رواية قيصر العشق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم عروبة المخطوب

 


رواية قيصر العشق الفصل الثالث والثلاثون 

داخل بيت مدحت الدسوقي ......

هتفت زينب بملامح غاضبة موجهة حديثها نحو الجالسة أمامها على الأريكة :

عاوزة ايه يا أم مصطفى مش كفاية اللي عملتيه ؟؟

ام مصطفى ( صفاء ) باعتذار وندم على ما بدر منها :

حقك عليا يا زينب بس غصب عني مقدرتش استحمل ابني يبقى هربان من البوليس وها يتسجن وافضل ساكنة

تطلعت زينب نحوها بنظرات شك لتقول باستفسار :

ودلوقتي اتغير ايه يعني ؟؟؟ ما مصطفى لسا البوليس وراه وها يمسكوه لو مش دلوقتي بعدين .....

ارتسمت على ثغر ام مصطفى ابتسامة راحة قائلة:

ما خلاص البركة بجوز بنتك ربنا يباركله .......

حركت زينب رأسها باستغراب وتساؤل عما تقصده ام مصطفى :

بتقصدي ايه يا صفاء ؟؟؟؟

صفاء مجيبة إياها والابتسامة المطمأنة ما زالت تزين ثغرها :

- مصطفى دلوقتي ابتدى يشتغل مع رسلان العطار ومديه شغل جامد وهو دلوقتي بسفرية

مهمة اوى وها يرجع اما يخلص الشغل اللى مكلفة بيه رسلان باشا .....

اسبلت زینب عيونها باستغراب وملامح دهشة لتقول متسائلة ويشك :

مين قال الكلام ده ، الكلام ده مستحيل ده ابنك كان ها يقتل رسلان يقوم رسلان يشغله

عنده انتي بتهزري يا صفاء الكلام ده مش بجد ....

صفاء مجيبة اياها :

الكلام ده مش جايبه من عندي مبارح جاللي راجل من رجالة رسلان باشا وقاللي عن كل ...... حاجة

أشاحت زينب رأسها للجانب وحركت شفتيها معبرة عن تساؤلها وصدمتها وشكها بالموضوع

داخل المشفى

ترجل رسلان الداخل المشفى متوجها نحو غرفة الطبيب المختص الذي قام بالتوصية عليه طرق عدة طرقات على الباب حتى استمع لصوت الطبيب يسمح له بالدخول :

الطبيب مشيرا" بيده نحو الكرسي قائلا:

تفضل يا رسلان باشا .....

جلس رسلان على الكرسي ونظر للطبيب يتوجس قائلا :

- خير يا دكتور ؟؟

اماء الطبيب برأسه قائلا يصوت رزين :

رسلان باشا انت تعرف ان اي مجهود ع مريم هانم ممكن يأذيها والأدوية اللي بتاخدها لها مفعول ، وأي حاجة ممكن تضغط ع اعصابها ها تأثر ع عضلة القلب .......

رمش بعينيه بعدم فهم وابتلع ريقه ، قائلا بتساؤل وقلق :

انت بتقصد ايه يا دكتور وادوية ايه دي اللي بتاخدها ماما ؟؟؟؟؟!!!!

أجابه الطبيب قائلا:

مریم هانم با رسلان باشا معها اعتلال بعضلة القلب وده شيء طبيعي تاخد ادوية ومثبطات .....

رسلان بعدم تصديق نهض واردف الفول مستنكرا " ما استمع له وبنبرة حادة محذرة :

- لا ماما كويسة مفيهاش حاجة معلوماتك غلط يا ريت تبقى تتأكد من اللي يتقوله يا حضرة الدكتور ...

هتف الدكتور يأسف قائلا :

- يعتذر منك رسلان باشا بس دي الحقيقة ولازم تتقبلها، واتمن ان شاء الله مفيش حاجة تخاف بس لازم تاخدو بالكم و لازم يبقى بعيد عن الفرحات والعصبية عشان تحتاج ماش العمليات المعقدة لاسمح الله وده ها يبقى خطرع النجاح ......

