رواية قلب السلطة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم مروة البطراوي


 رواية قلب السلطة الفصل الثامن والعشرون 

مع ابتعاد يقين، جلست نيرفانا على سريرها، تنظر إلى أعمالها الصغيرة التي أعدتها بعناية، كأنها خيوط لعبة محكمة الصنع: الرسالة المخفية في حقيبتها، الابتسامة الغامضة التي لا يعرف أحد معناها، وخطتها الصغيرة التي بدأت تتشكل في ذهنها بخطوط دقيقة.
كل شيء محسوب… كل خطوة، كل كلمة، كل حركة… وكأنها تعلم أن قوة لعبتها تكمن في صمتها وهدوءها، وفي انتظار اللحظة المناسبة للكشف عن خيوطها المموهة.
ابتسمت لنفسها، ولحظة صمت الغرفة كأنها تصفق بصمت، معلنة بداية فصل جديد… فصل ستنكشف فيه نيرفانا شيئًا فشيئًا، بخيوط دقيقة، حتى يكتمل نسيج لعبتها، ويكتشف الجميع أن ما بدا بسيطًا لم يكن إلا بداية لعبتها الكبرى.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
ابتسمت لنفسها، ولحظة صمت الغرفة كأنها تصفق بصمت، معلنة بداية فصل جديد… فصل ستنكشف فيه نيرفانا شيئًا فشيئًا، بخيوط دقيقة، حتى يكتمل نسيج لعبتها، ويكتشف الجميع أن ما بدا بسيطًا لم يكن إلا بداية لعبتها الكبرى.

نهضت ببطء، ومشيت نحو نافذة الغرفة، حيث أشرق نور الصباح خفيفًا، لكنه كان كافيًا ليعكس شرارة في عينيها. رفعت الهاتف مرة أخرى، نظرت إلى الرسالة المرسلة قبل قليل، ثم غمزت لنفسها، كأنها تتحدى العالم بصمت.
لم يكن مجرد خروج مع الأصدقاء بعد المدرسة، بل كان جزءًا من خطتها، خطوة أولى في مسار طويل، حيث كل حركة محسوبة، وكل لقاء له معنى مخفي.

في الخارج، كان العالم يتحرك بوتيرة عادية، لا يعلم أحد أن قلب هذا البيت يخفي الآن لعبة دقيقة… لعبة نيرفانا. خطواتها القادمة ستكشف عن شخصيتها ببطء، لكن من يعرفها جيدًا سيلاحظ الشرارة الأولى، تلك التي ستشعل مشاهد من الصراع والتحدي والدهاء.

جلست على حافة سريرها للحظة، تنظر إلى حقيبتها، ويدها تمر على الورقة الصغيرة كما لو كانت تتفقد قطعة من سرها. ابتسامتها هذه المرة لم تكن مجرد ابتسامة… كانت وعدًا، بداية لإثبات أن نيرفانا لم تعد مجرد فتاة تراقب العالم من خلف الزجاج، بل أصبحت لاعبة رئيسية في قلب السلطة.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
بعد لحظة من الصمت، شدّت نيرفانا حقيبتها على كتفها، وخطت نحو الباب بخطوات هادئة، متأنية، كمن يمشي على حبال خفية. لم يكن خروجها مع الأصدقاء مجرد رغبة في التنزه… بل كانت حركة محسوبة، جزء من لعبة أوسع، ستكشف خيوطها شيئًا فشيئًا.

وصلت إلى الأسفل، وجدت السلم خالٍ، صوت خطواتها وحده يتردد في الممرات. قلبها يخفق بهدوء، لكن عينيها كانت هادئة… عازمة. فتحت الباب الخارجي، وابتسمت للحظة للهواء الصباحي الذي داعب وجهها، كأنه يعرف سرها، وكأنه يشهد على بداية شيء أكبر.

في الطريق إلى المدرسة، كانت كل نظرة من حولها، وكل ضحكة، وكل تحية من أصدقائها جزءًا من مسرحية صغيرة تؤديها بمهارة، بينما في حقيبتها الورقة الصغيرة تظل سرّها الذي لم يعرفه أحد بعد.
كل خطوة كانت محسوبة، كل موقف مرسوم في ذهنها، وكل ابتسامة… كانت جزءًا من اللعبة.

