رواية عشق يحيي الفصل الثالث 3 بقلم سلمي جاد



 رواية عشق يحيي الفصل الثالث بقلم سلمي جاد 


وقفنا المرة اللي فاتت لما ليلى اكتشفت انها متبناه وراحت القصر مع يحيى ابن

عمها عند عليتها الجديده 

في صباح يوم جديد...

ليلى صحيت على صوت دق خفيف على باب أوضتها الجديدة.


ـ "مين؟"

ردّت الخادمة بنبرة مؤدبة: "الفطار جهز يا أستاذة ليلى، والعيلة كلها متجمعة تحت."

ليلى وهي مغمضة عينيها بنعاس: "حاضر... أنا جاية."


الخادمة مشيت، وليلى فضلت شوية تتقلب في السرير قبل ما تنهض بتثاقل وهي بتمتم بضيق:

ـ "إيه العيلة اللي بتفطر من تمانية الصبح دي... فيه حد بيفطر في الوقت ده!"


بعد حوالي تلت ساعات كانت أخيرًا خلصت تجهيز نفسها بعد ما خدت شاور ، لبست فستان لونه لافندر بسيط عليه وردات صغيرة، مع حجاب بنفس اللون، واكتفت بإسوارة رفيعة وسلسلة خفيفة، وكوتشي أبيض.


خرجت من أوضتها بخطوات سريعة وهي مستعجلة عشان اتأخرت، ومخدتش بالها من يحيى اللي كان نازل في نفس اللحظة.


وفجأة... خبطت فيه بكل قوتها.

كانت هتقع، لكن إيده كانت أسرع وسابقتها، مسكها من دراعها بثبات قبل ما تلمس الأرض.


ـ ليلى، وهي مغمضة عينيها وممسكة راسها بألم: "يا لهوي... أنا اتخبطت في حيطة ولا إيه ده؟"

ـ يحيى بابتسامة خفيفة وهو بيحاول يستعيد توازنه: "لا، مش حيطة... ده جسمي."


فتحت عينيها ببطء ولما شافته، اتجمدت لحظة، وبعدها بعدت بسرعة ووشها محمر زي الطماطم.

ـ "آسفة... والله مكنتش واخدة بالي."


ـ "مافيش حاجة... بس حاولي تبصي قدامك المرة الجاية."

قالها بهدوء وهو بيكتم ضحكته، ومشي نازل عادي كأن ولا حاجة حصلت، بينما هي وقفت ثواني تحاول تهدي ضربات قلبها اللي اتجننت فجأة.

نزلوا لتحت، وليلى لاحظت وجود اتنين أول مرة تشوفهم .. ست شكلها في سن منال، لكن الفرق بينهم واضح جدًا. منال ملامحها فيها طيبة وهدوء، ولبسها عبايات بسيطة وشيك، أما الست دي فكانت لابسة لبس ميليقش أبدًا بسنها، وميكبها أوفر بطريقة لافتة. جنبها بنت في نفس سن ليلى تقريبًا، شبهها شوية في الملامح، بس مختلفة تمامًا في الطلة: جسمها ممشوق، شعرها سايب،مع ميكب جريئي عرفت بعد شوية إن دي عمّتها ميادة وبنتها ليندا.


ميادة بصتلها بنظرة فيها تصنّع، وابتسمت ابتسامة فيها سمّ وهي بتقول:

ـ "أهلاً يا ليلى... حمدالله على سلامتك."


ردت ليلى بابتسامة مهذبة وهي بتحاول تخبي توترها:

ـ "الله يسلمك يا طنط."


ليندا كانت قاعدة بتقلب في الفطار من غير حتى ما تبص فيها، وقالت بنبرة فيها استعلاء بسيط:

ـ "واضح إنك بتحبي النوم."


ضحكت ليلى ضحكة خفيفة، كأنها مش متأثرة:

ـ "آه فعلاً."


الجو بقى تقيل وتحفّظ غريب مالي المكان، وليلى حست إن وجودها مش مرغوب فيه، خصوصًا من ليندا اللي كل كلمة منها فيها تلميح غلس.

عينها لمحت الجد وهو بيتكلم بحنية مع منال، والفرق كان واضح... حبّه لمنال باين، على عكس البرود اللي بيعامله بيه ميادة بنته.

