رواية قيصر العشق الفصل الواحد والثلاثون
حينما نواجه صدمة قوية في حياتنا وتكتشف بأننا بداخل كذبة كبيرة بنينا على أسها أركان حياتنا وأحلامنا .. خسرنا الكثير بسببها وعشنا الكثير والكثير ، يكون هناك امامنا طريقان الطريق الاول المتمثل بالسهولة واليسر لمعظمنا ألا وهو الاستسلام والهروب خشية وخوفا من كل ما هو قادم والطريق الآخر هو طريق لا يسلكه إلا الشجعان فمهما عصفت بهم هذه الدنيا ومهما عاشو لحظات صعبة
سيجاهدون حتى النهاية ولن يستسلمو أبدا حتى الرمق الأخير في حياتهم ، قرر رسلان بقرارة نفسه عدم الاستسلام واختار طريق القوة وحصاد ما يزرعه سوف يحاول جاهدا عدم السماح بأذية أحبته والدفاع عنهم مهما كلفه الأمر واكتشاف ما خفي عنه طيلة تلك السنين انه اختار الهروب مرة في حياته ولن يكررر هذا الأمر مجددا وإن كان هناك احدا" يجب عليه القرار فبالتأكيد ليس هوووو، و مادام کان في كل شر هناك بصيص خير إذنها هو الخير سيناظره ويجعله نبراس له ...........
- صباح يوم جديد .
يقف امام المرأة كعادته الصباحية بشموخه وهيبته الطاغية ، أمسك بعلبة عطره الرجولية ينترها على جاكيت بدلته السوداء وقميصه الاسود وارتدى ساعته Hawall watch G . تناول هاتفه ومفاتيح السيارة خارجا من الغرفة هبط للأسفل وجد جدته وعمه عبد الحميد وفاتن وأمه مريم على طاولة الأفطار ......
اقترب رسلان مقبلا حبين مريم وهو يقول بابتسامة ونبرة هادئة : صباح الخير يا ست الكل
اتسعت أعين مريم بسعادة من الحركة التي قام بها رسلان لاحت على شفتيها ابتسامة واسعة من الحركة التي قام بها لتقول بنيرة تعبر عن مدى سعادتها وفرحتها : صباح الفل والسعادة يا بني .
ثم دارت حدقتيه حول الجميع قائلا: صباح الخير
ليقول متسائلا وهو ينظر لعبد الحميد : إزيك يا عمي عامل ايه
عبد الحميد بصوت رخيم مشيرا" له بيده : الحمد لله يا بني تعالا القعد افطر
رسلان باعتذار : معلش يا عمي ورايا شغل عن أذنكو .....
وضعت قطيعة يدها على يد مريم وهي تقول بهمس :
شفتي يا بنتي ازاي ربنا جبر خاطرك اهو رسلان بيعاملك احسن من الاول .....
مريم بسعادة شاكرة ربها :
الحمد لله يا رب الحمد لله يا امي ان شاء الله يفضل كدة ع طول ده انا ما صدقت ......
على الجانب الآخر
عبد الحميد متطلعا" لفاتن باستغراب وسعادة :
انا حاسس رسلان متغير اوي بالذات اتجاه امه مریم شفتي عمل ايه
فاتن بضحكة : ده مش احساس هو يجد متغير .....
- في الخارج .......
خرج رسلان من القصر واضعا" نظارته على
عيونه فور رؤيته تقدم كلا من عز ومحمد يقفون
امامه برسمية منتظرين أوامره، تطلع رسلان نحو
محمد قائلا بنبرة أمرة : زود الحراسة ع القصر
محمد : حاضر باشا ....
تم اشاح نظره نحو عز قائلا: وانت يا عز بالعربية وراي ....
عز : تحت امرك يا باشا ........
نزعت السماعة من أذنها واقتربت من خلفه لتقول بصوت مستفز :
مش مصدق نفسي رسلان العطار يتخطب من واحدة شغالة عنده !!
استدار رسلان مبعدا يده عن الباب التي اوشكت على فتحه ليجيبها بنبرة حادة :
لا صدقي يا هانم و احترمي نفسك اما تتكلمي عنها ......
احتقن وجهها من الغيظ لنرد عليه باستفزاز وحقد :
ده انت واقع وواثق بيها أوي ...
أجابها رسلان ببرود : وانتي مالك؟؟
مضيفا " بنبرة تحذير :
نصيحة مني ابقي بعيدة عن حياتي يا نورهان عشان ما تندميش .
اشار برأسه لعز وركب بسيارته .... تاركا" نورهان تشتعل من غيظها كم شعرت بالغيرة
الدفاعة المباشر عن محبوبته ..
غمقمت قائلة وهي تنظر لطيف سيارته :
هانشوف مين هايندم أو رسلان
داخل الشركة
نظرت زمردة الساعة يدها ورفعت حاجبها باستغراب ثم اردفت القول بنيرة فلق :
الساعة بقت عشرة ولحد دلوقتي رسلان مجاش ..... اطلقت تنهيدة ثم أمسكت هاتفها
بیدها تنتوي الاتصال به لكن قاطع ذلك مجيء ملك وهي تهتف بمرح قائلة :
صباحو يا جميل عاملة ايه ؟
زمردة بنيرة مغلفة بالفلق : صباح الورد يا موكا .....
ملك باستغراب : مالک با زوزو وشك جايب الوان كده ليه باين عليكي قلقانة ؟؟؟
حصلت معاه حاجة .....
زمردة بنبرة حزينة تنظر للباب : رسلان لحد دلوقتى مش جاي المكتب وانا خايفة يكون
ملك بمرح : ما بلاش الافورة دي يا زوزو ده انتي بتتكلمي عن رسلان العطار اللي محدش
بالدنيا يعرف هو ازاي بفكر وفين بيختفي ......
زمردة باستغراب : تقصدي ايه يا موكا
ملك وهي تتناول كوب القهوة التي امام زمردة :
القصد يا حبيبتي انتي لازم تعرفي رسلان أكثر من كدة وتخشي جواه وتعرفي كل
الحاجات اللي تخصه عشان تفضلي مرتاحة .....
زمردة بتساؤل :
هو ممكن اسألك سؤال يا موكا انتي تعرفي رسلان بقالك كام ؟؟
ملك وهي ترتشف من القهوة :
امممم لا سؤالك غلط مش كدة لازم تسألي...
زمردة رافعة حاجبها باستغراب وتساؤل :
امال ازاي
تقصدي شفتي رسلان كام مرة وانا هجاوب ع السؤال ده شفته بحدود الثلاث مرات وكل
ملك بضحكة :
مرة بموقف اخطر من الثاني .... عشان كدة بقلك لازم تعرفيه كويس ...
ديت الشك والفضول بقلبها لتقول بنيرة متوترة :
مش فاهم عليكي يا موكا ممكن توضحي أكثر من كدة
- ملك برفض :
مقدرش يا زوزو لو في حاجات لازم تعرفيها يبقى تعرفيها من رسلان نفسه وانا قلت ليكي
الكلام ده عشان الست اما ترتبط بالراجل لزوم علاقتهم يكونوا عارفين عن بعضهم كل
حاجة تخص حياتهم .......
قاطع حديثهن دخول معتز وعمار.....
التفتت ملك نحوهم لتعاود النظر الزمردة وهي تقول :
مش قولتلك اهو و العصابة شرفت مش فاضل غير الريس بتاعها ....
رفع معتز حاجبه وهو ينظر لملك :
- عصابة ايه دي اللي انتو بتتكلمو عنها ؟!
ملك باستهزاء : هو في غير كو بس فاضل الريس بتاعكو يشرف .....
معتز بتساؤل : بتقصدي رسلان ؟؟
ملك محركة رأسها باستغراب وهي تضع قدم فوق الأخرى :
هو فيه غيره يا برووو واحنا ما تعرفش ....