وفي أعماقها، شعرت بنشوة صامتة… شعور القوة الذي لا يأتي إلا عندما تعرف أنك تملك زمام شيء لا يعرفه أحد سواك. وهكذا، بدأت نيرفانا فصلها الجديد، فصلًا حيث ستتحرك بخيوط دقيقة، لتكشف للعالم أن قوتها لم تكن يومًا مجرد خيال… بل خطة مدروسة، تتكشف ببطء، لكنها حتمًا ستصل إلى هدفها.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
وصلت نيرفانا إلى المدرسة، والبهجة المعتادة تعج بالفناء، لكن عينيها كانت تراقب كل شيء، كأنها تمسح المشهد كاملاً بخطة مسبقة. كانت تحركاتها محسوبة، كل ابتسامة، كل كلمة، كل نظرة… جزء من لعبة أكبر لا يعرفها أحد.

اقتربت من أصدقائها، تلقت التحية بابتسامة هادئة، لكن قلبها كان يخفق مع كل كلمة تُقال، ومع كل ضحكة صغيرة تصدح من حولها. أخرجت الهاتف للحظة، نظرت إلى الورقة المخفية في حقيبتها، وكأنها تقول لنفسها بصمت: «الخطوة الأولى قد بدأت… واللعبة لن تنتهي قبل أن أحصل على ما أريد».

لاحظ بعض أصدقائها هذا التغير، تلك الشرارة الخفية في عينيها، لكن لم يستطع أحد فهم سرها. كل شيء كان طبيعيًا من الخارج… لكن في الداخل، كانت نيرفانا تتحرك كملكة على رقعة شطرنج، كل خطوة محسوبة، كل حركة استراتيجية، وكل لقاء… جزء من لعبتها الدقيقة.

وفي الصف، جلست في مكانها المعتاد، وأمامها دفترها، لكنها لم تكن تفكر في الدروس بقدر ما كانت تفكر في اللعبة التي بدأت، في الخيوط التي تنسجها بخفة، وكيف ستقود الجميع دون أن يشعروا، خطوة بخطوة، نحو النقطة التي اختارتها منذ البداية.

ومع مرور الوقت، بدأت علامات صغيرة تظهر على أصدقائها… نظراتهم، أسئلتهم، تعليقاتهم… كل شيء كان يثبت لهم شيئًا واحدًا: نيرفانا ليست كما كانت، شيئًا قد تغيّر فيها، شيئًا جديدًا… لعبة بدأت تتحرك بخطوات محسوبة، ولن تتوقف حتى تحقق هدفها.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
في البيت، جلست يقين على الأريكة، عينها تلمع بتركيز وهي تراقب غرفة نيرفانا عبر الكاميرا الصغيرة التي اعتادت استخدامها لمتابعة الأمور عن بعد. لم تكن تراقب حفيدة، لكنها كانت قلقة على الفتاة… وعلى الطريقة التي تتحرك بها نيرفانا بخطواتها الصغيرة.

حين ظهر مشهد نيرفانا وهي تخرج حقيبتها لتضع الرسالة المخفية، لمست يقين شيئًا غير مألوف… حافة الورقة التي لم تُطوَ بعناية، تظهر من بين دفاتر الحقيبة. ابتسمت ابتسامة خفيفة، مدركة أن شيئًا مهمًا يحدث، لكنها لم تتدخل بعد… على الأقل ليس الآن.

في المدرسة، كانت نيرفانا تمشي بخطواتها الهادئة، غير مدركة أن عمتها تراقب كل حركة عن بعد، وأن الورقة المخفية أصبحت الآن تحت عين يقين الصارمة. هذا الاكتشاف الصامت أضاف طبقة جديدة من التوتر إلى خطتها… فكل خطوة قادمة يجب أن تكون أكثر حذرًا، أكثر دهاءً، وأكثر غموضًا.

ابتسمت نيرفانا لنفسها، غير عالمة بما اكتشفته عمتها، وواصلت طريقها نحو الفصل، بينما يقين تراقب من بعيد، صامتة… تراقب كل خيط في اللعبة، تنتظر اللحظة المناسبة لتكشف عن رد فعلها.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
في المدرسة، كانت نيرفانا تمشي بخطوات هادئة، لكنها مختلفة اليوم… شيء في عينيها، في ابتسامتها، في طريقة جلوسها، يجعل من حولها يشعرون بشيء جديد، غامض. لم تعد مجرد فتاة عادية تمرّ بين الصفوف… بل بدأت تظهر شخصيتها الحقيقية، بخيوط دقيقة، حذرة، لكنها واضحة لمن يراقب جيدًا.

