رواية قيصر العشق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم عروبة المخطوب


 رواية قيصر العشق الفصل السادس والعشرون 

صمتت قليلا" ثم فركت وجهها لتتطلع نحو فطيمة برجاء :

أوعدك هابقى اقول ليكي كل حاجة ومش ها تفضل حاجة مستخبية بس انا عايزة وقت

فطيمة بحنو : يا بنتي الوقت بيسرقنا بالدنيا دي منفضليش كاتمة كل حاجة جواكي ..... قولي متخافيش بوعدك هافضل جنبك يا بنتي ومش هاسيبك بس لو مقولتيش وقتها مش ها قدر اساعدك.

اطلقت تنهيدة متطلعة الفطيمة أردفت القول بارتباك :

انا انااااا مبارح يا امي وقع ع تنازل عن حصتي بأسهم الشركة والمصنع ... قفزت من مكانها جاحظة عيونها بصدمة بأنها شيئًا لدغة جسدها لتصبح بصوت عالي :

انتي بتقولي اييه يا مريم .....

تطلعت مریم حولها لكي تتأكد بأنه لا يوجد أحد بالحديقة .....

أرجوكي يا أمي وطي صوتك مش لازم حد يسمع ..

فطيمة بعصبية : انتي بتتكلمي بجد ؟؟ اوطي صوتي ازاي ؟ ابييه المصيبة دي اللي انتي عملنيها ......

مريم برجااء : استني يا امي انتي ما تعرفيش انا ليه عملت كدة انا كنت مجبورة اعمل كده

فطيمة بنبرة غاضبة واستنكار :

مجبورة ازاي ما تقولي انتي عاوزة تجنيني .

انتي عارفة لو ابنك رسلان او عبد الحميد عرفو بالمصيبة دي ممكن يعملو ايه انتي بكدة

هاندمری سنین تعب اينك كلها .....

تشدقت بصعوبة وهي تبكي : اعمل ايه خيرتني بين ابني والفلوس العمل ايه مقدرش اخسر ابني الثاني يا امي افهميني ارجوكي ....

فطيمة بعدم فهم : ابنك الثاني !!!!

کف کفت مريم دموعها بكف يدها لتقول بصوت مبحوح من البكاء :

ايوا يا أمي امير ابني .. اللي مات ابني ...

السعت عيناها بصدمة بعدم استيعاب :

انتي انتي بتقولي ايه يا مريم ... ازای ۰۰؟؟؟ امیر این هند و سليم ......

عادت مریم تجلس على الكرسي مطلقة تنهيدة متحسرة :

لا امير ابني انا وسليم فاكرة يا امي اما سافرت انا وسليم وكنت حامل وقتها واما جت ميعاد الولادة قالولي أن ابني مات وقتها طلعت كل حاجة كدب ...

فطيمة بحزن : ايوا فاكرة يا بنتي وقتها فضلتو هناك أكثر من شهر وسليم قال مرت ايام صعبة اوي عليكوا .....

مريم بحزن : اما رجعنا ومرت سنة كاملة وحملت برسلان شفتيني أد ايه كنت مبسوطة اوي و حسيت الروح والحياة ابتدت ترجع ليا تاني ... بس بعدها سليم ابتدى يتغير اوي ويقضي اكثر أيامه ما بين سفر او شغل وقتها مكانش حد حاسس بده غيري ابتديت أشك وراقبته وبيوم فضلت وراه لقيته بروح ع فيلا خشیت وراه و مكنتش شايف اودامي .. لقينه بيلعب مع واد صغير وجنبهم وحدة ست اللي هي هند ... وقتها زعفت و سألته مین دووول .. ما أنكرش وقالي انها مراته وابنه ... زعقت عليه وعيطت اوي وبعدها ابعدت عنهم لقيت سليم لاحقني ... ومسك بايدي دووول قال ليا انتي ملكيش حق تزعلي اللي لازم تزعل هي هند لأنها هي مراتي الأولى. دى كانت ثاني صدمة بالنسبالي .....

فضلت كاتمة جوايا تمسكت بعيلتي وبسليم ورسلان غمضت عيوني ي امي عن كل حاجة ثانية ... و بعيد ميلاد رسلان سليم كلمني وقال ليا هاخلي امير يجي يحضر عيد ميلاد رسلان عشان يتعرفو ع بعض ... وقتها وافقت في حاجة جوايا كانت بتديني القوة وبتقولي

ما تبعد همش عن بعض عشان دوول بالنهاية أخوة حتى لو مش نفس الام .... بعد عيد الميلاد جی سليم وعرض على يجيب امير يعيش معانا بالقصر وقتها ترددت بس طلبت منه يديني فرصة وأفكر .

