رواية قيصر العشق الفصل الثلاثون 30 بقلم عروبة المخطوب


 رواية قيصر العشق الفصل الثلاثون 

أطلق من تغره ابتسامة خبيثة بعدما أرسل المكان

الذي يود لقاء رسلان به ، ثم القى هاتفه على طاولة المكتب متوجها نحو الخزنة ليخرج منها مسدسه ذو اللون الذهبي وفلاشة سوداء ، شدد على الفلاشة التي يضعها بكف يده اليمنى وهو ينظر أمامه بابتسامة باردة ليجد هند تدلف المكتب دون استأذان.

وهي تهتف بتوبيخ : جرى ايه يا ابني انت بقالك من الصبح بالمكتب اعتقد يا امير ان من حقي اعرف انت بتخطط لإيه ؟؟؟

رمقها امير بنظرة مستنكرة للطريقة التي دخلت بها ليقول بنبرة تحتوي على قليل من الحدة والتحذير :

ما يصحش يا امي تدخلي المكتب بالطريقة دي .. دي اول حاجة وثاني حاجة انا كنت

هانزل واقولك عاللي ناوي اعمله ....

زادت من اتساع عيونها بتركيز وفضول لتقول :

ها تعمل ايه ؟؟

امیر بنظرات مظلمة وصوت قاتم :

النهاردة هاتكون البداية الرسلان العطار ليعرف الوش الحقيقي لاكبر عدو ليه .....

حرکت رأسها بتفكير محاولة استيعاب ما يقصده :

انت بتقول ايه ؟؟؟ مش فاهم تقصد بكلامك ده ايه ؟؟؟؟

امیر ببرود : اعتقد أن كل حاجة واضحة النهاردة هايكون بداية الطريق لحتى رسلان يعرف مين عدوه ...... ثم صمت ليتابع بدهاء : بس انا مش هاسيبه يعرف بالسرعة دي هاسيب

الماضي يرجع لوحده تك تك تك تك ........

هند بعدم فهم وفلق : بتقصد ايه يا امير ماضي ايه ؟؟

اشاح نظره باتجاه هند لتزداد نظراته ظلمة وحقد ليقول بصوت ممزوج بالكره والشماته مشيرا بيداه وكأنه امامه لوحا" ما يدون عليه تلك العبارة مشددا على كل حرف ينطق به :

" جنون رسلان العطار رررر"" ....

فتحت ثغرها تنظر له ببلاهة وصدمة حينما علمت بأن هناك أمرا " آخر تجاوزها يخص رسلان العطار ....

لكن سرعان ما انتشى قلبها فرحا و لاحت على شفتيه ابتسامة باردة وساخرة وهو يعود خلف مكتبه بدندن تحت أنظار هند المشدوهة لتعتلي ابتسامة على تغرها ليقينها بأنه حتى وإن كان يخطط لأمر ما ولا يعلمها ببعض الأمور لكنن لا يهمها سوى شيئا" واحد ألا وهو أذية من هو من صلبه ودمه فقد نجحت جيداااا" بغرس حقدها الدفين اتجاه تلك العائلة بقلب من هو من صلب ودماء تلك العائلة .

رفعت رأسها بشموخ مقتربة منه لتربت على كتفه بملامح فخر وتباهي به وكأنها تعطيه دفعة واشارة الإيجاب والقبول تشجيعا له للقيام بما ينتوي فعله حتى وإن كانت ملامح ما سوف يقوم به مجهولة ....

داخل الشركة

تسمر في مكانه فور رؤيته للموقع الذي أرسله ذلك الرجل اسيل رسلان عيونه يضيق رافعا"

رأسه عن شاشة الهاتف ليقول محركا شفتيه باستغراب مستنكرا" :

معقول تكون دي صدفة ؟؟؟

كان الموقع ما هو الا الصالة الرياضية التي خصصها ابيه له للعب التنس فاستمر على اعتيادها مع ابيه وامه فهو منذ الصغر يعشق هذه اللعبة لكن ما آثار تفكيره هو هل أن هذه الصالة التي كانت ملك لوالده موجودة للان ؟؟ يتذكر جيدا بأن ابيه في يوم جاء له وأخبره بأنه اضطر لبيع هذه الصالة لوجود اعمال انشاءات في نفس المكان ..... نفض تلك الأفكار من رأسه فاركا" عيناه ليقول برفض لتلك الفكرة التي تدور بذهنه الآن :

لا مستحيل يكون ليه علاقة ببابا ؟؟1111 بس بابا مفيش ليه اعداء ولو كان فيه كنت ها عرفهم من بدري ....

حرك هاتفه محدقا" امامه :

- اكيد هو قاصد الحركة دي انتابه شعور مقلق حيال أن يكون هذا الأمر له علاقة بأبيه.... رسلان محدثا" نفسه بقرار و اصرار : يبقى مش لازم حد يتدخل هاشوف الحكاية دي ها توصل لحد فين ...

قاطع تساؤلاته التي يطرحها عقله على ذاته ويتلقى الأجوبة من نفس المصدر دخول معتز

وهو يقول :

- عمار اهو يا رسلان ممکن تفهمنا بقى ... لاحظ معتز نظرات رسلان المتساءلة وهو ينظر خلف معتز باحثا " عم من يقول معتز بأنه متواجد ليستدير معتز باستغراب من نظرات رسلان ....

معتز بتعجب : ده كان ورايا هو راح فين ؟؟

هر رسلان رأسه بياس ... ليخرج معتز يجد عمار واقفا" امام زمردة وملك ....

عمار ناظرا لملك التي ترمقه بنظرات فارغة :

- انا كنت يقول في حاجة مش مزبوطة بالشركة حاسسها من الصبح كدة بتنور دلوقتي عرفت هيا بتنور كدة ليه ...

ضحكت زمردة على حالة عمار ومحاولاته الجاهدة للحديث مع ملك والآن ها هو معتز وراءه

وضعت ملك ساق فوق أخرى احتقن وجهها غيظا" من طريقة حديثه وسهوكنه لترفع حاجبها الايسر وهى تنظر المعتز الواقف وراء عمار يستمع له وضع معتز يده على كتف عمار جاعلا" إياه يستدير نحوه ليبتلع عمار ريقه ، معتز باستهزاء :

احنا معرفناش بتنور ليه ممكن تعرفنا يا عمار باشااا .

عمار مبتسما بتوتر واضعا " يده خلف رأسه :

الهة لكي انت فيها اكيد يا صاحبي يكون ليه يعني .....

معتز : اممم ده انا هزيطك بس مش دلوقتي انا جايبك هنا عشان رسلان عاوزنا يلا اودامي

عمار متمتما " : طيب يا بني آدم ما تزوقش يخربيتك بوظت الهيبة .....

بعد دخولهم انفجرت زمردة وملك ضحك على الموقف لتقول زمردة بصدق :

ع فكرة ده بابن حاطط عينه عليكي من ساعة المشفى .....

ملك بغرور وضحكة : مش بالسهولة دي ....

ابتسمت زمردة لها تؤيدها على موقفها :

- معاكي حق مش بالسهولة الواحدة فينا تتق بالراجل وتصدق ان هو بجد عاوزها ومش

بيضيع وقت مش اكثر ...

رمقتها ملك بنظرة إعجاب لتقول بمرح

انا كدة هابقى متطمن ع نفسي يا زوزو ......

زمردة بصدق وسعادة : هههه وانا بالخدمة يا موكااا .....

ملك بمرح : خلاص احنا كدة بالسليم ابتدينا تدلع بعض يبقى نخش بالجد قوليلي با زورو انتي ازاي تعرفتي ع رسلان ...

ايتسمت زمردة تسترجع اول لقاء بينها وبين رسلان بعشق لتبدأ رحلة الحديث عن بداياتهم والأحداث التي مرو بها وملك تستمع إليها بتركيز وفضول ......

هتف عمار متسائلا من استدعاء رسلان له ليقول :

في ايه يا رسلان انت جايبنا هنا تتفرج ع وش بعض ؟؟؟؟ .

معتز : ما توضحلنا يا رسلان ها نعمل ايه .

رسلان بنيرة جدية : النهاردة هاتفرغوا الشحنة بتاعت السلاح وميبقاش بيها ولا قطعة

سلاح عايزها تكون عندي قبل النهاردة بالليل ...

تبادل معتز وعمار النظرات بعدم فهم واستغراب...

تابع رسلان حديثه متوجه نحو حوض السمك ليهتف بتيرة غامضة وصوت مبحوح :

النهاردة في احتمالين الأول اني أعرف مين صاحب الشحنة والالاعيب دي كلها وها نتصرف ع الأساس ده من غير شوشرة .

انما الاحتمال الثاني إن الاتفاق ده ها يكون ضمن إطار الألاعيب بتاعته عشان كدة انتو ها نستنو منى إشارة .....

حرك معتز رأسه بعدم فهم مشيرا بعيناه بنظرات تساؤل نحو عمار ليجيبه الأخير باماءة

برأسه تدل على عدم فهمه أيضا :

معلش ي رسلان احنا مش فاهمين حاجة، اتفاق ايه ده اللي انت بتتكلم عليه ؟؟

رسلان بهدوء عائدا لمكتبه جالسا " عليه معيد ظهره للوراء : مفيش داعي تسأل أسئلة ملهاش لازمة لو انتو بجد حابين تساعدوني يبقى تعملو اللي انا بقولهولكم غير كدة مش

عاوز منكو حاجة ولا هاد خلكو بدايرة انا معرفش ازا كنت ها خرج منها او لا .

استفزته طريقة رسلان بالحديث ليميل رأسه باستهزاء : لا والله انت بتهزر يا رسلان ولا ايه ؟؟ هو ايه ده اللى انت مش عاوزنا تدخل بيه ؟؟ وبعدين احنا مش ها تعمل حاجة غير اما تعرف بالزبط انت عاوز تعمل ايه ...

عدل رسلان جلسته ممسكا" بالقلم يلعب به بأصبعه ليهتف ببرود قاتل :

يبقى تنسوا اللي قلتهولكم والاتفضلوع اشغالكو ....

رمقه معتز بنظرات متعجبه محتقنة ليقول بنبرة تخفي غضيا " : ولو انت مش عاوز

مساعدتنا ليك كدة يبقى ليه سبتني انادي عمار واتعب نفسي ...

لوى شفتيه باستهزاء مجيبا اياه انت عبيط ولا يتستعبط ي معتز انت ناسي ان الشحنة انت والاخ اللي اودامك انتو اللي مخبيتها ....

حرك معتز رأسه قد استمزه لأبعد حدود ليقول :

- أه يعني لو مش احنا اللي محبين الشحنة مكنتش ها تقول لينا صح ؟؟؟ تم نظر لعمار متحديا" رسلان بصوت معاند : يبقى كل حاجة بإيدنا يا عمار ليه تتعب نفسنا ...

صرخ معتز برسلان بحدة وأقفا" وقد تمكن الغضب منه : يبقى تنسى يا حبيبي يلا بينا يا عمار ...

هز رسلان قدمه بعصبيه كان يحاول مجاهدا بكل قوة عدم الإنفعال امامهم ليضرب قبضة يده على الطاولة وعيونه تحولت بسرعة للون احمر قاتم :

احتررررم نفسكككك يا معتز وما تعليش صوتك وديني وما أعيد انسى تكون مين ...

عمار بعد رؤيته للوضع الذي بدأ بالتوتر انتفض محاولا" تهدأتهم :

في ايه يا شباب ما تهدو شوية مش كدة تتحل الأمور ....

هتف رسلان بحدة وهو ينظر لعمار بنيرة امرة وجادة اهتزت لها اركان الغرفة رافعا" أصبعه بتحذير :

هي مرة واحدة ومش ها عيد يا عمار ها تقول لعز عن مكان الشحنة وهو ها يتصرف و دلوقتي انتو الاثنين.....

تم أشار بيده نحو الباب : الباب من هنااااا ...

مك معتز على اسنانه بغضب قاهر محرك رأسه بأعين محتقنة :

ماشي يا رسلان ها نشوف مين كلمته اللي ها تمشي ...

کور رسلان قبضته بغضب ليندفع باتجاه معتز ممسكا بتلابيه ليصرخ بصوت مرتفع :

معتزززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززز في كلام في مشها فيعاد انت مشها نتدخل بالموضوع ده ولا حد فيكو فااااهمين

اقترب عمار بسرعة نازعا يدين رسلان عن معتز :

في ايه يا رسلان انت تجننت !!! أهدى كدة في ايه !!!

نظر معتز ارسلان بأعين متسعة من اندفاع رسلان وتهوره عليه لأول مرة ناظرا" اليه بخيبة

وهتف بحدة :

بقى كدة أعمل اللي انت عاوزه انا مش ها تدخل بيك وانسى إن ليك صاحب اسمه معتز .....

تراجع رسلان للخلف لاعنا" غضبه الذي لم يتحكم به ليضع يده بخصلات شعره غاضبا من تهوره

نظر حوله لتتسع أعينه بصدمة من رؤيته الزمردة تقف عند الباب لا يعلم منذ متى وهي هنا بالإضافة لملك ساد جو صمت رهيب بعد أن تفوه معتز بتلك الكلمات ... ليقول عمار :

صلو ع النبي يا شباب مكانتش حاجة تستاهل كل ده ... وانت با معتز في ايه انت عارف رسلان اما يتعصب .....

معتز بحدة : يتعصب ع نفسه انا معرفش واحد زي ده ........ قال هذا ثم خرج مغادرا "

المكتب ...

رسلان بنبرة امرة وهدوء :

روح الحقه يا عمار ما تسيبش لوحده .... ليهرول عمار راكضا خلف معتز ....... تبقت زمردة تنظر له بنظرات غير مفهومة ... تنحنحت ملك مقتربة من زمردة وهي تهمس لها :

انا بمكتبك ، اماءات زمردة رأسها بأيجاب لتخرج ملك مغلقة الباب وراءها .......

تحرك رسلان عائدا لمكتبه متظاهرا " بعدم مبالاته لما حدث قبل قليل ، ليستمع لصوتها المبحوح وهي تقول بتساؤل :

ايه اللي وصلك للحالة دي .....

رفع حاجبه باستنكار متظاهرا عدم فهمه، اردفت زمردة القول :

رسلان انت ناسي ان ده اللي ضحى بنفسه وكان مستعد يموت وما يسيبش حد يأذيك ...

رسلان بثقة ليجيبها بغموض: عشان كدة انا عملت ده اللي عملته لمصلحة الكل مش بس معتز .....

أسبلت عيونها ونظرت له بعدم فهم لتقول بتعجب :

مصلحة ايه دى اللي تسيبك تمد ايدك ع صاحبك ..؟؟

تنهد رسلان بضيق محدفا" بعيونها ليقول بنقة :

انتي ما تعرفيش حاجة يا زمردة ما تخافيش معتز يعرف هو ايه بالنسبالي وبعمل كل ده المصلحته .

زمردة يقلق يكسو ملامحها فقد صدق هي لا تعلم عنه سوى أمورا بسيطة ، رمقته بنبرة تحد وهي تقول :

تعرف يا رسلان انا لحد دلوقتي معرفش عنك حاجة فعلا عشان كدة ها تعرفني بحياتك وتفاصيلها ولا اعتبر أن خلاص مفيش نصيب .....

رسلان بشيخ ابتسامه : اممم افهم من كدة بتهدديني يقى ....

زمردة بتحد : افهم زي ما انت عاوز انا قلت اللي عندي ....

اماء رسلان رأسه مستمر بالنظر لها بإعجاب لتلاحظ نظراته التي بدأت تتفحص ملامحها تسارعت دقات قلبها من نظراته التي تجعلها تعلن عن حرب بداخلها ابتسم من الحالة التي سيطرت عليها ليهتف ملفت انتباهها :

زمردة احنا لازم تتكلم بمواضيع كثيرة اوي واولها الفرح بتاعنا ...

اتسعت اعينها بصدمة لتقول بقياء : فرح ايه ؟؟

رسلان بغيظ : هو انتى ناسية اننا مخطوبين ولا ايه ولا فاكرانا ها تفضل كدة في حاجات

كثيرة لازم نعملها ...

ارتبكت زمردة لتقول بتوتر وخجل : مفيش داعي للاستعجال ده احنا ملناش يوم مرتبطين ببعض سيبنا تعرف بعض أكثر من كدة يا رسلان ما ينفعش نستعجل وتندم .....

رفع حاجبه الايسر باستنكار وتجهمت ملامحه ليقول :

تندم !!!!

زمردة بتوتر لاعنة لسانها الذي دوما " يوقعها بالإحراج ..... اقترب رسلان منها وهو يقول بنبرة هادئة ممزوجة بالصدق ليبت بنفسها الراحة والأمان اتجاهه، ازاح الطاولة التي تفصل بين الكرسين المقابلان له جالسا " عليه ليصبح مواجها " لها تماما " ، مد كفيه لينقط كفيها ليجعل نبضات قلبها تتسارع لا تعلم ماهية هذه النبضات إن كان قلق وارتباك من قريه ام سعادة :

زمردة انا بأعرف اني سبتك تعيشي حاجات انتي مكنتيش عاوزاها وغلطت كذا مرة بس انتي تعرفي كل اللي عملته عشان مكنتش عاوز اخسرك

انا طلبت منك الثقة عشان انا عارف لو مفيش ثقة ما بينا كل حاجة هاتتدمر بلمح البصر عايزكي تعرفي ان في بحياتي حاجات بتحتاج انك تكوني واثقة بيا واوي كمان ، انا عايز الثقة تكون هي المرسى بتاع علاقتنا ونبني بيها حياتنا عشان لو بيوم احتجتك الاقيكي واقفة قصادي ومصدقاني .

لمعت عيناها بسعادة تغمر قلبها بسبب تلك المشاعر الصادقة التي تراها تتجسد بعيونه و تصرفاته وإعلانه المباشر لحاجته اليها، لتقول بابتسامة مطمأنة وعيون محبة شددت على

قبضة يده لتهتف بصدق وهي تحدق بعيونه:

لو مكنتش واثقة بيك يا رسلان مكنتش انا هنا دلوقتي ايوا مش هانكر اني كنت كدة في البداية وكانت في حاجات كثيرة تمنعني اثق بصدق الكلام اللي كنت تقوله والتصرفات بتاعتك بس بعد كدة اكتشفت اني بكدب ع نفسي وما اقدرش استغني عنك ....

اتسعت ابتسامته مثني رأسه يقبل كفيها ثم رفع رأسه ينظر لها بحب : . يحبك ...

توردت وجنتيها خجلا وحمرة لتترك يده بخفة مبتعدة عنه لتقول بارتباك :

ااانا عاوزة أكمل الشغل ...

نظر رسلان لساعة يده ليقول :

جهزي نفسك عشان ها وصلك معايا .....

زمردة باستغراب : بس الدوام ما خلصش ...

رسلان ممسكا" هاتفه و جاكيته : عارف ده بس عندي مشوار لازم اروحله وها وصلك بطريقي

زمردة باعتراض : مفيش داعي انت روح المشوار بتاعك وانا هافضل هنا ....

رسلان باصرار : زمردة مش عاوز اعید کلامی تاني يلااا اودامی ......

" على الجانب الآخر ""

بداخل مكتب معتز يجول ويصول بمكتبه بغضب حارق

عمار بتأفف : وبعدين بقى يا معتز ممكن تقعد بقى انا معرفش انت ليه تعصبت من رسلان بالشكل ده ...

توقف معتز ليقول بإيجاز متوجها نحو مكتبه بسرعة : امشي معايا يا عمار بسرعة ...

وقف عمار بتساؤل لاحقا" به : على فين ؟!!

معتز امشي وانت ساكت بسرعة

عمار بتمتمة : كان نهار اسود اما رجعت انت وهو انا معرفش ايه اللي رجعكو مصر ......

معتز ملتفنا " له : بتقول حاجة ...

عمار محركا" رأسه بنفي وابتسامة صفراء :-

مفيش يا حبيبي امشي .....

خرجت ملك من السيارة وهي تشير الزمردة بيدها تودعها :

باي يا زوزو ها بقي اشوفك بكرا .....

زمردة بابتسامة : سلام يا موكا ااا ان شاء الله .....

رفع رسلان حاجبيه باستغراب ليقول :

لحفني تاخدي ع ملك بالسرعة دي ؟؟

زمردة بابتسامة عفوية : بصراحة حسيتها قريبة اوي مني كأني بعرفها بقالي سنين حسيت إنها شبه ندى اوي ...

لمع رسلان نبرتها الحزينة حينما ذكرت بحديثها صديقتها ندى ليلتقط كف يدها وهو يقول

موافقا لها :

اختیار موفق ملك بنت كويسة اوي وصاحبة جدعة .

زمردة باستغراب : هو انت تعرفها اد ايه ؟؟

رمقها رسلان ليقول : زمر وردة ملك دي تبقى زي أختي بعدين ملحقناش ننسى الكلام اللي

كان ما بينا قبل شوية ...

زمردة يغيظ : ع فكرة دي مش غيرة ده فضول مش اكثر ...

رسلان محركا" رأسه بسخرية : اه عارف إن ده فضول مش اكثر .....

زمت زمردة شفتيها بغيظ وهي تقول : رسلااان .....

نظر لها بعيون عاشق وهو يقول بنبرة جعلتها تنوه بمعالمه : قلب رسلان وعيون رسلان .....

لكزنه بخفه موبخة اياه لتشيح وجهها بخجل عن عيونه التي تجعل دقات قلبها تتطاير من

السعادة والفرح .

تنهد رسلان ليهتف : ع فكرة انتي بقيتي كدة خطر علي انا يقول تسرع ميعاد الفرح احسن

نظرت امامها مطلقة تنهيدة ارتياح لوصولهم لمدخل حارتها لا تعلم كيف وصلت بهذه

السرعة .....

زمردة : نزلتي هنا يا رسلان مفيش داعي تخش لجوا

رسلان بملامح منزعجة : مفيش داعي ليه هو احنا بنعمل حاجة غلط وانا معرفش ؟؟

اسبلت زمردة عينيها بضيق : ايه التحول الغريب ده ...

هتف رسلان مبررا ضيقه بصدق : عشان كدة بقولك تسرع الفرح ما تعرفيش يا زمرديتی اد ايه بتخنق اما تكوني بعيدة عني ....