جلست في مكانها المعتاد، أخرجت دفترها، لكنها لم تكن تهتم بالدروس بقدر ما كانت تهتم بالموقف القادم. الرسالة المخفية في حقيبتها، فكرة الخطة، ومراقبة عمتها عن بعد… كل ذلك جعلها أكثر يقظة، أكثر دهاء، وأكثر استعدادًا للتصرف.

حين اقترب أحد أصدقائها المقربين، حاول أن يسألها عن شيء عادي، لكنها ردّت بابتسامة هادئة، تحمل شيئًا أكثر مما يقول الكلام. لم يعرف هو، ولا أي شخص آخر، أن هذه الابتسامة كانت جزءًا من خطتها… خطوة صغيرة في لعبة كبيرة، لن يكتشف الجميع تفاصيلها إلا مع الوقت.

نيرفانا شعرت بنشوة صامتة… القوة التي تأتي مع معرفة أن كل حركة محسوبة، وأن كل من حولها جزء من مسرحية مخططة بعناية. ومع كل لحظة تمرّ، كانت اللعبة تقترب أكثر نحو كشف قوتها ودهائها، خطوة بخطوة، دون أن يعرف أحد أنها تتحكم بخيوطها من بعيد.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
بينما كانت نيرفانا جالسة في مكانها المعتاد، اقترب منها أحدى زميلئها المقربين، حور، بابتسامة ودودة:
ــ "نيرفانا… إيه الأخبار؟ ليه شكلِك مختلف النهاردة؟"

رفعت نيرفانا رأسها، نظرت إليه بعينين صافيتين، وابتسمت ابتسامة خفيفة، تحمل سرًّا لم يفهمه أكرم:
ــ "ولا حاجة… كل حاجة تمام."

لكن في قلبها كانت تعرف أن كل كلمة وكل حركة هي جزء من لعبتها. أكرم شعر بشيء مختلف… شعور بأن نيرفانا اليوم ليست كما كانت، وأن هناك شيئًا يحدث تحت السطح.

خارج المدرسة، كانت يقين تراقب عن بعد عبر الكاميرا، عينها تتبع كل حركة، كل ابتسامة، وكل نظرة. شعرت بالرضا الصامت… نعم، الورقة التي اكتشفتها الصباحية بدأت تظهر آثارها بالفعل، والخطة تتحرك بخطوات محسوبة، لكن لن يظهر كل شيء دفعة واحدة.

في الصف، شعرت نيرفانا بنشوة الصمت… القوة التي تمنحها معرفة أنها تتحرك بخطط دقيقة، وأن من حولها لا يدركون حتى الآن حجم اللعبة التي بدأت. ابتسامة صغيرة على وجهها كانت كافية لتقول: "اللعبة بدأت… ولن تنتهي إلا عندما أقرر أنا."

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
الجو بالخارج يوشك أن يتبدل؛ غيوم رمادية ثقيلة تزحف ببطء نحو السماء، كأنها تعكس اضطراب القلوب في هذا اليوم المشحون.
لفح هواء بارد عبر نوافذ المدرسة، فتسلل إلى الداخل حاملاً معه رعشة خفية، وكأن الطبيعة نفسها تؤازر العاصفة التي تجتاح أفكار نيرفانا.

جلست نيرفانا على مقعدها في الصف، تُخفي خلف ابتسامتها الوادعة عاصفةً من العزم والتخطيط. خطواتها الخفيفة داخل الممرات بين الصفوف لم تكن مجرد حركة عادية… كل خطوة محسوبة، كل ابتسامة جزء من لعبتها الكبيرة.

في دفترها الصغير، كتبت سريعًا ملاحظات عن خطة البحث عن شامل، عينيها تلمعان بحماسة مكتومة:
ــ "أول حاجة… لازم ألاقي شامل… وأعرف مكانه بأي طريقة… حتى لو كلمت كل الناس اللي أعرفهم."

