رواية الحلم والقدر الفصل الثالث 3 بقلم منه السيد



 رواية الحلم والقدر الفصل الثالث بقلم منه السيد

البنت دي مظلومه 

 ويمكن ربنا بعتني في طريقها مش عشان اعلمها، لا عشان اتعلم منها، يارب قويها واهديني انا كمان.

__

ليلى: يا رب، إنت عالم إني ما ظلمتش حد عالم إن اللي بيحصل مش بإيدي… بس قوّيني يا رب، ما متسبنيش لوحدي، يارب انتا كريم اجبر خاطري واكرمني يارب، اللهم ان كنت افعل ذنب يمنع فرحتي واستجابة دعائي ف اغفره لي يالله

________________________________


رحاب:ليلى! قومي يا بنتي كلي لقمة، بقالك من امبارح مش بتاكلي!


ليلى:مش جعانة يا ماما.


رحاب:هو الجوع بيمشي بالكلام ده؟ قومي!


ليلى:مش قادرة، ماما، سيبيني شوية.


رحاب:هو إيه المنظر ده؟ عاملة كده ليه؟


ليلى:مفيش حاجة.


رحاب:من إمتى بنتي اللي كانت بتضحك طول النهار بقت كده؟


ليلى:من يوم ما بقيتي تضغطي عليا وتقولي كلام يزعل ودايما تقوليلي الناس والناس وابوكي 

يماما محدش بيختار اهله ولا حياته ربنا مقسم الارزاق وكل واحد واخد نصيبه كامل اللي واخده ف الاهل او ف كمالة العقل ف الاطفال ف التعليم فالصحاب ف الفلوس ف الصحه او الشكل المهم ان كلنا واخدين نصيبنا ورزقنا ف الدنيا كامل والحمدلله. المهم بس ان ربنا يبقا راضي علينا. 


رحاب: كلامك صح ربنا يقوى ايمانك ينور عيني. أنا بس بخاف عليكي يا ليلى، مش عايزة الناس تمسك عليكِ كلمة.


ليلى: عارفه انك خايفه عليا يماما. بس سيبي كل حاجه تمشي زي ما ربنا عايز وبلاش خوف من الناس ورأيهم اي فيا او ف بابا او اني ممكن متجوزش عشان بابا مش عارفه اي الجواز رزق يماما ياما ناس اتجوزت واختارو النسب كويس بس بردو الجواز منفعش عشان الاختيار غلط. 


رحاب (بصوت هادي):صح يا ليلي بس غصب عني بخاف عليكي، الناس، بتاكل في سُمعة البنت.


ليلى: ديما بقول اللهم استرني فوق الارض وتحت الارض و يوم العرض عليك. 


رحاب:امين يارب ربنا يحفظك ويسترك يبنتي. 

ويرزقك باللي يسعدك وتتمنيه. 


ليلى:ادعيلي يماما مشاكل الشغل تتحل. 


رحاب: ربنا ييسرلك امورك يبنتي ويبين الحقيقه قادر ياكريم. 


--------


يوسف:صباح الخير يا ليلى.


ليلى:صباح النور يا دكتور.


مدير القسم:ليلى، بعد إذنك عايزينك في المكتب بعد نص ساعة.


ليلى:في حاجة يا دكتور؟


مدير القسم:مراجعة بسيطة بخصوص اللي حصل امبارح.


ليلى: أنا مش خايفة من الحقيقة، بس خايفة من الظلم.


يوسف:الحق بتبان، حتى لو اتأخرت 


ليلى:بس ساعات بتبان بعد ما الناس تكون دمّرت البني آدم.


يوسف (بهدوء):أنا هكون موجود في التحقيق، ما تقلقيش.


ليلى:شكرًا يا دكتور.


----------


(في مكتب الإدارة)


مدير المستشفى:بصراحة يا آنسة ليلى، اللي حصل امبارح غلط كبير جدًا، كنا ممكن نفقد مريضة.


ليلى:عارفة يا فندم، بس أنا متأكدة إن المحلول اتبدّل بعد ما ركّبته.


مدير التدريب (بسخرية):

يعني حد دخل وبدّل المحلول؟ شايفة ده منطقي؟


ليلى:مش منطقي، بس هو اللي حصل!


مدير التدريب:فين الدليل؟


ليلى:الملف كان على الترولي، وبعدها اختفى!


يوسف:فعلاً يا فندم، كان فيه تأخير من طاقم تاني، وممكن يكون حصل خطأ


مدير المستشفى:

يعني حضرتك بتدافع عنها يا دكتور يوسف؟


يوسف:

أنا بدافع عن الحق.


