رواية لحظة تفاهم الفصل الثاني
: أنتِ طا.
:ماما.
كان هذا صوت زين، الذي قاطع مصطفى من تكملة الجملة، كان صوته بمثابة إنذار لهم.
أخذ نفس حتي يهدأ و نظر له و هو يرسم ابتسامة هادئة على وجهه، و قال: في ايه.
زين: جعان.
مسحت دمعة سقطت منها و قالت و هي تنظر إلى الأمام: حاضر يا قلبي.
أنحني مصطفى وحمل زين وغادر و جلسوا أمام التلفاز ،وجلس معه و يسأله كيف كان يومه؟
بينما كانت ياسمين تبكي في المطبخ على زواجها الذي فشل. و تسال نفسها من السبب؟
هل هي أما هو ؟
أما كان الخطأ مشترك، وكانت النتيجه فشل الزواج، وسوف يدفع الثمن أولادهم أولا ثم هما ثانياً.
انهت ياسمين تحضير الطعام وفي نفس الوقت عاد أولادها من المدرسة.
الابن الأكبر الذي يبلغ من العمر 14 عاما زياد
أما الابنه الاوسط التي تبلغ من العمر 10 أعوام.
و زين خمس أعوام.
جلست الاسره معاً في جو هادي يتناولون الطعام لا يظهر أي خلاف بينهم أمام الاطفال من يراهم من بعيد يظن أنهم سعداء.
ولكن من الداخل كل منهم شارد الذهن يفكر كيف يخبر الابناء بهذا الخبر ؟
كان الصمت هو سيد الموقف لا يتحدث أحد فلا حديث على الطعام هذه قاعدة من قواعد المنزل.
بعد الإنتهاء من الطعام جلسوا جميعاً امام التلفاز، وكل منهم يقص كيف كان يومه؟
بعد وقت ذهب الأولاد لأجل الدراسه بينما ظل مصطفى وياسمين.
بدا بالكلام و قال: ياسمين أحنا مش هينفع نطلق دلوقتي.
نظرت لها بصدمة و تعجب ولم تجيب.
أكمل هو : أبوكِ قرب يطلع معاش لو قولنا الخبر دلوقتي ،ممكن يأثر على نفسيته و يقصر في شغله و بناء عليه، يتم خصم من مكافأة نهاية الخدمة.
لم تنكر انها اقتنعت بالحديث وأكملت هي: و علشان زياد أنت ناسي أن هو ثالثه إعدادي السنة دي ،والسنة دي مهمة و لازم تركيز ،لو سمع خبر زي ده أكيد تكون صعب عليه.
أخذ نفس عميق وقال :تمام يا ياسمين يبقى نأجل موضوع الطلاق شويه.
نظرت له بتفهم و نهضت من مقعدها و ذهبت الى غرفتها.
أما هو غير القناة على مباراة كورة قدم.
دلفت إلى الغرفة ، جلست على الفراش و فردت جسدها و نظرت إلى السقف، و تذكرت كيف كانت حياتهم في السابق؟
كانوا زملاء في نفس الجامعة، و تمت الخطوبة في السنة الدراسية الثالثة ،و تم الزواج بعد إنتهاء الجامعة، و كانت حياتهم سعيدة و هادئة و مميزة، لكن سرعان ما تغير كل شيء بعد الزواج.
وتذكرت عندما علمت أنها حامل في زياد، حضرت له حفلة وتزينت بشكل ملفت وجذاب. وحضرت عشاء فاخر يحتوي على الطعام المفضل له.
وانتظرت عودته.
يعود من الخارج، ينظر حوله يجد شموع و اضاءه خافته مع الورود،و رائحة عطرها الجاذب.
أقترب منها و على وجهه إبتسامة عريضة ، و سأل: ايه كل ده يا حبيبتي.
حضنت كف يده ، و طلبت منه الجلوس على رأس الطاولة ، وقفت خلفه و لفت يدها حول عنقه و همست في أذنه بنبرة حنونة: مبروك يا حبيبي هتبقى أب.
نهض من مقعده سريعاً والتفت لها وسال بعدم تصديق: الكلام ده بجد ياسمين.
أومأت رأسها بنعم مع ابتسامة ساحرة.
لف يديه حول خصرها و رفع قدمها من على الارض، و قال بصرخة: بحبك ،بحبك ، الحمد لله يارب، أحلي خبر سمعته في حياتي.
و دار بها و أصوات ضحكاتهم ترن في أصداء المنزل...
