رواية قيصر العشق الفصل الثاني والعشرون
يقف بصمت واضعا " قبضة يده أمام فمه ينظر
بغضب للشاشة التابعة لنظام المراقبة الخاصة بالمصنع ، اقترب كمال من حمدي ليقول
بتساؤل ممزوج بالارتباك والخوف : افرض رسلان العطار ماجاش ها نعمل ايه ؟!!
حمدي بنقه وصوت منخفض : انت متعرفش رسلان العطار ده واحد ما بخافش ولو فعلا" تحسين اتمسك ها يكون بلغهم بموقع المصنع ، ولو ده حصل فهو مش هايستنى لحظة وها يروح للمصنع ولو كان عارف ان مفيش بيه حد هايجي برضو لان ها يكون عارف ان في كاميرات بالمصنع ....
کمال : یا رب لاحسن لو مجاش الكبير ها يطير رقابنا ... ربنا يستر ......
دقت الساعة معلنة توقفها عند السابعة مساءا أوقف
عمار سيارته من نوع jeeb امام المكان الذي أدلهم
عليه تحسین نظر رسلان متفحصا" المكان كان
يبدو مصنعا " قديما" متهالك ليس بالجديد وليس
متلعبش بديلك يا تحسين..
بالضخم ، اردف متسائلا للتأكيد وهو ينظر لتحسين بحدة : انت متأكد ان ده المصنع ؟؟
تحسين بثقة : والله يا باشا هو ده متأكد .....
اماء رسلان برأسه لعمار للنزول ، نظر لتحسين بهدوء وأمر ما تتحركش من هنا فاهم ؟؟
تحسين وهو يهز رأسه بموافقة : مش ها تحرك يا باشا متخافش ...
نزل كلاهما من السيارة ، عمار وهو ينظر للسيارة وأعينه متسعه عاود النظر ارسلان باستغراب : انت يا بنى مجنون ولا ايه ؟؟ ازای تسیب تحسين جوا العربية ؟؟
رسلان بابتسامة ونظرة تقة : طول عمرك غشيم امشي لاحسن أديك علقة تفوقك ...
عمار : نفسي أفهم انت ازاي يتفكر
رسلان بإيجاز ركز باللي احنا بيه دلوقتي وبعدين تتكلم واعرفك ازاي ...
ترجلا لداخل المصنع بخطوات حذرة بطيئة.
عمار بصوت منخفض : ممكن اعرف احنا ليه جايين هنا وباين كدة ان مفيش حد هنا بجد لاااا ... وكمان جايين من غير سلاح ولا حاجة تحمينا ...
رسلان بثقة : وهاتموز السلاح ليه ما انا معاك يا اهبل هو انت خايف .....
عمار : لا مش خايف يا سيدي بس الاحتياط واجب ...
رسلان بعصبية : نفخت دماغي لو جبت معايا معتز ارحملي ...
عمار : خلاص يا عم متتعصبش ......
أدار نظراته حول المكان كانت نظراته معلقة للأعلى تبحث عن شيئا" ما ....
عمار بتساؤل واستغراب : انت بتبص على ايه
كاد أن يجيبه لكن تعلقت نظراته عند الضوء الأحمر الصادر من تلك الكاميرا ، لاحت على
شفتيه ابتسامة ثقة وكأنه يعلم بهذا مسبقا " .
رسلان معلقا انظاره : كنت متأكد من ده ...
عمار بتساؤل : مش فاهم ....
اجاب نظره على المكان الذي ينظر له رسلان ليعاود النظر ارسلان : ايه ده ؟؟
اتسعت نظرات عمار ليقول برهبة منتوى الركض ؟ ميكونش قنبلة ...... بتبص على ايه يا عم اهر ررررب ...
امسك رسلان بذراعه : ما تهدى يا بني دي مش قنبله ولا حاجة دي كاميرااا ايه الغباء ده مش عايز اسمع صوتك اهدى ...
اسند ظهره يمشي بخطوات ثقة رافعا رأسه واضعا " يداه بجيبه مقتربا" من الكاميرا. اردف القول بابتسامة استهزاء : هه .. تصدق كنت عارف انك ها تعمل كدة .....