عمار نظر لمعتز ثم اعاد نظره لملك وهو يضحك موافقا" اياها :
بجد یا معتز انت غني اوي هو في غير رسلان ....
معتز بغيظ :
ابهرني يا ذكي هو فين رسلان ده ولا انت كمان ما تعرفش ......
حرك عمار رأسه بعدم دراية : وانا ها عرف منين !!!
تطلع معتز بتساؤل نحو زمردة : هو بجد يا زمرده رسلان لحد دلوقتي مش هنا ...
حرکت زمرده رأسها : ابوا بجد ....
طب احنا ها نستناه بالمكتب تعالا يا عمار....
دخلا كلاهما ع المكتب
ملك مشيرة الزمردة : معلش يا زوزو انتي 2 Number بالافورة عشان 1 broo Number ....
زمردة بضحكة : ب دي معاكي حق اصل بحياتي كلها مشوفتش صاحب بيحب صاحبه
بالطريقة دي ربنا يديمهم لبعضهم ......
في مكان ما.......
أوقف سيارته امام مبنى ضخم و ترجل منها نحو الداخل ، وخلفه يسير عز الدين كان بانتظاره رجل ذو بنية ضخمة ويبدو عليه أنه على معرفة قديمة برسلان وحوله العديد من
الرجال .....
فادي بترحيب فاردا ذراعيه للتسليم على رسلان :
السلطان بنفسه مشرفنا النهاردة ....
اقترب رسلان منه وسلم عليه قائلا:
إزيك يا فادي عامل ايه ؟ الاوضاع هنا عاملة ازاي ؟؟؟
فادي بثقة ونبرة مطمانة :
کله تمام یا رسلان باشا ... كل حاجة تحت السيطرة والشباب كل واحد فيهم بأدى الدور
بناعه ع أكمل وجه ....
رسلان مريت على ذراع فادي بابتسامة :
عفارم عليك هو ده العشم يا فادي... الأمانة فين ؟؟
فادي بتساؤل : رسلان باشا انت تعرف الواد ده كويس ؟؟
رفع رسلان حاجبه بتساؤل :
هو عمار مقالش ليك الحكاية ولا ايه ؟؟
فادي : معلش با رسلان باشا مش ده اللي كنت قاصده اللي يقصده الواد اللي متلقح جوا
احنا قفشناه مع شله بتضرب بانجو وحشيش وبقالة مدة مدمن ولولا ربنا بعتنا ليه بالوقت المناسب كانو هيدوه جرعة من النوعية الجديدة كان زمانها خلصت عليه ربنا لطف بيه ان
الشلة اللي كان معاها كانت هدفنا ......
احتدت ملامح رسلان يغضب ليقول بحدة : هو فين دلوقتي ؟؟
فادي مشيرا" بعيونه الرسلان نحو غرفة ما .....
ترجل رسلان للداخل ليجد مصطفى جالسا " على الكرسي بغير إرادته مربوطة أيديه وأرجله ومغلق على عيناه بقطعة قماشية، اقترب رسلان منه ونزع القطعة القماشية عن عيناه
ليجعله يبصر أمامه ........
رمقه رسلان بنظرات غاضيه تنتوي الشر متذكرا" تلك اللحظة التي كاد أن يودي بحياة معتز ..... ليلكمه بقوة جاعلا اياه يخر هو والكرسي معا اننى رسلان جسمه نحوه ولكمه مرة
أخرى ثم امسك بتلابيبه يقول بقهر ويصك على اسنانه بغضب :
تعرف الحاجة الوحيدة اللي تمنعني الاقتلك ما بين ايديا دلوقتي امكك اللي سبتها مقهورة وعمالة تعيط ليل نهار عشان واحد رخيص زيك ...... شدد قبضته مضيفا:
مش كفاية بقيت مجرم وبقيت تشرب مخدرات كمان ده انت عيل واطي يجد .....
استدار نحو فادي مبتعدا عن مصطفى الذي ما زال على الأرض فجسده اصبح هزیل بسبب
ما كان يحتسيه وأدمنه وهو يقول :
فادي انت عارف ها تعمل ايه مش هايتسلم للبوليس ولا حاجة عايز بعد شهر ارجع الاقيه صاغ سليم ومفيش حاجة بدماغه الوسخه دي فاهم ........
فادي : اعتبره حصل با رسلان باشا .....
داخل كافتيريا الجامعة
يوسف يملل : وبعدين بقى يا ريم ها تفضلي قافشة كدة لحد ايمنة ؟
ريم : عايز ايه يا يوسف مش كفاية معتز سابني بسببك...
يوسف متصنع الغضب نهض وقال : وانا مالي يا ريم لو ها ترجعي الحق علي ثاني هامشي من هنا ....
ريم بتنهيدة : خلاص خلاص يا يوسف القعد .....
لاحت ابتسامة خبيثة على شفتيه سرعان ما أخفاها :
يا بنتي لو عاوزة دلوقتي هارن عليه وافهمه ع كل حاجة الحكاية مش مستاهلة كل ده
ريم بيأس : مش ها يصدق يا يوسف
اشاح يوسف وجهه بقرارة نفسه : لعمره ما صدق مهو ده اللى انا عاوزه ....
تطلع نحوها ليقول بابتسامة رافعا حاجيه : مش بتقولي هو يحبك !!! يبقى لازم يصدق ... صمت للحظة ليقول بحزن واعتذار :
انا متأسف يا ريم بس دي الاقل حاجة تعمليها معايا بعد الموقف المحرج اللي حطتيني بيه اودام اهلي انتي متتصوريش اد ايه عانيت قصادهم وانا بحاول اقنعهم إنناها تأجل كل
حاجة لحد اما تخلصي الجامعة بتاعتك .....
ريم بجدية ولاماح نحيف : مهو اکيد با یوسف مش ها فضل طول حياتي بالجامعة ممكن اعرف ازاي ها تتصرف بعد كدة ولا عاوزنا نتجوز لذلك اهلا بك يصدقو ....
يوسف بضحكة : لا من الناحية دي متخافيش ها قولهم إننا فركشنا كل الحكاية ومحصلش
نصيب إنما دلوقتي المهم تفضلي ع وعدك ليا
ريم بيأس : يا ربي طب ها عمل ايه مع معتز انا خايفة يضيع مني تاني ......
يوسف بتفكير : خلاص سيبي دي علي وانا هاسيبه يقتنع متزعليش نفسك بس لو ما صدقش يبقى مش بيحبك وما صدق ....
ريم بنوبيخ : متقولش كده يا يوسف معتز بيحبني واوي كمان ...
يوسف بابتسامة مصطنعه : انا بتكلم عن اساس لو مصدقش ..... اشربي النسكافيه بتاعك وسيبي الموضوع علي .....
اماءت ريم برأسها ترتشف من الكوب الذي امامها ...
ويوسف يرمقها بنظراته المصطنعة التي تخفي خلفها خطة محكمة توصله نحو هدفه .
داخل الشركة
بداخل مكتب رسلان يجلس عمار على مكتب رسلان ممدد رجليه على الطاولة في حين معتز يجلس على الكرسى المقابل له ، رفع معتز رأسه عن هاتفه ناظرا" لعمار :
انتيل وشيل رجلك من اودامي عشان ها فشخك بالجزمة ع دماغك .
عمار بملل: يا عم سيبني براحتي مش كفاية الخنقة اللي انت حاططني بيها دي ... ولا اقلك اهو انا رايح ع شغلي شكلكو ناسين يا بهوات بكرا عندنا Meeting مع شركة المجد والباشا بتاعك شكله اصلا ناسي ان وراه شركة .
نهض معتز هو الآخر قائلا باين يجد مش ها يجي النهاردة ....
خرجا كلاهما ليجدا زمردة تجلس خلف مكتبها الاحظ معتز التوتر والقلق عليها ليهتف قائلا بنيرة تجعلها تطمان : منقلقیش با زمرده باين عنده شغل واحنا منعرفش لو جه للشغل ابقى كلميني ...
اماءت زمردة برأسها وهي تقول : حاضر يا معتز ....
بعد خروجهم بدقائق......
دلف رسلان الداخل المكتب اشاح وجهه نحو مكتبها لاحت ابتسامة تعبر عن سعادته لرؤيتها اقترب قائلا بهمس : صباح الخير يا احلى حاجة بدنيتي .
كانت تحاول الهاء نفسها باي شيء يبعدها عن التفكير بأي شيء مقلق حياله ، تسارعت دقات قلبها سعادة وطريا " لاستماعها لصوته تحركت مسرعة باتجاهه و هتفت بلهئة صادقة وهي تتطلع لعيونه العسلية :
رسلااان ......
وبحركة عفوية احتضنته وشددت قبضاتها حوله .....
ضحك على تصرفها بسعادة وكأنه كان يعلم بأن هذا ما يحدث رفع رأسه للسقف وغمغم قائلا بتساؤل وهو وكأنه يحاول التذكر كم عدد الحصنات : يا رب دي المرة الثانية ولا الثالثة .
ابتعدت عنه لتقول بتوبيخ : رسلاا ان انت بتقول ايه ؟؟ وكنت فين لحد دلوقتي مش كنت تقول انك عاوز تتأخر كدة تسيبني الفلق عليك ....
رسلان وما زالت الابتسامة لا تفارق ثغره:
لو قولتلك ما تزعليش بس ......
زمردة بموافقة : مش ها زعل
رسلان بضحكة : اصل عملت كدة عشان الحضن ده بس ......
زمردة بعدم تصديق : انت واحد کتاب مشها صدقك لو مقولتش انت كنت فين ها زعل منك
رسلان بحنان ونبرة هادئة : ما يهونش عليا زعلك ي زمردتي عشان كدة ها تعرفي انا كنت فين بس ورايا كم حاجة ها خلصها وتخرج سوا عشان محضر لك مفاجأة ...
زمردة بتساؤل وفضول : مفاجأة ايه دي !! لا انت تقول ع فين عشان اروح معاك غير كدة لا رسلان بغيظ واصرار : اسمها مفاجأة انتي لو عرفتي المكان يبقى ها تتفركش عشان كدة مش عاوز ولا حرف تاني خلصنا يا زمردة ها خلص كم حاجة ورايا وها تخرج ....
اماءت رأسها بموافقة واستسلام : خلاص ماشي
اه صحيح معتز وعمار بقالهم من الصبح مستنينك بس زهقوا ورجعوا اشغالهم وقالولي اول
رسلان بجدية : كويس اللي رجعو عشان كدة انا ما خلص شغلي بسرعة وتهرب انا وياكي من هنا ...
زمردة باستغراب : يعني ايه يا رسلان ما قولهمش انك هنا ؟!!!
رسلان بنيرة متعبة : لا متقوليش يا زمردتي عشان مش عاوز وجعة دماغ ارجوكي ....
زمردة بحنان ورجاء : ما بالراحة يا رسلان ع صحابك وبالذات معتز هما كانوا قلقانين عليك
يا ريت ما تزعلهمش وسيبهم يتطمنوا ......
رسلان بتنهيدة : اعملى اللى انتى عاوزاه بس ما تنسيش تبعنى القهوة معاهم عشان دماغی
زمردة بسعادة : حاضر يا حبيبي .
ترجل رسلان الداخل مكتبه .
زمردة محدثة نفسها : اكيد بتهرب من حاجة ومش حابب تشوف صحابك عشان ما
يفتحوش الموضوع معاك بس ع مین یا رسلان ...
اماءت برأسها وهي تفكر بشيء ما : هاتنتشوف دلوقتي ....
دلف صاحب الدكانة ( محمود ) وبجانبه شاب بأواخر العشرينات من عمره هتف محمود
مناديا" على مدحت : تعالا یا مدحت عاوزك بكلمتين .....
ترك مدحت ما بيده و اقترب من محمود وهو يمسح العرق المنصبب على جبينه : خير يا
محمود في حاجة ؟؟؟
محمود مشيرا" للشاب : ده عمرو اللي ها يشتغل مكانك يا مدحت....
اسیل مدحت عيناه يحزن قائلا خير يا محمود هو انا قصرت بحاجة بالشغل ....
محمود بضحكة : فهمتني غلط یا مدحت عمرو ها يشتغل مكانك عشان انت من هنا ورايحها تستلم الرقابة عن الدكانة عشان انا اشتريت دكانة ثانية برا الحارة ومش عاوز ابيع الدكانة
دي وانا مش هالاقي حد احسن منك الامنه ع الدكانة بتاعتي ....
تفاجاً مدحت ليقول باعتراض : ما ينفعش يا محمود لاسمح الله لو حصل حاجة وحشة انا مش ها قدر اعوضك ....
محمود مرينا على ذراع مدحت : متخافش یا مدحت ده ها يكون قضاء وقدر من ربنا ولو حصل يا سيدي مش عاوز منك حاجة ... مليش حد الامنه عن المكان ده غيرك يا مدحت ما تكسفنيش ...
مدحت باستسلام أدار رأسه : خلاص يا محمود اللي انت عاوزه ان شاء الله اكون اد
المسؤولية دي ...
محمود : يبقى انا دلوقتي هاروح والحق دكانتي الثانية وهاتيقى نتقابل أول الشهر ومن ناحية عمرو ما تغلفش یا مدحت شغیل و ها يعجبك ... انا هامشي دلوقتي اشوفك بخير ...
مدحت وقد شعر بحمل المسؤولية التي وقعت عليه إلا أن مهمته الآن أصبحت أهون قليلا ولا تحتاج لمجهود رفع مدحت رأسه شاكرا" الله عز وجل على وقوفه بجانبه و تخفيف الحمل عنه ....
بالخارج
فور خروجه من الدكانة ... أخرج محمود هاتفه وانتظر استجابة المستقبل ....
محمود : الوووو ايوا يا باشا ........
داخل النادي
تجلس بغرور واضعة قدما فوق أخرى ترتشف من العصير .....
هايدي وهي تميل على نورهان بتساؤل :
الا يقولك يا نورهان هو انتي مش قولتي ان انتي وابن اونكل يتاعك ها ترتبطو اما يرجع من السفر ؟؟؟ اهو رجع ومفيش حاجة جديدة او حصلت من اللي قلتيه !!
نورهان بغرور وغيظ: وانتي واخدة بالك اوي كدة ليه يعني ؟؟ دي حاجة تخص حياتي ....
هاتف كريم متدخلا" بحديثهن : ما تصورش ده يحصل رسلان العطار مش زي ما انتو فاكرين اسألوني انا ....
هايدي بتساؤل : ازاي يعني ؟؟
كريم مقتربا : بس الكلام ده مش عاوزه يخرج من هنا فاهمين ؟؟
رفعت نورهان حاجبها باستغراب وخشت ان يكون كريم على علم بخطوبة رسلان وارتباطه
هنفت هايدي بفضول : ما تننيل يا كريم وتقول ......
كريم بتساؤل : تعرفو صافيناز الحسيني ؟؟
هايدي : هو في حد ميعرفهاش
لمعت أعين نورهان بفضول متابعة حديث كريم .....
تابع كريم حديثه وهو يقول: تخيلو بقى أن هو دمر صفقة كاملة مع شركة الحسيني عشان عرف انها معجبة بيه.
هايدي باستغراب : اووووه نوووو معقول ؟؟
اماء كريم رأسه وهو يتابع : واللي عرفته أن من ساعت ما رفض الشراكة معاها وهي عاملة
زي المجنونة وسافرت برا مصر .....
نورهان : انت بتتكلم جد یا کریم و ازاي عرفت بده ؟؟
كريم : انت ناسية الي صحفي واعرف كل حاجة ...
هايدي : وحاجة زي دي ليه ما استخدمتهاش كخبر ليك ؟؟
كريم : انتي اكيد مجنونة عاوزاني اوقع نفسي مع رسلان العطار وبعدين صافيناز الحسيني مش سهلة دي ممكن تنهيني من وش الأرض ... عشان كده يا نورهان ما تتأهليش اوي من ابن عمت .........
نورهان بتحدي هههههههه وانا مالي بكل ده ؟؟ شهر يأخذ وهاتكون انا ورسلان مخطوبين .....
هايدي : حدي بالك انتي قلتي اهو و و وده تحدي لو ما تحققش يبقى ها تعملي اي حاجة احنا عاوزينها ....
نورهان بموافقة : اوكي .....
عودة للشركة
معتز بتساؤل : هو فين ؟؟؟
زمردة مشيرة برأسها نحو الداخل ، دلف كل من معتز وعمار الداخل المكتب ....
هتف معتز بتساؤل : انت كنت فين يا رسلان يقالنا من الصبح مستنينك ....
رسلان وأعينه لا تزال على الكمبيوتر أمامه رفع سماعة الهاتف : القهوة.
معتز بغيظ : انت ما بتردش ليه ؟؟؟ انا يكلمك يا رسلان ...
رسلان مغلقا الابتوب التفت نحو معتز : عاوز ايه يا معتز ؟؟؟ تم هتف بسخرية : لو تفضل زعلان أحسن عشان جو القلقان اللي انت بتعمله ده مش عاجبني ....
معتز بغيظ : رسلان موضوع زي ده ما ينفعش تعمل نفسك مش واخد بالك ولا كأنه حصل حاجة ....
رسلان بلامبالاة : عاوزني اعمل ايه يعني ؟؟
معتز وهو يجلس امامه : رسلان اخوك عايش عارف يعني ايه امير عايش حاجة زي دي مش لازم تفضل مخبيها عشان انت عارف إن اميرمشها يفضل ساكت وها يعمل حاجات انت مش عاوزها صدقني ....
رسلان بتفهم : عارف يا معتز وانا عشان كدة دلوقتي مش هاعمل اي حاجة انا مش ها تصرف غير أما أعرف امير ناوي ع ايه بالزبط ......
معتز بتساؤل متذكرا ما قاله أمير : طب والكلام الي قاله مبارح انا ما فهمتش هو بيقصد. ايه من كلامه .....
رسلان وهو ينهض متوجها " نحو جاكيته :
كل ما تفهم أكثر كل ما تكتاب اكثر عشان كدة ملوش لازمة فهمك دلوقتي
معتز : على فين ؟؟
رسلان : ربط انت وعمار موضوع Meeting بكرا انا ها خرج انا وزمردة .....
معتز : طيب ماشي .... بس ها تفهمني انت ناوي ع ايه يا رسلان اوعدني .....
رسلان بمثل : سلام یا معنز .....
خرج رسلان للخارج نظر الزمردة قائلا
حرك رأسه مشيرا" لها بالخروج : يلا
امأت زمردة رأسها بهدة، وانسحيت وراءه ......
داخل سيارة رسلان
زمردة : رسلان انا محبش أكون رايحة ع حنة معرفهاش ممكن تقول احنا رايحين ع فين .....
رسلان بابتسامة : هو النهارده كام بالشهر ؟؟
زمردة بتفكير وهي تخرج هاتفها من الحقيبة :
استني اما اشوف عشان انا ما تركزش بالحاجات دي ....
اوقف رسلان الجيب ونظر الزمردة بشدة: مفيش داعي ها تعرفي دلوقتي ... انزلي
دخلت زمردة بفضول من السيارة وهي تنظر حولها لتجد انهم أمام فندق ضخم .....
استدارت نحو رسلان بتساؤل وتعجب : في ايه يا رسلان؟؟ احنا بتعمل هنا ايه في حاجة تخص الشغل ؟؟
رسلان ممسكا بيدها : شغل ايه بس يا زمردتي تعالي معايا ها تعرفي....
ترجلت وراءه وهي تمسك بيده كانت عيناها تدور حول المكان وتتفاوت ما بين الاعجاب
والاستغراب ....
اوقفها رسلان حينما دخلوا مكان مظلم ....
زمردة بدهشة وقليل من القلق : بسم الله هو انت واخدني ع سيما ولا ايه رسلان ايه الرعب ده ؟؟ لم تجد منه استجابة حتى وجدت الاضاءة تعم المكان وحضرت المطعم مزين وملى بالزينة الحمراء كان اشبه بالخيال خالي من الناس لا يوجد أحد سواهم ..... تفاجأت بطاولة
أمامها عليها كعكة كبيرة ويتواجد عليها صورتها ..
- كلمات اغنية احمد جمال تصدح بالمكان .
دورت انا على هدية اجيبهالك
مالكتش حاجة في مقامك
حتى الاغاني مش عارف اكتبهالك
مكسوف كلامي قدامك
كل سنة وانت طيب يا قمر يا طيب
واللي تحلم بيه بكره تلاقیه بکره بکره یبقی قریب
كل سنة وانت طيب يا قمر يا طيب
واللي تحلم بيه بكره تلافيه بكره يبقى قريب
الليلة عايزك يا حبيبي تبقى معايا
تفرح وتضحك عالاخر
وانا سبتلك كل الحاجات اللي ورايا
ونسيت وغيرك مش فاكر
كل سنة وانت طيب يا قمر يا طيب
واللي تحلم بيه بكره تلاقيه بكره بكره يبقى قريب
كل سنة وانت طيب يا قمر يا طيب
واللي تحلم بيه بكره تلاقيه بكره بكره يبقى قريب
فرحان بحبك يا حبيبي افرح معايا
تسلمي أجمل ضحكايه انت وكفايه
كملتلي نصي الثاني ولقيت حنانك
وقف رسلان امام زمردة ينظر لها بأعين لامعةه النقط كف يدها وقبله رفع رأسه وهو ينظر لها
بنظرات عاشقة وبصوت مبحوح :
كل سنة وانتي طيبة يا أجمل بنت شفتها بحياتي
وضعت يدها على فمها ودقات قلبها تعلو بسعادة وفرح مما تراه وبعين متسعة بعدت يدها
عن فمها تسأله بتعجب :
رسلان انت انت ازاي عرفت ان النهاردة عيد ميلادي ....
رسلان بابتسامة : النهاردة ها جاوب ع كل اسالتك ده وعد بس سيبيني الاول انكلم اللي انا عاوزه ...
اماءت رأسها بموافقة وأعينها تلمع بسعادة ......
هتف رسلان بحب : انا مبقيتش عايز من الدنيا يا زمردتي غيرك وإنك تفضلي واقفة جنبي انا عايزك توعديني انك مش ها تسبيني مهما حصل عايزك تعرفي ان انتي قوتي وقت
ضعفي كان ضروري اعرفك عشان اعيش بحبككك .
التقطت كف بده لتقول موثوقة وابتسامة تزين تغرها : وانا بحبكككك ربنا يخليك ليا يا
رسلان انت انت ازاي عرفت ان النهاردة عيد ميلادي ....
رسلان بابتسامة : النهاردة ها جاوب ع كل اسالتك ده وعد بس سيبيني الأول الكلم اللي انا
عاوزه ...
اماهت رأسها بموافقة وأعينها تلمع بسعادة .....
هتف رسلان يحب : انا مبقيتش عايز من الدنيا يا زمردتي غيرك وإنك تفضلي واقفة جنبي انا عايزك توعديني انك مش ها تسبيني مهما حصل عايزك تعرفي ان انتي فوتي وقت ضعفي كان ضروري اعرفك عشان اعيش يحيككك ....
التقطت كف يده لتقول بصدق وابتسامة تزين ثغرها: وأنا بحبكككك ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك بوعدك ها فضل جنبك ومش هسيبك او ابعد عنك ده انت روحي الى مقدرش اعيش من غيرها يحبك يا كل حاجة ....... نطقت كلماتها واحتضنته بشدته مشدده قبضاتها الا ليت يتوقف الزمان وكل شيء ...........
يتلألأ الحب في ديار القلب ويقسم بأن يكون مفتاح النجاة ، ليجعل من صاحب القلب أسطورة الأمان والسلام حينما يبت بداخل روحه شعور السعادة والمودة اللتان سرعان ما تطفيان من قربهما ليعلن العاشق بأن قلبه المظلم المعتم لولا قرب محبوبه ماكان ليضيء وما كان ليحصل على ناقوس العشق وحب الحياة
كم تشعر بالوحدة حينما لا تجد من يكون عونا لنا وسندا" حينما تشتد مصاعب الحياة تشعر بالحزن والألم يستحوذ على احشاء قلبنا لنبدأ برحلة البحث عن ذلك الذي يكون نجاة لنا من كل ما تؤذينا به الحياة تجده فنتمسك به كأنه بقعة ضوء في وسط كيلومترات من الظلام ........
تشند قبضتنا خشبة فراقه وخشية خسارته ونقسم بذاتنا أن لولا هذه الروح بعد رب العالمين لكنا قد فارقنا الحياة أو لكنا قد استسلمنا على طرف الطريق وتجلس نشتكي سوء حالنا ومر الأيام لكنتين نعم الله طاغية بكل زمن وبكل مكان ليحمد الله على هذه النعمة التي ظهرت له في وسط ظلمة قلبه تقوي ذلك النبض وتجعل من الروح والسعادة تعودان فكل صعب وعسير أصبح يسيرا" .
أبعدها برفق ناظرا" بعيونها اللامعة من سعادتها وحبها والتي كانت تعبر عن امتنانها لما قام به من أجلها فكم هو شعور المحب باهتمام محبوبه دون طلب مسبق منه جميل ويبث بالقلب سلام المسكن وسعادة الروح ....
أمسك بيدها برفق وسحبها ببطىء نحو الطاولة ليجعلها تجلس على الكرسي ثم تقدم قليلا نحو الطرف الآخر والنقط العلبة الحمراء المتواجدة على الطاولة وفتحها بهدوء ليخرج منها قلادة سواروفسكي الفراشة المرصعة بكريستال الذهبية ذات الشكل الرقيق والناعم توجه نحو زمردة التي كانت تطالعه بنظرات تهيم حبا بذلك الرجل المتمثل أمامها الذي يظهر لها الآن جانب الاهتمام وإعلان حبه المتيم بها ، وقف رسلان وراءها ليبعد خصلات شعرها برفق ليجعلها تتملك تلك القلادة الجميلة ابتعد قليلا ليقف بشكل مقابل لها تم اتنى جسدة بقبلة حانية على جبينها : ربنا يخليكي ليا بحبككك .
أضاف بصوت أمر ممزوج بالحب والحنان : مش عايز ده يتشال من على رقبتك فاهمة ؟؟
نظرت بأعين متسعة ولمعت عيناها باعجاب حينما امسكته بيدها لتعاود النظر اليه معبرة عن دهشتها حرکت رأسها برفض قائلة : لا يا رسلان مينفعش ده غالي اوي ....
همس مجيبا " إياها بابتسامة وثقة : مفيش حاجة تغلى عليكي يا حياتي ....
زمردة بارتباك : بجد انا مش عارفة اقولك ايه ي رسلان .....
رسلان بابتسامة ممسكا " بيدها يقبلها تم نظر لعيونها : متقوليش حاجة ... ودلوقتي طفي الشمعة دي بس قبل كدة هاتتمنى امنية
أغمضت عيناها لتدعو بسرها : يا رب خلیلی رسلان وما تحرمنيش منه واحميه يا رب مش عاوزة حاجة بالدنيا دي غير اننا تكون مع بعض ....
فتحت عيناها واطفأت الشمعة لتجد رسلان ينظر لها بابتسامة حانية ورافعا " حاجيه
بملامح متسائلة وفضول : اتمنيتي ايه ؟؟
هتفت زمردة بنيرة الاصرار التي تملكها : مينفعش اقولك عشان دي تفضل امنية وربنا يحققها ....
رفع رأسه محركا اياه بغيظ : اهااا بس اتمنى الامنية دي تخصني عشان مزعلش ...
اسبلت عيونها بضيق قائلة : لا والله وها تزعل ليه بقى ان شاء الله !!
رسلان بثقة : عشان مش ها سمح لحد يشاركني بيكي .
احمرت وجنتيها بخجل لتقول : احمم طب ممكن اسألك سؤال ..... رسلان بهدوء : كل حاجة عاوزة تعرفيها هاقولهالك بس مش هنا
زمردة بتساؤل : اومال فين.......
رسلان : ها عریفی دلوقتی
داخل قصر امير ...
داخل الصالة يجلس امير ممسكا بكتاب ويضع نظارته الطبية على عيناه وبجانبه فنجان القهوة واضعا " قدما فوق الأخرى ، اقتربت منه هند تهتف بنبرة متسائلة لاستنباط ما يفكر به وبناء مخططها على اساسه ، فقد هدم مخططها بعدما أصبحت الاوراق بيده جلست على الكتبة وهي تقول : قولي يا بني ناوي ع ايه ؟؟
رفع امير رأسه عن الكتاب ممسكا بفنجان القهوة يرتشف منه : كلمت المحامي ناوي احرق اعصاب رسلان العطار شوية ....
مضيفا " بابتسامة ماكرة : هالعب معاه لعبة القط والفار هو اكيد مش ها يقبل وجودي بالشركة عشان كدة ها حرق دمه وبعدها حاجة خفيفة كدة ع الماشي .....
لم تفهم مقصده : يعني ناوي على ايه يا امير ما تنساش انا امك وليا حق اعرف انت ناوي ع ايه وعاوز تعمل ايه ......
اردف القول بابتسامة صفراء : مش هاعمل حاجة غير اني اخسرهم شوية ملايين .... اتسع تغرها انفراجا فور علمها بمخططه لتهتف قائلة بتشجيع : ايوا كدة عاوزة اسمع الاخبار الكويسة ده حقك اوعى تسيبه .....
نظر امامه بتفكير : متخافيش كل حاجة هاتكون لصالحي ....
اوقف ال jeep على قمة الجبل ، أماء برأسه الزمردة أن تنزل ، ترجلا كلاهما من السيارة ... انكا على طرف السيارة الامامي قائلا: كنت كل ما يكون حاسس نفسي مخنوق ياجي هنا المكان ده بريحني اوي ....
دارت حدقتيها حول المكان بإعجاب قائلة : بجد المكان هنا تحفة الله الهوا يرد الروح ... ابتسم محركا" رأسه على حركاتها ليقول بصوت جاد : عاوزة تعرفي ايه يا زمردة ؟؟
ارتبكت من تحول ملامحه لتقول بتوتر : رسلان انت عندك اخو صح ؟؟
اسبل عيونه بضيق مستديرا" بجسده نحوها قائلا بتساؤل : وانتي عرفتي ازاي ؟؟؟
أجابته بارتباك وهي تتطلع له : ها قولك بس ما تزعلش مني انا النهاردة سمعتك انت ومعتز پس بس كان بالصدفة مكنتش لاقصد .....
حرك رأسه باستخفاف مما قاله وعدم تصديق قائلا وقد بانت على ملامحه علامات الضيق :
زمردة انتى بتتجسسي عالبواب ؟؟؟ الحركات دي ملهاش داعی عشان انا قلتلك قبل كدة اني ها عرفك عن كل حاجة بحياتي.. ولو عوزتي تعرفي حاجة ابقي أساليني محبش الأسلوب
هنفت زمردة برجاء : انا اسفة يا حبيبي والله مقصدتش ده .....
اطلق تنهيدة وعاود الاتكاء على طرف السيارة لينظر امامه بشرود قائلا: ابوا عندي اخ بس مش من نفس الأم ابوبا كان متجوز ست ثانية غير امي .....
هفت زمردة بتساؤل وفضول : طب ازاي ؟؟ وهو ليه مش موجود بحياتك ومش بشوفه جنيك من ساعة ما تعرفت عليك ....
نطق بنبرة حادة وغموض : عشان هو مش موجود فعلا ......
زمردة باستغراب : طب ازاي !!
رسلان بصوت هادي وعميق : اول مرة شفت بيها امير كان عمري ١١ سنة وكان وقتها عيد میلادي .. ساعتها بابا قرب مني وكان ماسك بايد عيل صغير وعرفني عليه بس كصحاب مش كاخوة ، بعدها بفترة قصيرة اوى بابا اتوفى بحادثة عربية صحيح كنت ما شوفش كثير بس كنت معلق بيه اوي وكنت دايما متطمن ان هو معايا وجوده بالدنيا ده لوحده كان يديني الراحة والأمان دعمني بحاجات كثيرة اوي ....
لاحت على شفتيه ابتسامة متذكرا : تعرفي انا كنت عاوز ابقى بطل تنس كنت اعشق حاجة اسمها تنس بس بابا اتوفى كل حاجة كنت احبها سبتها اكتشفت ان كل حاجة كنت اعملها عشانه وعشان هو كان يحسسني إلي بطل في كل حاجة
تابع حديثه بنبرة متألمة : مات بابا والجزء الشقي في حياتي ابتدى بالظهور وحدة وحدة . لقيت ماما منهارة ومكسورة وحزينة انا كنت وقتها عيل آه بس كنت فاهم كل حاجة واتضطريت اوقف ع رجلي وابقى قوى عشان كل حاجة بناها بايا متتدمرش كل سنة كانت يتمر بحس اني كنت بتعلم القوة والثبات وازای ابقی سند .....
كنت دايما بروح الغردقة عشان بابا مدفون هناك واتعامل كانو موجود بكل حنة بروحلها ودايما هو سندي بعد ربنا بس حصلت حاجة بيوم كنت روحتله لاقيت وحدة ست عنده سألتها يتكون مين ويتعمل ايه عند قبر بابا جاوبتي بكل بساطة ان هي مراته ... اتعصبت جدااا وخفت ماما تعرف بحاجة زي دي وتزعل من بابا وفضلت عارف بده من غير ما حد ثاني يعرف ......
اسبلت عيونها بحزن وشعرت بقصة بقلبها حينما تذكرت لقائهم في المقبرة وندمت عما تفوهت به ...
تابع رسلان حديثه بألم : لحد ما جه اليوم اللي اتغيرت كل حاجة بحياتي اليوم اللي خرج بيه اخويا امير ده كان بالنسبالي اسوأ يوم بحياتي .. وكان عيد ميلادي العشرين وكأنه حلف يكرهني باليوم ده دخل علينا ووقف اودام الكل وقرب مني بضحكته اللي مش هنساها بحياتي وقال انا اخوك .... مش هاقول اني مصدقتهوش بالعكس كان في حاجة جوايا بتقولي ان ده اخوك اللي ها يكون سندك وصاحبك بعد ابوك ، بس بلحظة بصيت ع ماما لقيتها بتعيط ومنهارة اودامي ساعتها خفت خفت اخسرها هي كمان مكنتش ها ستحمل اخسر ثاني مكانش اودامي غير اني اعمل نفسي بجد مش مصدق اتعصبت عليه وضربته
وطردته .....
فضلت حاسس بالندم وكنت عاوز اروحله واعتذر منه بس تاني يوم لقينا امه جاية وبتعيط ومنهارة والموقف ده مش ها قدر انساه فضلت تدعي وتقول اني السبب باللي حصل لأبنها امیر وان مات بسببي واتهمتني يقتل ابنها اللي هو اخويا ده كان تاني اصعب موقف بحياتي اما لقيت ماما منهارة بجد وحالتها بقت اسوأ من لما ابويا مات ولقيت الكل باصص ليا حسيت وقتها اني بجد قاتل حقيقي ، امي اتغيرت لدرجة غريبة جدا لحد دلوقتي مش قادر
اصدق اللي عملته ......
فضلت تزعق وتحملتي الذنب كنت عايش بندم ربنا ما يوريهوش لحد، كنت بحاول اضيع وقتي بالشغل وعمي مسكني كل حاجة بتخص شغل بابا بس مقدرتش اتخنقت من معاملتها ليا عشان كدة قررت ابعد وسافرت كنت باجي ع مصر كثير بس ما كنتش اروحلهم غير مرة وحدة كان واحد من صحابي عامل ليا مفاجأة لعيد ميلادي ....
في وسط حديثه حينما تذكر ماذا فعل ضحك وهو يقول ناظرا الزمردة : وقتها قلبت الدنيا فوق دماغهم بقيت بكره اليوم اللي اتولدت بيه بسبب اللي حصل بقى اليوم ده بالنسبالي
ابشع يوم بحياتي وبفكرني بكل حاجة حصلت ......
صمت قليلا ليطلق تنهيدة تحمل بطياتها الم مدفون بداخل احشاءه : وبعد كل اللي حصل ده اهو و زي ما انتي شايفة امير طلع عايش وفي لعبة كبيرة بتتلعب .... تعرفي ايه اكثر حاجة واجعاني هي اني سبت امي كل السنين دي عشان الكذبة دي وكنت ها دفع تمنها عمري .
كانت تنظر له بأعين دامعة من نبرته وكأن ما قاله هناك مزيدا من الألم يختبيء خلفه . هناك ألم عميق بداخله مكسو بالقوة وملامح غاضبة تأن الما وخيبة ويتجرع غصته بصبر نزلت من عيونها دموع التأثر والشفقة على ما عايشه كم أن المظاهر خداعة ولكن لا تستطيع فهم كيف هو اني بكل هذه القوة بعد اكتشافه أن ما عاشه كان كذبه وكل ما عاناه هباء منثورا لتقول بصوت حزين ودموعها على خديها تنظر له وهو ينظر امامه بشرود وجمود : طب ازاي انت كدا .....
اشاح رأسه نحوها متطلعا بها بتساؤل : كدة ازاي ؟؟
زمردة بأعين دامعة : ازاي مستحمل ده
اقترب منها ليمسح دموعها برفق وابتسامة هادته عشان انتي قوني مش بقلك طول ما انتي معايا كل حاجة صعبة هاتهون ....
لاحت على شفتيها ابتسامة وعادت السعادة لقلبها لأنه اتخذ منها ملجاً وسند وحبا" عظيم
زمردة بتساؤل : طب ي رسلان ها تعمل ايه دلوقتي مع اخوك امير وهو فين ؟؟؟
رسلان بغموض : مش هاعمل حاجة .....
زمردة باستنكار لما يقوله : ازاي با رسلان ده مهما يكون ها يفضل أخوك ....
صل على اسنانه ورمفها بملامح حادة وتيرة غموض تخلو من الرحمة : كان اخويا انما دلوقتي مش اخويا وهو اختار طريقه بنفسه وانا اللي يدوسلي ع طرف ادوس عليه وامشي من غير ما ابص ورايا حتى ... ودلوقتي ها يشوف الوش الثاني الرسلان العطار .....
اسبلت زمردة عيناها باستغراب وخوف من حدة ملامحه وطريقته بالتحدث وسرعة تحول ملامحه لغضب قاتل لتقول بتونر وفلق : رسلان انت بتخوفني كده ها تعمل ايه يعني ارجووك يا رسلان متعملش حاجة تخليك تندم بعدها ، انت تقدر تصلح اللي ما بينكو اكيد في حاجات متعرفهاش او في حاجات سابته يعمل كدة يا حبيبي ....
هتف بنيرة قاتلة لا تسمح للنقاش محركا" رأسه برفض لليسار واليمين محدقا " امامه : في
حاجات مينفعش اتغاضى عنها او اسامح فيها .....
تبددت ملامح الحدة ليرسم ملامح هادئة ومحبة قائلا: سيبنا من كل ده دلوقتي انا عايز اقلك ان يوم الخميس الجاي ها تكون خطوبتنا اودام الدنيا كلها ... زمردة بصدمة : احنا بجد ها تعمل خطوبة ؟؟
رسلان اماء رأسه بابتسامة : ايوا ...
زمردة بصدمة : انا كنت فاكرة أن خلاص مش ها نعمل . رسلان : مينفعش لازم كل الناس تعرف انك بقيتي ملكي وانك هاتيفي زمردة العطار ..... زمردة بقلق : بس انا خايفة
رسلان رافعا حاجبه باستغراب : تخافي !!! من ايه بقى ان شاء الله ، متخافيش يا حبيبتي طول ما انا جنبك مش عاوزك تخافي ....
اماءت رأسها بموافقة والابتسامة لا تفارق شفتيها و احساس متناقض بداخلها ، تبادلا نظراتهم ليقول رسلان وهو يظر الساعة يده : ع فكرة انا مش عاوز تتأخرى اكثر من كدة انا
واعد عمي مدحت قبل الساعة سبعة هاتكوني عنده ....
رفعت حاجبها باستغراب لتقول : وكما ان بابا يعرف بده !! بجد انا مش قادرة اوصف اللي بتعملة يا رسلان انا بحبك وشكرا اوى عاللي بتعمله واحترامك لاهلي ولكل حاجة . رسلان بغرور : عشان تعرفي بس اد ايه انا محترم مش بتاع بنات هاااا فاكرة . ارتبكت زمردة بخجل متذكرة ما كانت تقول له و تتهمه به رفعت يدها على جبهتها تفركها بخجل نظرت له : خلاص انسی ده كان بالماضي إنما دلوقتي كل حاجة غير ..... رسلان بضحكة لاحت غمزة من عينه اليسري وهو يقول : اما تشوف يلا بينا اركبي العربية
رکبت زمردة السيارة بعد يوم يحمل بطياته سعادة مفرطة وحب واهتمام ومودة من المحبوب وغصة بالقلب التألم المحبوب .....
اوصل رسلان زمردة لبيتها ، وبعدها توجه نحو القصر .....
صعدت زمردة نحو شقتها لكنن استوقفتها أم مصطفى التي كانت تقف على الباب بابتسامة وهي تقول : مساء الخير يا زمردة يا بنتي از يك عاملة ايه ؟؟
توقفت زمردة بدهشة وهي تنظر امامها اغلقت عينيها وفتحتهم لا تصدق بأن التي امامها هي نفسها ام مصطفى هتفت ام مصطفى بضيق : مالک یا زمرده باین كده مبقيناش تعجبك ده حتى السلام لربنا ....
زمردة بتبرير : لا يا طنط ما تفهمنيش غلط بس انا بصراحة 111 ....
قاطعتها أم مصطفى وهي تقول : حقك علي يا بنتي عارف اني غلطت بحقكو وطالب العفو والسماح ....
زمردة : منقولیش کده أو طنط
ام مصطفی بحنان : حبيبيتي يا بنتي عقبال ما شوفكي احلى عروسة بالحارة كلها انا هاخش احضر لعمك شلبي العشا بكرا بإذن الله ها بقى اعدى ع امك ....
دخلت ام مصطفى الداخل بيتها لتجعل زمردة تقف يحيرة من أمرها هتفت قائلة : بسم الله هي الست دي اتجننت ولا حصلها ايه ؟؟!! ايه التغيير المفاجيء ده !!!
ترجلت لداخل بيتها لنجد امها زينب تحضر بطاولة العشاء ... زمردة بابتسامة وهي تضع مفاتيح الشقة على المنضدة بجانب الباب : مساء الخير
هتفت زينب با تزعاج من تأخر زمردة : واخيراااا شرفت الهاتم .....
مدحت : ما خلاص يا زينب الراجل خد الإذن مني مش عاوز كلام...
اقتربت زمردة من ابيها تقبله وهي تقول : عامل ايه يا اجمل اب بالدنيا .
مدحت بحنان الحمد لله يا بنتي ازاي كان يومك ؟؟؟
زمردة بفرح : كان يوم جميل اوي يا بابا ورسلان عمل ليا عيد ميلاد ...
مدحت : عارف يا بنتي الراجل استأذن مني وانا وافقت .....
زمردة وهي تحتضنه: شكرا ليك يا بابا
وهي تضع الاطباق على الطاولة : روحي غيري هدومك عشان تنعشي يا زمردة ...
زمردة بموافقة : حاضر يا ماما ....
تقدمت بخطوات نحو الغرفة لتتوقف قائلة: الا صحيح يا ماما انتي تعرفي ان طنط ام
مصطفی دلوقتي كانت واقفة اودام الباب بتاع شفتهم وقالتلي مسا الخير وقال بكرا ها تعدي عليكي ، حالتها متغيرة اوي معرفش هو حصلت حاجة تخص مصطفى سبتها تنغير كدة ؟؟
زينب باستغراب : على حد علمي مفيش حاجة جديدة حصلت ربنا يستر بس ما تكونش ناوية ع حاجة .....
زمردة برفض : لا ما اعتقدش يا ماما مش للدرجادي ها تعمل ايه يعنی جایز عرفت اننا ع حق وان ابنها غلطان .....
زينب بنيرة مم زوجة بالحيرة والقلق : والله الست دي ملهاش ضمان معرفش يا بنتي ربنا بستر ... روحي غيري هودومك وبكرا ها عرف هي ناوية ع ايه ....
زمردة بموافقة : ماشي
داخل قصر العطار
ترجل الداخل بوابة القصر متوجها بها نحو الكراج خرج من سيارته ليستمع لصوت عمه عبد الحميد ينادي عليه، التفت نحو الصوت ليجد جدته قطيمة وعمه عبد الحميد يجلسون
بالقرب من المسبح
رسلان ممسكا" بمفاتيح سيارته يحركها : مسا الخير .
عبد الحميد: مسا النور يا بني
فطيمة : تعالا يا ابني عمك عاوز يتكلم معاك بموضوع ...
رسلان بتساؤل وهو يجلس بجانب جدته : خير ان شاء الله موضوع ايه ده ؟؟
عبد الحميد بجدية : بص يا بني احنا ما تكلمناش حاجة ولا اعترضنا على خطوبتك واختيارك ده وانت حر بس لينا طلب منك احنا عاوزين نعمل حفلة عشان الناس متقولش
حاجة وحشة وتعلن بيها خطوبتك .....
ابتسم رسلان واردف الفول بهدوء : متقلقش يا عمي الحاجة دي مش رايحة عن بالي وان شت الله هاتكون الخميس...
عبد الحميد وقد شعر براحة : ان كان ع كدة نقدر دلوقتي نقول مبروووك
نظر رسلان لجدته بتساؤل : اومال فين ماما ؟؟
فطيمة بسعادة لسؤاله عن امه مريم : باوضتها يا بني لو عاوز تطلعلها ها تنبسط اوي ....
اماء رأسه قائلا: تصبحو ع خير .....
فطيمة : وانت من أهل الخير يا ابني .
- صعد للأعلى و نظر باتجاه غرفة امه ، تردد قليلا ودار تساؤل داخلي هل يذهب لأمه ام لا ؟؟؟ لكنه قرر المضي نحو غرفتها والاطمئنان عليها .....
طرق عدة طرقات ليستمع لصوت امه تسمح له بالدخول ، كانت تجلس على السرير وتمسك اليوم الصور تقلب بالصور وتنظر لها بتمعن وحب وشوق ...
اقترب رسلان قليلا نحو امه التي ما زالت تنظر للصور رفعت مريم رأسها لتجده أمامها هتفت بفرح لرؤيته : رسلان !!! تعالا تعالا يا حبيبي القعد جنبي .
كانت أعينه تحدق بالبوم الصور جلس على السرير بجانبها وامسك بالالبوم ينظر الصورة التي وقعت عيناه عليها كانت صورة له هو وامه لاحظت مريم نظراته على الصورة لتقول : الصورة دي كانت أول يوم ليك بالمدرسة وقتها فضلت ماسك بيا ومش عاوز تسيبني
وتدخل المدرسة لوحدك ....
اشارت بيدها نحو صورة أخرى ودي اتصورتها اما اخدت اول بطولة تنس ليك .....
لاحت على شفتيه ابتسامة جانبية وهو يرى هذه الصور التي تحمل ذكريات طفولته .
غير ملف الصور ليشاهد صورا" اخرى ، توقفت حدقته عند صورته هو وأبيه لفت انتباهه شيئا قام بإخراجها من مكانها ببطىء وقربها حتى اصبحت بشكل مقابل لوجهه نظر لها بتفحص وكأنه كان يشك والآن اصبح متيقنا ذلك الشعور الذي أحسه بأنه يعرف ذلك الخاتم جيدا لم يكن عبنا" فعلااااا انه خاتم ابي إذن من كان هناك هو امير ايضا" وايضا يمتلك خاتم ابيه، ابتلع ريقه حينما تأكد من ذلك ليصك على أسنانه اثنى طرف الصورة من الأسفل قليلا" لحظة حتى تحولت كومة كقيضة يده ...
ثغرت فاها بصدمة وأمسكت بالصورة تسحبها من يده وهي تقول : رسلاااان انت بتعمل ايه یا اپنی دي صورة باباك ....
انتبه رسلان لما تقول باعتذار معيدا" رشده وهو ينهض من جانبها ليتوجه للخارج : تصبحي على خير ....
استدارت تراقب خطواته و طالعته بنظرات متعجبة مما قام به وخشت أن يكون قد وصل به الحال أن يكره أبيه أعادت نظرها نحو الصورة تحاول اعادتها لوضعها الطبيعي ....
دخل غرفته وأغلق الباب بقوة نظر للمنضدة وتوجه نحوها فاتحا اياها ليخرج الخاتم منها
امسكه ليضغط عليه بقوة ليهمس قائلا : ها ترجع لصاحبك...
صباح اليوم التالي
داخل فيلا معتز / على طاولة الإفطار
فريدة بتساؤل : الا قوليلي يا ملك عاملة ايه بالشغل الجديد بتاعك ؟
ملك وهي تتناول الفطيرة : اهوووو ماشي بتسلی و بهزر ولقيت صحاب
فريدة: هو انا قلتلك عملتي ايه بالرحلة بتاعتك ؟؟
ملك بلا مبالاة : مش فارقين اوى عن بعض يا Mom ااااه صح انا نسيت الفلك انتي فاكرة البنت اللي كانت معانا بالمستشفى لما معتز اتصاب ؟؟
اجابتها فريدة بضيق رافضة تذكر ذلك اليوم المشؤوم بالنسبة لها : متفكرنيش يا ملك ده انا مصدقت واحنا تتجاوز اليوم ده ...
ملك : اوكي يا Mom المهم هي تبقى خطيبة رسلان وبتشتغل معاه بالشركة ودلوقتي بقت صاحبني الانتيم هابقى اسيبها تيجي هنا واعرفكي عليها كويس ....
قاطعها صوت معتز الذي يأتي من الخلف : مين دي اللي ها تعرفيها ع ماما ؟؟
ملك : Omg Broo انت بتحشر نفسك بكل حاجة انا يحبش كدة ....
معتز : هو انا جابرك تحبي اخلصي بلا وقومي عشان مش عاوز اتأخر النهاردة عندنا
... اجتماع مهم
ملك وهي تنهض : اوكيبي Let's go
فريدة بحنان : افطر الاول يا معتز
معتز : ها فطر بالشركة يا ماما سلام .....
فريدة بحنان : سلام يا حبيبي ...
بالخارج
معتز بتحذير : مش عاوز مشاكل يا ملك والافكار اللي بدماغك عن الرجالة دي تنسيها خالص
عشان رسلان وزمردة مش ناقصين .....
زمت شفتيها مصطنعة الحزن : اوووه برووو هو انا عملت حاجة انا كيوت اوي ع فكرة ومش ممكن ادمر علاقة صاحبتي مع اللي بتحبه بس في حاجة معجبتنيش بعلاقتهم هي أن
زوزو متعرفش عن رسلان حاجات كثيرة اوي .....
اقترب معتز منها دافعا اياها يخفة : وانتي ما االك لعمره ما عجبك ....
تراجعت للخلف ملك لتهرب من امامه باتجاه السيارة : اوماي قاد برووو انت عنيف اوي ع فكرة متخافش انا عارفة يعمل ايه وبعدين ده كله لمصلحتهم التنين ....
غمغم قائلا: استغفر الله اللهم صبرك يا رووح وانتي مالك انا يحذرك اهوو و يا ملك يحلف يمين ما هاسيبك تقربي قصاد الشركة لو عملتي مشاكل ما بينهم فاهمة
ملك وهي تشير بأصبعها لتقول بثقة وغرور : ريلاكس وهدى اعصابك انا بحبهم أكثر منك ع
فكرة الحب مش بالسنين ولا بالايام .......
وضع يده على جبهته ليقول بيأس : يا رب صبرني ... انا عارف مش هايجي من وراكي غير
المصايب اركبي الزقت وخلصيني .
داخل الشركة
على مكتب زمردة ......
هتفت يتأفف وضيق : من بين كل الشركات ملاقوش غير الشركة دي يعملو معاها صفة .. ربنا يستر
امسكت الملف ودخلت المكتب رسلان وهي تقول : رسلان ال meeting مع شركة المجد ما يكون ع الساعة 12 الظهر ...
رسلان : ماشي يا زمردة بلغي معتز وعمار بالموعد وكمان ما تنسيش انك ها تكوني موجودة
زمردة باعتراض : 111 ما بلاش يا رسلان عشان في شغل لازم اعمله ...
رسلان رافعا" حاجبه باستغراب : شغل ايه ده ؟؟ انتي ها تكوني بال meeting يا زمردة مش عاوز اسمع كلام تاني ....
انزل رأسه للأوراق ممسكا بالفلم بيده للتوقيع ، ما هي إلا لحظة حتى فتح باب مكتبه على مصرعيه ، استدارت زمردة حينما استمعت لصوت فتح الباب ظنا منها انه قد يكون أحد من اصدقاء رسلان ربما عمار او معتز رفعت حاجبها باستغراب ودهشة لرؤيتها لشاب تراه الأول مرة لفت انتباهها تشابه الملامح بينه و بين رسلان .....
وقف واضعا يداه يجيبه رافعا رأسه كانت كل نظراته معلقة نحو رسلان الذي مازال
يخفض رأسه بعدم انتباه لما حوله .....
نظراته جعلت الرعب والشك يدب بقلبها لتعاود نظرها نحو رسلان بقلق : رررسلان
رفع رسلان رأسه باتجاهها لاحظ جمودها وملامح القلق التي تبدو عليها ليشيح رأسه نحو
الباب .
