رواية قيصر العشق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم عروبة المخطوب


 رواية قيصر العشق الفصل الثامن والعشرون 

أمسك رسلان الألبوم الموضوع على المنضدة بجانب سرير أمه ، علفت انظاره ولمعت عيناه ولاحت الابتسامة على شفتيه بسبب تلك الصور التي تجمعه مع امهذكره بأيام طفولته ، أوشك على تقليب الصفحات ورؤية المزيد من الصور لكن قاطع فعله صوت عز وهو يقول .......

عز : تحت أمرك يا بيه

ترك رسلان الألبوم من يده متوجها "نحو عز ، ثم نقل نظره نحو الخادمة التي كانت تقف ترتجف من الخوف وتشهق من البكاء خوفًا من العقاب تطلع رسلان نحوها باستحقار جراء الفعل الذي قامت به فكم يمقت الخيانة ، ثم أعاد انظاره لعز امرا "أن يقوم بإخراجها فورًا" من القصر وعدم إرجاعها مرة أخرى ....

رسلان بأمر قطعي :

خد البت دي وإديها المرتب بتاعها ومش ​​عاوز اشوف وشها تاني ....

تم رفع أصبعه محذرا إياها : إياكي اشوف وشك هنا ثاني وقتها مش ها رحمك ...

صحت الخادمة برجاء وبكاء :

سااامحني يا باشا غصب عني مكانش بإيدي سامحني ارجوووك ي باشا. أمسك عز الخادمة التي كانت تبكي بشده وتطالب بالسماح وعدم قطع سير لقمة العيش بالنسبة لها ، وتطالب بالسماح والعفو ولكن بالنسبة له ، لا مجال لمسامحة الخائنين فمن يخون العشرة مرة يخونها مرة أخرى.

اطلق رسلان تنهيدة ممسكا" هاتفه ناظرا" للرقم الذي بحوزته ثم وضعه على برنامج التروكولر محاولا" معرفة الاسم فخرج له اسمه مكتوب عليه فاعل خير تيقن أن الرقم جديد عندما وجد بالمعلومات انه لم يتصل سوى 4 اتصالات فتأكد جيدا" أن الشخص الذي يقوم بالبحث عن الخاتم قام باستخدام هذا الرقم لتخصيصه لمحادثة الخادمة ...

وتأكد أيضا أنه هو نفس الشخص الذي له علاقة بحرق المصنع والصفقة من خلال الاسم متذكرا ذلك الاتصال الذي قام بتهديده أن يقوم باغلاق الصفقة الوهمية .... نظر للخادمة ثم امسكه وقام بالضغط على أمر الإتصال منتظرا" الاستقرار .....

على الجانب الآخر كان أمير ينتظر مكالمة الخادمة على أحر من الجمر فور استماعه الرنين الهاتف ووجده رقم الخادمة فتح الخط بدون تفكير ...... أمير متسرعا" يريد أخذ جواب من الخادمة:

عملتي ايه ؟؟؟

لم يجد منها الرد ليقول بتحذير :

متقوليش إنك مش لاقياه .

عند رسلان ......

استمع لنبرة صوته بتركيز ولكل حرف ينطق به .. أمال رأسه لليسار محاولا" تمييز الصوت

لعله يجد الخيط الذي يوصله لهذا الشخص ........

انتبه أمير لحاله الصمت وعدم الاستجابه تيقن بأن العملية فشلت وأن الخادمة قد تم الامساك بها صك على أسنانه بغضب وشعر بالحنق ضغط بشدة على الهاتف وابعده عن أذنه موشكا" على إغلاقه لكن ردعه عن فعله صوت رسلان .......

رسلان بنبرة تميل للاستهزاء والاستحفار :

انت حطيت نفسك بموقف صعب اوي ....

ثم تابع بنبرة مشابهة لكن أخفض صوته ونبرة اشبه للفحيح : كل اللي ليه اول ليه آخر .... لو انت راجل يبقى نواجهني وش لوش ... ثم شدد رسلان على كلماته الأخيرة الاستفزازه اكثر :

بلاش شغل النسوان بتاعك ......

