رواية قيصر العشق الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم عروبة المخطوب


رواية قيصر العشق الفصل الخامس والعشرون  بقلم عروبة المخطوب

رجت الصدمة كيانها فأطبقت على عيناها كي تسترد أنفاسها التي بذلتها بإخراج تلك الثورة الكامنة في داخلها، حرکت رأسها باستنكار محاولة استيعاب ما سمعته و تصديقه ، تشدقت بصعوبة بين كلماتها : انت انت قولت ايه ؟؟

رسلان بابتسامة ناظر! " لعيونها : انا من اول يوم شوفتك بيه كانت في حاجة جوايا بتشدني اني أفضل متمسك بيكي ومكنتش أعرف ليه انا بعمل كدة بس بعد كدة عرفت انتي ايه بالنسبالي انا نفسي وروحي متعلقة بيكي ... انا مش هانكر اني غلطت بس ده كان مش بايدي لأني انا بنفسي مكنتش اعرف عاوز ايه...

تيقنت بأن ما سمعته صحيح لتتضارب أفكارها ومشاعرها ما بين قبول الواقع ورقصه عصفت بها بهذه اللحظة مشاعر وأحاسيس متضاربة في هكذا مواقف لا تستطيع أن تتوقع ماذا سوف تكون ردة فعلنا؟ في بعض الأحيان تكون ردة فعل عادية وموافقة مباشرة ... وفي الأخرى السماح بالتفكير وأخذ الوقت وفي الأخيرة الرفض لا محال .. ولكن يبدو أن زمردة لها موقف آخر ، لاحت على شفتيها ابتسامة استهزاء ونطقت باستنكار غير مصدقة ما استمعت له : وانا مطلوب مني دلوقتي أصدق وأوافق ؟؟ صح ؟

تابعت لنرى ردة فعله وجدته مستمرا بالتحديق بها ينظر بهيام وابتسامة ، لتشعر بالاستفزاز فتابعت فولها : هه مش للدرجادي فاكرني هبلة وغبية أوي؟ انا ابوا مكنتش عارفة ايه اللي بيحصلي وليه كنت بعمل معاك كدة بس ده مش معناه إني ها وافق ع الكلام ده او ها سمح ليك تتجاوز حدودك معايا او بحبك لا سمح الله .......

تابعت بإصرار: وردة فعلك دي ابقى اعملها مع واحدة ثانية .. عن اذنك يا باشا ....

استدارت بكبرياء رافعة رأسها تخطو بخطواتها لخارج المشفى .... تابع خطواتها بأعين بارقة سعيدة تتهلل السعادة منها ... ليهتز قلبه طريا واعترت نفسه نشوة بالغة وسعادة ، وكان روحة حلقت في أجواء السعادة والحبور وأصبحت الدنيا لا تسعه من فرط السرور والسعادة ضغط على شفتيه بسعادة متطلعا" حوله بابتسامة محاول تصديق أنه الآن بالواقع وأن كل هذا ليس بحلم نطق بسعادة وتنهيدة فرح : بعد اللي قولتيه يا زمردة مستحيل اتخلى عنك .. عنادك ده ها تكون نهايته معايا ...

توجه لغرفة معتز واضعا " يداه بجيبه بنظر امامه كانت السعادة تبدو على وجهه توجه نحو الأريكة جالسا " على الأريكة بصمت وابتسامة تعلو شفتيه اسند رأسه على الأريكة

من أول دخوله للغرفة تابعه معتز بأعين مترقبة .

لفت انتباهه تلك الحالة الغربية التي يبدو عليها ...

معتز بتعجب : ماله ده ؟! رفع صوته مناديا" : رسلان ؟

لم يجد استجابة منه ليدرك بأنه بعالم آخر .. حاول النهوض من السرير أحس بوجع بالبداية لكنه تحامل على نفسه لكي يصل الرسلان و جلس أمامه ....

معتز : في ايه يا عم الباشا سرحان بإيه ؟

رسلان معدلا" رأسه بصدمة : معتز !!! انت ايه اللي جابك هنا ؟؟ ازاي قمت من عالسرير معتز : فكك مني دلوقتي ايه الحالة اللي انت بيها دي؟؟

رسلان بابتسامه : يتحبني يا معتز بتحبني انا دلوقتي اتأكدت أن زمردة بتحبني ....

معتز بعدم فهم وابتسامة : وانت عرفت ازاي ؟؟

رسلان بثقة : تأكدت وخلاص دلوقتي انا

ها تمسك بيها اكثر وها عمل المستحيل عشان تبقى معايا ....

تحولت نظراته وملامحه الجدية : زمردة ليا لوحدي .. ومش ها تخلى عنها .....

خرجت من المشفى بخطوات متسارعة مستنشقة الهواء أخذت شهيفا" وزفرته ، ثم نظرت خلفها لتتأكد بأنه لا يلحق بها ، لاحت على شفتيها ابتسامة فرح كان هناك شعاع ضوء صغير بصيص للأمل ، ونبضة سعادة لا تصدق بأنه قبل دقائق قد عرض عليها الزواج هزت رأسها مستنكرة ما حدث تحاول إقناع نفسها بأنه قد افتعل هذا الكلام الإيقاعها بمصيدته .

حدثت نفسها بإقناع هو أكيد قال كدة عشان اللى قولته هو أكيد بيكزب ... أثبت نفسها على تسارعها وعجلتها بالبوح عن كل ما بداخلها والأصعب من هذا هو أنها بنفسها لم تكن تدرك ما قالته وكأن شخصا " آخر قد تحدث بالنيابة عنها وباح بكل شيء ....... لكن في وسط تلك الثورة الكامنة والعارمة تلك النبضة السريعة والدقة الراجفة لم تتخلى عنها ، وأشعرتها بنشوة ... باختصار هناك باطن بداخلها يتمنى بأن ما حدث قبل قليل نابع من القلب بصدق وحقيقة سوف يكون لها أثرا جميلا ومميزا" بحياتها .......

