأ هو محسود، هي منها لله "كارولين" ، ديما بصه ليهم ، ده أنتِ مش بتشوفي نظرتها له و ياريت "ليلى" واخده بالها، زي الهابله عميانه عن كل حاجة ومش فالحة غير في الشغل معاكي أو دخول المطبخ معايا.

َوبحنق أردف.

_ فهميها عشان ممكن تتكسف مني، البيه مش متجوزها عشان تكون له ست بيت شاطره، خليها تتنصح أكتر يا "عايدة".

وكعادة العم "سعيد" يسترسل في حديثه إذ لم يعجبه أمر.

حركت "عايدة" شفتيها بأمتعاض ورمقته بنظرة ساخطة.

_ أهو مافيش حد هيفضح مشروعنا قدام  عزيز" بيه غيرك أنت يا" سعيد".

رمقها بنفس نظرتها له ثم دفع نحوها خيوطها وتلك القصاصات الصغيرة من الأقمشة.

_ مسيره هيعرف ومش هيزعل منك أنتِ أكيد، هيزعل من الخيبة التانية ، آه يا راسي مش عارف البيت ماله بقى في حاجة غريبة كده، أنا هشوف لينا شيخ يمكن يكون في روح شريره محوطانا.

وضعت" عايدة" يديها على أغراضها التي بعثرهما وهتفت حانقة.

_ بتزعل لما بقولك كبرت وخرفت يا "سعيد"، ربنا يهديك.

...

نظر إليها "عزيز" بنظرة خاوية تحمل في طياتها شعوره بالذنب من أجلها وهو يراها تفتح نافذة السيارة وتخرج رأسها منها مُتنعمة برائحة الهواء التي لا يَشُمها سوى من يفتقد حريته.

_ تحبي نفضل ماشيين شوية بالعربية.

تساءل "عزيز" ولم يكن يتوقع ردة فعلها ، فهي التفتت إليه سريعًا وحركت رأسها له.

_ ياريت يا "عزيز" ، أنا مش عايزة أروح.

أبتسم ومدّ ذراعه إليها مُداعبًا بأصابعه خدها.

_ حاضر يا حببتي...

توهجت عيناها التي كانت مُنطفئة بالأيام الماضية ونظرت إليه بنظرتها البريئة التي تُزيد من عذابه.

عادت إلى متعتها وسلامها مع غلق عينيها وترك الهواء يُداعب خديها بملمسه البارد.

أزداد قلبه خفقانًا ثم نظر نحو المُسجل الخاص بالسيارة وبدء ينتقي من بين الأغاني التي يُحبها لـ نجاة إلى أن أستقر على تلك الغنوة التي جعلتها تفتح عينيها وتلتف إليه مرة أخرى.

" إلا أنت فيها إيه الدنيا ديا إلا أنت ، كل غالي يهون عليا إلا أنت 
وأبتسامتي وآهاتي منك أنت ، واللي حبيته في حياتي هو أنت 
فيها إيه الدنيا فيها ايه الدنيا إلا أنت....

طول ما أنت جنبي، روحي وقلبي في دنيا تانية ملهاش وجود
وإن غبت عني أحس أني لا ليا دنيا ولا وجود ، إيه حياتي كلها من غيرك أنت ، ذكرياتي فيها إيه حلو إلا أنت. "

همس الكلمات مع تحريك شفتيه دون صوت ثم فتح لها ذراعه يدعوها بأن تأتى إلى حضنه.

وهي في الحب لا تعرف للخصام الطويل مكان ومعه صارت أمرأة عاشقة ولا ترى في عالمها الصغير إلا هو...

...

وقف" صالح" مبتسمًا ومدهوشًا في نفس الوقت وهو يرى" زينب" نائمة على الأريكة بحجرة المعيشة و "يزيد" جالس على أرضية الغرفة وأمامه طاولة الدراسة التي تُناسب وضع جلوسه ويستكمل حل واجباته المدرسية.

