رواية قيصر العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم عروبة المخطوب


 رواية قيصر العشق الفصل السابع والعشرون 

تلك السعادة التي شعر بها وامثلات بداخل قلبه منذ سنين لم يشعر بهذا الاحساس والعظمة ..... كانت أعينهم ونظراتهم اللامعة ممثلثة بالحب وصدق الإحساس

والمشاعر.... انتظرت زمردة للحظة بتفكير بعدما اماءت رأسها بموافقة لتقول يتراجع :

لا مش هاينفع ......

رسلان بعدم فهم وتساؤل :

هو إيه اللي مش هاينفع ؟؟؟

زمردة بغرور وثقة رافعة رأسها :

مش هاينفع لأن اهلي ما يعرفوش يده وانا مش ها قدر اديك كلمة غير أهلي يكونوا يعرفوا بحكايتنا ... عشان كدة انا بأقولك حضرتك تشرفنا انت وأهلك وتتكلموا مع بابا وبعد كدة .... هابقى افكر ... تم شددت على كلماتها : غير كدة اعتبر أن عرضك مرفوض ......

لاحت على شفتيه ابتسامة تتبع من القلب ها هي التي أحبها مستمرة بغرورها وشغفها

بالأصول والكرامة .. اطلق تنهيدة مع نظرات هائمة :

وانا حبيتك عشان كدة ........

ثم رفع رأسه بشموخ يقابلها بما تحب قال بغرور :

مفيش داعي للكلام ده عم مدحت يعرف بكل حاجة .

اتسعت عيناها بصدمة : بابا ؟؟؟!! ازاي يعرف بكل حاجة انت بتتكلم بجد ؟

رسلان بتأكيد : ايوا انا قولت ليه ع كل حاجة ومعندوش أي مشكلة ومش ها يوقف قصاد

سعادتك

وضعت كف يدها على فمها بعدم تصديق وسعادة كبرى : طب ها تعمل ايه دلوقتي ؟

رسلان ببرود : انتي تروحي دلوقني وتجهزي نفسك عشان بكرا ......

زمردة برفض : انت بتتكلم بجدي رسلان لا مستحيل انا عايزة وقت .....

رسلان بنبرة ممزوجة بالعصبية : وقت ايه ده اللي انتي عاوزاه هو انا بقولك ها نتجوز بكرة

..... دي ها تكون قرابة فاتحة مش أكثر ...

زمردة باستسلام لا تصدق بأن ما تعيشه الان هو حقيقة نظرت حولها بارتباك ممسكة حقيبتها تخطو نحو باب المكتب وهي تقول :

يبقى انا لازم اروح دلوقتي وها شوف ها عمل ايه ......

اعترض رسلان طريقها : على فين؟ انتي من هنا ورايح مسؤوليتي ومش هاتمشي خطوة من هنا الا ورجلي ع رجلك ....

زمردة برفض معترضة على ما يقوله :

اما نتخطب يبقى تقول الكلام ده إنما دلوقتي لا وبعدين انا مش ها سمحلك تتحكم بيا ...

رسلان بإصرار وتأكيدا" على رأيه :

لا من دلوقتي اتفضلي اودامي انا ها وصلك بالعربية بتاعتي وفكك من العناد عشان ده ها يجيب آخرتك ....

تمتمت بغيظ : استغفر الله ده ابتدی من دلوقتي .....

رسلان مقتربا منها محركا" أصبعه عند أذنه رافعا" حاجبيه لأعلى بتساؤل :

مش سامع انتي قولتي ايه !!؟؟ على صوتك ....

زمردة : مقولتش حاجة لو عاوز توصلني يبقى يلا ولا ما روح لوحدي ......

رسلان مشيرا" لها بيده أن تمشي أمامه :

اتفضلي اودامي ......

بالخارج النقى رسلان بمراد مرة أخرى ....

رسلان بامتنان : متشکری مراد هابقى ازورك تاني ....

مراد بسعادة : ونحنا بالانتظار رسلان باشا ....

خرجا كلاهما من الشركة نظر رسلان الزمردة التي توقفت تنظر للسيارة ، ليقول لها مستنتج ما تفكر به :

اوعي تقولي عاوزة تركبي ورا .