مدير المستشفى (ببرود):

اللجنة شايفة إن فيه إهمال، حتى لو مش متعمّد،

وعشان كده، تم إيقافك مؤقتًا عن التدريب لحين انتهاء التحقيق الرسمي.


ليلى (بصوت مكسور):

يعني أنا خلاص... موقوفة؟


مدير المستشفى:

مؤقتًا.


ليلى:بس ده ظلم!


مدير المستشفى:القرار إداري، يا آنسة.


ليلى:تمام... شكرًا.


يوسف:ليلى، استني!


ليلى:سيبني يا دكتور، مش عايزة أتكلم.


يوسف:ماينفعش تمشي كده.


ليلى:

أنا خلاص اتوقفت، إيه اللي باقي أتكلم فيه؟


يوسف:أنا هقدّم طلب مراجعة، وهثبت إنك بريئة.


ليلى:ما تعملش كده يا دكتور، الناس كفاية بتتكلم علينا.


يوسف:الناس دي اللي بتظلمك!


ليلى:ما تبقاش زيهم يا يوسف.


---


(في الكافيتيريا)


مريم:سمعتي؟ ليلى اتوقفت!


غدير:إيه؟ إزاي؟


مريم:بيقولوا غلطت في حالة، والمريضة كانت ممكن تموت.


غدير:بس أنا كنت معاها، مستحيل تكون غلطت!


مريم:الدكاترة كلهم بقوا يبصوا لها بغرابه! 


غدير:حرام، البنت دي قلبها أبيض ومتستهلش كده 


(يوسف يدخل يسمع)


يوسف:محدش يتكلم عن ليلى إلا لما يعرف الحقيقة، مفهوم؟


(يسيبهم ويمشي)


---


(في البيت)

رحاب:

إيه اللي حصل؟ ليه وشك كده؟


ليلى:

اتوقفت يا ماما.


رحاب (بتصدم):اتوقفت؟! يعني خلاص؟


ليلى:لحد ما التحقيق يخلص.


رحاب (بتنرفز):مش قولتلك؟ الناس دي مش عايزاك تنجحي! شايفينك زي أبوكي!


ليلى (بعصبية):مامااا احنا لسه متكلمين الصبح ف الموضوع! 


رحاب:(بهدوء) انا تعبانه ي ليلى كفايه ان من يوم ماهو تعب ونا بسمع كلام دي وكلام دي هنفضل كداا لحد امتااااا


ليلى: سيبيني ف حالي ارجوكي. 


رحاب:، اللي تشوفيه يا بنتي 


ليلى (بتعيط):أنا تعبت... تعبت أقاوم كل يوم لوحدي.

الناس بتظلمني، الشغل خذلني، وإنتي كمان بتزعليني بكلامك 


رحاب (بصوت مكسور):أنا. مش قصدي كده يا بنتي.


ليلى (بهدوء موجوع):سيبيني يا ماما... سيبيني ف حالي.


---


(في مكتب يوسف)


يوسف (لوحده):

هي مش غلطانة... أنا متأكد.

بس إزاي أثبت ده؟


(يدخل مدير التدريب)


مدير التدريب:القرار نزل رسمي، البنت اتوقفت.


يوسف:عارف.


مدير التدريب:فيه كلام إنك متحيز ليها.


يوسف:أنا متحيز للحق.


مدير التدريب:الحق غير المشاعر يا دكتور.


يوسف (بحزم):مشاعري ملهاش علاقة بالموضوع.


مدير التدريب:يا ريت… لأن الإدارة بدأت تلاحظ حاجات كتير.


(يمشي، ويوسف يفضل ساكت)


يوسف (لنفسه):

يا رب، أنا مش عايز أغلط بس مش قادر أشوفها بتتحطم كده.


---

(في المستشفى)


ليلى:جيت أخلّص ورقي وخلاص.


يوسف:استني، أنا كلمت المدير العام، وهراجع القرار.


ليلى:ما تحاولش يا دكتور... خلاص، اتقفل الباب.


يوسف:مش هسمح يضيع مجهودك كده.


ليلى:ماينفعش تحارب لوحدك، الناس مش هتسيبك.


يوسف:الناس مش فارقة معايا.


ليلى:بس أنا فارق معايا... مش عايزة أسببلك مشاكل.


(تسكت لحظة، موظفة تدخل)


الموظفة:الآنسة ليلى؟ القرار النهائي من الإدارة.


ليلى (بإيدها المرتعشة):

شكراً.


(تفتح الورقة وتبص فيها)


ليلى (بصوت مبحوح):

القرار... اتثبت رسمي. اتمنعت من التدريب نهائيًا.


يوسف (بصدمة):إيه؟ مستحيل!


ليلى (دموعها نازلة):خلاص يا دكتور. انتهى كل حاجة.


(تسيبه وتمشي بخطوات بطيئة)


يوسف (بصوت واطي):

ليلى. 

ليلي:(تسيبه وتمشي وتفضل تعيط) يارب انتا عارف إن عمري مأذيت حد يارب انا مليش غيرك يمكن ابتلاء انا راضيه يارب عارفه انك مش بتحمل حد فوق طاقته. 

_____________________

(تفتح الباب براحه وتدخل من غير صوت ترمي نفسها علي السرير) 

_____________________________________

رحاب: قومي يا بنتي، الساعة عدت ١٠، هتفضلي نايمة كده؟

ليلى: قوم أعمل إيه يا ماما؟ مفيش حاجة أعملها خلاص، كل حاجة خلصت

.رحاب: بطلّي الكلام ده، دي فترة وهتعدي، وربنا هيظهر الحق.

ليلى (بصوت مبحوح): الحق؟ هو فين الحق يا ماما؟ الناس كلها صدقت إنّي غلطت، حتى اللي كنت فاكرهم بيحبوني.

رحاب: محدش بيصدق الكلام ده غير اللي مش عايز يصدقك، وأنا مصدقاكي.

ليلى: بس مش كفاية يا ماما، كلمة “اتوقفت” دي وجعتني أكتر من أي حاجة.

رحاب : خلاص يا بنتي، هتتوضي وتصلي ركعتين، وربك هيكرمك. 

_______

(الباب يخبط) 

ندى: صباح الخير يا خالتي، عاملة إيه يا ليلى؟

ليلى (بابتسامة باهتة): صباح النور يا ندى، تعالي، الجو كئيب هنا.

ندى: سمعت اللي حصل امبارح… بس في حاجة غلط، أنا متأكدة إن حد ورّطك.

ليلى: يعني إيه؟

ندى: الملف اللي ناقص من المريضة دي، أنا شوفت بعيني واحدة كانت بتقلب الورق قبل ما اللجنة تدخل.

ليلى: بتتكلمي بجد؟ مين؟

ندى: مش متأكدة ١٠٠٪، بس شكلها مروة.

رحاب (بحدة): مروة اللي كانت بتشتغل معاكي في القسم؟

ندى: أيوه يا خالتي، دي دايمًا كانت غيرانة منها.

ليلى (بتنهيدة): كنت حاسة، بس مكنتش متخيلة توصل لده.

ندى: يوسف عرف؟

ليلى: لا، مش قادرة أكلمه، حسّيت إنه بعد عني بعد اللي حصل.

ندى: بالعكس، أنا شُفته امبارح بيكلم المدير، باين عليه كان بيحاول يوضح إنك مالكيش ذنب.

ليلى (بعينين دامعتين): بجد يا ندى؟

ندى: أيوه والله، ده كان باين عليه متضايق قوي.

رحاب: شُفتي؟ ربنا مش هيسيبك، يمكن يوسف يكون سبب إن الحقيقة تطلع.

ليلى: نفسي أصدق، بس خايفة أتعلق بحاجة تاني وتوجعني أكتر.

ندى: متخافيش، المرة دي ربنا معاكِ.


(صوت جارة من بره الشباك)


الجار: صباح الخير يا أم ليلى، هو صحيح بنتك بطّلت الشغل؟

رحاب(بتحاول تبتسم): لأ يا أختي، بس إجازة بسيطة كده.

الجار: ربنا يعينها، الناس بتتكلم كتير اليومين دول.

ليلى (بصوت منخفض): شُفتي يا ماما؟ الناس مش هتسيبنا فحالنا.

رحاب: سيبيهم يقولوا اللي يقولوه، احنا نعيش بالحقيقة مش بالكلام.


( الموبايل يرن– رقم غريب)


ليلى: ألو؟

صوت رسمي: آنسة ليلى، المدير عايز يشوفك بكرة الصبح ضروري.

ليلى: المدير؟ ليه؟ القرار صدر خلاص في مستجدات في التحقيق.


(بعد المكالمة)


ندى: في إيه؟ وشك اتبدّل كده ليه؟

ليلى: قالولي أروح بكرة… في “مستجدات في التحقيق”.

رحاب (بتوتر): يعني إيه مستجدات؟ خير يا رب.

ليلى: مش عارفة… بس إحساسي بيقولي في حاجة كبيرة هتتقال.

ندى: متخافيش، يمكن الحق أخيرًا هيبان.

ليلى (بهمس): يا رب يا ندى، يكون بجد… يا رب ما تكونش صدمة تانية. 


الفصل الرابع من هنا

تعليقات