أوقف سيارته أمام الباب الخلفي واضعا قناعا" على وجهه ليترجل منها راكضا" باتجاه المطعم أخرج مسدسه مقتربا للداخل بخطوات حذرة توجه فورا" نحو الطاولة يبحث عن الخاتم ، بدأت نظراته تجوب الأرضية وكل مكان لم يجد أثرا" له ليطلق تنهيده تتم عن غيظه وغضبه استدار بشكل معاكس للبوابة الرئيسية للمطعم ......

أمير بتأنيب : انا ازاي مخدتش بالي .....

انا غبي ها دمر كل حاجة رسلان لو عرف ان ده خاتم ابويا ..... لا لا مش ها سمح بده انا لازم اتصرف ...

بالخارج

شعر رأفت بالملل لعدم مجيء أحد للمكان .. قرر أن يقوم بجولة أخيرة ومن ثم الذهاب، تقدم باتجاه المطعم مقتريا" من الباب ليقوم بفتحه .. اتسعت عيناه لرؤيته رجل مقنع مستديرا" اقترب بخطوات حذرة ينتوي الانقضاض عليه ...

ادرك أمير وجود أحد يقترب منه شد قبضته على السلاح مهيا نفسه للدفاع .. فور قرب رأفت استدار أمير بحركة سريعة ضاربا السلاح على رأس رأفت ليجعله يترنح من قوة الضرية ومن ثم السقوط فاقدا الوعي .....

داخل قصر العطار

تجوب بالصالة ممسكة الهاتف بيدها تحاول منذ ليلة أمس الوصول الفطيمة ومريم لكن دون جدوى اعتقدت ان هذا ربما يكون بسبب نفاذ شحن هواتفهن او انهن مشغولات ، لكن بدأ القلق والشك يتسلل لقلبها لعدم استجابة احداهن ، خرجت للحديقة متوجهة نحو عبد الحميد الذي كان يجلس يعمل على جهاز الكمبيوتر الخاص به ......

فاتن يتفكير وقلق ناظرة لعبد الحميد بتساؤل : انت كلمت ماما او مريم من ساعة ما راحو الغردقة يا عبد الحميد ؟

عبد الحميد : لا انا مكلمتهمش غير اول يوم راحو بيه بعد كدة لا خير في حاجة حصلت ؟؟

فاتن : انا بقالي من مبارح بحاول اوصل لموبايل ماما او مريم بلاقيه مقفول ومش بقدر اوصل ليهن ...

عبد الحميد واضعا" الكمبيوتر على الطاولة بقلق : انتي بتقولي ايه يا فاتن ازاي يعني .. انا ها حاول اكلمهن ...

امسك عبد الحميد وطلب رقم فطيمة لكنه وجده مقفل ، ثم طلب رقم مريم ليجده أيضا مقفول ... بدأ القلق والشك يتسلل لقلبه هو أيضا ، قال بتفكير : انا هاكلم رسلان هو اكيد

بيعرف .....

فاتن : ربنا يستر انا قلبي مش متطمن ان شاء الله ميكونش حصل ليهم حاجة وحشة .....

عودة للمستشفى

أعظم حب بالعالم هو حب الأم لأبنائها تمنحهم كل ما تملك لكي يكونوا سعداء وبخير فهذه حقيقة جوهرية لا نقاش فيها ، أسند ظهره على الحائط واقفا عاقد ذراعیه امام صدره ينظر لاهتمام فريدة بمعنز لاحت على ذاكرته أمه أحس بغصة يقلبه كم يفقد حنانها واهتمامها وحضنها .. كم يتمنى لو أن علاقتهم مثل علاقة أي أم وابنها .....

معتز وهو يمضغ اللقمة يغمه : يا ماما خلاص مش

قادر اكل اكثر من كدة ...

فريدة بالحاج وهي تمد نحوه الملعقة : بس دي عشان خاطري ....

معتز باستسلام متناولا" الملعقة : يا ماما مفيش داعي تأكليتي انتي يتعامليتي وكاني واد عيل .

فريدة بحنان : انت ها تفضل بعيني معتز الصغير مهما كبرت ...

ابتسم معتز بيأس و اشاح نظره نحو رسلان ليجده مركزا انظاره تحوهم أحس بأنه تذكر امه ...

معتز محاولا" إخراج رسلان من تفكيره بتساؤل : رسلان هو فين الدكتور ؟؟

رسلان بانتباه رافعا إحدى حاجبيه بتساؤل : ليه في حاجة واجعاك ؟؟

معتز برفض : لا مفيش بس هو فين انا اكيد مش ها فضل هنا بالمشفى وانت كمان با رسلان منعطلش الشغل عشان تفضل جنبي .. انا ان شالله من بكرا ها رجع الشركة

رسلان بحدة : معتز بلاش الهبل بتاعك خروج من المشفى دلوقتي مفيش غير اما تتحسن وتبقى صحتك كويسة ... والشغل مش ها ترجع برضو غير اما الجرح بتاعك يطيب غير كدة مفيش...

معتز محاول الاعتراض : يسسس .

رسلان بحدة : خلص الكلام يا معتز .....

فريدة بسعادة : ربنا يخليك يا ابني انت الوحيد اللي تقدر عليه ده عاوز يموتني بحسرتي ..... قاطع حديثهم صوت رنين هاتف رسلان ... أخرج الهاتف من جيبه ناظرا" للشاشة ... رسلان باستغراب : ده عمي عبد الحميد ؟؟ جايز يكون عرف باللي حصلك

معتز : طب ما ترد

فتح خط الهاتف ليصله صوت عبد الحميد

عبد الحميد : رسلان يا ابني انا عايز اسألك عن جدتك ومريم بقالنا بترن عليهم من مبارحومش بردو ع موبايلاتهم قلت اسألك يمكن يتعرف عنهم حاجة .... رسلان بتذكر واستغراب بنفس الوقت رفع حاجبه بدهشه : ازای یا عمى الطيارة بتاعتهم كانت مبارح ، وانا نسيت الموضوع ده عشان حصلت حادثة بسيطة لمعتز ونايم معاه بالمشفى ....

