رواية الام مكنونة الفصل الرابع 4 بقلم جنة لبيب



رواية الام مكنونة الفصل الرابع بقلم جنة لبيب 



تذكُر مؤلم 
 ..
امعن جاد التفكير في حالة يامن لذا هو يرى ان هذا ليس انفصام فهو يتذكر ما حدث أثناء هلوسته من تقلباته المزاجية خلال وقت قصير .. حالة الذهان .. شعوره بأنه بخير تارة وسماع الأصوات تارة 
كل هذا يدل على حالة ثنائي القطب .. سببها اب اناني يتصور انه عندما يرسم حياة ولده سوف يكون في أفضل حال .. لا يعلم انه امرضه وجعله كاره لحياته والأهم من هذا كله انه غير متقبل لأبيه الان بعد كل ما حدث 
قطع شروده وتفكيره في حالاته دخول عم سامر 
.... 
دخل عم سامر بالينسون على جاد 
سامر بابتسامة : اليسنون يا دكتور تؤمر بحاجة تانية  
جاد رادا بابتسامة شكر : تسلم يا عم سامر جت في وقتها والله  
سامر وهو يخرج : بالهنا يا دكتور 
جاد : تسلم 
اكمل جاد تفسير وتدوين كل الفكار في نوتته حتى لا يسهى عنه أي شئ 
ثم فكر جاد انه من المهم ان يتحدث مع زوج مريم القاسي .. وابو يامن الاناني 
لذا نظر في ملف مريم لانه توقع ان يجد رقم زوجها لانه تصور انه هو من أتى بها إلى هنا راميا بها في مشفى يحسبه مشفى مجانين وهو يخبرها انها مجنونة ولقد كان هذا من حياكة عقل جاد ولكنه بالفعل وجد رقم زوجها .. قرر ان يتصل بزوج مريم في اليوم التالي وبابو يامن أيضا في اليوم التالي اما اليوم سوف يكمل الأعمال الورقية الخاصة بالمشفى ثم سوف يطمئن ع الحالات 
وايضا سوف يرى الأطباء المتوظفين حديثا ويرى ماذا يفعلون مع حالاتهم التي وُكلت لهم 
فهم مشفى نفسي كل طبيب يمسك عدد معين من الحالات فترة من الزمن إلى أن يعالجهم او يخرجو من هنا بخطة علاجية ومواعيد لياتو حتى يتفحصهم الطبيب المنوط بحالتهم
........ 
جلس جاد ينهي الأعمال الورقية ثم بعد ذلك انغمس بملفات الحالات الجديدة وكان يقيم كل حالة من الخارج فقط ولكن هو لم يرى بعد هذه الحالات والذي هو ليس بالدكتور المسؤل عنهم ولكن بما انه من المؤسسين لهذه المشفى فهو يحب دوما ان يشرف من حين لآخر على الأطباء والحالات انتهى جاد من هذه الأوراق بعد سعات ليست بكثيرة ثم استقام حتى يتفقد حالاته الثلاثة 
.........
قام بالذهاب إلى غرفة عامر وجده ما يزال نائما بالرغم من مرور ست سعات منذ أن كان عنده 
ثم بعدها ذهب إلى مريم وجدها مستيقظة وتهم بالنهوض من على الفراش 
مريم بابتسامة : دكتور لوسمحت ممكن انزل اقعد في الجنينة شوية 
جاد وهو يومأ براسه : ممكن لية لا اتفضلي .. تحبي اجي معاكي 
مريم : ياريت لو حضرتك مش مشغول 
جاد بابتسامة : طيب يلا 
نزلو إلى الحديقة وقامو بالجلوس على مقعد من الموجودين 
مريم وهى تجلس : الجو حلو انهاردة 
جاد : فعلا الجو لطيف 
مريم وهى تنظر تجاه جاد باسف : انا متأسفه يا دكتور ع الي حصل مني انهاردة بس انفعلت شوية 
جاد : ولا يهمك المهم انك ترتاحي .. ارتحتي شوية مش كدا 
مريم بابتسامة واسعة وهى تنظر أمامها: انا طول منا بعيدة عنو فا انا كويسة ... تحب اكملك ؟ 
جاد : لو مش هتدايقي تاني فا انا موافق 
مريم: لا متقلقش ، 
بعد ما خلفت بنتي ريم
قولت يمكن خلفتنا لبنوتة تهديه ... اكملت مريم بابتسامة سخرية : كان نفس الكلام الي قولتو في ولادة منصف .. بس بردو متغيرش..خلال السبعة عشر سنة الي قعدناهم مع بعض عمرو ما ابتسملي ..مع اني والله ويشهد عليا ربنا كنت قايدة صوابعي العشرة شمع بس هو مكنش في حاجة بتطمر فيه 
جاد باستفهام : طب مثلا يا مدام مريم هل هو كان متربي في بيئة صعبة ابوه مثلا كان بيض*رب مامتو او العكس .. كان ناشئ في بيئة العنف بيسودها 
مريم وهى عاقدة حاجبيها: ابوه وأمه ؟ بالعكس الاتنين طيبين هما بس عمرهم ما دافعو عني أو ابوه دايما وباقي عيلتو شايفين انو عادي والواد ميعبوش حاجة على الرغم من ان حمايا بيحبني عادي الا انو ولا مرة دافع عني.... سعات بحس انو ملوش كبير ... فكرك انا مجاش في بالي كدا انا سالت امو في مرة بعد ما خدت علقة رقدتني في السرير اسبوع سألتها هو الحاج كان بيض*ربك .. تصور قالتلي اية .. قالتلي ابوه عمرو ما مد ايدو عليا مع انو دايما مش رافض فكرة أن الراجل يمد ايدو على مراتو بس عمرو ما ضر*بها ولا ضر*ب العيال  
اكملت مريم بدموع متحجرة : سألتها اومال يا حاجة ابنك بيعمل معايا كدا لية دا انا بعملو كل الي يعوزو البيت دايما فلة العيال على طول نضاف وهاديين الاكل على طول معمول وجاهز مبطلبش منو حاجة غير انو بس يبقى حنين عليا 
... وقتها امو قالتلي والله يا بنتي ما اعرف اية الي غيرو كدا دا كان غلبان وطيب معرفش سنين الجامعة الي سافرهم دول غيرو حالو  
... 
قولتلها ويا حاجة هو جاي يتغير على حظي انا . وقتها امو حضنتني وعيطتت .. عيطت من قلة حيلتها في ابنها انها مش عارفة تصلحو لانو مبيسمعلهاش .. لما امو عيطت وقتها بس أيقنت ان عمرو ما هيبطل يض*ربني هيفضل طول عمرو كدا .. فطلبت الطلاق.. عارف عمل اية 
جاد : ضربك؟ 
مريم بابتسامة : لا ولأول مرة نتكلم ومينتهيش كلامنا بضربو ليا .. تصور لما طلبت الطلاق لقيتو بلم كدا ومش عارف يرد .. سكت ههههه سكت وبان عليه الصدمة كان فاكر نفسو معيشني في جنة مش هتمنى اطلع منها .. معرفش حتى ينطق مش يقوم يمد ايدو عليا . الكلمة صنمتو . كررت كلامي وقولتله عايزة اتطلق .. قام مردش عليا ونزل م البيت فضل اليوم كلو برة مرجعش غير الساعة تلاتة بليل كنت انا نمت بس حسيت بيه جه ومتكلمش بردو نام في هدوء من غير ولا ض*رب ولا زع*يق 
.. اكملت مريم : بس متفكرش ان حالو فضل كدا كتير يومين بالظبط ولقيتو راجع في غير معادو بيقولي بتطلبي مني انا الطلاق لية فاكرة نفسك مين بعدها انا مسمعتش حاجة كل حاجة اسودت قدامي ض*رب*ني ض*رب لغاية ما اغمى عليا توقفت مريم لثواني تاخذ أنفاسها ثم اكملت بدموع: لما صحيت في المستشفى ملقتهوش جنبي حتى لقيت امو وامي وبس قعدت اعيطلهم واقول اني عايزة اتطلق عارف امي وقتها قالتلي اية . قالتلي لا يا بنتي وتتوصمي طول عمرك بأنك مطلقة لا استحملي جوزك ما ياما الرجالة عملو فينا ولا كنا بنفتح بقنا .. انا وقتها الدموع اتحجرت في عيني بصتلها بصة عتاب بس متكلمتش عرفت ان حتى امي وابويا مش هيقفوا معايا كمان المرة دي سكت بس عرفت بعديها ان امو وابوه طلعو على صوت زعي*ق وصوي*ت العيال واني لولاهم كنت فعلا زماني م*ت في ايدو 
عرفت اني عمري ما هعرف اخلص منو .. عرفت اني في مرة هم*وت في ايدو قررت اخلص نفسي بقا من كل دا وانت*حر كنت عارفة انو حرام بس دي الطريقة الوحيدة الي كانت هتخلصني منو 
بصت مريم لجاد بابتسامة : وبس بعدها اتنقلت ع المستشفى ومن المستشفى على هنا 
جاد وهو ينظر إليها ثم قال بدون مقدمات: أستاذة مريم تسمحيلي اتكلم مع جوزك ؟ 
مريم : مش فارق معايا لاني خلاص خدت قرار الطلاق والي يحصل يحصل 
جاد : خلاص يبقى هكلمو يمكن يتحسن معاكي او يطلقك 
مريم بدموع وهى تنظر في الفراغ : عمرو ما هيتغير عمرو 
... انتهت جلسة جاد مع مريم فذهبت مريم الي غرفتها وذهب جاد الي غرفة يامن ..
دق جاد دقة خفيفة على الباب الخاص بغرفة يامن ثم سمع صوته وهو يسمح له بالدخول 
قام جاد بفتح الباب ودخل إلى غرفة يامن الذي كان يجلس على حافة سريره ممسك بكتاب من الكتب التي موضوعة بالغرفة .. يوجد الكثير من الكتب بالغرف هذه طريقة ليسلو المرضى وليخرجوهم من بؤسهم 
نظر له يامن بابتسامة : حلو الكتاب دا يا دكتور ممكن لوخرجت قبل ما اخلص اخدو 
جاد رادا بابتسامة : طبعا .. تقدر تاخدو .. عامل اية دلوقتي . بقيت احسن؟ الأصوات لسة موجودة؟
يامن : لا الحمدلله غالبا خلاص فترتها راحت لانها بقالها كام يوم اصلا 
جاد : بس برضو منقدرش نقول انها خلاص راحت لانو انت واخد دوا فممكن بس تبقى متأثرة بالدوا لازم الأول تخضع لعلاج فترة وبعدها نقرر 
يامن باستفهام : يعني هقعد كتير انا ورايا مذاكرة وحجات كتير 
جاد : ان شاء الله لا اتمنى بس انك تساعدني عشان تخرج من هنا بسرعة . انت الوحيد يا يامن الي هيخرجك من هنا ... انت وبس . 
يامن بابتسامة : ان شاء الله يا دكتور 
جاد بهدوء : يامن انت قولت ان الأصوات كانت بتقولك ان كلو هيسيبك زي ما هى سابتك .. مين هى يا يامن 
يامن بتوتر : ها مين دي 
جاد بتفهم : يامن انا دكتورك انا عايز مصلحتك صدقني 
يامن باصرار: انا مش فاهم حضرتك بتتكلم عن اية 
جاد وهو ينظر ليامن : يامن انا عايزك تعرف أي حاجة هتقولها عمري ما هطلع اقولها برة . قولي يا يامن خليني اساعدك 
يامن بدموع : مش عايز افتكرها 
جاد بحنان : يامن واضح ان الموضوع مأثر فيك دا يمكن يكون مفتاح علاجك بس انا مش هضغط عليك .. انا همشي دلوقتي بس لينا كلام تاني .. استريح دلوقتي ونبقى نتكلم في معاد الجلسة الجاية 
خرج جاد من غرفة يامن وذهب إلى مكتبه 
دلف اليه ثم جلس على مقعده في هدوء وهو يفكر ايجب ان يتحدث مع والد يامن ام لا ولكنه يرى انه من الأفضل أن يتحدث معه ولكن بدون ان يذكر هذه الفتاة التي لا يريد يامن تذكرها لذا سيرى ما سوف يحدث في حالة يامن بعد ثلاثة أيام من أخذ الأدوية والراحة التامة ف اول شئ يأتي ثماره ف
في علاج المرضى النفسيين هو الراحة .. الراحة من ضغوط الحياة والراحة من البشر ف البشر هم اكثر شئ ضاغط بالحياة .. هم وقود النار وفتيل الحرب بل هم النار بذاتها والحرب بعينها  
............................................................
                ..........................................................
انتهى يوم جاد المجهد للغاية وكان في طريقه للمنزل استقل سيارته العالية التي من اختيار حبيبته عائشة .. فهى كانت تحب السيارات العالية اما هو ف كان يحب عائشة نفسها 
ركب جاد السيارة وبدأ في تذكر حياته مع عائشة حب حياته .. لا يذكر انه احب شخص اكثر من عائشة .. عائشة كانت حياته باسرها .. لقد اسرت جاد في حبها وكلامها و عيونها ... عيناي عائشة الدعجاء.. قد كانت واسعة وشديدة السواد درجة انك لا تقدر ان تميزها عن قزحيتها .. قد كانت ساحرة .. بدأ جاد ان يتذكر مقابلته الأولى مع عائشة التي ظلت عائشة تسخر منها وتجعل منها مزحة 
............. .............. ............... ............... ................

تعليقات