على الجانب الآخر فور رؤيته الرسلان اقترب من الشاشة مثنى ظهره للأمام واضعا " يداه على الطاولة مركزا " انظاره على الشاشة يستمع لما يقول رسلان بتركيز .
تابع رسلان بنبرته الواثقة طارحا" سؤاله باستهزاء : عارف الفرق ما بيني وبينك ايه ؟؟؟؟ التفت برأسه العمار... لوى شفتيه باستهزاء : هه تصدق نسيت أن الكلام رايح بس .. مش رايح جاي ... امم خلاص مفيش مشكلة انا ها جاوب ع سؤالي ...
تابع بثقة معاودا النظر للكاميرا ... انا خصم شريف بيلعب بالأصول .. إنما انت هه ... ليؤشر له با صبعه .. اقوى خياااار عندك قلة الأصل والأساليب الملتوية دى ....
ثم نظر لعمار بتساؤل محركا" رأسه واضعا يده على عنقه : أه صحیح عملنو ايه يا عمار بالشحنة بس ما تكونوش ولعتو بيها .
تابع عمار نظراته الرسلان وكأنه يتابع درسا" ما صامت فقط كاد أن يجيبه لكن رسلان لم يسمح له بذلك ....
حرك رأسه لليسار بضحكة مستفزة لتتغير ملامحه الجدية وحدة وبصوت أجش وتحذير : معاااك يومين بالكثير لو ما واجهتنيش وش لوش وراجل لراجل يبقى تقرا ع روحك الفاتحة انت والشحنة بتاعتك ... تم استدار بظهره ليعاود النظر برأسه قائلا بغمزة بعينه : خلص الكلام ..... اماء برأسه لعمار للخروج ....
بدأت الدماء تغلي في عروقه وعيناه المحمرتين تكاد تنفجر من الغضب ، حرك يده بقوه مبعثر جميع ما على الطاولة ، صاح بصوت جهوري أجش ناظرا لحمدي وكمال جعلهما يرتعدان من الخوف لتعود اقدامهم للوراء بدأ يلكم بهما لكمات متتالية مفرغا غضبه بهما : أدى آخرة اللي يشغل عياااال .. انااااا رسلان الكلب يشمت بياااا ويهددني وديني لو الشحنة مرجعتش خلال ٢٤ ساعة لأكون دافنك انت وهو وو كل حنة بروحلها رسلان العطار وجماعته لو تحت الأرض ... خرج غاضبا والغضب متمكن منه كانت وقع تلك الكلمات عليه كالقنابل جعلته ينفجر من الفيظ والغضب ...........
نظر كمال الحمدي بخوف واضعا يداه مكان الوجع : ها نعمل ايه دلوقتي ... حمدي متحسس مكان اللكمات .... معرفش معرفش یا کمال وقعنا بنار مش ها تنطفي غير يموت حد فينا او كلنا ربنا ياخده وياخد اللي وافق يشتغل معاه .....
نظر عمار ارسلان بتساؤل : انت ازاي فكرة دي جت بدماغك ؟؟ رسلان بثقة : لذلك بتاعهم بتاع الكبير الملتوية دي يعني من را الحجاب كدة ومش بتاع مواجهة .
عمار بإعجاب وتساؤل : انت بتقول ايه هايواجهك ؟؟ ولا ها يفضل كدة ؟؟
رسلان : معرفش هو حر لو فضل كدة أخرته ها يتمسك .. المهم شحنة السلاح مش عاوز الجن
يوصل ليها فاهم ؟؟
عمار بثقة : متخافش ...
اقترب عمار ليفتح السيارة نظر للوراء باحثا عن تحسين بصدمة فاتحا فمه نظر ارسلان : ايه ده هو فين تحسين ؟؟؟
رسلان بضحكة ولا مبالاة : ما يكون فين يعني هرب.
عمار بعدم فهم : وبتقولها كدة عادي يعني الراجل هرب يا رسلان عارف يعني ايه ؟؟
رسلان راكبا بداخل السيارة : امشي يا عمار حاسس دماغي بتلف تعبت اوي النهاردة... عمار بعدم استيعاب : لا حول الله افضل كدة يا ابن خالتي العب من تحت لتحت .......