... بس مقدرتش حتى القول ليه رأيي لأن وقتها سليم سابنا كلنا ..... بعد مامات سليم روحت ليهم ثاني حسيت انهم بقوا مسؤوليتي فضلت اروحلهم كثير واتعلقت بأمير اوي معرفش كنت احس بشعور غريب اوي اتجاهه وكاني كنت يعرف إن اللي اودامی ده ايني .... بس بيوم فجأة سمعت صوت هند جای من اوضتها وكانت بتزعق كنت عاوزة اروح اشوف مالها ... وفجأة سمعتها بتقول للراجل اللي بتتكلم معاه انها خايفة اعرف ان امير يبقى ابني ومش. ابنها ....... اغرورقت عيناها بالدموع وهي تحدث فطيمة وكان الأحداث تمثل مرة أخرى امام عيناها..

تابعت بألم ومشاعر الامومه التي تجتاح جميع جوارحها:

وقتها مكنتش اعرف اعمل ايه كانت جوايا حاجات كثيرة مقدرش اوصفها جريت بسرعة لعند امير وحضنته وكأن كان قلبي حاسسني ان دي ها تكون آخر حضنة لابني وقطعة مني وعدت نفسي ارجع ومش هاسيبه جريت عالمشفی و عملت تحلیل DNA واثبت ان امير ابني رجعت ثاني يوم الفيلا ورميت التحليل بوش هند وواجهتها بالحقيقة بس لقيتها محضرة

لكل حاجة ......

أشاحت مريم نظرها نحو فطيمة أردفت القول بحزن : اتخيلي يا أمي ... هددتني انها ها تقتل رسلان لو مسبتش امير يسافر معاها ها تقتل ابني لو مسبتلهاش ابني الثاني عجزتني و سابنتي بين نارين افتكرت اني ممكن لو مشيت معها وسبتها تاخد امير ها رجع واحد امير ثاني وبكدة احمي اولادي التنين بس هي خدت امير وبعدت اوي فضلت ادور عليها كثير بس مفيش .... مرت السنين ومكانش ليها اثر تعبت اوي يا امي كنت اداری ع حزني وتعبي جوايا لحد اما عرفت انهم رجعو ثاني بعيد ميلاد رسلان ال 20... وقتها حسيت نصي الثاني رجع ليا ثاني ابني ونور عينيا ها يرجع ومش هاسيبه يضيع مني .....

امثلات عيون فطيمة بالدموع على حال مریم .... تتابع ما تقول بدهشه وألم على معاناتها التي لم تفرغ لأحد عنها او تفضفض لأحد كانت تكنم طوال السنين هذا الألم ....

فاكرة يا امي اما اجی امیر ع عید میلاد رسلان ووقف قصاد رسلان قال ليه انا أخوك اودام الناس كلها ....

اطلقت فطيمة تنهيدة تعود بذاكرتها لهذا الحدث :

ازای هانسي اليوم ده وقتها رسلان مصدقش وكانت صدمة بالنسباله وتخانقو مع بعضيهم رسلان كان بيوثق بسليم ثقة كبيرة اوي ومكانش متخيل يكون ليه أخ ثاني عشان كدة مقدرش يتقبل ........

نظرت قطيمة لمريم بعتاب وتغيرت ملامحها لحدة :

عشان كدة انتي لومتي رسلان باللي حصل الأمير تعرفي يا مريم ممكن دلوقتي يكون في امل يسامحك بس لو عرف بده هاییقی مستحيل .....

مريم بحسرة : رسلان كان يعرف ان ابوه متجوز بس ما بيعرفش أن ليه اخ ومكانش عاوز

يقول ليا عن الحكاية دي كان خايف از عل ....

....... يا امي انا وقعت الأوراق دي لاني عاوزة اعيش اللي فاضلي من عمري مع ابني مش ها سمح لهند تهدم كل حاجة وأخشى ابني الثاني

فطيمة بعتاب : يا مريم انتي غلطتي اوي انتي مش بريئة بالحكاية دي ... انتي ازاي جالك قلب تلوميه ان خبى عليكي جوازة ابوه وانتي كنتي تعرفي بده ؟؟..