رفع "يزيد" عينيه عن كتاب الرياضيات ونظر إليه.

_ بابي. 

هتف بها بصياح، فأسرع "صالح" بالأشارة إليه حتى يصمت ثم فتح له ذراعيه.

اِستدار "يزيد" نحو "زينب" التي تحركت في نومها لكن لم تفتح عينيها ثم نهض من مكانه بعبوس وتحرك نحو والده مُلقيًا بجسده الصغير عليه.

_ "زوزو" نامت يا بابي و "يزيد" جعان ومش عارف يحل الهوم ورك لواحده ونانا رجعت عند جدو "شاكر" و جدو "صفوان" ومردتش تاخدني معاها وقالتلي خليك مع "زوزو"...

وبتذمر قال وهو يرى والده يتحرك به بعيدًا.

_ أنا عايز أروح هناك عند جدو "شاكر" و "رغد" و نانا و جدو "صفوان" و و دادة "نعمات".

شعر صالح بالغرابة من تعلق أبنه المُفاجئ بـ جده "شاكر" بالأخص، فهو في البدايه ظن الأمر مجرد تعلق لا يثير رِيْبته لكنه تأكد الليلة من سبب أصرار "زينب" عليه أن يعيدون إلى روتين حياتهم القديم قبل أن يُتمموا زواجهم وتكون هناك أولويات أخرى لديهم.

تحاشا" صالح" النظر في عينين صغيره لوهله ثم تنهد وأجلسه على الفراش بعدما دلف به غرفته.

_ "يزيد" خلينا نتكلم مع بعض كلام رجاله ولا أنت مبقتش الراجل اللي بابي شايفه صاحبه.

أسرع "يزيد" بهز رأسه.

_ لأ أنا راجل يا بابي وكمان صاحبك وبنحكي لبعض كل حاجة.

أبتسم "صالح" وشعر بالأرتياح ثم وضع يديه على وجنتيه.

_ يبقى بابي هيسألك وأنت تجاوبه بصراحه عشان الرجاله مش بتكذب.

رد "يزيد" وهو يُومئ برأسه.

_ لأ أنا مش بحب الكذب، الكذابين بيروحوا النار علطول.

اِفتر ثغر "صالح" عن أبتسامة وتساءل.

_ قولي يا بطل، ليه بقيت زعلان من "زوزو" من ساعت ما رجعت من عند جدو "شاكر".

أشاح "يزيد" بوجهه عنه ثم عقد ذراعيه أمام صدره.

_ "يزيد" هتخبي على بابي.

أومأ برأسه مؤكدًا إنه بالفعل لن يخبره.

_ "يزيد" بصلي، ينفع أتكلم وأنت بتبص بعيد ومش مديني أهتمام..

ألتف "يزيد" إليه ثم طأطأ رأسه قائلًا :

_ أسف يا بابي لكن أنت قولتلي نحافظ على السر وأنا وعدت جدو "شاكر".

أظلمت عينين "صالح" لكن تمالك نفسه سريعًا وأكمل حديثه بهدوء.

_  حبيبي أنا مش عايزك تفضح السر لكن عايز أفهم ليه بدأت تضايق "زوزو" ، وخد بالك "زوزو" مش بتشتكي ليا ، أنا بقيت ملاحظ ده من تصرفاتك أنت وبجد زعلان يا "يزيد" منك وبقول لنفسي يعني "زينب" كل يوم تقولي ناخد "يزيد" ونروح نغير جو إحنا التلاتة وأنا أقولها مش فاضي لكن "يزيد" يعاملها وحش وهي معندهاش حد غيرنا يحبها.

فرك "يزيد" يديه وتمتم بصوت خافت.

_ أنا بحب  زوزو" يا بابي لكن أنت أخدتها مني ولو جبتوا بيبي هياخدها هو كمان له لواحده لأنها هتكون الـ مامي بتاعته مش بتاعت" يزيد" وهتحبه أكتر مني و أنت كمان هتحبوا أكتر مني ، عشان أنت مكنتش بتحب مامي" سارة" وبتحب" زوزو" وبس...

تجمد وجه "صالح" وانعقد لسانه عن الكلام ، فأردف الصغير بأعين دامعة.

_ هي مامي كانت مجنونة يا بابي عشان كده أنت مكنتش عاوزها ومحبتهاش وفرحت لما ماتت...

أبتسم "صالح" حتى يُداري ذلك الغضب المشتعل في عينيه.
 
_ مامي كانت طيبة وجميلة أوي و بابي كان بيحبها وزعل سنين على موتها ، وهي فعلا كانت تعبانه شوية يا حبيبي ولما تكبر هتفهم لواحدك حالة مامي لكن دلوقتي إحنا نعمل إيه عشانها...

اتسعت أبتسامة الصغير ورفع يديه عاليًا.

_ هندعيلها وهنطلع ليها حاجات حلوه كانت بتحبها عشان هي كانت بتفرح و بكده هي هتحس بينا وتفرح معانا.

ابتلع "صالح" غصته وحتى يهرب من ذلك الشعور المُظلم الذي أقتحم قلبه ،اجتذبه إلى حضنه.

_ بكره هاخدك أنت و زوزو نزورها ونجيب حاجات حلوة ليها وبعدين نسافر مكان بعيد ونختفي عن كل الناس شويه، موافق يا بطل...

كاد أن يقفز "يزيد"على الفراش صائحًا بتهليل.

_ "يزيد" خطتنا لـ بكره سر ما بينا وأنت بتحافظ على سر بابي...

رمش "يزيد" بأهدابه ثم نظر حوله.

_ طب و "زوزو" يا بابي هنقولها على السر.

ألتقط يده برفق ناحيته وقال وهو يُمرر يديه على خديه.

_ ولا حتى "زوزو" وكويس إنها نايمه عشان متعرفش حاجة وعد يا بطل.. 
_ وعد يا بابي....

...

أبتسم "سيف" وهو يرى عمه يدخل المنزل مُتشابك اليد مع "ليلى" وعلى وجه كل منهم تظهر السعادة.

_ أكيد بعتونا وأتعشتوا بره.

هتف "سيف" بمزاح لم يكن يعهده "عزيز" منه لكن "كارولين" وقفت مُحملقة من رؤيتها لهم هكذا دون تصديق او أستيعاب.

_ طبعًا وكل فترة مقررين نعملها ، أبقى غير مننا وقلدنا.

قالها عزيز بوجه مُبتهج ، فانتقلت أنظار "ليلى" عليه وضحك "سيف" وشعر بالرضى نحو ما فعله بالصباح عندما ذهب إلى عمه المصنع وأخبره أن "ليلى" تُفكر بالرحيل عنه وسأله ، هل سيتحمل رحيلها ولو خسرها هل سيكون سعيد مع أمرأة أخرى أو دونها.

_ عمي قالها أهو يا "ليلى"، ولو رجع في قراره هتحالف معاكي واخدك أنا أفسحك.

ألتمعت عينين" ليلى" بنظرة أمتنان، فاجتذبها "عزيز" و أوقفها وراء ظهره.

_ هو أنا أخلص من العم "سعيد" ،تيجي أنت كمان لأ ملكوش دعوة بمراتي...

تجهمت ملامح "كارولين" ثم أخفت تجهمها سريعًا وأستمرت بالنظر نحو" ليلى".

_ حببتي أطلعي أوضتنا وأنا هعمل مكالمة مع "نيهان" وهجيلك علطول ،تمام...

حركت "ليلى" رأسها إليه ثم ألقت بنظرة خاطفة نحو "سيف" تحمل شكر آخر منها.

