رواية اريدك في الحلال الفصل السادس عشر
كان ينتظر خروجها .....
يعلم أن هذا وقت الراحة ....
اتخذت حنة من الطرقة المؤدية للسلم الخلفي مكان لها لتختلي بنفسها والمها الكبير تريد أن تتنفس ولو قليلا تشعر بأن داخلها نار شديدة الاشتغال غير قادرة على اظهارها لأحد لا تريد أن تكون ضعيفة لا تريد أن يراها الجميع فاشلة رغم انها ما عادت مهتمة لامره .. فقط الحقيقة المؤلمة ما حدث لا يبارح عقلها ثانية مشهده وهي بين احضانه على وشك تقبيلها امام عينيها دوما حتى لو الحمضت عيناها لترتاح منه تتخيل الابشع ... لا يشعر بها أحد الحب لسنوات والتضحية يكافئ عليهم المرء في النهاية بالخيانة ... أين العدل أين الاخلاص تنسأل وقلبها ينزف دماء
شعرت بخنقه كبيرة وغصة تؤلم حلقها فاتجهت للنافذة تفتح بابها الزجاجي قليلا وتقف تتنفس
الهواء البارد عله يريح صدرها ولو قليل
يراقبها من بعيد ... وقرر الظهور الخيرا
فشعرت برجل تدب خلفها فالتفتت مفزوعه عندما رأته
شهقت برعب وهي تضع يدها على صدرها متحدثه بلهيب حاد هو أنت !؟
سألها مباشرة دون تمهيد ... عاوز اسألك سؤال بس ياريت تقول لي الحقيقة من غير لف ودوران في عويدكم، أنت ماضية ورايا ليه عاوزه مني ايه .. هي اللي زفاكي عليا مش كده؟
تجمدت دموعها واتسع فمها متعجبه ماذا يقصد بتلك الكلمات ؟؟
اخذت نفس طويل تحاول استجماع نفسها وهتفت بغلظة: أنت مجنون انت اللي ماشي ورايا ...
كل حته بلايق فيها .. أنت اللي عاوز منى ايه ؟!
اخيرا لاحظ بكاءها فهتف متعجبا: يتعيطي ليه ؟)
جحظت عيناها لا تصدق فضوله وهتفت دون مرعاة لتهذيب انت مال اهلك ... اعيط اصوت دخلك ايها عاوز متي ايه أنت كمان، صدقني المرة الجاية اللي هشوفك فيها فاي حته حتى لو صدقة جوديك ورا الشمس أنت متعرفنيش، وغادرت المسح دموعها بغضب شديد ... تلعن كلمة
ذكر وكل حروفها فهي لم ترى رجلا حقيقي في حياتها كلها حتى الآن
ظل اذار يتابع مغادرتها بعيونه العملية المتسعة والتي ما أن يضفب حتى يتدفق شهدها كأشعة شمس حارقة وهتف منفعلا أنا غلطان إن سألت بومة زيك متعيطي ولا تنفقلي حتى، واتجه المكتبه ينتوي قطع صفحة تلك الفتاة هي الأخري من حياته قبل أن تبدأ
دلفت مكتبها ...
تشعر بالاعياء الشديد ...
حالتها اشبه بالمريض الذي يعافر السرطان .. الالم الخوف الضعف وبالنهاية حتى لو انتصر
سيظل المرض بداخله .. وقد يؤدى بالنهاية لموته في لحظة
حبه كان أكبر خطأ لم ترتكبه بل كان قدر... كبرت على كلمة واحدة حنة لوسام ووسام لحنة.. هو
فتی مرهقتها ورجل احلامها هو الهيرو الخاص بها كفتاة.. كيف تنسى كل هذا إن فعل هو .... وهذا أكثر ما يذبحها كيف قرط في حبها بتلك الصورة المشينة التلك الدرجة كانت بلا قيمة في
حياته ....
على دخول ميس وبعض الآخرين التفتت تمسح الدموع وتكمل تمثيلها أنها طبيعية ولم يحدث
لها شيء وكم قلب يكتوي بالنار ولا تستطيع أن يصرح بما يشعر
في المستشفى ...