عبد الحميد بقلق : معتز ؟؟ خير يا بني هو كويس دلوقتي ؟؟ انا ما بقى امر واتطمن عليه رسلان : کویس یا عمى كويس دلوقتي انا ها حاول اوصل ليهم وهابقى ارجع اطمنك القفل دلوقتي ...

اقفل هاتفه أحس بانقباضة فلق بصدره وضيق لمجرد فكرة ان يكون قد اصابهن شيء ......

معتز بتساؤل : في ايه يا رسلان ؟؟

رسلان : أمي وجدتي طيارتهم كانت مبارح وكان لازم دلوقتي يكونو بالقصر عمي بيقول انهم مش موجودين ومرجعوش ويحاولو يوصلو ليهن بس مفيش فايدة ......

معتز ازی أي عنی هایكونوا راحو فين ؟!

رسلان بتفكير : انا ها تصل بالمرافق بتاعهم

ضغط بسرعة محاولا" الاتصال بمهدي لكن دون جدوى ... ازداد قلقه و شکه ....

نظر للشاشة مره أخرى باستنكار و تعجب : وكمان مهدي مغلق ....

نظر امامه بخوف ليتقدم بخطوات سريعة نحو الباب ...

معتز منادیا : استنی أو رسلان رايح فين ...

لم يجيب رسلان له متوجها " بخطوات راكضة نحو وجهته ......

داخل عمارة سكنية تحتوي على عدة طوابق وشقق غير مسكونة سوى واحدة ، أمسك مهدي بمريم وأخذها نحو الخارج ليضعها بغرفة صغيرة بعيدة عن الغرفة التي تتواجد بها

قطيمة كانت تحاول الفكاك والمقاومة ، قام بنزع القطعة الشريطية عن عيناها

وقمها ....... وجدت امامها هند تجلس ممسكة بفنجان قهوة وأمامها طاولة عليها بضعة.

اوراق ...... نظرت لها مريم بغضب تريد أن تفتك بها :

انتي عاوزة مننا ايه صدقيني هاتتحاسبي ع كل حاجة بتعمليها .. حرام عليكي ماما فطيمة مش ها تستحمل اللي بتعمليه ده فكيها .

كانت ترمقها بنظرات برود و استمتاع لترتشف آخر رشفة من الفنجان موجهة إياه المهدي ليأخذه أردفت باستفراز بااااه يا مريم انا اللحظة دي كنت مستنيها من زمان ....

مريم بشك وقلق من مقصدها ...

تابعت هند بتساؤل واضعة قدمة فوق الأخرى :

إلا قوليلي يا مريم هو ابنك رسلان يحيكك اد ايه .....

ضحكت باستفزاز وكأنها تذكرت شيئا ما لتقول : سوري بجد نسيت ان علاقتك انتى وباه

وحشة اوي ...

مدت شفتيها باستهزاء : يجد بجد انا زعلت اوي عليكوووو .....

مريم باستغراب من علمها بهذا الأمر .

مريم بحدة : انتي بتقولي ايه يا هند عاوزة توصلي لإيه ؟؟؟؟

هند : يا حبيبتي انتي ليه مصرة تفهميني غلط .. هههه انا مش عاوزة اوصل لحاجة .. كل الحكاية إلى زعلان اوي عليكي ... خلاص انا مش ها طول اكثر من كدة اصل مقولكيش انا ورايا شغل كتير اوى ومش فاضي للرغي عشان كدة لو انتي عاوزة اسيب حماااتي واسيبك تنفذي اللي انا عاوزة ....

مريم بنظرات استحقار : انقذ اللي انتي عاوزينه انتي ؟؟

مدت هند الاوراق باتجاهها وقالت بأمر : انتي ها توقعي عالاوراق دي ......

اسبلت مريم عيونها بتعجب : ايه دووول ؟؟

هند بابتسامة اثنت جسدها نحو مريم لتقول : دووول يا حبيبتي اوراق تنازل عن حصتك

بالشركة والمصنع الكبير بتاع العطار ....

ضحكت مريم بقوة حتى أدمعت عيناها مما أشعل فتيل الغيظ بعيون هند

هند بعصبية : انتي بتضحكي ع ايه ؟؟؟

توقفت عن الضحك ناظرة لها لتقول بحدة انتى اكيد مجنونة ومفيش فيكي عقل .. او بتحلمي انا ولا ممكن اعمل حاجة زي دي .. ولو فاكرة ابني رسلان هايسيبنا بتكوني غلطانة

هند بابتسامة خبيثة : انا كنت عارفة ها تقولي كدة يبقى تتكلم بالثقيل يقى .....

تطلعت نحو مريم بنظرات حاقدة لتقول بنبرة ممزوجة بالتهديد والتحذير :

يبقى ابنك رسلان ها يعرف السر اللي كنتي مخبياه عن الناس كلهااااا يا مريم ...

اتسعت عيناها من الصدمة وتشدقت بصعوبة : انتي انتي بتقصدي ايه !!!

هند متابعة بابتسامة خبيثة : يا عيني عليه ده محمل نفسه ذنب موت ابنككك .... لااا ومش بس كده ده انتي كلتي وشه يا شيخة وحملتيه ذنب اعظم ... وسيتيه يتأكل من جوااااه ..... ويسافر بعيد عنك يعني لو ها فضل أعد بالحاجات اللي عملتيها ليه هاكون مقصر اوي بحقك بجد .....

تابعت تجوب بالغرفة تحت انظار مريم الجاحظة وانفاسها المتصاعدة ....

