رواية روح أيوب الفصل الثالث بقلم رحبة
-ايوا يا أيوب
-روح
صوته خضني ، أول مرة أسمع صوته موجوع كدا !
-انت كويس؟!
-جدو تِعب فجأة ونقلناه المستشفى أنا خايف يروح مني
-انت فين؟
-في المستشفي اللي جمب البيت بتاعه فاكراها؟
-أنا جيالك
مديتوش فرصة يرد وقفلت ،مقدرش أسمع صوته كدا وأسكت ولا أسيبه في الحالة دي لوحده ، وجعه وجع قلبي!
أول مرة أفهم معنى "وجع حبيبك بيصيبك قبله" وإني أتوجع لوجع شخص
وصلت وسألت على الدور اللي هما فيه وطلعت لقيته قاعد علي الكرسي ساند راسه علي الحيطة وبيهز رجله -حركة بيعملها لما يعوز يكتم مشاعر جواه غضب أو عصبية أو..حزن- قربت منه و
-أيوب
بصلي بلهفة ،عينه بتلمع بدموع رافضة تنزل زي ما يكون خايف حد من اللي موجودين يشيل همه أو يواسيه ، فتحتله دراعاتي وقربت منه وخدته في حضني -كاتبين الكتاب-مسك فيا جامد وكإنه مستنيني عشان يطلع اللي جواه
-جدو يا روح ، لو شوفتي شكله وهما واخدينه
طبطبت على ضهره
-اهدي يا حبيبي بالله عليك
هيبقى كويس ان شاء الله متقلقش
-أنا خايف عليه مش هستحمل يحصله حاجه
-بعد الشر عنه ، هيبقي كويس صدقني بإذن الله هو بس تلاقيه بيشوف غلاوته عندك
كل دا وهو في حضني وانا بطبطب عليه وبمسح على شعره في محاولة انه يهدى شويه
روحنا قعدنا وحاولت اهدي طنط وعمو وأيوب ميِّل على كتفي
أنا عارفه هو بيحب جده ازاى ، دايما كان بيحكيلي عنه والحاجات الحلوة اللي كان بيعملها له وهو صغير حتى لما كبر ودخل الجامعة كان أيوب أغلب الوقت بيقضيه معاه وينزلوا سوا هو راجل طيب فعلا ويتحب أنا كمان بحبه وبدعيله ربنا يقومه بالسلامة
الدكتور جه وأيوب قام بسرعة
-ها يا دكتور اي الأخبار؟
-متقلقش الحمدلله هو السكر علا عليه شويه لكن لحقناه بدري لازم ياخد باله من أكله والدوا بتاعه بعد كدا
-الحمدلله
ينفع أدخله ؟
-هو لسه مفاقش ويستحسن يفضل لحد بكره عشان نطمن أكتر شويه وتقدروا تدخلوا ان شاء الله
-شكرا يا دكتور ، الحمدلله
وشه نوَّر تاني
لف وحضني وكان بيشكرني بعنيه
-شوفت اهو الحمدلله بقا كويس
-ايوا الحمدلله
مش عارف أقولك اي شكرا إنك جيتي ، وجودك كان مطمني
-عيب عليك يا بشمهندس ، أنا اصلا جايه عشان خاطر جدو سعيد
-بس؟
-الله!ما هو حبيبي ازاي أسيبه
-دا جدو سعيد برده
-هو فيه غيره؟!
ضحكنا وخدني تحت دراعه والضحكة نورت وشه تاني ، ربنا م يحرمني من ضحكته أبدا في عفو وعافية يا رب
-أنا هبات معاه يلا يا بابا روَّح انت وماما وروح معاكم
-روح مين؟!
-في حاجه والا اي ؟
-عن إذنك يا حماتي وانت يا حمايا عندي خناقة على الضيق وجايه
-براحتك يا حبيبتي
خدته ووقفنا بعيد شويه عشان لما يهزقني محدش يسمع
-أنا مش هروح
-دا ليه بقا ان شاء الله؟
-يرضيك أسيب زوجي قرة عيني لوحده في المستشفي وهو قلقان وميلاقيش حد يطمنه؟
-لا والله!
