رواية مغامرات عائلية الفصل الثاني 2 بقلم همس

 

رواية مغامرات عائلية الفصل الثاني بقلم همس



لارا : بتقولك هيفسخو الخطوبة … يعني هيفضالنا الجو يا بت 
كارما : انا مش قادرة اصدقها .. يمكن حلا بتشتغلنا 
لارا : مستحيل ما سمعتيش حبيبة و هي بتقول لمصطفى شكلها هتكنسل الجوازة … يعني خلاص هنخلص منها و الساحة تبقى فاضية لينا 
كارما : انتي عبيطة يا بنتي ؟ اوس مستحيل يستغني عنها ده بيعشقها من زمان … و افرضي حصل و فسخو الخطوبة تفتكري هيبص لوحدة فينا ؟ 
لارا : مش مهم … بعد ما ينفصلو نبقى نفكر هنعمل ايه 
كارما : انا بجد مش فاهماكي .. ازاي عايزاني اساعدك و انتي عارفة اني معجبة بيه ؟ ايه عايزانا ننزل ضراير على بعض ؟ 
لارا : لا يختي بعد لما يسيبها هو يختار وحدة فينا و ورينا شطارتك بقى … يا انا يا انتي وقتها 

كانت غادة تقف وراء الباب و تستمع لحديثهن و تحاول كتم ضحكتها … تتعجب من سذاجة تفكيرهما 

اتجهت للاسفل و جلست مع فريدة و حبيبة 
غادة : حبيبة .. انتي و اوس متخانقين ؟ 
حبيبة ببرود : لا 
غادة : طب ايه الكلام الي سمعته من حلا ده ؟ بجد عايزة تفسخي الخطوبة ؟ 
فريدة بصدمة : نعم يا روح امك ؟ ده بجد ؟ 
حبيبة باستغراب : حلا قالتلك كدة ؟ 
غادة : ايوة 
فريدة بغضب : و الكلام ده صحيح يا ست حبيبة ؟ 
حبيبة ببرود : لا … دي حياتي و محدش ليه دعوة هعمل ايه
قامت و اتجهت للبلكونة المطلة على الحديقة الخلفية للبيت و تبعتها غادة 

غادة : حبيبة … انا فاهمة انك زعلانة منه .. بس اوس بجد بيحبك اوي … و على طول بيسأل على اخبارك و يتطمن عليكي من جدو 
حبيبة : بس مش بيكلمني يا غادة 
غادة : انا عارفة .. بس انتي برضو عارفة كويس انه عمل كدة عشانك .. هو قالك مليون مرة مش هيرجع الا لما يأسس حياته صح و يعيشك بالمستوى الي انتي عايزاه 
حبيبة بغصة : كنت عيلة و هبلة لما قولت الكلام ده … ما تخيلتش انه هياخد الموضوع بشكل جدي 
غادة : حبيبة اسمعي الكلام الي هقولهولك ده و افهميه كويس … انا اتحطيت مكانك من 4 سنين و اتسرعت و فسخت خطوبتي من زياد و سافرت مصر … صدقيني اتقهرت و اتوجعت جدا لما اتجوز وحدة تانية … ضيعت من ايدي حب عمري و هو راح لغيري … احساس الغيرة دبحني يا حبيبة … كل ما كنت افكر انه بحضن وحدة غيري كنت بموت من القهر … و انتي لسا بتحبي اوس و مش هتستحملي لو فكر يرتبط بغيرك 
حبيبة : عندك حق … انا مش قادرة اتعود على بعده ما بالك لو سبنا بعض … بس انتي يا غادة بتحبي زياد .. و هو دلوقتي طلق مراته .. يعني تقدرو ترجعو لبعض 
غادة بحدة : لا … ما اقدرش ارجعله بعد ما لمس غيري .. مش هنسى الي عمله معايا … ده ما صدق اني فسخت الخطوبة و راح خطب غيري و اتجوز 
حبيبة : غادة ما تأفوريش … كلنا عارفين انه عمل كدة عشان يغيظك و طلق مراته بعد تلاث شهور من الجواز … عشان لسا بيحبك .. و على فكرة هو لغاية الان متمسك بيكي  
غادة بضيق : ممكن ما نتكلمش بالموضوع ده ؟ انا مش طايقة اسمع حاجة عنه 
حبيبة : انا اسفة 
دلفت فريدة و قالت : حبيبة دينا وصلت و سألت عليكي 
حبيبة : هنزل اشوفها 
و ذهبت بسرعة 
فريدة : بجد هتفسخ الخطوبة ؟ 
غادة : ما اعتقدش دي لسا بتحبه .. يمكن عايزة تعاقبه بس
فريدة : طب مش تراعي على الاقل ان فرحي قرب .. عايزة تعمل مشكلة و تنكد عليا ؟ 
غادة : لا من الواضح انها مش جاية عشان كدة بس حلا لسانها طويل و هي الي قالت قدام البنات .. دول طايرين من الفرح و بيخططو هينزلو ضراير على بعض 
فريدة بضحكة : يا انهار اسود … و حياة ربنا لما يجي زياد هقوله على كارما خليه يفرمها 
غادة بضيق : دول عيال مراهقين انتي ركزي بفرحك … بكرا هنروح مع بعض عشان جلسة اليزر دي اخر جلسة 
فريدة : اوك هخلي تميم يوصلنا 
غادة : ماشي هروح اشوف ماما   