رسلان واضعا" يداه على رأسه يفرك به : ما تمشي يا عمار ..... عمار باستسلام : ماشي يا عم اما نشوف اخرتها معاك ايه ........
اسند رأسه على الكرسي مطلقا " تنهيده تابع سمعه التركيز بكلمات أغنية أحمد جمال التي
فتحها عمار ... شاردا بها وكأنها كانت تنطق بدلا منه .
ما بقاش فاضلي في قلبي غير دقة
بيني وبين خط الحياة زقة
قلبي ما يملكش إلا كلمة اه
غصبوه عليها لما قال لا
عايش حياتي بنص قلب عجوز
لابس على وشى قناع أراجوز دورت على حظي كثير يا حياه قطر الحظوظ كله طلع محجوز
موجوع و ضهري محتى من همي راح العسل والشهد من فمي وسكن مكانه من طعم الصبر
والدنيا مستحلية كسرتي والمي
جيت الحياه ومكانش ليا انا ذنب
ورضيت أعيش انا دنيني على جنب
الستر كان آخر حدود حلمي
اتاريه في أيامنا خيالي وصعب
الناس تشوف وشي تقول قادر
وتقول حويط فاجر مالوش آخر
وده وش عبيره لابسه وأنا مجبور
بعمل لنفسى م الوحوش ساتر
ما بقتش عارف نفسي هوا أنا مين
ابن الملايكة ولا أخو الشياطين
اوقات بخاف مني على نفسي
معرفش و خداني ورايحة لفين
- موجوع وضهري محني من همي
راج العسل والشهد من فمي
وسكن مكانه مر طعم الصبر
والدنيا مستحلية كسرتي وألمي
جيت الحياه ومكانش ليا انا ذنب
ورضيت أعيش انا دنيتي على جنب
الستركان آخر حدود الحلم
اتاريه في أيامنا خيالي وصعب
داخل فيلا معتز
ملك بسعاااادة : ياااه يا ماما ايه الأكل الجميل ده ، تسلم ايدك يا احلا أم بالدنيا .....
فريدة بسعادة واضعة يدها على ظهر ملك تربت عليه : بالهنا والشفا يا حبيبتي .. خلاص مش ها سمحلك تبعدي علي ثاني انتي مش ها تقضيها سفر والدراسة اهي وخلصتي منها مفيش
سفر تاني انا يقولك اهو و اللهم اني بلغت ......
ملك بضحكة وهي تأكل : ههه يا مامی متقلقيش مش ها سافر ثاني ....
نظرت لمعتز الذي كان باكل بصمت و شرود حاولت لفت انتباهه لتقول : معتز اخويا وحبيبي هايسيبني اشتغل معاه بالشركة صح يا Bro ......
معتز بانتباه : نعم فين ها تشتغلي مسمعتش ؟؟
ملك بتأكيد تحرك الملعقة امامها باتجاه معتز : معاااك بالشركة يا حلووو مسمعتش...
معتز واضعا كف يده على وجهه منكأ على الطاولة ليقول بتساؤل ممزوج بالاستهزاء:
وها تشتغلي ايه وانتي معندكيش خبرة ؟؟ تجلي صحون وكوبايات ؟؟
proff .. معتز باستهزاء : اااه اسبوع زمان صدقت .....
فريدة : خلاص يا معتز اعمل اللي اختك عايزاه
ملك : ههه ربنا يسامحك Bro مفيش مشكلة ابقى سيب حد يدربني اسبوع زمان هايقى
اماء برأسه بموافقه : حاضر يا ماما
ملك تاركة الاكل يشيع : خلاص انا شبعت با مامي ...
فريدة : يا بنتي انتي ما كلتيش حاجة
ملك : مش قادرة يا ماما خلاص انا شبعت ...
فريدة وهي تنهض عن الكرسي : طب استني اما اجيبلك الحلو ده انا عملتلك ام على انما ايه
ها تاكلي الصواب من حلاتها ...
ملك : حبيبتي يا مامي I love you ......
قريت كرسيها من معتز ناظرة اليه : مالك يا ابو الزوز مكشر كدة ليه ...؟
معتز : مفيش يا ملك شغل ...
ملك بتساؤل متذكرة : كويس اللي افتكرت ايه اخبار صاحبك
معتز بعدم فهم : بتقصدي مين؟
ملك : رسلان العطار يا بني تصدق من اما شفتو بالمستشفى وهو صعب عليا اوي ...
فور استماعه لما قالته ترك ما بيده بجفلة متطلعا" حوله ليطمأن ان لا أحد استمع لما قالته :
اسكني يخربيتك ما تجبيش سيرة اللي حصل ها تخليني اندم اني طلبت منك زفت مساعدة اسكني ...
ملك محاولة تهدانه : اهدى كدة يا عم مفيش حد .
معتز بتحذير : ولا مع نفسك فاهمة اوعي يا ملك وديني لو عرفت انك جبتي السيرة دي
اودام حد هاد بحك فاهمة ...
ملك يخوف : ايه ايه ما تهدى انت ناسي اني اختك ايه الحب ده لصاحبك ده انت مستعد
ترمينا كلنا عشانه ...
معتز بموافقة وهو يهز براسه : مفيش مشكلة ارميكي عادي
ملك يغيظ ضاربة اياه : قال اخ قال تضرب الأخوة اللي كدة ...
معتز بعصبية وهو ينهض من كرسيه : وبعد يبيين معاكي متحطيش راسك من راسي فاهمة
.... ولا بتقلي بيضة فاهمة .....
ملك ملتفتة لأمها التي تحمل حلوى ام علي : يا عيني عائلي مدلعاني .. ثم نظرت المعتز
بشماته .
نظر نظرات لا مبالاة أخرج هاتفه من جيبه .. ضاغطا على اسم رسلان منتظرا" أن يجيب
عمار موقفا" السيارة امام القصر نظر باتجاه رسلان الذي كان يبدو عليه وكأنه غفى ربت
على ذراعه بهدوء : رسلان انت نمت ...؟ رسلان فوق ... بدأ رئين هاتفه يصدح بالسيارة
ده احنا وصلنا انا ازاى نمت كدة .....
ليستيقظ رسلان على الصوت معدلا" من جلسته فاركا عيناه ليقول بصوت مبحوح : ايه
عمار : الفون بتاعك بيرن رد عليه بالأول ...
رسلان مخرجا الهاتف من جيبه ناظرا" للشاشة :
ده معتز اكيد عاوز يتطمن ...
رسلان : ااه یا معتز ...
معتز ایوا یا رسلان عملتو ايه ..؟
رسلان بهدوء : مفيش كله تحت السيطرة بالوقت الحالي ها نبقى نتكلم بكرا .....
معتز بموافقة : خلاص ماشي .....
بعد انهاء المكالمة نظر العمار : مننساش يبعتولى العربية الصبح تكون موجودة هنا ...
عمار : متقلقش ها خليهم يبعتوها دلوقتي ....
ترجل لداخل القصر بخطوات متثاقلة ، كان الصمت يعم بالمكان .... استمع لصوت يقف
وراءه ...
نورهان بغيظ و حقد : فاكرني معرفش انك بتحب البت البيئة اللي عندك بالشركة .....
استدار براسه محاولا" استیعاب ما تتفوه به تلك المتطفلة اقترب منها بصوت اجش
ومحذر : انتي بتتكلمي معايا ؟؟
نورهان : اومال مين؟! بقى كدة يتسبب كل البنات دي حنة يت بيئة حتى ما تعرفش تتعامل مع الناس وشكلها ناوية كدة توقعك بشباكها تلهف الفلوس اللي معاك وترميك ...
شد على فكه مقتربا" منها ماسكا" ذراعها : اسمعيني يا بنت الناس انا عامل خاطر لعمي
ومش يمد أيدي على حريم ما تخلنيش اغير مبدأي واعمل معاكي الواجب ... حياتي ما
تخصكيش وما تند خليش بيها فاهمة ؟؟ وزمردة تبعدي عنها خالص وده اخر تحذير ليكي
..... ترك ذراعها بقوة متوجها " نحو غرفته ... دخل مغلق الباب بقوة ... منتزعا" جاكيته
جالسا " على طرف السرير .......
