رواية عشق الضابط الفصل الثامن عشر 18 بقلم زينب نور

 

 

 

رواية عشق الضابط الفصل الثامن عشر بقلم زينب نور


الساعة 3 الفجر...

حمزة كاعد ع القنفة، راسه نازل وعيونه معلّگة بالكاع، أفكاره متشابچة ومدا يگدر يستوعب اللي ديصير. ميس مقابيله، متغطية بالغطّة، تبچي بصوت خافت بس دموعها تحچيلها بدل الحچي.

طلع صوتها بالبچي، ضعيف، مخنوق:

"حمزة..."

حمزة رفع عينه، نظرة جامدة، ماكو بيها أي مشاعر، بس سؤاله نزل مثل السيف:

"أكو أحد لمسچ قبلي؟"

السؤال نزل كالصاعقة عليها، حسّت الدنيا دارت بيها، قلبها بدي يضرب بسرعة، حسّت بروحها تغرگ، ليش يسأل؟ ليش هالشك؟

بصوت مرعوب، تحچي وهي ترتجف:

"لا والله حمزة، ولا أحد طخني قبلك!"

بس نظراته ظلّت ثگيلة، تترقب، كأنّه يريد يسمع أكثر، يريد تفسير، يريد إجابة تشفي النار اللي بداخله.

"ميس.. مارست وياچ أكثر من مرّة، بس... ما طلع دم."

السكون قتل اللحظة، ميس گدرت تشوف ملامح وجهه وهو يحاول يربط الأمور، استعدت لهاي اللحظة من زمان، قلبها مجروح، بس لازم تحچي، لازم توضح كلشي.

"عرفت هذا اليوم راح يجي... أصريت على ماما أحچي لك من الخطوبة، بس هي گالت بلكت غشاء البكارة ملتحم ورايح الثقب."

حمزة عيونه ضاقت، ما فهم، شنو قصدها؟

"أي ثقب؟ أي غطاء ميس، وضحيلي!"

ميس بلعت ريگها بصعوبة، دموعها ازدادت، كلشي رجع قدام عيونها، اليوم اللي كانت بيه عمرها 15 سنة، الألم، الخوف، المستشفى، كلشي.

بصوت مكسور، مترددة، حچت:

"من جان عمري 15 سنة، الدورة ما جتي، كل البنات كانت تجيهن إلا أني، وبيوم حسّيت بطني جاي ينفجر من الألم... بس ماكو دورة! أمي خافت وودتني لدكتورة نسائية..."

تنهدت بوجع، دموعها تنزل من غير وعي، مسحت وجهها بغطّتها، بعدها قامت وراحت لجنطتها، طلعت مجموعة أوراق وفحوصات.

"حمزة... توقعت أعيش هاي اللحظة، فاحتفظت بالأوراق وياي."

مدّت إيدها ترجف بالأوراق باتجاهه، عيونها تتوسل يفهم، يصدگ، يثق بيها.

"الدكتورة گالت إنه هذا تشوه خلقي، يعني غشاء البكارة مالتي بدون ثقب طبيعي، المفروض من الله يكون بيه فتحة علمود تنزل الدورة، بس أني... كان مسدود بالكامل، ولهذا اضطرّوا يفتحوه طبياً، بس للأسف... بهذا الشي، خسرت عذريتي."

                                            

                                              
                                                    

حمزة ظل ساكت، يباوع بالأوراق، عيونه تقرا، بس عقله رافض يستوعب.

"تفضل، هاي الأوراق، تأكد بنفسك، وإذا بعدك ممصدگ، أنطيك رقم الدكتورة وعنوانها، روح اسألها بنفسك."

بدت تنهار، تبچي بصوت أعلى، جسمها يترجف، قلبها موجوع، ليش لازم تبرر؟ ليش لازم تحلف وتبچي حتى يصدگ؟

حمزة تنفس بعمق، خلا الأوراق تنزلق من إيده، طاحت ع الأرض، بس ما اهتم، شاف ميس بحالة ما يحتملها قلبه... قرب منها، مسح دموعها بيديه، وبهدوء جذبها لحضنه، شدّ عليها بقوة، بصوت دافي، مهموس، قال:

"مصدگچ حبيبتي... هاهي، انتهى هذا الموضوع."

--------------------------------------------

اني و محمد نسولف بليل مخابره و فرحانين
لان بابا وافق وكال ما الكه احسن منك انطيها الك و تكدر تزوجون قبل ما تخلص جامعة هي بيديها

- ممصدك نرجس ، راح اطير من الفرحه !

نرجس ضحكت وهي تمسح دموع الفرح، تحس قلبها يريد يطير، مو مصدگة اللي يصير! 

- محمد اريد نتزوج حتى لو اني ب الجامعة ما اريد اضيع وقت واني بعيدة عليك !