اغلق رسلان الهاتف متعمدا " بعدما قال ما أراده ثم ضرب الهاتف بقبضة يده يفكر امامه ضاغطا" على شفتيه بغضب محدثا " نفسه ليقول :

مین ده و عاوز ايه ......

تأقف معبرا عن مدى قهره وغضبه فاركا" جبهته يدور حول نفسه مرددا" بتفكير : صوته صوته صوته مشششش غريب حاسس الصوت ده قريب مني اوي ...

عند امير

بدأ الدم يغلي بعروفه فور استماعه لتلك الجمل المهينة له وتشنجت عضلاته وصاح محدفا" امامه بنظرات متوعدة ينطلق منها الشرار : ها نتقابل ها نتقابل با رسلان العطار وديني الأخليك تندم ع كل كلمة قولتها .........

في داخل قصر امير

تجلس واضعة قدما فوق أخرى ترتشف من كوب القهوة رافعة رأسها بغرور لتقول بشماته وضحكة استهزاء :

تعرفي يا نوران انا مكنتش فاكرة أن مريم عبيطة للدرجادي هههه هي فاكرة انها بالشرط بتاعتها ها توقفني عن اللي انا عاوزه اعمله .

توران بمقاطعة وتحذير : ها تعملي ايه يا هند ؟؟؟؟ انتي عارفة كويس ان الشرط بتاعها مش سهل ولو ما التزمنيش بيه ها تروحي بداهية ومحدش هايرحمك .

ضحكت هند بصوت عالي ثم نهضت تنظر امامها بغل : مريم مش ها تقدر تعمل حاجة انا وافقت ع الشرط بتاعها تسليك ..... عشان توقع عالورق ده .. اللي هايدمرها هي وعيلتها ولو فتحت بوها بحرف يبقى ... امير ابنها ها يكون بوش المدفع وده ها يكون الضربة القاضية

ليهم كلهم ......... و مريم ها تشيل كل حاجة .

نوران بإعجاب ودهشة بجد يتخاف منك يا هند ايه الدماغ الشغالة دي .....

رمقتها هند بنظرات الغرور والإعجاب بنفسها

لم يشعر بالوقت وهو غارقا بالتفكير يجوب بالغرفة ايابا" وذهابا " حتى أنه نسي بأنه لا يتواجد بغرفته وإنما بغرفة أمه .....

بالخارج :

صعدت مريم للأعلى باتجاه غرفتها لاحت على ملامحها علامات الاستغراب بعدما رأت باب غرفتها المفتوح بأكمله .....

مريم محدثة نفسها وتساءلت : باب الأوضة ليه مفتوح بالشكل ده ؟؟ تقدمت بخطواتها بفضول نحو الغرفة لتكتشف من يتواجد بها ... توقفت فجأة واتسعت أعينها بدهشه لتقول

باستغراب :

ايني رسلان ؟؟ انت بتعمل ايه بالأوضة عاوز حاجة اساعدك ؟؟

توقف رسلان ينظر باتجاه امه متذكرا انه بغرفتها تنحنح متطلعا " حوله بارتباك يحاول

ا لا مفيش ... اصل كنت طالع ع أوضتي وشفت باب الاوضة بتاعتك مفتوح فااا....

مريم موقفة اياه : يا بني مفيش داعي تبرر دي أوضة امك تقدر تدخل ليها وقت ما تحب .

توقف عن حديثه ناظرا" لها باستغراب ثم هز راسه بامتنان متقدما خطواته للخروج .

اوقفته مريم ممسكة بذراعه :

استنی يا ابني انا عاوزة اتكلم معاك بموضوع .......

توقف رسلان مستديرا نحو مريم ليقول بهدوء واحترام : اتفضلي ....

مريم بحنان : تعالا القعد يا ابني .....

جلس رسلان على الأريكة .... لتتوجه مريم باتجاه خزانتها تخرج شيء ما وقامت بإقفالها تم عادت تجلس مقابلة الرسلان ....... تطلعت نحو رسلان يحنان وابتسمت لتقول وهي معيدة نظرها نحو ما بيدها : تعرف يا ابني الخاتم ده كان اول هدية جاتلي من باباك ربنا يرحمه ..... الخاتم ده غالي بالنسبالي اوي .....

تم مدت يدها تعطيه لرسلان خد يا ابني الخاتم ده ها يكون من نصيب البنت اللي

ها تتجوزها .....

مفيش داعي انا هاجيب واحد جديد .

رسلان باعتراض رافضا" أن ياخذه :

النجيبه مريم بإصرار وهي تمسك بكف يده تضعه بداخلها : يا ابني ده وعد مني لباباك الخاتم ده ها يكون المراتك .....

وضعته وعدلت جلستها تنظر امامها بحزن شعر رسلان بغصه على الحزن الذي بان على ملامحها اردفت القول بنبرة حزينة منكسرة :

انا أعرف يا بني أن الدنيا دي جت علينا أوي وحرمتنا تكون زي اي ام وابنها ... بداية الحكاية سليم سابنا ومشي وبعدها انت سبتني ومشيت ... الفرق ما بينكو أن سليم مشي عند ربنا وربنا اختار له ده لكن انت مشيت بسببي .. تنهدت بحسرة : انا آسفة ي بني اني حملتك ذنب مكانش ليك دعوه بيه حملتك ذنب موت ....

قاطعها رسلان بحده وعيناه تكاد تنفجر من الاحمرار حتى على ركبتيه برجاء ممسكا" يكفيها

ليقول بتوسل :

ارجوكي يا امي متكمليش ..... أثنى رقبته وسعل بشدة موج من الذكريات عصفت به جعلته يشعر بالاختناق ، حاول الثبات تم تشدق بصعوبة ينظر لها يعيون دامعه :

جايز لو متخانقتش مع امير وقت ما جالنا وقال ان هو اخويا محصلش اللي حصل .. ولا عمل حادثة ، جايز معاكي حق يا امي بكل كلمة قولتيها وان انا السبب باللي حصل وسبب يموت اخويا اللي انحرمت منه ...

تم تابع بانكسار :

بس بس انا كنت محتاجك محتاجك اوى .... محتاج أم محتاج سند ليا بالدنيا .... بعد ما سافرت يا امي الدنيا قفلت ب وشي .. انتي متعرفيش ايه اللي حصلي بالسنين دي كلها ... اغمض عينيه فاركا " عيونه و هز رأسه مانعا" ذاكرته من التعمق والغوص بالأحداث

المؤلمة التي حصلت له اثناء غربته .

انحنت مريم لابنها تتحسس شعره وتربت عليه بحنان وأعين باكيه :

سامحنی یا اپنی سامحنى في حاجات كثيرة تحصل بحياتنا احنا منختارهاش .....

رمقها رسلان بنظرة عتاب ليقول :

لأ يا امي انتي أخترتي .. اخترتي افضل بعيد عنك .

مريم بغموض : انا آسفة يا ابني بس في حاجات مقدرش اجاوبك عليها ..... ثم امتزجت

ابتسامة فخر وسط حزتها وبكاؤها :

طول عمرك يا ابني راجل.. انت سند لينا كلنا انت كتمت حزنك ووقفت ع رجليك ... خلي بالك يا ابني في الدنيا دي مهما حصل حاول ما توقعش واعرف أن ربنا دايما معاك بكل خطوة ....

ايتسم محركا" رأسه بيأس مطلقا" تنهيدة :

يااااه تعرفي انا بقالي سنين نفسي اسمعك كلام زي ده اوقات كثيرة نفسي اتكلم معاكي واشكي ليكي عن كل حاجة حصلتلي وبتحصلي .... صمت لحظة لينظر لأمه برجاء : ممكن

اطلب منك طلب يا امي ......

حركت مريم رأسها بفضول لتقول باعين دامعة :

اطلب يا حبيبي لو عاوز روحي اديهالك .......

اسبل عيونه يتعب ليقول بصوت مبحوح :

انا عايز احضنك يا امي .....