شحبت ملامحه و ابتلع ريقه بغصة واماء بخفة برأسه مستديرا" باتجاه الباب خارجا " منه

انكا على الحائط بتعب مغمض عيناه بألم مسند رأسه للحائط، غصة بالقلب وحرقة حينما أدرك بأن امه تتألم بصمت وان حياتها معرضة للخطر وأنها بسبب غضبه كان هناك احتمال ان تتعرض حياتها للخطر شدد على اسنانه حينما تذكر ما حدث ...

على الجانب الآخر ركضت نحوه حينما رأته، هتفت زمردة بقلق واضعة يدها على ذراعه :

رسلان انت هناااا مالك يا حبيبي انت كويس ؟

فتح عيناه ونظر لها بأعين لامعة متألمة، اقترب منها محتضنها بشدة مغمضا " عيناه .. وكأن قلبها قد ابلغها بحاجته لها اتسعت عيناها حينما وجدته يحتضنها بشدة واضعا" رأسه على كتفها يصمت مغمضا" عيناه، شعرت بالقلق والخوف لتبعده يببطىء عنها ممسكة بذراعيه وتطلعت نحو عيونه متسائلة:

رسلان حبيبي فيه ايه ؟؟ قلقتني ....

همس بنبرة ممزوجة بالألم على حال امه والغضب من نفسه :

انا السبب انها تمرض كدة هي مرضت عشان سبتها وحيدة وبعدت عنها سينها تفضل زعلانة .....

اسیلت زمردة عيونها بعدم فهم وسحبته نحو المقعد واجلسته عليه قائلة بحنان وحنو :

رسلان حبيبي انت بتقول ايه ؟؟ ومرض ايه ده طنط مريم كويسة يا حبيبي مفيهاش حاجة

بشرود محدقا" أمامه وهو يقول :

ماما عندها اعتلال بالقلب يا زمردة النهاردة بسببي كان ممكن تتعرض حياتها للخطر بسببي انا ..

تقرت شفتيها بصدمة وارجعت ظهرها للخلف قائلة :

انت بتقول ايه يا رسلان !!!

لوى شفتيه بسخرية :

تخيلي انها بتاخد ادوية وبتعرف بمرضها .....

احتدت نظرته وشدد على قبضته محدقا امامه، لاحظت ملامحه الغاضية وحدتها .

زمردة يقلق من تحول ملامحه المتكرر :

رسلان انن .... بترت جملتها حينما استمعت لصوت معتز الذي يقترب منهم ويصيح بغضب

باتجاه رسلان ........

معتز بغضب موجها " حديثه الرسلان :

رسلان انت ازاي تعمل كدة

رمقه رسلان بغضب ونهض قائلا بحدة : وطي صوتك وانت بتتكلم معايا يا معتز ...

صاح معتز بغضب يقدح من عيناه :

مش ها وطي صوتي ها تعمل ايه يعني انت ازاي تسيب مصطفى كدة من غير ما يتعاقب ع

اللي عمله .....

اطلق رسلان تنهيدة قائلا بنبرة الامبالاة :

ملكش دعوة يا معتز وابعد عن الحكاية دي .....

ايتسم معتز بسخرية قائلا بتحدي استفزه برود رسلان :

لااا ان كان كدة انت تسببك من ام الحكاية دي وانا ها تصرف بيها .....

رسلان بحدة :

معنز احترم نفسك انت مش فاهم حاجة متقولش ای کلام و خلاص مش ناقصك انت كمان

اقتربت زمردة منهما قائلة:

اهدی یا رسلان انت ومعتز المستشفى بقت بتتفرج عليكو ميصحش اللي انتو بتعملوه .....

رمقه رسلان بنظرة خاطفة غاضيه وترجل متوجها " نحو غرفة امه ،

زمردة بعتاب :

معتز انت دلوقتي لازم تبقى قصاد رسلان مش ضده عشان اللي هو فيه كفايه

معتز بغضب واستغراب :

انا مش عارف ازاي قدر ما يسلمش مصطفى للبوليس ده كان ناوي يقضي عليه مش بس

يسجنه !!!