مریم بتبرير : مکانش اودامي حل غير كدة اما مات ابني امير نار وقايدة جوايا مقدرتش ادفن حزني جوايا ولا اخبيه بقيت اعمل حاجات انا مش عاوز اعملها بس غصب عني ي امي

فطيمة مقاطعة بحدة : يا ريت لو سبتيه جواكي كان النار يقت رماد بس انتي طفيتي التارع

ابنك حرقتيه بيها

لاحول ولا قوة الا بالله .........

اقبلت مريم تقبل يدها برجاء : سامحيني يا امي سامحيني .. ساعديني ارجع ابني رسلان ليا ثاني انا تعبت يا امي انا بس ها طلب منك الطلب ده ارجوكي يا امي .

امسكت فطيمة بكف يدها واطلقت تنهيدة هاساعدك بس ازاي نضمن هند مش ها تتكلم ....... حدقت مريم أمامها بتفكير : مش هانتكلم یا امی مش ها تتكلم

حركت فطيمة رأسها بعدم فهم : انتي ليه واثقة كدة ؟؟

نظرت مريم لها : انا هاقولك ليه يا أمي ....

أوقف سيارته خارج الدكانة التي يعمل بها مدحت ....

ترجل رسلان لداخل الدكانة مزيلا" نظارته عن عيناه جابت حدقتا عيناه الدكانة باحتا" عن مدحت

اقبل صاحب الدكانة بابتسامة واسعة مرحبا" برسلان ......

صاحب الدكانة : اهلا اهلا يا باشا نورتنا ....

اماء بابتسامة ثم قال برسمية : انا عايز مدحت الدسوقي .

صاحب الدكانة بفضول : خير يا باشا .....

رسلان "رافعا حاجبيه كم بكره التطفل !!!

وانت مالك هو فين ؟؟

صاحب الدكانة بارتباك : استريح يا باشا هايجي دلوقتي .. لم يكمل جملته حتى وجد مدحت يدخل للدكانة حاملا الاقطار معه .

استدار رسلان نحو مدحت متطلعا " نحوه اتسعت اعين مدحت حيرة واستغرابا" من تواجد رسلان هنا ..

مدحت باستغراب من تواجده

رسلان باشا ؟ خير يا بني في حاجة ؟؟

رسلان برجاء : انا عايز اتكلم معاك يا عمي كلمتين ع انفراد لو سمحت ...

مدحت : بس يا ابني انا دلوقتي زي ما انت شايف بالشغل مينفعش .

أقترب صاحب الدكانة مطمأن مدحت : خلاص يا مدحت ما يصحش الباشا يجي لحد هنا عايز يتكلم معاك وتكسفه كدة خد راحتك .......

جلسا كلاهما ........

رسلان بنبرة صادقة : انا عارف يا عمي مدحت انك زعلان مني ع اللي حصل .....

مدحت بطيبة : يا ابني انا مش زعلان ولا حاجة بس زمردة تبقى بنتي ومليش حد بالدنيا دي غيرها .

اماء رأسه وقال بابتسامة :-

وانا عارف ده يا عمي ومستحيل الأذيها عشان كدة انا جيتلك لحد هنا .... انا كنت مش هاستنى لحد دلوقتي وناوي اكلمك بالموضوع ده من قبل بس انت تعرف اللي حصل

مدحت بتذكر : اه صحيح يا ابني اعذرني نسيت اسألك عن صاحبك عامل ايه دلوقتي رسلان براحة : الحمد لله كويس بقى احسن وخرج من المشفى ......

مدحت بتنهيدة ارتياح : الحمد لله

رسلان برسمية ووضوح : انا عايز اتكلم معاك ي عمي بموضوع يخص زمردة بنتك انت تعرف إنها سابت الشغل عندي ومش ها ترجع تاني ... انا عايز الكدلك اني مش ها قدر اأذيها ولا بعمري ها عمل كدة بوعدك... انا النهاردة جاي ليك هنا عشان اطلب ايد بنتك ع سنة الله ورسوله .....

اتسعت أعين مدحت بصدمة متفاجىء من ما سمعه ثم قال مدحت :

ي بني ما تنفعش الحاجات دي تحصل كدة ليها أصول وعادات .....

رسلان بمقاطعة وتفهم :

عارف يا عمي بس انا كنت عاوز تكون اول حد يعرف واعرف رأيك ايه ...