محمد حس الدنيا ضاقت عليه، مو من الحزن، لا، من الفرح اللي لأول مرة يحسه بهذا الحجم. حس روحه يريد يركض للشارع ويصيح بأعلى صوته: "نرجس صارت إلي!". أخذ نفس عميق وقال بصوت بيه كل الحب:

- خرب! نرجس، هذا الحچي يخليني هسه أجي أخطُفچ وأروح، والله ما داشاقه!

نرجس غطت وجهها بيدها وضحكت، ضحكة بيها شوية دموع، وشوية حب، وشوية انتظار. صحت بصوت كله شوق:

- محمد..

رد بسرعة، كأنه خايف يفوت حتى ثانية بدون ما يسمع صوتها:

- عيون محمد..

- تتخيل؟ حتى ياسر من سمع ماما وبابا يحچون أجه باركلي!

محمد سكت لحظة، ووجهه تغير شوي:

- ياسر؟ شدخله بموضوعنه هسه؟ إلا تضوجيني!

نرجس تحس بيه غار، ضحكت وهي تحاول تسيطر على فرحتها:

- لااااا حبيبي مو هيچ، قصدي يعني البيت كله فرحان، الكل باركلي، حتى ياسر!

محمد ضحك بخفة، بعده يحس شوي ضوجة، بس فرحته غطّت على كلشي:

- زين زين، بس لا تحچين عليه هواي ترى أضوج!

                                            

                                              
                                                    

نرجس ضحكت أكثر، صحت بإسمه من جديد بصوت كله حب:

- محمد..

- روح محمد..

- بعد قليل كلش، و تصير رسميًا الي، وأنا راح أكون مرتك، للأبد!

--------------------------------------------------

 كعدت الصبح ونزلت، البيت كله جوه فرحان، الأصوات تملأ المكان، ريحة الفطور تعبي البيت، والمطبخ كله حركة. اليوم راح نروح خطار على بيت ميس حمزه نباركلهم ونودي وياهه أكل وحلويات. اليوم كله فرحة .

بدلت لبسي، لبست بنطلون عريض، وبدي نص ردان، وفوكه قميص مفتوح، صحيح احنا بشهر العاشر، بس الظهر الجو بعده حار وما يتحمل ثقل اللبس. غدير كالعادة، جوها غير جوه، لبست هودي عريض وبنطلون واسع جواه، هذا ذوقها وما تغيره لو شصار.

جهزنا الأكل، ورتبنا الحلويات، وطلعنا أني وماما وبابا وغدير، محد من أهل عمي إجه ويانه، بس يلا مو مشكلة، المهم نبارك ونفرح وياهم.

وصلنا للبيت، نزلنه، وحمزه بنفسه فتح الباب، رحب بينا بحرارة، حسيت عيونه فرحانة، دخلنا للبيت، وسلمنا، وإذا بمحمد وأبوه وأمه موجودين، حسيت قلبي يضرب أسرع، بس المشكلة مو هنا… أكيد الزركة جاية وياه! إسراء!

سويت روحي ما شايفتها، مشغولة ويا الأكل والكعدة، بس حسيت نظراتها تجي وتروح، مو مهم، اليوم يوم ميس.

شوي ونزلت ميس، مبدلة، لابسة تراك يجنن عليها، طالعة كيوت حيل، حتى نظرات محمد نزلت عليها وهو مبتسم، فرحتلها من كل قلبي.

ماما من شافتها، دغت يدها وأخذتها على صفحة، وأنا حطيت أذني وياهم، أعرف ماما شتريد تحجي:

- ها بنيتي، سولفيلي، صار شي؟

ميس تنفست بعمق، عيونها فرحانة بس بيها دموع، نظرت لماما وكالت بصوت بيه راحة:

- ماما، حمزه عرف… واني كلتله كلشي!

ماما فتحت عيونها بسرعة، توترت، حست روحهه طلعت، مسكت إيد ميس بقوة:

- سوده عليه يمه! بس لا راح يطلكچ؟ كليله خل يطول شهر، شهرين، مو كبل يطلك تصير فضيحة يمه!

ميس دمعتها نزلت، بس مو دمعة حزن، دمعة راحة، ابتسمت ومسحتها بسرعة، وكالت بصوت كله حب وصدق:

- ماما، حمزه ذب الأوراق بالكاع، وكلي: "اني مصدگچ، ما راح أطلقچ!"

ماما حست الدنيا دارت بيها، وضعت إيدها على صدرها وكالت بذهول:

- ولج يمه، صدگ تحچين؟

- اي ماما، والله العظيم!

ماما كالت بصوت فرحة خالصة:

- ولج هسه مال أهلهل! ألف مبروك يا روح أمچ، انتي خوش رجل أخذتي!

ميس ضحكت وضمت ماما، وبصوت كله امتنان كالت:

- أدري ماما، حمزه ماكو منه!

حسيت الدموع تجمعت بعيني، ميس مرت بظروف صعبة، بس هسه الله عوضها، عوضها بأحسن نصيب. حمزه فعلا طلع رجال، ووقف وياها، وهذا هو الحب الحقيقي!


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات