رواية روح أيوب الفصل الثاني بقلم رحبة
-هي مين قالها تيجي معانا في العربية ؟
-مش عارفة هي جايه ليه تلاقيها جايه عشانه .
سمعت الكلام دا وانا واقفة جمب العربية اللي هتودينا اسكندرية وهما مش واخدين بالهم ، أنا اصلا مكنتش عايزة آجي معاهم بس طنط -جارتي-أصرت آجي معاهم طالما كدا كدا رايحة تبع شغلي بدل م أتبهدل في المواصلات وشكلي هندم.
-تعالي يا روح يلا اركبي
-أنا مش عايزة أحس إني تقيلة عليكم يا طنط هما قرايبكم عارفين إني جايه؟
-ايوا بعدين انت جايه معايا أنا محدش ليه دعوة وبعدين هما بس عشان مش واخدين عليكي
ابتسمت وسكت
جيت أركب ملقيتش مكان غير جمب السواق! كلهم ركبوا ومنتشرين كإنهم بيزهقوني ، أخت طنط منال ركبت جمبها وهي وبنتها وعماله تبصلي بقرف وأنا مش عايزة أقول لحد يفضيلي مكان عشان أصلا مش عايزة أحتك بيهم لحد م اتكلم هو !
-اركبي يلا
كان مكان جمب بنت خالته التانيه ،وطيت صوتي وقولت
-أنا هركب قدام وخلاص مش عايزة أركب هنا
-فيه حاجه حصلت ؟وبعدين هتركبي قدام لوحدك؟
-مش هبقى مرتاحه معلش وهركب عادي قدام مش هيحصل حاجه
-طب يلا
وفتح الباب وركب جمب السواق!
-اركبي يلا
-م تنزل معاهم عشان محدش يضايق
-أنا كدا مرتاح يلا عشان نتحرك
ركبت وبعدين اتحركنا وخالته -سعاد-اتكلمت
-هو انت مسافر معانا والا معاها يا أيوب ؟وألا هي مش عارفة تقعد لوحدها؟
-أنا جاي عشان خاطر ماما أصلا يا خالتي ومركبتش في عربية الرجالة عشان متبقوش لوحدكم وأنا كدا مرتاح الحمدلله
-اممم طالما مرتاح ماشي و يا رب الدكتورة كمان تكون مرتاحة
مش فاهمة عملتلها اي طول الطريق كل شويه ترمي كلمتين وأيوب يرد وأنا ساكتة كويس إن هو بيرد مكاني
بعد ساعتين ونص تقريبا وصلنا الحمدلله العربية وقفت علي الكورنيش -الفيو بتاع الشقتين بتوعهم -كنا قُرب المغرب فكان منظر جميل طلعت تلفوني عشان أصوره
- تحبي أصورك ؟
-ياريت
واديته التليفون وصورني كتير بوضعيات مختلفة
-تصويرك تحفة ! الصور حلوة أوي
-في الخدمة دايما
-شكرا بجد
-يلا اطلعي ارتاحي
-أطلع فين ؟أنا هروح أخلص شغلى وأروح أي فندق وأروح تاني
-دا ازاي يعني ؟ارتاحي شويه ثم م تيجي تباتي هنا مع ماما
-بص يا بشمهندس أنا متشكرة جدا ليكم إني جيت معاكم لكن أكتر من كدا مش هقدر اعذرني انت شايف اصلا محدش طايقني غيركم
-ملكيش دعوة بيهم انت جايه معايا قصدي انا وماما يعني
-معلش خليني على راحتي
-ماشي بس هوصلك
-بس..
-لو سمحت عشان أبقى مطمن عليكي
قالها وسكتنا
فضل واقف معايا عشان مبقاش لوحدي على م يخلصوا فرجة على البحر ، اد اي البحر دا جميل، ينفع نحسد أهل اسكندرية عليه؟ بصيتله لقيته سرحان في البحر والهواء بيطير شعره الناعم والطويل نسبيا كان شكله يخطف ! عند النقطة دي غضيت بصري واستغفرت
-انتِ هتيجي معانا والا اي ؟
طبعا معروف الجملة دي خرجت من مين -طنط سعاد-
- لا يا طنط اطمني هريحك مني وامشي
-بجد !يا حبيبتي ربنا معاكي وتروحي بسرعة
اتكلم أيوب
-يلا؟
-تمام
-هو انت كمان هتوصلها ؟ دا انت مش بترضى توصل بنت خالتك لوحدكم
-بنت خالتي عندها اخوها يوصلها لكن روح جايه معايا ومسؤلة مني لازم أطمن عليها
مسؤلة منه! وقع الكلمة غريب عليا بس حمدت ربنا انه سكتها مش عارفه من غيره هعمل اي
عدى اليوم وأنا خلصت شغل ولقيت فندق وأيوب برده وصلني واطمن ان الفندق أمان وبيكلمني كل شويه يطمن عليا -الكلام كله بحدود على اد بس انه يطمن إني بخير- وأنا من حبي للبحر حبيت اقضي كام يوم كمان واروح معاهم بقا وخلاص !
بصراحة عايزة أغيظ طنط سعاد
عدوا الكام يوم ويوم المرواح روحتلهم من الصبح عشان نقضي وقت سوا -بناءً على رغبة طنط منال- و..
أظنك فرحان دلوقت يا سي أيوب
بصلي الاول وبعدين رد
-اشمعنا يا خالتي؟
-يعني الأيام اللي فاتت كنت بتبقي واخد جمب دلوقت ما شاء الله قاعد وسطنا والضحكة منورة وشك زي اللي حبيبه رجعله
-طب ما يمكن حبيبي رجعلي بجد
خالته بصت لبنتها اللي مكنتش مهتمه أصلا وسكتت
حبيبه !هو أيوب بيحب
ليه لأ !مهندس ناجح ومستواه كويس ومتدين وبار بأهله وحنين ويا بختها بيه
حسيت إنه اتضايقت شويه اللي هو بتحب طب وأنا م أنا جارتك وعسولة حتى ودمي خفيف !
يعني قصة ابن الجيران كدا اي مش هتحصل ؟! سوري لن أقبل
ركبنا وكنت قاعدة سرحانه في الشباك
-ابقي فكريني آخد رقم والدك
-ليه؟! حصل حاجه
-كان ليا أمانة عنده عايز آخدها
-أمانه ؟! أمانة اي دي
-أصل بصراحة أنا معرفتش أبص في الصور بتاعتك عشان مينفعش-غض البصر- ومش هقدر أستحمل حد تاني يصورك غيري خلاص
-فا؟!
فهمت بس بستعبط بصراحة وهو فهم إني فهمت
-فهضطر أتقدملك وخلاص لحد م نتجوز ان شاء الله وأبص في الصور براحتي و..في عنيكي !
قالها وبصلي ثواني بعدين بص قدامة تاني وأنا متنحة متوقعتش يقول كدا ، عنيا ؟! طب وعنيك أنا كمان عايزة أبص فيهم !
-خد الرقم عشان منساش
-يعني موافقة ؟
-مقدرش أقولك حاجه دلوقت ، لما تقعد مع بابا ان شاء الله وبعد الرؤية الشرعية نبقى نشوف
-نشوف آه ، ماشي يا صبر أيوب ..وروحه
قالها بهمس سمعته وكتمت ضحكتي وحقيقي متوقعتش وشكل اسكندرية بقت شاهدة على بداية حدوتة جديدة!
