رواية قيصر العشق الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم عروبة المخطوب


 رواية قيصر العشق الفصل التاسع والعشرون 

كان يبدو وسيما" للغاية ببدلته ذات اللون الرمادي والقميص الأبيض المفتوحة أزراره من أعلى دون ربطة عنق ، متعطرا" بعطره الرجولي المفضل ، أمسك بالعلبة الموضوعة على الطاولة .... ها بطا" للأسفل ليجد عمه وأمه وجدته ينتظرونه اقتربنا كل من فطيمة ومريم

منه باعجاب .....

فطيمة : بسم الله ما شاء الله ... مريم وهي تمسح جاكيته أعلى كتفه تنظر له بفخر :

ربنا يحميك يا ابني .

اماء رسلان رأسه بابتسامة ......

عبد الحميد : في ايه ؟؟ هي دي اول مرة تشوفو رسلان كدة ؟؟ ما طول عمره شكلة عامل كدة يلا بينا يا ابني مش عاوزين تتأخر ع الجماعة ....

رسلان متلفتا" حول ثم نظر لعمه :

هي فين طنط فاتن مش هاتيجي معانا ولا ايه ؟؟

عبد الحميد : معلش يا ابني اصلها تعبانة شوية ...

رسلان بتقهم : مفيش مشكلة يا عمي المهم تبقى كويسة اتفضلوووا .....

داخل قصر امیر

على طاولة العشاء يجلس امير مترأس الطاولة يتناول طعامه بشرود، و تجلس هند امامه

تتطلع اليه محاولة معرفة ما يفكر به واستنتاج مخططاته ،

هند بصوت هادي وتساؤل وهي تنظر نحو امير :

عامل ايه دلوقتی یقیت احسن؟؟

اماء امیر رأسه : كويس ... ثم صمت قليلا ثم عاود متابعة حديثه : النهاردة قراية فاتحة رسلان العطار

هند بأعين متسعة واستغراب :

ازاي ؟؟ اللي اعرفه ان هو مش مرتبط أصلا دلوقتي ومش يحب .

لوی امیر حنكه ليقول باستهزاء هه من زمان وأنا أعرف بالحيكاية دي ومش بس كدة

مستعد يعمل اي حاجة عشانها .....

أغضبها علمه بالأمر وعدم ابلاغها عن أمر كهذا :

ازاي ؟؟؟ انت بتقول ايه يا امير ؟؟ حكاية زي دي معرفهاش ليه؟؟

ارتشف امير من كوب العصير أمامه ثم نظر لها :

وحاجة زي دي عاوزة تعرفيها ليه ؟؟

هند: ازاى اعرفها ليه ؟؟؟ حاجة زي دي يا امير ممكن نستغلها وترجع بيها الشحنة ....

امير بتحذير خلي بالك استغلها مش نستغلها انا قولت مليون مرة يا ماما ده شغلي انا وبس

مش هنحشري نفسك بالحكاية دي .

هند بارتباك : ايوا يا ابني انا القصد تستغلها انت مقصدش نفسي ...

امسك امير هاتفه لينهض عن الطاولة ....

هند : على فين ي ابني كمل اكلك .

امیر : الحمد لله شبعت انا بمكتبي ........

نظرت هند له وهو يتوجه نحو مكتبه لتبتسم بخيانة ولوم .. و نظرات مغرورة :

قريب اوي الفرص اللي اديتها ليك هاتنتهي وهايبندي دوري .....

دخل امیر المكتبه مغلقا " الباب ، وأمسك بهاتفه ضاغطا" على اسم ما منتظر الاستجابه .....

الرجل: ايوا يا باشا

امیر بصوت حازم وأمر : الخطة ها تتغير ركز باللي بقلهولك بالحرف الواحد

الرجل : تحت امر حضرتك يا باشا .....

اوقف رسلان سيارته أسفل العمارة التي يتواجد بها بيت مدحت الدسوقي ، لينظر الجميع حولهم بصدمة واستغراب، لاحظ رسلان الهدوء ونظراتهم ليقول يحمود مقاطع تساؤلاتهم الداخلية :

مالكو عمالين تبصو كدة ليه ؟؟ وصلنا انزلو ولا ها تفضلو هنا بالعربية ؟!!

عبد الحميد : انت متأكدي بني ان هو ده البيت ؟

رسلان بملامح واثقة ليقول :

ابواي عمي هو ده ...

ثم استدار للخلف باتجاه أمه وفطيمة :

في ابييه ؟؟ ما يكونش في حد منكو عنده مشكله بده وانا معرفش ؟؟

نظرت مريم القطيمة بارتباك ثم أعادت بصرها الرسلان لتقول : مفيش ي بني بس مكناش

متوقعين حاجة زي دي ...