زمردة يحزن :

معلش يا معتز اكيد في حاجة منعته يعمل كدة

معتز بتساؤل وربية :

في ايه يا زمردة هو حصلت حاجة جديدة وانا معرفش ؟؟

زمردة بحزن :

ابوا یا معتز طنط مریم طلعت مريضة وعندها اعتلال بالقلب وهي بتاخد أدوية من غير ما حد يعرف النهاردة بس رسلان عرف بده .....

وضع معتزيدها على جبهته يفركها :

يا دي ام المصايب اللي نازلة على رسلان ........

اسبلت عينيها بحزن واردفت بهدوء :

انا هاروح اشوفه .....

داخل غرفة مريم

فتح الباب وترجل لداخل الغرفة متوجها " نحو الكرسي يجلس عليه مسندا" ظهره وهو يتطلع بأمه مريم التي كانت تطالعه بنظرات حزينة نادمة لا تعلم ماذا تقول، هتفت بنيرة حزينة :

رسلان يا ابني انا ......

قاطعها رسلان وهو يقول بنبرة مغلفة بالغموض والتساؤل :

كنتي ناوية تقولي عن مرضك ده ايمته ؟!!! كنتي ناوية تقولي انك تنازلتي عن أسهمك

بالشركة والمصنع ايمته ؟؟؟

اغمضت عيناها بحزن لعلمه بمرضها ، صمتت ولم تقول شيئا وكيف لها أن تقول عن السبب. الذي جعلها توقع تلك الاوراق بدأت أعينها تذرف الدموع بحزن شديد ......

رسلان بحيرة وابتسامة سخرية وهو يتطلع نحو امه مريم :

انا معرفش اقولك ايه ولا ايه او حتى مبقيتش عارف اسألك عن ايه ولا ايه ..... انتى ليه بتعملي بيا كدة هو انا بجد ابنك ......

اتسعت عيناها لصدمة حينما قال تلك الجملة وازداد نحيبها ..... حاله اوصله الى أن يشكك

بأنها امه

كور قبضته بشدة وغضب يتأجج بداخله متذكرا ما قامت به هتف بحرفة في ظل بكاء ها الصامت وعدم نطقها بأي شيء :

انا اعمل ايه دلوقتي هااااا اعمل ايه اسكت ولاا ازعق ولا ايه ... لو زعفت هنتأذي يسببي

انتي عملتي كدة ليه ؟؟؟؟؟ هااااا

صمتها زاد غضبه و هیجانه ليقوم مقتربا منها مثنى جسده نحوها قائلا يحرفة وصباح : اتكلمي قولي أي حاجة بس متفضليش ساكنة عشان انتي بتحرقي بياااا بالبطيء .... ايه

اللي خلاكي توقعي عالأوراق دي ازاي وايمتةةةة وفييييين انطقي ......

الفتح زمردة الباب فورًا" حينما استمعت لصوت صرخه مهروله نحوه مسافة عنه عن مريم

هنفت بتوبيخ :

رسلللاااااان فوق طنط تعبانة مش وقت الكلام ده ...

رسلان بغضب احتقن وجهه مبعدا" زمردة عنه :

سيبيني انا عاوز اعرف هي ليه عملت كدة .....

احزنها منظر مريم وهي تبكي بشدة وحرقة صرخت زمردة عليه وهي تقف امامه :

رسلاا ان كفاية بقى حرام عليك طنط تعبانة انت مش بتحس .

تدخل معتز مترجلا" لداخل الغرفة امسك برسلان مخرجا اياه : تعالا معي يا رسلان امك تعبانة انت بتعمل ايه .......

اخرجه من الغرفة ليبعد رسلان يد معتز بقوه ميتعدا "قليلاً" عنه واضعا "كفينيق على وجتنيه وصدره يعلو ويهبط اغمض عينيه بشدة وندم لعدم تحكمه بغضبه دقائق قليلة حتى

هدأت ذاته.

بالداخل ربتت زمردة على مريم :

معلش يا طنط هو دلوقتي زعلان ومتعصب بس صدقيني رسلان قلبه طيب وها يهدي

متزعليش نفسك كل حاجة هاتتصلح .....

مريم عن نحيبها لتقول بنبرة ممزوجة باليأس وقلة الحيلة :

رسلان صعب يا بنتي ده ابنى وانا اعرفه .....

زمردة بابتسامة رقيقة تبعث الطمانينة بقلب مريم :

الصعب هايیقی سهل متخافيش با طنط ان شاء الله كل حاجة ها تتصلح ....

مريم بحزم قائلة الزمردة :

اندهيلي الدكتور يا بنتي

زمردة بتساؤل وقلق :

خير يا طنط في حاجة واجعاكي

حرکت مريم رأسها ينفي :

لا مفيش يا بنتي بس انا مش عاوزة افضل هنا ...

زمردة برفض :

يا طنط لازم تستريحي ....

مريم بجدية وقرار قطعي :

لو مرحنيش تقولي للدكتور يا بنتي انا هاقوم وامشي من هنا من غير ما استأذن حد ....

زمردة باستسلام :

- خلاص يا طنط حاضر اللي انتي عاوزاه ...

دخلت زمردة من باب الغرفة لتجد رسلان يلقي بالخارج وبجانبه معتز ، رمفته بغضب مستدير نحو وجهتها تنادي الدكتور ، اسرع رسلان خلقها وامسك بيدها ! ليجعلها تستدير

نحوه وهو يقول باستفسار :

على فين ؟؟؟

رفعت حاجبها بها وأجابته بنيرة غاضبة :

وانت مالك مش كفاية اللي عملته مع طنط ..

رسلان بتبرير ونبرة جادة عادة صادقة وندم

عارف اني غلطت بس مقدرتش افضل ساكت كدة اعمل ايه يعني ...

زمردة وهي تتطلع نحوه بإيجاز :

مشتغلش حاجة يا رسلان طنط عاوزة تمشي من هنا..

رسلان وهو يستوعب ما تقوله :

تمشي من هنا على فين ؟؟؟ مش بزاجها هي ها تفصل هنا النهاردة ...

قال جملته متوجها نحو الغرقة لتوقفه زمردة

- كفاية يا رسلان ارجوك سيبيها تعمل اللي يريحها مشتغلش كدة صدقني ها تزعلها كدة اوي

رسلان متراجعا" باستسلام :

ماشي بس لو الدكتور قال مينفعش تخرج مش ها تخرج فاهمة

زمردة :

ماشي يا رسلان انده الدكتور وأساله .

في المساء

بعدما سمح الطبيب المريم في الخروج من المشفى وتأكد بأن حالتها جيده أصرت زمرده على الرجوع الى منزلها لوحدها لكن رسلان رفض ذلك، وقام بإيصالها أولا" أوقف رسلان سيارته أمام منزل زمرده.

زمرده تمریم :

الحمد لله على سلامتك يا طنط .

مريم : الله يسلمك يا بنتي ....

التقطت يد مريم ووضعت بها ورقة تحتوي على رقم هاتفها مريم ، همست زمردة قائلة:

ده رقم تلفوني لو حصل حاجة ابقى كلميني عليه.

اماءت مريم برأسها بموافقه وهي تقيض الرقم بيدها ، تطلع رسلان من المرأة رافعا " حاجبيه باستغراب حينما لاحظ همس زمردة .

رسلان بتساؤل :

- انتي بتقولي ايه ؟؟

زمردة بارتباك :

مفیش یا رسلان انت بتحشر نفسك بكل حاجة ليه ؟؟ ده بيني انا وطنط انت مالك ؟؟؟

رفع رأسه واردف بسخريه :

- اهااا ماشي ... طب انزلي دلوقتي عشان عمي مدحت و طنط زينب ما يقلقوش عليكي

زمردة وهي تضع يدها على يد الباب توشك على فتحه :

حاضر انا نازلة اهو و بس ... لم تكمل جملتها بل اشارت بعينيها له نحو مريم بنظرة قد فهم

مغزاها جيدا" وكأنها تقول له لا تحدث شيئا" يزعجها .....

اماء رأسه بخفة وكأنه يقول لا داعي للتوصية جاعلا" زمردة تطمأن ....

نزلت زمردة من السيارة ونظراتها للخلف حتى دلفت بالأكمل للداخل ... انطلق رسلان

خارجا من الحارة بصمت دون أن ينطق بحرف حتى وصلوا للقصر .....

اوقف الجيب وخرج فاتحا الباب الخلفي لمريم :

- اتفضلي انزلي ....

نزلت مريم من السيارة واوشكت للدخول للقصر لكن صوت رسلان استوقفها حينما قال بجمود قاسي وتحذير :

اللي شوفتيه النهاردة تنسيه خالص امیر ملوش مكانه بحياتنا ولو بيوم فكرتي للحظة انك

نديه مكانة يبقى تنسى أن ليكي ابن اسمه رسلان .......

تجمدت اطرافها لسماعها هذا الكلام واوجعها قلبها ها هي الحياة تضعها بمحنة قاسية وتخيرها بين ابناءها مرة اخرى .... ترجلت بخطوات متثاقلة متعبة نحو الداخل لتقابلها فطيمة :

مريم انتي فين يا بنتي من الصبح انتي مش كنتي ها تروحي الشركة عند رسلان .....

هتفت مريم بصوت حزين :

يا ريتني ما رحت ولا شفت اللي شفته ....

فطيمة بقلق وتساؤل :

في ايه يا مريم ما تتكلمي ؟؟

هتفت مريم يحزن ونبرة باكية :

امیر امیر عايش يا امي .....

جحظت قطيعة عيناها بصدمة قائلة:

انتى بتقولي ايه يا مريم ؟؟

مريم بحزن وهي تتوجه نحو الأريكة وهي تقول بحسره :

- بيكرهوا بعضهم لو شفتيهم النهاردة كانوا عاملين ازاي ، لو شفتي ازاي كان رسلان بيضرب اخوه من غير رحمة ولا شفقة كان قلبي بيتقطع من جواه اااه يا رب انا عملت ايه عشان اشوف أولادي بيعملو كدة ببعضهم مش عارفة اعمل ايه يا امي انا تعبت ، تخيلي يا امي

رسلان حيرني ما بينه هو واخوه .....

فطيمة بغضب :

انتي بتقولي ايه يا مريم امير حفيدي ولو زي ما يتقولي هو عايش يبقى من بكرا هايجي

يعيش هنا وجنبك

مريم بحزن ويأس ونبرة باكية :

ازاي ازاي هايجي هنا وهما ما يعرفوش ده امير اتربي طول حياته وفاكر ان هند هي امه ورسلان ربنا عالم اللي بقلبه ولو عرف ان امیر یبقی اپنی مشهایسامحني هو كمان يا امي...

مسحت دموعها وهي تنهض بتفكير قائلة :

احنا لازم تتصرف قبل ما يعرفوا الحقيقة انا ها كشف الشيطانة هند ونسيبها تعترف بكل حاجة هي عملتها ....

فطيمة بتساؤل :

وها تعملي كده ازاي يا مريم

مريم بتفكير :

ها قولك يا امي ازاي .......

توجه نحو شفته فاتحا الباب، التي المفاتيح على المنضدة وأغلق الباب بقدمه متوجها " نحو الصالة مضيء الانوار ......

التي جسدة المتعب على الأريكة مستدا" رأسه للخلف واضعا ذراعه على جبهته مغمضا " عيناه ، ابتلع ريقه بغصة والم حارق حينما بدأت تراوده تلك الذكريات التي عاشها والالم

الذي ناضل جاهدا لمحوه .

منذ تلك اللحظات العسيرة كره الضعف وبغض العجز عادت ذاكرته تزور ذلك المتفوقع على ذاته في تلك الغرفة المظلمة في بادىء الأمر حزن دون الم ، خوف وقلق هواجس وتخبطات تسحب به الأعماق بقاعها ، دنيا مظلمه ووحدة قاتلة صرخات تتراكم بداخله لا شيء سوى

افكار سلبية تحاصره من كل اتجاه ....

لا يقوى على العمل لا يقوى على القوة ، كل شيء أصبح بلا معنى ، مضت ايام و ايام وزاد الامر سوء ووحشه ، تذكر تلك الأيام التي لا تقوى عيناه على النوم لا يستطيع اغلاق جفونه الا بتلك الحبوب المنومة ذات المفعول القصير وحينما يستيقظ تعود وحشته والمه النفسي وصراعاته كابد بكل قواه ان يناضل لكن تلك اللعنة حينما تصيب صاحبها تبدأ تستحوذ على کیانه و جسده وعقله وروحه وتسيطر ببطىء حتى تتملكه في النهاية تنتصر على من كان ليس لديه احد ولا يوجد هناك من يعلم عنه أو حتى يساعده ....

ذلك اليوم الذي أوشك على النهاية وكل شيء بذاته اصبح يسير نحو طريقا" واحدة وكان هناك من يقوده ويشجعه بكلمات تحفزه اكثر واكثر ليقوم بذلك، ويقنعه بأن هذا هو طريق الخلاص الخلاص من كل ذلك الوجع والصراع .....

بابتسامة شاحبة على وجهه البارد وعيونه التي تحدق امامه بشرود دون وعي ، التي جسده بالمياه التي بدت بنظره النجاة غاص جسده للاسفل فاردا ذراعيه مغمض الأعين باستسلام نام من غير استنشاق تاركا" لجسده يبتلع تلك المياه بلامبالاة ، بدأت تكيل بداخله حتى ذلك الصوت الذي ينادي بالخارج بدى يصبح وكانه على بعد كيلو مترات ويتلاشى تدريجيا" لا يتذكر بعدها سوى انه استفاق على ذلك السرير الأبيض بتلك المشفى وبجانبه ذلك الذي بعثه الله تجاه له ونجدة ...........

فزع قلبه واشتدت غلظته منازرا" مع عقله وصراعه ليحيي تلك الذكرى تغر عيناه بسرعة مستفيقا" من تلك الذكريات التي تداهمه، وكأنه خرج للتو من أعماق البحار مبتلعا " كمية

كبيرة من المياه.....

فك ازرار قميصه محاولا النهوض واضعا كف يده على طرف الكتبه يحاول استنشاق اكبر قدر من الاكسجين رفع يده يفك ازارا قميصه وهو يستنتشق الاكسجين الخارجي وينظم انفاسه استطاع الوصول للغرفة بصعوبه قادته قدماه نحو المنضدة التي بجانب سريره ، باحثا عن البخاخ الذي وضعه احتياط بالشقة ابعد الملف ليتلتقطه بايدي مرتبكة موجها " اياه نحو فمه ضغط من أعلى الاسفل يستنشق بقوة للداخل بضع ثواني ثم زفر بدأت انفاسه تعود لطبيعتها وتنتظم تدريجيا " القاه بالدرج جالسا على السرير بتعب وضع يداه على جبهته مغمضا" عيناه بألم ضغط على شفتيه محركا" رأسه قائلا بصوت متعب وغموض ونبرة مغلقة بقسوة راكدة :

دي الحاجة اللي مش ها تخليني اسامحه بحياتي ...

ثاني يوم ......

داخل قصر العطار ......

جلس نوح على الكرسي المقابل متطلعا " نحو امير الذي كان يجلس بشموخ ينفث من

سيجارته، تنحنح نوح قائلا:

ها قابل رسلان العطار ايمتة ؟؟

زهر الدخان ولوى شفتيه باستهزاء :

ما تسع جلش ع رزقك اوي ، انت لو فاكر اني جيتك من آخر الدنيا لحد هنا وخرجتك من السجن عشان شوية اسهم وفلوس تبقى غلطان ....

نوح بتساؤل وقلق :

اومال ايه مش ده كان اتفاقنا ؟؟

امسك امير فنجان القهوة يرتشف منه و انظاره معلقة نحو نوح والابتسامة الصفراء تزين تغره قائلا وهو يشدد على كل حرف ينطق به :

صالح ايوب الدسوقي ....

ارتجفت يد نوح وهو يمسك بفنجان القهوة ليعيده للطاوله ناظرا" نحو امير بصدمة لعلمه

باسمه الحقيقي ، ضحك امير بحيث قائلا بسخرية :

- مش ده اسمك الحقيقي يا صالح ولا انا غلطان ميكونش متلخبط ولا حاجة كدة ولا كدة

تلعثم نوح وهتف باستغراب :

انت ازی عرفت .....

اجابه امیر بنبرة بدأت بالغرور وانتهت بتهديد صريح :

ها نزعلني منك ده حتى عيب يحقى مفيش حاجة بتستخبى عن أمير الحكواتي ، المهم مش

عاوز اضيع وقت اكثر من كدة انت تركز معايا وها تعمل كل اللي عاوزه منك بالحرف ولو

فكرت تلعب بديلك ها ترجع للى انتشلتك منه قلت ايه ....

نوح باستسلام و خوف :

انت الامر یا امیر باشا واوعدك مش هاتكون غير مبسوط .....

ابتسم امیر قائلا:

يبقى تنفذ من غير اي سؤال او حتى استفسار .......

داخل الشركة .

رمى الملف بغضب على الطاولة وصاح موجها " حديثه نحو عمار ومعتز :

انت كنت فين يا عمار انت عارف المبلغ المكتوب 7 مليون خسارة بيوم واحد راحوا فين ؟؟؟؟ انتوا عارفين معنى الكلام ده ايه ؟؟؟

عمار بتوتر :

صدقني يا رسلان انا كنت منابع اول باول بس معرفش ازاي ده حصل بيوم واحد .....

رسلان بغضب :

دي قضية اختلاس وسرقة يعني لو ما طلبتش كشف عن الحسابات الحرامي اللي بالشركة ها يفضل ينهب فينا واحنا لاحس ولا خبر ونايمين ع ودنكوا ، كل المسؤولين عن الامور

المالية يتحولوا حالا للتحقيق الفلوس دي ها ترجع .

معتز هايتحولوا يا رسلان انت بس اهدى وها نحاول نحل الموضوع ده وتوصل للى عمل كده .....

هتف رسلان صارخا" بحدة : انتوا لسا ها تحاولوا يا معتز انا عايز فعل مش قول اتصرفوا

هيلا".

استمع لرنين هاتفه ونظر للشاشة اسبل عيناه يضيق لعلمه من صاحب المكالمة رفعه عند اذنه ليستمع لصوت امير المنتشى ونبرته الممزوجة بالشعور بالنصر :

متبوظش اعصابك ده احنا لسا بنحمي وبنقول يا ساتر ما ابتديناش يعني ايه 7 مليون جنيه بالنسبة الرسلان العطار .... دول ولا حاجة بالنسبة للفلوس اللي على قلبك متقلقش يا ابن

ابويا انا ها وزعهن عالفقراء والمحتاجين وبكدة نكسب الاجر والثواب .....

صل على اسنانه بغضب واحتد فكه :

ماشی با امیر ابقى قابلني لو اللي انت عاوزه ها ....

ضحك امير بشده جاعلا الغضب يشتعل برأس رسلان ، هتف بسخرية بعدما أوقف ضحكاته

المصطنعة :

- آه عشان منساش أصل النهاردة جايز تقابل شريكك مفيش داعي تتشكرني يا غالي ده ااقل واجب ممكن اعمله معاك ، اصل بلا مؤاخدة انا احب دايما الحقوق ترجع لصحابها ايقى

سلملي عليه ....

ابعد الهاتف عن أذنه امال رأسه يحاول كبح غضبه مشددا ضغطه بيده على الهاتف ......

عمار بحيرة وتساؤل موجه حديثه نحو رسلان

انا معرفش یا رسلان انت ساكتله لحد دلوقتي انت ها تفضل تتفرج عليه وتسيبه يدمر كل حاجة ....

حدق امامه بشرود ولوى شفتيه ق بنبرة ممزوجة بالغموض والوعيد وهو يجلس على

الكرسي الجلدي :

مين قال اني هاسكتله ها خليه يندم ع كل حاجة بيعملها كله بحسابه .... المهم دلوقتي انا

عاوز اعرف مين الكلب اللي اتعاون معاه واختلفس من أموال الشركة فاهمين ......

بالخارج عند زمردة

صدح صوت رنين هاتفها فامسكت به اسبلت عيونها باستغراب وتساؤل فقد كان رقما ".

غريبا "لكن تذكرت انها اعطت مريم الرقم لتستجيب للمكالمة على الفور ....

زمردة : الوو مين معايا ؟؟

مريم : ايوا يا بنتي انا مريم

زمردة طنط مريم خير يا طنط في حاجة جديدة حصلت ....

مريم : انا عايز مساعدتك النهاردة يا بنتي مليش حد غيرك يقدر يساعدني ......

زمردة : متقوليش كده يا طنط لو انا موفقتش جنبك مين ها يوفق ، انا هاستأذن من رسلان وانتي ابقى بلغيني تحيي نتقابل فين ..... اغلقت مكالمتها بمجلة ناهضة عن كرسيها .......

ترجلت نحو مكتب رسلان تطرق الباب بخفة حتى استمعت لصوت رسلان وهو يسمح لها

الدخول .....

هتف معتز وهو يشير لعمار :

امشی یا عمار ورانا شغل كثير ....

خرج كلاهما من المكتب ، لتقترب زمردة ببطىء نحو مكتب رسلان بارتباك :

رسلان انا عاوزة اخد اذن النهاردة .....

رمقها رسلان باستغراب واردف بتساؤل :

خير يا زمردة في حاجة حصلت

زمردة ينفي :

لا مفيش يا حبيبي بس في حاجات ناقصاني وعاوزة اشتريها عشان حفلة اخر الاسبوع .... رسلان بجدية :

ان كان كدة يبقى استني وهاروح معاكي مفيش داعي تروحي لوحدك ....

زمردة بارتباك :

- ااااه لاااا مينفعش ...

رفع رسلان حاجبه باستغراب ، لتتابع زمردة قائلة بتبرير :

القصد ما ينفعش يا رسلان انا خارجة مع ماما وهي حساسة اوي بالحاجات دي سيبني

المرادي اروح معاها ......

اسبل عينيه بضيق حينما لاحظ توترها واستنكر ما تقوله بعدم تصديق هتف ق متماشي

مع ما تقوله :

خلاص يا زمردة لو ده اللى يريحك مفيش مشكلة ....

ابتسمت زمردة وقالت على عجلة من أمرها :

انا ها روح دلوقتي مش عاوزة اتأخر ع ماما .....

اماء رسلان برأسه متابعا اياها بنظرات ريبة وشك من الثبات الانفعالي الذي كان يسيطر عليها قاطع تفكيره صوت رنين الرسائل امسك هاتفه بفضول فاتحا الرسالة التي تحمل

بطياته عن موعد ومكان محددات تخص احدا .........

بعد مرور ساعة منذ أن شاهد مضمون الرسالة توجه نحو ذلك المطعم الفارغ من العامة فقط كان يحوله رجال يحرسون المكان وصاحبه.

دلف رسلان للداخل بفضول ملتفتا" حوله باحثا عن ذلك الذي اعطى لنفسها احقيه بما

يملكه غيره.

هتف نوح من خلف رسلان وهو يلقي رافعا "

انا مبسوط اوي اني شفتك النهاردة يا رسلان العطار ...

استدار رسلان نحو الصوت اعتلت ملامحه الدهشة فور المناظر لنوح امامه ، هتف نوح

بسخرية وهو بتوجه نحو طاولة ما :

عارف ان الشعور متبادل مش كدة يا رسلان العطار ......

احذر وجهه حينما أدرك تلك اللعبة اللعينة سرعان ما لاح على ثغره ابتسامة تخفي خلفها

مكيدة سوف توقع يمن امامه مسح رسلان على رأسه بكبرياء وبحركة طقطقة لرقبته مسيطرا" على غضبه توجه نحوه ، فقد حان الوقت لكي يروا مكر ودهاء رسلان وهذه الجولة سوف يكون النصر حليفه لا مجال لغير ذلك ...............


تعليقات