ضحكت زمردة واضعة يدها على فمها تكتم ضحكتها رفع رسلان حاجبه بحنق : هو انا قلت حاجة تضحك ؟؟

اماءت رأسها بايجاب لتهمس بسعادة :

زمردتي

رسلان بضيق : بقولك ايه اطلعي من العربية حالا" لأني ماسك نفسي بالعافية .....

ضحكت زمردة بشدة حتى بانت اسنانها البيضاء بشدة لتجعله هو يضحك ايضا" على حالهم

زمردة : خلاص انا هانزل مش عاوز حد يقول علينا كلام وحش ...

رسلان : يقولو كلام وحش عن مين هما يقدروا وبعدين انتي خطيبتي ودي حاجة تخصنا انا

لولا عندي شغل النهاردة مكنتش سبتك ....

نظرت له زمردة بأعين يشع منها الحب :

خلي بالك من نفسك .....

اوماً رسلان برأسه وهو يقول :

حاضر يا أغلى حاجة بدنيتي ....

دخلت زمردة بابتسامة واسعة على ثغرها وسعادة جعلتها تحلق فوق السماء الزرقاء تحت انظار رسلان الذي كان ينظر له نظرات ممزوجة بالحب يكافح لتتحول ملامحه فجأه

الجمود مخيف مديرا" ركب نحو وجهه ......

"داخل قصر العطار"

كانت مريم بالحديقة تسقى أزهار اللافندر المحببة الرسلان اثنت جسمها تحدث الأزهار

انتي متأكد دلوقتي زعلانة عشان ابني رسلان ناسيكي خالص بس ما تزعليش هو قريب اوي ها يحتاجك ....

اقتريت فطيمة من مريم لتجدها تحادث الازهار هتفت بابتسامة : ياااه انتي لحد دلوقتي فاكرة يا مريم اللافندر دي بحبها رسلان اد ايه ....

استدارت مريم تضع ابريق الماء الذي تسقى به جانبا" وهي تقول :

وازاي عاوزاني انسى يا ماما دول كانو الحاجة الوحيد اللي تصبرني ع فراق ابني رسلان اما بشوف اللافندر دي بتبسط اوي ...

احسست بوهن أذنها فجأة وحب وجهها تشعر بدوار يعصر بها وخفقات متسارعة بقلبها اتكأت على الحائط بوهن لتسرع نفسها فطيمة بخوف وقلق ممسكة بها :

في ايه يا مريم يا بنتي مالك حاسة بايه

مريم محاولة الاعتدال بوقفتها : انا كويسة ...

فطيمة بأعين تتعد من القلق لحال مريم نادت بصوت مرتفع لأم سعاد تعاونها على إدخال

مريم للداخل .....

مريم بوجع وهي تجلس على الطاولة :

- سيبيني با ماما افضل هنا مخنوفة حاسس في حاجة قبضت ع صدري فجأة ...

قطيعة : ارتاحي يا حبيبيتي شايفة يا مريم ها تحصل ايه لو مرتاحتيش نفسك ....

مريم بابتسامة شاحبة متذكرة مرضها الذي تخفيه عن الجميع ها قد بدأت تظهر أعراضه وهي التي كانت تخشى ظهوره امام احدها لا تنكر تلك الخفقة التي ثبت في قلبها نتيجة

شعورها يحدث سيء قادم او ان هناك امرا" ما قد يحصل .......

داخل سيارة معتز

زفر عمار تنهيدة تابعة عن ملله لينظر المعتز :

ايه القرف اللي احنا حاطين نفسنا بيه يا معتز واحنا مالنا برسلان ها يعمل ايه .....

صك معتز على اسنانه بغضب ليقول بحدة :

ممکن تسکت يا رفت و سيبني اركز ....

عمار : باين شغل الجواسيس ده عاجبك يا حبيبي انا بصراحة زهقت و عاوز اروح ....

رفع معتز يده قابض كف يده ليقول مشددا على كلماته :

- عمار ما تعصبنيش ايه الرخامة اللي انت بيها دي نقطتي بسكوتك وها تفضل هنا غصب

عنك فاهم .....

عمار بغيظ : خلاص سكتنا ها تشوف اخرتها معاكو ايه ....

معتز : ما كان من الأول اسمع انت أكدت على عز يعمل اللي رسلان عاوزه صح مش لازم يحس اننا وراه .....

عمار : ايوا اكدت بس حكاية أن مش لازم يحس إننا وراه دي ما اضمنهاش .....

معتز بشرود : نفسي اعرف هو بيعمل هنا ايه !!!

خرج رسلان من ذلك المكتب متوجها نحو سيارته لتصله رسالة قرأها ثم وضع هاتفه بجيبه منطلقا " بسيارته بسرعة كبيرة .....

""ها قد حل المساء .........

ترجل رسلان من سيارته لتتسع أعينه بصدمة من فخامة وعظمة المكان ليقترب رويدا" لتزداد ملامح الحيرة والفضول فلهذا المكان معزة خاصة بداخل قلبه ، فهو من الأماكن التي جمعت عائلته و شهدوا به احتفالات و مسابقات كان يجربها مع أصدقاءه ويلقى تشجيع دائم من جميع افراد عائلته، صعد رسلان للدرج المؤدي لداخل هذا البناء لكن ما لفت انتباهه هو الصمت الذي يسود هذا المكان معتقدا أن ذلك الرجل قام بحجزه بالكامل .

وضع يده على الباب بحذر ليجده يفتح على مصراعيه دون بذل مجهود منه ، كان كل شيء مظلم لا يرى شيء سوى صوت صدى بالمكان .. ليجد الأضواء تمتلأ بالمكان معلنه عن ماهيته اتسعت اعين رسلان بصدمة وهو يرى ملعب كبيييير مخصص للتنس، اقترب رسلان بخطواته للداخل ليستمع لخبطة الباب القوية من وراءه التفت فجأة من عدم وجود احد خلفه ، رسلان باستغراب :

انا مش فاهم ده عاوز يوصل لايه !!! و ازاي عرف بكل ده ...... لنطفأ الاضواء مرة أخرى وينبعث ضوء ازرق صغير على بعد أمتار من رسلان يقترب نحوه ... ازداد رسلان تعجبا"

وعدم فهم ليهتف بصوت عالى ممزوج بالسخرية والحدة :

تقدر تفتح النور ولا لسا خايف وعاوز تستمر بلعب العيال بتاعك ... خليك قد وعدك وواجهني راجل لراجل لاني ابتديت اشك انك وحدة ست مهو اكيد الحركات دي ما يعملهاش واحد راجل ....

يعلم جيدا أنه يحاول استفزازه متعمدا ليجعله يكشف عن وجهه الحقيقي لكن لن ينقض خطته ....

وقف امير على بعد من رسلان ليجيبه ببرود نام وصوت أجش : انا برأيي ما تستعجلش اوي يا ابن مريم .

لحظة !!!! هل قال ابن مريم !!!!؟؟؟؟

احتدت ملامح رسلان التي تشتغل غضبا من الجملة التي قالها له هذا الرجل المتخفى ومن ذلك الوضع الذي يوضع بداخله فهو لا يرى شيء ليزداد قهرا وغضبا " فلم يكن لديه سلاحسوى أن يصرخ بصوت يعبر من ثناياه الداخليه :

ما تجيبش سيرة امي ع لسانك يا وسخ .....

ضحك امير بسخرية ليقول :

ده احنا لسا ما ابتديناش .

ابتعد امير ضاغطا " بإصبعه على جهاز التحكم ليجعل الاضاءة الزرقاء تملأ الحائط.

وضع رسلان يده على تلك الإضاءة القوية التي تسللت لعيناه وابعدها فجأة لتتسع عيناه من المشاهد التي بدأت تعرض امام عيونه .

