رواية حورية في الجحيم الفصل الثالث عشر 13 بقلم إيمان الشربيني


رواية حورية في الجحيم الفصل الثالث عشر بقلم إيمان الشربيني 


             

رأيت تلك العرافة مجدداً في غرفتي لكن هذه المره كنت مستيقظة وبكامل وعي 

إرتجف جسدي عندما رأيتها وقلت بخوف 

_كيف دخلتي إلي هنا ؟

ضحكت ضحكة كشفت عن أسنانها الصفراء وقالت _لا يوجد مكان يخلو مني 

إزداد خوفي منها تقدمت نحوي أكثر وقالت بهمس يطبق الأنفاس

_أريد المقابل الآن 

تسارعت أنفاسي وازدادت نبضات قلبي 

_ماذا تريدين؟

أمسكت خصلة من خصلات شعري الطويل وقالت _أريد شعرك الجميل الآن 

هززت رأسي بخوف وأحضرت مقصً كان في أغراض أروي 

كنت خائفة منها لدرجة أنني لم أوليها ضهري 

جلست أرضا وهي ترقبني 

وبدأت في قَصة

كانت تتسع إبتسامتها كلما قصصت خصلة حتي إنتهيت منة متساقط بالكامل أمامي، فتحت أروي الباب فجأة وصرخت عندما رأتني علي تلك الحالة، أشحت بنظري عنها لأنظر ناحية العرافة مبررة ما أفعل فكانت صدمتي  لم أجدها ،إختفت ، جاء خالد علي صوت أروي يلهث ويسأل عن سبب صراخها

فتفاجئ بما فعلت ، إعتلت الصدمة ملامحة هو الآخر

جلس أمامي وأمسك خصلات شعري المبعثرة بين أصابعة وقال 

_لماذا فعلتي هذا ؟

نظرت في أركان الغرفة الأربعة بخوف ولا أعلم بماذا أجيبه

قالت أروي _فريدة نريد إجابة لماذا تجلسين هكذا ؟ ولماذا قصصت شعرك بهذه العشوائية !! 


بللت حلقي حتي أستطيع التحدث

_هي من طلبت مني ذلك 

نظر خالد وأروي لبعضهم بعدم فهم ،

أمسك خالد يدي بعدما لاحظ إرتجافي وقال بصوت دافئ 

_من هي حبيبتي 

خفت أن أذكر أسمها فقولت 

_هي تلك السيدة التي رأيناها في المطعم 

قال خالد بذهول _تقصدين العرافة !!؟

قلت بهذيان _نعم ..هي ذهبت للبحر ماكنت أريد أن أنتحر صدقوني كانت فقط تقودني 

كانت هنا الآن..

قصصتة لأجلك أريد أن أحميك صدقني يا خالد 

بدي علي أروي عدم التصديق وقالت 

_ما هذا الهذيان ما تقوليه لا يصدقة عقل 


نظرت لخالد علي أمل أن يصدقني بدت علي وجهه علامات الكرب لكنه رسم علي ثغرة إبتسامة صغيرة وقال

_اصدقك 

ثم مسح علي رأسي وهو يكمل 

_ولكن لا أريدك أن تجلسي بمفردك أبدا هذه الفتره

هززت رأسي موافقة ،نهض وقال لأروي

_ ساعديها أن تتهيأ سيأتي عدي بعد قليل حتي نذهب لإتمام الزواج 

ثم نظر لي 

_أحبك

شعرت بتضفق الدم في وجهي وأطرافي أخجلني كثيراً وجود أروي 

علم أنني لن أقول شيئ فإبتسم وذهب . 


بدأت أستعد بحماس إرتديت أفضل المتاح الآن فلم تجلب لي أروي سوي القليل من الثياب 

سمعت صوت سيارة تقف أمام المنزل؛

نظرت من النافذة فإذا به عدي يخرج من السيارة 

هبطنا لأسفل ووقفت بجوار خالد وعلي ثغري إبتسامة تلاشت عندما رأيت وجه عدي المتجهم؛

رسم إبتسامة خفيفة أظنها رغم عنه وقال 

_كيف حالك يافريدة 

_بخير.. وأنت؟

رد باقتضاب وهو يجلس علي الأريكة 

_بخير

حثة خالد علي النهوض 

_عدي لا وقت للجلوس لا أريد أن نتأخر أمامنا مشوار طويل ،أريد أن نصل قبل إغلاق القنصلية بوقتٍ كافٍ

_لنأجلها للغد 

صاح به

_عدي ما هذا البرود 

إن لم تأتي معي سأذهب بمفردي 

صمت عدي وأسند ذقنه علي قبضة يده

فأمسك خالد يدي وسحبني خلفة

_هيا يافريدة لا أريد أحداً 

_خالد والدك لم يكذب فريدة أختك

توقفنا كمن ضربته صاعقة 

إرتخت قبضة خالد علي يدي وشعرت بجسدي يتهاوي أرضاً ،لم أفقد وعي ولم يلتفت لي خالد، صرخت أروي وركضت نحوي

تقدم خالد من عدي أمسك به من ثيابه يهزه بعنف 

_لعبة جديدة من أبيك كم دفع لك كي تبيع أخيك ؟ أكان الثمن باهظاً أم بعت أخيك بثمن بخس

_إهدئ يا خالد 


_كيف أهدئ وأنا أري عائلتي بأكملها ضدي 


_خالد أقسم لك أني لم أكذب عليك 

هذا ماسمعتة من  ..قاطعة خالد مستنكراً 


_أصمت لا أريد سماع شئ كلكم كاذبون 

أقترب مني وساعدني علي النهوض 

وقال بإصرار

_هيا يافريدة سوف نذهب الآن .

لم أكن في كامل آدراكي فكررها 

_ فريدة هي بنا 

_إلي أين ؟

_سنتزوج الآن رغم أنف الجميع 

_ماذا لو..

_مستحيل.. مايقولونه مستحيل ،لا أنا ولا أنتِ نشعر بذلك

سرت معه عدة خطوات كنت فيها مسلوبة الإرادة حتي تسمرت قدماي 

_لا أستطيع 

_بل تستطيعين 

بكيت ويدي معلقة بيدة فجذبني كي أكمل السير ،أمسك عدي يدي وحررني منه

فتلقي من خالد لكمة أسقطته أرضاً 

شعرت أن خالد فقد صوابة 

قام عدي يترنح فلكمة مرة أخري وبدأت الدماء تسيل من فمة ،صرخنا فزعاً عليه

فنظر لي خالد بيأس وقال 

_لماذا تخافين هذا جرح بسيط سيتعافي في يومين.. لكن ماذا عن جرح قلبي أنا ..كم عمراً سيحتاج كي يتعافي؟ 

ماذا عن روحي الممزقة يافريدة كيف سأُداويها !! 


كلماتة مزقتني أكثر كنت أري الدنيا كلها في عيني سوداء تحجرت الدموع في عيني

فقدت رغبتي في كل شئ ،تلاعب القدر بنا  بقدر ماأحمل له من حب 

أيعقل بعد كل ما عشناه معاً أن تكون هذه نهاية حبنا 

أيعقل أن يصبح حبي له معصيه!!

كيف سأتعايش وكل خلية بي تعشقة؟

كيف تتلاعب بنا الأقدار إلي هذا الحد 

أنا من صُنت قلبي وأحتفظت به لسنوات حتي أجعلة بين يديه

هل أستطيع أن أقول لخالد كما كنت أقول لزياد 

أن رباط الأخوة أقوي من رباط الزواج

الفصل الرابع عشر من هنا

تعليقات