مدحت بوجه بشوش ومطمان :

والله يا بني انا بالنسبة ليا مفيش مشكلة، واكيد مش ها وقف اودام سعادة ينتي لو هي

وافقت بس لو رفضت مش ها جبرها ع أي حاجة ....

رسلان بابتسامة وامتنان : متشكر يا عمي انت بكدة ريحتني ها بقي اكلمك.....

خرج من الدكانة ووقف قليلا" ينظر أمامه بلمعان عيونه وابتسامة رسلان محدثا " نفسه :

قريب اوي يا زمردتي ها تكوني ليا ...

قال هذه الجملة بثقة وابتسامة ثم أعاد نظارته لعيونه راكبا" سيارته ...... استمع لرنين الهاتف ....... نظر لشاشة الهاتف التي كانت تتزين بإسم مراد ... رسلان رافعا حاجبيه .... امسك سماعة الهاتف .. ليستقبله صوت مراد .... مراد : السلام علیکم رسلان باشا انا كنت عاوز ابلغك ان البنت اللي كلمتنا عليها هي هنا دلوقتي بالشركة جاية تقدم ع وظيفة ..... حضرتك تؤمرني بإيه ؟

ابتسم رسلان لاقترابه من تحقيق مبتغاه :

انا جاي حالا" ي مراد حاول عاد ما تقدر تفضل عندك .....

مراد حاضری رسلان باشا .....

رسلان ضاغطا" على شفتيه بخيانة متطلعا" امامه :

إن ما اعترفتي ي زمردة بحبك ليا النهاردة مبقاش رسلان العطار....

داخل فيلا معتز ......

رحبت فريدة بعفاف وريم ........

عفاف وهي تسلم على فريدة : ازيك يا فريدة عاملة ايه دلوقتي ....

فريدة : الحمد لله يا عفاف طول ما ابني بخير انا بخير .....

اقتربت ريم بخجل : ازيك يا طنط ....

فريدة بابتسامة : الحمد لله يا بنتي وانتي عاملة ايه هو انتي سنة كام بالجامعة ؟؟؟ ريم بابتسامة: دي السنة الأخيرة في طنط .....

فريدة بفرح : امممم كويس ....

دارت ريم عيناها تبحث عن أحد مااا ... أدركت فريدة بأنها تبحث عن معتز ... لتقول محاولة مراقبة ردة فعل ريم :

يا عيني عليه معتز بقاله من مبارح مش عارف ينام من الوجع ......

التفتت ريم بانتباه لما تقول ... أسبلت عيونها يحزن ..... لتقول بارتباك :

ممکن یا طنط اشوفه ؟

فريدة بتفكير : استني يا بنتي ها طلع اشوفه واقوله أنكوا هنا ... صعدت فريدة لغرفة معتز

ضربت عفاف يد ريم يعتاب :

انتي ايه يا بنت ؟؟ مش مكسوفة من نفسك في بنت تقول كدة

ریم : ایبیه یا ماما هو انا قلت حاجة

عفاف باستهزاء : لا مقولتيش بس قال ايه قال عاوزة تشوقي واحد لا هو خطيبك ولا جوزك

ريم بتنهيدة : خلاص يا ماما بعدين معتز مش اي حد متنسيش أن هو صديق طفولتي ......

حرکت رأسها بياس لتتعلق عيناها أعلى الدرج .... كانت فريدة تمسك بيد معتز يحذر نفوده للاسفل .......

تعلقت نظراتهم نحو بعض ......... قد مر يوم واحد على آخر مرة رأته به ... لكنها اشتاقت له

كثيرا" كانت تتأكل من الداخل لقلقها عليه

عفاف بحنان : إزيك يا بني يا معتز عامل ايه دلوقتي إن شاء الله بقيت أحسن ....

معتز بابتسامة : الحمد لله يا طنط ... تم تابع

ده مجرد جرح بسيط مفيش داعي للقلق ان شاء الله بكرا ها رجع الشغل .....

ابتلعت ريقها بغيظ شعرت بالاستفزاز من كلامه لتقول ناظرة لأمها باستهزاء :

اه صحیح مفيش داعي للقلق يا ماما ولا انتي يا طنط ما تقلقيش ده جرح تافه اوي مش

مستاهل .... ثم نظرت لمعتز بحدة : هو ايه الجرح النافه يا افندم انت كنت ها تخسر حياتك

وبعدين ايه الشغل اللي انت عاوز تروحله ... بجد يا طنط ربنا يعينك باين اينک بایع حياته

كده ......

