![]() |
رواية قيصر العشق الفصل التاسع عشر بقلم عروبة المخطوب
أصعب ما يمتحن به الإنسان أن يكون العقل والقلب متصارعان منذ خروج معتز وهي تفكر بذلك السؤال ... ربما من رأى معتز وهو يطرح به يعتقد بأنه لا يطرح سؤالا وإنما متيقنا " بأنها تحبه ، أصبح عقلها شريدا" لتلك المشاعر المتضارية يثور ويهيج بها ، اهتز كيانها لمجرد فكرة أنها تحبه التجلس على وضعها هذا منذ الصباح ..... التفتت يرأسها نحو باب مكتبه وكأنها كانت تنطق ... لم يخرج بعد ، تتوق فضولا وخوفا" للاطمئنان عليه لكن هناك شيئا" ما بداخلها ارسل انذارا لتصرفاتها وسلوكها فحاولت السيطرة على نفسها منعا من أن يفكر تفكير معتز بغض النظر عما تكن له بداخلها لكنها لن تبادر بسؤاله بل ستترك له الحرية ولن تقترب ...... تبقت هكذا حتى استفاقت من تلك الفوضى والأفكار العارمة بداخلها على صوت معتز يدنو من مكتبها متسائلا:
رسلان جوااا ؟؟
أماءت برأسها بخفة وإيجاب ..... لم يترك لها الفرصة لإخبار رسلان بل تقدم نحو مكتبه يدق عليه .....
على الجانب الآخر
ترك الملف من يده وأراح رأسه للخلف متكأ على ظهر مقعده الجلدي .. محاولا أن يثنهي بالشغل الملاذ الوحيد الذي يستطيع الإنسان من خلاله الهرب من هذه الكركبة الحياتية
، وفضل ارتداء ثوب اللامبالاة والقوة ، استمع لدقات الباب .....
رسلان : اتفضل
ترجل معتز للداخل .....
معتز : هديت دلوقتي ؟؟ من ده يا رسلان اللي ضربته النهاردة ؟؟ وعايز منك ايه ؟؟؟
رسلان بهدوه دا واد عبل و باين هاينربي ع أيدي
معتز : برضو فهمتش مین ده ؟؟
رسلان بمثل : خلاص يا معتز تعالا نروح حتة ثانية تتكلم بيها ....
معتز بموافقة : ماشي ....
أراد جس نبض رسلان وهو يقوم بأخذ اغراضه نظر بطرف عينه بابتسامه ... يراقب ردة
فعل رسلان ...
يا عيني ع الموناليزا ال برا دي ملطوخة من الصبح .
رفع رسلان احد حاجبيه محاولا" فهم مقصد معتز
رسلان بتساؤل : بتقصد مين ؟؟
أشار معتز رأسه باتجاه الخارج دون النطق بأي حرف ....
رسلان وقد فهم مقصده بأنه يتكلم عن زمردة، كان قد نسي تماما بسبب اشغاله لنفسه بأن
أحدا آخر رحیله مرتبط به، نظر لساعته بتساؤل :
هي الساعة كام دلوقتي ؟؟ .. جحظ بعينيه حينما رأها نتجه نحو السابعة مساءا .....
رسلان باستغراب : الوقت متأخر أوي زمردة لحد دلوقتي بتعمل ايه هنا !!
معتز بحيث ممزوج بالمحبة رافعا كنفيه تفسيرا لعدم معرفته : اممم جايز قلقانة ع حد كدة ولا كدة يعني .
رسلان بغيرة ممزوجة ببعض الغباء :
حد ازای یعنی !! ؟
معتز بغيظ : هو انت بتستهبل يا رسلان ؟؟؟ هو في حد غيرك ؟؟
نظر رسلان له واضعا " يده على عنقه :
تصدق معاك حق انا كنت ناسي ...
معتز : طب خلاص يا عم يلا لاحسن البت تنام هنا .
خرجا سويا" من المكتب توقف للحظة ناظرا" إليها، حينما رأته أمامها نهضت عن كرسيها
بارتباك ، صمت عم المكان ونظرات متبادلة بينهما غير مفهومة .. حمحم معتز قائلا:
انا هاروح اجيب حاجة من مكتبي مستنيك تحت .
