رواية قيصر العشق الفصل السابع عشر 17 بقلم عروبة المخطوب


رواية قيصر العشق الفصل السابع عشر  بقلم عروبة المخطوب

فتح باب القصر بتعب ممسكا جاکیت بدلته بیده و اضعا اياها على كتفه ، صعد السلم ببطىء

متكأ على الطرف الحديدي ، أعاد ذاكرته لما حدث قبل قليل ...

فلاش باك

وصل كل من رسلان ومعتز للمكان وجدو المصنع اجزاء منه تحولت لحطام ، والحواجز التي وضعتها الشرطة احاطت به من كل اتجاه اقترب بذهول من الحاجز الشريطي ليجد عمار مقتربا منه ليحضنه بشده .....

عمار : انا متأسف يا صاحبي مقدرتش أحميه .....

رسلان بنبات يظهره بمواساه مربنا على ظهر عمار :

متزعلش نفسك يا عمار ملکش ذنب باللي حصل قدر الله وما شاء فعل

اقترب الضابط من عمار ورسلان ومعتز قائلا بأسف ربنا يعوضك يا رسلان باشا بس عاوز اتكلم معاكد بكلمتين ....

رسلان بإدراك وصوت رجولي حاد :

الکلم یا حضرت الضابط دول شركا معاي بالشركة ....

الظابط متابعا : اللي بان ان الحريقة دي حصلت من فعل فاعل ...

معتز مقاطعا بعدم استيعاب :

ازای یعنی

الضابط هاذا رأسه بقبول : مع الأسف ده اللي باين .

رسلان بعدم تصديق وبصوت حاد : ومين اللي ها يكون ليه مصلحة بعمل كده ؟؟؟

الضابط وده السؤال اللي عايزين نسألك اياه با رسلان باشا عايزين تعرف منك ان كان ليك

اعداء بالسوق أو حد هددك قبل كده دا ها يخدم القضية ...

رسلان متطلعا باتجاه معتز و عمار هاذا رأسه برفض :

دلوقتي مفيش حد ببالي وانت تعرف انا رجعت مصر من فترة قليلة بس يعني مفيش عداوات ليا مع حد..

الضابط بتساؤل : ومين كان ماسك الشركة بتاعتك اما كنت مسافر ؟؟

رسلان مجيبا بهدوء : انا كنت بشرف ع الشغل من ايطاليا ، والإدارة ماسكها عمار ...

عمار مقتربا ناظرا للضابط : انا طول الفترة اللي فضل رسلان بيها برا مكانش فيه اي عداوات ، ومحصلش أي حاجة ...

الضابط : يبقى يا رسلان باشا اللي عمل كدة كان قاصدك انت ......

رسلان بإيجاب ونبرة جادة : خلاص متشكرين يا حضرة الضابط ، لو حد فينا افتكر أي حاجة هاتبقى البلغكو

خلف

جلس على طرف الفراش بتفكير وحديث نفس واضعا كفي يده على رأسه :

مفيش.. مفيش حد ببالي دماغي ها تتفجر من التفكير مين ليه مصلحة يعمل كده يا رب

ساعدني اتكا على على الطرف الأمامي للسرير غارقا بالتفكير .......


عند زمردة

هيأت نفسها للنوم . استلقت على السرير ، تفكر بردة فعلها عندما علمت بأن تلك الفناة ستصبح خطيبته شعرت بالضيق والارتباك وجفلة يقلبها تابعة عن قلقها وخوفها لمجرد فكرة ارتباطه، هزت رأسها برفض ومعاتبه لذاتها لأنها تفكر به وبأي حق تشعر بالاضطراب

هكذا ، استمرت هكذا حتى غفت بنوم عميق .......

في الصباح

داخل الشركة .

ترجلت الداخل الشركة ، وجدت حالة من الاستنفار من قبل الموظفين ، رفعت حاجيبها

باستغراب وتساؤل محدثة نفسها :

هو ايه اللي بيحصل هنا ؟؟؟

اقتربت بفضول من الموظفة متسائلة :

لو سمحتى هو ممكن اعرف ايه اللى بيحصل هنا ؟؟؟

الموظفة : هو انتى متعرفيش ايه اللي حصل ؟؟

زمردة برفض وفضول : هو انا لو بأعرف كنت هسألك ؟؟

الموظفة مدركة مدى غباءها : اصل المصنع الكبير بناء شركات العطار الفجر مبارح بالليل

زمردة جاحظة عينيها بذهول : نعمم ازاي ده حصل ؟؟

الموظفة رافعة كنفيها لعدم معرفتها : معرفش ...

لاحت صورته على ذاكرتها فورا شعرت بوخزة بقلبها ، ساقتها أرجلها نحو المصعد بسرعة متوجهة نحو المكتب ، فتحت باب مكتبه بلهفة لتعلم بأنه لم يأتي إلى الآن زاد قلقها

وجلست تنتظره بقلق وخوف

زمردة مسيلة أعينيها : يا رب يكون كويس ....

طوال الليل لم تغمض له عين ، تبقى يفكر باللذي حدثه به الضابط لا يصدق بأن هناك أحد اتجرأ على إحراق جزءا من ممتلكاته وجعله حطام، تساؤلات كثيرة وتفكير عميق لكن دون جدوى لم يجد أحدا ولم يشتبه بأحد من الممكن أن يكون له علاقه ارتدى ملابسه و هبط نحو الأسفل ، يمشي بدون انتباه لما حوله تنبه لصوت جدته التي كانت تدنو منه : فطيمة بحنو وحزن :

من ايمنة وانت هنا يا بني ؟؟ كدة مجيتش تسلم عليا أهون عليك ؟؟ ده انت ع كده زعلان مني ؟؟

رسلان بابتسامة بسيطة مقتربا منها اتنى جسده مقبلا يدها : لا مهونتيش عليا ولا حاجة يا نينه ، ومهما يحصل انا مزعلش منك .....

ثم تابع محاولا الاستمرار برسم ابتسامة مصطنعة : بس جيت بالليل متأخر ومحبيتش اقلق راحتك ...

فطيحة بقرار :

يبقى تفطر معانا النهاردة .....

رسلان باعتراض :

مش هاينفع النهاردة عشان انا عندي شغل اوي ....

" بالأعلى عند مريم ......

شعور يراودها بأن ابنها موجودا بالقصر خرجت من غرفتها لكي تتأكد اشتمت تلك الرائحة العطرة المميزة به لاحت ابتسامة تابعة من القلب على شفتيها بعجلة ولهفة بخطوات شبه سريعة هبطت للأسفل وجدته يتحدث مع جدته لم يكن وجهه باتجاهها وظاهرا لها ، أدركت فطيمة تواجدها قامت بالإشارة لها لكي تأتي استدار بالاتجاه الذي تتطلع اليه جدته كردة فعل وفضول ، وجدها أمه .. لحظة من الصمت مرت عليهما دون أن ينيس احدهما بأي حركة

او حرف حتى استمع لصوت جدته وهي تقول :

فطيمة : مش تسلم ع أمك يا بني ، واقف متنح كدة ليه ؟؟

لم يعير كلامها أي اهتمام ولم يصدر منه أي شيء حتى تفاجيء من مريم مقتربة نحوه تحتضنه بشوق : ازيك يا بنى مش تبطل حركاتك دى ومتبعدش عننا ثاني .... لم يحرك يداه فقط وقف جاحظا عيناه مما يحدث ، ابتعدت مريم عنه مربته على ذراعه : النهاردة ها حضر ليك الفطار بنفسي..

ما زال واقفا يعدم استيعاب لهذا الحنان المفاجيء .....

تشدق بصعوبة :

خرج من الباب شعر باضطراب بمشاعره هل يجب أن يكون سعيدا ام متضايقا من الذي


حصل لا يعلم هز رأسه يمينا ويسارا طاردا تلك الأفكار من رأسه محاولا التركيز بالشغل

جلست تنتظره بخوف وقلق من أن يكون قد أصابه مكروه كانت تعد الدقائق وتنظر العقارب

الساعة كل لحظة ... حتى طل بهيبته الرجولية الشامخة مهما يحدث تفاجا بها معترضة

طريقه .....

زمردة بنيرة ممزوجة بالاهتمام والقلق عليه :

رسلان انت كويس ؟؟

بعثرت نظراتها نحو جسده مطمأنه عليه بتنهيدة ارتياح بعدما تأكدت بإنه لم يحدث له شيء

:

يااااه الحمد لله انا قلقت عليك اوي ....

