رواية قيصر العشق الفصل السادس عشر
أعادت ذاكرتها للحظات، تذكرت تلك الجفلة التي أصابت قلبها شعرت بالحيرة والارتباك .....
زمردة باستغراب : هو انا ليه ما بهدلتوش ع الكلام الي قالوا ليا ....
تحسست مكان قلبها لتتابع :
انا حسيت قلبي ها يوقف يا رب ساعدني ايه الشعور الغريب ده .
نظرت نحو الملف أمسكته محاوله نسيان ما حدث وإنهاء ما طلبه منها ، لحظة مرت حتى استمعت لهاتف المكتب يرن ، أمسكنه محاولة تهدئة ما يحدث بداخلها ... استمعت
الصوته ::::
رسلان : ابعتيلي ورا عمار عايزه يكون عندي دلوقتي ...
زمردة بصوت باهت بسيط : حاضر ..
أغلق الهاتف معها وهو يراقبها من خلال جهاز الكمبيوتر الخاص به براقب كل تصرف تقوم
به ...
مرت دقائق حتى أتى عمار دلف إلى مكتب رسلان والابتسامة تزين وجهه جلس على الأريكة
الجلدية المقابلة للمكتب
عمار : ايه يا كبير بلغوني انك عاوزني !!!
رسلان رافعا رأسه عن جهاز الكمبيوتر اشار له باتجاه
ابوا يا عمار عايزك تروح ع المصنع بتاع الحديد النهاردة وتتطمن ع الشغل بنفسك ....
عمار باستغراب : ليه في حاجة حصلت ؟؟ ممكن نقول ل احمد يروح ويطمنا عادي .....
رسلان برفض : تعرف أن دلوقتي في حاجات مش مربوطة بتحصل بالشغل ، وانا مش
عاوز حد ثاني غيرك انت ومعتز .....
عمار باقتناع : خلاص متخافش انا دلوقتي هاروح ع المصنع واتطمن بنفسي وأشوف أخبار
الشغل ايه متخافش ......
رسلان بامتنان : متشکر یا عمار ....
عمار هم بالوقوف المؤقت : متقولش كده يا كبير ده احنا بعضينا، سلام
خرج من الغرفة الكبيرة ينفت الدخان من سيجارته ، نظر نظرة مبهمة امامه ليقول :
بلدي أوراناهوستان
يا ابن اللعيبة ده انت كل حاجة منخفاض عنك عاوز تطلع بيها فهمان، ده انا ها علمك ازاي تلعب .
أخرج هاتفه من جيبه ضاغطا على رقم حمدي :
امير بصوت أجش حاد :
كل كلمة هاتتقال دلوقتي ها تتنفذ النهاردة ومش عاوز اي غلط .
حمدي : اومرني يا باشا ...
امیر : انت بتعرف المصنع الرئيسي بتاع شركة العطار.
حمدي : ايوا يا باشا اعرفوا .
امیر هازا رأسه : ممتاز يبقى تنفذ اللي ها قولهولك بالحرف الواحد .
" قصر العطار """
" داخل غرفة مريم ""
بعد انتهائها من صلاة الضحى عدلت جلستها ورفعت كفيها لأعلى داعية الله وراحية أن يجمعها بابنها ، ويحسن علاقتها به وعدت نفسها نسيان كل شيء ومساعدته على نسيان الماضي ، وفعل المستحيل من اجل ذلك ، بعد ما انتهت ، هبطت للأسفل ، حتى وصلت لنهاية درج القصر تلفتت لليمين واليسار تبحث عن فطيمة حتى نادت بصوت مرتفع . :
مريم بنداء : ام سعاد يا ااا ام سعاااد انتي فييين ؟؟؟
هرولت أم سعاد الخارج المطبخ متجهة نحوها مجيبة بابتسامة طيبة ::::
ام سعاد : انا اهو و و يا حاتم اومريني .
مريم : ما يؤمر علیکی ظالم با ام سعاد ، كنت عاوزة اسالك ماما فطيمة فين ؟؟؟
ام سعاد موجهة انظارها نحو الحديقة :
بتسقي الزرع بتاعها ....
مريم هازة رأسها بإيجاب : ماشي يا ام سعاد كتر خيرك ....
ام سعاد بارتباك : اصل یا هانم عاوزة اشتكيلك الحاجة فطيمة بقالها اكم يوم ميتاكلش زي
الأول وبقيت اتحايل عليها تفطر مش عاوزة ....
مريم يحزن وتفهم مدركة سبب ذلك هزت رأسها بإيجاب : خلاص يا ام سعاد انتي حضری
الفطار وانا هاقنعها تفطر متخافيش .....
ام سعاد بفرح : ربنا يطول بعمرك يا هانم و ميحرمناش منك .....
مريم وقد شعرت بغصة بقلبها اكتفت بابتسامة بسيطة تحمل بطياتها الألم والحزن على ....... حالها
ترجلت نحو الخارج توقفت للحظة مستنشقة ذلك العبق الإقحواني الجميل ، ثم تابعت
طريقها متوجهة نحو فطيمة :
صباح الخير يا ماما .....
نظرت فطيمة باتجاه الصوت مجيبة :
صباح الفل يا مريم تعالي يا بنتي ....
مريم مقتربة : مالك يا ماما ؟؟ ام سعاد كلمتني انتي ليه ما يتقطريش ؟؟ وما بتاكليش زي الأول ؟؟ انا عارفة اللى حصل مع رسلان مزعلك اوي بس يا ماما انتي تعرفي رسلان اکید مكانش يقصد يحصل لعمه كده ... ده انتي اكثر وحدة بتعرفي اد ايه هو بيحب عمه ....
فطيمة اسئلت عيونها بأسى وتنهيدة :
وده اللي مزعلني يا بنتي اننا نعرف ان مكانش يقصد اللي حصل ، وتركناه لوحده رسلان قضى عمره كله كده وحديه احنا مبتستحقش رسلان ....
مريم وقد أحست بتأنيب الضمير فحماتها محقة جدااا بما تقول ولكنها حاولت التغاضي وترك تلك الأيام ، فالندم لا ينفع بشي الآن ويجب تصليح كل شيء قبل فوات الأوان ......
با مامااا متزعليش نفسك رسلان عمرو ما ما يزعل منينا ابواا بيعمل نفسه زعلان
ومعصب بس هو من جوا بيحبنا اوي ........
قطيمة : ياااااا بنتي انا خايف الحياة نفسى عليه اوي وووقتها ينسى أن ليه اهل
مریم : متخافيش يا ماما النهاردة ها تصلح كل حاجة ورسلان ها يرجع القصر ودلوقتي
ها تكلم عبد الحميد وها يقنع رسلان يرجع القصر ......
فطيمة باستغراب وتعجب من أمر مريم وموقفها : الااا قوليلي يا مريم هو انتي عندك حرارة
555
مريم باستغراب و تعجب من سؤالها :
حرارة ؟؟؟ لا يا ماما بتسألي ليه ؟؟؟
فطيمة : اصل يسأل ايه سبب الحنية دي ع رسلان ؟؟
مریم : يا ماما خلاص مفضلش من العمر كثير انا عايزة اعيش مع ابني واعوض كل اللي
فات وافرح بيه قبل ما اموت ...
فطيمة : متقوليش كدة يا بنتي ربنا يطول بعمرك وتشوفي احفاد احفادك ....
مريم بابتسامة : ههه مش للدرجادي .....
فطيمة : لا للدرجادي ربنا يطول بعمرك .
تم تابعت القول .......
تفتكري مش هايكون زعلان منى اصل قسيت عليه اوي .....
مريم : لا يا ماما متقلقيش رسلان بيعرف اد ايه انتي بتحبيه وقلبك طيب ، وبعدين يا ريت يلاقي في قلبك الطيب اللي بيوم بتز على مني ثاني يوم يتكوني معايا زي الفل .....
فطيمة والابتسامة ترافقها : هو انا يا بنتي اقدر ازعل منك ......
مريم : وانا مقدرش ع زعلك يا ماما .. بلااا تطلع لفوق وانكلم عبد الحميد بالموضوع ده
فطيمة بإيجاب: ماشي يلا بينا ......
داخل الشركة
شارفت على انهاء الملف وكانت تضع اللمسات الاخيرة عليه لفت انتباهها صوت الكعب الذي يقترب من مكتبها رفعت رأسها لتجد نورهان تنظر لها نظراتها المعتادة ، اي وكأنهارات شي مقرر ونظرات متعالية ، تابعت نورهان طريقها نحو باب مکتب رسلان ، زمردة رافعة
حاجبيها باستغراب وقفت بسرعة متوجهة نحوها معترضة طريقها .....