-- توقفت جفونه عن الحركة واتسعت عيناه بصدمة يرى صورته التي حاول جاهدا " على عدم تذكرها تتجسد أمامه عبر شاشة كبيرة يحتويها ضوء أزرق جسده المستلقي باستسلام على سرير المشفى شعر أشعث وأعين مرهقة متعبة تحولها هالات سوداء ووجه شاحب يميل للإصفرار كالموتى ، لحظة لتمثلى الشاشة بتقارير طبية صور متلاحقة له وهو باسوا احوال الضعف والاستسلام .... ضاقت عيناه بعد تلك الجملة التي تم كتابتها بأحرف كبيرة .....

جنون رسلان العطار "" ، احمد فكه ومال رأسه لليسار للسيطرة على غضبه بسبب التمادي على حياته الشخصيه من قبل شخص لا يعلم أصله ومن هو 11

صوت أجش ممزوج بالسخرية ويعتليه نيرة شماته :

ايه رأيك بالمفاجأة دي 15 شايف انا بعزك ازاي ؟!! كل ده عشان اثبت محبتك عندي عاملة ازای ....

التفت رسلان باتجاه الصوت ليقول بنبرة هادئة مناقضة تماما لتلك البراكين الثائرة بداخله :

هي جملة واحدة .. انت حكايتك ايه ؟؟؟؟ وها تستفيد ايه من كل اللي يتعمله !!!!

ضحك امير باستهزاء وهتف مجيبا" إياه :

مستعجل ع ايه ؟؟؟ ها عرفك انا مين بس ساعتها أكيد ها يروح على حاجات كثيرة عشان كدة وجب استغل عدم معرفتي ....... عايز اعرف ايه نوع الدوا اللي انت واحده عشان تعمل التمثيلية دي .. اصل ناوي ع جريمة كدة ع الماشي ........

اسیل رسلان عيونه بملامح متجهمة متابع الاستماع لكل كلمة تقال ....

تابع امیر حديثه المتراوح ما بين السخرية والشماته والحدة والغضب :

ده انت طلعت داهية انا كنت عارف انك داهية بس مش بالصورة دي ، دلوقتي انا عرفت ازاي داريت ع الجريمة بتاعتك تصدق احسن طريقة تنفع دلوقتي وماشية بالسوق

قاطعه رسلان ليقول مستنكرا ما يقال : جريمة ايه اللي انت بتتكلم عنها !!

تابع امير طريقته للتعبير عن سخريته واستهزاءه فضحك بسخرية :

عامل نفسك مش فاكر وبتستعبط مش كدة بس معلش انا هقولك جريمة ايه ....

شدد على كلماته وهو يقول: جريمة قتلك لاخوك ولا انت فاكر ان مش هايجي اليوم اللي تدفع بيه ثمن اللي عملته ....

رسلان بصوت يعلوه الحيرة اردف القول بتساؤل :

اخويا !!!! اخويا مين ؟!!!

تبدلت ملامح امير الملامح اشمئزاز وغيظ التظاهر رسلان بعدم تذكره له ليهتف بصوت

حاقد ممزوج بالألم والعتاب :

مجرم زيك هايكون فاكر أخوه اللي قتله منين ؟ اخوك امير !! للدرجادي عامل نفسك ناسي كل حاجة انت عملتها بيه ... فاكر اما راح لحد عندك يترجاك ولجألك عشان كان معتبرك سنده بعد اما ابوه مات وكدب كل حاجة اتقالت ليه انت عملت ايه ؟؟؟ ضربته و ذليته وطردته من بيت ابوه و ما اكتفيتش بده كله لا قتلته وبعدها هريت وعشت حياتك وعملت التمثيلية دي اودام صاحبك عشان تكتمل قذارتك .....

اسيل عيونه باستغراب من معرفة ذلك الرجل بكل هذه الأحداث كيف يعلم بهذا ، يطلق الأحكام عليه ويتهمه بأبشع الاتهامات بجريمة قتل !!! وقتل من ؟؟؟ أخيه !!!! من هذا يحق السماء وكيف له أن يتجرأ ويقول كل هذا وكأنه يعرف اخيه جيدا" وحدثه بكل ما حدث بينهما ، يكاد عقله ينفجر مما يسمع له الآن، ويشعر بأن تلك البقعة البعيدة تعود من جديد وأنفاسه التي تختنق غارقة بتلك المياةها قد بدأت بالعودة من جديد ، هز رأسه بعنف مبعدا جميع نقاط ضعفه واستسلامه الأرض المجهول ليعود لأرض الواقع ، متماسكا" صانعا" قناع صلب يعتليه القسوة يقسم لو أنه يرى ذلك الرجل واستطاع تحديد مكانه الذي يحتمي به لانقض عليه جاعلا" إياه بخر صريعا " بسبب تلك الكلمات المسمومة التي لا يعلم مدى وأثر وقعها بنفسه ...... صك على اسنانه و احتدت ملامحه ونظراته الغارقة بهذا الظلام الحالك ليقول بقسوة وجمود مخيف :

وانت ماااالك ؟ اعمل اللي انا عاوزه ... ولو فاكر الحوار بتاعك ده ها يجيب معايا نتيجة تبقى غلطان ، ما تولدش اللي يكسر رسلان العطار .......

اشتعلت النيران بداخل أمير ولاحت على شفتيه ابتسامه صفراء حاقدة معلنا" أنه قد وصل لمبتغاه ها هو امامه الآن بمواجهة مباشرة غير مألوفة ودون خوف او ريبة يتباهى بما قام به ليجعل ذلك الصراع النفسي الذي كان بداخله للحظات كثيرة كاد ان يتراجع عن كل ما يقوم به لكنننها هو بنفسه يؤكد على جميع ما قيل له ويؤكد على احقيته

أضاف رسلان بسخرية متحديا" اياه

اه صحيح في شوية تقارير غير دوول لو عوزتهم ابقى بلغني هابقى ابعتهم ليك يمكن يفيدوك بحاجة كدة ولا كدة ، ولو عاوز اسم الدوا برضو ما عرفك مش خسارة فيك ......

كان الدم يغلي بداخل عروق امير ويكاد ينفجر من عينيه المحمرتين ليهتف بصوت اقرب الفحيح والوعيد :

للأسف مش هتلحق .

ما هي إلا ثواني معدودة حتى امتلأ الضوء زوايا الصالة معلنا عودته وانتهاء مواجهة الظلام ... وضع رسلان يده على عيناه حاجبا " تلك الإضاءة القوية التي عمت بشكل مفاجيء

کرر امير قوله بنيرة تحمل بطياتها الوعيد :

للأسف مش هتلحق عشان اخوك هياخد بتارة بنفسه .....

أجفل قلبه من تلك الكلمات وأبعد يداه بسرعة عن عيناه مبصرا" باتجاه ذلك الرجل الذي يقف أمامه بكل تحد وشموخ كان طوله يتناسب تماما مع قوته البدنية ولحية كثيفة وشعر اسود قصير كثيف وأعين عسلية كم تشبه عيناه !!! ملامح ليست بالغريبة مألوفة بالنسبة له الأبعد الحدود .. أمورا" بسيطة جدا قد تغيرت بسبب مرور السنين نظرة واحدة فقط جعلت رسلان يغلق عيناه بقوة مطبقا" عليها لعل ما يراه فقط هواجس ووساوس قد عادت مجددا" بالنسبة له ، فتحهما ليتأكد بأن ما يراه حقيقة همس رسلان بعدم تصديق :

مستحيل ده يكون حقيقة !!