في اللحظة دي، قلب ليلى ضاق، وإحساس غريب بالوَحدة سرى فيها. رغم إن المكان مليان ناس، إلا إنها حست إنها غريبة بينهم — كأنها دخيلة على بيت المفروض يكون بيتها.


ليندا كانت طول الوقت بتحاول تلفت نظر يحيى، تضحك وتتكلم معاه بدلع واضح، بس هو كان بيرد بكلمات قصيرة وجافة، وملامحه كلها تقول إنه مش طايقها.

ليلى لاحظت ده، بس مسكت ضحكتها بالعافية.


بعد الفطار، يحيى وقف جنبها وقال بهدوء وهو بيشرب قهوته:

ـ "على فكرة، أنا خلصتلك نقل ورق الكلية لجامعة القاهرة."

بصت له بدهشة: "إيه؟ إزاي بسرعة كده؟!"

ـ "ما أنا ظابط... ومعايا شوية صلاحيات تخلي الحاجات تمشي أسرع."


ـ "بس كنت ممكن أكمّل في جامعتي هناك..."

ـ "لأ، هنا أحسن. قريبة من القصر، وأنا هوصلك أول يوم."


ـ "مفيش داعي، ممكن أروح بعدين لوحدي."

رفع حاجبه وقال بنبرة جادة: "قلت هوصلك يعني هوصلك، مش هستنى رأيك."


في اللحظة دي، ليندا كانت واقفة على السلم، سامعة كل حاجة، وعيونها مليانة غيرة حارقة وهي شايفة يحيى بيتكلم مع ليلى بالاهتمام ده.


بعد الفطار، خرجت ليلى مع يحيى من القصر. الجو كان هادي، والشمس لسه دافية كده كأنها بتعلن عن بداية جديدة ليها.

ركبت جنبه في العربية، وهي قاعدة مضطربة شوية، مش عارفة تتكلم ولا تفضل ساكتة.


قطع الصمت صوته الهادئ وهو بيبص قدامه:

ـ "خدي بالك من نفسك... متتكلميش مع حد غريب، ولو حصل أي حاجة كلّـميني على طول."

مدّ لها ورقة مطبوعة وقال:

ـ "ده جدولك، فيه المحاضرات كلها."


ليلى مدت ايديها وخدت منه الجدول

يحيى كمّل: "احفظي رقمي، وهاتِ رقمك."


كتبت له رقمها بسرعة وهي بتحس بدفا غريب في كلامه، اهتمام واضح مش متعودة عليه.

ـ لو فيه حاجه حصلت أو احتاجتي حاجه كلـميني فورًا."


وصلوا قدام الجامعة، وهي نزلت وقالت بخجل:

ـ "شكرًا. عالتوصيله."

ـ "العفو .. بعد ماتخلصي هتلاقي سواق مستنيكي عشان يوصلك وعرفيه كل مواعيدك ."


سيبها ومشي، وساعتها حسّت بخوف خفيف كأنها داخلة على عالم جديد تمامًا.

كانت ماشية بين الطلبة وهي مش عارفة تروح فين، لحد ما خبطت فجأة في بنت شعرها كيرلي ووشها بشوش.


ـ "آسفة جدًا، والله ما كنت شايفة."

ـ "ولا يهمك، أنا اللي كنت ماشية بسرعة... إنتِ جديدة هنا؟"

ـ "أيوه، أول يوم ليا."

ـ "طب حلو... أنا ضُحى، طالبة في نفس الكلية، وإنتِ؟"

ـ "ليلى."


_انتي فرقه كام يا ليلى ؟


_أنا تانيه .


_ حلو يعني قدي ..وبعدين ضحكت وقالت وهي تمسك بإيدها بود:

ـ "تعالي، هاعرفك ع المكان... باين عليكي تايهة."


ـ "جداً."


بعد شوية، ليلى طلعت الورقة وقالت:

ـ "المفروض كده ورانا محاضرة دلوقتي ، الجدول بيقول كده ."

ضحى فتحت عينيها بدهشة: "إيه ده؟ إنتِ معاكي الجدول؟ ده لسه ما نزلش أصلاً!"

ضحكت ليلى وقالت بهدوء: "قريبي ظبطهولي."

ضحكت ضُحى وهي ترفع حواجبها بدهشة: "واضح إن قريبك عنده واسطة جامدة."


ليلى بابتسامه خجوله: " اه هو ظابط."


ضحكت ضُحى بفرحة مبالغ فيها: "بجد؟! أنا بحب الظباط جدًا يا شيخة!"

ضحكت ليلى: "ليه كده؟"

ـ "مش عارفة، فيهم كاريزما كده غريبة!"

وبعينها اللماضة قالت: "طب هو متجوز؟"

ليلى ضحكت وقالت وهي بتحاول تمسك نفسها: "لأ."

ـ "طب خلاص، عرفيني عليه!"


فضلوا يضحكوا سوا، والضحك كسر رهبة ليل 

ضحى خدت بإيد ليلى وقالت بحماس:

ـ "يلا نمشي على المحاضرات قبل ما الدكاترة يدخلوا علينا!"


في نفس الوقت اللي ليلى كانت فيه جوه الكلية بتحاول تحفظ شكل الطرق والقاعات...

كان يحيى داخل بوابة الكتيبة بخطوات ثابتة وعيونه مركزة قدامه كالعادة.


بمجرد ما دخل ساحة العرض، وقف الجنود والظباط لتحيته:

ـ "صباح الخير يا فندم!"

ـ "صباح الخير."

ردّ عليهم بثقة، وصوته الهادئ فيه هيبة متعودين عليها.


الكتيبة كلها كانت عارفة إن "النقيب يحيى الصياد" مش أي قائد،

هادئ... بس لما بيتكلم محدش بيتنفس.

قاسي في التدريب، بس عادل لآخر درجة.


فضل ماشي بخطواته العسكرية لحد ما وقف عند الصفوف، بيراجع ملاحظات في ملف العمليات اللي هينفذوها قريب.


وفجأة...

صوت ورا ظهره قال بطريقة مسرحية كأنه داخل فيلم:

ـ "تمام يا رجالة، ارجعوا اتدربوا كأنكم داخلين حرب عالمية.


كل العساكر والظباط ضحكوا، حتى اللي كانوا خايفين من يحيى معرفوش يمسكوا نفسهم.

يحيى لف له ببصة جادة وهو بيحاول يخفي ابتسامة:

ـ "زين، أنا قلتلك ألف مرة، الكتيبة مش مسرح."


زين رفع إيده بتحية عسكرية شبه تمثيلية وقال:

ـ "تمام يا فندم... بس اسمحلي أقول إن المسرحية دي بطولتك الدائمة."


ضحك الجنود بصوت عالي، ويحيى قال بنبرة متضايقة نصها جد ونصها هزار:

ـ "كلكوا فاضين للضحك؟! تمارين جري خمس لفات كلكوا!"

ردّ زين وهو ماشي جمبه: "وأنا كمان يا فندم؟"

ـ "إنت أول واحد."


فضلوا ماشيين سوا بعد ما الجنود بدأوا الجري، وضحك زين وقال وهو بيبصله بخبث:

ـ "ها يا نقيب، شكلك كنت مشغول الصبح؟ كنت بتوصل السنيورة ولا ايه ؟"


ـ "مين اللي قالك؟"

ـ "أنا عارفك، يا يحيى. مفيش حاجة تعدّي عليا."


ضحك بخفة وهو بيقرب منه وقال بمكايدة:

ـ "احكيلي بقى... حصل إيه؟"

يحيى بص له وهو بيكتم ضحكته:

ـ "ولا حاجة... بس وصلتها الجامعة، وخد رقمها عشان أطمن عليها."

زين رفع حواجبه بتمثيل:

ـ "أوووه، خد رقمها كمان؟! يا عم دي مش اهتمام... دي بداية قصة حب رسمية!"


يحيى قطب وقال وهو بيكتم ابتسامة خفيفة:

ـ "زين، أنا بقولك اهتميت بيها عشان لسه خارجة من صدمة كبيرة، مش أكتر."

ـ "آه طبعًا، وكل الاهتمام ده إنساني بحت."

ضحك زين وقال وهو بيزقه بخفة:

ـ "بس ماشي يا صاحبي ... الأيام هتثبت إنك في طريقك تقع في غرام السنيورة."


يحيى اكتفى بابتسامة جانبية وهو بيغير الموضوع:

ـ "يلا، سيبك من الكلام الفاضي، عندنا عملية نطلع نراجع خطتها."


زين أخد نفس وقال بنغمة درامية:

ـ "هو لازم نشتغل بعد الهزار الحلو ده؟"

ـ "أيوه، لازم."

ـ "طب على الأقل خلينا نبدأ بقهوة."

ـ "زين، لو اتأخرت دقيقة عن غرفة العمليات... هتشربها وأنت بتجري."


ضحك زين وهو ماشي جنبه وقال بخبث:

ـ "خلاص يا عم، هاجي قبلك... بس لو السنيورة كلمتك، قولي تبعتلي صورتها!"


يحيى برقله بغضب لما جاب سيرة ليلي وطلع يجري وراه وصوت ضحكهم ملى المكان .


_________________________________________ 


بعد يوم طويل مليان محاضرات ولف في الكلية،

ليلى وضُحى كانوا خارجين من البوابة وهما بيضحكوا وبيتكلموا عن اليوم اللي خلص أخيرًا.


ضحى قالت وهي بتفرك كتفها:

ـ "أنا حاسة إن ضهري اتكسر من كتر القعاد!"

ليلى ضحكت وقالت:

ـ "أهو كله تعب أول أسبوع، بعدين هنتعود."


ـ "يا سلام! وإنتِ هتتعبي ليه يا بنت الأكابر؟ أكيد هتركبي عربيتك المكيفة وترجعي القصر بتاعك!"

ـ "قصر إيه؟! دي أول مرة أروح بيت عيلتي أصلاً."

ضحكت ضحى وقالت بمكايدة:

ـ "آه ما هو باين... شكلك غنية بس بتحبي تواضعي زي الشعب. أنا بقى بنت الشعب الأصلية، هروح مواصلات!"


فضلوا يضحكوا سوا، وبعدها ضُحى قالت:

ـ "بصي، خدي رقمي، عشان بكرة نروح سوا."

ـ "تمام، وده رقمي برضو."

بدّلوا أرقامهم، وساعدوا بعض يلاقوا الطريق.


قبل ما تمشي، ضُحى بصت وراها على السواق اللي كان مستني ليلى وقالت بخفة دمها المعهودة:

ـ "أهو ده الشعب اللي بيركب مواصلات... بس على شكل عربية فخمة وسواق لابس بدلة!"

ليلى ضحكت وقالت وهي راكبة:

ـ "خلاص بقى يا بنت الشعب... هبقى آخدك معايا المرة الجاية!"


ركبت العربية والسواق حرّك بيها.


وصلت القصر، كانت ريحة الأكل طالعة من بعيد.

منال، والدة يحيى، قابلتها بابتسامة دافية وقالت: حمدلله على سلامتك يا حبيبتي اطلعي غيري هدومك عقبال نا الغدا يجهز .


ليلى : بابتسامه تمام يا طنط .


طلعت بسرعة على أوضتها، غيّرت هدومها ولبست طقم مريح، بنطلون قطن واسع وتيشيرت بسيط، محتشم زي ما اتعودت، خصوصًا عشان وجود يحيى في البيت.

بس المرة دي ارتاحت لما عرفت إنه مش هييجي على الغدا.


وأثناء ما هي نازلة السلم، سمعت صوت صفارة خفيفة.

لفت بسرعة، لقت شاب واقف تحت السلم مبتسم بثقة:

ـ "هاي، انتي أكيد ليلى؟"

ـ "أيوه، انت مين؟"

ـ "أنا عمر، ابن عمتك ميادة...

ابتسم ابتسامة مريبة وهو بيقرب خطوة:

ـ "بصراحة كنت مستني أشوفك... سمعت عنك كتير."

ليلى بصتله بضيق ومردتش

ـ "عمر بنبرة مراوغه :

ـ " بس مكنتش أعرف ان الأميرة المفقوده تبقي بالجمال ده!"


ـ "واضح إنك بتقول الكلام ده كتير."


ـ "على حسب البنت اللي قدامي."


ردّت بسرعة وهي ماشية ناحيت السفرة:

ـ "يبقى وفّر كلامك للبنات اللي بيحبوا النوع ده من المجاملات."


اتكشفت شخصيته بسرعة... مستهتر، خفيف، بتاع بنات،


بعد الغدا، ليلى طلعت أوضتها، خدت شاور دافي،

ولبست بيچامة قطن بينك رقيقة، شعرها مبلول، ريحة الشامبو مالية الأوضة.

قعدت على مكتبها الصغير، فتحت كتبها، وبدأت تراجع محاضرات اليوم وهي حاسة بنشاط غريب.


ولما الليل نزل، مسكت الموبايل واتصلت بعبد الفتاح،

الراجل اللي ربّاها واللي عمرها ما حست معاه غير بالأمان.


ـ "أيوه يا بابا، إزّيك؟"

ـ "الحمد لله يا ليلى، انتي عاملة إيه هناك؟ مرتاحة؟"

ابتسمت تلقائيًا وقالت:

ـ "مرتاحه جدًا... طنط منال طيبة قوي، بتعاملني كإني بنتها، والجد كمان حنين بطريقة مش متوقعة."

ـ "الحمد لله يا بنتي... المهم تكوني مبسوطة ومحدش مضايقك."

ـ "متقلقش يا بابا ، كله تمام."


عدّى الوقت بسرعة، وليلى كانت قاعدة بتراجع في النوتس بتاعتها،

ولما بصّت في الساعة اللي معلقة على الحيطة لقت الوقت بقى ١١ بالليل.


قامت من مكانها وهي بتتمطط وقالت لنفسها:

ـ "هو حطيت الشاحن فين؟"


فضلت تدور في الأوضة على الشاحن بتاع الموبايل، قلبت في كل مكان،

بس مفيش فايدة.

ـ "أكيد سبت الشاحن في حته وناسيه ، أنا هسأل طنط منال لو معاها شاحن مناسب لموبايلي ."


خرجت بهدوء من أوضتها، بعد مع لفت طرحه طويله علي شعرها وجسمها لان البيجامة اللي لابساها ضيقه 


الأجواء في القصر كانت ساكتة جدًا،النور الخافت في الممرات مدي المكان رهبة غريبة،

والطرقة اللي فيها أوض كتير، أكتر من خمس أوض على الجنبين،

كانت شبه متاهة صغيرة.


مشيت على أطراف صوابعها،

وبعد شوية وقفت قدام أوضة كان بابها مقفول نص قفلة.

خبطت خفيفة:

ـ "في حد؟"

مافيش رد.

ـ "أكيد فاضية..."


دفعت الباب ودخلت بخطوات بطيئة،

ولما عينيها اتعودت على الإضاءة الخفيفة،

اتبهرت باللي شافته.


الأوضة دي غير أي أوضة شافتها في القصر…

واسعة جدًا، أرضيتها خشب غامق،

الستاير لونها رمادي غامق نازل منها نور القمر الهادي،

وكل حاجة فيها منظمة بطريقة غريبة...

فيها ذوق دقيق جدًا.


اللون العام هادي، بس في تفاصيل بتشدّ العين،

زي الرفوف اللي فوق المكتب مليانة كتب .


ماخدتش بالها من المسدس الصغير اللي كان محطوط عالمكتب،

عينها اتشدت أكتر للتسريحة الكبيرة اللي قدامها.


كانت مليانة عطور مرتبة على صفين،

أسماء عالمية، ريحتها مالية الجو حتى من غير ما تفتحها.

وفوقها مشطين معدنيين، كل حاجة في مكانها كأن صاحب الأوضة منظم جدًا.


قربت بخطوات فضولية، مدت إيدها تلمس غطا برفان،

بس فجأة...


باب الحمّام اتفتح!

وخرج يحيى، شعره مبلول،

لابس بنطلون تريننج غامق وصدره العريض العاري باين،

وبيبص لها بدهشة ،صوته جه حاد لكنه مش عالي.

ـ " ليلى ! انتي بتعملي ايه هنا؟"


هي اتجمدت في مكانها، جسمها اتصنم من الصدمة أول ما سمعت صوته ..........

الفصل الرابع من هنا


تعليقات