ايه القرف ده صبرني يا رب ..... امسك هاتفه بتردد ضاغطا على رقم زمردة ......
داخل بيت مدحت الدسوقي
كانت تجلس مع أبيها وأمها على طاولة السفرة حاولت جاهدة أن لا يعلم أبيها مدحت بأن ما حدث معهم كان من وراء تخطيط الرجل الذي اعتبره مثل ابنه واحترمه كثيرا" وأخذ عنه منظور جيد، وتعامله معهم كان من باب الجدعنة والمرجلة ... شعرت بالخجل المر لمجرد تفكيرها بردة فعل أبيها أن علم بذلك ....
مدحت ناظرا" باستغراب الزمردة وزينب :
مالكو عاملين كدة ليه ؟؟؟ انتو من ساعت ما قعدنا عالسفرة وانتو ما بتاكلوش .. ايه يا زينب
حصلت حاجة وانا معرفش ؟؟
زینب هازة رأسها برفض : لأ ما حصلش يا حبيبي ...
كان صوت رنين هاتفها المتكرر يصدح بالشقة ...
مدحت : الفون اللي برن بقاله ساعة بتاع مين ؟؟
زمردة بانتباه : ليا با بابا
مدحت : الله ما تردي يا بنتي .. في ايه ...
زمردة بخضوع : حاضر يا بابا ...
امسکت هاتفها تنظر للمتصل بنظرات غاضبة متضطرة للرد حتى لا يشك ابيها ابتعدت
قليلا" لتقول بصوت حاد تحاول خفضه والسيطرة عليه :
عاوز ايه كفاية اللي عملته عاوز ايه تانی ۰۰؟؟
رسلان بهدوء ونبرة غامضة : ليه بتعملي كدة ؟؟
زمردة بحدة : انا اللي يعمل ولا انت ياريت ما تتصلش هنا ثاني .....
رسلان : متفضليش كده يا زمردة لاحسن وديني ها تعامل معاكي بطريقة ثانية ...
زمردة باصرار واستهزاء : لا واللهي وكمان يتهدد اعمل اللي انت عاوزه میهمنیش و مبخافش
غير من ربنا .....
اغلقت الهاتف محاولة السيطرة على غضبها محدثة نفسها : واحد حقير فوق اللي عمله بهدد
مدحت بتساؤل : في ايه يا بنتي .....
زمردة محركة رأسها باطمئنان : مفيش يا بابا دول بالشغل
نظرت لها زينب لترمقها زمردة بنظرات مطمأنة وكأنها تقول لها : متخافيش ....
رمی هاتفه على السرير بتنهيدة تعب ينظر أمامه بتفكير مسندا" رأسه على السرير بصوت
أجش متعب : انا تعبان... تعبان اوي يااارب صبرني ......
دخلت لغرفتها جلست على طرف السرير بتنهيدة وحرقة مؤلمة بقلبها أخذت تتذكر تلك اللحظات بينهم .... لتحس بخيبة مؤلمة ........ دخل ابطالنا بدوامة الذكريات والتناقض والالم .... ما اصعب عدم فهم مشاعرنا وما أصعب أن لا تستطيع أن تحدد شعورنا ولماذا تفعل كذا وكذا ولماذا تشعر بهذا الشعور وهذا الشعور ...... خيبة مؤلمة متبادلة بينهما هو .... لما لا تستمعي لي لمرة واحدة فقط اجعليني اعبر عن ما بداخلي اجعليني أكون صادقا "
معكى ومع نفسككك .
هدمت. هي ... خيبة قوية اطاحت بها وكأنها كانت تبني بنيان متراصة واحلام داخل قلبها وفجأة كما قال أحدهم في الخيبات نبكي بصمت نبكي في دواخلنا ونخفي حزننا ولا نسمح للآخرين برؤية انكسارنا في الخيبات توجد ندوب وتشوهات خذلان في ذواتنا في الخيبات لا تستطيع أن تعبر عن ما بداخلنا نشعر يعجز التعبير، في الخيبات نعيش صراعات عديدة لعل أهمها صراعنا مع ذاكرتنا نريد أن ننسي لكننين لا ننسى .... تصبح السعادة والمثالية مجرد أوهام او اننا لا نستحق الفرح تجعل الخيبة وطنا " بداخلنا لنهلك قلوبنا
وتستنزف لتصبح الطعنات ظاهرة على ملامحنا .