لوی شفتيه باستهزاء و اعتلى تغره ابتسامة صفراء حاقدة اماء برأسه وكأنه قرأ تلك الملامح والتعابير والتساؤلات جيدا

ايوا انا امير ...... امير اللي مقدرتش بكل قوتك تقتله وانتصر عليك وسابك تعيش اسواً ايام حياتك ودلوقتي راجع عشان يرجع حقه .

رسلان بأعين مستنكرة قائلا:

مستحيل تكون امیر .. امیر مات

امیر مقتربا من رسلان محدقا به بنظرات يملأها الحقد والكره :

دلوقتي جه الوقت اللي ها تدفع ثمن اللي عملته يا رسلان العطار ......

بأعين عاجزة ينظر له وهو يقترب منه لا يصدق ان الذي أمامه هو نفسه ذلك الشخص الذي

كان سببا بتلك الحياة المرة التي عاشها ...!!

حمل ذاته وروحه ذنب لم يقوم به وجعل من نفسه الجاني ليعافيها بأشد أنواع العقاب

ليجعل روحه وعقله يستسلمان لهذا العقاب ....

كاد أن يفقد حياته لولا الله وذلك الأخ الذي لم تلده أمه، كاد أن ينهى حياته بيده وابتعد عن

أهله وحياته وتحمل قسوة أمه وتأنيبها له ....

كان كلما نظر لنفسه امام المرأه ينظر لنفسه بأعين معاتبة جاحدة مؤتبه تتهمه بالجناية .... عاش اسوأ ايام حياته وضاعت منه سنين من عمره .... وبعد كل هذا يجد من كان سببا " بكل هذا امامه حي يرزق !!!

لا يعلم ماذا باستطاعته أن يفعل ؟؟ هل يسعد لأن ذلك الحمل والهم الثقيل يزال الآن عن كتفيه وروحه ؟؟؟؟ ام يحزن ويتألم على تلك السنين واللحظات السعيدة التي كانت تنكل... مستتقلا" لحظات قليلة من الفرح في حياته .....

تراجع للخلف باستنكار شديد لهذه المسرحية التي تحدث امامه الآن ، وكأنه يهرب من شبحيطارده ، بدأت الضحكة تعتلي تغر رسلان بعد إدراكه لذلك الحقد الذي يتمثل بملامح ووجه

امیر ، سرعان ما تحولت الضحكات هستيرية ......

صك امير على أسنانه بغضب وحنق من ردة فعل رسلان ليسحب سلاحه موجها" اياه بجانب رسلان ليطلق رصاصة كانت على مسافة قريبة منه :

باين الصدمة رجعت الجنون اللي جواك ......

توقف رسلان محدقا به بأعين لامعه تحمل بطياتها الألم والغموض والاستنكار ........

في الخارج

فور استماعهم لصوت إطلاق النار هرول كل من معتز وعمار بسرعة نحو الداخل ......

معتز بصراخ وهو يضرب الباب بقدمه ينادي بصوت عالي :

-رسلااااان ...

تم نظر باتجاه عمار وهو يقول : هات اي حاجة يا عمار تفتح بيها الزقت ده بسررررعة

كان مغيب عن أي صوت حوله جميع أفكاره وحواسه معلقة نحو ذلك المتمثل أمامه ....

أمير قائلا باستخفاف "محاولا" استفزاز رسلان :

باين اوي انك ما بتخافش عشان كدة صحابك مستنين برا و متحامي بيهم .......

هتف رسلان بملامح باردة وصوت يعتليه الجمود :

يعني افهم انك دلوقتي جاي تنتقم من اخوك اللي

انذليت بسببه او و و ضربك اووووووأهانك اووووو حاول لماذاك ؟

امير رافعا رأسه وقد لوى شفتيه لليسار مجيبا" باماءة برأسه :

خد بالك مش بس منك انا هاخد حقي منكو كلكو .....

في الخارج بعد محاولات عديدة استطاع معتز كسر قفل الباب والدخول مهرولين للداخل لكنهما توقفا براحة حينما وجدا رسلان امامهم ....مد معتز ذراعه موقفا " عمار مانعا " اياه

من الحركة متابع ما يحدث أمامه

رسلان دون أن يرف له جفن محدقا امامه قائلا بجموده المريب وملامحه الباردة تماما بصوت قائم وتبرة أمرة :

لو عاوز تقتلني يبقى دلوقتي وحاااالااااا عشااان بعد كدة مش ها تقدر

فرد ذراعيه قليلا مشيرا له بأن يقوم بما يريد :

انا اهو اودامك اعمل اللي انت عاوزه .....

ركض معتز بسرعة باتجاه رسلان مستنكرا" الحالة التي بها رسلان واستسلامه لذلك الوغد برأيه ، امسك بذراعه ، صاح بحدة وتوبيخ :

انت بتقول ايه يا رسلان انت اكيد اتجننت ايه الحالة اللى انت بيها دي فوق ع نفسك .....

استمر رسلان بالنظر امامه ببرود رفع ذراعه الأخرى مبعدا" بها يد معتز عنه ليقول بنبرة حافة قاسية :

- ملكش دعوة

رمق معتز عمار باستغراب من ما يحدث ليعاود النظر الملامح رسلان الجامدة ملتفنا " لذلك. الذي امامه :

مين ده أو رسلان وانت ازاي في النهاية ساییه كده ...

لم يجد استجابة من رسلان ليجد امير يقول بصوت ممزوج بالسخرية :

تو تصدق صاحبك صعب عليا اوي لحد دلوقتي مش مصدق ان اخوه اللي حاول يقتله

يطلع عايش و اودامه ....

انتفض معتز نحو امير وانقض عليه كالأسد مستنكرا" ما يقوله :

انت بتقول اييييه يا جدع انت !! رسلان ملوش اخوه اخوه مات .....

امير محركا" رأسه بابتسامة صفراء :

تو تو انا اهوووو عايش وبكامل قواي العقلية مش زي صاحبك ...

دفعه معتز بقوة واحتضنت عيناه بغضب :

انت بتقووول ايه اخرس يا كلب واما تتكلم عن اسيادك اعرف ازاي تتكلم ....

انقض أمير غاضبا " على معتز ولكمه بقوة جاعلا الدماء تنتتر من انفه ليبدأ كلاهما بمعركة حامية الوطيس .. تحرك عمار بسرعة باتجاههم مدافعا عن معتز ومحاولا الفصل ما بينهم

أخيه الحقيقي يتضارب أمامه بكل قواه مع ذلك الأخ الذي لم تلده أمه ووقف معه بكل لحظة بحياته، بعد فضل الله عز وجل الذي انعمه به لكان الآن بعداد الموتى ، صرخة من عمار جعلته يعي لما يحدث حوله مستعيدا" رباطة جأشه وقوته ليتحرك بسرعة باتجاههم مبعدا" امیر عن معتز بكل قوته جاعلا امیر بهتر کیانه من تلك القوة ....

اثنی عمار جسده نحو معتز لكي يطمأن عليه :

- معتز انت كويس

معتز وهو يمسح الدماء عن قمه مستمرا " بالنظر امامه محركا " رأسه : كويس كويس ....

اقترب رسلان من امير ناظرا له باستحقار رافعا " اصبعه محذرا" اياه بنظرات تحمل بطباتها جدية قوله وحدته :

ایاااااك تمس شعرة من اللي يخصني وديني وما أعبد لاكون دافئك بإيديا دووول المرادي ... انتنت اخترت وده اختيارك يبقى ها دفعك ثمن اللي عملته وها نشوف مين فينااا بالآخر

ها يكسبيب وكلمة اخويا دي ما تجيبهاش ع لسانك ثاني .

انزل قبضة يده ضاغطا عليها بقوة وهو ينظر الأمير بنظرات محذرة استدار رسلان ليستمع الصراخ امير وهو يقول بصوت غاضب عالي :

هاسيبك تتعذب لحد آخر يوم بعمرك يا رسلان العطار هاموتك الف موته مبقاش ابن ابوبا لو ما التزمتش بوعدي ده ليك ....

التقت رسلان مترجلا نحوه بسرعه ممسكا " بتلابيب قميصه ليقول بتهديد ضاغطا " على كل كلمة يقولها :

ما تجيبش سيرة ابويا ع لسانك عشان لو كان عايش كان هايتبرأ منك ويرميك بالشارع بعد اللي عملته .

امير بتحدي اكبر وغرور هتف بسخرية :

مصدق نفسك اوي ......

ليتابع بغرور رافعا رأسه رافعا كف يده يربت على كتف رسلان ليقول :

ابويا كان هايرميك انت هه مش انا .. عشان هو كان يحبني اكثر حد بالدنيا ....

دارت حدقتيه حول المكان مضيفا " بفخر متعمدا" اقواله :

حتى أغلى حاجة عندك اما طلبتها منه اداني اياها ومفكرش بزعلك او حاجتك ليها .....

استطاع أن يولد نيران شهباء بداخل روح رسلان فجأه ليجعل الشك يتسلل قلبه فها هي حقيقة بالفعل ابيه قد اخبره بأنه قد ابتاع هذا المكان ولكن لم يكن عنده علم بأنه ضحى بمكانه الذي كان بالنسبة له بالصفر كل شيء لاجل ابنه الآخر، أرخى قبضاته عن قميصه مسئلا عيناه بوهن قد تمكن منه للحظة ليعيد نظرته الحادة قائلا بصوت اقرب للفحيح :

صدقني هاتندم ..... ما يبقاش اسمي رسلان العطار لو ما دفعتك ثمن اللي عملته غالي ولو فاكر انك اخويا وها رحمك تبقى غلطان عشان مليش اخوة وهامشي وأدوس عليك .......

رمقه نظرة استحقار واستدار مترجلا يخطوات سريعة للخارج غير أبه بنداء عمار ومعتز له لاعنا هذا المكان ........ حاول استنشاق الهواء بكل قوته .

اقترب من سيارته وامسك بيد الباب ليفتحه لكن تلك الرجفة المفاجئة التي سرت بجسده وجعلت اوصاله ترتعش للحظة اطلق شهيق زفير محاول السيطرة على أنفاسه بعناء واضعا " يده على صدره استمع لصوت معتز من خلفه ليغمض عيناه بقوة متماسكا" رافضا"

لذلك الذي أوشك بالداخل السيطرة عليه وها هو الآن يعاود المحاولة استدار رسلان بكل قوته بنظراته الحادة الباردة ينظر لهما وقد اعتلت ملامح الغضب وجهه قائلا:

انت وهو مش انا محذركو مش عاوز حد فيكو انتوا ايه مبتفهموش الكلام ولا ايه ؟؟؟ يا

ريت ما شوفش حد فيكو دلوقتي غورو من وشي ...

معتز للغاية وقلق : رسلان انت كويس .....

رسلان بحدة : معتز صدقني لو فضلت كده ها زعلك انت فاكرني واد عيل اودامك ....

هتف عمار بتساؤل : رسلان اللي قاله الراجل اللي جوا ده بجد ولا ايه ....

اجابه رسلان بتحذير وهو ينظر تارة المعتز وتاره له :

- اسمعوني انتو الاثنين كويس اللي حصل مش عايز عايز مخلوق يعرف بيه ولو حد عرف

نهايتكو ها تبقى ع ايدي فاهمين اللهم بلغت اللهم اشهد ....

ترجل رسلان الداخل، انطلق بها بسرعه تاركا وراءه معتز وعمار بأعينهم المتساءلة المتعجبه جلس معتز على طرف الطريق وهو ينظر امامه بشرود مسبل عيونه بحزن :

بعد كل اللى حصل الرسلان بسببه يطلع عايش

قرب عمار وجلس بجانيه بتساؤل :

معتز انا عايز اعرف دلوقتي اللي كان مع رسلان هو نفسه يجد امير اخوه مش هو مات ازاي يطلع عايش ؟!!! وفين كان كل السنين دي ؟؟!!!

معتز يتنهيدة : معرفش يا عمار انا ها تجنن

عمار بأعين متسعة وقطنة : اوبسسسسس ما يكونش هوا ورا كل المصايب اللي حصلت ؟؟؟ هو اللى حرق المصنع وبناء الشحنة لا انا ع كدة اولع بيه ...... تفتكر رسلان ها يعمل ايه دلوقتي

معتز : يا ريت لو اعرف بس دلوقتي رسلان محتاج يكون لوحده وبعد كده ها نتصرف .... اعتقد الحكاية كبيرة واوي كمان ... يلا بينا يا عمار من هنا ...

عمار وهو ينهض مترجلا" وراء معتز :

انا لو قولت اني فاهم حاجة ابقى كداب .... ايه الغموض اللي انتو فيه ده

داخل بيت مدحت الدسوقي

بعد انتهاءهم من طعام العشاء نهض مدحت ناظرا لزينب : اعمليلي كوباية شاي يا زينب وانتي يا بنتي عالي عاوز اتكلم معاكي ...

زمردة بأدب : حاضر يا بابا .......

جلست زمردة على طاولة المقابلة لأبيها : تفضل يا بابا .

- مدحت : قوليلي يا بنتي عرفت من أمك انك رجعتي تشتغلي عند رسلان باشا الكلام ده صحيح ؟

زمردة بإيجاب : ايوا يا بابا صحيح

- مدحت : شوفي يا بنتي انا معنديش مانع انك تشتغلي مع خطيبك بس عاوزك يا بنتي تخلي بالك لكل حاجة بتدور حواليكي وتحافظي ع نفسك .....

زمردة بثقة وموافقة على كلام أبيها : ده متأكد يا بابا وهو ده اللى ها يحصل .

مدحت بحنان : انا وامك يا بنتي ملناش غيرك ويهمنا تكوني مبسوطة ومرتاحة .... وما عاش اللي يدوسلك ع طرف وخليكي دايما فاكرة أن مهما حصل انا وأمك موجودين جنبك ولا يمكن نتخلى عنك الا لو ربنا خد امانته هي دي الحالة الوحيدة اللي ها نبعد بيها عنك .

اقتريت زمردة بخوف على أبيها وهي تقبل

بعيد الشر يا بابا ربنا يطول بعمرك انت وماما يا حبيبي وما يحرمنيش منكو .

دخلت زينب من المطبخ تحمل صينية عليها كوبايات الشاي ابتسمت بسعادة وهي تقول يمرح :

وانا فين مليش مكانة ولا ايه ...

نهضت زمردة باتجاه امها وهي تضحك وتقبل رأسها :

- ده انتي المكانة كلها يا احلى ام بالدنيا ..... ربنا يخليكو ليا وما يحرمنيش منكو ....

أوقف سيارته على قمة ذلك الجبل وترجل منها بسرعة كانت أعينه تشتعل لهيبا" وغضبا" اغلق الباب بقوة ضاربا اياه بقدمه وهدر وعيناه كالجحيم غضبا " :

غبي غيييييبي انا اغبى انسان بالدنياااااا .