_ ما هذا "سيف"، كيف تغير عمك في يوم واحد معها .. أنا اعتقدت أنهم....؟

قاطعها "سيف" وأتجه صاعدًا إلى أعلى.

_ أشغلي عقلك بحياتنا "كارولين" واسعى لتكوني مثل" ليلى"، وصدقيني ستعيدي مشاعري نحوك مرة أخرى...

أتبعت "كارولين" صعوده وهي في حالة صدمة، "سيف" يُخبرها أن تكون مثل "ليلى"؟؟ ما الذي حدث له.

_ ما الذي يحدث؟ يجب أن أخبر "سمية" بهذا على الفور..

وأسرعت نحو الخارج حتى تستطيع التحدث بحديقة الفيلا دون أن ينكشف أمرها.

...

وقفت "ليلى" أمام المرآة تُجفف خصلات شعرها المُبتلة وعلى شفتيها أبتسامة عريضة ، فهي حتى هذه اللحظة لا تستوعب أفعال "عزيز".

طرقات على باب الغرفة ، قطعت شرودها وأدهشها وقبل أن تغلق مُجفف الشعر وجدت "كارولين" تفتح باب الغرفه مُبتسمه.

_ أسفه "ليلى" لم أنتظر حتى تفتحي لي الباب بنفسك.

حدقت "ليلى" بها بغرابه وأسرعت في ربط حزام مئزرها ،فأقتربت "كارولين" منها.

_ يبدو إنكِ تتجهزين له ، هذا الشئ ما يعيد الرجل سريعًا لزوجته...

ضاقت حدقتي "ليلى" للحظة ثم تساءلت.

_ تقصدي إيه يا "كارولين"؟

أنطلقت من شفتيّ "كارولين" ضحكة قصيرة ثم قالتها لها صريحة بذلك المصطلح المعروف به تلك الكلمة.

شعرت "ليلى" بالضيق وأبتعدت عن أنظارها التي تخترق مفاتنها وتتفحصها بتفرس.

_ أنتِ في حاجة عايزاها يا "كارولين"...

دارت عينين "كارولين" بالغرفة ثم تلاعبت بخصلات شعرها وقررت ألقاء كل ما لديها والمغادرة سريعًا قبل صعود "عزيز".

_ "ليلى" ألا ترين خصلات شعرك كيف تقصفت...

أسرعت "ليلى" بوضع يدها على خصلات شعرها، فأستكملت "كارولين" كلامها.

_ ووجهك صار شاحب حتى جسدك يحتاج للعناية...

تلاقت نظراتهن ووقفت "كارولين" قبالتها، فتراجعت "ليلى" إلى الوراء وهي تضم بيديها قبة مئزرها من الأعلى.

_ لا تفهمي كلامي ونظراتي لكي بالتقليل منك "ليلى" لكن أنا أرى إنك تحتاجين العناية بـ بشرتك وجسدك ، أنتِ تنتمين لطبقة الاغنياء الآن لكن سامحيني عزيزتي أنتِ مازلتي تُمثلين المرأة التي يظهر عليها العجز سريعًا لقلة اهتمامها بنفسها وفقرها..

حاولت "ليلى" التركيز في كلام "كارولين" الذي يخرج منها مُتقطعًا وبـ لغة عربية ركيكة للغاية.

_ قصدك إني مش بهتم بنفسي "كارولين" ؟

زفرت "كارولين" أنفاسها بسأم، فأمتقع وجه "ليلى".

_ أنا سأذهب غدًا لمركز متخصص بالعناية بالبشرة والجسد وأتيت أعرض عليكي الذهاب معي لكن يبدو أنكِ ترغبين أن تظلي كما أنتِ...

قطبت "ليلى" حاجبيها، "كارولين" تعرض عليها أن تأتي معها بالغد إلى أحد مراكز التجميل التي تذهب إليها.

_ قبل أن أغادر "ليلى" ، أريد أن أخبرك بشئ...جمالك ما لفت أنظار السيد "عزيز لك وإذا لم تُحافظي عليه ضاعت مكانتك من قلبه...

اِهتزاز شفتيّ" ليلى" جعل" كارولين" تتأكد أنها وصلت إلى هدفها بكلامها.

أغلقت" كارولين" باب الغرفة ورائها وأسرعت بخطواتها إلى غرفتها سعيدة بما أنجزته قبل أن يصعد" عزيز". 
_ مع من كنتي تتحدثين بالحديقة" كارولين"؟

شهقت "كارولين" وأرتجف جسدها ثم نظرت إلى "سيف"
الذي غادر الحمام للتو ويقف مُمررًا بالمنشفة على خصلات شعره الرطبة.

_ أخفتني" سيف" !!

عقد "سيف" حاجبيه مُكرر سؤاله.

_ أجيبي على سؤالي، مع من كنتي تتحدثين؟

أقتربت منه وحاوطت عنقه بغنج قائلة:

_ إنها صديقة لي، تُخبرني بقدومها إلى مصر قريبًا.

نظر إليها بنظرة طويلة ثم وضع يديه على يديها حتى يُبعدها عنه لكنها ألتصقت به.

_ أشتقت إليك" سيف" ،أنت لم تعد تقترب مني حبيبي.

...

توقف  عزيز" أمام غرفتهم ثم تنهد قبل أن يضع يده على مقبض الباب. 
تركت المشط الذي كانت تُمشط به شعرها بشرود واستدارت له.

_ أتأخرت عليكي.

هزت رأسها بالنفي ثم تمتمت بخفوت.

_ أنت هتنام هنا ،صح؟

أغلق عينيه ثم سار إليها.

_" ليلى" ، أنا عايز أتكلم معاكي في حاجة...

قاطعته قبل أن يتحدث.

_ لو حاجة هتعكنن علينا يومنا، أرجوك بلاش يا" عزيز".

تفاقم الوجع الذي بدء يُحاول التعافي منه وأطرق رأسه.

_ يعني نأجل كلامنا للصبح؟

زمّت شفتيها وهزت رأسها مُفكرة.

_ لو مش هيعكنن علينا سعادتنا قول دلوقتي وخلاص.

رفع "عزيز" عينيه وصوبها نحوها قابضًا على يديه بكل قوته حتى يقف ثابتًا أمامها ولا يظهر شعوره لها وفي داخله أخذ يُحادث نفسه.
" أقولك إن سبب وجعي وحيرتك معايا حاجة ممكن تعكنن علينا العمر كله ولا أخلي وجعي مستخبي وأقفل موضوع الخلفة من حياتنا تمامًا وأعوضك على قد ما أقدر لأني أتأكدت إني مش هعرف أكمل حياتي من غيرك يا 'ليلى'..."

وبآلم أردف بينه وبين نفسه.
" هكون أناني معاكي للمرة التانية وأحرمك من حق من حقوقك."

_ عزيز أنت سرحت في إيه ؟

أبتسم" عزيز" عندما وجدها صارت أمامه ولا يفصل بينهم إلا أنفاسهم.

_ سرحت فيكي يا" ليلى" وبسأل نفسي إزاي قسيت عليكي الأيام اللي فاتت...

ابتلعت لُعابها وكادت أن تسأله عن السبب الحقيقي وراء ما حدث بينهم ، فـ ربما يُصارحها الليلة.

_ وحشتيني.
قالها ببحة صوت خشنة ثم أجتذبها إليه وقبل أن يخرج أي حديث أخر منها ، كانت تضيع بين ذراعيه في جنون لم تعهده منه من قبل وقد أعاد له تجاوبها معه ثقته بنفسه والقرار الذي بدء يقتنع به هذه المرة....، أن يخفي عنها عجزه في الأنجاب ويبدء بالعلاج دون أن يعلم أحد وإذا فشل أمر علاجه ،فالسر سيدفن كما تم دفن الكثير من الأسرار سواء له أو لغيره.

....

نظرت "سما" إلى ساعة يدها بعدما توقفت بسيارتها أمام المطار ثم تنهدت تنهيدة طويلة.
 
_ يا ترى أستدعائهم ليا ، إني أرجع الشغل ولا فصلي تمامًا لأني محضرتش التحقيق... 
وبوجه مستاء تمتمت.

_ يعني عشان جرجرتها من شعرها والكل أتفرج علينا من زمايلنا ومُدرائنا يتحقق معايا...

ثم بتأفف أردفت.

_ ما أنتِ من حظك السئ وده بتتمتعي بي ديمًا يا "سما"، إن مستر "زُهير" اللي بيكره كابتن "صالح" أتفرعنتي قدامه بالعلاقة الأسرية اللي بتربطنا.

وبضيق أكملت حديثها مع نفسها.

_ ياريتني كنت كلمت كابتن "صالح" ودخلته في الموضوع بس أنا عارفه إنه مش بيحب يتوسط لحد خصوصا في الشغل معاه.

وتوقفت عن الكلام مع نفسها ثم زفرت أنفاسها لمرات حتى تستطيع العودة إلى شجعتها، فلا شئ سيحدث إذا تم فصلها  عن العمل، فـ هناك العديد من الفرص ستفتح لها ذراعيها.

_ ايوة أنا أي مكان يتمنى أنضمامي...

أبتسمت ثم أخرجت مرآتها الصغيرة من حقيبتها حتى تنظر إلى وجهها وترى ثبوت أحمر الشفاه الذي تضعه.

أجفلها صدوح رنين هاتفها فجأة ، فأسرعت بألتقاطه ونظرت إلى رقم المتصل ثم أجابت دون تفكير وغير تصديق.

_  وأخيرًا رديت عليا يا سيادة الرائد، من يومين بحاول أوصلك وحضرتك ولا معبرني... أنت تنزل أجازة وتيجي تشوف المهزلة اللي حصلت بسبب عمي، بقى أنا و أنت نتجوز، ده يحصل إزاي اصلا وأنت عارف إني لسا طالعه من علاقة فاشلة غير أنا وأنت شايفين بعض اخوات.

أطبق "قصي" جفنيه ثم أزاح الهاتف عن أذنه وتركها تُخرج كل ما لديها.

_ أنت مبتردش ليه عليا، أنت لازم تتصرف، لو قولت لأ على المهزلة ديه هتنتهي... الكل منتظر قرارك.

تنهد بصوت مسموع ثم أشار لأحد زملائه بأن يتحرك أمامه وسيتبعه.

_ خلصتي كلام يا  سما" هانم، عموما أنا نازل بعض شهر لأني طالع مهمة ولو ربنا كتب ليا عمر جديد هتجوزك يا" سما" لأنك مطلعتيش أختي، أنتِ بنت عمي وهتكوني مراتي ، مع السلامة لأني لازم أقفل.

أنهى المكالمة دون أنتظار أن يسمع ردها لتفتح فمها وهي تُحدق بالهاتف.

_ هو مين بالظبط كان بيتكلم معايا، لا لا ده أكيد مش "قصي".

وسرعان ما كانت تلطم جبينها حتى تفيق من دهشتها.

_ ده بيقولي هتكوني مراتي وهنتجوز بعد شهر...

....

أستيقظت "ليلى" من نومها سعيدة ومُنتشية بعد تلك الليلة التي قضتها في حضنه.
تمطأت بذراعيها ونظرت جانبها لتجد ورقة موجودة بقربها يُخبرها فيها إنه يُحبها.
ضمت الورقة إليها وتساءلت.

_ هو أنا في حلم ولا حقيقة!!!

أبتسمت عندما بدأت تتأكد أن ما عاشته بالأمس معه حقيقة ثم نهضت من الفراش وتمطأت مرة أخرى.