ارتدت ملابسها وامسكت بحقيبتها خارجة من غرفتها .....
زينب : على فين يا حبيبتي..
زمردة : ع الشركة يا ماما
زينب بنصيحة : ما بلاش يا بنتي .... مش عاوزين مشاكل تاني.
زمردة ما تخافيش يا ماما .... ليا حساب وها صفيه معاه وبعدين مش ها رجع تاني لشركته .
زينب : طب خلى بالك يا بنتي من نفسك....
زمردة محتضنة امها : حاضر يا ماما يلا سلام .....
اغلقت زينب الباب وراء ابنتها داعية الله عز وجل أن يحفظها يعينه التي لا تنام ......
هبطت السلم لتجد من يعترض طريقها كعادته الغبيه .. فاردا " يداه لاعتراض طريقها قائلا.. برضك مش قادرة تسبيه طب عالاقل اعملي حساب لابوكي وحافظي ع كرامتك يا بنت مدحت ... لا وشكلك كدة مش ها تسيبي الشغلانة عنده ... كان ينطق بكلماته عن قصد
محاولا" استفزازها وتحريضها أكثر .....
حاجة متخصكش .. عملت خیر متشکرين .. كفاية بقى ....
زمردة مبعدة يده عن طريقها : ابعد عن سكتي دلوقتي لأني مش طايق نفسي وبعدين دي
سارت متابعة طريقها ....
مصطفی ناظرا لها متابع خطواتها .. مسح يده على فمه : امااااا نشوف ......
بالغردقة ....
امسكت حقيبتها ووقفت على الباب تنادي على مريم ...
فطيمة : مريم يا بنتي يلاااا كدة ها نتأخر ع الطيارة .
مريم : انا جيت اهو و يا امي يلاااا .....
خرجنا من الشاليه ...... كانت تلك الأعين التي ترافيهن موجودة .... أمسك هاتفه ليتصل على
من وكلته بهذا الأمر .....
الشاب : يا هانم دلوقتي مسافرات القاهرة .
هند بابتسامة خبيثة ومكيدة : ممتاا از عملت اللي فولتك عليه
الشاب : ايوا يا هانم حجزت بنفس الطيارة ...
أغلقت هاتفها متوجهة لغرفتها : دلوقتي ها ستقبلك احلى استقبال یا مریم هانم.......
نظرت باتجاه مكتب امير لتقول يحقد : مش ها فضل معتمد عليك. باين كدة مش
ها يخرج بايدك حاجة .....
داخل الشركة .......
ترجل داخل المكتب ... أشاح بنظراته نحو مكتبها
ليجده فارغا " ... اطلق تنهيدة بيأس متابعا" خطواته لمكتبه أخذ يجوب المكتب بحيرة يفكر
من ظنونه وفتح الباب ليجدها امامه تقوم بجمع ما على المكتب ....
بحل لكي يجعل زمردة تسامحه ... استمع لصوت حركة في الخارج .... تقدم بخطوات ليتأكد
اقترب بخطوات حذرة ليتحدث معها .......
زمردة رافعة كف يدها توقفه : لو سمحت ما تقريش مني...
رسلان برجاء و نظرات لامعه : زمردة اديني فرصة اشرحلك ...
زمردة باصرار : وانا مش عاوزة اسمع حاجة ولعلمك انا مش ممكن اسامحك ع اللي عملته
ولو انا سامحتك أهلي مش هايسا محوك ....
رسلان بصدق : متكبريش الموضوع انا يعترف اني غلطت وغلطت اوي كمان .. بس ده ما
يديكيش الحق انك ما تسمعيش وجهة نظري والاسباب اللي سابنتي اعمل كدة .... زمردة بتصفيق واستهزاء : اووووه بجد انا بحياتي كلها ما شوفتش بجاحة زي كدة انت بتقول ايه يا راجل انت اللي عملته مفيش ليه تبرير فاهم ... وابقى تأكد ان احساسی اتجاهك مش متجاوز الكره احساسي اتجاهك دلوقتي هو نفس الاحساس اللي حسيته اما هددتني وفضلت ورايا وطردتني من الشغل بتاعي ووووو مش ها تكلم أكثر من كدة عشان
انت ما ينفعش معاك الكلام .....