نظرت له زمردة بحنق لاكتشافه ما تفکر به :

ابوا عاوزة اركب و را مش ها ركب جنبك ....

اطلق رسلان تنهيدة ليقول : ما تعصبنيش ي زمردة واركبي اودام احسنلك انا مش السواق

بتاع حضرتك ..... اخلصي و اركبي ......

تأففت زمردة تزم شفتيها وترجلت لداخل السيارة التفتت نحوه تتطلع له بغيظ لاحت عيناها ذلك الجرح بجانب حاجبه وضعت يدها دون وعي تنحسه .. اتسعت اعين رسلان باستغراب من حركتها ليجدها تنظر للجرح بحزن ووجع وكأن الجرح على وجهها هي لنقول بصوت مبحوح :

ايه الجرح ده يا رسلان وليه مش حاطط عليه لزفه دلوقتي يتلوث .. انا ازاي ما نتبهتش ليه

لاحت على شفتيه ابتسامة وهو ينظر لها بعيون لامعة ومحبة لاهتمامها وخوفها عليه ليقول

بنظرات هائمة مدعيا " انه يوجعه :

تصدقي كان واجعني اوي بس دلوقتي مش حاسس بيه .

ابعدت يدها عنه لتنظر له يغيظ وزفت شفتيها بكشرة :

انت متأكد الجرح الصغير ده كان واجعك اوي ؟؟ ايه رأيك بقى اوريك الوجع ع اصوله امشي يا رسلان لاحسن والنبي هانزل دلوقتي من العربية

استغفر رسلان ربه قاه لا" :

ع فكرة بلاش التكشيرة دي مش عاوزك تكشري اودامي ثاني عشان انتي الحنة الوحيدة العدلة بحياتي ....

توردت وجنتيها وشعرت بالخجل ابتسمت وأشاحت وجهها على الجانب الآخر رسلان مبتسما تورد وجنتيها وشعورها بالحجل :

ابوا عاوزك كدة ....

عند ريم ومعتز

جلسا كلاهما على الكراسي المقابلة للمسبح .... نظرت ريم المعتز بغضب وعتاب .....

ريم : ع فكرة انت حطيتني بموقف بايخ اوی اودام طنط فريدة وماما ...

معتز بلامبالاة : وانا مالي ؟ انا هاخش بالموضوع دغري من غير لفافاتان و يا ريت أو ياريم

تديني الخلاصة من غير كدب ......

ارتبكت من كلامه مسئلة عيونها بتساؤل :

في ايه ي معتز ؟ وانا من ايمتة بكدب ما تسأل اللي انت عاوزه ؟

معتز مقتربا " بهدوء محدقا " بعيونها :

انا هسألك للمرة الأخيرة انتي لسانك بتحبيني ؟؟

اعتبرت ريم لعيونه بمركب : وايه لازمة السؤال ده دلوقتي ؟

معتز بعجلة : ريم أخلصي وجاوبي ع سؤالي

توردت وجنتيها لتقول : ايوا ولو مش بحبك مكنتش رحت لحد المشفى وقولتلك كل حاجة

تنهد معتز بارتياح واماء برأسه بموافقة : حلو كدة نخش بالموضوع بقى....

حركت رأسها باستغراب لتقول ريم بفضول :

في ايه يا معتز ؟؟ قول اللي انت عاوزه ...

اسند معتز جسمه على الكرسي ليقول بجدية رافعا" رأسه :

يبقى تتجوز ......

اتسعت اعينها لوهلة مدركة ما قاله لتقترب ريم من معتز محدقة بعيناه مسئله عيونها

بتساؤل :

انت بتتكلم بجد يا معتز ؟؟؟ انت اكيد بتهزر

معتز : هو في هزار بحاجات زي دي ؟؟

حرکت ريم رأسها برفض لتقول بقرار : مستحيل ده يحصل ...

معتز بعدم فهم : هو ايه اللي مستحيل يحصل ؟؟؟

نهضت ريم عن الكرسي لتقول : نتجوز يا معتز .....