کنم ضحكته ناظرا لقلقها عليه ليقول بجرأة :

فريدة بقلة حيلة وحزن : اعمل ايه ي بنتي هو كدة مش بيرد ع حد ....

عن اذنك يا ماما انتي وطنط انا عايز اتكلم مع ريم بحاجة مهمة ...........

داخل قصر امیر

جلست على الكنبة بغرفتها تتطلع للأوراق .. بدأت تضحك بهستيرية تشعر بانتصار لتحقيق مبتغاها ...

هند ممسكة بالأوراق :

الأوراق دي ها تكون كش ملك ....

استمعت لصوت دقات الباب ووضعت الأوراق بسرعة بداخل الخزانة وأغلقت عليهن ....... دخل امير للغرفة ....

امير : مالك ي ماما انتي تعبانة ؟؟ ليه قاعدة بأوضتك لوحدك ؟؟؟

هند بارتباك : لأي حبيبي انا كويسة .. كنت هانزل دلوقتي ...

لاحظ امیر ارتباكها رفع حاجبيه باستغراب أحس بأنها تخبيء شيئا ما ........... امیر : باين عليكي متوترة يا ريت يا ماما لو في حاجة مخبياها تقولي ليا ومتخبيش حاجة

هند بكذب : لأي بني ها يكون في ايه ... مفيش حاجة متقلقش .......

امير : طيب انا ما خرج دلوقتي يمكن الآخر ....

هند : ماشي ...

خرج من الغرفة متأكدا" بأن أمه تخفي عليه أمرا مااا .

داخل شركة العزة

نجلس تفرك يداها بتوتر ......

دخلت السكرتيرة عند زمردة تضع لها كأسا من العصير .... وقفت زمردة تسألها :

- لو سمحتي هو المسؤول عن التوظيف هايجي ايمته ؟؟؟ انا بقالي من الصبح بستنى هنا اکید مش ها فضل استنی..

السكرتيرة : اصبري حضرتك الاقل من ۱۰ دقايق ها يكون هنا ......

زمردة باستسلام جالسة ع الكرسي تنتظر ...... امسكت بهاتفها تعبت به ........

في الخارج .....

دلف رسلان الداخل الشركة بخطوات واثقة حيث استقبله مراد بترحيب .....

رسلان بتساؤل : هي فين ؟؟؟؟

مراد مشيرا" براسه نحو مكتبه : بمكتبي ...

رسلان بابتسامة وامتنان وضع كف يده على كتف مراد يشكره : متشکری مراد ....

تقدم بخطوات واثقة نحو المكتب ....

فتح رسلان الباب .... وقفت لتستدير زمردة باتجاههه للوراء لتقول بارتباك : جحظت عيناها بصدمة متراجعة

انت بتعمل هنا ايه ؟؟؟؟

أغلق رسلان الباب وراءه ونظراته مستمرة بالنظر الزمردة ......

زمردة بخوف : انت عاوز ايه ازاي عرفت اني هنا ... انا ايمته ها خلص منك عايز مني ايبيه ؟؟

رسلان بابتسامة متقدما نحوه واضعا" يداه بجيبه :

كل الحكاية يا زمردتي مفيش خروج من هنا غير اما تعترفي بحبك ليا غير كدة مفيش خروج ...

لوت شفتيها باستهزاء محدقة به :

انت اكيد مجنون ؟؟ حب ايه وزفت ايه انا مبحبكش يا راجل انت ما يتفهمش ....

رسلان بضحكة : والله انا قلت اللي عندي الباقي عليكي .....

زمردة بخطوات سريعة توجهت نحو الباب اوشكت على فتحه أمسك بيدها رسلان مبعدها

عن الباب ليقول بجديه ناظرا لعيونها :

اظن كلامي واضح ... مفيش خروج من هنا

زمت شفتيها بغيظ لتقول بتحدي : يبقى هاصوت وهلم الشركة كلها عليك ......

ابتسم رسلان باستفزاز صوتي مستنية ايه !! ..... زمردة بتحذير : اللي بتعمله ده مش صح و الناس هنتكلم عننا بشكل وحش واوي كمان .....

رسلان بثقة مطلق تنهيدة صادقة ناظرا" بعيونها بحب : لا صح واوي كمان .... لأني انا دلوقتي واقف قصادك ويقولك إني بحبك ومش هسيبك

ارتجف قلبها وتسارعت دقاته كانت هناك أحاسيس بداخلها تهلل وتتطاير من الفرحوالسعادة .... لمعت عيناها محدقة به كم أحست بصدق ما نطق به لأول مرة تشعر بأن عقلها وقلبها اتفقان على شيء ...