أثارت غضبه لا يحتمل أكثر من هذا اقترب ممسكا بذراعها بشدة ناظرا" لعيونها بتحدي :
مهو انا مش ها فضل اسمع وبس انتي كمان لازم تسمعيني برضاكي او لا ها تسمعي .... زمردة يصوت عالي : سيب ايدي انت فاكر نفسك مين انا اصلا جيت هنا عشان افضحك اودام موظفينك كلهم ....
رسلان بصوت أجش حرك رأسه وكأنه بتحداها ان تفعل هكذا وتحذير : جربي اعمللي اللي انتي قولتيه يا زمردة صدقيني ها تندمي ....
زمردة يتحدي بصوت عالي وواثق : ها عمل واكثر من كدة كمان .. انتزعت يدها بقوة
مستديرة للخارج ..... توقفت فجأة متسعة الأعين عيناها لا تصدق ما تراه رجفة تسربت
لجسدها وخوف ... نطقت بصعوبه وتلعثم مسيلة عيونها : بب بابا انت انت ازای جیت
لهنا اقصد انت هنا من أيمنة 11؟؟
لم تجد رد من مدحت الذي كان يرمق رسلان نظرات نارية غاضبة اقترب بخطواته البطيئة نحو رسلان ...
رسلان محاول التبرير : اسمعنى يا ع...
بترت جملته تلك الصفعة القوية من مدحت ... تصلبیت عضلات وجهه و انکمشت ملامحه شعر بالإهانة والغضب حاول السيطرة على غضبه والحفاظ على اتزانه اردف القول بتبرير : عمي انت فاهم الموضوع غلط ..
مدحت ناظرا له نظرات خيبة : كدة ؟؟ كدة تستقوى ع بنت مكانش العشم بيك ده احنا اكلنا عيش وملح مع بعضينا ، وكنت ابتديت اعتبرك زي ابني ...
تابع لتتحول ملامحه لحدة اكثر : ايبيدك دي لو لمست بنتي تاني ها رميك بالسجن احنا ناس غلابة أه بس كله الا حقنا واللي يدوس لينا ع طرف نكسره ونجيب حقنا لو ع قطع رقبتنا .. وينتي مش ها تشتغل يوم واحد عندك وادي فلوسك ها توصلك باول كل شهر ......
نظر الزمردة التي كانت دموعها تنساب من عيناها واضعة كف يدها على فمها ... اقترب منها بهدوء : امشي يا بنتي ملناش بالعالم دول وشغل من هنا ورايح مفيش ....
رسلان : يا عمي بس اسمعني انت فاهم غلط ...
مدحت بهدوء يتماشى مع سنه : مفيش كلام يتقال بعد اللي شوفته.. امشي يا بنتي .....
خرجا كلاهما من المكتب بأكمله .....
مرر اصابعه بخصلات شعره يشد عليه بغضب فاركا" وجهه مغطي نصف وجهه بكف يده ينظر حوله يريد أن يتصرف بتفكير : لا انا ها تصرف هو ده الوقت المناسب ... هرول راكضا" للخارج متجها نحو المصعد ليجده مشغول اثر النزول على الدرج هرول بسرعة محاولا" اللحاق بهم .........
بالريسبشن
زمردة محاولة تدارك الموقف وطمأنة ابيها : متزعلش نفسك يا بابا انا كنت هاسيب الشغل
مدحت : انا مش ها سامح نفسي انا سبتك تشتغلي كدة
زمردة : يا بابا هاعمل ايه من غير شغل وبعدين مش كل الناس زي بعض ....
وصل للريسبشن لمح طيفهما لينادي بصوته متوجها" نحوهم..... بنفس التوقيت كان معتز متوجها " للأعلى لكي يلتقي برسلان لمح رسلان وهو يمشي بسرعه متجها " للخارج وبنادي على أحد ما .... فضل اللحاق به ومعرفة سبب ذلك ......