زمردة : على فين يا شاطرة ؟؟؟؟؟
نورهان رافعة كتفيها بعدم اكترات : وانتي مالك ؟؟؟
زمردة : باين معاكي زهایمر أو شاطرة، السكرتيرة بتاعت رسلان باشا مش ها تخشى لجوا
الا يعلمه .....
...... بالداخل ......
كان كل هذا يحدث امام عينينه يجد الاستمتاع بالنظر اليها ، فضل عدم التدخل ومتابعة ما
يحدث ....
نورهان بغيظ : و ده يبقى ابن عمي ... تم تطلعت حولها للحظة لتتأكد انه لا يوجد احد اردفت القول ، وهي تشدد على كل حرف تنطق به مفترية من أذنها بهمس ... :
وها يكون زوجي المستقبلي
حدقت بها بعدم فهم !! شعرت بضيق يعتري قلبها لا تعلم لماذا تلك الجفلة التي تصيب قلبها عادت لها مرة اخرى ... لم تشعر بنورهان التي ضحكت ضحكتها الحبيبة مستغلة شرود زمردة وعدم ادراكها ما حولها ... افاقت من شرودها على صوت إغلاق الباب .. عادت الكرسي مكتبها تحسست قلبها محدثة نفسها باستغراب :
الله وانا مالي متضايقق كدة ليه ؟؟
تم نظرت للباب بغيظ :
اومال مادام مرتبط يريد مني ايه ؟؟؟ دهو فاكرني بنت مسهوكة وها يوقعني بشياكه .... لكن اشوف هايتكلم لذلك البومة دي دخلت بدون اذن او لا ، ده بی نشاط بس عليا .......
بالداخل لم يفهم ما قالته لها نورهان فقط لاحظ تغير حالها كليا وشعورها بالانزعاج ، فضول سيطر عليه يريد أن يعلم ما سبب انقلاب حالها فجأة شاهد نورهان وهي تدخل المكتب. دون استاذان ، سيطر عليه الغضب شد على فكيه مغلقا الكمبيوتر بعصبية ناظرا اليها وقبل ان تدنو منه وقف ضاريا على طاولة مكتبه : انتي ازاي تدخلي المكتب بالشكل ده ؟؟؟؟ نورهان بخضة : الله مالك يا رسلان ، وبعدين انا مش محتاج أخد اذن عشان اخش المكتب بتاعك ...
رسلان بعصبية : ودي شركة محترمة يا هانم وقبل ما تخشي ع اي مكتب الاصول
تستأذني....
نورهان بیرود خلاص محصلش حاجة ....
رسلان : لا حصل وغوري ع مكان شغلك دلوقتي ولو مغورتيش من هنا مش ها تبقي ثانية
بالشركة يلاااااا .......
نورهان وقد احتفن وجهها بالاحمرار : ليه بتعاملني بالشكل ده يا رسلان انت تعرف اد ايه
بحبك بس انت ولا عبالك وعامل نفسك متعرفش .....
رسلان بعصبية زائدة وصراخ مقتربا منها : لااااا انتي زودتيها اوي ، يبقى انا اللي ها خرجك من هنا ....
امسك بذراعها واخرجها من الباب قائلا بعصبية :
مش عاوز اشوف وشك هناااا غوري يلا .
زمردة وقد انتفضت من مكانها بجفلة تتطلع الرسلان بذهول وهو يطرد نورهان من مكتبه
افاقت من شرودها على صوته وهو يقول محذرا اياها رافعا ابهامه باتجاهها :
مش عايز حد يخش المكتبي من غير اذني فاهمة ؟؟؟ تابع قوله مؤشرا لها بغضب : فاهمة ؟؟؟
زمردة بارتباك حركت رأسها بإيجاب وصوت باهت غير واضح : فاهمة فاهمة الهي تولع انت وهي وانا مالي تزعق بوشي ....
رسلان بإشاره برأسه موضحة عدم فهمه : انتي بتبرطمي ايه ؟؟
زمردة بحنق : مفيش .
ثم نظرت لمكتبها تاركة رسلان واقف ، تناولت الملف لتقول :
الملف اهو و جهز خلاص ...
تناول الملف من يدها ناظرا البها بعدم فهم ، تذكر انزعاجها من نورهان موجها سؤال نحوها
نورهان زعلتك بحاجة ؟؟ تكلمت معاكي بحاجة ؟؟
زمردة هازة رأسها برفض محدثة نفسها : هو ازاي حس اني متضايق من حاجة ؟؟
معايا ، عن اذنك عاوزة أكمل شغلي ....
تداركت نفسها لتجيبه : وهي تقدر تكلمني بحاجة تزعلني، مين هي اصلا ؟؟ عشان تتكلم
رسلان وقد لاحت على شفتيه الابتسامة :
اهم لا باين اوي ... ع كل ابعتيلي
قهوتي امانشوف اخرتها ايه .....
ترجل لداخل مكتبه، استمع لرنين هاتفه توجه نحوه نظر للشاشة حتى وجد اسم عمه ، رفع حاجبيه باستغراب وتعجب تردد هل يجيب ام لا قرر بأن يجيب فاستمع لصوت عمه :
أيوا مع بنى أو رسلان من أي عامل ايه
رسلان بصوت اجش : الحمد لله كويس .
عبد الحميد : مالك يا واد يتتكلم من رووس متاخيرك كدة اسمعني عدل النهاردة بنيات بالقصر ومش عاوز اعذار ونوم خارج القصر مفيش فاهم ؟؟
رسلان معترضا اردف القول بتهكم :
ع ايه ؟؟ مفيش حد بالقصر عاوزني أو حتى حابين وجودي ...
عبد الحميد : كلامي ويتسمع اهو امك وجدتك مستنينك مش عاوز تلكك ....
رسلان : ماما !! وتيته فطيمة كمان هو ايه اللي حصل ليهم فجأة دول مكانوش طابقيني ...
عبد الحميد : رسلان مش عاوز کلام فوق كلامي اللي قلتهولك يتسمع ....
رسلان بعدم مبالاة : ها فكر
رمى هاتفه على الطاولة بألم : دلوقتي افتكرتو ان ليكو ابن ، فاكريني لعبة عنديكو ......
استمع لصوت طرقات الباب اردف القول بإزعاج : - ادخل ......
دلفت زمردة بفنجان القهوة لم يتتطلع على وجهها بان على ملامحه الانزعاج وان مزاجه قد اصبح اسوا, شارفت ان تسأله عما ان كان بخير لكن صوت رنين هاتفه الذي بدأ يصدح
بالمكتب قاطع تفكيرها بذلك تناول هاتفه كان المتصل عمار :
اه يا كبير الوضع هنا زي الفل والشحنة قربت تجهز مش فاضل غير يحطوها بالصناديق . رسلان بارتياح بتنهيدة :
ممتاز يا عمار ، ابقى حرص ع عم ابراهيم يكون مصحصح لازم الشحنة دي تطلع مش عايز خساير
عمار : رسلان هو في حاجة جديدة واحنا منعرفش ؟؟ مالك ؟؟ دي مش اول مرة اشتغل بيها
رسلان واضعا كف يده على وجهه بصوت مبحوح : مفيش يا عمار بس لازم تكون
مصحصحين لكل حاجة القفل دلوقتي ....
اغلق الهاتف واضعا كف يديه على رأسه يفرك به :
حاسس دماغي ها تنفرتك، كل حاجة فوق بعضيها ... ومعتز من الصبح مش باين هو فين
لحد دلوقتي ....
انتيه لصوت زمردة : رسلان باشا انت كويس ؟؟
من ثقل ما بدماغه نسي أنها متواجدة بالمكتب .
اجابها بصوت مبحوح :
لا مفيش يا زمردة سيبيني لوحدي ....
خرجت من عنده وجلست على مكتبها شعرت بالألم على حاله : نفسي اعرف هو بيفكر بايه انا مبقيتش افهمه اوقات يكون زي الفل ويبقى حاسه ان هو طيب اوي واوقات يقلب عصبي ومش طابق حد وبيتفشش بخلق الله ....
" داخل كافتيريا الياسمين ""
تجلس ريم مقابل يوسف ، على الاتجاه الآخر كانت هناك اعين تراقب بحذر
يوسف محدقا بعيون ريم : انا مش متخيل نفسي انك وافقتي واديتيني فرصة ، بجد انا
اوی الحظ بوعدك مش ها خليکی تندمی بیوم ....
ريم : اتمنى ده یا یوسف ، وانا مش عايزة سهوكة لو عايز تبقى معايا يبقى ترتبط بيا رسمي
غير كدة معنديش...
يوسف : ايوا يا ريم انا فاهم أنك مش متعودة عالحاجات دى بس انا يطلب منك نتعرف
بالبداية ع بعضينا وبعدها ترتبط رسمي ....
ريم بحزم : انت قولت انك تعرفني من زمان يبقى مفيش داعي للتأجيل ....
همت بالرحيل حتى تفاجأت بيوسف يمسك يدها يوسف برجاء :
استني بس .. خلاص ها عمل اللي انتي عاوزاه .....
مرت دقيقة وهو متمسك بيدها حتى تفاجأت بتلك اللكمة التي أطاحت بيوسف على الأرض وجهت نظرها نحو الفاعل وجدته معتز حدقت بعينيها بصدمة ناظرة اليه وهو يتوجه نحو يوسف ..
معتز رافعا اصبعه بتحذير :
ايدك دي ما تتمدش ولا تلمسها فاهم ؟؟
ريم وقد اندفعت نحوه بعصبية دافعة اياه بغضب :-
ايه اللي هيبتو ده ؟؟ انت ازاي تتدخل بحاجة متخصکش هاااا؟؟؟ عايز مني ايه ؟؟؟ مش كفاية ضيعت عمري عشانك عايز ايه دلوقتي .؟؟؟
تم تابعت بحرقة :
سيبني سيبني فاهم ؟؟؟
دفعته بصدره : مش عايز اشوف وشك غور من حياتي
معتز اصابته حالة من الذهول لهذه الدرجة كرهته ... تابعت قولها متطلعة نحو يوسف :
واللي انت ضربتو ده ها يبقي خطيبي ، فاهم يعني ايه خطيبي ؟؟؟
تشدق بصوت مبحوح قائلا: مش ها يحصل با ریم ده ها يكون آخر يوم بعمري ....
استدار بظهره متوجها نحو الخارج ركب بسيارته يقودها بسرعة كبيرة ...
"" داخل الشركة
قارب الدوام على الانتهاء قرر الاتصال على معتز والاطمئنان عليه انتظر استجابته لم
يستجيب المرة الأولى زاد قلقه ليحاول مرة اخرى حتى فتح الخط :
رسلان بقلق : معتز انت فين ؟؟؟ مالك حصل حاجة ؟؟؟
معتز وبصوت باهت : انا بخير يا رسلان بس حابب ابقى لوحدي شويه ...
رسلان وقد تأكد بأنه ليس بخير " : انت فين ؟؟؟
صمت معتز ولم يتحدث ، صمته جعل رسلان يدرك بأنه بذات المكان الذي يجلسان سويا به منذ الصغر اردف القول :
انا جای حالا متتحركش من مكانك .....
هم بالخروج من مكتبه فتح الباب وجد زمردة تعبت بهاتفها غير مدركة تواجده احس بضيق لعدم أدراكها وجوده ، تنحنح قليلا ... حتى تنتبه له ...
زمردة وقد تنبهت لوجوده وقفت معتذرة منه :
انا متأسفة يا رسلان باشا بس مكنتش مركز .....
رسلان محرك رأسه لأعلى :
متقلقيش مفيش مشكلة
تم تابع متسائلا بفضول :
باين عندك حاجة مهمة ؟؟
زمردة وقد استغربت من سؤاله راقعه كتفيها بحركة لا ارادية :
- لااا مفيش ليه ؟؟
رسلان رفع كف يده على رأسه بنحنحة : زمردة هو ممكن اسألك سؤال ؟؟
زمردة بتساؤل : اكيد !
رسلان : هو انتي مش مرتبطة صح ؟؟؟
زمردة وقد عادت لها الجفلة مرة أخرى :
لا مش مرتبطة يا باشا ولا عايزة ارتبط .....
رسلان بتساؤل واضعا يديه بجيوبه رافعا إحدى حاجبيه : ليه ؟؟؟
زمردة: انت تعرف اللي حصل مع ندى وانا مش عايزة يتكرر معايا ثاني ....
رسلان وقد ادرك بأنه هناك عقبة أخرى بطريقه اردف القول : ازاى یعنى ؟؟؟ وايه علاقة اللي حصل مع ندى بارتباطك ؟؟ جايز اللى ترتبطى فيه يحبك بجد وتحبيه وها يحميكي من الكل
زمردة مرتبكة : لو سمحت ي رسلان باشا مش عاوز اتكلم بالموضوع ده عن إذنك عايزة
اجهز نفسي عشان اروح ....
رسلان بقبول : ماشي اه صحيح ابقي سلميلي ع عم مدحت يلااا سلام ...
شعرت بسعادة غامرة بسبب تذكره لأبيها لا تتكر بأن ابيها ايضا احبه بشكل خاص ، وارتاح له
.... جهزت اغراضها وخرجت من الشركة متجهة نحو بيتها .....
"" في المساء ""
اوقف سيارته على قمة الجبل وجده يجلس وحده على الأرض ، شاردا بأضواء المدينة اقترب
منه بهدوء ""
رسلان جالسا بجانبه : ايه يا معتز حصل ايه 55 مالك ؟؟
لم يجد اجابة من معتز ليتابع بإدراك :
ما تنطق يا بني مال وشك عامل كده ؟؟ باين عليك تعبان اوي ....
كلمة وهي بتبص بعينيا والكره مالي عينيها .
تشدق معتز بصوت حزين وغصة بقلبه : ريم كارماني بتكرهني اوي يا رسلان ، دي يتقول كل
تابع بحرقة ... مش عايزاني ولا عايزة تشوف وشي خلاص يا رسلان ريم ها تروح مني انا كنت معيش نفسي بوهم طوال حياتي ، افتكرت اما بارجع ها تكون جنبي ، دي حتى ارتبطت
بواحد تعرفه متن كام يوم ، وعايزين يخطبو ...
تابع بحرقة : يتعمل كل ده عناد بيا عايزة تدمر حياتها عشاني ....
رسلان مرينا على ظهره :
اهدی اهدى يا معتز كل حاجة ما تتحل متخافش ...
تابع رسلان بتنهيدة مكسورة : ده اللي بيحصل معاك كلهبسبيبي انا متأسف يا صاحبي...
معتز رافعا رأسه برفض : الله يخليك يا رسلان مش وقت الكلام ده متقولش كدة
اشار له رسلان بيده :
سيبني يا معتز اتكلم ...
انا كدة طول حياتي بأذي الناس اللي بحبهم من غير ما الأقصد مكانش لازم ازعل منك المرة اللي فاتت تعرف ليه انا انسان ضعيف اوي من جوا ، ممكن استسلم بأي لحظ ... يا ريت ملحقتنيش... يا ريت سبتني لوحدي وما ابعدتش عن امك وحب عمرك عشاني انا مستحقش ده ، مستحقش ان افضل لحد دلوقتي عايش كان زماني ميت و مستريح من كل حاجة ، يا ريت لو ملحقتنيش .....
معتز متناسي الله لاحت بذاكرته تلك الذكرى الأليمة تشدق بغضب :
متقولش کده یا رسلان انت مكنتش واعي ع اللي بتعمله انت كنت هنموت کافرده میرضیش ربنا انت فاهم متعيدش الكلام ده وخلي ايمانك بربنا كبير ، انا بأحمد ربنا ليل نهار اني ما سيتكش لوحدك ، والكلام ده ميتعادش تاني خلاص ولا تشيل ذنب حد ثاني ده.... اختیاری با رسلان وانت ملكش ذنب ....... قاطع حديثهم صوت رنين هاتف رسلان الذي بدأ يصدح بالمكان اخرج الهاتف من جيبه نظر لشاشة الهاتف شعر بخفقة بقلبه وشعور سيء تم اعاد نظره معتز باستغراب :
ده عمار يا رب ما يكون حصل حاجة ......
معتز : طب رد
رفع سماعة الهاتف استمع لصوت عمار الذي كان وسط ضجيج ويأخذ شهيق ورفير ....
عمار کج کح الووووو ابوا رسلان الحق المصنعععع الحرق .....
لم يستوعب تلك الكلامات نطق بصعوبة :
انت بتقول ایییییه مع عما ات حرقاز اااااي ؟؟؟؟!!!!
انت فين ؟؟؟ والعمال في حد جواااه ؟؟؟
عمار محاولا أن يريح نفسه : لا مفيش اصابات بس خسائر مادية كبيرة اوي انت تعال دلوقتي وتتكلم بسرعة يا رسلان والبوليس هنا بسرعة .....
رسللان مغلقا الهاتف بسرعة : بسرعة بيا معتز المصنع الحرق ......
معتزز : ایییییه ازی ....
رسلان : مش و فتووو با معتز يلا بينا ......
ترجل رسلان الى رخصة بسرعة ولحقه معتز بسيارته ،
معتز : يا رب ايه المصايب دي.