وهو المسكين فاكر ان امه وحدة طيبة وحزنانة بجدع ابن مراته الثانية لجوزها عشان كدة وقفت ضده وحملته ذنب ههههههه ميعرفش انها عيشته بجحيم عشان ابنها واخوه اللي سابته واتخلت عنه .

ثم تابعت باستهزاء

بس بجد هو اهبل اوي ازاي يفكر ان ممكن وحدة تزعل ع حد مش ابنها ... وتضحي عشانه بابنها بالطريقة دي .....

اطلقت تنهيدة لتقول :

انا بهنيكي يا مريم انتي حبكتبها بطريقة جامدة اوي وسبتي ابنك يعيش حياته كلها ندمان وعايش حياته جحيم .....

نظرت لمريم التي اصبحت حالتها مزرية للغاية بابتسامة خبيثة : هههه اكيد اتصدمتي اني اعرف كل ده .. هه عشان كدة انتي ها توقعي الاوراق دي وحالا" .

تسارعت دقات قلبها في تلاحق عنيف وانعقد لسانها وخرس عن الكلام، وفزع كبير هد اوصالها وأعماق أنفاسها لا تستوعب بأن ما أخفته لستين وحاولت نسيانه وكتمه والبدء ببداية جديدة وإصلاح كل شيء لتظهر لها هذه اللعنة القاتلة ..... أصابها دوار شديد واشتدت دقات قلبها بشدة اكثر فارتسمت ملامح الألم بوضوح على وجهها الشاحب وبشيء تقبل يشدها للاستسلام الأرض اللاوعي لتسقط بالكرسي على الأرض فاقدة للوعي .....

كانت تتابع تألمها ببرود نظرت نحو مهدی امره : شیلها واطلب دكتور حالا" .

كانت تمشي بالحارة متجهة نحو البيت لاحظت جمهرة من الناس امام العمارة ، شعرت بالقلق والخوف خشية أن يكون قد أصاب اهلها مكروه هرولت راكضة وصعدت بسرعة للسلالم .. وجدت بيت العم شلبي مفتوح وام مصطفى تصرخ وتبكي ... تيقنت بأنهم علمو بما افتعل اينهم ... ترددت بالدخول ومواساة ام مصطفى لكنها لا تستطيع !! خوفا من أن تقوم أم مصطفى بإحداث مشكلة لها واتهامها بأنها السبب ، دخلت لشقتهم لتجد امها تستقبلها ....

زمردة بتساؤل: في ايه يا ماما هي طنط ام مصطفى عرفت باللي عمله ابنها ...

زينب بحزن : ايوا يا بنتي عرفت يكفيكي شرها دي من ساعة ما عرفت وهي مخلاتش دعوة ما دعتهاش علينا ....

زمردة : واحنا مالنا هو احنا اللي قلنا لابنها يعمل كدة .. عالم ما بتخافش ربنا حسبي الله بس

زينب : ربنا يجيب العواقب سليمة ويسترنا منهم .. الفترة دي يا بنتي ملوش لازمة تنزلي من البيت لحد اما الاوضاع هنا تهدى ...

زمردة بإصرار : مش ها يحصل يا ماما هو انا ها خاف وبعدين هادور ع شغل مش ها فضل قاعدة بالبيت .....

زينب : افهم من كدة انك سيتي الشغل عند الباشا بجد .....

زمردة بارتباك متجهة نحو غرفتها : ايوا يا ماما انا عاوزة ارتاح .....

داخل مطار القاهرة الدولي

رسلان بصباح : يعني ايبيه ؟؟؟

مدير الاستعلامات : معرفش یا رسلان باشا بس زي ما انت شايف اسماء من هذا الكشوفات وكاميرات المراقبة بتاعت المطار بتوضح انهم وصلو القاهرة بصحة جيدة وهما بخير .....

رسلان يقلق غرز اصابعه بخصلات شعره و دار حول نفسه بحيرة : هايكونوا راحو لفين يعني ... اوقف يده بعدما لاح على ذهنه تهديد الرجل عندما ذكر عائلته...

هز رأسه برفض نافضا" تلك الأفكار من رأسه ..... اطلق تنهيدة محاولا" التفكير بحل امسك الهاتف يحاول الاتصال برأفت لكن لم يجد رد ......

اطلق تنهيدة تعب : ده الثاني مش بيرد ليه ......

میکونش عملوله حاجة ... خرج بخطوات سريعة من المطار متوجها " للخارج ركب بسيارته منطلقا " بها بسرعة .....

كانت تقف بفضول تنظر للطبيب ....

الدكتور : دقات القلب عندها مش منتظمة لازم تعمل تخطيط ومينفعش تتعرض لضغوطات ثاني لان باين على جسمها التعب والإرهاق عشان كدة لازم تستريح .

هند بتمثيل : متشكره يا دكتور انا قلقت عليها اوى...

الدكتور : منفلقوش ان شالله ها تبقى كويسة بس ضروری تعمل فحوصات

هند بابتسامه صفراء : ان شاء الله يا دكتور

تم نظرت المهدي : وصل الدكتور يا مهدي لتحت ...

مهدي : تحت امرك يا هانم ....

جلست على الكرسي تنتظر مريم حتى تستيقظ ... التلوح ابتسامة خبيثة : هه باين كدة موتك ع ايدي ...

تململت مريم بالفراش تفتح بعينيها بصعوبة محاولة تذكر ما حدث ... نظرت لسقف الغرفة لتتسع عيناها فور تذكرها ما قالته هند عدلت جلستها لتجدها جالسة امامها .