متقلقيش انا كويس اهوه خلاص
-أنا عارفة انك مش هتهدي غير لما جدو سعيد يقوم متحاولش
بص بعيد عن عيني
-فرضا يعني !انت هتفضلي هنا ليه برده؟
-أنا أصلا خلاص كلمت بابا وماما وعرفتهم وخدت أجازة بكره من الشغل يعني مش ورايا غيرك
بصلي بصة عرفاها ،عايزني أفضل لكن خايف أبقى مش حابه
بيفكر ازاي دا أنا بتلكك أصلا عشان أفضل جمبه !
قربت عليه وقولت
-أيوب أنا هفضل بمزاجي عشانك ميهونش عليا أسيبك وأمشي وعشان قولتلك إن جدو سعيد حبيبي وعايزة أطمن عليه أنا كمان
بصلي بقلة حيلة وقال
-ماشي
شكرا
يا دي النيلة عليا وعلى وشكرا اللي كل شويه يقولها دي هو أنا عديته والا اي
عمو وطنط مشيوا وهو راح لجدو وانا نزلت الكافتيريا أجيب حاجه نشربها
وطلعت سمعت صوتهم من ورا الباب اللي كان مفتوح شويه لكن أيوب مديه ضهره وقفت شويه أديهم مساحة لوحدهم مكنش قصدي أتجسس بس سمعتهم من وقفتي وأنا مستنيه
-الحمدلله على سلامتك يا جدي كدا تخضني عليك!
-أنا زي الفل اهوه الحمدلله ،انت اللي قبلك خفيف
-مقبولة منك المهم إنك كويس الحمدلله
-انت هنا لوحدك؟
-كانوا كلهم هنا بس قولتلهم يمشوا لما اطمنا عليك مش فاضل غير مراتي
-مراتك !واضح إن الكلمة عجباك
أصيلة برده روح مسابتكش لوحدك
-ربنا يديمها ليا ،ربنا بعتهالي عشان تكون بيت وسكن أرتاح فيه النهارده لما جت المستشفى كإني كنت تايه ولقيت عنواني عمري م هلاقي زيها !
كنت سمعاه والضحكة علي وشي وعيني بتدمع أول مرة أسمعه بيتكلم عني كدا قدام حد ، كنت فاكراه هيتكسف يعبر عن حبه ليا لكن كل مرة بيبهرني !
جدو أصلا شافني وأيوب سرحان وهو بيتكلم عني وشاورلي أفضل برا شويه
-دا أنت واقع بقا !
-أنا واقع ومحدش سمَّى عليا بس تعرف أحلى وقعه في حياتي
هنا خبطت ودخلت وأيوب لف بسرعة ليا
وعرف من عيني اللي لسه مدمعة إني سمعته بصلي بحنية وسكت
-الحمدلله على سلامتك يا جدو
-الله يسلمك يا حبيبتي
-هو في اي هي تقولي جدو حبيبي وانت تقولها حبيبتي أومال أنا فاضلي اي ؟!
-انت هتقارن نفسك بيا دي روح دي حبيبتي اطلع منها انت
-ماشي ماشي أنا هسكت بس عشان صحتك
ضحكنا وجدو طردنا عشان ينام شويه!
-انت سمعتي صح؟
-مكنتش عايزني أسمع ؟
-لا ،تسمعي وأقولك وأنا باصص في عينك إني بحبك وإني بحمد ربنا إنك في حياتي وشكرا عشان سمحتيلي أسكن بين ايديكي وفي حضنك
قال كلامه مره واحدة ومعرفتش أرد بصتله وأنا بقول في سري يا بختي بيه ، ولإن لغة حبي هي إني أحضن حبايبي فحضنته !
كملنا الليل واحنا قاعدين قدام المستشفي بنشرب شاي وباصين للسما والهوا بيخبط فينا أنا سانده علي كتفه وهو ايده محاوطاني وساند راسه عليا ولو فيه حاجه تجسد معنى الدفا بالنسبالي فهتكون اللحظة دي
وبس كدا!