عانقته مريم بسعادة لطلبه هذا ربنت على شعره أسفا وحزنا على تلك السنين المؤلمة التي حل بها الجفاء بينهما بدلا من الألفة والمحبة ، فبكت بكاءا ممزوجا" بالسعادة لتواجد ابنها بين يديها وحسرة على تلك السنين التي ضاعت والألم الذي سبيته الحياة لهما ، تعب مفرط شعر به بسبب ذكرياته المؤلمة والتزامه بالصمت والكبت بقلبه وعدم البوح والتعمق كثيرا" بتلك الذكريات ، حضن أمه الذي يفتقده منذ سنين أشعره بالأمان والراحة ليغمض عيناه بسلام متمنيا " أن تطول هذه اللحظات ، هكذا أعيد مشهدا" آخر مؤثر وحزين بشير الوانا" من اللوعة والحسرة وبنفس التوقيت السعادة الاجتماع الأم وابنها أخيرا " ......... بعد مدة شعر رسلان بالراحة والأمان استأذن من أمه الخروج ليعود لغرفته أخذا حمام دافيء

داخل فيلا رحيم السيوفي

دخلت ريم بوجه متجهم لداخل الفيلا لحقتها عفاف وامسكت بذراعها التقول:

استني يا بت ايه اللي حصل ما بينكو انتي ومعتز متقوليش محصلش حاجة ، لان وشه كان باين عليه عاوز يخنفك انجزي وقولي ايه اللي جرى ما بينكو ؟؟؟

ريم بحزن: معتز عاوز ترتبط

عفاف : الله ومالك بتقوليها كدة ليه مش هو ده اللي كنتي عاوزاه ؟؟؟

ريم : لا يا ماما مش هو ده انا مش ها قدر ارتبط بحد غير اما اخلص الجامعة بتاعتي

عفاف بصدمة : نعمممم؟؟؟؟ وده من ايمتة ؟؟؟ بصي يا ريم انتي باين عليكي كدة مش عارفة انتي عاوزة ايه .... يا بنتي ربنا يرضى عليكي استهدي بالله وما تضيعيش الراجل من ايديكي معتز انا بعتبره زي ابني ومش هتلاقي حد ليكي احسن منه .

نزعت ريم بدها من أمها لتقول :

انتي مش فاهمة حاجة يا ماما انا دلوقتي عايزة ارتاح وبعد كدة تتكلم ......

ترکت امها مهرولة لغرفتها رمت حقيبتها بغضب ...

ريم بعصبية ممسكة هاتفها ضغطت على رقم يوسف بسرعة منتظرة استجابته وهي تهز

رأسها تتوعد له ، فور استجابته صاحت ریم :

انت ايه اللي تنيلنه يا يوسف عملت كده ليه ازاي تتكلم مع معتز انت مجنون انت دمرت كل حاجة ...

يوسف مدعي البراءة :

اهدي يا ريم في ايه انا معملتش حاجة

ريم بغضب : ما بلاش كدب يا يوسف انا قبل شوية كنت عند معتز وهو قال ليا عن كل حاجة

يوسف متصنع البراءة محاولا" كسب شفقتها :

ربنا يسامحك ي ريمو انا كدة ها زعل منك انا ابوا اتصلت بيه بس ده كان عشان اتطمن عليه واقوله الحمد لله ع سلامته لو عملت حاجة وحشة انا اسف ....

ريم : طب ممكن اعرف انت ليه قولتله عن اني مش عاوزة ارتبط بحد غير اما أخلص

الجامعة بتاعتي ...

يوسف : اه قوليلي انتي ليه زعلانة بقى .... مفيش هو قال انكو ها ترتبطو وانا قولت ليه ان ده مش ها يحصل عشان انتي ادتيني وعد انك مش عاوزة تتجوزي ولا ترتبطي بحد وانتي مش مخلصة الجامعة .....

تأففت ريم : يا ديني ع الوعد قطع لساني قبل ما اديك الوعد ده انا معرفش ازاي عملت كدة

يوسف بلامبالاة ليقول بتمثيل أنه انزعج من كلامها :

انتي حرة يا ريم بالنهاية ده اختيارك وانا مش ها جبرك ع حاجة ودى حاجة بقت بينك وبين ربنا وانا مغلطتش ولا كنت عاوز اعملك مشكلة الجملة دي خرجت بشكل عفوي مني عن

أذنك انا ها قفل الخط عشان ورايا شغل ......

كلامه الذي اختاره بعناية لينير شفقتها أتى بمفعوله وأثر عليها ......

ريم بندم : خلاص يا يوسف ما تزعلش حقك علي

يوسف مبتسما "ابتسامة خبيثة : خلاص يا ريم انا ما بزعلش ولا ها زعل منك بس بجد عندي شغل وعاوز انزو عن إذنك ......

أغلق الهاتف يبتسم بخيانة النجاح مخططه .

عند ريم

و بخت نفسها كثيرًا" بسبب هذا الوعد الذي جعل علاقتها مع معتز تضع بمازق وتوشك على خسارة معتز ...

ريم محدثة نفسها بعتاب وندم :

انا ازاي ادي وعد ليوسف دماغي كانت فين .... كل ده بسبب معتر و دلوقتي جاي يلومني هو السبب باني أعمل كدة يا ربييييي اعمل ايه ازاي ها قنع معتز بحاجة زي دي ....

صباح اليوم التالي

داخل بيت مدحت الدسوقي، فتحت زينب باب غرفة زمردة لتجدها مظلمة محجوب عنها أشعة الشمس، توجهت نحو الستائر وقامت بفتحها لتجعل ضوء أشعة الشمس يتسلل للغرفة.

زينب : قومی یا زمردة ما بلاش كسل النهاردة ....

تململت زمردة بفراشها فتحت عيناها للحظة لتغطي عليها بذراعها تحجب بها الضوء القوي.

زمردة بتناوب : في ايه يا ماما ما لسة بدري سيبيني ارتاح .....

زينب بتوبيخ : ترتاح من ايه يا بنت بقولك فوقي بقى ورانا حاجات تجهزها بلاش تلكك ع

وش الصبح ....

زمردة بيأس : حاضر حاضر يا ماما انا قمت اهووو ...

زينب : ايوا كدة يلا عشان انا جهزت الفطار ها تفطرى وبعد كدة نشوف ها تعمل ايه .....

نهضت زمردة فاردة ذراعيها مستنشقة الهواء المتسلل للغرفة بسعادة ........

داخل قصر العطار

أنهى رسلان يجهز نفسه ويخرج من الغرفة ، ليجد أمه امامه ينتظره .....

رسلان باستغراب :

خير يا ماما في حاجة ؟

قربت مريم من رسلان ممسكة بيده بابتسامه وضعت بها عليه صغيره لنقول ....

مريم بسعادة :

دي هدية صغيرة يا بني ليك ....

أمسك رسلانتش بفضول ليقول وهو يفتحها : - هدية ايه دي ١٢٠٠

مريم بابتسامة :

دي اشتريتها انا وجدتك اما سافرنا الغردقة ومجاتش الفرصة أديك اياها ......

فتح رسلان العلبه ليجد بها خاتم ثم أعاد نظره لأمه وهو يقول : مكانش في داعي ..... مريم : لا في ي ي بنى انا عايزك تفضل لابس الخاتم ده وما تشيلش من ايدك .....

كاد أن يجيبها لكن وجد جدته فطيمة تقترب منهم وهي تقول بضحكة : رسلان يا ابني انت هنا ... تعرفي يا مريم انا ما بصدق والليل يجي اشوف البنت اللي اختارها ابنك من ورانا ....

مريم بضحكة مقتربة من قطيعة: تصدقي يا ماما وأنا كمان بس أكيد هاتكون بنت مميزة

عشان كدة أختارها ...

رسلان بثقة وغرور: هو انتو عندكو شك محتاج زي دي ؟؟ رسلان مش هيختار وحدة الا وتبقى بجد مميزة وتستاهل تنضم لعيلة العطار

فطيمة بضحكة ممازحة:-

هو احنا نقدر يا ابني نشككك انا واثقة اوي ان البت دي ها تبقى مفيش منها اثنين زيك كدة

رسلان بضحكة:-

- صابوا يقى انا عايز كلام زي ده بالزبط اودام العروسة يا تينة والنبي لاحسن هي مطلعة عيني

نظر للساعة ليقول مضيفا" بإيجاز

رفع الآخر عليه وأشار" بها بيده: شكرا يا ماما ، عن أذنكم اتأخرت ع الشركة ....

هبط رسلان للأسفل تاركا فطيمة ومريم بأعينهما المتسعة تنظران أمامهن ....

اشاحت مريم رأسها نحو فطيمة لتقول بتساؤل :

با رب انا اللي سمعته ده بجد ولا ده تهيؤات ....

فطيمة وهي الأخرى مصدومة من أسلوب حفيدها :

با این كده يا بنتي ان حقيقة مش تهيؤات بس ايه اللي حصل عشان رسلان يتغير بالشكل ده

اطلقت مريم تنهيدة ممسكة بذراع فطيمة :

الحمد لله تعالي احكيلك ايه اللي حصل مبارح ......

فطيمة بفضول : خير يا رب ......

مریم : خير يا امي خير .....

بعد مدة من جلوسهن شرحت مريم ما حدث لقطيمة

مريم منهية : ده اللي حصل يا امي ان شاء الله ربنا بيكرمنا ومفيش حاجة وحشة تحصل

ونفرح بيه بقى ......

التقول قطيعة بسعادة شاكرة الله : الحمد لله ربنا يهديه ويفضل معاكي كدة يا بنتي خلي بالك من اللي اسمها هند مش عاوزين مشاكل ثاني جايز بتدور ع طريقة تخرب بيها كل

داخل شركة العطار

رسلان مترجلا" للمكتب ووراءه عمار :

في اخبار جديدة يا عمار ؟؟

عمار : حاليا " مفيش بس يومين بالكثير وها يكون مصطفى بايدنا .....

رسلان وهو يجلس على الكرسى فاتحا" كمبيوتره :

كويس تركز بالشغل بقى .... ايه اخبار البورصة ؟

عمار وهو يجلس مقابل رسلان : كويس اللي افتكرت وده اللي عاوز اكلمك عنه احنا لازم

نتحرك يا رسلان ونعلن عن صفقة جديدة البورصة بقالها يومين بنزول ........

رسلان بتفكير ممسكا " قلمه : قبل ده احنا لازم تفكر بحاجة جديدة انا عايز أوسع الشغل اكثر من كدة يعني ها خرج من دائرة الحديد والصلب لحاجة ثانية مختلفة خالص .....

عمار برفض : ما بلاش يا رسلان ده احنا بكده ومش خالصين وبعدين تعالا هنا انت باين كدة نسيت حكاية شحنة السلاح ..... رسلان اكيد مش ها تفضل معانا ده صلاح مش شحنة بطاطا ......

رسلان : لا مش ناسي بس دي حاجة من الحاجات اللي ها توصلني للكلب اللي كان عاوز يدمر الشغل بتاعنا ..... سيبك من الحكاية دي كل حاجة بأوانها ....

تم غير الموضوع متذكرا" ليقول :

المهم انا عاوزك تدور ع سكرتيرة كويسة ....

على الجانب الآخر ....

منذ رؤيته للضوء الأزرق الجهاز التنصت وهو يستمع لكل كلمة يقولونها .

أمير بأعين حاقدة قبض كف يده : ها نشوف مين الكلب فينا ..... وحياة اغلى حاجة عندي هاسيبك تسلم الشحنة بنفسك ....

عند عمار ورسلان

عمار بتذكر : اويسس انا نسيت اسألك هي فين البت اللي كانت برا ؟؟

رسلان بنبرة جادة : البت اللي كانت براها تستمر مراتي لكي كدة هي من هنا ورايح مش ها تكون السكرتيرة بتاعتي ....

اتسعت أعين عمار يحاول إدراك ما سمعه : استنى استنى انت بتقول ايه يا رسلان ايه ده

بجد ولا ينهزر ؟

رسلان ببرود هز رأسه منابع النظر للكمبيوتر :

لا ما بهزرش ......

فتح باب المكتب ليطل منه معتز وهو يقول مقاطع حديثهم ناظرا الرسلان بتحذير :

متقولش ليه دخلت كدة مفيش سكرتيرة برا .....

نهض رسلان عن المكتب بغضب :

- معتز !!!! انت بتعمل ايه هنا ؟؟؟.

كاد أن يرد معتز على رسلان لكن اقترب عمار من معتز وهو يقول : سكرتيرة ايه وبتاعت ايه ..... ده ابن خالتي ها يتجوز ..... رسلان العطا ا ار هايتجوززز اللي بعمره ما ارتبطش ب ولا وحدة هايتجوز دي قبيلة الموسم .... جوازة رسلان العطار انت متخيل

معتز ناظرا" الرسلان باستغراب :

هر رسلان رأسه بيأس ليقول مستغربا " من عدم تصديقهم ليقول بعصبية :

ده بجد ولا بتهزرو ؟؟

هو انتو ايه ما يتفهموش ولا ايه !! الكلام بيتقال مرة وحدة ابوا ها تجوز والنهاردة قرابة الفاتحة .... وقريب اوى ها يكون الفرح ..... والعروسة ها تبقى زمردة في حاجة ثانية عاوزين تعرفوها سيبوني اشتغل وانت با رفت ملکش يومين متصاب وجاي تشتغل روح ع بيتكو دماغي هتنفجر من وراكم .

معتز : خلاص يا عم متعصبش مبروووك يا صاحبي لو اني زعلان عشان لازم اعرف ب ده اول حد بس معديهالك المرادي ....

رسلان بلا مبالاة : للمرة الجاية

عمار بأعين متسعة : لااااا انا ها روح دلوقتي واكنسل الجوازة دي ده بقولك يا معتز المرة الجاية عينى عليها البت وقعت ....

اقترب عمار من رسلان متابع حديثه بغباء :

میکونشی این خالتي عاوز تعمل في الحج متولي

رسلان بحنق التفت حوله باحثا عن شيء يرميه عليه نهض من مكانه ليجعل عمار ينتفض بسرعة خارجا " مبتعدا عنه :

غور من هنا احسن اطلع جناني عليك....

ثم نظر لمعتز : وانت مروحتش وراه ليه ؟؟ بعدين تعالا هنا ايه اللي خلاك تسبب المستشفى اتكلمت مع الدكتور بتاعك قالي خرجت من غير إذن من المشفى .....

معتز بتأفف : عشان انا اتخنقت ......

جلس رسلان على طرف مكتبه ليقول بتساؤل مستشعرا " حدوث امر ما :

خير يا معتز حصلت حاجة جديدة ؟؟ انا سبتك مبسوط ايه اللي جد؟؟ صمت معتز ولم يجيبه ... رفع رسلان رأسه بتأكيدهاذا رأسه : اه يبقى اتخالفت مع ريم صح ؟؟؟

معتز بتنهيدة ويأس وضع يداه على وجهه يفركه قائلا:

البنت دي ها تجنني انا مش عارف هي عاوزة ايه بالزبط ..... تخيل انها مش عاوزة ترتبط غير اما تخلص الجامعة بتاعتها ....

حرك رسلان شفتيه باستهزاء : ازاي يعني ؟؟ هي مش كانت عاوزة تتجوز واحد زميل ليها ؟؟ ايه اللي حصل دلوقتي عشان تغير رأيها ؟؟

معتز : معرفش يا رسلان انا اللي اعرفه يجد اني زهقت و مشها فضل استناها طول عمري

... ز هفت من الهبل بتاعها دماغي اتلخبطت اوي....

اقترب رسلان من معتز مساندا له : معلش يا صاحبي آخرتها تفرج .....

معتز : والنعم بالله .... دلوقتي فككك مني وسيبنا بحكايتك انت زمردة .... انا شكلي كدة راحت عليا حاجات كثيرة ..... تعرف انا كنت حاسس من بدري أن البت دي بتحبك بسبب خوفها عليك بس ازای قدرت تسيبها توافق عالجوازة ....

رسلان بغرور عائدا لمكتبه قال بشرود وعيون لامعة :

عيب عليك ي صاحبي ده انا رسلان العطار محدش يقدر يرفضني ايوا زمردة صعبة اوي وعذبتني كثير بس بالنهاية انا اللي كسبت .. ما تعرفش يا معتز اد ايه انا مبسوط حاسس الأول مرة بحياتي في حاجة حلوة يتديني القوة اتمسك بالحياة دي ... انا عايز زمردة تفضل معايا وما تسبنيش ولا ثانية انا معرفش لو هي مخرجتش بحياتي انا كنت عامل ايه دلوقتي

معتز بصدق وابتسامة : ربنا يخليكو لبعض ي صاحبي ....

رسلان بامتنان : ويخليك ليا يا معتز لولاك مكنتش وصلت لهنا ولا قدرت اوقف ع رجلي ثاني انت اخويا وكنت دايما بضهري ربنا يرزق كل حد صاحب زيك .

معتز بتواضع ومحبة : الكلام ده ما بيتقالش ما بين الأخوة ....

عند امير ..... ابتلع ريقه فكلمات رسلان أشعرته بالقهر وغصه استحوذت على قلبه ، وكأنه يتمنى لو أنه الآن مكان معتز .. حدق أمامه ولمعة حزن لاحت على عيونه سرعان ما تحولت للهيب حقد نثر كل شيء حوله واقفا" ليصيح بصوت عالى بنبرة قوية معاتبه وهو يضرب يده على صدره وكأنه يقف أمامه :

انا انا اخوك اناااااا .....

ده انا بحياتي كلها مشوفتش واحد حقير زيك انا أخوك اللي من لحمك ودمك و حاولت تقتلني عشان الفلوس .

دخلت هند على صوته بخوف لتقول مقتريه من امير تحاول تهدأته :

اهدى يا امير في ايه يا ابني مالك .....

تابع دم ولاد وهو جسمه للأب توبا بيده يقول باستهزاء : شوفت یا امی مین اللي يتكلم عن الأخوة هو نفسه اللي حاول وحاول اخوه اللي من لحمه .... تابع بعيد

وصل على اسنانه بشده بنظرات محمرة :

انا بنفسي ها دمره انا من السعادي مش ها رحمه ...... ابتسمت بخيانة بداخلها ممثلة ملامحالحزن من خارجها متابعة الحالة التي أوصلته لها ..........

عودة للشركة

ابتسم رسلان ابتسامة امتنان وسعادة تنبع من القلب .. ليعيد انظاره للكمبيوتر يقول بملامحجدية :

من كدة في صفقة بدماغي ها تعمل نقلة نوعية للمصنع

الفترة الجاية يا معتز ها تركز شوية ع البورصة مش عاوز الاسهم بتاعت الشركة تنزل اكثر

معتز بانتباه : صفقة ايه ؟

رسلان : مش دلوقتي ها بقى اقولكو عنها بعدين .....

في المساء

في داخل بيت مدحت الدسوقي .....

قامت زينب بجميع التجهيزات وجلس مدحت بالصالة ينتظر الضيوف .....

مدحت ناظرا لزينب يسألها : زمردة فين ؟

زينب وهي تمسح باليد الخشبيه للكتبة : بتجهز نفسها ...

مدحت وقد تضايق من الرائحة القوية للمنظف :

ما خلاص يا زينب انا تخنقت من البتاع اللي بترشيه ده .

زينب مبتعدة : خلاص انا خلصت اهووووو

خرجت زمردة من غرفتها لتطل عليهم بالفستان الوردي وشعرها المفرود وتضع وشاح على رقبتها ...

زمردة وهي تدور حول نفسها بضحكة تزين تقرها :

ايه رأيكو ايه رايك يا ماما ؟ ايه رأيك يا بابا

مدحت بإعجاب نهض من على الكتبة مقتربا من زمردة ليقول بنبرة ممزوجة بالحنان الأبوي

والفخر : بسم الله ما شاء الله عليكي يا بنتي .....

زينب مقتربة من زمردة تحضنها : ربنا يحفظك يا بنتى .....

مدحت ممازحا : انا ها فركش الليلة دي كلها خلاص مش ها جوزك لحد يا بنتي انتي ها تفضلي عندنا هنا ...

زمت زمردة شفتيها لتقول بحزن : انت بتتكلم بجد يا بابا .......

مدحت يضحك فاردا" ذراعيه يحتضنها :

تعالي هنا يا بنت ايه الحلاوة دي .... بسم الله ما شاء الله عليكي ي بنتي انا يهزر ... تصدقي

لو حد ثاني غير رسلان باشا مكنتش ها وافق .....

ضحكت زمردة بسعادة وهي تحتضن أبيها ..... ندعو الله أن يتمم فرحتها للنهاية

....... لنضحك زينب أيضا" على حالهم تدعو بالسعادة لابنتها وأن يديم هذا الحال


تعليقات