رسلان بحدة وتحذير : لو سمحتوا مش عايز جو الفروقات والطبقات الاجتماعية اللي ملوش ستين لازمة وياريت تحترموا اختياري وقراري ويكون بعلمكو ان العالم اللي فوق

مفيش زيهم و دلوقتي يا ريت تتفضلوا .....

نزل جميعهم من السيارة ليهمس عبد الحميد الفطيمة ومريم بتحذير :

- سيبو الليلة دي تمرع خبر ها يعمل اللي هو عاوزه ......

--- استقبلت عائلة زمردة عائلة رسلان استقبال جميل وترحيب تفاجا عبد الحميد من

البساطة التي هم عليها لكن فور حديثه مع مدحت توصل لطيبة الاصل والمعشر في هذا الرجل شابه الأمر بالنسبة لمريم وفطيمة فور دخولهن شعرنا بغرابة في باديء الأمر لكن سرعان ما تحول الحديث الى البساطة والطيبة .... فور رؤيته لها شعر بقلبه يتطاير فرحا "

وسعادة وأحس براحة تسيطر على قلبه ......

رسلان ناظرا حوله وجد الجميع مشغول بالحديث

رسلان بصوت خشن ونبرة رسمية يجب أن يتولى هذا الأمر بنفسه وإلا سيبقوا هكذا حتى

الصباح ليقول جاعلا الجميع يلتفت نحوه :

طيب يا جماعة ممكن تدخل بالجد يقي ؟

طبعا يا عمي مدحت انت تعرف اني جاي النهاردة انا وعيلتي عشان نطلب ايد بنتك زمردة ع

سنة الله ورسوله ...

مدحت : ده شرف ليا يا بنى بس الاول تسمع رأي العروسة ....

توردت وجنتيها حمرة وتراقصت دقات قلبها فرحاااا أنزلت رأسها بخجل .....

مدحت وهو ينظر الزمردة : ايه رأيك يا بنتي ....

ابتسم رسلان على حالها لكن صمت زمردة ازعجه يريد أن يستمع للإجابة التي استمع اليها من قبل ...

رفعت زمردة رأسها تنظر ارسلان بأعين لامعة ...

زمردة بخجل : موافقة يا بابا ......

مدحت : يبقى ع بركة الله

بدأ الجميع بقراءة الفاتحة لتطلق زينب الزغاريد تعبر بها عن فرحتها وسعادتها ....... بعد

قراءة الفاتحة قاموا بتلبيس الدبل ......

اليس رسلان زمردة الدبلة واقترب منها هي تلك الجملة الوحيدة التي استطاع أن يقولها لها مقتربا"

من أذنها بصوت اشبه بالفحيح :

الدبلة دي صك الملكية بتاعتي ....

تسارعت دقات قلبها وزادت وجنتيها حمرة وخجل مما قاله وابتسمت لتعاود النظر اليه بسعادة .. بعد انتهاء هم سلمت زمردة على امها وابيها ومريم وفطيمة والامر مشابه بالنسبة الرسلان ...

على الجانب الآخر في بيت العم شلبي .......

بصعوبة بالغة بمنعها من فتح الباب والخروج احست بخروجهم لتقف عند الباب وهي تصرخ بصوت عالي :

حسبي الله ونعم الوكيل عالم مفترية منهم لله ضيعوا ابني سببييني سيبتي عليه يا شلبي

فتحت الباب فورا لتلتقي برسلان اندفعت عليه كالثور والهاء ج وغضب ام ولوعتها على فراق اینها و امسكت بتلابيه ... اتسعت أعين رسلان بصدمة من الموقف الذي وضع به امام اهله لا يستطيع ابعادها او نهرها فهي بعمر أمه إن لم تكن أكبر .....

ابعد شلبي زوجته عن رسلان : اسكني يا ولية فضحتينا .

نظر شلبي وهو يدخل زوجته صفاء للداخل معتذرا

متأخدناش با باشا اعصابها تعبانه اليومين دوول .... استمرت ام مصطفى بالنحيب والدعاوي عليهم جميعا .....

عبد الحميد مقتربا " من رسلان : في ايه رسلان مين الست دي .....

خجل ممیت اصاب زمردة ووالديها .

كانت مريم وقطيمة تنظران بصدمة بمحاولة لاستيعاب ما حدث....

رسلان بجدية : مفيش يا عمي الست دي تبقى ....

تدخل مدحت ليقول بتبرير : معلش يا ابني حقك عليا الست دي من اما ابنها اختفى وهي مش بوعيها ......

رسلان بتفهم : مفيش داعي تعتذر يا عمي ما حصلش حاجة ... ثم نظر لعائلته مشيرا لهم : يلا بينا عن إذنكو .

دخلت زمردة مهرولة للداخل تبكي حتى لحقتها كل من زينب و ابيها مدحت . زينب : متزعليش نفسك يا بنتي وما تبوظيش الفرحة دي ....

زمردة يحزن وضيق بدى على ملامحها :

شفتي يا ماما ازاي هجمت ع رسلان قصاد اهله دلوقتي ها يقولو ايه عننا .... مدحت مقتربا منها يربت على كتفيها :

مش هايقولو حاجة يا بنتي ودلوقتي انتي لازم تفرحي مش تزعلي سيبك من اللي عملته ام مصطفى ربنا يكون بعونها يا بنتي دي اقل حاجة ممكن تعملها بلا ريحي نفسك وما تشیلیش هم الحاجات دى ....

نهض مدحت عن السرير وقبل جبين ابنته لينظر لزينب مشيرا " لها بالخروج ....

نظرت زمردة للمحبس الذي بيدها لتتلاشى الملامح الحزينة وتتبدل بالسعادة

اما عند رسلان وعائلته ......

حاولوا جميعهم التوصل لتفسير من رسلان لما حدث لكن رسلان اصر على عدم التصريح بأي شيء وعدم تعكير مزاجه بأي شيء لأنهذه الليلة بالنسبة له من اسعد وأجمل الليالي التي سعى منذ رؤيتها لحدوثها ...

صباح اليوم التالي

أنهى رسلان ارتداء ملابسه وخرج من غرفته متوجها للأسفل للذهاب للشركة استمع

الصوت امه وهي تنادي من الخلف ....

مریم : رسلان يا ابني استنى ...

استدار رسلان بجسده نحوها ونظر اليها بتساؤل : خير يا ماما في حاجة ؟؟ مريم بجدية : عايزة اتكلم معاك عن اللي حصل مبارح ......

رسلان بنيرة لامبالاة : حصل ايه ؟؟

مريم بتساؤل وقلق : مين الناس اللي فضلو يزعفوا ويتخانقو وع شوية كانو عاوزين يتهجموا عليك ، وبيقصدو ايه باللي قالوه وازاي تعرف ابنهم وايه علاقتك بيه. رسلان بإيجاز : مفيش داعي لكل الأسئلة دي ، دول يكونوا عيلة الواد اللي ضرب معتز بالسكينة عشان كدة هما خايفين ع ابنهم من اللي ها يحصله .....

اقترب رسلان من امه بعدما رأى الخوف عليه في تبرتها ونظراتها وضع يده على كتفها ليجعل ابصارها تعلق على يده تنظر بسعادة وهو يقول بنبرة صادقة وهدوء يحاول طمأنتها

:

متشيليش هم حاجات زي دي ... ابعد يده عن كتفها ناظرا" لساعة يده :

مش عايز اتأخر سلام ....

مريم وهي تنظر لابنها بابتسامة قائلة بنبرة حنونة: مع السلامة يا بني ربنا يحميك ويحفظك من كل شر .

داخل بيت مدحت الدسوقي

خرجت زمردة من غرفتها بعدما جهزت نفسها للخروج ..... زمردة وهي تغلق حقيبتها : صباح الخير يا ماما التفتت زينب الزمردة مجيبة : صباح العسل لأحلى بنت بالدنيا كلها ......

لاحظت زينب هيأة زمردة التي تدل على جهوزيتها للخروج ... زينب بتساؤل : شايفك لابسة هدوم الخروج على فين من الصبح كدة ؟؟؟

زمردة : ع الشركة يا ماما ..... زينب باستغراب : ما يكونش يا بت عاوزة ترجعي السكرتيرة بتاعت رسلان لااااا دلوقتي كل حاجة اتغيرت انتى هاتبقى مرانه و دلوقتي خطيبته فاهمة يا بت مينفعش تکونی السكرتيرة بتاعته ....

زمردة : وفيها ايه يا ماما ؟؟ انا اكيد مش ها فضل قاعدة كدة بالبيت من غير شغل وهادور بشركات ثانية ولو في شغل سكرتيرة هاشتغل معنديش مانع بده ..... زينب باستهزاء: ابقي فولي الكلام ده للي هاييفى جوزك .... زمردة : بوووه يا ماما ابتدينا من دلوقتي ... المهم بصي يا ماما انا رايح الشركة عشان اعتذر من رسلان عاللي حصل مبارح .... زينب بتذكر : تصدقى معاكي حق انا ازاى نسيت اللي عملته ام مصطفی ...... طيب ماشی رووحي بس ما تتأخريش وارجعي قبل ما ابوكي يرجع من الشغل فاهمة ..... زمردة وهي تتوجه نحو امها تقيلها وتخرج من الباب : حاضر يا ماما بلا سلام بقى ....

داخل الشركة

يجلس خلف مكتبه يطالع شاشة الكمبيوتر التي يعرض عليها الفنادق المعروضة للبيع في داخل مصر تعلقت أنظاره على فندق جعله يوقف العرض .

لمعت عيناه بإعجاب ولاحت ابتسامة على شفتيه :

هو ده اللي انا عاوزه .

قاطعه صوت طرقات الباب ليقول وهو مازال مستمرا" بالنظر أمامه:

ادخل .

فتحت الباب يحذر لتطل وهي تنظر باتجاه مكتبه لتجده محدقا" بالجهاز أمامه دون الالتفات اليها ، تسللت لأنفه رائحة جميلة جعلته يشيح رأسه فورا بفضول ليتأكد من شكه وقعت عيناه عليها ليتحرك فورا من خلف مكتبه باتجاهها .

رسلان مقتربا منها : زمردة ايه اللي جابك هنا كنتي قوليلي وانا اجي ليكي بنفسي ... توقفت زمردة بارتباك : اصل انا قلت اني لازم اجي واعتذر منك عاللي حصل مبارح ....

لاحظ رسلان ارتباكها ليقول بهدوء : في ايه يا زمردة مالك متوترة كدة ليه ؟؟ انتي ناسية اننا قرينا الفاتحة ولا ايه ؟؟ وبعدين ها تعتذري ع ايه مفيش حاجة حصلت ...

احمرت وجنتيها بخجل لتقول وهي تجلس على الأريكة المقابلة لمكتبه تحاول الهرب من نظراته :

- معلش انا لسا ما تعودتش ع كدة ....

حرك رسلان شفتيه باستغراب : يقلك ايه هو انتي شفتي وانتي داخلة واحدة اسمها زمردة ؟؟ اصلي بقالي مدة مش لاقيها .

رفعت زمردة رأسها بغيظ ونظرت له باستنكار لتتحول ملامحها لغضب بثانيه من كلامه

وهي تقول :

رسلان وهو يعود المكتبه :

اوف الحمد لله أهي رجعت ...

استمرت بنظراتها المستنكرة والفاضية من تلميحه أمسكت الحقيبه ووقفت تنظر له يغضب

وهي تقول :

تصدق انا الغلطانة اللي جيت عشان اتطمن عليك واعتذر .... استدارت متوجهة نحو الباب لتجده يلتقط يدها بسرعة

ضحك رسلان : خلاص ما تزعليش مني بس انا بعشق اشوفك متنرفزة كدة مش بايدي .

لا تتذكر إن كانت اول مرة تراه يضحك أو أنها لأول مرة تلاحظ مدى جمال ابتسامته ووسامته لتتعلق عيناها بغمازته التي ارتسمت على وجنته .. فاقت من شرودها على صوته وهو يلوح بيده نحو وجهها

هيييي سرحتي فين احم للدرجادي عاجبك ؟؟

تتحتحت زمردة لتعود بخطواتها للخلف تاركة يده بارتباك :

ااااه انت بتقول القصد ما ينفعش تقول كدة ...

استفزه كلامها ليقول : هو ايه اللي ما ينفعش ع فكرة انتي ها تبقي مراتي وقريب اوي ... انزلت رأسها بخجل ... ثم رفعت رأسها لتقول بكبرياء : ممكن اطلب منك طلب ...

رسلان : اطلبي اللي انتي عاوزاه ...

اخذت نفسا عميقا" قبل أن تبدأ بتوضيح الأمر الاهم والأساس اللذي ستبنى عليه علاقتهم الا وهو الاحترام والالتزام وفقا للمبادىء التي تتشبت بها لآخر رمق في حياتها :-

رسلان انا طول عمري وانا محافظة ع نفسي ومش بسمح لحد يمس كرامتي او يجرحني او يحرجني بأي كلمة عشان كدة انا عاوزك تفضل محترم علاقتنا طول ما احنا بفترة الخطوبة ومش عاوزك تعمل اي حاجة تسبب ليا جرح لنفسي أو إني احس نفسي إني مش اد الثقة اللي اهلي أدوها ليا ...

ارجوك ما تفهمنيش غلط بس هي دي شروطي لو حابب تكمل بعلاقتنا دي غير كدة انا مش ها قدر أبدا.

كان لوقع كلماتها أثرا بداخله شعوران أحس بهما الأول شعور الفخر والسعادة الكبرى فقد صدق احساسه وعظم اختياره لها منذ الوهلة الأولى فشكر الله على تمسكه بها فهي تخاف الله وتخشاه وأيضا تضع ثقه اهلها بها امام عينيها فرقص قلبه طربا من كلامها ومحافظتها على مبادئها رغم أن هناك علاقة تجمعهم الا وهي الخطوبة

....... الشعور الآخر المتناقض بعض الشي والذي جعله يشعر بغصة بقلبه ألا وهو أنه أحس بأنها تفتقد لثقتها به وهناك أحاسيس بداخلها معاكسة للحب ..... عدم الثقة تماما به وجعل ما حدث بالماضي نقطة سوداء بصفحته لتجعلها تحذر منه وتخشى أن يكون يحيك امرا" لم يكن بالحسبان .. رمقها بنظرات لم تفهم معناها نظرات أحست بها فقد شعرت بأن عيونه كانت تنظر لها بعشق وفجأة تحولت لنظرات مستنكرة خشيت زمردة أن يكون قد فهمها بشكل خاطيء فهي لم تكن تقصد شيء سوى أنها تريد أن تضع حدودا منذ البداية وتوضحله بأنها مختلفة ولا تقبل شيء مخالف لمبادئها واخلاقها لكنها داست على طرف آخر

مخالف لم تكن تدرك بأنه وراء كلامها هذا شيء ما سيزعجه

ابتلع رسلان ريقه بغصه ونظر لها بتساؤل ونبرة ممزوجة بالصدق والخوف بعض الشيء وبحه :

انتى مش واثقة بيا صح ؟؟

رفعت زمردة حاجبها باستنكار اهذا ما استنتجه من كل كلامها ؟؟ صمنت لم تجيبه ليتابع رسلان بصوت مختنق :

انتي مش ناسية اللي عملته يا زمردة عشان كدة خايفة مني

زمردة باعتراض: لا يا رسلان بس انا مش ها

قاطعها رسلان راسما " ابتسامة على شفتيه بتصنع وهو يقول بنيرة صادقة :

- متخافيش اوعدك بقى اني ها عمل كل اللي قولتي عليه ده ومش هاعمل اي حاجة انتي مش عاوزاها ... بس زي ما انا ها عمل اللي انتي عاوزاه يبقى تعملي اللي انا عاوزه..

حرکت زمردة رأسها بتساؤل ......

رسلان بنبرة جادة : تثقي بيا يا زمردة زي ما انا واثق بيكي ...

زمردة محاولة التبرير : رسلان انا مكنتش ا اقصد كدة .

استدار رسلان عائدا لمكتبه فقد تأكد بأن هناك مشاعر أخرى مصاحبه لحبها له اللعنة فقد

حصل على حبها بصعوبة والآن الثقة ولكن هذه ستحتاج لجهد اكبر واعظم فكل هذا نتيجة

زمردة هو ده طلبي

اسبلت عيونها بحزن اقتربت نحو مكتبه لتشرح له لكن قاطعها صوت طرقات الباب .....

رسلان بجدية ممسكا" بقلمه : ادخل

ترجل عمار للداخل وهو يقول بمرح : صباح العسل والناس المروقة ع احلى عريس بالدنيا

.. لم ينتبه لتواجد زمردة ليلتفت عمار نحوها وهو يقول :

ابيه ده وكمان العروسة هنااا؟

اعاد نظره الرسلان الذي كان يحاول التصنع بأنه يعمل عمار :

هي زمردة ها ترجع الشغل ثاني ولا ايه ؟؟

زمردة : لا مش ها رجع انا بس كنت عاوزة اتطمن ع رسلان مش اکثر و يا ريت ما تقولش

عروسة ثاني احنا لسا يا دوب قاربين الفاتحة

ليتها تصمت قليلا" بدلا من لسانها الذي يترتر !!!!!

رفع رسلان رأسه ورمقها بنظرات حادة جعلتها تندم على ما قالته ثم نظر لعمار بضيق:

عاوز ايه يا عمار؟؟

تذكر عمار سبب مجينه فقال :

اه صحيح انا كنت ها قولك عن السكرتيرة الجديدة بتاعتك افتكرت ان زمردة ها ترجع

الشغل يبقى اسيبك تشوفها هي مستنية برا ....

