رواية قيصر العشق الفصل الثاني والثلاثون
أشاح رأسه نحو الباب ليجده واقفا بابتسامته الصفراء تزين ثغره ، رفع رسلان حاجبيه مستنكرا" تواجد امير هنااا ، وضع القلم مستمرا بنظراته الحادة التي تتابع امير وهو پنجه
نحو الأريكة الجلدية يغرور وكانه يتجول بداخل مكتبه .....
تلك الابتسامة التي تلوح على شفتيه زادت من غيظ رسلان وزادت من نظراته الحادة ..... جلس أمير واضعا" قدما " فوق الأخرى مسندا " ظهره للخلف وعيناه تدور بإعجاب حول المكتب ...
رفع رسلان حاجبه الأيسر واحتد فكه موجها " سؤاله نحو أمير : بتعمل ايه هنااا ؟؟؟
أجابه أمير بنبرة ممزوجة بالثقة والتحدي واضعا ذراعه على طرف الكتبة : ليه مستغرب اوي ؟؟؟ مش دي شركة ابويا اا ....
ضحك رسلان باستهزاء مما قاله امير ونبرة التقة التي يتمتع بها ، هتف مستغربا : ايه البجاحة دي !!
امير بثقة مشددا على أحرف الكلمات التي ينطق بها : دي مش بجاحة ده حقي .....
أدرك جيدا" الحبل الذي ينوي أمير اللعب عليه ليرفع رأسه قليلا" للأعلى محركا" اصابعه على رقبته ثم اعاد نظره نحوه قائلا : بس اللي يجي متأخر يسأل عن حاجته ميلاقيهاش
اعاد رسلان جسده مسندا" ظهره للخلف مضيفا " بتساؤل : وبعدين انت دلوقتي افتكرت ان
الأبوك شركه ؟!!
أنزل قدمه عن القدم الأخرى مزيحا" جسده نحو الأمام قليلا وأردف القول : ومين قال اني نسيت عشان افتكر؟؟
لوی رسلان شفتيه باستهزاء و هو يقول متعمدا " قوله : يبقى تسيب ابنك ومراتك يجو لحد هنا وها يخدوا حقهم وبزيادة كمان انما انت مفيش ليك حق عشان انت ميت ....
اتسعت أعينها بدهشة وضاق سمعها من حوارهم الجاف والقاسي ، تارة تلتفت نحو رسلان
وتارة نحو أمير ....
بالنسبة الأمير تغيرت ملامحه الباردة إلى حادة فور إستماعه لما قاله رسلان ، حرك رأسه باستغراب مستنكرا علمه بزوجته وابنه وكأنه من حفر حفرة لأخيه وقع بها ...
بلحظة درس معالم وجهه وملامحه جيدااا" تحرك من خلف مكتبه متوجها " نحو حوض السمك قائلا بنبرة يطفو عليها الغموض بتساؤل : لو السمك ده خرج من الماية هيجراله ايه ؟؟؟
نهض أمير ليقول بنبرة شك : بتقصد ايه يا رسلان العطار لو فاكر انك ها تبقى تد ليا تبقى غلطان ولو فاكر انك بكدة ها تخوفني وتهددني يحب اطمنك انا ينفذ مش بهدد ....
لوی شفتيه باستهزاء وبجمود قاتل وتيرة قاسية :
لو قربت تبقى انت اللي اخترت ....
شد علی فكه و نظر لرسلان بحقد واستفزه تهديده الغير مباشر ليقول وهو يتقدم نحو رسلان ليقف امامه ، فتواجها كلاهما يبنيتهما واعينهم الملتهبة يرمقون بعض بنظرات ممثلاة بالتحدي والغرور، هتف امير بابتسامة وسخرية : طب ايه رايك بقى اني جاي هنا النهاردة عشان اباركلك بالشريك الجديد اللي اعتقد ان هو ع وصول اليومين الجايات....
رفع رسلان حاجبه بتساؤل واوقفه ذلك المصطلح :
"شريك " !!!
حرك رأسه متصنعا " الزعل ليقول بحزن بباطنه السخريه : باين كدة الحجة مش قايلالك ..... تحرك مقتربا من امير وهو يمسك بتلابيب قميصه الأبيض وهتف بحدة : انت بتقول ايه !!!
وضعت زمردة كف يدها على فمها وهي تشاهدهم خشية أن يبدأ عراكهم .....
ضحك امير باستهزاء محافظا على اسلوبه البارد المستفز متعمدا" الفتنة : هي مش الحجة أمك وقعت ع تنازل لأمي انا عن حصتها بالشركة ووووالمصنع برضو أصل الحجة كريمة اوي .....
ابعد يده عن امير بأعين مصدومة مما استمعت له أذناه استنكار صريح منه يرفض أن يصدق هذا الهرى والكلام ، لكن امير قطع الشك باليقين حينما اخرج عقد من جيبه ومده باتجاه رسلان ليلتقطه الأخير وعلامات الحيرة والصدمة تظهر على وجهه ، هتف امير : الورق ده يثبت كلامي .....
اقتربت زمردة هي الأخرى بفضول تنظر للعقد واتسعت عيناها بدهشة .....
اسبل رسلان عيونه يضيق وصدمة اعتلت ملامحه حينما رأى توقيع أمه كور الورقة حتى اصبحت كقبضة اليد ورماها على الأرض وانقض على امير صارخا ومستنكرا " لما رآه وبصوت اقرب الفحيح : لو الكلام ده طلع بجد ها دفتك هناااا ....
ارتعدت أوصالها حينما تيقنت أن هناك حرب على وشك الاندلاع ........
حرك امير رأسه للأسفل يتطلع نحو الورقة المكومة على الأرض ليهتف بسخرية ورسلان يمسكه ويرمقه بنظرات تهديد وحادة هتف ببرود: خد راحتك متغلاش عليك دي التقليد بس إنما الأصل بالحفظ والصون
لهذه اللحظة لا يصدق ولاخر مرة هتف بغضب وهو يهز جسد أمير بقوه : امير ما تلعبش بعداد عمرك الكلام ده لو صح ها دفنك تحت الأرض ...
حرك امير رأسه متصنعا الحزن ليؤكد له بأن هذا حقيقة قائلا بسخرية : كنت اتمنى يا اخويا يكون ده هزار بس مش بايدي....
رسلان : يعني ايه !!!
امير وهو يبعد ايدي رسلان عنه : يا عم سيبني وانا مالي دي عمايل امك .....
ابعد يديه عن امير واحتقن وجهه أفكار متضاربة تعصف بذهنه ، فرك جبهته بشده حتى أنزل كف يده على أنفه ووجهه يفركهما بشده فامير على حق إن كانت امه قامت بفعل شيء كهذا ، استدار قليلا" ليحاول السيطرة على أنفاسه التي بدأت تعلو وتهبط ، غارزا" أصابعه بخصلات شعره بشده ......
اقتربت زمردة بأعين لامعه وملامح حزينة وقلبها يتألم لرؤيته بهذه الحاله مدت يدها على ذراعه تربت عليها بنيرة صادقة : رسلان انت كويس ....
قاطعها صوت امير الذي كان يتلذذ برؤية رسلان هكذا ولكن هذا لا يكفي يريد أن يصل المبتغاه بإيصال رسلان لأقصى حالة غضب ممكنة وتلقينه درس بنظره، هتف بسخرية ونيرة ممزوجة بالاستفزاز والتلميح : روق دمك عشان أعصابك ما تبوظش قدام حبيبة القلب وقتها جناتك الحقيقي بيان وتسيبك .....
اتسعت حدقتي عيونه حينما أدرك وفهم تلميحه جيدا اشتدت قبضاته على خصلات شعره واحتدت ملامحه غضبا استدار نحو امير رمقه بنظرة خاطفة مشتعلة وهجم عليه كالثور الهائج بلكمات متتابعة حتى جعله ملفي على الأرض وتابع ضرباته الأمير غير آبه بصرخات زمردة المرتعبة والتي تبكي من شدة الخوف ، وكأن الشيطان قد سيطر بالأكمل عليه وما
زاد الطين بله هو الاستسلام التام من قبل امير فمن يراه يظن بأنه مستمتعا" بتلك الضربات غير مدرك للدماء التي بدأت تنثر من ثغره وانفه واثار الكدمات ........
استوقف رسلان صرخة انبعثت من حنجرة زمردة وهي تستنجد به وتنطق باسم امه توقف وابتعد لبرهة عن امير مستديرا" حوله حتى وجد زمردة تضع جسد امه المسجى على ركبتيها تحاول ايقاظها غمغم قائلا باستغراب : ماما !!!
تجمدت عروقه وتبلدت ملامحه للحظة لكنه استفاق على صوت زمردة وهي تصرخ باسمه
زمردة بصياح : رسلاا ان طنط مريم مش بتفوق..
رعب وفلق دب في أوصاله ليهرول بسرعة جاتيا نحو أمه يربت على وجهها محاولا" ايقاظها ، نظر الزمردة ليقول بنبرة متعجلة آمرة هاتبي حاجة نفوقها بيها .....
هرولت زمردة للخارج باتجاه حقيبتها تخرج منها زجاجة العطر ولكن استوقف طريقها معتز وعمار الذين كانو ينظرون لها بصدمة واستغراب من عجلتها لم يتمكنا من سؤالها لأنه
سرعان ما استمعا لصوت رسلان الذي ينادي على امه ....
ترجلا كلاهما بسرعة للداخل اصطدما حينما وجدا أمير بهذه الحالة التي لا يرثى لها وعلى الجانب الآخر رسلان وامه المغمى عليها ، تبادلا معتز وعمار نظراتهم بتعجب تام ليقول عمار بتساؤل وقلق : في ايه يا رسلان خالتي مريم مالها !!!؟؟؟؟
همس رسلان بتعب قائلا: ماما فوقي انتي سمعاني ...
ترك رسلان امه واسرع نحو امير حينما لاحته عيناه يقف لحد الان ينظر لهم بشماته ، هتف رسلان بحدة وتيرة متوعدة وتهديد وأعين محتقنة من الإحمرار وهو يمسك بأمير : عارف لو حصلها حاجة هاموتك واموت كل حد قريب منك ....
اقتربت زمردة جانبة بجانب مریم و وضعت رشات من عطرها على يدها لتجعل مريم تستنشقها لكن وجدت هذه الطريقة دون جدوى، استدارت خلفها و نظرت الرسلان قائلة : رسلان احنا لازم نوديها المشفى ....
اماء رسلان رأسه بحركة سريعة ناظرا لمعتز: معتزهات العربية بسرعة ....
هرول معتز راكضا للخارج و حمل رسلان امه مريم بيديه خارجا وخلفه كل من زمردة وعمار تحت انظار الموظفين الذين كانوا يتابعون الموقف بفضول وصدمة .
في الخارج وضع رسلان امه بالخلف و جلست عندها زمردة وانطلق بسرعة كبيرة للمشفى
معتز : عمار انت ابقى هنا وانصرف مع اللي جوال
اماء عمار رأسه بموافقة قائلا: ماشي يا معتز بس ابقى طمني ....
داخل مكتب رسلان "
مسح قطرات الدم المتواجدة على فمه وهو يقول يقول بسخرية : ايه ام الدراما دي !!
مالها الحجة وقعت من طولها كدة !!
استدار بجسدة متلفنا حوله مدركا أنه هنا لوحده مستغلا" الفرصة ، قادته قدماه نحو مكتب رسلان ليبحث بداخل الأوراق والأدراج بفضول واستكشاف : جايز الافي حاجة تفيدتي .
امسك بالملفات التي امامه والموقعة حرك رأسه بإعجاب : مش بتهدى يا ابن اللعيبة صفقات ورا بعض هه بس انا ناويلك ع حاجة ما تعجبك اوي يا ابن ابويا .....
تطلع نحو الدرج فاتحا إياه بعجلة وهو يقلب ما بداخله اسبل عيونه باستغراب وهو يلتقط تلك العلبة من الدرج وقربها منه ليهتف بتساؤل وحيرة : ده بيعمل ايه هنا !!!!!!؟؟؟
اعاد العلبة فورا لمكانها حينما استمع لصوت في الخارج فتوجه نحو الباب ... ليجد عمار يرمقه بكره ...
تقدم امير بغرور معدلا" من جاكيته ليخرج من المكتب استوقفه عمار بتساؤل : انت عاوز ايه من رسلان ؟؟ مش كفاية التمثيلية اللي انت عملتها انت وامك ؟؟؟
رمقه امیر باستهزاء مقتربا " منه : متحشرش نفسك بحاجة ملكش دعوة بيها ......
عمار بحدة وبتهديد : لا ليا دعوة ولو اذيت رسلان اعرف انك مش ها تعيش بعدها يوم زيادة
لوی شفتيه باستهزاء ورمق عمار باستعلاء وغرور .... خارجا من المكتب .....
دلفت ملك لداخل المكتب وهي تنظر باستغراب للحالة التي بها هذا الرجل لتهتف قائلة : هو فيه ايه مين ده ؟؟
لم تجد احد امامها سوى عمار لتقول بتساؤل : هي فين زمردة وايه اللي بيحصل حاسس
ان الشركة مش على بعضيها ....
ضحك عمار هناك: لا ده مش احساس فعلا في حاجة حصلت ازای انتى متعرفیش باين ما مش بتختلطي اوي بالموظفين ....
ملك يفضول : ليه هو ايه اللي حصل ؟؟
عمار : اصل خالتي مريم اغمى عليها واخدوها المشفى ....
ملك : او بسسس بس هي يتعمل ايه هنا بالشركة هي بتشتغل ولا ايه ؟؟
عمار يرفض : لا ما ينشغلش باين عليكي كده فضولة اوي ....
هنفت ملك بغيظ : وانت مالك عمال بتحلل بشخصيتي هو انت تعرفني
عمار بمرح : وماله تتعرف ....
ملك يغيظ : ممكن تبطل استعباط وتقول هما باي مشفى ؟؟
عمار : ملوش لازمة عشان رسلان دلوقتي مش ها يحب حد يروحلهم وثانيا وده الاهم مينفعش تسيبي شغلك .....
ملك يغيظ من كلامه الذي استفزها : Omg انت بجد نرفزتني اوووه ...
خرجت من عنده متوجهه نحو مكتبها .....
بإعجاب متابعا" نظراته وهي تخرج واضعا يده خلف رقبته بابتسامة .
داخل المشفى
يصول ويجول واضعا يده على جنبه واليد الأخرى يفرك بها وجهه تاره ويضعها على رقبته تارة أخرى ينتظر بلهثة خروج الدكتور والاطمئنان على والدته ......
على الجانب الآخر معتز بتساؤل محدثا " زمردة : هو ايه اللي حصل يا زمردة وايه اللي جاب طنط مريم للشركة ووصلها للحالة دي ؟؟
اجابته زمردة بارتباك : معرفش يا معنز امیر فجأة لقيناه داخل المكتب رسلان وابتدي يستفر بيه بكلام مفهمتش هو بيقصد بيه ايه وطبعا رسلان مستحملش، وهما بيتخانقوا بصيت
لقيت طنط مريم واقعة عالأرض ومغمى عليها ....
اطلق تنهيدة بيأس وهو ينظر الرسلان : الموضوع ابتدى يكبر ...
اماءت برأسها بحزن وهي تقول : هاشوف رسلان ...
توجهت نحوه واقتربت قليلا واضعة يدها على كتف رسلان وتقول بنبرة صادقة تحاول
طمأنته : متخافش يا حبيبي ان شاء الله ها تبقى كويسة .
رسلان يتمني وهو ينظر الزمردة : يا رب لو حصلها حاجة مش ها سامح نفسي ....
خرج الدكتور من الغرفة ليتوجه نحوه رسلان : طمني با دکتور عاملة ايه دلوقتي ؟
الدكتور : متقلقش يا رسلان باشا ها تبقى كويسة حالة أغماء وهي دلوقتي بقت كويسة بس ها تفضل تحت المراقبة ومتضطرين تعمللها شوية فحوصات ...
رسلان بانتباه و قلق : خیر با دكتور في حاجة !!
الدكتور : معلش يا رسلان باشا الاول تعمللها الفحوصات وبعدها ها تكلم معاك بالموضوع
ذهب الدكتور ، واقتربت زمردة منه مستمرة بيت الطمأنينة بداخل قلبه : دي اجراءات
روتينية يا حبيبي وان شاء الله مفيش حاجة وحشة ...
اقترب معتز من خلفه : متشغلش بالك يا رسلان طنط مریم ها تكون كويسة ....
خرجت الممرضة من الغرفة تتبع الدكتور لكنها توقفت قائلة: هو مين امير ؟؟ المريضة اول
ما ابتدت تفوق بتنادي بالاسم ده .....
اسيل عيونه باستغراب ولاحت على شفتيها ابتسامة سخرية مما هو بداخله الان .....
تدخل معتز موجه كلامه للممرضة : حضرتك اكيد سمعني غلط ...
الممرضة بثقة : لا يا فندم انا سمعت كويس هي كانت بتقول امير عن اذنكو .....
معتز ناظرا لرسلان باستغراب وملامح متسائلة
ابتلع ريقه بقصة وهرب من نظراتهم متطلعا " نحو ساعة يده التي وجدها توشك أن تقترب من الثانية عشر، رفع حاجبيه باستعلاء ومد يده الذراع زمردة قائلا بهدوء : زمردة انني افضلي هنا ولو حصلت حاجة ابقي بلغيني ... ثم نظر لمعتز قائلا: امشي معايا يا معتز
....Meeting ها نحضر ال
ححظت عيناها بصدمة وقالت بنبرة ممزوجة بالتعجب والحيرة : رسلان انت بتقول ايه ؟؟ طنط دلوقتي لو سألت عنك ومالفتكش جنبها ها تزعل اوي .....
أجابها رسلان بنبرة قاسية ولا مبالاة : متخافيش مش ها تسال و واضح هي مين ها تختار .. امشي يا معتز ...
ابتعد رسلان عنهم متوجها " للخارج معتز مقتريا" من زمردة : زمردة خلى بالك من طنط لحد اما ترجع
اماءت زمردة رأسها بموافقة : ماشي يا معتز .....
شعور سيء يسيطر عليها وعتاب حارق كيف له أن يترك امه بهذه الحالة ويذهب حركت رأسها بيأس : انا مش فاهم رسلان هو ازاي بفكر ازاي يقدر بسيب طنط !! هو ده وقت شغل !!!
عند ريم ويوسف
يوسف بخبث : سوري بجد يا ريم عاللي ها قوله بس باين كدة معتز انتي آخر هم ليه ومش مهتم اوي ليكي وما صدق مبارح رئيتله كذا مرة عشان اوضحله سوء التفاهم اللي حصل بس هو كل مرة يكنسل الخط بوشي
ريم بحزن : مش ها زعل يا يوسف عشان انت بتتكلم صح حتى مش متعب نفسه يسأل او حتى يطمن علي انا غلطت اوي لأني اديت معتز فرصة عشان هو بعمره ما حبني واهوو دلوقتي ما صدق وأبعد ثاني ....
يوسف مستقلا" حزن ريم وضرب على الوتر الحساس قائلا : نصيحتي ليكي يا ريم متقفليش ع روحك وتضيعي الناس الصح عشان تحافظي عالناس الغلط وبالنهاية مش ها تحصلي غير حاجة وحدة هي الوحدة وبس .
اسبلت عيونها بضيق وبتفكير من مغزى كلامه لتشيح وجهها تنظر للبحر بضيق و شرود .......
ترجل من سيارته ودلف لداخل الشركة بشموخ ورأس مرفوع تحت أنظار وهمسات الموظفين المنعجية ، والأحاديث التي تتداول ما بين الموظفين
- موظفة قالت وهي تحدث الأخرى : هي مش اللي كان شايلها قبل شوية تبقى امه يجد احنا بزمن عجایب !!!
موظف آخر : ده الطبيعي بتاعهم الفلوس اهم من كل حاجة ... تعددت الأقوال فإنني لا استطيع سماع جميع الأقوال والأحاديث الجانبية والأحكام كثيرة ...
كان معتز يمشي وراءه حينما لاحظ نظرات الموظفين وهمسهم ليصرح بهم موبخا" الجميع : في ايه ؟؟ مش ده وقت الشغل الكل ع شغله ......
مرول الموظفين رعبا كل على مكان عمله .....
لحق معتز برسلان الذي يقف امام المصعد غير آبه ما يحدث حوله واضعا " يداه بجيبه ناظرا" نحو شاشة المصعد بجمود قاتل وملامح مميته .
اطلق معتز تنهيدة قائلا: يغور ابو الشغل ملوش لازمة تيجي يارسلان واديك شفت ازاي الموظفين كانو بيصو ليك وبصراحة معاهم حق واحد كان شايل امه بأيده ومغمى عليها باقل من ساعة رجع لشغله ......
كان رسلان مستمرا بالنظر امامه متجاهل ما يقول معتز .... تلك الملامح يحفظها جيدااا"
وليست بالغريبة عنه تظاهر وجمود قاسي وادعاء بلامبالاة .
مع بهدوءتز : رسلان ممكن تقول ايه اللي خلاك تسيب امك بالمشفى وتيجي النهاية هنا اكيد مش عشان فاقت و قالت اسم امیر جایز اما شافت امیر اتصدمت و حسست بالذنب بعد اللي حصل ......
لوى شفتيه محركا" رأسه باستهزاء وهو يدلف لداخل المصعد ....
معتز : رسلان انا بكلمك ....
واخيرا" تكلم رسلان بقهر : عشان اداري عائلي عملته الهانم موقعة ع تنازل اسهمها بالشركة والمصنع الامير وامه جاي هنا عشان المشروع ده لازم يتم عشان لو واجهتها مش عارف انا ممكن اعمل ايه فاهم يا معتز مش ها سمح لنفسي ازعق واتعصب ع امي بعد السنين دي كلها كفاية الغضب اللي عيشت نفسي بيه طوال السنين اللي فانت ......
خرج رسلان من المصعد ووراءه معتز توقف قليلا" ...
أطلق تنهيدة مغمضا " عيناه ثم فتحهم : انا هافتح المشروع الجديد وها حاول اتصرف امیر كان بيتكلم عن شريك جديد ها نشوف مين الشريك ده وبعدها ها تصرف عالاساس ده .....
جحظ معتز عيناه بصدمة مما قاله رسلان : رسلان انت يتعرف الكلام ده بيعني ايه !!!!
مستحيل طنط مريم تعمل كدة !!! اكيد في لبس بالموضوع ....
رسلان بسخرية : ليس !!! ينقصد مصيبة بس كل حاجة هاتتكشف وكله بحسابه الهائم فاقت وبتنادي باسمه وكأنه ابنها الحقيقي بجد باین مریم هانم ها ترجع تعيد نفس الغلط بتاع زمان ... قال جملته وترجل نحو المكتب تاركا " معتز الذي استوقفته جملة رسلان وبدأ الشك حول امرا" ما يداعب قلبه غمغم قائلا: معقول !!! لا ده مستحيل ......
" داخل المشفى "
طرقت الباب بخفة وفتحته مترجلة للداخل ببطىء، وجلست على الكرسي تنظر المريم التي بدأت تفتح عيناها ببطىء ناظرة حولها حتى استوعبت اين هي رددت قائلة: امير امير ابني فين !!
نهضت زمردة باتجاهها تمسك بيدها بقلق : طنط انتى كويسة ؟؟
عدلت مریم جلستها و قليلا" وهي تنظر الزمردة تقول : ايه اللي حصل أولادي فين انا شفته امیر ابني عايش ....
تراجعت برأسها باستغراب من قول مريم متسائلة لربما هي تعتبره ابنها ولكن حسب ما فهمت من رسلان انه طوال عمره كان بعيدا" عنهم .
زمردة بهدوء : طنط ابن مين ؟؟ انتي تقصدي رسلان !!!!
حرکت مریم رأسها برفض وهي تحاول النهوض من السرير : انا لازم اشوفه ده ابني مش ها سیبه ثاني ....
زمردة وهي تعيدها للفراش : يا طنط اهدى انتى لسا تعبانة انا اللي اعرفه من رسلان ان امیر ما يبقاش ابنك !!
جلست مريم على السرير بتعب وحرکت رأسها بيأس وحزن : امیر اپنی انا پس رسلان ميعرفش بده ولا امير نفسه يعرف محدش يعرف غيري انا وجدتهم ...
فضلت الحسرة والنار القايدة جوايا طول السنين الدنيا استكترت عليا احزن ع موت ابني ..... بس بس الحمد لله اهو طلع عايش انا ولا يمكن اسيبه ثاني ... رفعت مريم رأسها وهي تشكر
الله وبابتسامة باهتة .
جحظت زمردة عيناها بصدمة وهي تتذكر ما قاله لها رسلان وما يعتقده وشعوره بالالم وإحساسه بأنه مخطيء واضعة يدها على فمها بدهشة وأعين باكية لنقول : طنط رسلان وامير لازم يعرفو بده ما ينفعش تفضلي مخبية عنهم سر زي ده جايز يتغاضوا عن كرههم البعض دوول بهددوا بعضيهم على يا طنط انتي ما شفتيش كمية الحقد اللي جواهم لبعض
اغمضت مريم عيناها بحزن شديد وقلب متحسر وهي تتذكر صراعهم الحواري مع بعض فقد كانت شاهدة واستمعت لكل شيء ........
هزت مريم رأسها برفض وهي تمسح دموعها : خايف يا بنتي رسلان انتي متعرفهوش
مستحيل يسامح بالسهولة دي ده انا مصدقت بعد اللي حصل بالماضي يرجع ثاني انا غلطت با ريتني لو ماذيتش رسلان كان هو دلوقتي ساعدني نرجع اخوه لينا ثاني بس انا غلطنت وكل حاجة صعبتنت، ومش ها قدر ابص بوشه بعد ما عرف بموضوع التنازل ده حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا هند
زمردة بتساؤل : هند مين !!!
مريم قائلة : دي مرات جوزي سليم وهي اللي خطفت امير مني وحرمتني منه ، وهددتني لو ما وقعتش ع التنازل ده ها تقول الحقيقة الرسلان عشان هي عارفة ان هو مش هيسامحني بس مكنتش وقتها اعرف انها بتلعب لعبة كبيرة وابني امير عايش .....
هتفت بربك وتساؤل : يعني ايه يا طنط اللي قاله امیر ده بجد !!!
اماءت رأسها بحزن : ايوا يا بنتي
غمغمت زمردة قائلة : يا رب ايه ده كله !
- تم اعادت نظرها المريم وهي تقول : جايز بالبداية يرفضوا ويزعلوا بس بعدها صدقيني يا طنط كل حاجة ها تتحل إنما دلوقتى لو ما تدخلناش كرههم لبعض هيزيد وهيأذوا بعض اكثر من كدة احنا لازم تتصرف با طنط وتوصل للي اسمها هند دي اكيد كل حاجة بايدها وهانوصل للحقيقة منها وفين كان امير كل ده وليه بيكره رسلان كدة ....
شددت يدها على كف مريم وهي تقول : اوعدك يا طنط هابقى جنبك وهانوصل لكل حاجة وتفضح الست دي و تبان حقيقتها ....
ابتسمت مريم براحة وطمأنينة واضعة كف يدها الآخر على كف زمردة قائلة : دلوقتي انا بقيت مرتاحة ومنطمنة ع ابني رسلان عشان انتي بجد يا بنتي بنت اصول زي ما قال عنك وجوهرة مش بتتضيع ....
ضحكت زمردة بخجل قائلة : متقوليش كدة يا طنط انتى زى امى و مستحيل اسيبك لوحدك
ابتسمت مريم ومسحت على شعر زمردة بحنان وسعادة تملأ قلبها لوقوف زمردة بجانبها .....
" داخل الشركة بداخل الاجتماع "
استمر الاجتماع 15 دقيقة تم توضيح جميع الشروط ورؤية جميع الأوراق، وقع رسلان على عقد التشغيل للمشروع الجديد قائلا بنبرة حزم وتحذير وهو ينظر لمدير شركة المجد : المشروع ها يتسلم حسب الإتفاق ولو حصل تأخيرها تتحملو اللي يجر الكو ...
اماء المدير برأسه موافقا" وهو يقول بابتسامة : ده اكيد يا رسلان باشا متشكر جداا انك اديتنا الفرصة دي ....
بادله رسلان بابتسامة باردة ..... لينتهي الاجتماع وغادر المدير ووراءه المحامي.
فك ازرار قميصه بضيق فاركا" رقبته محركا اياها اقترب عمار ومعتز بعدما ودعوا المدير
معتز بتساؤل موجها " سؤاله الرسلان : انت كويس ؟
اماء رسلان رأسه بإيجاب ثم نظر لعمار ليقول بنيرة امرة متوجها " لمكتبه : عمار عايز كشوفات حسابات العيلة كلها والارباح والخسائر الآخر فترة بالشركة والمصنع ، ها عمل تحويل بكذا حساب عايزهم النهاردة يكونوا موجودين عندي .... وعايزك تتأكد الحصة بتاعت ماما كام بالزبط وسعر الأسهم ووضع البورصة عايز كل اعرف كل حاجة
عمار باستغراب : ماشي یا رسلان بس یا ریت افهم في ايه ؟؟؟ .....
وقف معتز مشيرا" لعمار : تعال يا عمار وانا ها فهمك ...
اسند رأسه للخلف بتعب واضعا يداه على جبهته مطلقا" تنهيدة يكاد رأسه يتفجر من تقل ما بداخله ........
امام مطار القاهرة الدولي
يضع نظاراته على عيناه يقف محدقا " امامه ينتظر رؤية ذلك الشخص ...... لاحت على شفتيه ابتسامة حينما رأه يطل من الباب ويبحث حوله حتى رأی امیر فتوجه نحوه .......
تبادلا السلام .... امير وهو واضعا "كف يده بكف الرجل غاضب بترحيب : ازيك يا نوح .....
نوح : انا مبسوط اوي اني شفتك يا أمير .......
امیر بغرور : وها تتبسط اوي اما تشوف حبيبك ....
نوح بابتسامة خبيثة : اما نشوف هو هايتبسط ولا ايه دي ها تكون صدمة بالنسباله مش هيصدق بعد اللي عمله معايا .... فاكر اني مش ها رجع ثاني واخد حقي منه افتكر ان لو انسجنت مش ها خرج تاني
ثم اضاف بامتنان : طبعا كل الفضل ليك يا امير باشا .....
امير بضحكة : ما تستعجلش كل حاجة وقها انما دلوقتي ها يوصلوك تستريح واستنى
مكالمة مني ......
أخذ رجال امير المدعو نوح لإيصاله لفندق في حين ابتسم امير ابتسامته الصفراء بخيت قائلًا بثقة :
شريك ومش اي شريكك ... ها فضل وراك يا رسلان لحد اما اشوف غرورك وقوتك بتتمسحوميبقاش ليك أثرررر .....