نظرت مريم لهند بإعياء : انتي عاوزة ايه مش كفاية ابني مات انتي عاوزة دلوقتي مننا ايه

تابعت بحدة وتحذير : اللي حصل بالماضي مش ها يتفتح ثاني يا هند

هند بضحكة : هههه وانا مش عاوزه افتحه عشان كدة وقعي الورق دووول وبكدة اربحك وها خلي سبيلك انتي وحماااتي ... اه صحیح جايز هي كمان دلوقتي تكون ميتة ولا معرفش

اصلها صعبت علي اوي باين عليها تعبانة ....

حدقت مريم بها بغضب : ربنا ينتقم منك انتي اراي عاوزاني او قعلك عالأوراق دول انتي اكيد مجنونة

هند بملل : لو مش عاوزة خلاص القرار بإيدك .. اختاري .....

يا الفلوس يااااااا

فور فتحه لباب المطعم اتسعت عيناه من منظر رأفت الملقي على الأرض هرول رسلان راكضا" ، ربت على وجه رأفت مناديا باسمه لكنه لم يجد استجابة امسك بزجاجة الماء.

وقام بإلقاء قطرات من الماء على وجهه لعله يستيقظ .

رسلان بصوت هادي :

رأفت فوق انت كويس

حرك رأفت عيناه .... ثم حاول فتح عيناه وادراك ما هو عليه :

رسلان باشا

حاول الوقوف فقام رسلان بإمساك يده ومساعدته للجلوس على الكرسي .....

رسلان بتساؤل : حصل ايه ؟

رأفت يحاول التذكر : انا آسف يا باشا هو ككان قريب مني اوي ع وشك كنت امسكه بس

كان معاه حاجة تقيلة ضربها ع دماغي وبعديها محسيتش بحاجة .

صل على أسنانه بغضب: مش فاكر و شه او شكله كان عامل ازاى ؟

رأفت : لا كان مغطي وشه كله يا باشا

وقف بشد على قبضته بقوة ناظرا" امامه بغضب :

فاكر ها يفضل يهرب كدة اخرته يوقع بإيديا ومش ها رحمه

التقت الرأفت ليقول : المهم يا رأفت انا عايزك بمهمة امي وجدتي ملهومش اثر من مبارحواللي بالقصر مش قادرين يوصلوا ليهم انا عايزكو تقلبو الدنيا وتدورو بكل حتة متسيبوش لا مشفى ولا أوتيل ولا حتة متدوروش بيها

رافت : علم يا باشا ......

بعد مدة قصيرة.

" داخل قصر العطار ""

يجلس الجميع .. عبد الحميد وعمار وعفاف وفاتن و نورهان بترقب وقلق منتظرين اي خبر عن مريم وفطيمة ..... تقدم عمار من رسلان الذي كان مبتعدا عن الجميع .....

عمار : احنا لازم تبلغ البوليیس یا رسلان مينفعش تفضل تستنى كدة ..

رسلان بجمود وهو ينظر امامه : مش ها يحصل .

اتسعت اعین عمار باستنكار : انت بتقول ايه يا رسلان افرض جرالهم ......

لم يكمل جملته حتى دخل عليهم حارس البوابة الخارجية يبلغهم بوصول مريم وفطيمة .

خرج جميعهم للتأكد .......

التفتت مريم الفطيمة برجاء ارجوکی یا ماما متقوليش اي حاجة عن اللي حصل انا هابقى

افهمك كل حاجة ....

فطيمة بتحذير : لو مقولتيش ازاي الولية القادرة دي سابتنا وكانت عاوزة مننا ايه هقول عن اللي حصل الرسلان ...

هزت مريم رأسها على مضض وموافقة : حاضر هقولك بس مش دلوقتي

هبطوا جميعهم من على درج القصر اقتربت عفاف محتضنة مريم ...

عفاف بنبرة قلق : انتي كنتي فين يا مريم كدة تقلقونا عليكم انتي كويسة ...

اماءت رأسها بموافقة : كويسة يا عفاف .....

اطمان الجميع وسلمو على مريم وقطيعة سوى رسلان الذي ما زال أعلى الدرج واضعا" بداه يجيبه . حرك رأسه لليسار باستغراب رافعا حاجبه الأعلى مع نظرات الممزوجة بالشك.

نطق بصوت أجش وحاد متابعا" نظراته :

كنتو فين ؟؟؟

اقتريت كل مريم وفطيمة بارتباك .. حاولت فطيمة مراوغته وكأن شيئا لم يحدث ....

قطيمة : يا ابنى ايه الاستقبال ده هاتكون فين يعني ؟ اكيد بالغردقة .

زفر تنهيدة واقترب من جدته ليقول بحدة واستفسار : وبعد كدة رحتو فين ؟

فطيمة بارتباك : ااااه ..... في ايه يا رسلان ها تحقق معانا ولا ايه ؟

رسلان بعصبية : ايوا ها حقق معاكوا طالما ليكو عيلة تسأل عنكو وتقلق وتخاف يبقى ها حقق ...

تدخلت مريم بسرعة محاولة تدارك الأمر :

كنا نايمين عند وحدة صاحبتي ومقدرناش نتصل ع حد عشان متزعلوش .

رفع رسلان حاجبيه ونظر لها باستهزاء :

اللي هو ازاي يعني ؟؟؟ ها نزعل ليه بقى ؟؟؟ انتوا اكيد بتهزرو صح ؟؟؟ ايه الحوار خفيف

الظل ده !!!

اقترب عبد الحميد واضعا " كف يداه على كتف رسلان ،

عبد الحميد : خلاص يا ابني سيبهم المهم هما كويسين دلوقتي ....

قطيمة بتحرك من امامه تحاول تخفى عيناه فهى لأول مرة تضطر للكذب :

انا ها روح ارتاح بغرفتي عشان تعبانة اوي .....

ترجل الجميع للداخل سوى رسلان الذي لم يقتنع بما قالته امه وحدته وراوده الشك بنسبة اكبر متيقنا بأن هناك أمرا" ما مخفى ......

عمار مقتربا من رسلان : تصدق يا رسلان انا مش مرتاح للحكاية دي حاسس في حاجة غلط بالموضوع .

رسلان محدقا امامه بتركيز مفيش حاجة بتستخبى .....

نزلت عفاف من درج القصر بخطوات بطيئة تتناسب مع عمرها ......

اقتربت عفاف من رسلان بحنان ثم قالت بتوصية :

خلي بالك يا ابني من أمك متزعلهاش ...

اماء رسلان رأسه بابتسامه بسيطة :

- ان شاء الله ...

عفاف ناظرة العمار :

بلا يا ابني اتأخرنا ع ريم هي لوحدها بالفيلا ....

اقترب رسلان من عمار بصوت خافت مقتربا " من أذنه بتساؤل :

هي ريم ما راحتش النهاردة ل معتز المشفى .

عمار بنفي : لا مراحتش الظاهر انها عايزة تعمل نفسها ثقيلة عليه ....

رسلان بغيظ :

ع فكرة اختك دي راسها يابس ويتتعلمش مش لاقية تنقل غير دلوقتي وهو بالمشفى ايه

القرف ده !!!

نفخ رسلان بضيق وأضاف :-

النهاردة ما شفتوش غير الصبح دلوقتي ها يكون زعل مننا عشان ما حدش چه عنده ...

عمار واضعا" يده على كتف رسلان :

يا ابني روح ارتاح معتز عارف باللي حصل مش ها يزعل .....

اطلق رسلان تنهيدة تعب ثم قال :

كل حاجة يقت فوق بعضها با عمار في حاجات كثيرة بتحصل ما يقيتش فاهم حاجة .. مفيش في حاجة بتتقدم كلو بيتراجع لورا ، اللي عمله مصطفى من جهة واللي

يحاول يدمر الشغل من جهة ثانية وحياتي من جهة انا مش عارف ابتدي منين ....

عمار بابتسامة : يا عم اللي يسمعك ما يقولش ان ال HPG مش بتاعتك انت تقدر تو مرهم

بأي حاجة ويعملولك اللي انت عاوزه .....

نظر رسلان امامه نظرة مطولة وتفكير بما قاله عمار فقد وجد ما يقوله صحيح ويهكذا

يتفرغ لحياته الشخصية .

نادت عفاف بصوت عالي على عمار :

يلااا يا ابني انتو بترغوا بإيه .....

نظر عمار ارسلان : فكر باللي قلتهولك هابقى اشوفك بكرة بالشركة .

رسلان : ماشى وانا هاروح عند معتز ...

عمار : يا عم معتز ها يخرج بكرة ركز بالشغل يقی یا رسلان مش عاوزين مصايب ثاني ....

حرك رأسه وكأنه وافقه على كلامه انتظر حتى خرجت سيارتهم ... ثم ذهب لسيارته

متوجها " نحو المشفى .

" داخل قصر أمير ""

يجوب الغرفة بتوتر ينفت الدخان من سيجارته ......

توقف يتطلع امامه بتركيز محاولا" إيجاد حل للمأزق الذي وضع نفسه به ....

أمير محدثا " نفسه بعدما اطلق تنهيدة قلة حيلة :

مش عارف افكر بايه ولا ايه افكر بالشحنة الزفت اللي ملهاش أثر ولا الخاتم اللي لو وقع

باید رسلان و افتكر ان ده لبابا ها یکشف كل حاجة ......

وضع يداه بتفكير فاركا" جبهنه بتعب اوقف أصابعه فجأة بعدما لاحت على ذهنه فكرة

خبيثة .. نظر امامه بابتسامة وعيناه تلمع هز رأسه بابتسامة :

هو ده... انا ها عرف ازاي ارجع الشحنة ...... فاضل ازاي اوصل للأوضة بتاعت رسلان جوا

القصر بس ازاي .... أخذ يفكر حتى يجد طريقة لاختراق القصر .....

بعد عدة دقائق ........

فتح باب غرفته وبدأ يدندن و هبط للأسفل مناديا" على هند ... لم يجد استجابة حتى توجه

نحو المطبخ يسأل رئيسة الخدم عنها .....

امیر برسمية وتساؤل : هند هائم فين ؟؟؟؟؟؟؟

رئيسة الخدم برزانة : هند هانم يا باشا خرجت من الصبح واحد دلوقتي مرجعتش .....

رفع حاجبيه محركا شفته السفلى باستغراب وخرج ...

امیر محدثا نفسه

غريبة هاتكون راحت لفين يعني ؟؟؟؟

توجه نحو الصابون ليجدها تأتى من الخارج وتقفل الباب ..... اقترب امير ينظر لها بفضول و استغراب ...

استدارت هند لتحده أمامها .....

هند بخضة : امير انت رجعت ايمتة .....

امير : انا هنا من بدري ... غريبة انتي بقالك زمان ما تأخرتيش كدة ......

هند بابتسامة وكذب : اصل سميرة فضلت تتحايل عليا اتعشى معاهم ومحبيتش اكسفها

قولي انت تعشيت ..؟؟

امير : لا مليش نفس

هند : ليه ؟؟ اه كويس اللي افتكرت انت لفيت الخاتم ولا لسا ؟؟؟

امير : لا ملفتوش ....

هند بتساؤل : ها يكون راح فين يعني ؟؟؟

تابعت مقتربة منه : طيب يا حبيبي انا هاروح ارتاح لو عوزت حاجة ابقى قولي .....

صعدت للأعلى تحت أنظار امیر ......

امیر : بس متكونيش با امي بتعملي حاجة من ورا ظهري

" داخل بيت العم شلبي "

لم تتوقف ام مصطفى عن البكاء والندب منذ أن علمت بما فعل ابنها لا تصدق بأن الحب أوصله لدرجة ان يتجرأ ويعتدي على روح ويفرط بها ....

شلبي :

خلاص يا ام مصطفى قومي اعمليلنا لقمة نطفحها .

