![]() |
رواية الام مكنونة الفصل الثاني بقلم جنة لبيب
دخل جاد الي المشفى وهو يبتسم لكل من يقابله ويلقي السلام
الي ان وصل مكتبه ثم قام بطلب مساعدته : ليلى لو
سمحتي تعالي وهاتي الأوراق الي مفروض امضي عليها
ليلي : حاضر يا دكتور خمس دقايق بالظبط اكون ظبطتهم بعد دقائق وجد خبط على بابه ف اذن بالدخول : اتفضل .
ليلى : صباح النور يا دكتور ...
ادي اهو الورق
جاد : صباح الخير يا ليلى عملة اية ....
لیلی: تمام الحمد لله يا دكتور ..... توقفت ليلى قليلا.... ثم اكملت
قائلة : انهاردة المفروض
حضرتك تبص على استاذ عامر واستاذة مريم وكمان
في حالة جديدة لشاب عندو عشرين سنة اسمو يامن
جاد : تمام اديتو لأستاذ عامر واستاذة مريم العلاج
لیلى : ايوة يا دكتور ويا من لسة منتظرين حضرتك تشوفو
جاد : تمام یا لیلی اتفضلي الورق اهو وانا هقوم اشوفهم كملي انتي شغلك
لیلی : تمام يا دكتور عايز مني اي حاجة تانية
جاد : متشکر
خرجت ليلى وقام جاد بارتداء الروب الأبيض المخصص للدكاترة وذهب حتى يتفقد أحوال الحالات التي وكلت
له قرر ان يبدا باستاذ عامر رجل بالاربعين من عمره
فقد زوجته وابنته الوحيدة في حادث سير وكان هو .... السائق
استاذ عامر لقد كان في صدمة منذ أن أتى ولا يتكلم وصل جاد الي غرفة عامر ثم قام بخبط خفيف على الباب ولكن لم يأتي رد من الداخل .... فدخل جاد وجد
ان عامر جالس على سريره شارد لا يفعل اي شئ فقط شارد في الفراغ
فتحمحم جاد : احمم استاذ عامر ممكن ادخل
لكنه لم يجد أي استجابة فقام بالدخول على اي حال
وجلس بالكرسي الذي بجانب سريره
جاد بصوت هادئ : استاذ عامر الي حضرتك بعتملو دا
مينفعش حضرتك بقالك هنا تلاث اسابيع مبتتكلمش
وشبه عايش ع المحاليل ارجوك خليني اساعدك انت اكيد محتاج المساعدة دي ... اتكلم معايا يا استاذ عامر يمكن اقدر اشيل شوية م الي عليك.
ولأول مرة يلتفت عامر إلى جاد ويبدأ بالتحدث .. ولكن
حديثه كان فيه شئ من السخرية : ههههه تشيل من عليا هههههه لية انت مين ... ثم بدات تتهجم ملامح عامر.
ثم اكمل وهو ينظر إلى جاد بشئ من العصبية
مين انت عشان تشيل من عليا
بدا ان استاذ عامر وجهه خالي من المشاعر يوجد فقط
القليل من التهجم على وجهه ولكن لاحظ جاد الهستيريا التي اكمل بها حديثه
عامر : انا واحد قاتل مستحقش كل الي انتو بتعملوه كنتو لازم تسبوني اموت مكنش ينفع تنقذوني انا كنت عايز اموت محدش لية دعوة انا الوحيد المذنب هنا ...
ثم اكمل عامر بعد ان نقل أنظاره بدل ان كانت على جاد أصبحت انظاره على يديه الاثنتين ، ينظر إلى يديه باشمئزاز
ثم اكمل بمرارة انا الي قتلت مراتي وبنتي باديا دول اديا متلوثة بدمهم اديا عمرها مهتنضف من دمهم حتى لو انت ساعدتني .
اكمل عامر كلامه وهو يهزي بعد ان ابتلع غصته التي في حلقه : انا قاتل قتلت كل حاجة حلوة في حياتي... اكمل باستحقار : ... انا قاتل مستحقش اني اعيش .
جاد بهدوء وهو يحاول ان يهدئ عامر من نوبة العصبية التي سوف تتملكه عاجلا غير آجلا : استاذ عامر من فضلك اهدى .. الي حصل مكنش بايدك دي كانت حادثة
تستمر القصة أدناه
عامر وهو ينظر لجاد بعيون حزينة مع انتفاضة خفيفة : لا انت مش فاهمني محدش قادر يفهمني انا كنت قادر
أوقف كل دا بس انا ملحقتش لو كنت اسرع من كدا ... لو كنت منتبه اكثر من كدا مكنوش ماتو مكنش کل دا حصل وحياتي اتدمرت ...... بدا عامر ان يتحدث
بصوت أعلى بس انتو محدش قادر يفهمني فاكرني مجنون بس انا مش مجنون انا واحد قتل مراتو وبنتو بايديه .. معرفتش احافظ ع الحاجة الوحيدة الي كانت في حياتي انا كنت غبي كفاية اني اضيعهم من ايدي بدا عامر بلطم وجهه بقوة : انا مجرم مجرم وقاتل متعاملونيش على اني استحق الشفقة والعلاج انا قاتل جاد وهو يحاول ان يحجم حركة عامر وقام بالضغط على زر الطوارئ الذي بجانب السرير : وحد الله يا استاذ عامر .... انا متأكد ان مراتك وبنتك مكنوش هيبقو فرحانين بانهم يشفوك كدا مكنوش هيبقو فرحانين وهما شايفينك بتأذي نفسك ارجوك اهدا.
وصل ممرضان وقام واحد منهم بإمكانه مساعدا جاد والآخر قام بإعطائه ابرة مهدأ
خفت حركة عامر حتى نام بعد فترة فخرج جاد والممرضان من غرفة عامر حتى يذهب كل منهم الي عمله ذهب جاد إلى غرفة أستاذة مريم امرأة في السادسة والثلاثين من عمرها
قام جاد بالدق على الباب ثم اتاه صوت خفيض من الداخل :
اتفضل
فتح جاد الباب وقام بالدخول وهو يتحدث : أستاذة
مريم صباح الخير عاملة اية انهاردة
مريم بابتسامة لطيفة : صباح النور ، الحمد لله يا دكتور
حاسة اني مرتاحة اكثر من اي وقت فات
جاد وهو يجلس على الكرسي الذي بجانب السرير :
يعني تقدري تتكلمي معايا ولا الحوار هينتهي زي كل مرة ويبقى منتهي بعياطك
مريم بابتسامة : لا لا متقلقش مستعدة او يمكن انا الي بقيت عايزة اتكلم واطلع الي جوايا
جاد بابتسامة واسعة : طب دا كويس جدا .. اتفضلي يا
أستاذة مريم انا سامعك
مريم بنفس ابتسامتها : زي ما انت عارف انا مريم ستة وتلاتين سنة متجوزة من وانا عندي تسعتاشر سنة
اکملت مریم بعد ان اخذت نفس عميق : متجوزة
لشخص اقل ما يقال عنو انو شيطان مش هقولك الكلام الفاضي بتاع كان مبهدلي حياتي لانو مكنش مخلي في حياة عشان يبهدلها ... كان مش بيضيع لحظة واحدة فإنو يهني ويضربني لو مضربش يشتم ويقول كلام زي السم دا غير طبعا الخيانة الدائمة .. اكملت مريم وهي تسترجع زكريات لا تريد ان تسترجعها ولكن تريد أن
تحكي حتى تطردهم من أفكارها : ههه ولا مرة خبى انو بيخوني... كان مستهزئ بيا لدرجة انو كان بيخوني قدامي وبكل دم بارد.
توقفت مریم وهى تمسح دمعة فرت هاربة بعد ان كانت مريم تحبسها داخل عينيها المليئة بالعبرات .
ثم وجهت حديثها لجاد الجالس بجانب سريرها
: قعدنا اول تلات سنين من حياتنا من غير خلفة كنت بقول يمكن لو جبنا عيل يخلية يهدى يبقى شخص احسن بس زي ما تقول ان حملي دا كان الفتيل الي شعللو ... من بعد ما عرف اني حامل وهو حرفيا بيضربني كل يوم غير الشتيمة والإهانة وطبعا كلام كتير
زي : تخنتي
وفشولتي وانتي ازاي طايقة نفسك .... اخذت مريم أنفاسها وأكملت وهى عيناها متحجرة بها الدموع ..... دا
انا مش طايقك ، دا كان دايما كلامو معايا ومكنش بيعمل حساب تماما اني حامل
كان زي ما تقول بيتعمد دايما يضربني على بطني اكنو مكنش عايز الي في بطني بس سبحان الله خلفت ولد سليم مفهوش حاجة لدرجة ان هو استغرب ازاي بعد كل الضرب دا الجنين ما ماتش ...
دا كان احسن حاجة في حياتي بس الحمد لله البيبي
مارات فارما وأهدااء كان في ..
تحكي حتى تطردهم من أفكارها : ههه ولا مرة خبى انو بيخوني... كان مستهزئ بيا لدرجة انو كان بيخوني قدامي وبكل دم بارد.
توقفت مریم وهى تمسح دمعة فرت هاربة بعد ان كانت مريم تحبسها داخل عينيها المليئة بالعبرات .
ثم وجهت حديثها لجاد الجالس بجانب سريرها
: قعدنا اول تلات سنين من حياتنا من غير خلفة كنت بقول يمكن لو جبنا عيل يخلية يهدى يبقى شخص احسن بس زي ما تقول ان حملي دا كان الفتيل الي شعللو ... من بعد ما عرف اني حامل وهو حرفيا بيضربني كل يوم غير الشتيمة والإهانة وطبعا كلام كتير
زي : تخنتي
وفشولتي وانتي ازاي طايقة نفسك .... اخذت مريم أنفاسها وأكملت وهى عيناها متحجرة بها الدموع ..... دا
انا مش طايقك ، دا كان دايما كلامو معايا ومكنش بيعمل حساب تماما اني حامل
كان زي ما تقول بيتعمد دايما يضربني على بطني اكنو مكنش عايز الي في بطني بس سبحان الله خلفت ولد سليم مفهوش حاجة لدرجة ان هو استغرب ازاي بعد كل الضرب دا الجنين ما ماتش ...
دا كان احسن حاجة في حياتي بس الحمد لله البيبي
جاد بإستغراب : طب وأهلك كانو فين من كل دا واهلو هو كمان كانو فين
مريم بعد ان مسحت دموعها ووجعها وتحدثت
بابتسامة ساخرة ومتوجعة : أهلى ! اهلي كنت كل ما اروحلهم واقولهم عايزة اتطلق كانو يقولولي معندناش بنات بتطلق وانتي يعني اول واحدة جوزها يضربها
استحمليه مهما يحصل دا جوزك وملكيش غيرو.
توقفت مريم قليلا تمسح دموعها بقليل من القوة
الزائفة والاستنكار ... ثم اكملت قائلة :
كنت اقعد اقول جوايا : طب وانتو فين انا عايزة اهلي في ضهري لو ع الاقل
كنتو وقفتو في ضهري مكنش اتمادى للدرجادي مكنش هيبقى كل يوم بيمد ايدو عليا"
... عارف يا دكتور انا من كتر ما بضرب من ساعة ما
اتجوزت انا لون جسمي الحقيقي مش فكراه مش فاكرة شكلي من غير كدمات مغطية كل حتة في جسمي
ووشي بقيت مجرد مسخ مسخ مقدرش حتى ابص
لنفسي في المراية ... أما بالنسبة لاهلو شايفين ان
ابنهم راجل ميعبوش حاجة وان هو حر مع مراتو
يضربها يشتمها يموتها عادي براحتو ملهمش علاقة بالموضوع ... محاولوش ولا مرة يدافعو عني أو يقولولو لا متضريهاش حرام دهده بنت ناس مش بنت *** س ولا
لا متضر بهاش حرام دي بنت ناس مش بنت مرة حد وقف جمبي ولا اهلي ولا اهلو *** بس ولا
اجهشت مریم في بكاء مرير .. تبكي حالها .. تبكي بكل الوجع المكنون بداخلها
هل صعبت عليها ذاتها ؟ اجل وبشدة .. ترى انها ليست سيئة او مخطئة حتى تعامل بهذه المعاملة السيئة والمهينة والمؤلمة
جاد بعطف وشفقة على حال مريم : أستاذة مريم اهدي .. لو مش قادرة تكملي ممكن نكمل يوم تاني
مريم وهى تشهق وتمسح دموعها ببعض القوة التي تخفي خلفها ضعفها وهوانها : لا انا هكمل .. اكملت
مريم وهى تتصنع قوة لا تملكها : عدي خمس سنين على خلفة ابني منصف .. بالمناسبة انا الي سميته كنت
عايزاه ياخد من اسمو وينصفني ، بعد الخمس سنين دول خلفت بنتي ريم . كانو هما كل حياتي كنت
بستحمل بردو عشانهم وهو الحمد لله اذاه مكنش بيطولهم كان اكنو مبيحبنيش انا بس ... الحمد لله انو مكنش بیمد ایدو عليهم كان اخرو يزعقلهم لما يقولولو انو ميضربنيش كانو بيدافعو عني برغم صغر سنهم
ثم ابتسمت عندما تذكرت ما يفعله أبنائها ومدى حبهم لها
جاد : طب وكنتي عايزة تسبيهم لية
خم السني انا اما كان تنفار أم امام
مريم بعدم فهم والتفتت لتنظر له بعد ان كانت تنظر أمامها في
اللا شئ : نعم
جاد : يعني انتي ان تح رتي لية مدام عيالك بيحبوكي كنتي تحاولي كمان مرة ومرتين وثلاثة وعشرة بس متن تح ريش لو كنتي موتي مين كان هيربيهم مين كان هيحبهم ادك كنتي هتسيبيهم لوحدهم مع ابوهم ... قام جاد باخذ أنفاسه حتى يهدأ فهو شعر انو منفعل .
مش حرام عليكي مفكرتيش فيهم كانو هيعملو اية من بعدك خصوصا انهم صغيرين ومحتاجنليك
مریم بانفعال اومال كنت عايزني اسيبهم بيتفرجوا كل مرة على امهم وهى بتت كسر حرفيا قدامهم ... بعدين انا مبقتش قادرة اهتم بيهم او باي حاجة زي ما اكون بقيت جسم بدون روح مش قادرة اعمل حاجه او اهتم بحاجة .. يمكن كان احسنلهم اني اموت واسيبهم يمكن كانو ارتاحو من اني كنت دايما بت ضرب واتش * تم جاد بنبرة هادئة : بس الحل مكنش انك تنت حري الان تح * ار حرا...
مريم بمقاطعة : حرام عارفة بس مكنش حرام الي بيحصل فيا وانا حتى مش عارفة لية .. مكنش حرام ض ربه ليا لغاية ما يكسر عضمي حرفيا وفي الاخر محدش يقف جمبي ... مش يبقى حرام ان عيالي يشوفون بتضرب واته ان واتش تم وهما مش
يشوفوني بتض رب واته ان واتش تم وهما مش عارفين يدافعو عني أو كل ما يدافعو ابوهم كان
يزعقل هم ويشت مهم دا كل مكنش حرااام نطقت مريم هذه الجمل في حسرة وقهرة كبيرة على حالها وعلى ما عانتة مدة سبعة عشر عام
جاد بحنو : أستاذة مريم انا متفهمك بس حضرتك
مكنتيش هتترحمي لما تن تح " ري لان في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم بيقول
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل نفسه بحديدة ؛
فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ، ومن شرب سما فقتل نفسه ؛
فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ، ومن تردى من جبل فقتل نفسه ؛ فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا )
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني يا أستاذة
مريم حضرتك مش هتترحمي لما تموتي نفسك بل حضرتك هتفضلي تم وتي بنفس الطريقة الي حاولتي تموتي نفسك بيها حضرتك جتلنا وانتي واخدة برشام كتير جدا لأجل انك تن تحري وتم وتي .. فاكرة يا
أستاذة مريم الوجع الي اتوجعتيه قبل ما يغم عليكي
الوجع دا كنتي هتفضلي تحسي بيه لغاية ما
ي م وت ك كل مرة وانتي في جهنم .. اذا كان جوزك ظلمك فا دي حاجة وحشة وهو ربنا هيعاقبه عليها وربنا هو الي بيجيب الحقوق ولكن ظلمك لنفسك بأنك
تق تلي ها دا يخليكي تفرقي اية عن جوزك انتو الاتنين كنتو ظلمة ..
اكمل جاد حديثه : انتو الاتنين ظلمتو مريم مش هو بس الي ظلمها
نظرت اليه مريم بصدمة ثم قالت بهستيريا.....