ترددت لحظة، ثم ابتسمت بتحدٍّ:
ــ "وهي دي المشكلة اللي حلوها في الأفلام… بس أنا هحلها في الحقيقة… عشان عمتو يقين تستاهل."

كانت تعرف أن يقين تراقب كل حركة تقريبًا عن بعد، عبر كاميرا المنزل، وهذا يزيد من حذرها ويجعل كل خطوة محسوبة. ابتسامتها لم تكن مجرد ابتسامة… كانت وعدًا للعبة بدأت بالفعل، وخطواتها القادمة في المدرسة ستكون البداية الحقيقية لكشف خيوط القوة والدهاء.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 

في تلك اللحظات، كانت يقين تسير في الشوارع المبللة بعد يوم طويل من المراقبة عن بعد، لا تلوي على شيء.
المطر بدأ ينثر قطراته الخفيفة، فتخللت خصلات شعرها المبعثرة، لكنها لم تبالِ. كانت أفكارها تدور حول نيرفانا… حول الورقة التي اكتشفتها، والخطة الغامضة التي بدأت تتحرك أمام عينيها دون أن تعرف الأخيرة أن عمتها تعرف شيئًا.

ــ "رائد ما بقاش رائد…"
همست بصوت مبحوح، كمن يحكي سرًّا مخبوءًا للريح، متذكّرة التوتر الذي رأته في عيني نيرفانا، وكيف أن كل خطوة صغيرة تحسبها الأخيرة، وكل حركة محسوبة، بينما هي تراقب عن بعد.

توقفت عند زاوية شارع مهجور، وأسندت رأسها إلى الحائط، أغمضت عينيها بقهر، وزفر صدرها زفرة حارقة.
ــ "كنت فاكرة إني مهما حصل، لسه ليّا مكان عنده…"

جرت دمعة يتيمة على وجنتها، اختلطت بمياه المطر، ولم تفرق بينها وبين دموعها إلا حرارة الألم الذي يحرق قلبها… شعور بالخذلان الذي لا تستطيع تغييره، بينما اللعبة التي بدأت نيرفانا تتحرك فيها تكبر أمام أعينها، وتدرك يقين أن كل شيء لن يكون كما كان بعد الآن.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 

جلست نيرفانا على مقعدها بجانب حور، تتحدث معها بصوت منخفض ومتحمس، كأنهما تتبادلان سرًّا كبيرًا:

ــ "حور… ضروري تعرفيلي أي معلومة عن شامل… أي رقم أو مكان… أنا مش قادرة أضيّع وقت!"

نظرت إليها حور بعينين متفهمتين، وأومأت برأسها:
ــ "تمام… هحاول أعرفلك أي حاجة… بس هياخد شوية وقت."

ابتسمت نيرفانا ابتسامة خفيفة، لكنها مليئة بالعزم، وهمست لنفسها بصوت مكتوم:
ــ "لازم أتحرك… لازم أشوفه بأي تمن."

بينما كانت تدون ملاحظات صغيرة على دفترها، شعرت بنشوة الصمت… القوة التي تأتي مع معرفة أن كل خطوة محسوبة، وأن كل من حولها لا يدركون خطتها، بينما عمتها يقين تراقبها عن بعد عبر الكاميرا، صامتة، تراقب كل حركة، وتنتظر اللحظة المناسبة للتدخل إذا لزم الأمر.

ابتسمت لنفسها مرة أخرى، وقالت بإصرار:
ــ "هصلح كل حاجة… وهثبت إن الحُب مش لازم ينتهي بالزعل… وهوريهم كل حاجة على طريقتي."

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 

على الطرف الآخر، جلس رائد في صالته الوثير، السيجارة بين أصابعه، والدخان يتصاعد كسحابة كثيفة فوق رأسه، تمامًا كالأفكار السوداء التي تخنقه.

ــ "كان نفسي أحميكي من كل حاجة… حتى مني."
قالها في نفسه، وهو يغوص أكثر في بحرٍ من الندم والغضب، مختلط بالحب المكبوت الذي لا يعرف طريقة للتعبير عنه.

عيناه كانت تراقب اللاشيء، لكنه في داخله كان يراقب كل خطوة لنيرفانا… يعرف أنها تتحرك بحذر، وأن شيئًا ما يتشكل أمامه، حتى لو لم يكن قادرًا على فهم تفاصيله بعد.

