رواية عشق الضابط الفصل التاسع عشر بقلم زينب نور
مرت الأيام والشهور، ولا غفلت، ولا هديت، لحد ما وصلنا لشهر ١١… الشهر اللي چنت أحسب أيامه واحد واحد، واليوم بالضبط، ٢٠/١١، خطوبتي!
ما أعرف شلون گعدت من النوم، بس أعرف أول شي سمعته هو رنة تلفوني… محمد!
- هااا محمد؟
- حبيبي الحلو، صوتچ شبيه؟ چنتي نايمة؟
- إي، ليش؟
- نايمة؟ واني من كد الحماس للّيوم ما نمت ولا غمضت لي عين!
ضحكت، گلتله: - حبيبي، انت فد شي، انت خفيف، شسويلك؟
- اني خفيف؟ ماشي، راح أعلمچ الثكل من أجي بالليل!
- يمعوود، صح، بيش الساعة تجون؟
- ب ٨ تقريبا.
- تمام، حبيبي، أني أكوم، بيباي.
- بيباي، يبعد حيلي.
سديت الخط، ومن الفرحه حسّيت الدنيا ضوت بعيوني، جنت بعدني ناعسه، بس فرحتي گامت تسحبني مثل المگناطيس، دشّيت بسرعة، طلعت، بدلت، رتبت شعري، وگعدت أسوي ريوگ وإيدي تشتغل وعقلي بعده بغير دنيا.
خابرتني ميس، فتحت السبيكر، واني بعدني مشغولة، بس أول ما سمعت صوتها حسّيته مو طبيعي، بيه رجه، مو ميس اللي أعرفها…
- صباح الخير، حبيبتي، شلونچ؟
صوتها متردد، متلخبط…
- صباح النور، زينة الحمدلله، وانتي شلونچ؟
- شبي صوتچ؟ صاير شي؟
سكتت… وبعد ثواني گالتها بصوت واطي، بس وقعها مثل الصاعقة:
- نرجس…
- هااااا، كولي شكو؟
- أني حامل!
- شنووو؟؟؟
الصدمة ضربتني بقوة، الخاشوگة طاحت من إيدي، وصحت بصوت عالي…
- يعمرييييي!! مبرووووك!! كلتي لحمزة لو بعدچ؟
- لا بعدني… خايفة من ردة فعله…
- ولك ليييش؟ إذا ما يطير من الفرح أكص إيدي وأقسم بالله!
- صدگ تحچين؟
- حبيبتي، هسّه تغلقين وياي، وترحين لزوجچ، وتفرحيه، مو تبقين تحچين وياي!
- ماشي، رايحة!
سدت الخط… وبقيت مصدومة، مو مستوعبة…
ميس حامل؟!
صرت أكمز بالمطبخ، أدور حول نفسي مثل المجنونة! شنو هاليوم؟! فرحتين بيوم واحد؟! خطوبتي… وحبيبتي حامل؟! الدنيا ضوت بوجهي، شلون أصبر لين الليل؟ شلون راح أگدر أهدأ؟
---------------------------------------------
(حمزة وميس)
كان قلبي يدق بسرعة وأنا ماسكة التحليل بيديني، أصابعي ترجف. حمزة كاعد على ميز الطعام، ينتظر الريوك.كنت متوترة، بس بنفس الوقت فرحانة، وما أعرف شلون أبدأ.
- وينچ حبيبتي؟ راح أتأخر عالشغل!
صوته كان عالي وأنا مجهزة كلشي.
أخذت ماعون فارغ، وحطيت بيه التحليل، تقدمت وحطيت الماعون قدامه. لحظتها، الدنيا كلها وقفت. باوع عليه، وملامح الصدمة كانت واضحة على وجهه، ما كان يصدق.
- هاي شنو؟
بقيت ساكتة، قلبي يدق بسرعة، بس ما كدرت أحجي رفع رأسه شوي، وفجأة شفت ملامح الصدمة تختفي وتتحول لفرحة.
- حامل؟
صوته كان متردد، بس عيونه كانت مليانة فرحة. ابتسمت وقلتله:
- إي، حامل.
كمش التحليل بيده، بس بعدين عافه، وتقرب مني، حضني بقوة، وكان الدموع بعينيه. ابتعد شوي، وكماش وجهي بين إيديه وقال:
- راح أصير أب؟
حسيت بقلبه وهو يدق، وكلي فرح، وقلتله:
- إي، حبيبي، راح تصير أب.
تقرب مني و باسني بقوة طلع كل مشاعره بهاي البوسه واني ابداله بحب .
ابتعد عني، وباوع عليّ بصدمة:
- إنتي ليش واكفة؟
سحب الكرسي وكعدني عليه.
- بعد ما تمشين منا تسعة أشهر، ما يصير بالطفل شي!
- حمزة، شنو سالفتك؟ يمعود، تلكاني ب الأسابيع الأولى، ما يصير شيء عليه!
باوعلي وعيونه كلها امل
- خرب اذ اجتي بنيه يمكن اموت من الفرحة !
ها، يعني تريد بنيه؟
الي يجي من الله خير، بس إذا اختار الله، بودي بنيه تشبهچ.
ابتسمت، وهو ماسك يدي، وبعدين حسيت أنه فعلاً ما يحتاج شي غيري. اللحظة كانت مليانة حب وطمأنينة، ما كان في مكان للخوف، بس كلشي صار حلو لأن هو يمي .
---------------------------------------------
مرت الساعات ببطء، وچنت كل شوية أشوق على التليفون، وأحس إن الوقت ما يمشي، بس بعقلي دا أعد اللحظات للّيلة… الليلة اللي راح تتغير بيها حياتي.
الساعة تقريبًا ٥ العصر… فجأة دگ الباب! قلبي ضرب، تحمست، گمت بسرعة وركضت فتحت الباب… بس الصدمة!
وقفت متيبسة بمكاني، عيوني اتوسعن، وگمت أحاول أستوعب اللي دا أشوفه جدامي!
- يقينننن؟؟؟
كانت واقفة تضحك، عيونها تلمع، وشايلة إيدها على خصرها بنفس الجرأة اللي أعرفها بيها!
- إي يقين يا حيوانة!!! خطوبتچ وما تكولين إلي؟؟ الله يخلي ميس، هي اللي كالتلي، جان يروح العمر وما أعرف!
بثانية، بدون ما أفكر، قفزت عليها، وحضنتها بكل قوتي! ريحتها… نفس ريحة الأيام الحلوة، ريحة المدرسة، والضحك، والطلعات، والأيام اللي جانت بيها أقرب شخص إلي!
- يقين، مشتاقتلچ موت!
- واني هم، چلبه!
قالتها وهي تحضني بقوة، وكأنها تريد تعوض كل هاي السنين اللي راحت.
دخلنا للبيت، وهي بيدها جنطة سفر… مستحيل! يعني راح تبقى يمنا؟! الفرحة دگت بقلبي أضعاف!
أهلي سلموا عليها بحرارة، لأن يعرفوها زين، وأبوها صديق والدي من زمان… بعدها، سحبتها وياي على غرفة الضيوف، وچمنا نحچي ونضحك وكأن الزمن ما فرقنا، كأن كل شي رجع مثل قبل!
خلي أگلكم عن يقين شوي…
هي مو أي شخص… هي إعصار! شخصيتها قوية بطريقة مو طبيعية، لسانها أسرع من البرق، وجرأتها ما تنوصف!
يعني لو تشوف ولد حلو بالشارع، بدون أي تفكير راح تباوع بعينه وتگله: "إنت حلو!" وما تحس بأي إحراج! وعبارتها المشهورة اللي حافظتها مثل اسمها، والمأخوذة من أغنية آريانا غراندي:
"I see it, I like it, I want it, I got it!"
والترجمة؟ بكل بساطة: "أشوفه، يعجبني، أريده، أحصله!"
وهذا يلخص حياتها! ماكو شي بعالمها اسمه "تردد" أو "أخاف"… يقين تاخذ اللي تريده، وتعيش يومها بدون تفكير!
والله، وجودها هسه حسسني إن هاليوم صار أحلى بمرات… وأحلى من خطوبتي نفسهه!
---------------------------------------------------
( عند محمد )
چنت أبدل، وأباوع ع نفسي بالمراية، أشوف ملامحي، أحاول أستوعب إن هذا يومي، يوم خطوبتي…
وسط هاي الأفكار، حسّيت بحركة وراي، وسمعت صوت أمي، دفت الباب ودخلت، عيونها تلمع، بيها فرحة بس وياها غصّة.