دلف فارس و تميم تزامنا مع نزول حبيبة 
اطلق فارس تصفيرة اعجاب شديد 
فارس : يا انهار اسود مين المزة دي 
تميم بحدة : فارس احترم نفسك … دي حبيبة خطيبة اوس 
فارس بضحك : هو فين اوس ده .. مش يراعي انها حلوة و ممكن تتخطف منه 
تميم : اقسم بالله لو ما اتلميت انا الي هلمك .. احترم نفسك شوية الي بتتكلم عليها دي قريبتنا و خطيبة ابن عمك 
فارس بخبث : اممم و ان شاء الله هتكون اخت مراتي 
تميم : دي هتكون حمارة الي تبصلك

اتت حلا و قالت : ما تغلطش بيا و بخطيبي يا دكتور الحمير انت 
تميم بغيظ : هو لحق يبقى خطيبك ده عيل زبالة و انتي ازبل منه و الله  
حلا : طب اتلم بدل ما اعورك .. انت عريس ياض 
مسكها من تلابيبها و قال : نعم يختي ؟ تعوريني ؟ ده انا هشرحك دلوقتي 
اتت حبيبة و قالت بهدوء : ازيك يا تميم 
تميم بابتسامة : الحمدلله و انتي اخبارك ايه ؟ 
حبيبة : انا كويسة … عملت ايه بالبحث الي قولتك عليه من كام يوم ؟ 
تميم : جاهز بس نسيته بالمستشفى .. هجيبه بكرا .. الا هيا صاحبتك عايزاه ليه ؟ 
حبيبة : طلبه منها دكتور الانتومي و هي مش فاضية تعمله عشان عندها بطولة تنس 
فارس : بس ايه الحلاوة دي يا بت ده انا اخر مرة شوفتك قبل سفر اوس 
حبيبة بضيق : عن اذنك يا تميم 
ذهبت من امامهم و حلا وكزت فارس 
حلا : احترم انها اختي على الاقل 
فارس : الله ما هيا حلوة اوي اعمل ايه ؟ 
تميم : انت بجد رذل اوي .. انتي ازاي هتتجوزي الاهطل ده 
حلا : اعمل ايه القلب و ما يريد 
فارس : اه يقلبي دي طلعت بتقول كلام حلو 
ذهب تميم و هو ينفخ بنفاذ صبر و اتجه ليسلم على الضيوف 