الدخان الذي يخرج من سيجارته لم يكن مجرد ضباب، بل مرآة لحالة قلبه المضطربة، كل نفس يطلقه يحمل معه شعورًا بالمسؤولية والخذلان، ورغبة جامحة في أن يصل إلى نيرفانا قبل أن تفعل هي أي خطوة تغير كل شيء.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 

تلك الدروب الملتوية التي لا تني الحياة عن دفعنا نحوها…
ها هي تضرب هذه المرة قلب نيرفانا بمطرقة الدهشة والندم، تارة تخفض رأسها خجلًا، وتارة ترفعه شموخًا تقتفي أثر أفكارها المشوشة.

جلست نيرفانا على مقعدها في بهو المدرسة الواسع، محاطة بزملاء يمرّون من حولها، لكنها لم تكن تراهم. كل شيء بدا كأنه مجرد ضباب خفيف لا يمس قلبها المضطرب.

ــ "أنا ظلمت شامل… ظلمت عمتي من غير ما أحس… ممكن كلماتي تأذيه، وممكن أظلمها كمان..."
همست نيرفانا في سرّها، ضامّة دفتر ملاحظاتها إلى صدرها وكأنها تحتمي به من البرد الداخلي الذي أشعلته أفكارها.

رفعت رأسها نحو صديقتها حور، التي جلست بجانبها، تلتقط شعورها بالحزن والارتباك:
ــ "مالك يا نيرفانا؟ شكلِك متوتر كده ليه؟"

ابتسمت نيرفانا ابتسامة واهية، قالت بصوت منخفض:
ــ "مافيش… بس كنت بفكر في كل حاجة… لازم ألاقي شامل قبل أي حاجة… لازم أصلحه."

حور نظرت إليها بعينين متفهمتين، وأومأت:
ــ "تمام… أنا معاكي… هساعدك بأي طريقة."

ابتسمت نيرفانا ابتسامة صغيرة، لكنها كانت مليئة بالعزم:
ــ "لازم أتحرك… وأثبت إن الحب مش لازم ينتهي بالزعل… وهوريهم كل حاجة على طريقتي."

بينما كانت تكتب ملاحظات صغيرة على دفترها، شعرت بنشوة الصمت… القوة التي تأتي مع معرفة أن كل خطوة محسوبة، وأن كل من حولها لا يعرفون أنها تخطط، بينما عمتها يقين تراقبها عن بعد عبر الكاميرا، صامتة، تراقب كل حركة، وتنتظر اللحظة المناسبة للتدخل إذا لزم الأمر.

رفعت رأسها نحو النوافذ الكبيرة المطلة على باحة المدرسة، وتمتمت بخشوع:
ــ "يارب… ساعدني ألاقي شامل وأصلح اللي أفسدته… قبل ما أي حاجة تضيع… قبل ما أي قلب يتأذى."

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 

انقضى اليوم الدراسي أخيرًا، وانسابت أصوات الطلاب نحو الخارج كجدول صغير يملأ بهو المدرسة بالحركة والحياة.
ابتسم "أوس" لها ابتسامة دافئة، وكأن سكون الصف حولهما يحيط بلحظة خاصة، لم تعد أصوات العالم تُسمع إلا بصمتها الداخلي.
مال نحوها قليلاً، وقال بصوته الهادئ:

ــ "إيه يا قلبي! هتروحي على طول؟"

رفعت نيرفانا عينيها إليه، تشرق ابتسامة رقيقة على شفتيها، وردت بنغمة خافتة:

ــ "هاروح فين يعني؟ على الدرس الجاي، زي ما اتفقنا."

كان المشهد بينهما لوحة متكاملة الألوان؛ بساطة الحديث تخفي دفءَ المشاعر المتأججة تحت سطح الكلمات.
اقترب "أوس" بخطوة صغيرة، ورفع أنامله ليزيح عن عينيها خصلة تمردت على مكانها، وهمس بحنو:

ــ "طيب... طمني لما توصلي على الفصل، ها؟"

هزت نيرفانا رأسها إيجابًا، ثم تابعت وهي تشير بيدها الصغيرة:

ــ "أوك، بس ما تنساش معادك بعد الدرس… بدلتك جاهزة."

ضحك "أوس" ضحكة خفيفة، وعينيه تتلألأ بالسعادة:

ــ "مش ناسي طبعًا! وبكرة هيبقى يوم أحلى بكتير… وإنتي، إنتي هتكوني أحلى جزء فيه."

ثم التفتا للزملاء حولهما، وعاد كل منهما لمكانه، لكن ابتسامة نيرفانا لم تفارق وجهها، وعيناهما تلتقيان بين الحين والآخر.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
خرجت نيرفانا وحور من بوابة المدرسة، والهواء المسائي يحمل رائحة المطر القديم على الأرصفة المبللة.
سارتا جنب بعضهما بخطوات سريعة، عيون نيرفانا متحفزة، كل جزء من جسدها يصرخ بالعزم، وكل فكرة في عقلها تتحرك كدوامة لا تعرف التوقف.

ــ "أول حاجة… لازم نعرف مين اللي شافه آخر مرة، ونفهم جدول تحركاته," قالت نيرفانا وهي تخرج دفتر ملاحظاتها.

حور نظرت إليها بعينين متفهمتين:
ــ "تمام… نبدأ من المدرسة، وبعدين نسأل بعض الناس اللي ممكن يعرفوه… بس لازم نكون حذرين، محدش يعرف إحنا بندور عليه."

ابتسمت نيرفانا ابتسامة قصيرة، مليئة بالعزم، وهمست:
ــ "بالضبط… كل خطوة محسوبة… ومفيش أي مجال للغلط."

ساروا عبر الشوارع المبللة، متجاوزين الحوائط العالية والمحال المغلقة، مستخدمين كل زاوية وملتقى كغلاف سري لأسرارهم الصغيرة.
نيرفانا كانت تدون ملاحظات سريعة في دفترها، وتراقب كل شخص يمر، كل سيارة، كل حركة قد تكون مفتاحًا لمعرفة مكان شامل.

ــ "شوفي… لو عرفنا إنه كان مع فلان، يبقى نبتدي من هناك… وكل حاجة لازم تتسجل عندي… كل حاجة," قالتها بنبرة عملية، وعيونها تتلألأ بالإصرار.

حور ابتسمت:
ــ "مظبوط… أنا هساعدك، وهانقسم الشوارع بينا عشان نغطي أكبر مساحة."

بينما تتقدمان، شعرت نيرفانا بوميض من القوة الداخلية… شعور بأن كل خطوة صغيرة تقرّبها من الحقيقة، وكل حركة محسوبة تجعل قلبها أقوى وأهدأ، رغم كل الخوف والقلق الذي يراودها.
وعلى بعد أميال، كانت يقين تراقب كل خطوة عن بعد، صامتة، متمسكة بكل ما تعرفه عن حفيدتها، مستعدة للتدخل إذا شعرت بالخطر، أو إذا حان الوقت لاختبار قوة نيرفانا وقدرتها على مواجهة مخاطرها بعقلها وذكائها.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
بقي "أوس" للحظة واقفًا في بهو المدرسة، كأن صمت الفناء يحمي ابتسامته، وهو يكتب رسالة سريعة على هاتفه:

> ــ "خلي بالك… تحركوا بحذر."

ثم وضع الهاتف في جيبه، وتنفس بعمق، وكأن الهواء يذكّره باللحظة الهادئة التي يشاركها قلبه مع صديقه المقرب، متمنيًا أن تمر كل الأمور على خير.

أما نيرفانا، فقد بدأت هي وحور السير عبر الشوارع المبللة بعد انتهاء اليوم الدراسي، دفتر الملاحظات بين يديها، وعيناها ترقبان كل حركة حولهما. كانت تفكر في كل خطوة، تقارن الأماكن التي مرت بها، وتحاول رسم خريطة ذهنية لمكان شامل، وكل خطوة تقرّبها أكثر من الهدف.

تمتمت نيرفانا مع نفسها وهي تضغط على دفترها:

> ــ "لازم ألاقي شامل… لازم أصلح كل حاجة قبل ما أي خطوة غلط تضيع مني فرصتي."

وأثناء تحركها، شعرت بوميض من القوة الداخلية… شعور بأن كل خطوة محسوبة تجعل قلبها أقوى، رغم القلق والخوف الذي يراودها، بينما عمتها يقين تراقب عن بعد، صامتة، مستعدة للتدخل إذا لزم الأمر، أو لمراقبة قدرة نيرفانا على مواجهة مخاطرها بعقلها وذكائها.

الليل بدأ ينزل، وأضواء المدينة الخافتة تنعكس على الأرصفة، كأنها تشهد على خطة صغيرة تتشكل في صمت، وعلى عزم نيرفانا الذي لن يتراجع مهما كانت العقبات.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 

كانت الريح تهب من النافذة المفتوحة، تحمل معها رائحة المطر البعيد، تهمس في أذن الغرفة بخبايا لا يراها إلا قلبان محتدمان بالغضب والخوف.

دخل "رائد" فجأة، كظل يملأ المكان كله، لا إعلان، لا استئذان، فقط حضوره يفرض نفسه. جفلت "ليلي" لتواجده المفاجئ، لكن في عينيها لم يكن خوف كامل… بل تحدّي دفين.

تقدم خطوة واحدة، مد يده نحو كتفها، فارتجفت، وحاولت تبتعد، لكنه أمسكها برفق، ثم بقوة، وكأنه يمزج بين الحزم والحماية:

> ــ "مفيش مفر… مش هسيبك تنزلي من إيدي كده."

نظرت إليه بحدة، محاولة أن ترفع حاجز الكرامة أمام هيمنة جسده، فقال لها وهو يميل قريبًا:

> ــ "كل مرة تحاولي تبعدي… كل مرة بتزيدي غلاك عندي."

دفعت صدره، لكنه قبض على معصميها، رفعهما فوق رأسها برفق حاد، حتى شعرت بالانكسار والخوف، لكنه لم يترك غضبها يطفئ عينه التي كانت تلمع بالسيطرة.

> ــ "إنتي بتفهمي غلط… مش لعبة، مش فُرجة… إنتي حياتي اللي أنا مش هسيبها تمشي."

تقطعت أنفاسها، لكنها لم تذعن، ضغطت بقدميها على الأرض كأنها تريد الثبات، وقالت بصوت مرتجف لكنه مليء بالعناد:

> ــ "أنا مش ملكك… ولا حاجة من دي ملكك!"

ابتسم رائد ابتسامة حادة، ثم اقترب أكثر، حتى انحنى فوقها، وحضنه أصبح كإطار يحيط بها، جسده الضخم يمنعها من أي حركة، لكنه في نفس الوقت يحمل دفء غريب، خليط من الحماية والسيطرة.

> ــ "ده اللي أنا هحميه… مهما كان… مهما حصل… ومهما عصيتي."

ارتعشت، لكنها بدأت تدرك شيء جديد: القوة اللي يمارسها رائد ليست فقط جسدية، بل قوة نفسية تحاول كسر إرادتها… لكنها لا تعرف أنها تصنع في داخله أيضًا جانبًا من ضعفه.

أغمضت عينيها، همست بصوت منخفض:

> ــ "ممكن تسيبني؟ أرجوك…"

فتح عينيه، وابتسم، وقال بحزم مطلق:

> ــ "أوعى… أنا مش هسيبك… مش دلوقتي… مش هنا… مش أبدًا."

صمت طويل عمّ الغرفة، صمت مختلط بالهول، بالغضب، بالحنان، بالهيمنة… صمت يترك أثره في القلب قبل الجسد.

وفي تلك اللحظة، شعرت "ليلي" لأول مرة أن المعركة ليست فقط بين جسدين، بل بين إرادتين… قلب يتشبث بالسيطرة، وآخر يتعلم كيف يقاوم دون أن ينكسر.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
تألقت عيون "ليلي" بالغضب والتمرد، بينما ظل "رائد" فوقها، جسده محاط بهالة من السلطة التي يصعب مقاومتها.

دفعت صدره فجأة، لكنه امسكها من جديد، هذه المرة بذراع واحد، رفعها قليلًا من على السرير كأنه يختبر ثباتها، ثم تركها تعود إلى الوسادة، دون أن يغادر عن قربها.

> ــ "كل مرة تحاولي تهربي… كل مرة بتثبتلي قد إيه قلبك صلب… وده اللي بيخليكي أغلى عندي."

ارتجفت "ليلي"، دموع خافتة تشق طريقها على خدها، لكنها رفعت رأسها، تحدته بعينيها:

> ــ "يمكن أغلى… بس مش هتملكني… مهما عملت!"