_ "عزيز" رجع لحضني من تاني يعني ممكن يكون كلامه صح، إنه ده فتور في العلاقة الزوجية وإنه من ضغط الشغل كان بيتعصب عليا...

لم يكن عقلها مُقتنعًا بحديثها لكن قلبها الساذج لا يترك لها فرصة لتُفكر، هي نشأت على أن المرأة عندما تتزوج تفني حياتها من أجل نجاح زواجها الذي لن يمر بسلام دائم وعليها إرضاء زوجها في كل شئ خاصة في علاقتهم الزوجية.

جلست على الفراش مجددًا وتلاعبت بأصابعها بخزي ثم أطلقت زفيرًا طويلًا ونفضت ما دار برأسها.

_ لأ يا "ليلى"، لو فشلتي في جوازك مش هتكوني ست شاطرة وكمان هتروحي لمين و "عزيز"  رجع أهو حنين عليكي من تاني .. سامحيه المرادي.

وبين عقلها وقلبها كانت تائهة.

_ هو أنا ليه مسمعش كلام "كارولين" و أهتم بنفسي عشان مضيعش جمالي وحتى كمان أحافظ على علاقتنا و أبدء ألتزم في العلاج ما دام بقى يقرب مني وعلاقتنا الزوجية رجعت من تاني. 

وبينما هي تبحث عن كل شئ تُسعده به وتعيد لهفته إليها ، كان هو غارقً في حيرته ويسأل نفسه ،
هل يستمر في هذا القرار الذي أتخذه ويجعلها تعيش في النعيم بين ذراعيه دون حق لها من الأختيار والقرار.

_ كنت عايز أفلت أيدك يا "ليلى" لكن معرفتش، يا ترى المرادي مين فينا هيفلت أيد التاني، و لو فشلت في العلاج وأكتشفتي إني هحرمك معايا من نعمة الأمومة ؟؟

....

تركت" سمية" القلم الذي تتلاعب به بين أصابعها وأشارت نحو "كارولين" الجالسة أمامها.

_ كلميها تاني، يمكن تكون السندريلا صحيت من النوم خلينا نخلص بقى.

توترت  كارولين" وأعادة أتصالها مع " ليلى" التي كانت تخرج من غرفتها وفي نفسها إنها ستتجه إلى مسكن عمها وتُخبر زوجة عمها عن ذهابها إلى مركز التجميل حتى تعيد لنفسها تلك النضارة التي فقدتها بشرتها.

برقت عينين" كارولين" عندما أجابت عليها" ليلى".

_ أيوة يا" كارولين" ، تمام هروح معاكي.

أشارت إليها "سمية" أن تُخبرها بما عليها قوله لها.

_ لا تُخبري "عزيز".. "ليلى" وأنا أيضًا لن أخبر "سيف"... نحن نُريد مفاجأتهم.

...

أغلقت "زينة" كشكول مُحاضراتها بضيق بعد أن يأست من محاولتها في فهم ما عليها مُراجعته قبل دخولها المحاضرة القادمة.

_ هي "ميادة" و "نيفين" موصلوش ليه ،شكلي كده هروح ومش هحضر المحاضرة.

وكادت أن تُجمع أغراضها وتُغادر الجامعة إلا أن أهتزاز هاتفها على الطاولة جعلها تُحدق مذهولة بالرقم الذي يظهر على شاشة الهاتف.

ألتقطت الهاتف بيد مُرتعشة وردت وهي لا تُصدق أنه تذكر وجودها أخيرًا.

_ خلينا نتقابل في المزرعة، هسبقك على هناك لأني عايزك ضروري.

نظرت "زينة" إلى صديقتها "نيفين" التي تقترب منها ،فأردف "هشام" بنبرة صوت غامضة.

_ "زينة"، عايزك عشان وحشاني ولا أنا موحشتكيش.... 


تعليقات