نهض معتز بحذر واضعا يده على جنبه مكان الجرح :

انتي بتقولي ابيه يا ريم ؟؟

بدلت ريم نبرة صوتها : ابوا انا بحبك يا معتز و من زمان اوي وموقفتش عن حبي ليك يوم بس احنا مش ها نقدر نتجوز دلوقتي غير اما اخلص الجامعة بتاعتي انا مستحيل اتجوز قبل

وضع كف يده يفرك به وجهه رافعا اياه للأعلى ثم نظر لها بابتسامة استهزاء :

يبقى الكلام اللي قاله الافندي بتاعك حقيقة ... و طلعتي يجد عاوزة تلعبي بيا ....

جحظت ریم عيناها بصدمة تحاول فهم ما يقوله معتز فتحت فمها لتقول بصباح ضاربة اياه على صدره :

انت بتقول ايبيه با معتز ؟؟؟ ما تتكلم عدل ومين الافندي اللي انت بتقول عليه ده ؟؟؟

تراجع معتز خطوة للوراء متذكرا" ما حدث ليلة أمس ......

فلاش باك

بعد إصرار كبير منه على أمه بأن لا تتبقى معه بالمشفى وافقت فريدة بيأس وعادت

للفيلا ...... امسك بالوسادة ووضعها اسفل رأسه مثبتها .... محدفا " أمامه بتفكير ... ايقظه من تفكيره و شروده صوت هاتفه يصدح بالغرفة تناوله يحذر ليجد رقم دون اسم .. رفع معتز

حاجبيه مع حركه بشفتيه .. رفع السماعة ينتظر صوت المتصل .....

يوسف بنيرة مستهزأة :

الحمد لله ع السلامة ي باشا ...

حرك معتز رأسه باستغراب لعدم معرفته صوت المتصل : مين معايا ؟؟؟

ضحك يوسف وقال بمحاولة الاستفزاز معتز :

هو انت بجد مش عارفني انا ابقى يوسف .

معتز باستغراب : عايز ايه ؟؟

أجابه يوسف محاولا" استفزازه والتشديد على كل كلمة يقولها : مفيش انا بس كنت عاوز اتطمن عليك .. تعرف أي حاجة تخص ريم حبيبيتي تخصني و مبحبش از علها ......

احتدت ملامح معتز بشده و بانت عروق وجهه يقسم أنه لو كان امامه الآن لهشم وجهه بسبب تلك الطريقة التي يتكلم بها شد معتز قبضة يده ناظرا" امامه بغضب :

انت بتقول ايه يا زفت ؟؟ سيرة ريم ما تجيبهاش ع لسانك فاهم ؟؟ احمد ربنا انك دلوقتي

مش اودامي لو هويت ناحية ريم انا ها قتلك .

تابع یوسف استفزازه لیقول ببرود :

اوووويس ده انت بصلتك محروقة اوي وانا مكملتش كلامي ..... هو انت اكيد فاكر ان انا وريم ما اتخطبناش عشان بتحبك او بجد عاوزاك لا يا برنس هي كلمتني عنك وقالت ليا عن كل حاجة عملتها بيها والحقيقة مش ها خبي عنك عشان انا مش عاوز مشاکل احنا بنستنی لحد اما ريم تخلص من الجامعة بتاعتها مش اكثر ولو في حاجة ها تحصل غير كدة صدقني ها تكون لهدف ثاني بعيد عن انها تحبك لان ريم ما بنحبش حد غيري عايزك تحط الكلام ده حلفة بودانك وماتنسش خالص سلاااام ي برنس .....

أغلق يوسف المكالمة ليبدأ بإطلاق صغير ويدندن بسعادة وحيث لنجاح أول خطوة من مخططه

اما بالنسبة لمعتز فقد اجتاحه الغضب يصك على اسنانه ضاغطا على الهاتف بيده يكاد يجعله قطعا" .. تذكر بأنها لم تأتى اليوم لكي تتطمأن عليه بدأ الشك يتغلل قلبه نفض غطاء السرير عنه متوجها " نحو خزانة الملابس يرتدي عائدا " للفيلا ...