ابتسم رائد ابتسامة قاسية، ثم اقترب أكثر، حتى أنفاسه تلامس وجهها، وهمس:

> ــ "مش هملك… ده اللي أنا بعمله… بحميك… بعينيك… بقوتي… ومهما عصيتي، هتفضلي هنا."

حاولت أن تدفعه بيدها الصغيرة، لكنه قبض على معصميها بلطف وقوة في آن واحد، وأمال جسدها إلى صدره، لكنه لم يضغط عليها بشكل مؤذي، بل كأنه يختبر قوة إرادتها:

> ــ "كل مرة تغضبي… كل مرة تقاومي… كل مرة ترفضي… بتخليني أحبك أكتر."

غمضت عينيها، أخذت نفسًا عميقًا، وشعرت أن قلبها يقاوم بين الخوف والحنين.

رائد لاحظ التردد في عينيها، فخفض صوته إلى همس خافت، كأنه يكشف سرًا لا يصدّقه إلا القلب نفسه:

> ــ "مش بس أنا اللي بقى متعلق بيكي… حتى قلبك… يعرف مين اللي بيحميه… ومين اللي ما يسيبوش يمشي."

تسمرت لحظة، وكل شيء من حولهما اختفى… الرياح، المطر البعيد، صدى الساعة… لم يبقَ سوى قلبين يصرخان صمتًا، وعقلين يتصارعان بين السيطرة والمقاومة.

ثم فجأة، شعر كلاهما بأن هذه اللحظة لم تعد مجرد مواجهة جسدية… بل اختبار لإرادتهما، ولحدود ما يمكن أن يتحملانه معًا.

---
قلب السلطة بقلمي مروه البطراوى 💜 
كان الصمت يضغط على الغرفة كخنق خفي، والرياح تعصف بالخارج فتدفع الستائر لتتراقص على الجدران.

اقترب "رائد" من "ليلي" بخطوات واثقة، وكل حركة منه تحمل نفوذًا لا يمكن تجاهله.

> ــ "أنتي فاكرة إنك تقدري تهربي مني؟"

ارتجفت "ليلي"، لكن تحديها لم يمت، وردّت بنبرة حادة:

> ــ "مش بخاف منك… ولا هسيبك تتحكم فيّا!"

ابتسم رائد ابتسامة غامضة، مد يده فجأة وأمسك بكتفها، ضاغطًا بحذر لكنه حاسم:

> ــ "أنا مش بضغط… بس بوريكي مين اللي يحميكي لما الدنيا تقسو."

دفعت صدره، لكنه أمسكها من خصرها، رفعها قليلًا عن الأرض، ثم وضعها برفق على السرير، واقترب ليصبح جسده فوق جسدها.

> ــ "كل مرة تحاولي ترفضي… كل مرة بتزيدي قربي منك… وده اللي بخليه مصمم أكتر."

تململت "ليلي"، شعرت بالحرارة تتصاعد في صدرها، لكنها حاولت ترفع حاجزها:

> ــ "أنا مش لعبة… مش ملكك!"

ضحك رائد بخفة، مد يده ليزيل خصلة شعر عن وجهها، وهمس قريبًا من أذنها:

> ــ "مش ملكي… ده اللي أنا بحاول أحميه… واللي مهما حاولتي تهربي منه، هيفضل هنا."

حاولت أن تدفعه، لكنه أمسك معصمها برفق وقوة في الوقت نفسه، وسحبها إلى صدره كما لو كان يريد أن يثبتها ضد الخطر، لكن دون أن يؤذيها.

> ــ "كل مرة تتحديني… كل مرة تبيني قوتك… كل مرة تحاولي تصرخي… أنا بس عايزك تعرفي… إني مش هسيبك لوحدك."

تقاطعت نظراتهما، شعرت "ليلي" لأول مرة أن السيطرة ليست فقط جسدية… بل نفسية، وأن رائد يعرف كيف يحرك كل جزء في قلبها دون أن يجرحها.

ارتفع صوت الرياح بالخارج، لكن داخل الغرفة لم يكن سوى صمت محمّل بالإثارة والخوف، صمت يتخلله قلبان يتصارعان بين القوة والعاطفة، بين السيطرة والتمرد.

تعليقات