اماء له رسلان امادة بسيطة برأسه ، استمرت نظراتهم هكذا حتى بادرت بالحديث بارتباك :
انا متأسف عاللي حصل النهاردة ....
رسلان : مفيش داعي تتأسفي لأن اللي حصل ملكيش علاقة بيه ... زمردة مسيلة عيونها عيونها بعدم فهم : ازاي ؟؟ أ اقصد ايه اللي يخلي مصطفى يجي لهنا
الشركة ؟
لم يستطع الإجابة اكتفى بالنظر اليها مستغلا" سؤالها ليقول :
لو عاوزة تعرفي هو كان عايز ايه يبقى تقبلي دعوتي .
زمردة بتساؤل : دعوتك لفين ؟؟
رسلان بثقة : نخرج بكرا انا وانتي وها حكيلك هو عايز ايه ...
مد كف يده وكأنه يعلم ماذا سوف تقول رادعا اياها عن قولها .
قبل ما تتكلمي فكري كويس ، وبوعدك مش ها تعدى حدودي معاكي .... ولو تحبي تختاري
المكان معنديش مانع ...
زمردة نبضة سعيدة سيطرت على قلبها نترت السعادة بمحيطها وكان شفتيها لم تنطق بالرفض طوال حياتها ولا تعرفه أجابته بابتسامة مفسرة ذلك فضول حول سبب تواجد
مصطفى بالشركة هزت رأسها بموافقة :
خلاص وانا موافقة .. تابعت مرتدية قناع الحدة نوعا ما ....
انا وافقت بس عشان اعرف مصطفى عاوز ايه متفكرش بحاجة ثانية
رسلان والابتسامة زينت شفتيه بصوت مبحوح :
اها عارف ، كنت ها قولك اوصلك لاني سبب بالتأخير ده بس بأعرف انك مش ها توافقي خلي بالك من نفسك ....
فرح غامر وسعادة مطلقة سيطرت على قلبها وعقلها بسبب تلك الجملة المتفهمة لمبادئها
وافكارها وكأنه يقول لها اعلم جيدا بأنكي مختلفة .. لست كالباقي ...
زمردة بتوتر : عن إذنك ...
رسلان بتذكر : أه صحيح الكاميرا هاتيجي الصبح مش ها تلاقيها ، وها تلاقي التاكسي
مستنیکی تحت .
زمردة بابتسامة اماءت برأسها بموافقة .
خرج كان يبتسم مع نفسه متذكرا التوتر والارتباك بينهم وسعادته لموافقتها بأن تخرج معه غدا محدثا نفسه : اهو في تطور ....
لم ينتبه لذلك الذي كان يقف متكا على سيارته ينظر له ببلاهة ويضحك عليه .. اقترب رسلان من معتز
مغيرا من ملامحه : مالك متنح كدة ؟؟
معتز باستهزاء وابتسامة : لا مفيش كنت بتفرج فلم إنما ايه مقولكش ...
رسلان مدركا" استهزاءه : انا خلصت من رخامة عمار تخرجلي انت دلوقتي صح ؟؟ انجز يا
معتز واركب عربيتك قبل ما خلى الفلم بتاعك يطلع ع دماغك
معتز : خلاص خلاص يا عم امشي ......
داخل فيلا رحيم السيوفي
ارتدت ريم فستان اسود طويل واسع بعض الشيء ، تاركة لشعرها العنان نظرت على صورتها المنعكسة على المرأة أخذت نفسا طويلا وزفرته لا تعلم إن كان ما تفعله صحيحا" ام لا تخشى أن تظلم يوسف معها لكن هناك شعورا اخرا يجعلها تعتقد بأنها ستحبه مع الأيام ولا داعي أن تكون تحبه الآن ، فهناك الكثيرون من تزوجوا دون حب وكان زواجهم ناجح ، تركه لها فجأة دون سابق انذار بالماضي جعلها تعيش حيبة كبيرة جعلت بداخلها ندبة لم تلتام استدارت خارجة من غرفتها متجهة للأسفل ، وجدت عمار وأمها بانتظارها .....
عمار فور رؤيتها اردف القول بصوت عالى ممزوج بالسخرية : ايه ده يا ماما ؟؟؟
عفاف ملتفته نحوه بتساؤل .... تابع
ايه الغراب اللي نازل ده ؟؟
عفاف : بس يا واد متتريفش ع اختك ....
عمار : وانا ما بهزرش يا ماما هو في وحدة تلبس اسود بيوم زي ده ؟؟
كانت تخطو خطواتها نحوهم بوجه عابس، ليقترب عمار منها : وايه البوز ده ؟؟ ده ع كدة
العريس ها يطفش يا فرحة ما تمت ...
عفاف مخلاص یا عمار بطل ترخم ع اختك ... رن جرس الباب معلنا" عن وصول الضيوف
المنتظرين ...
عفاف ناظرة العمار بتحذير : ها فتح الباب ... مش عايزة هزار فاهم ؟؟
عمار : فاکرانی بوي عیل أو ماما حاضر مش ها فتح ما تخافيش ....
بيت شلبي
تجلس ام مصطفى مقابل مصطفى عالكتبة بعدما انتهت من تضميد جراحه منذ أن رأت
حالته هذه لم تصمت من الندب ، والتهاون بالقاء المسبات على من فعل هكذا بابنها .....
ام مصطفی ضاربة بكفيها على قدميها : يا خيبني بيك ما بين العيال .....
كان يجلس مريحا ظهره على الكتبه يفرد قدماه على الطاولة امامه .
ما خلااااص يمااا ايه في ايه ... خرمتي دماغي دي مش اول مرة اتخانق فكيها بقى هي سيرة ...
ما تخلي بنتك تعملي حاجة اطفحها من الصبح بدون اكل .....
ام مصطفى : اختك بتذاكر ملكش دعوى بيها ...
..... فتح باب الشقة مترجلا" للداخل ، اتسعت عيناه من الحالة التي رأى بها ابنه اقترب منه
متفحصا " :
ايبيه ده ؟؟ مين اللي عامل بيك كدة يا ولد ؟؟
اتخانقت ثاني مش كدة ؟؟
مصطفى محاولا" الكذب : مفيش يابا دي خناقة كدة عالماشي .
شلبي بشك : من ايمتة بيتعلم عليك بالشكل ده يا واد ؟؟ مین ده ؟؟
ام مصطفى : شوف ابنك عامل بيها را اجل دول مش سایبین حتة بوشه صالحة ...
مصطفى وقد فاضت اخر قطرة صبر لديه : لا ابنك رااااجل وستين راجل واللي عمل كدة
مش ها سبيبه الا وانا معلم عليه مش مصطفى ابن شلبي اللي يسيب حقه ...
ام مصطفى: يا مصيبتي ها تعمل ايه يا واد ؟؟
شلبي : وطي صوتك يا واد ...
مصطفى متابعا بصراخ : مش ها وطي صوتي يابا والراجل اللي اسمه رسلان ده ها خليه
ينظم عاللي عمله ...
شلبي بعصبية : انت بتقول ايه يااا واد میکونش اتخانقت مع الباشا الكبير....
مصطفى : كبير بالنسبالك ...
شلبي : اسكت يا واد يخربيتك ايه المصيييييبة دي الحقيبي يا صفية ابنك عاوز يخربيتي ده ها يضيعنا وينفحنا كلنا .
ام مصطفى : في ايه ومين ده اللي بتتكلمو عنه ...
مصطفى : انا مخافش غير من ربنا وها عمل اللي انا عاوزه ده اخر كلام عندي يابا ......
ترك شلبي مترجلا" للخارج بغضب تاركا شلبي يندب حظه هو الآخر على هذا الأبن....
داخل بيت مدحت الدسوقي
يجلس كل من مدحت وزينب بالصالة يشربون الشاي ...
مدحت بتساؤل: فين زمردة يا زينب ..؟
زينب : بأوضتها من ساعة ما رجعت من الشغل دخلت اوضتها ترتاح .
مدحت : تريح نفسها من ايه يا زينب ؟؟ حصلت حاجة وانا معرفهاش ؟؟
زينب : لا يا حبيبي محصلش بس انت تعرف شغلها صعب اوي اليومين دول وهي يا عيني
عليها بتتعب اوى
مدحت ابقى خلى بالك يا زينب من البنت ما تسيبهاش لوحدها جايز يكون حصلت حاجة بالشغل بتاعها عكننت عليها ، قوليلها ما تعملش حاجة تزعل الباشا اللي بتشتغل عنده اصل باين عليه راجل محترم وجدع . وما بسيبش حد بخنقة .. كويس اللي افتكرت اصل رفعت ها يساعدني ندير دفعة من اللي دفعها الباشا لشلبي وهابقى اروحله بنفسي واتشكره عائلي عمله ...
زينب کند خیره یا رب ...
وقف واضعا" كأس الشاي على الطاولة ...
زينب بتساؤل : على فين ؟؟
مدحت : عايز انام عشان اصحى اصلي الفجر وانزل الشغل ....
زينب : ماشي يا حبيبي تصبح ع خير .
بالداخل كانت مستلقية على سريرها تنظر لسقف الغرفة ... تفكر يقلق تارة وبسعادة تارة أخرى تاركة العنان لأفكارها تسوفها .... استمعت لصوت دقات الباب عدلت من جلستها
زمردة : ادخل ...
الفتح زينب الباب ناظرة الزمردة بحنان .
زمردة : ماما تعالي اقعدي ....
زينب مقتربة منها جالسة على طرف السرير :
زمردة بارتباك : لا مفيش يا ماما انا كويسة اهو ...
مالك يا بنتي بقالك يومين مش ع بعضك كدة ليه ؟؟ حصلت حاجة بالشغل ؟؟
زينب : اومال ليه مبتاكليش معانا انا وابوكي وبتفضلي طول الوقت باوضتك مينفعش كدة
تابعت ممسكة بكف زمردة تربت عليه بحنان : فضفضي يا بنتي متسببيش كل حاجة جواكي
زمردة تنظر لأمها بارتباك : رسلان با ماما ...
زينب : ماله ؟؟ ميكونش قرب منك ولا حاجة ...
زمردة: لاااا يا ماما مش كدة ...
زينب : ولا في ايه ما تتكلمي يا زمردة .
زمردة : النهاردة مصطفى جه الشغل بتاعي واتخانقو مع بعضهم هو ورسلان
زينب لم تستوعب ما تقوله زمردة : مصطفي مين ؟؟ میکونش ابن صفیه !!!
زمردة مسيلة عيونها : ايوا يا ماما هو .....
زينب : يا مصيبتي وده عايز ايبيه من الباشا هو يعرفه منين ..؟
زمردة : انا افتكرت انهم اتخانقو عشاني ورسلان مش ناسي اللي عملته بيه بس الحكاية
طلعت مش كدة ...
زينب بتساؤل : اومال ايه ؟؟
زمردة بارتباك اكثر : اصل يا ماما رسلان طلب اننا نخرج مع بعض بكرا وانا واقف ...
زينب : يخربيتك انتى بتقولي ايه ؟؟ ده لو باباکی عرف هايد بحك ...
زمردة : استني يا ماما اهدي مش كدة، هو عايز يتكلم معايا عن اللي حصل وهيقولي عن
سبب خناقته هو ومصطفى ...
زينب بعصبية : وانتي مااالك ها تعملي ايه يعني يغورو هما الاثنين ...
زمردة بحزن: مينفعش يا ماما انا لازم افهم اللي حصل انتي لو شفتي شكل مصطفى كان عامل ازاى انا خايفة اوى ع رسلان تعرفي مصطفى مش هايسيب رسلان بحاله انا لازم انصرف ...
زينب بشَك ناظرة الزمردة مقتربة منها: تعالي هنا يا بنت ايه السهوكة دي متكونيش بتحبي الراجل ده وانا معرفش ؟؟
زمردة وقد احترقت وجنتيها ولمعت عيناها: ليه بتقولي كدة يا ماما .؟؟
زينب: لاااا شكلك كدة واقعة فوقي لنفسك يا بنتي الراجل مش ها يسبب البنات اللي
حواليه ويتجوزك انتي .
زمردة وقد احترق وجهها وشعرت بأن امها على حق مدافعة عن نفسها: لا يا ماما انا مبحبهوش ، وان كان عشان خايفة عليه انا بس مش عاوزة تحصل ليه حاجة بسببي مش
اکثر ارجوکی یا ماما سيبيني اروح بس المرادي مش ها تنعاد ثاني ارجوكي زينب وقد تمكن الشك حول مشاعر ابنتها حول هذا الرجل : خلاص امري لله بس تاخدي بالك
وتفضلي بعيدة عنه مش عاوز تلكك فاهمة ...
زمردة حاضنة أمها بفرح : حبيبتي يا ماما ربنا يخليكي ليا ...
زينب بتذكر : أه صحيح مش عايزة انسى باباكي كلم عمك رفعت وها يساعده بشوية فلوس
دفعة اولى للراجل عشان الشقة .
زمردة : مفيش داعي يا ماما انا ها سدد من المرتب بتاعي ...
زينب : ابقي قولي الكلام ده لباباكي انا مليش دعوة ...
خرجت زينب من عندها ... تبقت صدى تلك الجملة التي قالتها امها بأذنها ... فوقي لنفسك الراجل مش ها يسيب البنات اللي حواليه ويتجوزك انتي .... لاحت كلمات نورهان بأذنها أنها
سوف تكون زوجته المستقبلية مستحت على وجهها بغضب بسبب تضارب افكارها
ومشاعرها ..... تبقت هكذا حتى غفت بنوم عميق .....
على قمة الجبل يجلس كلاهما عالأرض ، كل واحد غارق بأفكاره وحياته .. اشاح معتز نظره
نحو رسلان
معتز : وبعدين بقى يا رسلان ها تفضل كدة ؟؟ ما تتكلم ....
رسلان يعبت بالحجارة بيده : ها تكلم بس مش عاوزك تقاطعني اما أخلص كلام ابقى قول
اللي عاوزه..
معتز : ماشي يا عم اخلص ...
رسلان : ده يكون مصطفى من نفس الحنة اللي عايشة بيها زمردة .. وباين عليه بحبها ...
معتز : يحبها ازاي يعني ؟؟ وعايز منك ايه القصد ايه اللي يخصك بالموضوع ده ...
رسلان بهدوء : زمردة كلها تخصني ومش ها سمح لحد يقرب ليها غيري ...
معتز : يا سلاام وايه ثاني؟؟
رسلان : انا كنت عاوزها تندم عاللي عملته بيا بس مقدرتش حاجة جوايا منعتني من أول أذى سببته ليها حسيت روحي ها تطلع مني .. وإني غلطان انا يا معتز عرفت أد ايه هي مهمة بالنسبالي من اول مرة شفتها وإنقاذها ليا ووقوفها جنبي لحد دلوقتي وانا كل يوم بتعلق بيها اكثر واكثر ، حسيت أد ايه انا واحد غبي لمجرد تفكيري إني ممكن الأذيها او اعملها حاجة وحشة انا كل ما يشوفها بنسى الدنيا وبفضل ابص بعينيها في حاجة حلوة اوى بتشدني ليها
معتز بابتسامة : ياااااه يا صاحبي ده انت واقع عالاخر تعرف بجد انا مبسوط اوي انك غيرت تفكيرك تعرف ليه الانتقام كان ممكن يدمرك الحمد لله انك فوقت .. بس مقولتليش هو انت كنت ناوي تعمل ايه ؟؟؟
رسلان بندم : انا كنت عاوز اذلها واخليها تيجي قصادي يا معتز كنت عاوز اجبرها ع حاجة هي مش عاوزاها ولا مقتنعة بيها تصدق اني كنت هاخليها توصل اني اهددها واتجوزها ... پس محصلش مقدرتش انا عملت حاجة وحيدة غلط وندمت عليها عشان كدة مصطفى كان الصبح بالشركة ....
معتز : مش فاهم عملت ايه ؟؟؟
رسلان : ابو مصطفى هو نفسه اللي عيلة زمردة مأجرين عندهم سيته يهددهم لو مخرجوش ها يرميهم بالشارع وانا اساعدهم عشان اخلى زمردة تفتكر اني بحبها وواقف قصاد اهلها
.. بس صدقني اول ما قابلت اهلها حسيتهم عيلتي وجزء مني .. بعد كدة اكتشفت اني معيش نفسي بوهم انا من اول ما شفت زمردة وانا متمسك بيها ومش عايزها تبعد عني يا معتز انا
ها عمل المستحيل عشانها ...
معتز : طب وها تعمل ايه دلوقتي ، يعني افهم من كدة مصطفى لو ما سبتش زمردة هايتكلم عن كل حاجة ليها ولأهلها صح ؟؟
رسلان : انا مش خايف منه انا خايف زمردة متصدقنيش ...
معتز يعني انت ها تقولها ؟؟
رسلان : ابوا بکره ها نخرج واحكيلها عن كل حاجة حصلت .
ربنا يعينك يا صاحبي البت دي عنيدة ها تتعب معاها أوى.. اشاح معتز برأسه يتطلع ناظرا امامه ...
رسلان : بتفكر بريم مش كدة .
معتز بابتسامة سحرية على طرف شفتيه :
لا خلاص ريم بقت من الماضي هي اللي اختارت تمشي بالسكة دي وانا مش ها منعها ولا
ها وقف بوشها تاني خلاص.
رسلان ضاحكا على حالتهما . هو و معتز : تصدق حالتنا تصعب ع الكافر ......
ضحك هما الاثنان حتى ادمعه ادمعت عيونهما ......
الغردقة
عند فطيمة ومريم ... فور وصولهن من ذهبنا الفقير فقير سليم قرأنا بعض الأذكار والقرآن الكريم على
روحه بعد ذلك ذهبنا لبيتهم بالغردقة للراحة .....
كانت تجلس فطيمة لابسة اسدال الصلاة تقرأ القرآن .... خرجت مريم من التواليت توقفت فجأة تشعر بدوار يداهمها وكأن الغر الغرفة تدور بحلة حلقة زمنية مغلقة ، اتكأت على الكرسي
واضعة يدها على جبهتها محاولة الاتزان ....
رأتها فطيمة بهذا الحال اغلقت المصحف قائلة : صدق الله العظيم .. ووضعته عالطاولة
فطيمة : ايه في ايه يا بنتي مالك .. حاسة بحاجة انده لدكتور .
مریم برفض : لا يا ماما متقلقيش مفيش حاجة ده تعب بسيط عشان النهاردة تعبت اوي ...
امسكت فطيمة بذراعها تقودها نحو الفراش : تعالي يا بنتي ارتاحي متتعبيش نفسك ....
مریم : حاضر يا ماما انتي كمان ارتاحي تعبتي اوي النهاردة .....
ملاحظة ( بيتهم كان بامكان رسلان بروحله وقت ما سافر الغردقة بس هو بروح الفندق
عشان الشغل وخصوصا البيت بعيد شويه عن الشغل )
اشرقت الشمس بنورها الذهبي الوهاج .. وتنفس الصباح بنسائم الفجر العليل .. وتسامت الأشواق ترتقى سلم المجد التليد .. وابتسم النهار كما ابتسم الليل قبل مغادرته .. وتلالات الاعماق بنور الحبيب عليه الصلاة والسلام ..... وابتهجت مدينة القاهرة وشدت الاطيار في بلد الجوار ..... شد حزام ساعته مغلقه ناظرا لنفسه امام المرأة مسح بيده على خصلات شعره ناظرا لنفسه بإعجاب ... استدار متوجها " للخارج فتح باب غرفته اصطدم بها
رسلان ما تحاسبي يا نورهان بتعملي ايه ع باب اوضتي ؟؟
نورهان بتوتر : لا مفيش انا كنت جاي اتطمن عليك .
رسلان : خير ع الصبح يا نورهان انا كم مرة هاقولك متقربيش من أوصني ولا من حاجة ...... تخصني
اكمل طريقه لتلحق به استنى يا رسلان انت ليه بتعاملني كدة ؟؟ انا عملت ليك ايه دي مش
معاملة تعاملتي بيها ...
رسلان رافعا احدى حاجبيه : هو انتي عبيطة ؟؟ عايزاني اتكلم معاكي ازاي يعني غوري من وشی یا نورهان مش طايقك .....
تابع طريقه للأسفل ... اقتربت منها امها فاتن تمسك بذراعها بشدة : تعالي هنا انا كام مرة
قولتلك تبعدي عن سكة رسلان انتي ايه يا بنت ما بتفهميش !!
نورهان بحزن : الله يا ماما وانتى كمان عليا بحبه اعمل ايه يعنى يموت بيه مش هاسيبه ولا
ها بطل افكر بيه ....
فاتن : افهمي يقى سكتك انتي ورسلان عمرها ما ها تتقابل ولا ها يبصلك فاهمة .
نورهان : مش ها فهم يا ماما وهاوريكي انا هاعمل ايه بس اصبري .....
فاتن ناظرة الى ابنتها وهي تذهب لغرفتها : البنت دى ها توقع نفسها بمصيبة مش عارف
ها عمل ايه ... صبرني يا رب ...
داخل فيلا معتر
هبط معتز للأسفل ملتقيا" بوالدته : صباح الخير يا فوقو عاملة ايه ....
فريدة : صباح الفل يا بني تعالا الفطار جاهز .....
جلس معتز على الكرسي يتناول الفطار بشراهة ، نظرت فريدة له بشك : معتز يا بني هو انت كويس ؟؟
معتز ناظرا" اليها واللقمة تملأ فمه انتظر قليلا حتى يبتلعها : ابوا يا ماما كويس يتسألي ليه ...
فريدة : هو انت رجعت لريم ؟؟
ابتلع ريقه بغضة متناولا كأس الماء يرتشف منه : لا يا ماما مرجعتش وانا وريم نصيبنا
تتكون من بعض المعلومات مع ریت متفتحيش السيرة دي تاني
فريدة : خلاص يا بني متزعلش نفسك ده هالا قيلك ست البنات يا حبيبي ما تخافش ، اه
صحیح متنساش النهاردة أختك ملك راجعة متنساش تروحلها المطار .....
معتز : تصدقي يا ماما انا كنت ناسي انها خلصت الجامعة وها ترجع مصر دي وحشتني اوي
فريدة : وانا كمان يا ابني وحشتني انا مش ها سمح ليها تبعد عني ثاني خالص كفاية
دراستها برا ...
معتز : هانت يا ماما ها تشبعي منها وتزهقي كمان متخافيش.. يلا سلام بقى انا هاروحالشغل ..
فريدة : ربنا معاك يا بني ويسهل طريقك ....
تقدم نحو أمه مقبلا جبهتها : امين يا ماما .....
خرج من الفيلا تارکا" امه تفکر به ...
فريدة : ربنا يجبر قلبك يا بني ....
داخل بيت مدحت الدسوقي
ارتدت فستان باللون الزهري تزينه الورود خرجت من غرفتها بنشاط : صباح الخير يا احلى
ام بالدنيا ...
زينب بفرح على نشاط ابنتها : صباح النور ايه النشاط ده ...
زمردة : انا هاروح الشغل يا ماما مش عاوزة اتأخر .. بابا راح الشغل ؟؟
زينب : ايوا يا بنتي ربنا يسهله راح ....
زمردة : ماشي يا ماما بلا سلام ......
زينب : مش تفطري يا بنتي الاول ....
زمردة : لا يا ماما يادوب الحق الدنيا زحمة اوى ...
زينب : ربنا معاكي يا بنتي خلي بالك من نفسك...
زمردة : حاضر يا ماما سلام .....
بالغردقة ... عند فطيمة ومريم ....
كانتا تتناولان طعام الإفطار ...
مریم مستنشقة نسيم الهواء : الله يا ماما ده هوا الغردقة مفيش زيه بجد وحشني اوي ما
تيجي يا ماما تلف شويه اصل انا عاوزة اجيب هدية الرسلان ...
فطيمة بفرح : وماله يا بنتي نلف اهو نغير جو ورسلان اكيد ها يفرح اوي ايوا كدة يا بنتي
حسسيه باهتمامك وحبك خليه يحس بأمه أنها جنبه ...
مريم بابتسامة وتفكير : وهو دا اللي ها عمله يا ماما
وصلا كلاهما للشركة بنفس التوقيت لم تنتبه أنه وراءها دخلت للمصعد كادت أن تغلقه لولا
أن رأته مقبلا ...
دخل لداخل المصعد مغلقة نظر الزمردة : صباح الخير.
زمردة : صباح النور ....
اطلق تنهيدة ملل واضعا يده على عنقه متابع القول : اوف تصدقي اني بتخنق اوي من
افوت جواه كويس مكتبي مش بالدور السابع ولا الثامن ...
الاسانسير .. واللي حصل بالغردقة خلاني اتخنق منه اكثر ده انا بحس روحي بتطلع بس
رسلان متابع النظر اليها : دي حاجة حلوة اوي ...
زمردة وقد ابتسمت على حديثه تحدثت بخجل : وانا مبحبهمش اوي
زمردة بعدم فهم : ايه الحلو ب ده ؟
رسلان بابتسامة غامزا بعينه : في حاجة اتفقنا عليها ...
... كم أحبت حديثه معها ومحاولاته الجاهدة لخلق فرصة للتكلم معها .....
فتح المصعد ليخرج رسلان وتتبعه زمردة .... ضحكت عليه هزت رأسها بيأس وضحكة
وصل عمار للشركة وسعادة غامرة تسيطر عليه التقى بمعتز بطريقه ، حاول معتز الابتعاد
عن طريق عمار وعدم مصادفته ... لكن عمار قد راه وفات الأوان .. اقترب عمار من معتز ....
عمار ایبیه یا عزوز مال خلقتك قالية كدة ...
معتز : مفيش يا عمار ... انا عندي شغل اوي مش فاضي للرغي ...
عمار : استنى بس هنااا مش عاوز تعرف حصل ايه ليلة مبارح ...
معتز متظاهرا " بعدم الاهتمام : لا مش عاوز أعرف ممكن اعدی یا عمار ...
عمار بخبث : يا خسارة انا كنت هقولك جرى لريم ايه بس يلا وانا كمان عندي شغل اوي ...
وكأنه تعمد بقول هذا ليشعل فتيل فضول معتز و نيرانه بقلق وخوف ...
معتز : استنى هنا ريم جرالها حاجة ؟؟
عمار بابتسامة وقد علم جيدا بأن معتز سيستسلم لفضوله وقلقه على ريم : متخافش بس
هي اغمى عليها او كانت بتمثل معرفش المهم ليلة مبارح الكنسلت كلها ...
معتز وقد امتلات السعادة قلبه احتضن عمار بفرحة .. عاش يا صاحبي هي دي الأخبار اللي
تفرح .. ابتعد عن عمار متوجها " للأعلى غير أبه برد فعل عمار ......
عمار بابتسامة : لااااده مجنون رسمي ... يا بختك يا ريم .......
رسلان : زمرده ابعتيلی و را عمار حالا ....
زمردة : حاضر
دخل معتز المكتب رسلان بفرح جالسا على الكتبة الجدية
رسلان بدهشة: في ايه يا معتز مالك مبسوط كدة .
حبني معتز بفرح : ريم فشكلت ليلة مبارح كلها انا متأكد انهل عملت كدة لانها لحد دلوقتي بتحبني
الفرصة رجعت ليا تاني مش ها ضيعها ....
رسلان بابتسامة وسعادة السعادة صديقه .
فتح عمار الباب : صبح يا كبير ...
رسلان : تعالا يا عمار أخبار الشحنة ايه ؟
عمار: متخافش كله تمام وها تتشحن عالميناء النهاردة .....
رسلان : اما تتشحن بلغني ...
عمار امسك هاتفه رن على تحسين ....
ایوا با تحسین شیکت عالشحنة ها تتطلع ايمته
تحسين : ايوا يا باشا كلو تمام النهاردة الساعة 2 .
عمار : تمام یا تحسین خلي بالك مش عاوز غلط الشحنة دي لازم تتشحن عالمينا ومش عاوز
اي خسارة فاهم ..؟
تحسين : انت تؤمر يا باشا ....
اغلق عمار الهاتف ناظرا الرسلان ومعتز : ما تخرج الساعة 2 الظهر ....
معتز : ممتاز ع فكرة يا رسلان انا ها خرجت النهاردة بدري شويه ...
رسلان بتساول : ليه ؟
معتز : اصل ملك اختي ها ترجع مصر النهاردة ...
رسلان بتفهم : ماشي ...
عمار : تصدق نسبت ان عندك اخت يا معتز هي كانت فين ؟
معتز بتدرس برا عشان كدة مكانتش يتفضل هنا كتير .....
عمار : اها طيب ماشي انا هاروح عندي شغل وهابقى اطمنك يا رسلان اول ما شحنة تخرج
فور انتهائه من مكالمته مع عمار ، ضغط على اسم شخص آخر ......
تحسين : الوووو ايوا يا باشا الشحنة جهزت
کمال : ربطت كل حاجة متأكد يا تحسين مش عاوزين غلط.
تحسين : كلو تحت السيطرة يا باشا وها تخرج دلوقتي ..........