اتسعت أعين زمردة بصدمة لتقول مقاطعة عمار :

س سكرتيرة ايه وها يشوف مين

التفت عمار باتجاهها بضحكة :

ها تكون لمين يعني أكيد لمكتب رسلان ...

زمردة باعتراض : لا لا انا السكرتيرة بتاعت رسلان مشها تكون واحدة تانية .....

عمار معيد النظر الرسلان بتساؤل : هي مش قالت قبل شوية انها مش ها ترجع ....

هر رسلان كتفيه مشيرا" له بعدم معرفته .

تعمد رسلان على اللعب على هذه النقطة ثم نظر لعمار : مفيش مشكلة يا عمار سيبها تدخل

وضعت زمردة حقيبتها على الكرسي وهي تقول بغيظ : تسيبها تدخل فين انت ناسي اني انا السكرتيرة بتاعتك ؟؟

رسلان بعناد : لا منسيتش اعتقد انك سبتي الشغل وبعدين انتي دلوقتي تبقي خطيبيتي

اکید مش هاسيبك تشتغلى سكرتيرة عندي ..

زمردة بحدة : وفيها ايه دي ان شاء الله ما يكونش عيب وانا معرفش .....

اتسعت اعين عمار بذهول من طريقتها بالتحدث مع رسلان ....

رسلان مستمرا " باستفزازها :

أن عيب .

زمردة بعناد اقوى من عناده حركت رأسها لليسار ضاغطة على اسنانها ممسكة بحقيبتها :

يبقى كدة ؟؟ ايه رأيك بقى انا من النهاردة ها رجع للشغل .....

تركت مكتبه وخرجت للخارج لتجد واحدة تجلس مكانها اقتربت منها زمردة يغيظ تلملم

أغراضها:

يلااا يا شاطرة من هنا ما اشوفش وشك هنا ثاني ....

وقف على الباب ينظر لها هو وعمار ....

عمار : يا بختك يا عم دي ها تنقطع من الغيرة عليك بص ازاي كانت ها تولع بالبنت ....

نظر رسلان باتجاهها ورسم ابتسامة باهتة على وجهه لا ينكر بأنه غيرتها اسعدته وجعلت

الفرح يتسلل لقلبه لكنه يخشى من امر مااا طوق على عقله وقلبه وأفقده الاستمتاع بهذا

عمار باستغراب : في ايه يا رسلان ده بدل ما تكون مبسوط عشان باين عليها بنحبك اوي لدرجة انها كانت ها تولع من الغيرة .....

التقت رسلان له ورمقه بحدة : عمار ممكن تركز بالشغل وما تنساش ان في حاجات موكلك

بيها ، ودلوقتي ارجع مكتبك .....

فتح قمه ببلاهة : هو ماله ده !!!

داخل قصر العطار

صرخت ببكاء تنظر لأمها : ازاااااي ازااااي يا ماما تسمحي الرسلان يعمل كده ازززااااي ....

فاتن بغضب : اسكتي ها تفضحينا بالقصر انتي مالك انا كم مرة قولتلك رسلان مش ليكي يا نورهان ومستحيل يحبك انتى ما بتفهميش ولا ايه ودلوقتي هو راجل خاطب مش عاوز أشوفك بنتصر في التصرفات الزفت بتاعتك ....

هزت رأسها بعنف ورفض : لا لا يا ماما رسلان ها يحبني هو يعرف اني بأحبه من زمان وها عمل اي حاجة عشانه مش ها سمح لحد يسرفه مني ...

فاتن مقتربة لها بعصبية : ومن ايمنه هو ليكي يا بت يا مجنونة انتي عاوزة تفضحينا مش كفاية اللي حاولتي تعمليه ....

صمتت قليلا تمسح دموعها جاحظة عيناها بجنون :

اعملت ايه يا ماما انا انا ما عملتش حاجة .....

هدرت فاتن بغضب : انتي فاكراني نايم ع ودني وما عرفش انتي عملتي ايه وانك انتي السبب باللي حصل لباباكي ...

فاتن يتحذير : انا بقولك اهو و لو حاولتي تعملي حاجة نبوط جوازة رسلان باباكي ها يعرف بكل حاجة يا نورهان انا اهو و حذرتك افهمى بقى وبلاش فضايح

ارتجفت نورهان من تحذير أمها وتخيلها لمعرفة ابيها بالذي قامت به وأنها السبب بالذي حصل له وتدمير شغله وتعبه ...... هزت رأسها بموافقه لتجعل امها تبتعد عنها ..... نظرت امامها نظرات فارغة لنطق كلماتها بوعيد وتعمدت على الضغط عليها :

ما يبقاش اسمي نورهان ان ما دمرت الجوازة دي بأيدي دوول ..... بقى انا يا رسلان الزفت اسافر يومين الاقيك خاطب ماشي .