بعد عام
يعود إلى المنزل، و وجهه عابس، قبل أن يدلف المنزل، عيونه تدور في المكان باشمزاء، و هو يري المنزل غير نظيف، صرخ بنبرة حادة: ياسمين أنتِ يا هانم.
ركضت مسرعاً بفزع على صوته و هي تحمل صغيرها بين يدها و سألت: في ايه يا مصطفى حصل حاجة.
وضع الهاتف و المفاتيح على الطاولة بعصبية،و اردف: في حاجات كتير يا هانم، ايه المنظر ده ،بيت و لا زريبة.
أجابت بحزن: حقك عليا ،بس زياد تعبان و مش عارفة أعمل حاجة منه و على يدك طول الليل مفيش نوم.
خبط على الحائط بغضب و قال: ده سبب علشان أعيش في مكان زي ده،لو أنتِ عادي عندك أنا لا.
أجابت بهدوء رغم حزنها من حديثه: أنت عارفة أني نظيفة ،بس دي ظروف أنا مش عارفة اسيب زياد ثانية واحدة.
قطع المسافة بينهما و صرخ في وجهها: أنتِ أول واحدة تخلفي ، في ستات زي الفل عندهم بدل العيل عشرة،و مش مقصرين في حاجة.
ابتعدت للوراء و قالت بهمس: براحة علشان الود.
وضع يده على رأسه و قال: و الهانم عملت أكل.
هزت راسها بالنفي.
: استغفر الله العظيم ، ياسمين غوري من وشي علشان مش طايق نفسي.
= على فكرة يا مصطفى الحياة مشاركة، أنا تعبانة اوي من السهر طول الليل و لحد دلوقتي مش نايمة، بس مش مشكلة،ممكن تمسك الولد و أنا أعمل كل حاجه في ساعة.
أبتسم بسخرية و أجاب: أنا مش فايق لكل ده ،أنا خارج و سيب البيت كله، عيش تقرف...
غادر المنزل بغضب و عصبيه و تركها تبكي بحزن،و هي متعبة بشدة.
عادت من ذكرياتها و هي تزيل دموعها ،و نهضت لتذهب إلى الحمام.
أما هو كان يشاهد التلفاز ، و حدث نفسه: هي مش ناوية تعملي كوبية القهوة بتاعت كل يوم، مش بعرف اشربها غير منها.
رفع صوته و قال: ياسمين ،ياسمين عايز قهوة.
كانت في الحمام، فتحت الباب فتحة صغيرة و قالت: أنا في الحمام لما أخرج.
: ماشي.
عاد برأسه إلى الخلف و اغمض عيونه و هو يسأل نفسه: ايه اللي حصل علشان نوصل لكده؟
كانت حياتنا كويسة و سعيدة و فجأة أتغير كل شيء.
تذكر عندما عاد متأخر من العمل، وجد المنزل ساكناً،شعر بالحزن لأنها لم تكن في انتظاره.
ذهب إلى غرفة زياد كان نائماً.
وضع قبلة على جبينه و غادر الغرفة..
ذهب إلى غرفته وجد ياسمين نائمة و في حضنها زينة البالغة من العمر خمس سنوات.
زفر بضيق و قال: ياسمين، ياسمين.
تتقلب في الفراش بنعاس و اردفت : نعم.
أجاب بحدة طيفية:أنا آسف على الازعاج يا هانم، معلش بس أنا جعان .
جذبت الغطاء عليها و قالت: أنا تعبانة يا مصطفى و عايزة أنام ،أدخل المطبخ تلاقي أكل.
ضغط على أسنانه بغضب و غادر الغرفة قبل أن ينفجر فيها خوفاً على الصغيرة.
و تمر الأيام و الشهور و السنوات على هذا الحال.
هي دائما مشغولة مع الثلاث الاولاد.
و هو منهمك في العمل، لتلبية احتياجات الاولاد و المنزل.
و تدريجياً تزيد المسافات بينهم و المشاكل المستمرة على أقل الأسباب.
في منزل عائلة ياسمين.
ذهب والد مصطفي إليهم لإيجاد حل.
أبو مصطفى"طه": و بعدين يا أبو ياسمين نقبل الجنان ده
أبو ياسمين"عادل" : من وقت أم ياسمين قالت لي و أنا بفكر و مش عارف أعمل ايه.
هتفت بصوت عالي"نجوى" : أحنا نمنع الجنان ده، لو هما نسيان العيال أحنا لا، بعد السنين دي و بينهم تلات عيال يقولوا طلاق.
طه: عندك حق يا أم ياسمين، زياد بقا رجل طولهم و يقولوا طلاق.
عادل: أنا عندي الحل.
نظروا له بأمل و أكمل هو: الحل هو ....