بعدم تصديق اغلق عيناه واعاد فتحهما مرة اخرى ليتأكد بانه ليس بحلم .... زارته نبضة عاجزة عن التراخي صدرت بعد رؤيته للهفتها عليه واهتمامها الواضح ، حدق بعيونها المتلالاه ويطفو عليها لمعة غير قابلة للنسيان ، يتمنى أن يتوقف الزمن عند هذه اللحظة

أدركت نظراته لها ...... ارتباك طفى عليها ، واحمرار وجنتيها البيضاء لتخفض رأسها بحياء

موبخة نفسها : ايه اللي عملتو ده ..!!

رفعت رأسها معيده النظر اليه :

ااااه انا انا اصل متأسف يا فندم بس بصراحة ساعة ما قالو اللي حصل قلقت أوي .....

زمردة بارتباك : عليك القصد عليكو يعني ع المصنع ...

امال رأسه لجنب بابتسامة فضوليه بنوي الوصول لشيء ما : قلقتي ع مين ؟؟؟

رسلان بابتسامة بسيطة يكبح ضحكته :

امم خلاص یا زمردة بجد متشكر ليكي وع قلقك عليا.

تدارك ليقول وكأنه نسي : ااا اقصد علينا

دخل المكتبه لتقول زمردة ناظرة لأثره :

يخربيتك يا زمردة دلوقتي ها يقول عنك ايه ... انا مالي بقيت بتصرف حاجات غريبة

بالداخل ....... منذ فترة ليست بالقصيرة لم يشعر بسعادة بداخله كما شعر قبل لحظات

استحسن اهتمامها ولهفتها وخوفها عليه ، وكأنها جزءا لا يتجزأ منه متناسيا كل شيء فقط

يفكر بها ........

لحظات حتى دلفت زمردة تحمل بيدها قائلة:

تفضل يا فندم جبت ليك كوباية ليمون تريح بيها اعصابك ....

رسلان ناظرا اليها نظرة غموض لم تفهمها :

متشكر يا زمردة .....

زمردة بابتسامة طيبة : دي الاقل حاجة ممكن اعملها قصاد وقفتك معايا انا وعيلتي يا فندم

تلاشت ابتسامته وشعر بغصة بقلبه وكأنه تذكر شيئا ما ...

ثم تابعت

تؤمرني بحاجة يا فندم ؟؟

اصطنع متناسيا ما خطر على ذهنه ليقول :

جهزي نفسك ها تعمل النهاردة meeting طواري و عايزك تكوني معانا ....

زمردة بابتسامة : حاضر ...

بعد خروجها .....

رسلان ضاغطا على اسنانه شعر بتأنيب الضمير لما فعل عاتب نفسه قائلا:

انا مش عارف ايه اللي بيحصلي بجد مبقيتش فاهم حاجة .... انا مش عارف عايز ايه من زمردة .....

انا كنت بالغردقة مش عايزها تسيبني ثانية ده انا وعدتها اني مش هاسيبها ازاي بعمل كدة

ازاي هاذيها !!

تابع ضاغطا يكف يدها على رأسه :

انا مش لازم الأذيها مش لاااازم هي منستاهلش انا لأول مرة بحياتي بأحس بالإحساس

ده... خوفها ولهفتها على انا مش هاسيبها تضيع مني

لاح على اسمعه صدى كلمات معتز وهو يحذر به من الانتقام وأذينها ليتابع :

يغور الانتقام وكل حاجة ، انا هاخليها تحبني بجد ومش هاذيها ، انا مش ها فضل طول

عمري لوحدي ...

عزم بذاته وقرارة نفسه بأنه لن يضرها ولن يأذيها متناسيا جميع ما حدث فقط يفكر بأنه سوف يجعلها تحبه بحق دون أذية .....

بالخارج


جاء كل من معتز وعمار على عجلة من المرهما ......

معتز : رسلان جوااا ؟؟؟

زمردة : ايوا جوا استنى حضرتك ها بلغه.

رفعت سماعة الهاتف ليقول دون تفكير :

خليهم يخشو .....

رفعت حاجبيها باستغراب نظرت لمعتز :

رسلان باشا مستنيكم جوا ....

دلف كل من معتز وعمار تارکین زمردة بحيرتها .

زمردة : هو ازاى عرف انهم هنا ؟؟ معقول يكون ؟؟

..... خطرت على بالها فكرة اوزعت نظراتها بالغرفة لتتأكد مما تشك به تيقنت بصحة الأمر .....

زمردة : بقى كده يا رسلاا ان حاططلي كاميرا انا ها فرجيك ها عمل ايه صبرك عليا بس

ان ما وريتك .......

معتز : رسلان انا وعمار عايزين نكلمك بموضوع يخص اللي حصل مبارح .....

رسلان بفضول رافعا احدى حاجبيه : ايه هو ؟؟؟

معتز : بصراحة احنا شاكين بحد بس طبعا مش متأكدين اوى بس مفيش غير الاحتمال ده

رسلان : ما تخلص یا معتز مین ؟؟

عمار : صافيناز الحسيني ...

رسلان بتعجب : ازاى یعنی ؟ ؟ ليه ها تعمل كده ؟؟؟

معتز : انت ناسي انت تصرفت معها ازاي ؟؟؟ هي بتعتبرك اهنتها واكيد هي منستش اللي

حصل فحاولت تنتقم منك ...

رسلان بعصبيه : تقوم تحرق المصنع ؟؟ دي لو عملت كدة بجد تبقى فعلا مريضة نفسية ....

معتز : احنا لازم نبلغ الضابط وهما يبقو يتأكدو ...

رسلان بتفكير : لا استني احنا ها نتأكد بنفسنا

امسك هاتفه ضاغطا على رقم ما : الووو ابوا يا تحسين انت تعرف صافيناز الحسيني صح

؟؟

تحسين : ابوا يا باشا اعرفها .....

رسلان : عاوزك تجيبلي قرارها هي فين دلوقتي وابقى رد ليا خبر بسرعة ....

معتز بتساؤل : ها تعمل ايه ؟؟

رسلان بتفكير : بالأول نشوف تحسين ها يوصل لايه ......

تم نظر نحو عمار : ميعاد الشحنة بعد بكرا صح يا عمار ؟؟

عمار : هو فضل شحنة ولا حاجة يا رسلان ما كله تدمر ومش ها يقبلو بيها ...

رسلان بتساؤل : الخساير كام ؟؟

عمار : 60 مليون كل الآلات باظت ......

رسلان بغضب : وديني اللي عمل كدة ها يدفع الثمن غالي واوي كمان ... بس تتأكد الاول ...

كانت تجلس هي وسمر بكافتيريا الجامعة ، استمعت لرنين هاتفها نظرت للشاشة التي كان

مكتوب عليها اسم المتصل -...- يوسف ....

ريم بحفاء : ايوا يا يوسف

يوسف : كدة يا حبيبتي بتستفتحي بيا ونبرة صوتك كدة ...

ریم : عاوز ايه با یوسف انا سبق وكلمتك بالموضوع مش ها تكلم معاك غير اما ترتبط رسمي

غير كدة لا

خطوبة بيكي يا مصر .....

يوسف : هاني البشارة يا قمر خلاص انا كلمت ماما وبابا وهانيجي بكرا .. وها تعمل اكبر

... توجب أنه عندما اخبرها بهذا ان تفرح ككل فتاه لكنها شعرت بشيء مناقض تماما للمشاعر التي يجب ان تشعرها بهذه اللحظة التقول ......

يبقى ع بركة الله ....

يوسف : مالك ناشفة كدة يا ريم ده انتي محسساني اني بتكلم مع واحد صاحبي. ....

ريم : مفيش يا يوسف ها نبقى نشوف بعد ما نخطب انما دلوقتي لا يلا انا ها قفل عشان

عايزة ابلغ ماما واخويا ...

سمر بفرحة : هو انا اللي سمعته ده بجد ؟؟

ريم يفتور : ايوا بجد ....

سمر نهضت عن كرسيها بفرحة : يااااه واخيرا ها فرح بيكي يا ريمووو وبعدين خدي كده ده

انتي ها ترتبطي بيوسف دول كل بنات الجامعة اول ما شافوه كانو ها بتجننو عليه.

ريم : مش وقت الكلام ده يا سمر ورانا حاجات كثيرة تعملها دلوقتي انا هاروح عشان ابلغ

ماما واخويا يلا سي يوو ...

سمر : سي بو هي مالها كدة مقفوشة ومش طايقة حد .....

" داخل قصر امیر ""

جالسا على الكرسي الجلدي بشموخ وبابتسامة واسعة ينفث الدخان من سيجارته ، من يراه

يخمن بأنه انتصر بحرب ما ، دلفت عليه هند بهيبتها جالسة على الكنبة المقابلة له : هااا

عايزة اخبار تفرح ...

امير : من هنا ورايح مش ها تسمعي غير اللي ها يفرحك ....

هند بتساؤل : عملت ايه ؟؟

امیر : تعرفي المصنع اللي كان حقي انا ؟؟؟ دلوقتي بقى بووووم ، والجاي ها يكون اعظم من ..... كدة

هند بأعين ممثلاة بالحقد : ايوا كدة يا بني عاوز اشوف حسرة رسلان ع كل حاجة باسمه ...

ثم تابعت : عشان بعد كده مريم تموت بحسرتها ع ابنها .....

امير مدركا لما تقوله أمه نظر إليها بحده : احنا اتفاقنا يا ماما محدش ها يلمس رسلان

بالوقت الحالي ....

هند بارتباك : هو انا قلت حاجة يا بني انا بس يقول كدة مجاز مش اكثر ..... اشاحت انظارها عنه محدثة نفسها : هه انت فاكر اني ها فضل استنى حد اما انت تكشف الحقيقة ....

"" عودة للشركة ""

رسلان : اه يا تحسين عملت اللي قولتلك عليه ؟؟

تحسين : يا باشا اللي انت بتسأل عنها هي مسافرة بقالها مدة ومرجعتش لحد دلوقتي ...

رسلان : انت متاكد یا تحسین ؟؟

تحسين : ايوا يا باشا متأكد

رسلان : خلاص با تحسين انت ابقى متابع صافيناز الحسيني عاوز أول ما ترجع البلد

اعرف اول حد

اغلق هاتفه ناظرا لمعتز وعمار : صافيناز بقالها فترة كبيرة مسافرة ولحد دلوقتي مرجعتش

معتز بتنهيدة : وبعدين مع الحكاية دي ها تعمل ايه يا رسلان بالشركة الايطالية واكيد كمال ها يتصل يتطمن ع الشحنة

رسلان : متقلقش احنا ها نحول الشغل عالمصنع الفرع الثاني، والعمال يشتغلو ليل نهار

الشحنة دي ها تتطلع من غير اي نقص ...

عمار : انت بتتكلم ايه يا رسلان ده مستحيل يحصل ...

رسلان : لا ها يحصل يا عمار ، انا مش ها سمح لشركتي تنهان واللي عمل كدة كان قاصد

يكنسل الشحنة دي وعارف بالصفقة بتاعت الشركة الإيطالية متنساش التهديدات اللي جت

يبقى كل حاجة مرتبطة ببعضيها

معتز : انا متأكد كل حاجة هاتبان .....

اشاح رسلان نظره بعيدا عنهم ليتطلع بالفراغ محدقا امامه ...

رن هاتف عمار

عمار ايوا يا ست الكل

عفاف : اه يا حبيبي اختك ريم عاوزاك بحاجة ضرورية.

عمار : ريم ؟؟؟؟

اثار انتباهه ليشعر بدقات قلبه تنضطرب فور سماعه اسمها أمعن التركيز .....

ريم أخذه الهاتف من امها : اه يا عمار ، انت لوحدك ؟؟

عمار باستغراب من سؤالها : عايزة ايه يا ريم ما تتكلمي ؟؟

ريم بخجل : اصل بكرة هايجي زميل ليا بالكلية عشان يطلب ايدي ...

عمار مازحا واستعباط : يطلب ايدك فين يا بت ؟؟؟ عاوز بيها ايه ؟؟؟

ريم بغيظ : عممممار ما بلاش رخامة اديني قولتلك يلا سلام بقى .....

عمار: خلاص يا ستي ها نشوف مين ده اللي ها يبتلي بيكي ....

معتز وكانه يحاول ان يكذب ما سمعه ، يكذب حدسه وشكه ليقول متسائلا موجها انظاره

نحو عمار :

في ايه يا عمار، ان شالله ما حصلش حاجة لريم ؟؟

عمار شعر بضيق الحزن صديقه فهو يتذكر بأنهم كانو متعلقين ببعضهم البعض قبل سفر معتز

عمار حتى لا يبين بأنه يعلم بما في قلبه :

مفيش دي ريم بتقول أن زميل ليها هايجي بكراعشان تتعرف عليه وجايز يحصل نصيب ويخطبو .

اثار هذا الحديث انتباه رسلان تنبه للحاله التي وجد عليها معتز .

رسلان بتساؤل هو مين ده اللي ها يخطب ؟؟

عمار : بنت خالتك ريم مين هايكون ..... انا !!!!

رسلان فور سماعه لهذا الخبر اعاد نظره نحو معتز الذي كان حاله وكان احدا ما قام يسكب دلو مياه عليه ....
رسلان بقلق : معتز انت كويس ؟؟

لم يجده من معتز ليجده ينهض من كرسيه

معتز بارتباك محاولا الثبات : انا هامشي با رسلان .....

رسلان ناهضا عن كرسيه مناديا عليه : معتز يا معتز استتی بس .....

اعاد نظره لعمار معاتبا اياه ...

رسلان : يعني عامل نفسك متعرفش اد ايه هو بيحب ريم .....

عمار : وانا مالي البت شكلها مش فاكراه خالص وانا مش ها جبر اختي ع اي حاجة .....

رسلان : ده ها يروح فين دلوقتي .. هو انا ناقص ما تفور بداهية انت واختك دي عاوزة

يتلع بيها الدنيا دي بكفة ومعتز بكفة يا رب ما يعمل بنفسه حاجة ....

عمار بغيرة : الله وانا ايه يا سيد رسلان ده انا حتى ابن خالتك يعني اولى بيك من الغريب

نفسي تحبني زي معتز .....

رسلان بابتسامه على سذاجة عمار : ومين قال اني مبحبكش ؟؟ بحبك يا عمار بس انت

تعرف حياتي عشتها مع معتز تعرف يا عمار انا لو احكيلك عن اللي عمله معتز ليا ده انت

ها تفضل طول عمرك تشكر بيه

عمار بعدم استيعاب : ازاي يعني ؟؟ هو عمل ايه ؟؟

رسلان : مفيش انسى ... انت ركز دلوقتي بالشغل ونفذ اللي قلتهولك ، انا كنت ناوي اعمل

اجتماع طواري بس مش ها عمل خلاص ....

عمار : ماشي يبقى انا ها روح اعمل المستحيل اللي عاوزه يتنفذ ....

رسلان بتحذير : مش عاوز كلمة مستحيل دي الشحنة ها تخرج بميعادها فاهم يا عمار ؟؟

عمار : فاهم فاهم ......

داخل القصر

كانو يجلسو جميعهم بالحديقة التابعة للقصر يتناولون القهوة ، فطيمة ومريم وعبد الحميد

وزوجته فاتن ....

فطيمة : الحمد لله رسلان رجع ثاني للقصر ...

عبد الحميد : احنا خلاص هاتنسى كل اللى فات ، ونفتح صفحة جديدة النهاردة الوزير كلمتي وعايزني ...

فاتن : عايزين منك ايه ؟؟؟ ...

عبد الحميد : معرفش .

مريم التي كانت شاردة بعالم آخر نظرت لقطيمة : ماما قطيمة انتي تعرفي أن بكرا

الذكرى السنوية لوفاة باباه الرسلان ...

فطيمة بحزن فمهما غضبت من الذي فعله ابنها والذي سببه من جروح لا يمكن مداواتها الا

انه قطعة وجزءا لا المنطقي منها ، والحال هكذا بالنسبة للمريم فمنذ وفاته مهما غضبت وكرهت

ما فعل ، وما سبب به إلا انها لا تنسى حبها العظيم له ...

مريم متابعة : انا عايزة يا ماما اسافر الغردقة وازور الفير بتاعه

قطيمة القانونية : يبقى نروح مع بعضينا يا بنتي ....

مريم : ايه رأيك يا ماما تبلغ رسلان جايز يروح معنا ...

فطيمة بتفكير : بيقي اكلمه يجهز كل حاجة وهايبان عليه لو هو عايز يروح اكيد هايقول ......

داخل الشركة

رسلان : زمردة تعاليلي ....

زمردة : حاضر .....

دلفت زمردة للداخل ....

رسلان مؤشرا لها بأن تجلس مقابلة له .

رسلان : القعدي يا زمردة

زمردة بابتسامة : متشكر ....

رسلان : انتي تعرفي يا زمردة انا من اول ما شفتك وانا متمسك بيكي ومش عايز اخسرك ....

زمردة برسمية وابتسامة : ده من زوقك ...

رسلان وقد شعر بالغيظ من حالتها المنقلبه : زمردة هو انا بكلمك بايه عشان تقولي ده من

زوفك .. وبعدين انا مبقصدش الشغل ...

زمردة بقباء : مش فاهم يعني ايه ؟؟

يعني ...... لم يكمل جما جملته حتى قاطعه رتين الهاتف هي وجدت به نجاه لها ...

رسلان باعتذار ثواني ارد عالمة منتحر كيش من مكانك ...

نهض عن كرسيه متجها نحو الزجاج ارخت زمردة سمعها نحو صوته يفضول ...

رسلان : الوووو ابوا یا تینا خیر ؟؟

فطيمة : خير يا بني خير انت تعرف بكرا في ايه ؟؟؟

رسلان بتعجب : في ايه ؟؟؟

فطيمة : معقول يا بني مش فاكر ؟؟ بكرة الذكرى السنوية لوفاة باباك الله يرحمو ...

أنه احدا القى عليه سهما اوخز قلبه بقوه ، رفع كف يده فارکا به وجهه ...

فطيمة : الووو رسلان يا بني انت رحت فين ؟؟!!

رسلان على صوت فطيمة تشدق بصعوبة :

اه يا تيتا معاكي كملي ...

فطيمة : عايزينك انا وامك تحجز لينا تسافر عشان ها نزوره ...

رسلان : انتي ومين ؟؟

فطيمة : امك يا بني امك...

رسلان ازاي يعني ؟؟ ماما ها نزور بابا ...

فطيمة : ايوا يا بني مالك ؟؟ انت كويس ....

رسلان بإدراك خلاص ها عمل اللي انتو عاوزينه

اقفل الهاتف محدقا امامه بشرود

افاق على صوتها متنبها لوجودها عاد لمكتبه وقد تغيرت ملامحه ....

زمردة : رسلان باشا ؟؟

زمردة بقلق من لون وجهه الذي يميل للاصفرار ، تابعت بلهفة حصل حاجة ضايقتك باين

عليك تعبت فجأة ....

رسلان مجيبا عليها بصوت مبحوح : لا مفيش با زمردة ... ممكن تسيبيني لوحدي شويه.

زمردة بقلق على حاله : حاضر بس لو عوزت حاجة ابقى بلغني ......

هز رأسه بإيجاب دون أن يجيبها بصوته .......

تناسى أمام جدته ذكرى وفاة أبيه وكأنه كان يخشى أن يتذكر او كأنه كان يهرب من ذلك . اعاد رأسه للخلف متكاً على كرسيه، يتذكر وفاة ابيه وكأنه توفى ليلة الأمس لم ينسى لحظة

واحدة عادت ذاكرته لما قبل وفاة والده ............

فلاش باك

كان اليوم مميزا بالنسبة الرسلان والعائلة جميعها ، فاليوم عيد ميلاده العاشر الجميع

مجتمعين ، كان رسلان صغيرا لكنه بعقل كبير كان فتى ذكي ويدرك ما يحدث حوله .....

سلیم ماسکا بید رسلان : تعال يا بني يا رسلان عاوز اعرفك على حد ها تحبو اوي ...

رسلان بفضول : حد مين يا بابا

سليم : تعالا بس

اقترب من ذلك الفتى، سليم اتنى جسده قليلا حتى يصل لطول رسلان : تعرف یا رسلان را اسمه امیر ها يكون صاحبك اوى وها تحبو بعضيكو ....

امير بفرح : كل سنة وانت طيب يا رسلان

رسلان بابتسامة بسيطة : وانت طيب با امیر

امیر : ايه رأيك توريني القصر بتاعكو وهنبقى بكدة تعرفنا ....

كانت هذه المرة الأولى التي رأي بها امير ......

مرت الأيام حتى جاء اليوم الذي خسر به رسلان ابيه بحادث سير مروع كان الخبر بالنسبة لطفل بهذا العمر يفقد أبيه صدمة لاجمة مؤلمة ورفض الاكل لأيام حتى أنه بيوم اصيب باعياء شديد اضطر لنقله للمستشفى

خلف

كان ممسكا بالقلم ضاغطا عليه بشدة ، كم يمقت تذكره للماضي مرت السنين ولم تغب تلك الأحداث عن فكره حتى بعدما تماسك واصبح قوى عاد بسن العشرين لنقطة الصفر وتدمير حياته بالكامل ... بانت عروق عينيه من شده الاحمرار استمع لصوت القلم الذي تفتت لاجزاء

استفاق من تلك الذكرى بتنهيده ياااااااارب .......



تعليقات