دينا : حبيبة اوعك تتكلمي بموضوعك مع اوس قدام حد .. دلوقتي في فرح عايزين نتبسط ما تخربيهاش عليهم 
حبيبة : ما حلا قالت قدامهم و فضحتني 
دينا بغضب : اختك دي لسانها عايز قص .. انا مش فاهمة هيا ليه بتعمل كدة .. شوفي ازاي بتهزر مع فارس و لا تقولي هيا الي سخنتك على اوس 
حبيبة : بس حلا عندها حق .. و اهلي برضو مقنتعين ان ده الصح 
دينا : طيب لما يبقى اوس يرجع تبقو تتفقو .. ده مش قرارك لوحدك 
حبيبة : دينا امشي نقعد برا عشان انا اتخنقت من الجو ده 
دينا باستغراب : ليه حد دايقك ؟ 
حبيبة باندفاع : ايوة … كل شوية حد بيعاكسني و البنات بيبصولي و بيتكلمو عليا .. قولتلك انا مش بحب العيلة دي .. نفسي ارجع مصر من دلوقتي 
دينا بابتسامة : حقهم بصراحة .. دول غيرانين منك يا عبيطة .. انتي مش شايفة نظرات حماتك .. دي ما شالتش عينها عنك … من اول ما وصلنا البيت ده و هي بتحكيلنا عن حلاوتك 
حبيبة : ايه الاوفر ده … انا مفياش حاجة غريبة عشان يتكلمو عليا كدة .. بنت طبيعية و لابسة فستان فين الملفت بده ؟! 
دينا : مهو دي اجمل حاجة فيكي يا بت … ده اوس هيضرب نفسه بالجزمة لو سبتيه 
حبيبة بضيق : دينا ما تتكلميش كدة ارجوكي .. تعالي نتصور هنزل ستوري و اعملك منشن 
دينا : يلا 

****************************

بعد وقت 
سحر : العشا جاهز اتفضلو 
عبد الله : يلا يا جماعة اتفضلو البيت بيتكم يا حسين مش عايز حد يتكسف 
فارس : و الله يا جدو ما حد مكسوف غير حبيبة مالك يا بنتي فكي شوية 
عبد الله : فارس يكون احسن لو تسكت 
حلا : ليه بتحب تجيب الكلام لنفسك 
فارس : ايه يا مزتي عايزها تفك شوية 

على مائدة الطعام كان الجميع يأكل بصمت 
عبد الله : ان شاء الله بعد فرح تميم و فريدة هنتفق على موعد فرح اوس و حبيبة يا حسين 
حسين : معلش يعمي خلينا نأجل موضوعهم شوية .. لسا اوس ما رجعش و هو و حبيبة محتاجين فترة تعارف جديدة 
عدنان : بس هما يعرفو بعض من زمان يا حسين … و الخطوبة طولت اوي 
ايهاب : اعتقد ان اوس كمان مستعجل على الجواز حسب ما زياد قالي 
حسين : انا شايف ان حبيبة محتاجة وقت ترتاح شوية و تتكلم معاه 
عبد الله : تمام على كدة هنديهم فترة يتفقو و بعدها نحدد موعد الفرح 
كانت حبيبة تستمع الى كلامهم بضيق شديد و تشعر بنظرات الجميع لها 
قامت بهدوء و قالت : عن اذنكم 
و اتجهت الى الاوضة التي كانت تنام بها قبل وفاة جدها 

دينا : مالك يا حبيبة انتي زعلتي من كلامهم ؟ 
حبيبة بدموع : خلاص يا دينا انا هتكلم مع جدو عبد الله بكرا بموضوع الانفصال .. دول فاكريني هموت و اتجوزه 
دينا : ما دي الحقيقة … انتي بتحبيه … حبيبة انتي كدة هتزعلي فريدة … هتعتبر انك جاية تخربي عليها فرحها .. مش هفضل افهم فيكي انتي مش صغيرة 
حبيبة : الي يحصل يحصل انا تعبت .. كفاية بقا 

سحبت البطانية و تغطت بها و هي تحاول النوم 
اتجهت دينا للسرير المقابل و تمددت 
امسكت موبايلها 
دينا : ايه ده اوس شاف صورتنا في الستوري و عملي لايك .. ده اكيد عشانك فيها 
حبيبة بغيظ : دينا اخرسي كفاية 
و قلبت نفسها للاتجاه الاخر 

******************* 

في صباح اليوم التالي 

غادة : حبيبة .. دينا .. حلا .. يلا قومو افطرو 
استيقظت حبيبة و رفعت نفسها بهدوء 
حبيبة بصوت ناعس : صباح الخير 
غادة بابتسامة : صباح النور .. مش معقول حتى و انتي نايمة قمر … زي بطلات المسلسلات التركية 
حبيبة بابتسامة : بس بقا بتكسف 
استيقظت حلا و قالت : عاملين ايه ع الفطار ؟ 
غادة : اه يا طفسة قولي صباح الخير الاول .. صحو الغيبوبة دي .. انا هروح مع فريدة للدكتورة
حبيبة : انا هاجي معاكم 
غادة : لا يا حبيبة .. اوس هيرجع النهاردة و انتي لازم تجهزي عشان تستقبليه 
حلا : تستقبل مين هوا راجع من العمرة ؟ ده مطنشها يا بت 
غادة : حلا يا ريت تنقطينا بسكاتك .. حبيبة احنا قولنا ايه ؟ حالو اتكلمو و لو حسيتي انك لسا مصممة على الانفصال اتفقو مع بعض 
استيقظت دينا و قالت بغضب : انتووو اييييه .. بترغو ع الصبح فوق دماغي مش عارفة انام 
غادة ببرود : طب كويس انزلي افطري انتي كمان 

*********************

كارما : ايه الشياكة دي يا بت 
لارا : قوليلي شكلي مضبوط كدة ؟ 
كارما : ايوة بس ليه مأفورة بالميكاب كدة 
لارا : عشان يشوفني و يتهبل بجمالي .. عايزة اغطي عليها 
كارما : على فكرة اكتر حاجة بيحبوها فيها هو جمالها الطبيعي .. دي يا دوبك بتحط لب جلوس و شوية تنت على خدودها .. اتعلمي منها .. شكلك زي عروسة المولد 
لارا : اخرسي يا كارما انا اصلا احلى منها … ده انا شقرا و عنيا زرقا هتيجي ايه جنبي المسهوكة دي 
دلفت فريدة اوضتهم و قالت بضحك : ايه الهبل الي عاملاه بنفسك ده يا لارا ؟؟ 
لارا : هبل ايه ؟ انا حاطة شوية ميكاب ! 
فريدة : يخرب بيتك منظرك يقرف … الروج الاحمر راحت موضته من زمان 
لارا بضيق : و الله لامسحه كله دلوقتي و هه 
امسكت منديل و بدأت تمسح الميكاب عن وجهها بعد ان قضت ساعات بعمله 

كارما و هي بتقلب بالموبايل : شوفتو ستوري حبيبة ؟ 
فريدة : لا وريني 

امسكت الهاتف و شاهدت صورة يظهر بها منتصف وجه حبيبة و شعرها مفرود كتبت بجانبها " ما أصعب أن تكون في مكان لا تشعر فيه بالانتماء " 
كارما : واضح انها مش طايقة حد هنا الغندورة 
فريدة بغضب : ما انتو لو بتعرفو ازاي تحترمو الضيف ما كانتش نزلت كدة .. ده انتو بتتكلمو عليها من ساعة ما وصلت 
لارا : و انتي ليه محموقة عليها كدة ؟ ده حتى حماتك فضلتها عليكي 
فريدة : عشان بحبها اوي و انا عقلي مش صغير زيكم عشان اغير منها … مليش بلعب المراهقين ده 
تركتهم و خرجت 

************************

اتجهت حبيبة لاوضة جدها عبد الله و طرقت الباب حتى اذن لها بالدخول 

حبيبة : جدو ممكن اتكلم معاك بموضوع ؟ 
عبد الله : طبعا يا حببتي .. تعالي يا بنتي اقعدي 
جلست بجانبه على الكنبة 
عبد الله بهدوء : قوليلي يا حبيبة مالك … من ساعة ما جيتي و انتي مش على بعضك و منطوية عن الكل .. ده حتى ما شوفتكيش سهرانة مع الاولاد امبارح و نمتي على طول 

حبيبة : جدو انا مش مرتاحة هنا … و مش قادرة اتقبل حد فيهم .. و لا قادرة اسامح اوس على غيابه عني … هو مش بيكلمني و لا حتى فكر يزورني كل ما بيرجع مصر … انا فاهمة ان الكل ايّد موضوع الخطوبة عشان يفضل مربوط بمصر .. بس انا مش هقبل اني اكون مجرد اداة ليه و لأهله … عشان كدة عايزة انفصل عنه بشكل رسمي 

عبد الله : اسمعيني يا حبيبة … انا فاهم احساسك كويس جدا .. و مش هجبرك على حاجة … بس برضو عايز انبهك لحاجة انتي يمكن مش واخدة بالك منها … حبيبة انتي كنتي اقرب حفيدة لعبد الرحمن اخويا الله يرحمه .. كان دايما فين ما يروح ياخدك معاه .. كان يقول حبيبة دي حتة مني و انا الي سميتها بالاسم ده من كتر ما بحبها … انتي و حلا و دينا الحفيدات الي فضلتو من نسل اخويا … عمتك و امك ما قدروش يخلفو ولاد … و هو لما اتكلم معايا بموضوعك انتي و اوس كان من باب انك تفضلي وسط العيلة لانه حس ان في قبول بينك و بين اوس … و حتى طلب مني اسعى بجوازة حلا و دينا لاحفادي … و انا وعدته اني هعمل المستحيل عشان احافظ عليكي وسطنا … جدك كان رايدك لاوس و ملهوف على ما يفرح بيكم عشان كدة استعجل بكتب الكتاب … و اعتقد انتي فهمتي الي عايز اوصله ليكي 

حبيبة بدموع : فهمت .. بس برضو اوس سابني لفترة طويلة .. و انا تعبت من الوضع ده 

عبد الله : انا فاهمك يا بنتي … انتي بالنسبالي اغلى من احفادي ما اقبلش ان حد يجرحك … انتي الي بتفكريني باخويا و صاحبي و عشرة عمري مستحيل اسمح لاي مخلوق يأذيكي حتى لو كان حفيدي … انا مش هقف بطريقك يا حبيبتي .. بس لازم تتكلمي مع اوس و تفهمي عذره .. لازم تتأكدي انك عايزة تنفصلي عنه بكامل ارادتك .. عشان ما تندميش زي غادة 

مسحت حبيبة دموعها بعنف و قالت : حاضر يا جدو .. اما اشوفه هنتكلم و نتفق على الطلاق 

قامت و اتجهت للباب بينما عبد الله ينظر لاثرها بسرحان 

***************************

بعد عدة ساعات 

لارا بصراخ : اوس وصل .. اوس وصل 
سحر باندفاع : حبيب قلبي وحشني اوي 
دلف اوس و زياد سويا الى البيت و تجمع كل من في البيت لاستقبالهم 

احتضنت سحر ابنها و دموعها الغزيرة تهطل 
سحر : وحشتني يا قلب امك .. كل ده غياب 
اوس : و انتي وحشتيني اوي يا ست الكل 
احتضن جميع افراد عائلته باشتياق واضح و كذلك زياد الذي تشبث باحضان اخواته فريدة و كارما 

جلسو جميعا في مجلس العائلة و بدأت خديجة و سعاد بتوزيع القهوة على الحضور 
اما عن اوس فكانت عيناه تتجول بكل المكان بحثا عنها و لكنه لم يراها 
اوس بصوت منخفض : دينا .. فين حبيبة ؟ 
دينا بتوتر : فوق .. بس بصراحة يعني مش عايزة تشوفك 
اوس بهدوء : هيا لسا زعلانة من حكاية البوست ؟ 
دينا : لا يا اوس .. هيا زعلانة عشان انت مش بتسأل عليها 
اوس : طب هيا فين دلوقتي ؟ 
دينا : في البلكونة الي فوق 
ابتسم بهدوء فهذه البلكونة كانت المكان الذي يلتقيان به و هم اطفال قبل اكتر من 8 سنوات 
قام ليذهب لها 
سحر : على فين يا ابني ؟ 
اوس : هطلع اوضتي ارتاح شوية 

اتجه نحو الطابق العلوي 
دينا بهمس : زياد .. ده هيروح يكلم حبيبة .. تعالا نلحقهم اكيد هيتاخنقو 
زياد بفزع : يا انهار اسود .. امشي 
امسك يدها و اتجهو للطابق العلوي بسرعة .. تحت نظرات غادة المقهورة من اعماق قلبها .. تبعهم لارا و كارما بهدوء حتى يحاولن التحدث مع اوس 

فريدة : مالك يا غادة ؟ 
غادة : هما دول هيرتبطو كمان ؟ 
فريدة : انتي اتهبلتي يا بت ؟ دي دينا يا غادة طول عمرها اختنا 
غادة بضيق : اممم 

**********************

توقفت كارما مع لارا خلف النافذة المطلة على البلكونة 
بينما زياد و دينا وقفو على الباب بتخفي خلف الستائر و هم يشاهدون كيف يتقدم اوس من حبيبة التي تعطيه ظهرها 

وضع يداه على خصرها بهدوء 
اغمضت عيناها بقوة و استنشقت الهواء بصعوبة و هي تستشعر لمساته .. فهي تحفظها عن ظهر قلب 
استدارت له بسرعة و وضعت كفيها على صدره 
تقابلت اعينهم بعد غياب طويل مليء بالشوق و العتاب 
احتضنها بقوة لدرجه انه رفعها عن الارض و هي تمسكت به 

بعض وقت قصير 
رفع كفيه ليحتضن وجهها و مسح الدموع عنه بهدوء 
لم يكن هناك صوت غير صوت انفاسهما التي اختلطت بسبب قرب المسافة بينهم 

طبع قبلة رقيقة على شفتيها الوردية متناسيا تماما وقوفهما في مكان مكشوف و الانظار متركزة عليهم من كل مكان 

شهقت دينا بخجل شديد و هربت الى الاسفل بينما زياد يقف و يبتسم على هذا المشهد الجريء من صديقه المقرب 

لارا بغضب : يخرب بيتهم ما يتكسفو شوية دول على البلكونة 
كارما : ده شكل اتنين هيسيبو بعض ؟! دول باين عليهم بيعشقو بعض .. احنا لو سبناهم شوية هيخلفو على البلكونة 
لارا : كارما اخرسي دي بت قليلة الادب ازاي تسمحله يبوسها 
كارما : مهو جوزها يا عبيطة … انا شايفة اننا لازم نسى حكاية اوس دي .. مش شايفة بيبصو لبعض ازاي 
لارا بغضب : مش هرتاح الا لما اخربها عليهم 

كانت تنظر له و عيونها محمرة .. تتنفس بصعوبة فاختلطت المشاعر بداخلها ما بين حب و اشتياق … نسيت كل غضبها منه فلم تكن تحتاج سوى قربه منها

اعاد احتضنها مرة اخرى ليروي اشتياقه لها … كانت تبكي بصمت بين يديه … و هو يملس على شعرها و يستنشق عطرها الانثوي باستمتاع شديد 

مرت دقائق و هم على هذه الحالة … حتى هدأت حبيبة تماما و ابتعدت عنه و هي تنظر لعيناه بجمود واضح فهو يعرف نظراتها جيدا 

حبيبة بصوت مهزوز : طلقني ……


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات