رواية حارة الربيع الفصل الخامس عشر 15 بقلم جميلة القحطانى


 رواية حارة الربيع الفصل الخامس عشر 

مفتوحًا لدعاء فقط.
أحد المقاهي الشعبية  الساعة 6 مساءً
شهاب يجلس وحده، يرتدي ملابس بسيطة، وكأنه مواطن عادي، لكن عيناه كاشفتان لا يغفل عنهما شيء.
نظراته تتابع فتاة ترتدي عباءة قديمة وتجلس غير بعيد، تدّعي طلب المساعدة من المارة لكنها لم تطلب من أحد الجالسين سوى منه.
الفتاة:معلش يا أستاذ أنا جعانة من إمبارح، ومفيش معايا حاجة أرجع بيها.
شهاب يرفع نظره، يلاحظ يدها: أظافر نظيفة، ساعة باهظة تُخفيها تحت الكم، وعطر خفيف لا يستخدمه من ينام في الشوارع.
قال بهدوء:اسمك إيه؟
ترد بسرعة:آية آية مصطفى.
شهاب بصوت هادئ لكنه صارم:أنتي أكيد جعانة، بس مش من إمبارح وأنا أكيد طيب، بس مش ساذج.
ثم أضاف بابتسامة باردة:بالمناسبة الساعة اللي في إيدك دي موديل مش موجود غير في أوروبا.
تجمدت ملامح الفتاة لحظة، ثم ضحكت بخفة 
مصطنعة:أصلها كانت لأختي الكبيرة يمكن باين شكلها كده.
لكن شهاب لم يكن يبتسم، بل أمسك بهاتفه بهدوء، وبدأ يرسل إشارة مشفرة.
في خلال دقائق، كانت إحدى وحدات المراقبة تتابعها عن بعد.
بعد 48 ساعة.
جاءه تقرير سريع آية مصطفى اسم مستعار
شوهدت في أكثر من منطقة معروفة بتهريب المخدرات
تواصلت مع أشخاص مسجّلين كأفراد في شبكات مجهولة التمويل
شهاب تمتم وهو يقرأ:مين اللي باعتكِ لي؟
وإزاي عرفتِ شكلي وأنا في وحدة سرية؟
 وفي مكان آخر هدير تكتب
بينما شهاب يطارد الأشباح، كانت هدير في غرفتها تكتب في دفترها:أشعر بشيء غريب كأن أحدهم يقترب مني دون أن أراه.
كأن صوتي المكتوم، في طريقه للعثور على شخص ما يسمعه.
ثم رسمت سطرًا على الصفحة، وكتبت:الغريب هل يسمع؟
إحدى الفلل المهجورة المستخدمة كمقر مؤقت للمراقبة
في منتصف الليل
شهاب يراقب من خلف زجاج داكن، يرتدي سماعة أذن دقيقة.
آية، الفتاة المتظاهرة بالفقر، تدخل إحدى المقاهي الراقية متخفية في ملابس بسيطة، تهمس لرجل بلحية كثيفة يرتدي نظارة داكنة.
من خلال المكبرات، تلتقط أذنه:هو بدأ يشك، بس أنا عارفة نقطة ضعفه بيحب يحلّ كل شيء بنفسه هسيبه يتورّط ولما يقرب كفاية، هيقع.
شهاب تمتم وهو يراقب:شايفني طُعم؟ طيب نلعب لعبتكم، بس على طريقتي.


تعليقات