ابتسم رسلان بحباتة مدركا أن مفعوله بدأ يعمل ليبدأ بما خطط له .. تراجع للوراء جالسا " على الكرسى بتعب ... انتفضت زمردة نحوه عندما وجدته بهذه الحالة امسكت ذراعه بخوف

رسلان ما ا الك في ابيه

كانت هذه لحظة نادرة بالنسبه له لسماعه قولها اسمه متجردا من الألقاب ابتسم بداخله محاولا" کنم فرحته و مستمرا" بالتمثيل ...... رسلان متصنع التعب أخفض صوته ليجعله متعب مبحوح :

اه تعبان اوي ي زمردة حاسس حالي دايخ

زمردة يخوف وارتباك :

حاسس بإيه تعالا نروح المشفى انت أكيد ما فطرتش عشان كدة تعبان .... رسلان برفض وتمثيل حاول أن يقف لكنه أعاد جسمه ساقطا" على الكرسي مغمض عينيه

امسکت زمرده به لتبدأ عيونها تتساقط منها الدموع لا إراديا" وتبكي بشدة هزت رسلان يعنف تحاول ايقاظة ....

زمردة ببكاء وخوف : رسلان فوق فوق ....

رينت على وجهه لم تجد استجابة منه كان يشعر بحرفة بداخله لبكاءها كم كان يتمنى لو انه يفتح عيناه ويقول بأنه يكذب لكنه لن يدمر ما خطط له ليستمر به بإصرار .....

زمردة بصوت مبحوح وعدم ادراك :

يأحبك والله بأحبك...

فتح رسلان عيونه ونطق بثقة : واخيرا" عدل جلسته تحت انظار زمردة الجاحظة به ... قام من على الكرسى مبتعدا خطوات منها لتقف وهي مستمرة بالنظر نحوه بصدمه ..... ابتعد عنها وكأنه أراد أن يشكل درع الحماية نفسه ... ضحك بشده على حالها .. كانت تقف تنظر له بأعين متسعة واضعة يدها على قلبها .... تحاول أن تفهم ماذا يفعل ...

رسلان بضحكة رفع كف يده نحوها :

سامحيني مكنتش عاوز اعمل كدة بس انتي أجبرتيني ..... افتريت منه زمردة بأعين باكية تتطلع نحوه ... تغيرت ملامح رسلان بسبب ادراكه بالحزن الذي سببه لها اسيل عيونها بندم .....

رسلان بتبرير : صدقيني انا ... لم يكمل جملته حتى وجدها ترفع كف يدها باتجاهه امسك رسلان يدها :

زمردة بتعملي ايه ؟

زمردة ببكاء وصباح : انت اكيد واحد مجنون ازاي تعمل كدة انا كنت حاسس قلبي ها يوقف انت مبتحسش ازاي تعمل بيا كدة ....

رسلان بندم تم قال بنبرة عتاب :

انتي اللي سبتيني اعمل كدة عنادك هو اللي خلاني اعمل حاجة زي دي..... عاوزاني اعمل ايه ؟ افضل ساكت ؟؟؟ زمردة انا من دلوقتي مش ها قدر استغني عنك حتى لو انتي سبتيني ومش عايزاني انا مستحيل القدر اعمل كدة ........

كفكفت زمردة دموعها ناظرة الرسلان :

وانا بعمري ما ها ستغني عنك ولا هاسيبك

اضحكت قلبه وروحه جعلته يملك الدنيا وما بها ..... نطق بصدق وحب وحنان وثقة ومشاعر متفقة تمشي باستقامة نحو هدف واحد دون تناقض للمرة الثانية :

زمردة تقبلي تتجوزيني ؟؟

نظرت زمردة له باستغراب :

انا معرفش انت ازاي كنت واثق اني فعلا" بأحبك .....

اطلق تنهيدة فرح ناظرا" لها بابتسامة :

ها بقى الملك بعدين .... انا عايز اسمع جواب .... تقبلي تتجوزيني ؟؟؟

ضحكت زمردة بسعادة وضعت كف يدها على فمها بعدم تصديق لتهز رأسها بموافقة ...... كانت هذه أسعد لحظة بحياته منذ زمن طويل لم يفرح هكذا شعر وكأن الدنيا ابتسمت له بالنهاية........


تعليقات