کفگفت ام مصطفى دموعها واقتربت من شلبي :

انت ليك قلب تحط لقمة بيوك ... وابنك ربنا وحده عالم هو متلقح فين ؟؟؟؟ ..... كام مرةحذرته منها وقولتله فكك منها البنت دي .... انا كان حاسسني قلبي البنت دي مش هايجي من وراها غير المصايب حسبي الله ونعم الوكيل كله بسببك يا زمردة يا بنت زينب اللللهي اشوف فيكي يوم .... كله بسبب ابوها اللي راميلها الحبل وسايبها تتسرمح ع حل شعرها وهي دايرة مع البشاوات الكبار ....

شلبي بقلة صبر هدر غاضبا "الإسكانها :

خلاص فضحتينا يا ولاية انتي فاكراني هاسكتلهم ده انا مكانش حيلتي غير ابني ده .......

داخل بیت مدحت بغرفة زمردة ......

فتحت زينب فمها بصدمة :

انتي بتقوولي اييه

زمردة بعفوية :-

زي ما سمعتي يا ماما بس انا طبعا ما سكتلوش .....

زينب بصدمة : ازاي يعني هو انتي عملتي ايبيه ؟؟

هتفت زمردة والشكوك تحوم حول قلبها وعقلها :

اكيد بيكدب با ماما استحالة واحد زي رسلان باشا يكون بتاع حب هت هو لو كان كدة كان من زمان اتجوز ايه اللي يخليه يفضل لحد دلوقتي مش متجوز ....

وضعت زينب بدها بجانب فمها بتفكير :

ممكن الراجل ملقاش البنت اللى يحبها وتكون بنت اصول ومحترمة وع اد حالها ولما شافك يا بنتي وبصبص كدة وكدة لاقى انك انتي البنت اللي تصلح يحبها ويتجوز منها . زمردة باستغراب : انتي يتقولي ايه يا ماما مش انتي اللي قولتيلي ان رسلان باشا مش ها يسيب كل البنات اللي حوليه ويتطلع عليا هو انتى ناسية ولا ايه يا ماما ....

هفت زينب : لأ مش ناسية بس يا عبيطه ما جابز الراجل يكون بحبك بجد ورايدك انتي ها ترفسي النعمة من ايدك يا ​​زمردة ولا إيه

زمردة محركة رأسها برفض : لا لا انتي مستحيل تكوني امي ازاي تغيري يا ماما رأيك بيه المجرد أن عرض عليا الجواز وانا متأكد ان كداب وعايز يلعب بيا انتي ناسية عمل ايه ؟؟ .... زینب بتوبيخ : يا بنت اسكني جاتك نيلة طول عمرك ها تفضلي عبيطه .... انا هاروح انام احسن ابوكي يفوق وما يلاقنيش

دخلت زينب من الغرفة تاركة زمردة تفكر بكلامها ...

زمردة بتفكير : معقول الكلام اللي بتقوله ماما يكون بجد ورسلان باشا يحبني !!!

هزت رأسها برفض نافضة تلك الأفكار من رأسها :

لا مستحيل ... تبقت تفكر باسألة مختلفة واجوبة متناقضة حتى ذهبت بنوم عميق

وصل رسلان للمشفى وتوجه نحو غرفة معتز ... فتح الباب ليجدها فارغة ..... حرك بياس :

كان لازم اتوقع أن ها يعمل كدة ... أمسك هاتفه ضاغطا على اسم معتز فخرج من الغرفة

متوجها "نحو الخارج بانتظار استجابة معتز للمكالمة .....

رسلان بحدة وتوبيخ : انت اييه يا ابني مبتفهمش ازاي بتخرج كدة من المستشفى . معتز بصوت ناعس : رسلان انت فوقتني من النوم عشان تقول كدة انا هابقى مرتاح بالبيت اكثر من المشفى اتخنقت منها ......

رسلان بغيظ قال بتحذير : بس مفيش خروج من البيت انا حذرتك يا معتز مش هعید ثانی

معتز بتعب : مش ها خرج .. سيبني انام دلوقتي

رسلان: ماشي خلي بالك ع نفسك الفترة الجاية هاكون مشغول شوية ....

معتز بنعس وتناوب : ماشي تصبح ع خير .....

نظر للساعة ليجدها الساعة الواحدة صباحًا "... تنهد وفرك عيناه من التعب راكبا"

عائدا للقصر ...

بعدما تأكد من خروجه من القصر وجدها اللحظة المناسبة لاختراق قصر العطار ... كانت

بالنسبة له مخاطرة كبيرة لكنه لا يستطيع أن ينق بأحد سواه في هذا الموقف ولا أحد يعلم كل إنش بالقصر مثله ... كان يحيط القصر من الخلف أرض زراعية تمتليء بالأشجار فقد اعتمدها للوصول الى القصر ....

كانت خطواته سباقة له وكان يخطو كل خطوة بمهارة ... تقدم بحذر فافزا" لشباك المطبخ تسلل للداخل بحذر يختلس النظرات لكي يتأكد من عدم تواجد أحد ... صعد لأعلى بخطوات حذرة متوجه نحو غرفة رسلان .... فتح باب الغرفة بهدوء ينظر خلفه ليتأكد من عدم تواجد أحد .... اغلق الباب وبدأ بعملية البحث عن مبتغاه .....