عودة لداخل الشركة ........

عاود العمل على التصاميم ومخططاته رفع رأسه فور استماعه لرنة هاتفه المخصصة للرسائل .. امسك به يفتح الرساله .... جحظ رسلان عيناه بصدمة وارتعشت يداه هب واقفا" يجحظ بالصورة التي على هاتفه فقد كانت المدحت وهو يعمل بالورشة وتحتها مكتوب :

مش ده حماك ولا انا غلطان ؟؟؟

احمرت مقلتا عينينه واهتز كيانه بغضب .. ما ان ليت يلتفت حوله لتوقع اي شيء استمع الصوت رنين هاتفه ليجده رقم خاص رفعه على أذنه ليستمع له ...

بدأ امير حديثه متصنع الود :

ما ينفعش برضو الصحاب ما يباركوش لبعضيهم دي تعتبر خيانة ولا ايه رأيك ، تصدق حمال باين عليه طيب اوي هو اكيد ميعرفش ان اجله بيستناه ....

احتدت ملامح رسلان كور قبضة يده حتى أوشكت على أن يصبح لونها أبيض علم جيدا ان هذا تهديد مباشر له نطق رسلان بجمود مخيف :

عاوز ايه وانت ازاي عرفت ؟؟

ضحك أمير تم صمت قليلا ليقول بجدية : - هههههههههههه انا اللي اعوزه اعمله و ممكن اوصل لأي حاجة عاوزها واسمع اللي انا عاوزه ... دور بمكتبك كويس جايز تعرف ازاي عرفت .... تعمد امير قول هذه الكلمات وتعريفه بأنه يعلم عنه كل شيء وأنه يستطيع أن بخترق كل شيء .....

اضاف بغرور :

المهم دلوقتي انا عاوز حاجتي

لوی رسلان شفتيه باستهزاء ليقول :

مالكش عندي حاجة ... رسلان العطار ما بيتهددش ولو عوزت حاجة يبقى تقابلني راجل الراجل غير كدة ما عنديش ....

صمت امیر قليلا بتفكير دوما " يستفزه مشككا برجولته وقوته هتف يتحد :

النهاردة ها بعتلك المكان والساعة بس ليا شرط مفيش حد هايجي معاك انت لوحدك ... الشحنة مقابل تعرف مين عدوك ...

رسلان دون تفكير وبتحد مقابل لتحديه :

وانا موافق ...

ضغط رسلان على هاتفه ينظر حوله بجميع انحاء مكتبه نظرات ممزوجة بشك مريب

في الخارج

دلف معتز ومعه ملك تفاجأ بوجود زمردة هنا اقترب منها بهناها :

مبرووك يا زمردة ...

وقفت زمردة بابتسامة : ربنا يبارك فيك عقبالك.

ملك تحدق بزمردة متذكرة جيدا اين رأت هذه الفتاة وكيف لها ان تنسى تلك الفتاة الطيبة

التي ساندتها هي وامها وقت تواجد اخيها معتز بالمشفى

ملك بصدمة : الله مش انتى نفس البنت اللي كانت معانا بالمستشفى ....

ابتسمت زمردة لها واماءت رأسها بموافقة :

ابوا انا انتي تبقي اخت معتز مش كده ؟؟

معتز باستغراب هتف بتساؤل :

هو انتوا تعرفوا بعض ولا ايه ؟؟؟

ملك وهي تنظر بسعادة المعتز:

- ساعة اللي انت كنت بالمستشفى هي فضلت معايا انا وماما واتعرفنا ع بعضينا .

معتز : طب كويس اوي ودي دلوقتي يا ملك تبقى زمردة خطيبة رسلان انا هادخل اشوف رسلان ..

شهقت ملك بصدمة وفرح : اوه ماي قاد لااا الحكاية دلوقتي اختلفت ها نیقی صحاب

جامدين يسسسس ...

ضحكت زمردة لا تعلم لما لمحت من ملك طيف ذكرياتها مع صديقتها الغالية تدى لتهبط

دمعه ذكراها ...

افتريت ملك من زمردة بقلق : في ايه يا زمردة مالك ...

زمردة بابتسامة : مفيش بس افتكرت صاحبة ليا كانت نفسك كدة .....

ملك بتساؤل : وهي فين دلوقتي ؟؟

زمردة بحزن : ربنا يرحمها .....

ملك يحزن : اوووه بجد سوری با زمرده انا باين فتحت مواجعك .

حرکت زمردة رأسها برفض لتقول : لا بالعكس انا فرحت اوي اني قابلتك ثاني ...

ملك : ههه لا ان كان ع كده انتي تطمني خالص انا هابقى هنا ع طول .....

زمردة بتساؤل : ازاي

ملك : هاشتغل هنا انا كنت مسافرة بدرس برا و دلوقتي رجعت مصر و هاشتغل ....

زمردة بسعادة : بجد فرحتيني

ملك بصدق : انا ارتحتلك اوي ايه رايك تعمل ديل صحاب ....

ضحکت زمردة وهزت رأسها بموافقة : وانا موافقة ...

في الداخل

دلف معتز لداخل المكتب ليجد رسلان واضع قدميه على طاولة المكتب رافعا رأسه لسقف

المكتب مغمض عينيه ...

حدق معتز بالحالة التي وجد رسلان عليها ليقول بتعجب :

رسلان ؟؟؟ لم يجد استجابة منه

معتز باستغراب : في ايه يا رسلان ايه الحالة اللي انت حاطط نفسك بيها افتكرت اني

ها دخل هلاقيك مبسوط القوم الاقيك كدة ، هو حصلت حاجة جديدة وانا معرفش ؟؟؟ طلب

انت وزمردة قرينو الفاتحة ولا حصلت حاجة ؟؟؟

أضاف معتز بقلق :-

في ايه رسلان انت ما يتردش ليه؟ نفخ معتز يضيق لعدم إجابة رسلان الأسالته .

معتز بضيق : ع فكرة يا رسلان انت ما بتعرفش تفرح ودايما منكد ع نفسك لو فضلت كدة

انت ممكن ترجع للحالة اللي ......

عصر عيناه بقوة وكور قبضة يده لينتفض بسرعه معدلا" جلسته ضاربا" يده على الطاولة :

- ما تكملللش ....

ارتعب معتز من منظر رسلان المخيف ليقول :

خلاص اهدی أو رسلان .....

رسلان بغضب :

معتز لآخر مرة يقولك اللي حصل بالماضي ما يتفتحش اودامي فاهم ......

هر معتز رأسه بموافقة : فاهم فاهم خلاص

امسك رسلان بالجهاز الموضوع امامه ليرميه باتجاه معنز : اتفضل شوووف بنفسك

معتز باستغراب يتفحصه بیده : ايه ده ...؟

رسلان بغضب وقف امام زجاج مكتبه :

جهاز تنصت با فهمان

معتز : وده عاوزه پایه

فرك رسلان وجهه ليقول بغضب لاعنا" الغباء:

الكلب اتجرأ وحطه بمكتبي عارف يعني ايه توصل معاه ان يقدر يوصل لمكتبي يا معتر ......

وقف معتر محاولا تهدأته :

ازاي عاوزني اهدى يا معتز و حياة اللي بأحبهم بفت بخطر عارف يعني ايه بخطر ....

اضاف بنبرة متألمة :-

المرادي انا مش ها سامح نفسي لو حصل لحد حاجة بسببي ....

"" في الخارج ""

اهتر كيانها فور استماعها الصراخه شعرت بالقلق واثبت نفسها معتقدة بأنه منزعج منها

وهي سبب غضبه .

ملك بتساؤل : ايه ده هما بيتخانقوا ولا ايه ؟؟

زمردة بثبات مصطنع : معرفش ممكن حصل حاجة بالشغل عشان كدة انعصب

ملك مشيرة لها :

طب ما تدخلي وتعرفي في ايه خلاص انتوا دلوقتي بقيتوا خاطبين خايفة من ايه ...

زمردة برفض محاولة أشغال نفسها بالأوراق التي على مكتبها فضلت عدم التدخل لكي لا یزداد غضبه اكثر لتقول بتوتر :

- سيببهم هما صحاب مفيش داعي تتدخل ما بينهم ....

ملك باقتناع معاكي حق ملناش دعوة ....

معتز محاولا تهدأته : طب اهدی با رسلان اهدی

و استريح كل حاجة ها تنحل مش ها يحصل حاجة .....

ابعده رسلان عنه معنقا" اياه :

فاكرني عيل او دامك يا معتز شغل الامهات ده سببه ع جنب مش ها يهدالي بال غير لما

اعرف مين هو .

معتز بياس : وها تعرف ازاي...

رسلان بتفكير : ايوا كدة خليك معايا وشغل

دماغك .. اندهلي عمار بسرعة .


تعليقات