معتز متطلعا " امامه بغضب :

مش ها فضل هنا ولا ثانية اما اشوف الكلام ده صحيح او لا ... ماشي با ريم كل حاجة هانیان ....

خلف

جحظت عيناها بصدمة : يوسف ؟؟؟ ازای مستحيل يقول الكلام ده .....

نظر لها باستهزاء : وكمان طلعتيني انا الكداب ؟؟؟

ريم محاولة اصلاح الامر لتقول يتبرير :

لا مش كدة يا معتز بس انا مش مصدق ان الكلام ده ممكن يطلع من يوسف انا مش هانكر اتكلمت انا ويوسف صح بس عشان اوضح ليه موقفي من الارتباط مش اكثر وهو بيعرف اني انا مش بأحبه ....

معتز بعدم تصديق : ولو كلامك ده صحيح هو يعرف منين انك مش عاوزة تخطبي دلوقتي إنما بعد ما تخلصي من الجامعة بتاعتك ؟؟؟

نظرت له ريم بارتباك لتقول بتردد :

عشان انا وعدته اني مش ها تجوز دلوقتي غير اما أخلص الجامعة بتاعتي ومش بأحب حد

لوی شفتيه باستهزاء ناظرا" لها بخيبة تشدق باستغراب : ومين ده عشان تديه وعد ... ريم : انت ليه عاوز تعمل مشكلة يا معتز من ولا حاجة ده كان قبل ما ترجع لبعض ....

معتز بأعين محترفة من الغضب :

ترجع لبعض !!! ازاي ها نرجع لبعض يا هانم وانتي مش عاوزة ترتبطي ... أجابته ريم بتبرير : انت ليه مش عاوز تفهمني انا بس مش ها قدر ارتبط بحد غير اما اخلص الجامعة ....

تحولت نظراته لغضب واحتدت ملامحه ليقول ممسكا بذراعها ونبرة صوته ممزوجة بالغضب والخيبة :

لو انتي يجد عاوزاني ها تضحي بكل حاجة عشاني يا ريم ... هه بس باين كدة انك عاوزة تتسلي عشان كدة يا شاطرة روحي اتسلي معاه وها يرضى بالكلام الفاضي بتاعك انما انا مش بتاع الهبل ده .

ترك ذراعها ليتركها تان من الوجع مستديرا" للداخل ... نظرت له يعدم استيعاب واضعة كفين يدها على وجهها محدثة نفسها :

انا عملت ايه انا بكدة ها خسر معتز تاني .... نظرت للسماء لتقول بياس : ها عمل ايه يا رب ده وعد مش ها قدر .. ازاي ها قدر اقنع معتز بده ازاي يا رب ساعدني ومتسبنيش اخسر معتز ثاني ...

داخل كراج مخصص لميكانيكا السيارات يتواجد هناك طابق علوي يحتوي على مكتب ... يجلس كل من كمال وحمدي وتحسين على الأريكة الجلدية بصمت ينظرون الأمير الذي كان يدق على طاولة المكتب دقات متتالية بأصبعه ناظرا" أمامه بتركيز وكأنه ينتظر شيئا ما ... قاطع الصمت ..... صوت حمدي وهو يقول :

باشا احنا ها تفضل كدة لايمتة وسايين رسلان العطار يعمل اللي هو عاوزه ........ تدخل كمال متابعا" للحديث وموافق لرأي حمدي ثم نظر لأمير: ايوا يا باشا احنا مش لازم

نفضل ساكتين كدة ....

لم يجدوا استجابة من أمير الذي كان مستمرا " بحركته ونظراته ... ليقاطعهم صوت رنين

هاتف أمير .. التفت امیر لهاتفه ممسكا به لیصله صوت رجل .........

امير بابتسامة : ممتاز ما تشيلش عينك عنهم ومتعملش أي حركة من غير علمي ......... اغلق المكالمة ثم نظر لهم ليقول بنظرات مظلمة تنتوى وتخطط لفعل ما لاحت ابتسامة على

طرف شفتيه :

رسلان العطارها يسلمنا الشحنة وهو مغمض عينينه .

نظر كل من حمدي وكمال وتحسين لبعض باستغراب ، ليقول حمدي بتساؤل :

مش فاهميني باشا ؟ انت بتخطط لحاجة ؟

امير بحدة : مش لزوم تفهمو دلوقتي ........

همس تحسين بجانب اذن كمال : باين كدة الكبير بتاعكوا ناوي ع حاجة

كمال بتفكير نظر لحمدي نظرات ذات مغزى مؤكدا" على كلام تحسين

داخل بيت مدحت الدسوقي ........

ترجلت زمردة للداخل بابتسامة واسعة تزين شفتيها وضعت المفاتيح على المنضدة بجانب الباب .. لتقابل امها زينب التي فتحت فمها بصدمة من حال ابنتها ... نظرت زمردة لأمها يفرحلتتقدم نحوها ممسكة بيدها أخذت تدور مع أمها وترقص وتغني بسعادة مرددة أغنية شادية

يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا

ونبني طوبه طوبه في عش حبنا

نتهنى بالخطوبه ونقول من قلبنا

با دبلة الخطوبة

يا صوره في الخيال ما تغيش عننا

بداية الامال وعز فرحنا

شبكنا بدلته وقرينا فاتحته

وعرفنا نيته وغلاوته عندنا

وعرفنا ديته وغلاوته عندنا

ضحكت زينب السعادة ابنتها وأحست بقلبها بتطاير من الفرح متمنية أن يديم الله هذه البسمة والفرحة بقلبها وعلى وجهها ، أوقفها فضولها لتستعلم ما سبب وسر تلك السعادة والفرحة الغامرة ... استنتجت من تلك الكلمات وشكت بأمر ما لكنها أحبت أن تتأكد...

زينب متوقفة لتقول بتساؤل :

هو مين ده اللي عاوز يتخطب وانتي فرحانة كدة ليه ي زمردة ؟؟؟

زمردة بضحكة احتضنت زينب :

رسلان یا ماما رسلان طلع بجد بيحبني وعاوز يتقدملي ....

ابتعدت عن أمها متابعة بسعادة وعيونها تلمع من الفرح : انا مبسوطة اوي يا ماما انا اول

مرة بحياتي بحس قلبي طاير من الفرح بالشكل ده .

أطلقت زينب زغروطة تعبر عن فرحتها وسعادتها بهذا الخبر .......

ما من بدري يا بنتي ايوا كدة فرحينا .... يا فرحتك يا زينب ده انتي صبرتي وتولتي يا بنتي

التقت زمردة حولها بتوتر و ارتباك : مفيش وقت يا ماما رسلان اتكلم مع بابا وعاوز يجي هو

واهله بكرا .....

شكرت زينب الله على هذه الفرحة وقالت بسعادة :

ربنا يحميه الراجل طلع بجد ابن اصول و محترم شوفتي يا بنتي ازاي كنتي ظالماه ....

زمرده بندم : مكنتش اعرف ان ها يبقى كدة خلاص الي فات هايتنسي وها نفتح صفحة جديدة ....

نظرت لأمها بتساؤل :

ها نعمل ايه دلوقتي يا ماما ؟

زينب : ما تخافيش يا بنتي انا ها عمل كل حاجة .....

اطلقت زمردة تنهيدة لتقول بتوتر :

انا متوترة اوي يا ماما مش مصدق ان اللي بيحصل دلوقتي حقيقة .

اقتربت زينب منها مطمأنة اياها : ان شاء الله كل حاجة ها تبقى يا بنتي زي ما انتو عاوزين

وأحسن ربنا يفرح قلوبكو ويجعلكو سند لبعضكم يا رب .....

التفتت زمردة لأمها تنظر بامتنان : متشكرة اوي يا ماما ربنا يخليكي ليا انتي وبابا انتوا اكبر سند لیا

داخل قصر العطار

كانت ممسكة أدوات التنظيف متمسكة بهن كعذر وحجة إن رآها أحدا ما ... تتلفت حولها بارتباك متوجهه بخطواتها المرتبكة نحو غرفة ما فتحت الباب بحذر نظرت وراءها لتتأكد بأنه لا يوجد أحد وضعت أدوات التنظيف بسرعة على الأرض لتبدأ عملية البحث ........

بالخارج

فضل رسلان العودة للقصر وإبلاغ العائلة بقراره .. فور وصوله للقصر ترجل من سيارته

متوجها " للداخل فاتحا " الباب ....

التفت رسلان حوله لكنه لم يجد أحد ... نادى بصوت عالي : ام سعاد

لتأتي ام سعاد مهرولة نحوه تستقبله بابتسامة بشوشة : ايوا يا رسلان باشا

رسلان بتساؤل : ماما وجدتي وعمي هما فين مش شايف حد؟؟

ام سعاد : قاعدين عند اكثر حاجة بنحبها .....

ابتسم رسلان فاهما" قصد ام سعاد ، اماء برأسه بتفهم ليقول :

ها روح اغير هدومي واروحلهم .....

كانت تبحث بسرعة في كل مكان بالغرفة حاولت بشتى الطرق توقع جميع الأماكن التي يمكن أن يضع بداخلها الخاتم والبحث بها لكن دون جدوى .. بحثت كثيرا لكنها لم تجده ... أحست بخطوات آتية من الخارج لتهرول بسرعة باتجاه أدوات التنظيف ممسكة بها متظاهرة بأنها تقوم بالتنظيف .... فتح رسلان الباب ليجد الخادمة ممسكة بالمعقم ترش به وتمسح بالمنضدة التفتت محاولة الثبات والسيطرة على ارتباكها وتوترها .....

الخادمة : در رسلان باشا انا انا كنت بوضب الأوضة بتاعتك ....

رفع رسلان حاجبيه باستغراب لتوترها وارتباكها ....

اجاب رسلان عيونه حول الغرفة ثم نظر لها بشك .. لتبتلع ريقها بتوتر تقدمت للخارج يخوف ممسكة بأدوات التنظيف وهي تقول بتلعثم :

انا انا هاسيبك يا باشا تستريح

رسلان باستنتاج من ارتباكها و توترها :

البنت دي باين وراها حكاية اتمنى ما يكونش اللي بدماغي ....

وضع بده بجيب بنطاله مخرجا " الخاتم منه ... أمسكه رافعا " إياه باتجاه وجهه ينظر اليه بتفكير : انا حاسس انك انت اللي ها توصلني لصاحبك ... كور قبضة على الخاتم هازا"

رأسه : كل حاجة هايجي وقتها ......

قاطع تفكيره صوت هاتفه ليجده عمار ....

رسلان : اه يا عمار

عمار بسعادة : هات البشارة يا ابن خالتي انا اتكلمت مع ال HPG اديتهم معلومات مصطفى يومين بالكثير وها يكون بايدك ....

نظر رسلان امامه متذكرا " يحقد ما فعله مصطفى صك على اسنانه ليقول : قبل ما يتسلم

عمار : ماشي سلام .....

للبوليس ها عمل معاه الواجب ..... اقفل دلوقتي يا عمار وهاكلمك بعدين ....

بعدما غير ملابسه وارتدى ملابس كاجول توجه نحو المزرعة الخلفية للقصر .. نحو الأسطبل

ليجد عائلته جميعها مجتمعه هناك .......

كانو جميعهم يجلسون يتبادلون الحديث ويتناقشون وينظرون للخيل ....

عبد الحميد بصوت عالي مرحبا " برسلان :

رسلااا ان تعالی يا بني الاقعد جنبي ....

اقترب رسلان من عمه عبد الحميد جالسا" بجانبه ...

عبد الحميد واضعا " يده على كتف رسلان :

طمني ع صاحبك معتز عامل ايه دلوقتي .......

رسلان بابتسامة سطحية اماء رأسه :

الحمد لله يا عمي هو كويس ...

عبد الحميد بتساؤل :

مسكتو باللي عمل كدة وصلتني أخبار أن من وقت ما حصلت الحادثة واللي عمل كدة هرب ... هو يا ابني كان عاوز منكو ايه ؟؟

رسلان بهدوه ​​: متشیلش هم مع عمي انا لها بموجب .....