وصل للقصر وترجل نحو الداخل بخطوات متعبة يجر رجليه جرا" من التعب ، صعد الدرج متجها " نحو غرفته فاتحا " الباب ليجد إضاءة الغرفة مفتوحة .. حرك شفتيه بتعجب دون وعي وضع يداه نحو جبهته يفركها بتعب اتسعت عيناه فجأة ورفع رأسه مره أخرى ليجد الجوارير مفتوحة ومبعثرة .. في نفس التوقيت استمع لصوت فازة كسرت بالخارج فتحالباب بسرعة راكضا" للخارج .. لاحت عيونه خیال شخص يركض بسرعة متجها " للاسفل ... هرول رسلان ها بطا" الدرج بسرعة وراءه ليتفاجىء بذلك الرجل يرمي عليه قطعة صغيرة من الغازات مصوبها نحو الهدف لتصدم بجانب حاجبه الأيمن ..... توقف رسلان متنى رأسه واضعا " يده مكان الضربة ليجدها تنزف بالدماء... تم رفع رأسه ناظرا" امامه بحقد ليجد ذلك الرجل اختفت آثاره .

أزاح الكرسي وجلس عليه.. بدأ الدم يغلي في عروقه يكاد ينفجر من عيونه المحمرتين وضع كفى يداه على وجهه محاولا السيطرة على غضيه حتى لا يستيقظ أحد أخذ شهيقا" وزفره مرارا وتكرارا" يكاد عقله ينفجر من التفكير لا يصدق بأنه وصل لدرجة أن يخترقوا القصر وبالتحديد غرفته يقسم بأنه بينه وبين الجنون شعره.. لوى شفتيه بابتسامة واستهزاء غير مصدق ما حدث .......

رسلان بهدوه : لا انا لازم اهدى وافكر صح ... اغلق عيناه بشده ..... صل على اسنانه بشده. حتى برزت عروق وجهه ثم قال بصوت مبحوح :

ميبين مبين ... و عاوز ايه .. وجود اعداء ومنافسين بالحياة شيء حقيقي وواقعي جدااا و مقبول يستطيع أي شخص تقبله والمحاولة جاهدا" بشتى الطرق للتغلب على العدو هذا في حالة أن يكون العدو معروف غير مجهول لكنننن !!! عندما يكون مجهول وغير معروف ولا تستطيع تحديد من هو فقط ترى أفعاله لكنك لا تعلم لما يفعل هكذا ومن هو ولماذاااايفعل هكذاااا؟؟؟ هنا ااا تشعر بالعجزززز بالكامل عجز نام حتى البحث عن الحلول تعجز عنه حتى لو كنت قد تغلبت على أكثر من عدو ....... هذا كان حال رسلان ليس ضعف منه هو يحاول بشتى الطرق التغلب على هذا العدو المجهول بالنسبة له ومعرفة ما سبب أفعاله لكن في ظل عدم معرفة من هذا العدو كل شيء يصبح هباءا" منثورا مع الأسف

في صباح اليوم التالي

لم يكحل النوم جفنيه من التفكير ........ لا يريد أن يخسر كل شيء لذلك يجب عليه أن يفكر بذكاء .. قرر أن يقوم بالبداية بإعادة ثقة زمردة وتحسين علاقتهم واتخاذ خطوة حقيقية تجعلها تصدق بأن ما يكنه لها مشاعر حقيقية وصادقة ..... ارتدى قميص أبيض وقوفها جاكيت كحلي وبنطال كتان كحلي .. وتعطر بعطره المفضل .... تناول نظاراته ومفتاحالسيارة نظر بغضب لذلك الجرح بجانب حاجبه ...... ليقول بنيرة غامضة متذكرا" من تسبب بهذا الجرح : هايجي وقتكك.....

خرج من غرفته ها بطا" للأسفل وجد ام سعاد تحضر الفطور ....

رسلان بتساؤل : هو ما فيش حد صحي ولا ايه ؟؟؟؟

ام سعاد : لا يا رسلان باشا امك وفطيمة هائم بالجنينة برا يقالهم من الصبح بدري ....

اماء رسلان برأسه بموافقة مصاحبة لابتسامة استدار باتجاه الشباك المطل نحو الحديقة ناظرا" لهن ...... كانت ملامح قطيمة حادة وملامح مريم تحول الى الرجاء والحزن .. حرك رأسه بعدم فهم ....

التفتت مريم وكأنها احست بأن هناك أحدا" ينظر لهن ..... لتجد رسلان يتطلع نحوهن بنظرات متسلطة حادة .....

نظرت مريم الفطيمة راسمة ضحكة على وجهها :

ربنا يسامحك يا ماماااا ضحكتيني اوي

همست بخفة : رسلان بيبص لينا .....

فطيمة هي الأخرى بدأت برسم ابتسامة مصطنعة .

مريم بتنهيدة : خلاص راح تفتكري رسلان كان بيبيض لينا كدة ليه ؟؟ ميكونش شك بحاجة

فطيمة : متأكد مصدقش اللي قولتيه مبارح رسلان صعب اوي يصدق

ذكريات الماضي

وقع بمأزق كبير وحيرة أكبر لا تعلم ماذا تفعل . .. لا تستطيع خسارة رسلان ولكن إن علم أنها تخلت عن حقها أيضًا سيسبب هذا بافتعال مشكله معه ايضا " في الحالتين احتمال كبير أن تخسره لكن القانونية منها انها لو اختارته هو من الممكن أن تكون خسارتها اقل وسيسامحها لكنها لا تستطيع اخباره بهذه الحقيقة المؤلمة والمتعبة

نظرت لهند يحقد مدت تتوقف برجفة : ها وقع بس بشرط ......

باك

افاقت من شرودها على صوت قطيمة وهي تنادي عليها : مريم مريممم انتي رحتي فين .... مريم : انا معاكي .....

فطيمة : لا مش باين انك معايا في حاجات مخبياها عني يا مريم ... احكيلي يا بنتي يمكن اقدر اساعدك لاحسن تغلطي وبعدها ندمك ما ينفعكيش محتاجة .

اطلقت مریم تنهيدة تتعلق الفطيمة : اصل الحقيقة صعبة اوي يا ماما .....

فطيمة بعدم فهم : ما تتكلمي يا مريم اني مخبية ايه ؟؟؟ وحقيقة اييه ؟؟؟؟


تعليقات