رواية هالة الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم جميلة القحطاني


 رواية هالة الفصل الخامس والاربعون 

يبطل يلاحقني.
كنت خايفة! مش معناها إني بخونه أو ببيعك!
اقترب أكثر، وقبض على يدها بقوة:بس كتمتي! كنتِ لازم تحكيلي، ليه خبيتي؟
أنا بديتك فرصة وثقة وبيت، وانتي تخوني ثقتي؟!
صرخت بصوت متهدّج:بيت؟ ده سجن!
وثقة؟ إنت جبرتني، ضربتني، وأذلتني وبعدين بقيت تسمي ده ثقة؟!
لحظة صمت.
كان قلبه يرتجف، لكنه كان يخفي ضعفه خلف وجه جامد.
قال بصوت مكسور:أنا صدقتك صدقت إنك اختلفتي عن أي واحدة تانية بس الشك بيخوفني.
دمعت عيناها، ثم نظرت له نظرة مختلفة، لأول مرة لم تكن خائفة، بل قوية:أنا عمري ما خنتك بس أنا مش حعيش طول عمري تحت رحمة شكّك.
ولو ناوي تبني بيني وبينك حاجز اسمه الماضي يبقى انهي كل حاجة دلوقتي.
كان على وشك أن يرد لكنه صمت.
نظرت إليه نظرة نهائية، وقالت:أنا مش ضحية تانية في حياتك يا سراج أنا أم ابنك، ولو مش شايف ده كفاية، يبقى فعلاً ما تستاهلنيش.
غادر الغرفة دون أن ينطق.
لكن قلبه بقي عند الباب يتلوّى.
وبعد يومين من التحقيق وفك التسجيل عرف ان زهرة متورطة فطردها وهو جهز مفاجئة لهالة وذهب بها إلى الفندق،كانت هالة تسير بجانب سراج داخل الفندق بخطى مترددة.
ابتسامته الهادئة كانت تربكها ليست معتادة على هذا الهدوء، ولا على أن يُمسك يدها بهذه الخفة.
ظنت لوهلة أن هذا مجرد تمثيل… حتى فُتح باب الجناح،
فتفاجأت بزهور بيضاء على الأرض، والشموع المضاءة، وعطر فانيليا خفيف يملأ الجو.
إيه ده؟!
قالتها بدهشة، ويداها ترتجف.
أغلق سراج الباب خلفه، ثم اقترب وضمها برفق، همس في أذنها:أنا آسف على كل حاجة، بس بجد أنا حبيتك.
انفجرت بالبكاء، وكأن كل الحزن الذي عاشته انسكب بلحظة.
ابتسم، وقبّل جبينها:أنا عايزك تكوني مراتي بإرادتك.
مش غصب، مش خوف، بس حب.
وافقت ربما لأول مرة، بقلب مرتاح.
 صهيب بعد زواجه من ليان، فتح مركزًا مجانيًا لإعادة تأهيل ضحايا العنف الأسري.
وتبنى دعم هالة قانونيًا، وواجه رمزي في المحكمة، حتى نال الأخير حكمًا بالسجن بعد إثبات تهم التزوير والخطف.
 مروة أنهت إجراءات الطلاق بهدوء، بمساعدة محمود.
وافقت على عرض زواج محمود بعد فترة طويلة من النقاهة.
زواج بني على الصداقة والصدق لا الخوف والخذلان. هاني غادر البلد، بعدما خسر كل شيء.
لكن في آخر اتصال مع أخته، قال:لأول مرة، عايز أبدأ من الصفر.
 زهرة بعد محاولة فاشلة لتشويه سمعة سراج، خرجت من حياته نهائيًا.
بدأت علاجًا نفسيًا


تعليقات