رواية هالة الفصل الرابع والاربعون
تشتعلان:مش هسيبها مش بعد ما سرقتك مني!
حاول سراج التدخل، لكن زهرة دفعت هالة، التي وقعت على الأرض وهي تصرخ من الألم.
ركض سراج نحوها، وصرخ في وجه زهرة:اطلعي برّه!! إنتي اتجننتي؟ دي حامل!!
زهرة:كنت فاكر إنك هتسيبها؟ طب استنى لما تعرف الحقيقة اسألها عن الملف اللي اتسرّب من مكتبك.
أنا عندي تسجيل صوتها وهي بتتكلم مع رمزي!
تجمّد وجه سراج.
ونظر إلى هالة، التي ارتبكت وقالت بصوت مختنق:ماحصلش ماكلّمتوش!
لكن الشك بدأ يزحف في قلبه رغم كل شيء.
خرجت زهرة، ضاحكة، وقد أشعلت شرارة لا يُعرف إن كانت ستنطفئ.
في المساء، خرج سراج من الفيلا مشتّت الذهن، مشحونًا.
كان بحاجة لهواء مختلف فذهب إلى مكتبة قديمة، كان يذهب إليها في صغره.
وهناك لمح فتاة تجلس على الأرض بين الكتب، ترتدي عباءة فضفاضة، وحجابًا بلون الورد الباهت.
كانت منهمكة في قراءة رواية نجيب محفوظ.
جلس على مقعد بعيد، يراقبها.
حين نظرت إليه، ابتسمت قالت بخفة:أول مرة أشوف راجل لابس بدلة وقاعد على الأرض في المكتبة.
ضحك رغماً عنه.
تعرفا سريعًا، اسمها كان حور، فتاة هادئة، محبة للقراءة، تُدير مشروعًا صغيرًا للكتب المستعملة.
التقيا أكثر من مرة، وكل مرة كانت تكشف له شيئًا مختلفًا عن الحياة.
حتى قال لها ذات يوم:أنا كنت فاكر إن الدنيا كلها سجن بس شكلي دخلت حتة فيها نور.
قالتها ضاحكة:وأنا كنت فاكرة الرجالة كلهم شبه بعض لحد ما شوفتك بتقرا عن الأندال.
بعد شهور، تزوجها صهيب بهدوء.
زواج بسيط، مليء بالدفء، ليبدأ فصل جديد في حياته بعيدًا عن الدماء والوجع، على أمل أن يحمل لنفسه، ولهالة، مستقبلًا مختلفًا.
في الليل، والظلام يلف أركان الفيلا، كانت هالة في غرفتها، تحاول النوم، لكن القلق كان أثقل من النوم نفسه.
فُتح الباب فجأة ووقف سراج عند العتبة.
مظهره غريب عيناه زائغتان، لا يعرف إن كان غاضبًا أم تائهًا.
دخل دون أن يتكلم.
نظرت إليه هالة بحذر:مالك؟ في حاجة؟
جلس على الكرسي المقابل لها، ثم وضع الأوراق التي كانت بيده على الطاولة.
قال بصوت مبحوح:دي ورقة تحليل مكالمات ورقة بتقول إنك كلمتي رمزي من أسبوع.
ارتجفت شفتاها:أنا؟ ما حصلش أنا من يوم ما جيت هنا، ما كلمتش حد.
اقترب منها أكثر، صوته منخفض لكنه حاد:ليه مكالمتك مسجلة؟ ليه زهرة معاه تسجيل وأنتي بتتكلمي مع رمزي؟!
شهقت هالة:تسجيل؟ تسجيل إيه؟ أنا اتكلمت معاه من فترة، بس كنت بترجاه .