عبد الحميد : خلي بالك يا بني انا معرفش هو الدنيا حصلها ايه والناس بتعمل ببعضها كدة ازاي

اشاح رسلان نظره ملتفنا " لأمه وفطيمة اللتان كاننا تتابعان حديثهما بصمت وفضول .......

تحدثت فطيمة بتساؤل وفضول :

خير في ايه مال صاحبك ي بني ؟؟؟

قال رسلان وما زال على نفس النبرة :

مفيش حاجة بسيطة كدة وعدت .... تنحنح رسلان وعدل جلسته ناظرا" للجميع بجديه :

انا جاي ي عمي عشان اقولكو اني قررت اتجوز .....

فتحت مريم فمها بصدمة ونظرت الفطيمة محاولات استيعاب ما استمعن له .....

عبد الحميد بسعادة : انت بتتكلم بجد يا بني ...

رسلان بتاکید : ایوا بتكلم بجد وبكرا هاتكون قراية الفاتحة .

تبدلت ملامح مريم وفطيمة للفرح والسعادة وضعت مريم يدها على قلبها الذي بدأ ينبض بسرعة من الفرح اغمضت عينيها شاكرة الله انه استجاب دعاءها وأنها سوف تفرح بابنها ....."قريبا

اما قطيمة فقد ضحكت وقالت :

تعال يا واد هنا جنبي هو انت مقرر وجاي تقولنا دلوقتي افرض محبتهاش انا مش قولتلك لو عاوز تتجوز قول ليا ....

اقترب رسلان من جدته ليقول بثقة وابتسامة ناظرا " للجميع : ما تخافوش ها تحبوها اوي

نظر رسلان باتجاه امه وكأنه ينتظر منها كلمة او مباركة ..... اماءات فطيمة برأسها المريم لكي تبادر بالحديث معه .

مريم واضعة يدها على كتف رسلان : مبرووك يا بني فرحتني اوي ......

نظر رسلان لمريم هازا" رأسه بامتنان فقد كانت جملتها قصيرة وكان منتظر أكثر من ذلك

لكنه أحس بالراحة لهذه الكلمات .....

رسلان ممسكا" هاتفه : انا عايز ارتاح عن إذنكو .....

توجه عبد الحميد نحو الخيل والابتسامة لا تفارق شفتيه .... تنهدت مريم بارتياح ناظرة الفطيمة :

الحمد لله يا ماما فطيمة انا بكدة ها تطمن ع ابني ....

فطيمة بتفكير : انتي ورسلان مش ها تفضلو كدة انا لازم التي حل للموضوع ده ....

تنهدت مريم بيأس لتقول بحزن وهي تجلس على الكرسي :

انا كل ما يحاول اتكلم معاه بحس بينا حاجز كبير اوي وومش بقدر اكسره كل ما يقول

خلاص كل حاجة ها ترجع زي الاول بلاقي ابني رسلان بقى بعيد عني من ثاني ...

جلست فطيمة بجانبها تنظمانها : هاينكسر يا بنتي مصيرنا نكسر الحاجز ده ان شاء الله

في داخل القصر

أمسكت هاتفها تضغط على رقم ما بتوتر وارتباك ناظرة حولها لتتأكد بأنه لا يوجد أحد

الخادمة : يا باشا انا ما سبتش حنه ما دورتش بيها اللي انت عاوزه مش هنا انا اتأكدت .... امير بتفكير محاولا" توقع اخر نطق امرا لها : يبقى فتشي باوضة الهانم بتاعتك مش عاوزك

ترني ثاني الا وانتي لاقياه فاهمة ؟؟

اماءت برأسها بخوف وتوتر : حاضر حاضر يا باشا ....

اغلقت الهاتف بسرعة متطلعة حولها .... الخادمة محدثة نفسها : انا هاستغل انهم كلهم مش هنا واخش ادور دلوقتی ......

ترجلت بخطوات سريعة باتجاه الغرفة ....

عند امير اغلق هاتفه وغرز اصابعه بخصلات شعره أخذ يجوب بالمكتب بتفكير : ازاي الخاتم

مش معاه اومال هايكون فين ؟؟

داخل قصر العطار

كان يخطو خطواته صاعدا الدرج متجها نحو غرفته ... وصل للأعلى ليجد باب غرفة أمه مقابلة لغرفته مفتوحا رفع رسلان حاجبيه باستغراب ناظرا للاسفل محدثا "نفسه :

هي ماما مش كانت تحت ولا ايه ؟؟ تقدم بخطوات حذرة يحاول معرفة من داخل الغرفة .... وضع يده على الباب المفتوح قليلا ليجعله يفتح بالأكمل ... وجدها هي نفسها لكن هذه المرة لم يكن معها أي شيء، نظر رسلان للخادمة نظرات مستغربة متسائلة محركا"

باستفهام :

انتي بتعملي ايه هنا ؟؟؟

ارتعدت اوصالها وعقد الخوف لسانها أوشكت أن تجيبه لكن رسلان باغتها وامسك بذراعها بقسوة لينظر لها بغضب صاكا" على اسنانه :

هو انتي فاكراني اهبل عشان تضحكي علي بكلمتين ، مين الكلب اللي بتشتغلي ليه ؟؟؟ اقشعر جسد الخادمة يخوف وتوتر وبدأ بالبكااء بشدة لتقول بكلمات مبعثرة وتلعثم :

والله یا باشا مفيش مفيش حد انا كنت عاوزة أوضب الأوضة .....

أجابها رسلان وهو يصك على أسنانه بقوة مشددا على الكلماته :

انا هاوريكي دلوقتي ازاي توضبي الأوض .... اطلق صرخة هز بها القصر مناديا" على أم

سعاد التي انته مهرولة ....

ام سعادة بخوف : في ايه يا رسلان باشا مالك ؟؟

رسلان بنبرة جادة وغاضبة : اندهيلي عز بسرعة ....

هرولت سعاد راكضة لأن تنادي على عز ......

الخادمة بالنواح والبكااء والرجاء :

والله يا باشا مليش ذنب ااااانا انا معملتش حاجة .... ارجوك ارجوك سامحنى ....

رسلان بنظرات مظلمة مشددة على الكلماته :

مين اللي باعتككنتي بتدوري ع ايه ؟

رسلان بمثل من عدم اعترافها بالحقيقة :

باين كدة مش عاوزة تتكلمي يبقى انا هاسيب عز وهو يعرف شغله معاكي ......

هزت رأسها بخوف يمنع :

: لا لا يا باشا انا هاقولك ... كفكفت دموعها لتقول بين تلعثماتها وشهقاتها وأشارت له بالهاتف

اقسم بالله يا باشا ما اعرف شكله انا كنت ماشي مبارح بالسكة ولقيت تنين طابين عليا

وفجأة لقيتهم يعرضوني وقالو ليا اتصل عالنمرة دي ....

امسك رسلان هاتفها ناظرا للرقم فأخرج هاتفه ونقله له ....

تابعت قولها بخوف: هددني وقال ليا لو ما عملتيش اللي انا عاوزه ها قتلك ... اداني صورة

خاتم وقال ليا انا عاوزكي تفتشي بأوضة الباشا بتاعك

رفع

بابتسامة استهزاء وثقة فها هو تأكد بأن صاحب الخاتم يقترب منه رويدا رويدا :

- كنت حاسس ...

تابعت بتلعثم: واما ما لقيتش الخاتم بتاعك قال قال ليا فتشي بأوضة الهاتم بتاعتك .....

اتسعت اعينه باستغراب محاولا استيعاب وربط ما تقوله :

- اوضه امي ؟.

اشاح برأسه بتفكير وتساؤل :

هو يعرف امي منين ؟؟ وازاي لو مش معايا ها يبقى مع امي .....

تنهد رسلان بتعب محاولا" التركيز فرك جبهته بتفكير محاول ربط الأحداث

ببعضها .. ويتساءل من هو هذا الي يحاول اختراق حياته وعلمه بكل شيء يخصه تم ازاحیده مستديرا" نحو الخادمة لكننننن تعلقت عيناه على ذلك الالبوم الموضوع المفتوح على

المنضدة بجانب سرير أمه التفت نحوه متوجها بخطواته نحو المنضدة بفضول ...........


تعليقات