بالخارج
رسلان برجاء : استنى يا عم مدحت صدقني انت فاهم الموضوع غلط .. سيبني اشرحلك .... مدحت بهدوء : ها تشرح ايه يا بني انا شوفت وسمعت كل حاجة . رسلان برفض : لا يا عمي صدقني الموضوع مش كدة مش زي ما فهمت .. انا بعز زمردة اوي ومش ممكن الأذيها صدقني ... انا بس تعصبت لأني مكنتش عاوزها تسيب الشغل ... مدحت : یا بنی ده اختیارها وحريتها انت ملكش حق تتدخل باختياراتها .... رسلان بقرار : عشان كدة يا عمى انا عاوز اتكلم معاك بموضوع ...
كانت تنابع بصمت لا تعلم لما هناك شعور بداخلها يحكم عليه بالصدق ........
مدحت : اتكلم يا بني ....
رسلان : مش هنا يا عمى انا عاوز اتكلم معاك بخصوص ...
لم يكمل جملته حتى وجد صوتا مألوف لديه يهتف من وراءه مليء بالحقد والغل :
مصطفى : انت اكيد هنا يا عم مدحت عشان توقف الراجل ده عند حده
مدحت باستغراب : مصطفى انت يتعمل هنا ايه ...
مصطفى بصوت واثق و خشن : انا يخرج من كل حتة ... الا ما جاويتنيش يا عم مدحت
انت هنا توقف الراجل ده عند حده بعد اللي عمله
مدحت بعدم فهم ناظرا" الزمردة ....
مدحت : تتقصد ايه يا واد ؟
كور قبضة يده ضاغطا عليها بقوة حتى اصبحت محمرة وشد على استانه ضاغطا" لتبرز عروق وجهه وتبدأ ملامحه بالتحول للغضب العارم استدار " موجها " قبضة يده بقوة نحو وجه مصطفى جاعلا اياه ساقطا" على الأرض .... صدرت شهقة من زمردة وكأنها كانت تعلم بأنها سوف تشاهد الآن حرب طاحنة تنتهي بمنتصر واحد . اتنی رسلان جسمه ممسكا" بتلابيب قميص مصطفى مشددا على كلماااته بتحذير : انا كم
مرة حذرتك متتدخلش منتتدخلش ومش عايز اشوفك مهوب من هنااا ...... مصطفى بعيون حاقدة وابتسامة مستفزة باصفا" الدماء : وانا مش يسمع ولا يخاف من اشكال زيك ..
رسلان موجها " لكمة أخرى : يبقى حد ...
مصطفى متابع استفزازه له : هو ده آخرك ليكمل رسلان ضرباته له ....
مدحت : يا بنى سیبه ها يروح بين ايديك سيبه .
كانت تبكي بشدة بسبب تكرار الموقف مرة أخرى حاولت الاقتراب من رسلان لكنه دفعها دون وعي : سيبيني انا هاربيه
هرول معتز راكضا" للخارج محاولا تهدأة رسلان اتنى جسمه مبعد رسلان قليلا" عنه : ما الك يا رسلان انت اتجننت الراجل ها يموت بايدك الشركة كلها بتتفرج عليك
رسلان بغضب و صراخ : سینی علیه با معتز ده عاوز تربايا .
اقترب مدحت من رسلان بعتاب : ما يصحش يا بني اللي عملته ده ....
زمردة بغيظ مجففة دموعها لتقول بحنق : ما تستغربش يا بابا هو دايما كده ایده سابقاه ..... نظر لها نظرة ممزوجة بالغموض والعتاب وكانه يقول لها لما تفعلين هذا ؟؟
شعرت بحزن وغموض بنظرته لننهى شعورها يتحدى وكبرياء .... استدارت متقدمة بخطوات لكي تساعد مصطفى نظرت مكانه بعيون متعجبه ..... كادت ان تستدير تجمدت قدماها بسبب استماعها لتلك الصرخة المتألمة الممزوجة بألم حارق متوجعة ... وضعت يدها على قلبها تنحسس نبضات قلبها التي بدأت بالتسارع تدعو الله بأن ما سمعته سراب ليس بحقيقة