ابدات ثيابها ومرت على عدلي تخيره انها ستغادر مبكرا اليوم ... فحنة تحتاجها وبالطبع وسام سيستغل الفرصة ان رأها بمفردها ويضغط عليها أكثر وهي لن تترك له الفرصة فهي تشعر بأن اختها ما عادت قادرة على التحمل تخشى أن تفقدها أو يصيبها اذي بسببه
تقف امام الشركة تنتظر نزولها بعد أن أخبرتها انها بالاسفل .... ظلت تنتظرها حتى نزلت تم صعدت السيارة كانت هادئة للغاية .. ليست هي حنة المرحة المنطلقة كما تعرفها .. لعنت وسام في سرها فهو السبب وراء ما يحدث لاختها واتجهت تغادر وبينما هي تخرج بالسيارة وجدت سيارته قادمه من بعيد .. زفرت في نفسها بقوة كانت تعلم انه سيطرق الحديد وهو ساخن حتى بلين ولن يهتم بتائج ما سيحدث ولا على أي شكل سيصبح الحديد بعد طرقه انطلقت سريعا تغادر المكان قبل وصوله
وصل واخذ يبحث عن سيارتها في المكان الذي دوما ما تصف به ... لكن المكان كان خال اليوم ..... تعجب لكنه ظن انها ربما غابت اليوم حزنا فقرر الذهاب للبيت ضد رغبته فهو كان يريد أن ينفرد بها بعيد عن الجميع
في بيتها ....
وصلوا .. كانت في استقبالهم ضحى كعادتها بحدائها المعهود .....
جلست لجوارها تحاول التحدث في أي شيء وكل شيء حتى تعود بسمتها ... تنسى ما حدث ... رغم علمها المسبق انه صعب للغاية
كانت فريدة في المطبخ ترى ما أعدت ضحى الغداء اليوم وآخر شيء توقعته هو ان يأتي اليهم هنا... فتحت ضحى الباب بعد عدة طرقات للتفاجئ بأنه وسام اتسعت عيداها وظلت على صمتها
حتى تحدث بلين يستعطفها : أنا عارف انكم اكيد متضايقين مني بس أنا جيت عشان اصالحها وافهمكم اللي حصل بالظبط
از دردت ضحى ريقها متحدثه: وسام ارجوك بلاش دلوقت تكلمها... الوضع من متحمل اي كلام ولا تبرير
هاتف بنبرة أعلى قليلا ليه مش من حقي ابرر ولا هتحكموا على الموضوع من طرف واحد اختكم وبس
عندما استمعت حنة لصوته ... بكت و نهضت لغرفتها تحتمي بها من سطوته التي معادت قادرة على تحملها ابتعدت وفرت.. لا تريد المواجهة فهي خسرت وانتهى الامر ان يقيدها بشيء التحدث معه
بينما فريدة عندما وصل المسامعها صوته الغاضب ... اقذفت المعرفة من بيدها مسرعة تعلم وقاحته جيدا ولن يردعه غيرها
هتفت وهي تقترب اهلا اهلا يا وسام .... نظر لها يشعر بأن كلماتها سخرية أكثر من ترحاب وتأكدت ظنونه وهي تقول بصوت خافت حتى لا يصل لحنة جاي لوحدك ... مجبتش ليه مونيكا معاك
اتسعت عين وسام من وقاحتها وهتف في غيظ: فريدة الزمي حدودك ايه اللي بتقوليه دا لو مش خايفة على اختك ولا عليا دي سمعة واحدة بردة مينفعش تتكلمي عليها كدا شهقت فريدة فانتفضت ضحى التي تراقب المشهد عن كتب وهتفت في صباح يا حنين . بتراعي مشاعر الانثي اوي حضرتك ... طب وبالنسبة للي جوا دي ايه دكر بط مثلا ؟! فريدة قالها وهو يقترب خطوتان منها متحد تا بغلظه مش عاوز اغلط فيكي انت بنت خالتي مهما كان بلاش الطريقة دي معايا انا جاي أصلح اللي حصل واراضيها ليه بقى الغلط دلوقت؟ اجابت بانفاس لاهنه اللي انكسر مش في كل الاوقات ينفع يتصلح ... لو اتصلح مرة مينفش الثانية انت انتها جامد يا وسام المرة دي
زفر يحقق متحدثا: فرضيها ناديها لي بس وانا مصلح اللي حصل صدقيني هي متقدرش اتستغنى عني ولا أنا اقدر
اجابته بثقه حد السخرية هي سمعاك لو كانت عاوزه تيجي كانت جات من ساعتها وأنا بصراحة مش مفرض عليها حاجة يا وسام .. كده احسن ليكم
التفت يحدث ضحى بامر لديها يا ضحى انت عرفيها الى هنا وعاوز اتكلم معاها لم تجبه ضحى خوفا من غضب فريدة .. فهتف بحزن حتى انت كمان يا ضحي؟
اجابته فريدة بتلقائية : كلامك معايا انا يا وسام .. ملكش دعوة بضحى وبقولك كل شيء قسمة ونصيب واتفضل يالا كفاية لحد كده
هتف منفعلا هي حصلت يا فريدة بنظر ديني انت مين عشان تقولي لي الكلام دا لو هي مش عاوزاني تيجي تقولي الكلام ما ينفسها
ارتفع صوت رلين الهاتف الخاص بفريدة كان على المنضدة في الصالة بالقرب منهم .. اتجهت ضحى ترى من المتصل ... كان عدلي ...
كور الاتصال ... فقررت الرد
جاء صوت عدلي الهاديء: وصلتي يا فريدة اجابت ضحى بتلعثم أنا مش فريدة أنا ضحى
كان في سيارته على وشك الوصل لبيته - توقف فجأة بالسيارة عندما استمع لصوت ضحى .... وكان يكفيه تبرتها المهنزة ليفقد السيطرة على اعصابه، فحدثها بنيه وخوف مال صوتك، فريدة
فيها حاجة ؟!
لا لا مفيش حاجة فريدة بخير
تنهد بقوة وهنا استمع لصوتهم العال فسأل بشك: امال ايه الصوت العالي اللي عندك دا وفين فريدة ميتردش عليا ليه؟
وسام هنا ومش طبيعي بتحاول نمشيه مصر يقابل حنة وفريدة مش راضية والوضع صعب جدا
اجابها بثبات وهو يشغل السيارة من جديد طب اقفلی متقلقيش
سالته بخوف هتعمل ايه ؟ .. لم يجيبها لانه الخلق الهاتف والقاه جانبا يقود السيارة تلك الامتار بأقصى سرعة لديه حتى وصل البناية لم ينتظر الاسانسير بل صعد الدرج بخطوات واسعة .... حتى وصل لهم
كان الصوت مرتفع بشدة ... اقترب وانفاسه متسارعة غاضية يهتف بقوة وصلابه خير يا وسام في ايه ؟!
التفت وسام يحدجه بنظرة ساخرة وهتف أنت مين انت كمان عشان تسألني في ايه ؟ لتكون ناسي أنا ابقى لهم ايه ؟!
مال ثغر عدلي في سخرية لاذعة زادت من غضب وسام واجابة ببطء ابن خالتهم مش ناسي لكن أنت اللي نسيت دا .. بس احب افكرك للتذكير بردة أنا الوقت لي صفة وكبيرة كمان .. يمكن أكبر منك انا جوز فريدة وأخوهم من يوم ما دخلت البيت دا
لا مش اخوهم یا عدلی متنزقش نفسك فينا وخلاص .. الاصل مبيتشراش
اتسعت عينا فريدة وضحى وكادت أن تجيبه فريدة بكلمات الادعه ... لكن عدلي امسك كلها متحدثا بثبات معاك حق الاصل مبيتشراش عشان كدا فضلت محافظ على بنت خلتك وعمري مجرحتها لانی این اصول ولا عمري عرفت حد غيرها وكسرتها
اقترب وسام بغيظ متحدثا قصدك ايه وقصد لا مين بالكلام دا؟
اجاب عدلي بثبات يفوقه اللي على راسه بطحه يا وسام بيحسس عليها.... واتفضل بالا منتزل سوا البنت مش في حالة تسمح لها انها تقابل حد وخصوصا انت بالذات سببها ترتاح الاول كفاية اللي شفته منك متضغطي عليها أكثر من كده
اجابه وسام بحنق: أنت مين عشان تديني الأوامر دي امشي ولا اقعد دا بيتنا أنت هنا اللي ضيف فاهم واتفضل بقى من غير مطرود طريقك اخضر
اجابة عدلى وهو يؤكد على كل كلمة طيب أنا هنا المسئول عن البنات بما فيهم حنة وأي حاجة نفسهم تمسني واللي مش عاجبه الكلام ما يوريني نفسه
لم يستطع وسام التحمل اكثر فاعطاه لكمة قوية كانت مباغته بالقدر الذي جعل الدماء تسيل من جانب شانية
شهقت ضحى برعب وهلع ... بينما فريدة تدخلت تتحدث بغلاظة كفاية يا وسام انت بقيت عامل كدا ليه الفضل بالا امشي والله لو مش هتتحرك المكلمة مامتك وهي تشوف لها صرفه معاك
ظل يلهث وسام بقوة وعدلى لم يرد عليه اللكمة بل تحكم في أعصابه على آخر لحظه خوفا من عضيه
لكن الشيطان حين يحضر ... يتحكم بالانسان للنهاية فتوجه وسام يدفع فريدة بقوة ليدخل فاصندمت بالحائط خلفها صرخت بقوة، اقترب عدلي منها بخوف ولم يحسب حساب لوسام وشيطانه
فامسك وسام عدلي من رأسه يدفعه تجاه لوح زجاج كبير لجوار الباب.... كانت القاضية.
لم يفق من موجه غضبه الا على دماء عدلي والزجاج المتناثر حولهم جميعا وصرخات النساء المستنجدة ... شعر بالرهبة والفزع ولم يشعر بنفسه الا وهو يغادر المكان سريعا تاركا عدلي خلفه يتراح
صرخات فريدة المرتعبة وهي تنزل لجواره عينت المكان من حولها
امسك كفها يحاول تهدئتها متحدثا بصعوبة متخافيش انا كويس دا جرح بسيط اهدي... لكن كيف و الدماء تغطي رأس
هنفت بجنون عدلي فووق.. كانت عيناه تانهة .. تشويش وفجاءة غاب عن الوعي
وجدت الباب مغلق شعرت بالاحباط فهمست بغل كي لا يصل صوتها المسامعه: الحقير قافل الباب حابستي انا هوريك
عاوزه تهربي يا جمانة
التقدت لتجدد خلفها مباشرة
سقط قلبها اسفل قدميها ... شعرت بالبرودة تسري في أوصالها لكنها حاولت التماسك متحدثه بنبات هش: لا كنت نزله المطعم .... جعانة فيها حاجة دي كمان، ولا حرام الاكل ؟!
رفع حاجبه متحدثا بهدوء: جعانة طب ليه مطلبنيش على التليفون واللي عاوزاه هيطلع لك بووووه قالتها بنفاذ صبر ثم تابعت بقهر: فيها حاجة لما اكل تحت في المطعم دا كمان ممنوع اذا اتخنقت
هتف ماهر وهو يشير للداخل طب على الاقل غيري هدومك دي وانا هنزلك تاكلي تحت زي ما انت عاوزه بس معايا
نظرت له بكره ودلفت للداخل مرغمة منقبه ابتسامة صفراء مغلفة بكل الحقد الذي تحمله له في الداخل تبدل ثيابها وحاولت اشغال ناره والضغط على نقطة ضعفه ارتدت اکثر ملابسها فتنه والمارة رغم انه لا يظهر من جسدها شئ سو جزء من ذراعيها الا انه ملتصق بالجسد كجلد ثاني لهات
خرجت لتبختر في التوب ... وهو يطالعها بهدوء ... على يقين تام بكل ما يدور برأسها .. تركها تفعل ما تشاء ... تريده أن ينور يظهر انكساره لها لكنه متماسك .. انتهت تحدثه بتفور خلصت. ابتسم وهو ينهض واقترب منها في خطوات هادئة ثم امسك فكها عنوة انتقض جسدها كله تزامنا مع صرختها القوية
زمجرا متخليا عن هدوءه وقال بهمس مخيف بلاش الطريقة دي معايا يا جمانة لانك هتخسري
كثير لو اتبعنيها
هتفت تبعده عنها متحدثه مش فاهمة بتتكلم عن ايه وبلاش انت الطريقة المقرفة دي معايا جذب ذراعها عنوة متحدثا صوتك ميعلاش قلت لك
نظرت له بكره و هتفت أبعد عني وبعدين مستني مني ايه لما تمد ايدك عليا اكيد صوتي هيعلا
دفعها ماهر متحدثا بصلابة : غيري اللي انتي لبساه را حالا لو عاوزه تنزلي
وقفت تنظر له يعنفوان متحدثه طب لو مغيرتش هتعمل ايه
اجابها وهو ينظر لها بعمق: معمل كثير
كان جوابها الصلد من مغير حاجة واعلى ما في خيلك اركبه أنا مش جارية عندك هتتحكم فيها على كيفك
اقترب منها بغضب ......
دلف يشعر بالتيه وكأن كل شيء بعد فراقها تغير
حدثته والدته بقلق: هااا يا وسام طمني كلمت بنت خالتك النهاردة ؟
توقف عن السير لحظة ويداه ما زالت في الهواء تحمل المفتاح ثم نظر لها في نصف ابتسامه
ساخره متحدثا: لا مكلمتهاش است.
هفت بغضب: انت بتهزر .. بقالك كام يوم تقولي نفس الكلمتين دول
اجابها بحلق عملين عليها كردون ومحوطتها النهاردة كان معها فريدة فكرت اروح اتكلم معاها
لكن مردتش، أنا عاوز اكلمها لوحدها
مكسوف یا وسام بعد اللي حصل سألته بشك وحزنت لقولها ذلك عندما بدت ملامح الحزن والضعف عليه
دلف غرفته متجاهلا سؤالها وهتف قبل أن يغلق الباب متعمليش حسابي على الغدا انا اتغديت برا
جلست والدته على المقعد تشعر بالحزن يعصف بقلبها فمن يوم ما حدث وتبدلت اوضاعه تلك المرة تراه مختلف فراقها دوما يؤثر عليه لكن المرة كانت أكثرهم تأثيرا .... ليتها تستطيع فعل. شيء لجمعهم معا من جديد لكن كيف ذلك بعد ما حدث ؟!
مر اسبوع كامل...
يحاول الانفراد بها بعد تلك المشاجرة الكبيرة التي حدثت بينهم وضربه لعدلي »
نها الب..
صعدت لغرفة العمليات تخبرهم
على مرور أحد الجيران فساعدهم في الوصول للمشفى سريعا والقلق يفتك بهم جميعا
بسرعة كلمولي دكتور انس شفوه فين
اجابت المعرضة بجدية دكتور راضي هنا ودكتور انس في بريك بيتغدا
هتفت فريدة بانفعال كلموه وقلوله فريدة عاوزاك في حالة مستعجلة
اجابت الممرضة وهي تسرع للخارج حاضر يا دكتوره فريدة هكلمه حالا
في الاسفل في المطعم الصغير الخاص بالمشفى يجلس يتناول وجبة الغداء بعد عملية مرهقة للغاية ممسكا بيده قطعة من دجاجة مشوية استنشقها بتلذذ ووضعها في فمه يتناولها بتلذذ اكبر
جاءة اتصال على هاتفه الموضوع على الطاولة .. يعلم الرقم جيدا واستنتج ما خلف هذا الاتصال لذا اهمك وكأنه لم يراه من الاساس ووضع الشوكة يلف بها المكرونة متحدث بنهم الصوص يجنن
اعادت الممرضة الاتصال للمرة الخامسة
تأفف جذبا التليفون بيد والاخرى تحمل ورك فرخة تحدث بضيق خير يارب الواحد مش عارف ياخد راحته وياكل له لقمه في المستشفى دي
هتفت الممرضة في عجاله دكتورة فريدة هنا وطلباك ضروري
هتف في ضيق لو في حالة مستعجلة دكتور راضي عندك قوللها
اجابت الممرضة سريعا: قلت لها بس المشكلة في المصاب نفسه
سال بشك ليه مشكلة .. مين اصلا المصاب
اجابت بحزن: دكتور عدلي
اتسعت عين انس وهتف في تعجب: دكتور عدلي بتاعنا
ايوه هو
اجابها بدهشه طب اقفلي اقفلي انا طالع ووضع الهاتف متحدثا بغضب لا حول ولا قوة الا
بالله وترك الورك كما هو في الطبق يطالعه بنظرات حزن
ثم نهض متحدثا الحق اللي فوق ربنا يستر خطوتان ثم عاد من جديد ممسكا الورك يقضم منه قطعة متحدثا بشهية تتألم التركه مكنتش عارف تستني شويه يا عدلي ثم تركه بندم صاعدا
في غرفة العمليات ...
لم تساعده في شيء ....
بدها كانت تهتز غير قادرة على تقطيب غرزة واحدة له
هتف انس في تأكيد واهتمام اهدي يا فريدة دا مجرد جرح مش اكثر واحنا اطمنا بالاشاعة.
هتفت بحزن: مش مسامحه نفسي على كل العرز اللي خدها بسببي دي
اجابها بتأکید متنحسبش كدا يا فريدة وبعدين كويس انه ادخل بدل ما كان الغبي اللي اسمه
وسام را مد ايده على وحده فيكم لقدر الله.
ياريت كنت أنا وهو لا، هو ايه ذنبه يتبهدل كدا
اجابها بتأكيد: ذنبه انه خطيبك وبيحبك، أي راجل كان هيعمل اللي هو عاملة
عووووودة ...
جاءته الفرصة اخيرا
وجدها تنزل من البناية بمفردها...
تنفس الصعداء واسرع ينزل من السيارة قبل أن تغادر، نادها بشوق: حنة
نداءه ... كان كجمر مشتعل التي على مسامعها .. فتأذت ... اقشعر جسدها تزامنا مع استحضرها للصورة التي لا تغيب عن عينيها وهو مع مونيكا يضمها لصدره
وقفت تحاول استجماع شتات نفسها تحاول رسم النبات الزائف ... وأن قلبها النازف .. تحاول
الالتفات له لكنها عاجزه ... كمن شلت قدماه
اقترب في خطواته محاولا تلطيف كلماته وحشتيني الاسبوع دا كله
كم اوجعتها الكلمة كثيرا وكأنه يسبها فالتفتت تنظر له بألم سابقا كانت تحيه وحتى لو ابتعدت
عنه الخلاف ما تتأثر بتلك الكلمات فور رجوعهم كانت تتلج قلبها تشعرها بأنها تطير عاليا.. اما الآن تتخيله وهو يقف مع غيرها يخبرها بنفس الكلمة بل ربما أكثر .. شردت تنخيل والحزن مرسوم على وجهها الذابل
حنة نادها مجددا
استفاقت تنطلع له في صمت ونفور
تحدث برقة يحاول استمالة قلبها: بقالي اسبوع بحاول اشوفك لوحدك عشان تتكلم بس مش عارف، بعد اللي اختك عملته فيا يومها معرفتش الا دلوقت
لم تجبه ايضا بل ظلت على صمتها تتأمله
هتف بضيق و حزن أنا خلاص يعترف اني غلطت حقك عليا يا حنة لو لسه زعلانة منى سامحيني
شبه بسمة ساخرة ارتسم على ملامحها الحزينة والدموع بدأت في الظهور لعيناها وهمست بصوت مذبوح : لسه زعلانة !! هتف ببطء حنة أنا بحبك ومقدرش استغني عنك شوفي ايه اللي انت عاوزاه ويرضيكي وانا
معملهولك بس ترجع تاني انا مقدرش ابعد عنك ولا انت تقدري تبعدي علي.. جوبيتي يا حنة
أنت تقدري على بعدي ؟
اجابته بالم : عارف كنت مفكره إني هموت في بعدك عنى لكن أنا لسه عايشه قدامك وممتش رغم أن جرحك ليا بيد يحني كل يوم أكثر .. وكل يوم اسأل نفسي سؤال وااحد ليه عملت فيا كدا ليه بعث حبي ليك بالرخيص ؟
يا جنة افهمي أنا بحبك انت والبنت دي مجرد زميله لا أكثر ولا اقل منهمنيش في حاجة ولو
عاوزاني ابعد عنها أنا موافق
هتفت بدموع واللي شوفته بعينيا بينكم كان في اطار الزمانة يردة .. رد أنت وجاوبني ؟ خلاص يا حنة أنا مش هبرر تاني حاجة أنا راجع ويعتذر لك ويقولك ارجعيلي أنا تايه من غيرك
ميقاش ينفع عارف كنت ممكن اسامحك على أي حاجة حتى لو كنت ضرينني، موتني، انما الخيانة لا يا وسام ... مش هقدر اسامحك أنت مبقتش في عيني زي زمان.... مش أنت وسام اللي حبيته أنت واحد ثاني أنا معرفوش ... كسرني وداس على قلبي ورماه في اقرب سلة ذبالة
طيف من الدموع زار عيناه وترجاها ولاول مرة بتلك الطريقة : مصلح اللي انكسر وهرد لك اعتبارك نتجوز ونعيش مع بعض أنا يحبك وانت بتحبيني ها يا حنة قلت ايه؟ یاااه كان نفسي اشوف اللهفة دي في عينيك من زمان المنتها كثير وملفتهاش ... دلوقت بتجود
عليا بيها بعد ايه خلاص مبقاش ينفع إننا تكمل مع بعض
"جنة" قالها بعصبية وشعور بأنه أوشك على فقدانها حقا وأتبع بتأكيد أنت بتاعني أنا وبس ولا يمكن تكوني لحد ثاني غيري انت أناني ... مبتفكرش الا في نفسك وخلاص ... خسارة الحب اللي حبتهولك انا يا حنة الكلام دا ليا واقترب يحاول امساك ذراعها اشارت له وتحدثت بصوت خرج غير طبيعي بالمرة اياك ثم اياك تلمسني ثاني ابعد عني كفاية اللي شفته منك وانساني ... روح لها وانسااني
زفر يحلق شديد متحدثا: لو كنت عاوزها كنت روحت لها من زمان لكن أنا عاوزك أنت فتحت درعاها بحرية وهتفت بصلابة: بس أنا مش عاوزاك اقترب منها يحاول امساكد ذراعها عنوة فدفعته بكل شراسة تملكها تطلع لها لا يصدق نظرات الغل التي تصبها عليه وهتفت بقسوة قبل أن تصعد سيارتها: انا اعتبرتك من من يوم ماشفتك معاها بالصورة دي ياريت تعتبرني من أنا كما اان
تحدث الممرضة بلغتها ممكن التليفون اكلم والدي ضروري لان تلفوني فصل شحن ليت الممرضة طلبها على الفور واعطتها الهاتف ابتسمت لها جمانة براحة فهي في كل الاحوال لن تستطيع فهم ما ستقوله على الهاتف الاتصال كان من نصيب معتز الذي اجاب بعد مدة قليلة هتفت في نفسها يغل اه یا حقیر ردیت على الرقم الغريب في ثواني ولو أنا مش هنرد علياء اجابته ببرود: ازيك يا معتز لسه فاكر صوتي ولا نسبته خلاص اجابها بتعجب حمالة .. اخر حد اتوقع انه يكلمتي دلوقت مضطرة لولا كده مكنتش عملت سألها بضيق: ليه متصلتيش من رقمك اجابته في شك حاسة ان ماهر مراقب التليفون وكل حاجة عليه، ثم تابعت في غضب المهم فوق لي كدا لاني اللي هقولهولك ما لازم تنفذه على طول وبالحرف، ماهر عرف اني كنت على علاقة قبله وبيضغط عليا عشان يعرف هو مين شعر معتز بالخوف قليلا ثم هتف وانا مالي بالليلة دي وبتقول لي ليه . لا مالك يا معتز ولو مسعد تنيش اهرب منه صدقني هقول له كل حاجة كانت بينا وهو هيعرف
شف معاك
اجابها بتقه: قوليلوا ولا يهمني هقوله كدا به سهله لا يا معتز هو هيصدقني عندي اللي يخليه يصدق
هتف معتز في ضيق هنفضل في الحوار دا كثير الجزي يا جمالة عاوزه ايه بالظبط اذا زهقت اجابت في غضب الصرف خليه يحل عني واسافر أي دولة ثانية المهم ميعرفش مكاني نهائي ظل صامت لفترة ثم قال اخيرا بصوت قائم حاضر يا جمانة هشوف الموضوع دا و هرد عليك النهاردة قبل بكرة يا معتز انا معدتش قادرة اتحمله ولا طايقه اشوفه انت متعرفش هو بيعاملني ازالي
خلاص يا جمانة قلت لك متصرف بالا سلام
هستنی اتصالك، قالتها برجاء والم
والتفتت تعطي الهاتف الممرضة على دخول ماهر ليرى الهاتف في يدها ثم يد الممرضة سرت الرعشة يجسدها تفكر وتتسأل هل استمع لحديثها مع معتز ... لو كان نعم سيقتلها ولو كان لا سيشك بها
التفتت تضبط ملابسها لتغادر معه في صمت مهيب
اسرعت فهي متأخرة اليوم .... واهم قواعد الشركة الانضباط في المواعيد وقفت تنتظر الاسانسير اخيرا وصل ... على وقوف آذار لجوارها سريعا هو الآخر لم يرها عند دلوفه ... ما يشغله هو الألحاق بالمصعد سريعا قبل أن يتأخر التفت تلقائيا ليراها جواره ... تفاجا كل منهم ونظروا لبعض نظرات غاضبة مستفزة نظر للمصعد تم لها وهتف بغيظ واقفه مستنيه اي؟
نعم قالتها بغضب شديد ثم اتبعت واللي بيقف هنا بيستني ايه ان شاء الله المترو اكيد الاسانسير يعني .. اللي لسه واصل عن اذنك و دلفت للداخل تاركه اياه مضيق عينه بغضب كانت تضغط زر المصعد لكنه تحرك للداخل
لتجا : مش شيفانی واقف
نظرت له يغيظ تريد ضربه بحقيبتها على رأسه فهو شخص لا يطاق حقا ما كل تلك السوقية التي يتعامل بها معها، لم تجبه بشيء والتفتت للجانب الآخر تقف في آخر المصعد توليه ظهرها ... انعكاسة في المرأة زادها غضب ... تراه بشكل واضح ... تطالعه بعبوس .. وتنسأل هل كل مرة مقدر لها رؤية هذا الشخص ستفور دمائها كالقهوة مازالت تطالعه في المرأة بشرود
بينما هو يحدث نفسه بغيظ: مفكرة نفسها مين بنت القاضي دي ... والتفت يطالعها ماذا تفعل
تفاجئت باستدارته وحاول الحصول على عنيد لكنه أمسكها بالجرم المشهود وهي تطالعه
هتفت وهي تخرج من المصعد انسان مستقر ايه دا انا نقصاه هو كمان يارب قويني على اللي أنا فيه
اخيرا امسكت شيء ضدهم وخصوصا هي لن تترك الفرصة حتى تثبت له رأيها .. طلبته فجعاءها ملبيا
اقعد يا گيان عاوزان
خير يا ماما مالك حاسس ان في حاجة؟
اكدت ضبطه ابوه طبعا في موضوع مهم أنت عرفت ان حنة اخت خطيبتك ووسام سابوا بعض
اتسعت عين کیان ضبطا يتعجب سابوا بعض ايه الكلام دا با ماما، أنت متأكده ؟!
ايوه طبعا متأكده هي الحاجات اللي زي دي بتستخبى يا كيان عرفت واتفاجئت زيك بالظبط
طب ليه سابوا بعض" سألها ومازال التعجب مسيطر عليه
انت بتسألني اسأل الهاتم خطيبتك التي مكلفنش خاطرها تقولك معقول تكون آخر من يعلم تعرف من بارا يا كيان
اجاب مبرر زمانهم مضايقين يا ماما واكيد مش هيكون قصدها تخبي عليا منا كده
نسيا ان وسام ابن عمي، وجيز يكون خلاف عادي بينهم وهيرجعوا تاني
زفرت زينات بقيظ قعده انا ماكنش عاجبني النسب دا من الاول واهه شفت بنفسك عاوز ايه
ثاني عشان تصدق اقولك كلمها وشوف الهائم هنقولك ايه
ظل شارد لمدة ليست قريبة واخيرا اتجه الغرفته ينقذ كلمات والدته دون ارادته ... اطلقت رصاصة في حقل بترول .....
فامسك هاتفه يتصل بها
جاءه الجواب ناعم ......