ليس يغاضب من أحد سوى من نفسه هباء منثورا تلك الكلمتان اللتان كانتا تدوران بأعماق

عقله و تفكيره كل ما اعتبره استحقاقا لنفسه وروحه وعقابا " له على جريمة ليست حقيقية ولم تحدث .. ضحك رسلان يتهكم متذكرا" ما أصابه

لااااا وكمان عاوز ينتقم وواثق اوي الأخ ....!!!!!

أطلق تنهيدة وفرك وجهه بكف يده يحث عقله على التفكير ونفسه على القوة وتهدأة اعصابه :

انا لازم افكر كويس اوي واعرف ايه أصل الحكاية دي وازاي طلعت كل حاجة كذب ........ ثم نظر أمامه بأعين لامعة ليقول باستغراب وتساؤل متذكرا" ما تفوه به أمير :

بعدين هو واثق اوي كدة ليه اني انا حاولت اقتله !!!

ما ااشي يا امير كله بحسابه زي ما انا دفعت ثمن حاجة معملتهاش انت ها تدفع الثمن .......... صمت بشرود و داخله نیران مشتعلة تمثل الماضي وكانه شريط يعرض امامه تبقى على هذه الحالة نصف ساعة ثم اطلق تنهيده ارتياح خرجت منه لتلوح ابتسامة راحة على ثغره متذكرا " أمه ليهمس :

الحاجة الوحيدة اللي استفدتها من إنك طلعت حي يا امير هي امي دلوقتي ها قدر ايص بعينيها من غير ما أحس بذنب .......

كم كان يتوق لرؤية انكسار وضعف رسلان واستسلامه له بعدما يرى أنه باستطاعته إنهاءه وبعدما يرى بأنه ها هو حي يرزق وخاب مخططه بقتله، لكنه رأى رجلا قويا جبار غير آبه بأن يصيبه أي شيء مواجها" متحديا ولم يرف له أي جفن وهو أمامه ........ ولم ينكر جريمته بل قال بكل كبرياء بأنه له الحق بأن يقوم بما يريد وتحداه وهدده دون ان يرف له جفن حتى عندما تضارب وهو وصديقه ابعده عنه بغضب مدافعا " عن صديقه بكل قوته وجبروته ..... شعر بغيرة من تلك القوة والاصرار والعزم والتحدي والغرور والكبرياء جميعها ممتلكات لدى روح رسلان العطار...... ولم يخشاه للحظة ......

عاد بذاكرته للوراء قليلا ......

فلاش باك

مر شهران على خروجه من المشفى منذ خروجه وضع رجالا يراقبون كل حركة يخطوها رسلان حتى عندما سافر جعلهم يسافرون خلفه ويترقبوا جميع خطواته بصغيرها وكبيرها

ذات يوم وصل الأمير اتصالا" من أحد رجاله بالخارج وأخبره بأن رسلان بمشفى يتعالج في أمرهم بأن يقوموا بتوثيق كل شيء والوصول للتقارير الطبيه وتصويره وهو باسوأ احواله

امیر بعدما رأى تلك الصور كان الغضب والحقد متمكن منه لأبعد أعماقه ولم يحنو للحظة او حتى يجعله أن يشك للحظة بأن ما يراه حقيقة شعور الانتقام ولد لديه عيون عمياء تسير خلف ما يعتقده عقله مخالفا تماما لأي منطق كان ابتسم ابتسامته الصفراء المعتاد عليها ليقول بوعيد :

عامل نفسك مجنون ... مااااشي يا اخويا يا ابن ابويا الايام ما بينا .... وحياة ابويااااا التمثيلية دي هاخليها تطلع فوق دماغككك .... كانت تلك قناعته لتسير بداخله لسنين .....

خلف

صعد امير باتجاه غرفته و هو يقول بقهر وغل :

حتى دي مكسر تكش یا رسلان العطار ررر ماشي هايجي اليوم اللي اكسرك بيه بجد .......

انتبه أمير الغرفة هند المضيئة نظر الساعة يده ليجدها الواحدة توجه نحوها بفضول ...... بالداخل كانت هند كالطفل عندما تهديه لعبه كان ينتظرها منذ فترة طويلة وعندما يحصل عليها يبقى متمسكا" بها او يخرجها كل ساعة ينظر لها بفرح وسعادة لا متناهية .

بالنسبه لهند كانت هذه العقود بمثابة اللعبة والكنز اللذي حصلت عليه بعد عناء طويل كانت تنظر للعقود بأعين سعيدة خبيثة دون أن تشعر لذلك الذي يقترب منها رويدا رويدااا ... أمسك امير بالأوراق التي بيد هند حتى انتفضت من مكانها بحفلة وخوف شديد ...... امير بفضول وهو يعيد الورق باتجاه نظره هتف بتساؤل وهو يرمقها باستغراب :

ايه الورق ده اللي بتبصى عليه الساعة وحدة بالليل وفرحانه بيه اوي ....

هند بأعين متسعة هتفت بارتبا اال : امييير

اسبل امير عيونه وهو يقرأ الاوراق التي بيده بتركيز ناام ويقلب الصفحات .. كانت ملامحه تحتد تارة وتنبسط تارة ....

ارتعبت هند و وقفت تلطم على وجهها بخفة وهي تنتظر ردة فعل أمير غمضمت قائلة: يا نها ار

رفع امير رأسه عن تلك الأوراق اردف القول بتساؤل وجدية :

حصلت على الورق الدهي عليه ازاي ومتة ؟؟؟

دب الرعب قلبها نظرت لوجهه وهي ترى الجروح عليه لتحاول الهرب من اسالته وقالت بتوتر ااامير يا بني ايه الجروح دي انت انت تخالفت ولا ايه .....

هتف امير بغضب : جاوبي ع اسالتي من غير لف ودوران حصلتي ع التوقيع ده ازاي ؟؟ وايمنة ؟؟ جاوبي !!!

ارتعدت عظامها من صوت صراخه لتقول بارتباك :

مريم مريم هي اللي وقعت ع الورق دوول انا مجبرتهاش ع حاجة .

امیر بشك : وها توقع ع تنازل عن حصتها بالشركة والمصنع ليه ؟؟

هند بتوتر : ااااه عشان ده حقى انا مش حقها وهي عارفة بده وجت لحد عندي تديني الورق دوول بنفسها بالأول انا رفضت ده بس هي اتمسكت بقرارها.....

امير بغموض : عارفة لو شوفت دوول قبل النهاردة كنت مش ها قبل بس بعد اللي حصل دووول يلزموني ....

تعجبت من ردة فعله لتشعر بالراحة قليلا ثم اردفت بتساؤل : هو ايه اللي حصل النهاردة !!

ضيق عيناه ورفع حاجبه الأيمن : رسلان العطار دلوقتي يعرف اني عايش .....

جحظت عيناها بصدمة وهتفت بصراخ : انت بتقووول ايه يا امیر ؟؟؟؟؟

امير بلامبالاة : اللي سمعتيه ..... ودلوقتي الاوراق دوول هايبقو معايا عشان ها عوزهم ......

خرج امیر من غرفتها ناظرة خلفه بصدمة .....

هند بنبرة قلق وخوف : اعمل ايه دلوقتي انا لازم اتصرف واسيطر ع مريم ، امير لو عرف الحقيقة تعب السنين كله ومخططاتي ها تضيع عالفاضي .....

امسكت هاتفها بسرعة وانتظرت الاستجابة : ايوا يا نورا ا ان الحقي ........

على الجانب الآخر عند امير

امسك بالاوراق بيده وهو ينظر أمامه بتحد قائلا بابتسامة صفراء :

دلوقتي ابتدى اللعب ع المكشوف وشكلنا ها تنبسط اوي ...........



تعليقات