رواية قيصر العشق الفصل العشرون
دارت عيناها تنظر للمحلات التجارية لعلها تجد ضالتها تبحث عن شيء مميز ومفضل لابنها نظرت الفطيمة : " انا عايزة يا امي اجيب حاجة تفضل ع طول مع رسلان ...
لمعت عيناها عندما رأت محل مخصص للمجوهرات : اهو ده اللي كنت بدور عليه ، تعالي يا
امي ..
دخلت كل من فطيمة ومريم للمحل التجاري استقبلهن صاحب المحل استقبالا جميل
بابتسامة وترحيب : اهلا وسهلا يا فندم تفضلو ....
نظرت مريم للشاب : انا عايزة يا ابني اشوف الكولكشين بتاعت الخواتم الرجالي ...
الشاب : تحت امر حضرتك... دي كولكشن الماركة العالمية ايكون براند... مريم بإعجاب وهي تتفحص الخواتم التي امامها اعجبت بواحد منها : بصي يا ماما الخاتم ده حلو اوي وشيك ، ايه رأيك تاخده ...
فطيمة بإعجاب : الله ده جميل اوي ...
مريم ناظرة للشاب : خلاص يا بني احنا هناخد ده ....
قام الشاب يغلف الخاتم يعليه، واعطاءه المريم ، خرجنا من المحل ...
مريم : تعالي يا امي نستريح هنا .....
فطيمة : يا ريت يا بنتي ده انا تعبت اوي ....
مريم مريتة على ظهر فطيمة : ههه يا امي ده انني لسة شباب ....
فطيمة : شباب ايه ده اللي فاضل يا بنتي .
مريم : العمر مش كل حاجة ربنا يديكي الصحة ده انتي زي الفل جمال ... وشياكة
فطيمة : ومين سمعك يا بنتي ده انتي اللي زي الفل ورسلان طالع زيك كدة امور وشيك ربنا برزقه بينت الحلال ونفرح فيه بقى .. الا يقولك ما تيجي يا مريم ندور ليه ع عروسة بنت ناس ...
مریم : یا ربت یا ماما وانا نفسي افرح بابني رسلان اوي بس انتي اكثر وحدة تعرفي هو رافض الفكرة دي ازاي ده منى عيني اما اشوفه عريس ...
فطيمة : ان شاء الله يا بنتي ده احنا ها نفرح بيه اوي .... ما جايز الواد يطلع بحب واحنا منعرفش
مريم بضحكة : ههه يا ريت انا زعلانة اوى لاني عملت كدة انا سبت ابني بعيد عنى وحملته ذنب حاجات مكانتش بأيدينا نحنا التنين يا ريت لو الزمن يرجع مكانتش ها سمح اننا توصل للمرحلة دي انا نفسي ترجع زي اي ام وابنها ده انا حتى معرفش عن حياة ابني
حاجة ...
فطيمة تربت على كف يدها : خلاص يا حبيبتي متزعليش نفسك كل حاجة ها تتصلح
ها ترجع كل حاجة زي الاول وأحسن .....
مريم : تفتكري يا امي ها يقبل بعد كل اللي عملته بيه انا خايفة اموت وابني بعيد عني..
فطيمة : متقوليش كدة يا بنتي انتي تعرفي أد ايه رسلان بيحبك وها يفضل كدة طول
حياته ، بس اوعديني انك تبقى كدة وما تجييش سيرة اللي حصل بالماضي خلاص قفلي
عليه دلوقتي لازم تكسبي ابنك وما يضيعش منك ثاني فاهمة ...
مريم : ان شاء الله يا امي ان شاء الله ....
وضع القلم الذي كان بحوزة يده وأغلق جهاز الكمبيوتر... التفت لجاكيته المعلق وتناوله ، وأخذ هاتفه تقدم خطواته نحو الباب فاتحا" اياه ... وقف أمامها يهبيته المعتادة ....
رسلان بصوت أجش : انا هاروح اتكلم مع عمار ابقى جهزي نفسك واستنيني تحت ....
زمردة بتساؤل : على فين ؟؟
رسلان : منقولیش انك مش فاكرة موعد النهاردة ....
زمردة برفض هازة رأسها : لا مش كدة بس الشغل ...
رسلان بابتسامة : متخافيش يا ستي الشغل مش ها يحصله حاجة ....
زمردة بابتسامة خفيفة : خلاص ماشي ....
في الأسفل وقفت تنتظره .....
طلب من باب الشركة تمشي بغرور رافعة رأسها واضعة حقيبتها على يدها المفرودة للأمام . لمحت عيناها زمردة فور دخولها ابتسمت ابتسامة صفراء خبيئة تقدمت بخطواتها نحو
زمردة مستغلة مقابلتها هنا .....
نورهان : هاااای ازيك يا .... اوووه سوري انا مش فاكرة اسمك
كانت تتعمد بتلك الكلمات الإهانة ... نظرت زمردة لها رافعة إحدى حاجبيها ورأس مرفوع
مدت يدها تربت على ذراعها وشدت كلماتها : زمردة يا حبيبتي زمردددة خليكي فاكرة متنسيش ...
نورهان : اوووه تصدقي معاكي حق اصل الفترة دي ها نتقابل كثير وانا لازم افضل فاكر اسمك ..
زمردة لوت شفتيها مجيبة اياها : ليه يا حبيبتي حد قلك اني عاوزة اشوف وشك ده كثير . نورهان بغيظ ع فكرة انتي وحدة مش بتعرفي تتكلمي عدل مع الناس الأكبر منك زمردة بحدة : ما كبير غير ربنا يا شاطرة ، هو انا جيتلك ع طرف انتي اللي جاية ترمي
بلاکی غوری من وشى مش ناقصك ...
نورهان بسهوكة : اوكي باي انا هاروح اشوف رسلان اصله واحشني اوي انتي متعرفيش أد ايه انا وهو متعلقين ببعض .. صح انا وهو عايشين بقصر واحد بس احنا كدة ع طول نفضل مشتاقين لبعضينا ...
شعرت بالحنق والغيظ والغضب من كلامها .... زمردة وقد احتقن وجهها اردفت القول
بعصبية بصوت عالي نسبيا" يتير الانتباه : وانا مالي يا ست انتي تتعافو ولا تتشقلبو انتي جاية يتكلميني عن حياتك هو انا سألتك ولا جيت جنبك ....
لم تستطع أن تجيبها بسبب صوت رسلان : ايه في ايه يا زمردة صوتك عالي كدة ليه ؟؟؟
...... ونورهان في ايه ؟؟ ... خناق ثاني ؟؟
نورهان وقد رسمت على وجهها علامات البراءة : - مفيش انا كنت بقولها صباح الخير بس شكلها مبتعرفش تتعامل مع الناس ويتزعق عالفاضي والمليان ...
رسلان بغضب شد على كلماته مقتربا " منها : ملكيش دعوة بزمردة واياكي تقربي منها
فاهمة ؟؟ روحي شغلك دلوقتي .....
نورهان بأعين دامعة : خلاص يا رسلان فاهمة .....
نظر رسلان نحو زمردة التي كانت تحدق بنورهان بغضب و اشمئزاز واقترب منها : مش يلا بينا يا زمردة ... كانت تريد أن ترفض ولكن شيئا ما بداخلها ساقها لإغاظة تلك الفتاة وإشعال غيرتها ، وكأنهن بحرب وهناك فائزة واحدة بالنهاية .... زمردة وقد رسمت ابتسامة واسعة على شفتيها ... يلا بينا اصل انا كنت مستنياك من بدري وزهقت اوي كويس دي جت بدل الملل اللي كنت بيه .. تقدمت خطواتها تاركة رسلان ينظر لها باستغراب محدثا نفسه :
هي دي مين ؟؟
نورهان واضعة يدها على ذراع رسلان : على فين يا رسلان وانت شغلك ايه مع البنت دي ...
نظر رسلان رافعا حاجبيه .... بطرف عينه نحو يدها الموضوعة على ذراعه : شیلی ايدك ... ازالت يدها عنه بارتباك ليتابع : وانتي مالك متتدخليش بحاجة متخصكيش فاهمة ؟ ... تركها متوجها نحو الخارج ...
نورهان نظرت له نظرة حقد : ماشي يا رسلان الزفت ان ما وريتك ما يكونش اسمي نورهان
في الخارج
وقف بجانب باب سيارته أوشك على فتحه حتى انتبه لها تقف عاقدة يديها عند صدرها .
رسلان : في ايه يا زمردة ما تركبي ...
زمردة بتحدي : مش ها ركب ولا ها روح معاك ...
رسلان بتساؤل : بتقصدي ايه ؟؟ انتي أكيد بتهزري صح ؟؟
زمردة : لا ما بهزرش انا ها كمل شغلي .. تقدمت خطواتها لكي تدخل للداخل :
رسلان بنفاذ صبر: استني هنا مش ها سمحلك ها تمشي معاي يعني ها تمشي فاهمة ....
زمردة بغضب : لا مش هامشي و سيب ايدي مش بالغصب ع فكرة
رسلان بتحدي وعصبية : لأ بالغصب واستهدي كده بالرحمن يا زمردة الأحسن اطلع جناني عليكي ما تخلنيش استخدم معاكي اسلوبي الثاني ...
زمردة يتحدي ممزوج بالتساؤل : ها تعمل ايه يعني ...
رسلان : زمردة ما تنسبش اننا واقفين قصاد بوابة الشركة يعني ها تلفتي الموظفين علينا ما تكبريهاش وامشي ....
احست بمدى جديته وكلامه المحق لا تريد ان تأتي لنفسها بشبهة .... هزت رأسها باستسلام : خلاص ها روح بس ها ركب و را مش اودام ....
رسلان باستهزاء : نعم يا حتي حد فلك اني السواق بتاعك ما خلاص بقى زمردة متعصينيش ...
اضطرت للركوب بالسيارة والجلوس بالامام ......
على الجانب الآخر : """ كان ينفت من سيجارته ليخرج اخر نفس منها والقاها و على
الأرض ليدهس عليها بشده و نظرات حاقدة ... توجه نحو سيارته عازما " على ما برأسه
داخل سيارة رسلان
لاحت على شفتيه ابتسامة محاولا" تلطيف الأجواء المتوترة بينهم : ايه رأيك تروح ع حته انا معرفهاش يعني تكون كدة ع زوقك ....
تبقت تنظر امامها تزم شفتيها عاقدة ذراعيها ...
رسلان : ما خلاص بقى يا زمردة انا نفسي اعرف ليه اما تقابلی نورهان تقفشي كدة وتزعلى ممكن افهم ليه ؟؟؟ ... لم يجد استجابة منها ... """
" انا اعرف اخليكي تتكلمي ازاي"
أدار مقود السيارة لتنطلق بسرعة ......
بعد صمت طويل وكأنها كانت القطرة الأخيرة لتفوض الكأس نظرت له يغضب بصوت عالي انا معرفش انا علاقتي بيكو ايه بتحبو بعض وعايزين تتجوزو انا مالي هي ليه بتيجي ويتكلمني عن الحاجات دي .... تابعت باستهزاء " وتقليد لصوت نورهان .. احنا متعلقين اوي ببعضيا ... انا ورسلان ينحب بعضينا أوي .... ايه القرف ده اناااا مالي بيكو ما تولعو انا مالي
يحاول استيعاب ما قالته أمال رقبته يسارا" ويمينا" محاولا السيطرة على غضبه. داس على البريك سريعا موقفا " السيارة على حافة الطريق صمتت عندما وجدت السيارة تتوقف ... قلق أطاح بداخل قلبها ..... أدار برأسه نحوها بتساؤل وجديه : - استنی استنى
هما مين دول اللي يحبو بعض وها يتجوزو ؟؟؟ عبدي ثاني ....
زمردة ناظرة اليه نظرة ممزوجة بالقلق والشك :
يعني عامل نفسك متعرفش مانت وياها طابخينها سوا وعايشين بنفس البيت كمان ... انا مالي بيكو ما تولعو انت مجرد مدير وانا بشتغل عنده واصلا مش بإرادتي لو كان بإيدي مش ماشتغل عندك ثانية ...
امال رقبته يمينا ويسارا مرة أخرى محا أولا السيطرة على غضبه .....
رسلان ضاغطا على المقود بشده حتى بانت عروق يده حاول السيطرة على غضبه فهو لا
يريد تدمير كل شيء بلحظة :
زمردة ما تتكلميش معايا بالطريقة دي وبعدين انا و نورهان مفيش بينا حاجة ولا ها يكون ..... ايوا انا وياها عايشين بقصر واحد ومش لوحدينا مع العيلة كلها والكلام الفارغ اللي قالتلك اياه ده مش صحيح .. وياريت ما تحكميش من غير ما تسمعي مني انا
زمردة بغيظ : وانا مالي مش قلقانة لا ولا بيها .... وانت تقول ها نخرج سوا لكي تقولي ايه الللي حصل ما بينك ومصطفی یا ریت تخلص لكي انا عندي وظيفة ....
رسلان وقد تبدلت ملامحه ولاحت على شفتيه الابتسامة وهو ينظر لها كانت تتحدث بغيظ وغيرة تظهر على ملامح وجهها بشكل يظهر لأى شخص يرى هذا الحوار والجدال وخصوصا" ما فعلته امام نورهان واستجابتها معه وتحولها بالخارج كان هذا واضح جدا" بالنسبة لرسلان لا يحتاج لأحد يوضحه له أو أن ينبهه عليه أردف القول بحبت ممزوج بالسعادة المخفية : هو واضح اوى انك مش قلقانة ولا مهتمة باين من عصبيتك ... ع فكرة اللي يشوفك ها يقول انك بتغاري خلي بالك ...... زمردة : نعممم ها غار ع مين ان شاء الله وانا مالي بيك انت اكيد بتحلم .... رسلان ناظرا أمامه بغرور : والله محبتش حاجة من دماغي ده اللي واضح واوي كمان ، ع كل التي ها تختاري حتة تروحلها وها نتكلم بالموضوع اللي اتفقنا عليه زمردة محاولة الهروب من تلك الحالة التي وضعت نفسها بها مغيرة الموضوع التقول : يبقى خلاص انت امشي دغري كدة وانا هابقى القولك توقف فين ..... رسلان ما كان كدة من الأول ده انتي نشفتي ريقي من الصبح .
داخل فيلا رحيم السيوفي
صعدت عفاف باتجاه غرفة ريم لتطمأن عليها ، تقدمت بخطواتها نحو باب الغرفة وقامت بفتحه ، وجدت ريم تجلس على سريرها كالقرفصاء .. تقدمت و جلست امامها ..... عفاف بحنان : عاملة ايه دلوقتي يا بنتي انتي كويسة ؟
ريم : ابوا كويسة يا ماما
عفاف بعتاب : كدة يا بنتي تخضينا عليكي انا واخوكي .. ده حتى الواد يوسف كان عمال طول الليل برن لأخوكي ويتطمن عليكي بابن الواد ابن حلال وبحبك يا بنتي ... ريم بنظرة حزن باتجاه امها : متزعليش مني يا ماما بس انا عملت كدة عن قصد وما كنتش تعبانة ولا حاجة .. تابعت بيكاء : انا آسف ......
عفاف ارجعت ظهرها للوراء بنظرة تساؤل : ازاي يعني ؟ ده انتي وقعتي من طولك اودامنا ده كان كدب ؟؟
ريم بنبرة حزينة وبكاء : ايوا يا ماما كتب مقدرتش اعمل كدة انا بكدة هاظلم يوسف معايا انا بعمري ما نسيت معتز ولا هانساه لا دلوقتي ولا بعدين مش ها كدب على نفسي .... عفاف : يا بنتي ما كان من الأول قبل ما العالم يجوده عيب بحقهم ها نعمل ايه دلوقتي ؟ ريم مجمعة دموعها : انا ها تكلم مع يوسف وها فهمه كل حاجة.
عفاف بتساؤل : يعني بكدة انتي اختارني تكملي طريقك مع معتز ولا ايه .؟
ريم برفض : لا يا ماما مش ها كمل مع حد
عفاف بغضب : تعمممم ؟؟؟ الي هو ازاي ان شاء الله انتي عاوزة تجننيني يا بت انتي ما تعقلي يعني ايه مش مع حد ؟؟ ریم برجاء : ما بلاش يا ماما دلوقتي انا دماغي متشوشة اوي ومش عارف افكر سيبيني لوحدي ارجوكي .....
عفاف بيأس : لا حول الله يا رب ايه البت دي ، دي عاوزة تموتني بحسرتي عليها ......
فردت ذراعيها امامه توصد الطريق مانعه اياه من الخروج .
صفية بصوت عالي : انت مش هاتنزل من هنا يا شلبي غير اما تحكيلي عن كل حاجة واعرف مين دول اللي ابنك اتخانق معاهم مبارح ...
شلبي : ابعدي من سكتي يا وليه انا مش ناقصك انتي كمان كفاية ابنك ....
صفية بإصرار : بقولك ايه يا شلبي انا مش هاسيب ابني بضيع مني .. اتكلم ما جايز امنعه يعمل حاجة توديه بستين داهية .
شلبي بيأس متراجعا للوراء جالسا" على الكنبة : لا حول الله تعالي اما قولك بس مش عايز شوشورة متعمليش حاجة فاهمة يا صفية احنا مش ان الباشا الكبير انا يحذرك ...
صفية متقدمة نحوه اتكلم مش ها فتح بوي بحرف .....
عند رسلان وزمردة
زمردة مشيرة بيدها لكي يتوقف : وقف هنا ...
رسلان باستغراب : ليه ...
زمردة بمقاطعة : معلش انا نفسي بكشري اصل انا بحبه اوى من عم محمود مبقدرش اقاومه انا هانزل اجيبلي طبق وارجع بسرعة مش ها تأخر .... فتحت باب السيارة لتستدير برأسها
نحوه ... اه صحيح هو انت عمرك اكلت كشري ...
رسلان هازا رأسه برفض : بصراحة لا ......
زمردة : يبقى تعالا معايا وها طلب ليك واحد ...
رسلان : لا متشكر مش عايز ...
زمردة : متخافش مشها تسمم غذائي بس ....
نزلا سويا من السيارة متوجهين نحو محل عم محمود للكشري .....
دخلت زمردة للمحل بابتسامة واسعة : ازيك يا عم محمود انا عاوزة اثنين كشري ...
عم محمود : اهلا يا بنتي ده انا هاعملك احلى كشري بیکی با مصر ......
كان يعبث بالمفاتيح ينظر للمحل بغرابة ... اقترب من زمردة ليقول بهمس : انتي متأكدة انك بتاكلي من هنا .....
زمردة : ايوا متأكد ...
نظر عم محمود الرسلان ليجده يقف بجمود وهو ينظر له ..
عم محمود : مالك يا باشا فافش كده ليه ميكونش المحل مش مستواك ولا حاجة ؟
رسلان واضعا " يده اسفل عنقه بابتسامة خفيفة : هااا لا مفيش يا حج ...
نظر عم محمود الزمردة : ازود الشطة المرادي ولا ايه يا بنتي ... ؟
زمردة : لا يا عم محمود انا عايزها في كل مرة ....
لفت انتباهه سؤال عم محمود حول الشطة :
ع فكرة انا مباك......
لم يكمل جملته حتى قاطعه عم محمود وهو ينظر له : وانت يا باشا باين عليك كدة
مبتاكلهاش اصل انتو عالم مش بتاعت شطة وحاجات زي كدة
رسلان شدد على قبضة يده اشعلت هذه الجملة غيظه، اقترب بابتسامة واسعة ليقول
بغرور : لا والله يا حج احنا بتاعين الحاجات اللي زي دي ، اصل انا بحب الشطة اوي وعاوزك نزودها حبتين شوية .....
الحج وقد شعر بالخجل مما قاله .... من عينيا يا ابني ادي زودنا ليك حبتين كمان عشان
تتبسط وترجع تاني ...
لم تحبذ فكرة تزويد كمية الشطة نظرت الرسلان لتجده واضعا " يده على عنقه ناظرا" للشارع بغضب ... علمت جيدا " بأن ما قاله عم محمود أزعجه قليلا " لتقترب منه قائلة بهدوء : متزعلش نفسك عم محمود ده راجل طيب اوي وما بيقصدش حاجة
نظر رسلان للمعان عينيها وكأنه عندما ينظر لها ينسى كل شيء .. ويهدأ روع قلبه دوما ...
ليقول بابتسامة وانا مش زعلان المهم اننا مع بعضينا ....
احست بخجل لتلك الكلمات استدارت ملتفته نحو العم محمود مد بیده مناولا اياها
الأكياس البلاستيكية بالهنا والشفا يا بنتي ....
كادت تريد ان تخرج من حقيبتها ثمن الأكل لكن أوقفها رسلان : تفضل يا حج تسلم ايدك ....
العم محمود : استنى يا بني مفيش فكة
رسلان : خلاص يا عم مش ها تفرق كثير المرة الجاية هابقى اخد الباقي
خرجا كلاهما
زمردة : ع فكرة انا كنت ها دفع ....
رسلان : زمردة كلى وبلاش تلكك ربنا يخليكي ...
اخرجت زمردة طبق الكشري وجلست على المقعد بدأت تاكل بشراهة متناسية تواجده بجانبها ، كان فقط ينظر لها ويبتسم لا يصدق نفسه بأنها الان بجانبه وهما سويا ...... نظرت زمردة بخجل اشارت برأسها له .... انا متأسف نسيت اديك بتاعك .... مش قلت ليك مبقدرش اقاومه ...
رسلان بضحكة : انتي تقدري تاخدي بتاعي مفيش مشكلة .
زمردة : ههه لا انت مزود الشطة انا مبحبهاش تكون كثيرة ...
رسلان مال برأسه لليسار نحو الاتجاه المعاكس الزمردة قائلا بصوت غير مسموع : انا ها زفت ايه دلوقتي يخربيتك يا عم الحج مش كنت عملت شغلك وانت ساكت ...
زمردة : روحت فين ؟؟ في حاجة ؟؟ لو مش عاوز تاكل خلاص ...
رسلان بابتسامة مصطنعة متناولا الطبق :
هااا لا هاكل اكيد ....
زمردة وقد شعرت بالانتشاء وكأنها كانت تخطط لهذا الفعل لاحت على شفتيها ابتسامة
حبيثة محدثة نفسها : ده حراق اوي دلوقتي ها تولع يخربيت ام الغرور ....
زمردة : مالك ما تفتح الطبق .....
رسلان : هو انتى ليه مركزة معايا اوي هاكل متخافيش ....
زمردة : لا بس عاوزة اشوف ايه رأيك بالكشري ...
ابتلع ريقه ناظرا" للطبق وكأنه كان مثل شخص يقبل على الانتحار او شيئا يعلم جيدا بأنه يضره ....
رسلان ناظرا " الزمردة بتردد : انا مش هاكل الحاجة دي .
زمردة : وليه بقى عشان حراق اوي صح ؟؟ ابتسمت لتضحك عليه بشدة ... ضحكتها استفزته بطريقة لا تطاق شعر وكأنها تقلل منه وتحتقره، امسك الملعقة البلاستيكة يتناول لقمات وراء بعض غير آيه بأي إحساس او مذاق .... توقفت عن ضحكاتها وهي تراه يأكل دون توقف ....
زمردة بقلق : بالراحة هاتتشردق ولا حاجة بالراحة
لم يعطي لكلماتها أي اهمية حتى انه أنهى نصف الطبق ولم يتبقى الا القليل وضعه بجانبه لينظر لها بتحدي : عشان تعرفي تتكلمي عدل ويلا ع العربية ......
زمردة : ع فكرة انا مخلصتش ...
رسلان : مش مهم .... ترجل بخطواته نحو السيارة ، تناول على الفور قنينه المي يرتشف منها دون توقف .
اقتربت منه لتقول باستفزاز : كل ده عشان اكلت شوية شطة اومال لو اكلت الطبق كله ها تعمل ايه ها تشرب برميل مي ع كدة.
رسلان ناظرا" بغضب وقد احمر وجهه : زمردة ما تعصبتيش انتي من الصبح بتمتحني بصبري اسكتي يقى وكفاية استفزاز .. اركبي العربية ...
داخل قصر امیر امیر : انت بتقول ايه ؟؟؟؟ ده انا ها و ديكو بستين داهية يا ولاد الكلب انت وهو ازاى الشحنة فاضية السلاح راح فين ؟
كمال بارتباك وخوف شدید با باشا دول ثبتونا ومقدرناش تتحرك والشحنة طارت منعرفش هي فين .
امير احمرت عيناه من الغضب وبرزت عروق جبهته من العصبية : طارت فين ده انا ها وديكو ورا الشمس انا مشغل معايا عيال حمدي فين وتحسين فيبيين ازای عرفو باللی حصل القلبو مصر كلها عالشحنة الشحنة دي لازم تتلقى حالااااا فاهمين يا كلب انت وهو
اغلق الهاتف ضاربا اياه بعصبية هاج من الغضب ليخرج صرخة بصوت عالي : اااااااااه ...
دخلت هند يقلق وخوف على حالته مقتربة منه : في ايه ؟؟ ...؟؟
امیر بغضب وصراخ : كل حاجة يااااظت كللل حاجة بااااظت دمرو كل حاجة شحنة السلاح اخدوها ولاد الكلب انتي عارفة يعني اييبيه انتي عارفة يعني اييييه مفيش غيره ده كان عارف بكل حاجة اقسم بالله ما طلع بروحه و ديني ما ها سيييييه ده انا ها شرب من دمك يا رسلاااااان و ديني ما ها سييييبك
شدد قبضة يده واضعا طرف قبضته بین استانه ليشد عليها يغضب وهو يحول حول نفسه بجنون ما سایش حاجة اخد كل حاجة الشحنتين دلوقتي بايده انا لااازم انصرف .
هند : استنى كدة واهدى وهاتلاقي حل ....
امیر استنی ایبیه ده بيوقع واقف ... ده انا ها ولع بيه لو عمل بالسلاح حاجة .........
طالعته بنظرات متفحصة ادركت من السرعة التي
يقود بها وهو ينظر امامه بوجه خالي من التعابير انزعاجه من اسلوبها وطريقتها ، زمردة باعتذار وندم : ممكن تهبط السرعة ؟؟ خلاص انا اسفة مكنتش القصد از علك خلاص .....
رسلان بشدة ليضغط على المقود بدأ يشعر بهيجان يسيطر عليه أغمض عينيه يضيق اخذا نفسا " عميقا" شعر بحرارة تعصف بجسمه التفت نحو زمردة ليقول : ع طول انتي كدة يا زمردة بتحكمي براحتك وزي ما انتي عاوزة ومش بتسمعي.
زمردة : انت مكبر الموضوع اوي انا كنت بهزر معاك.
رسلان باستهزاء: لا يجد بتهزري مش كدة ؟؟ ايه رأيك بقى أن انا عندي حساسية من اللي طفحته قبل شوية .... ايه رأيك بالهزار ده مش بس انتي بتهزري وانا كمان أعرف اهزر ....
زمردة بعدم تصديق : بس هزاري يختلف عن هزارك ع فكرة اللي بتتكلم بيه مينفعش تهزر بیه اصلا
تابعت بنبرة ممزوجة ما بين الشك والقلق بجدية ناظرة اليه : انت مش معاك حساسية يا ..............رسلان باشا صح ؟؟