- ولله اجه اليوم الي زوجتكم بي!
ضحكت، چنت أعرفها، إذا تبلش دراما، ماكو شي يوقفها.
- يمّه، إذا تكلبيها دراما، أولي!
عيونها دمعت، بس حاولت تسيطر، تكتم مشاعرها، بس صوتها فضحها وهي تحچي:
- لا ولله يمّه، شوفني، مجاي أبچي… فرحانة بيك!
حسّيت بقلبي يعصر… شگد أمي تحبني ، كمشت إيدها، بُستها، وخليتها على راسي، كأنه هذا أقل شي أگدر أسوّيه حتى أحسسها شگد أحبها.
بس قبل لا أگدر أرد عليها، صوت قاطع اللحظة، صوت اسراء.
- محمد…؟
اتجمدت بمكاني… ما گلتلها عن خطوبتي، ما چنت أريدها تجي، ما أريد أوگع بموقف ما أعرف شلون أتصرف بيه… بس واضح واحد من الأهل كاللها.
حاولت أبقى طبيعي، ابتسمت، وسلّمت عليها:
- هلا بيچ اسراء، شلونچ؟
- زينة، وإنت شلونك؟
- زين، الحمدلله.
أمي سلمت عليها وطلعت، بس هي بقت، دخلت للغرفة، سدت الباب وراها، وتقربت، خطواتها ثقيلة، كأنها شايلة جبل على صدرها، عيونها تباوعلي بنظرات مختلفة، بيها شي ما افتهمته، أو يمكن ما چنت أريد أفتهمه.
وقفت يمي، صوتها هادئ بس واضح إنه بيه غصة:
- تخطب؟ ع الأقل گلي حتى نباركلك!
- ما لي خلكچ اسراء، مو لازم أگولچ!
صوتها صار يرتجف، تحاول بكل قوة تمسك دموعها، تحاول تبين قوية، بس عيونها تفضحها.
- وإني، محمد…؟
درّت وجهي عليها، أباوعلها باستغراب، كأنه أول مرة أسمعها تحچي، أول مرة أفهم اللي تحس بيه.
- انتي شنو، اسراء؟ أكو شي بيناتنا وأنا ما أدري بي؟
- منو اللي جان وياك بأيام الوحده؟ اهلك مسافرين، وما عندك أحد، واني اللي چنت يمك بكل لحظة؟
تنفست بعمق، حاولت أسيطر على الموقف، حاولت أكون واضح:
- اسراء، چنه مراهقين، بطّلي هالحچي.
بس هي؟ وقفت صامتة، نظراتها صارت أكثر عمق، وبعدها قالت بهدوء قاتل:
- مراهقين؟ إنت چان عمرك ٢٤، واني ١٩، شلون مراهقين؟ لا تستخف بالماضي محمد، لا تستخف بالمشاعر.
سكت، ما چنت أريد أعقد الأمور أكثر، ما أريد أگلب فرحتي وجع، بس لازم أكون صريح وياها.
- اسراء، فدوه، لا تصعّبيها علينا… أني أحب نرجس، وانتي أكيد راح تلكين الشخص المناسب إلچ.
بقت تباوعلي، ابتسمت، بس مو ابتسامة فرح، ابتسامة شخص انجرح بس دا يحاول يبين قوي، ابتسامة شخص قرر يوقف صراع خسران بيه من البداية.
- لا تخاف محمد، ما جاي أخرب ليلتك، ولا حياتك… أني جايه أنهي كلشي، وأطلعك من كلبي بشكل نهائي.
تقربت، وكمشت إيدي…
- أني أحبك محمد، ولأن أحبك، مستعدة أشوفك فرحان، حتى لو ويا غيري…
سكتت شوي، سحبت نفس، كأنها تجمع آخر بقايا كرامتها…
- أني مسافرة محمد، راح أروح ويا عمي لدبي، شافلي شغل بشركته، تعرف… الإدارة والاقتصاد محد يشغلهم بالعراق.
حاولت أگول شي، بس كل اللي طلع مني:
- ديري بالج ع نفسچ.
هزّت راسها بابتسامة حزينة:
- وإنت هم محمد… وألف مبروك، إن شاء الله شايف كل خير.
رفعت رجلها، وبحركة سريعة، طبعت بوسة على خدي، وبعدها… مشت.
----------------------------------------------------
(محمد ونرجس)
كانت الساعة 8، وأنا بعد ما كملت تجهيزاتي بالفستان والمكياج، قلبي كان يدق بشكل ما أعرف شنو سببه. كنت جاهزة بس مشاعري كانت متخبطة، حاسة بشي غريب في داخلي. يقين كانت جاهزة هي الثانية، لبست فستانها بكل أناقة،
دق الباب، وكلبي دق وياه من الخوف، حتى بابا راح وفتح الباب وسلم عالكل، وأنا قاعده بالمطبخ، ميتة من التوتر
بعد شوية دخلوا حمزة وميس حمزة كان رافض فكرة ميس تبقى بدون حجاب، ف ميس تحجبت
طلعت من المطبخ بخطوات ثكيله، وكأني ما كادرة أتحرك من التوتر. حسيت إني ممكن أوكع وأخرب كلشي، بس مع ذلك كدرت أقدم الشاي و يقين جابت صينية ثانية
لما وصلت لمحمد، قدّمتله الشاي، وهو أخذ الاستكان وكال لي بصوت هادي:
- أحبچ !
ما كان أول مرة أسمعها، بس ساعتها حسيت الكلمة ثگيلة، بقت تردد في أذني. شعور غريب عليه جسمي قشعر .
كعدت يم ماما، والكل كان يحجي. أبو محمد فتح الموضوع وضحك وكال:
-خطفنه وحدة منك، وهسه طمعانين بالثانية!
ضحك بابا وكال:
- يمعود، أخذتوهن مني، بعد بس تاخذون غدير وزينب وتكملون السالفة!
ضحك الكل، بس يوسف چان يباوع لِغدير وكال بصوت عالي:
-مو بعيدة ليش لا؟
الكل استغرب، باوعوا ليوسف بصدمة، وهو ضحك وگال:
- أشاقه يمعودين شسالفه!
محمد باوع له، مبتسم بعصبية وكال:
- يوسف حبيبي، انچب و بطل سوالفك !
أبو محمد كمل كلامه وگال:
- هسه شنو؟ نكمل خطفنه الكم لو لا؟
- والله ما عندي مشكلة، بس نشوف البنية إلي راح تنخطف. بابا، نرجس، تقبلين محمد يخطفچ لو لا؟
السؤال جان يوتر و يضحك ب نفس الوقت بس باوعت ل محمد و كلت خل نلعب شوي كلت :
- لا، ما أقبل!
الكل صار متفاجئ، ومحمد فتح عيونه من الصدمة. ميس كرصتني وقالت بصوت ناصي:
- شسويتي ولچ!
ضحكت بخجل وكلت:
- لا داشاقه، موافقة.
الكل أخذ نفس، وارتاح، وأمي وميس هلهلن. وفعلاً، دخلت الفرحة للبيت ثانية .
أثناء الكعده، دك فون محمد و كام من مكانه
- من رخصتكم ثواني وارجع.
صعد للطابق الثاني وراح للبلوكنة يخابر. الكل كان مستمر في السوالف و اخذت يقين فرصتها وصعدت وراه
وصلت للبلوكنة سدى محمد الاتصال، ودار وجهه و شفت ذيج البنية الي ما عرفتني عليها نرجس بعدين تقدمت، ومدت إيدها وكالت:
- ما تعرفني؟ أنا يقين، صديقة نرجس المقربة!
- تشرفت بيچ، أنا محمد.
- أعرف.
تقدمت ب خطواتها علي و عثرت ب واير مال نشره و وكعدت روحها ب حضني واني تلفائيا كمشتها علمود ما توكع !
- انتبهي !
باوعت لي بعيونها، وكالت ب مكر وعيوها مثبته ع شفتي :
- منتبهة!
و بحركة غير متوقعة منها، اقتربت مني طبعت بوسة خفيفة على شفتي !
ابتعدت عنها بسرعة و صحت ب عصبية
- شسويتييي ؟!
باوعت لي، بكل برود، وعدلت ربطة عنقي وكالت ببساطة:
-من أول ما دخلت للبيت، وكنت نفسي أسوي هيچ، فما خليتها في نفسي.
ابتعدت عني، ونزلت، وأنا واقف في مكاني من الصدمة !
---------------------------------------------
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم