رواية الام مكنونة الفصل الثالث 3 بقلم جنة لبيب


رواية الام مكنونة الفصل الثالث بقلم جنة لبيب 


تحكم 


مريم ببكاء وارتعاش اشبه بالهستيريا : انا مش زيه انا 

عمري ما ابقى زيه هو شخص حيوان مفيش في قلبه رحمة عمرو ما حبني ولا حتى قالي كلمة حلوة دايما ض*رب وشت*يمة .. انا مش زي الحي*وان دا 

جاد وهو يحاول ان يهدأها حتى لا تزداد حالتها سوءً : تمام يا أستاذة مريم حضرتك مش زيه بس حضرتك حاولي تهدي شوية انا قولتلك منكملش بس خلاص اهدي مش هنكمل تاني انهاردة 

مريم وهى تحاول أن تهدأ من بكاها ورعشتها : انا متأسفه اني انفعلت عليك انا مكنش قصدي والله انا بس كنت بطلع الي جوايا 

جاد بتفهم : مش متدايق يا أستاذة مريم انا الي طلبت انك تقوليلي الي جواكي انا دلوقتي هخرج وابعتلك الممرضة بالدوا خدية واستريحي تماما ونكمل بكرة انشاء الله 

خرج جاد وهو في طريقه أخبر الممرضة بأن تعطيها الدواء 

ثم ذهب إلى حالته الثالثة 

يامن شاب ذو عشرين عاما 

أتى منذ سبع سعات .. أتى في نوبة ذهان كان يضرب رأسه على اثرها ؛ اتى الرابعة فجرا واعطوه مهدأً لذا يجب ان يكون الان مفعوله قد ذهب 

جاد امام غرفة يامن . طرق الباب لحقها ب : ممكن ادخل 

ولكنه لم يأتيه رد فدخل بسرعة خوفا من ان ان يكون عاد إلى نوبة الذهان مرة أخرى ولكنه وجد الغرفة فارغة 

بمجرد ان دلف إلى الغرفة وجد باب الحمام يُفتح وخرج يامن منه 

نظر له جاد وجد انه لا يظهر عليه اي علامة من علامة الذهان الذي أتى به 

يامن بابتسامة مستغربة : حضرتك مين 

جاد رادا بابتسامة : انا دكتور جاد 

يامن باستدراك : دكتور نفسي؟! 

جاد مومأا براسه : ايوة دكتور نفسي ... انت عارف انت جيت هنا لية صح 

يامن وهو يجلس على السرير: ايوة وعايز امشي اصلا محدش مهتم انا بقيت كويس الحمدلله بعدين انا كنت ورايا امتحانات مهمة في الكلية و محضرتهاش انهاردة ... اكمل كلامه بطريقة يحاول اقناع جاد بها انه ليس به علة .. لازم اروح عشان اكمل مزاكرة لانو اسبوع امتحانات .

جاد بهدوء : مينفعش تمشي انت هتقعد معانا شوية بس متقلقش مش هتقعد كتير انشاء الله 

يامن باقناع : صدقني انا بقيت كويس مش حاسس بحاجة 

جاد بنفس ذات النبرة الهادئة: انا مصدقك بس معلش لازم تبقى تحت الملاحظة فترة بس لازم انت كمان تساعدني ... لازم تساعدني اعرف اية الي عندك انت الوحيد الي هتقدر تخليني اساعدك .. مكن تساعدني عشان اكون قادر اني اساعدك.... لو سمحت يا يامن 

يامن بسرعة : انا مش محتاج مساعدة صدقني انا بقيت كويس بعدين فين ماما وبابا ازاي يسبوني هنا .. انا انهاردة كان ورايا حجات كتير اعملها مقدرش اقعد هنا 

جاد : لازم تحكيلي اية الي حصل وتفضل تحت المراقبة فترة عشان نتأكد انك بقيت كويس .. فا ممكن تحكيلي الي حصل عشان تقدر تخرج من هنا ... كل ما كنت سريع في انك تقولي الي حصل والي كنت بتحس بيه صدقني دا هيسرع من وقت خروجك من هنا فا ممكن نقعد وتفكك خالص من حتة انك في مستشفى وان انا دكتور والكلام دا اعتبرني واحد انت قاعد بتتساير معاه ...ممكن ؟! 

يامن وهو يساير جاد حتى يخرج من هذا المكان : تمام بس بسرعة لو سمحت 

جاد : حاضر بس انت اتعاون معايا .. يامن فاكر اية الي حصل قبل ما تيجي 

نطق جاد بهذا السؤال وهو يجلس قبالة يامن 

يامن : محصلش حاجة كنت صاحي بذاكر كالعادة بس فجأة بدأت اسمع الاصوات الي بتتطاردني بقالها كام يوم بتسكت بس لونمت وسعات بتخشلي في احلامي 

اكمل يامن حديثه وهو يعيد الكلمات التي كان يسمعها متأثرًا..: انت فاشل ، عمرك مهتنجح ، كلو هيسيبك زي ما هى سابتك ، الأحسن انك تموت !! 

جاد وهو يدون في نوتته : الأصوات الي جواك كانت بتقولك الأحسن انك تموت ؟ 

يامن وهو يبدو عليه الحزن : ايوة وكمان سمعت زعيق وصريخ بس مكنتش فاهم لية 

جاد باستفسار : يامن دي اول مرة تسمع الأصوات دي ؟؟ 

يامن : لا دي خامس مرة .. بس .. بس مبتحصلش كتير بيبقى بين كل مرة ومرة شهور بس المرادي كانت أول مرة أسمع الصوت بيقول الأحسن اني اموت! 

جاد: اول مرة كان يحصلك كان امتى 

يامن بتفكير : مش فاكر بس غالبا من سنتين بس مكنش بيحصل حاجة يعني كان بيبقى شوية وقت وبعدها مبسمعش حاجة تاني بس في كل مرة الهلاوس دي كانت بتبقى كلامها أقسى من المرة الي قبلها 

كنت ببقى عايز اضرب دماغي في اي حاجة عشان الأصوات دي تسكت بس مكنتش بتسكت كانو بيبقو اوحش كام ساعة في الأول بعد كدا بقت الأصوات في آخر مرتين ممكن يقعدو لأيام وكل شوية تقعد تزيد الموضوع كان فوق احتمالي مكنتش ببقى قادر استحمل خصوصا انو لما بيجيلي كان حرفيا بيوقفلي حياتي 

جاد وهو ينظر إلى يامن الحزين : اول مرة حصلك كنت في سنة كام 

يامن : كنت في تالتة ثانوي قبل الامتحانات بتلات شهور 

جاد : طب واول مرة كانت الأصوات دي بتقولك اي .. تقدر تفتكر 

يامن بابتسامة موجوعة : ايوة فاكرو لانو كان نفس الكلام الي كنت بسمعو بقالي سنين . .. انت غبي ومش هتفلح .. كلو هيعدي وانت لا ...مش هتعرف تخش اي كلية 

مفيش كلية هترضى بيك 


محدش هيحبك بدون مقابل 

حب كل الناس حتى اهلك مشروط 

لو مبقتش ناجح كلو هيتخلى عنك ........ الكلام دا فضلت اسمعو لمدة متقلش عن عشر سعات لغاية ما قعدت اضرب راسي في الحيط واغمى عليا ومحدش اخد بالو فوقت لقيت نفسي في نفس مكاني ع الارض مطرح ما وقعت وراسي مجروحة مكان ما كنت بخبطها بس الحمدلله مش جرح كبير ... محدش اهتم يسأل اية الي في دماغي دا غير امي هى الوحيدة الي كانت بتهتم بس وقتها كدبت عليها وقلتلها اني وقعت من ع السرير ف دماغي اتخبطت بس ..... بس بابا مسالش...مهتمش كالعادة ... محاولش حتى انو يطمن عليا 

اكمل يامن بابتسامة سخرية : اصلا كل الي يهمو درجاتي عشان ابن الدكتور مينفعش يطلع حاجة غير دكتور .. لازم على طول تبقى الأول تبقى الاحسن ... تبقى الاذكى .. عمرو ما سألني انا كنت عاوز اية ... عمرو ما بص يامن عاوز اية كل الي هو باصص عليه عبد القادر عاوز اية .. انا كنت بحب جدا كلية حقوق كنت بحلم اطلع محامي وادافع عن الناس لدرجة اني كنت جايب كتب عن المحاماة وكتب للقوانين .. اكمل يامن وهن يضحك : تصور عمل فيهم اية لما شافهم ... اكمل يامن بتحسر ..: مش عارف صح او يمكن متصورتش .. قطعهم قدام عيني وبعدها ياريت استكفى هو.. حرقهم بعدها رغم اني قعدت اقولو لا متعملش كدا حتى ماما كانت بتترجاه بس هو مسمعنيش اكني كنت هوا زي ما كنت على طول... مبيحاولش حتى يسمعني .. تالتة ثانوي كانت اوحش سنة عدت عليا في حياتي كان متحكم في كل حاجة فيها اكلي شربي نومي اصاحب مين ومصاحبش مين اذاكر امتى وازاي المدرسين، الي باخد معاهم كان هو الي محددلي كل حاجة كان خانقني كان مش سيبلي فرصة اعمل اي حاجة كان اكنو بيقتلني كان بيظبطلي منبه اصحى على خمسة الفجر اذاكر من وقت ما اصحى لغاية حداشر بليل حداشر ابقى في سريري مكنش ..توقف يامن ياخذ أنفاسه المسلوبة التي لا يدري اهى مسلوبة بسبب سرعته في الحديث ام استرجاعه لتلك الفترة الموحشة في حياته ..ثم اكمل بنبرة ابطء قليلا .. مكنش سيبلي حرية اختيار في ابسط الحاجات الي في حياتي .توقف وهو ينظر بعيدا عن جاد ثم اكمل وهو ينظر في اتجاه النافذة:. عارف هو وماما عرفو بالحالة الي عندي من تاني مرة بس هو حسسني اني مجن*ون وان مينفعش حد يعرف عشان صورتو .. الناس تقول اية ابن الدكتور اتج*ن .. ماما كانت كل مرة بتقولو نوديه عند دكتور .. مستشفى اي حاجة بس هو .. هو مكنش بيسمعها يمكن .. يمكن لو كان سمعها كنت ابقى كويس دلوقتي 

جاد : الأصوات الي في دماغك لما بتجيلك بتقولك نفس كلام باباك

يامن وهو يجلس على السرير ويضم قدمه إلى صدره في حركة حماية منه ..حركة حماية من افكار والده التي سوف تق*تله ..: يمكن .. 

جاد بانتباه ليامن الذي تكور على نفسه مثل الجنين في بطن والدته : يامن انت كويس ؟! 

يامن وهو يضع يداه على أذنيه: اممم 

جاد : سامع حاجة؟ .. الأصوات رجعت تاني ؟! 

يامن : صويت بس .. بس واجعلي دماغي ... 

جاد وهو يستقيم من جلسته : طيب يا يامن انا دلوقتي هبعتلك الممرض يديك العلاج وحاول تنام من بعدها هترتاح 

خرج جاد من عند يامن وذهب إلى مكتبه وجلس وطلب ليلى .. سكرتيرته 

لم

تفت ثواني حتى استأذنت ليلى حتى تدلف إلى مكتبه 

اذن لها جاد بالدخول 

جاد: ليلى لو سمحتى قولي لحد من الممرضين يدي ليامن الي في اوضة سبعة ( اولانزابين ) وبعدها يديه (لورازيبام) عشان ينام ليلى : حاضر يا دكتور .. حضرتك تؤمر بحاجة تانية 

جاد : اه ممكن تقولي لعم سامر يعملي الينسون بتاعي لو سمحتي 

ليلى وهى تخرج من المكتب : تمام يا دكتور هقولو اول ما اطلع 

جاد : شكرا 

ثم بدا ان يحلل ما كتبه عن حالاته الثلاثة 

عامر مصاب ب ( PTSD) اضطراب ما بعد الصدمة فكل شئ يفعله يؤشر على هذا... عدم الاكل ... عدم الحديث .. السرحان .. الانفعال .. اتهام النفس 

كل هذه الأشياء كانت خير دليل على اضطراب ما بعد الصدمة 

اما مريم فمحاولة الانتحار ... كرهها الشديد لحياتها عدم الاهتمام باطفالها.. كل هذا يدل على الاكتئاب .. اكتئاب شديد سببه معاملة زوجها القاسية مدة سبعة عشر عام 

اما يامن هو يشك بامران أهذا مرض ثنائي القطب ام انفصام 

الفصل الرابع من هنا

 

تعليقات