رواية روضتني عنيدة الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم لادو غنيم

مطلوب القبض عليك بتهمة التعدي علي أبن السفير الفرنسي. "

تفوه الظابط بتلك العبارات مما أثار دهشة أفراد العائلة فلم يكن يعلم احدا منهم عن تلك العركة"بينما درغام ابتسم ساخرا وقال.....

يااه وهو لسه فاكر يبلغ"دانا كنت نسيت. "

تقدمت منه غزل وسحبته من يده جاعله وجهه يستدير لها لتحدثة بوجة عابس....

أنت بتتريق حضرتك"!!

ليه عملت كده ضربته لية هو احنا كل مانخرج من كارثة نقع في مصيبة"؟؟

تقدم منهم يونس وفرغ انفاسة في الهواء بحنق.....

بردة عملت اللي في دماغك وضربت الواد"مش فاهم عقلك كان فين"تقدر تقولي هنتصرف أزي في المصيبة دية. "

قاطع الظابط حديثهم برسمية..... ياريت نتحرك مينفعش كده. "

تقدمت منه ميسان ووقفت أمام الظابط برسمية.....

ممكن توريني أمر النيابة. "

رمقها الظابط بجمود.....

بصفتك اية تشوفي أمر النيابة. "؟؟

عقدت زراعيها اسفل صدرها وقالت باابتسامة باردة..... بصفتي محامية استاذ درغام."

اعرفك بنفسي المحامية ميسان محمد الضو. "

تبدلت نظرات الضابط وأبتسم باحراج واخرج الورقه وقال.....

تشرفنا يافندم والدك غني عن التعريف طبعا اتفضلي. "

اخذت الورقة وتفحصتها ثم اعطتها للضابط وعاودت التحدث برسمية..... تمام أستاذ درغام مش هيركب البوكس لانه هيركب عربيته معايا وهنمشي وراكم ولو حضرتك قلقان تقدر تركب معانا في نفس العربية. "

نظرا لهم الضابط لدقائق ثم حسم قراره وقال......

مفيش داعي درغام بيه مصدر ثقة تقدره تركبه عربيتكم وتمشوا ورانا. "

ذهب الضابط إلي سيارته أما ميسان فاستدارت ونظرت إلي جميع من حولهم فكانوا ينظرون لها بدهشة مما جعلها تشعر بالأحراج وتتحدث.....

أنا بعتذر لو كنت عملت حاجة غلط بس أنا فعلا محامية وحبة أقدم حاجة للعائلة تثبت لكم حسن نيتي ودفاعي عن درغام هيخليني اكفر عن اخطاء كتير سببت هاله ياريت يا درغام تثق فيا و اوعدك اني مش هخذلك المرادي أنت بالنسبالي اخويا وحبة أني اقدملك حاجة.!!

نظرا لها لثواني يتفحص اعينها الذي يبرزان صدق حديثها مما جعلها يتنهد برسمية....

تمام يا ميسان ياله بينا. "

أبتسمت بسعادة إلي أثر الذي بادلها البسمة"وصارت ميسان إلي السيارة أما الجدة فتقدمت من درغام وحركت رأسها بيأس وتحدثت.....

طول عمرك مبتسبش حقك _المرادي مش هفضل ألومك لانك كان معاك حق في اللي عملتة بس بلاش عصبية في النيابة فاهم يابني. "

مد يدة ورتب فوق يد جدته وتحدث بهدؤ.....

متقلقيش عليا ياحبيبتي _ادخلي أنتي وأرتاحي أنا معايا يونس و ميسان هيبقوا يطمنوكم عليا. "

بينما حسناء امتزجت عيناه بالدموع وامسكت بيده قائلة..... خلي بالك من نفسك هستناك ترجع النهاردة. "

تقدم أدم إليه ورتب علي كتفه بوجة مبتسم قليلا.....

خلي بالك من نفسك ياوحش ومتقلقش

علي جدتك في عنيا"!!

أبتسم له درغام ورتب علي يده مبادلة المحبة....

عارف طبعا أنا سايب معاهم وحش صغير. "خلي بالك من جدتك والبنات." وياله خدهم و ادخله جوة. "

قاطعت غزل حديثة بتزمت.....

أنا مش هدخل جوة أنا جاية معاك

القسم رجلي علي رجلك.؟

قوص حاجبية بتعجب علي طريقتها الطفولية.....

تيجي معايا فين هو أنا رايح أتفسح اسمعي الكلام ياغزل وأدخلي معاهم. "!!

عقدت ملامح وجهها وقالت بحنق.....

قولتلك مش هدخل هاجي معاك يعني هاجي

معاك انا مش هسيبك."

بلل شفاه السفلية وفرع انفاسة في الخلا وقال وهو يصق علي اسنانة..... أستغفر الله العظيم "غزل استهدي بالله وادخلي معاهم بالذوق متخلنيش اطلع عصبيتي فيكي ياحبيبتي."

قوصت حاجبيها بتزمت وقالت بتحدي.....

قولتلك مش هدخل وبعدين بقي أنت ملكش حكم عليا "أيوة طول مانت بتقاوحني ملكش حكم عليا."

تسلل الدماء الساخن بين عروقة وغزا عيناة بحنق وقال..... هو مين ده اللي ملوش حكم عليكي هاا "!!

استمرت في استفزازة قائلة.....

أنت ملكش حكم عليا ماشي!!

مد يده وامسكها بقوة من منتصف ذراعها محدثها بتزمت..... أنتي عبيطة وبتعديها بقي أنا مليش حكم عليكي اومال مين اللي ليه ياست غزل ."

حاولت التملص منه مما جعلا أدم يتدخل ويحاول ابعاده عنها قائلا.... أستهدا بالله يا درغام سابها الحكومة بتتفرج عليكم. "

ازاحه للخلف وهو يقول يزمجرة..... سبني يا أدم دية بتقولي مليش حكم عليها دية بتصغرني أدام الناس. "!!

تقدمت الجدة وسحبت غزل إليها وتنهدت بعبس....

. بس حسابكم معا بعض يبقي، في أوضتكم." أمشي يا درغام معا يونس وميسان وغزل هتفضل هنا معايا متقلقش عليها. "

قضم علي شفاه السفلية وهو ينظر لها بتوعد علي ذلك الموقف الذي وضعته بهي أمام الجميع"ثم تحرك هو ويونس إلي السيارة وغادرو المنزل بينما الجميع أتجهوا إلي الداخل_وفور دخولهم أمسكت الجدة بيد غزل واصطحبتها إلي حجرة المعيشة لتحدثها علي انفراد"_وبعد دقيقة كانت تقف أمام غزل تحدثها بتأنيب..... عيب اللي عملتية ده ياغزل أنتي حطيتي درغام في موقف وحش وسط الناس. "

أخذت نفسا عميقا وجلست علي الأريكة تبكي بحزن..... مكنش قصدي ازعله أنا خايفة عليه ومش عايزاه يبعد عني_واللي حصل النهاردة بوظ المفاجئة اللي كنت عاملة هاله أنا حامل وكنت مستنية ندخل كلنا البيت عشان ابلغه بالخبر وسطيكم. "ولما شوفت الحكومة بتاخدة معرفش اية اللي حصلي وقولت اللي قولته."

حاولت الجدة فهم ماقالته للتو_وجلست بجانبها قائلة بسؤال.... اهدي كده وقوليلي كدة أنتي قولتي ايه اللي سمعته ده صح أنتي قولتي أنك حامل. "

ذادت اصوات بكائها ووضعت يدها اسفل بطنها متحدثة بحزن.... أيوة حامل عملت أختبار حمل الصبح قبل مانروح عند سمراء وطلع الأختبار أجابي وكنت ناوية أقولكم انتم و درغام لما نرجع من عند سمراء. "!!

شعرت الجدة بسعادة تطوف بين أوتار قلبها واحتضنت غزل قائلة بنبره سعيدة..... ألف ألف مبروك ياحبيبتي ده احلة خبر سمعتة والله" ربنا يتم حملك علي خير يابنتي ده درغام هيفرح أوي لما يعرف أنه هيبقي أب. "

شبثت يديها في ملابس الجدة تضمها ببكاء علي حبيب قلبها الذي فارقها..... مش لما يخرج الأول من القسم أنا قلبي مش مطمن. "!!

رتبت الجدة علي ظهرها برفق محاولة تهدئتها بقول...... متقلقيش كده أن شاء الله هيرجع النهاردة والموضوع كله هيخلص اهدي. أنتي بس عشان خاطر اللي في بطنك ياحبيبتي."

ظلت بين أحضان الجدة تحاول الهدؤ والتريث"

»» اما علي الجانب الأخر بعد ثلاث ساعات من التحدث معا وكيل النيابة الذي عرضا عليهم مشهد درغام وهو يضرب أبن السفير"من خلال كاميرة مراقبة الملهي الليلي الذي صورت ماحدث"ولكن الغريب أن تاريخ مشهد الكاميرا ياكد أن ذلك العراك كأن لليلة أمس وليس من شهرا كما حدث. "

وبعد المناقشة التي دامت ثلاث ساعات حسم وكيل النيابة قراره وقال برسمية.....

كلامك مفيش عليه أي دليل أنت بتقول أن الخناقة كانت من اكتر من شهر وسجل الكاميرا بيظهر أن الخناقة بتاريخ امبارح ده غير وش المدعي جوزيف اللي مدمر حرفيا بسبب الضري _عشان كده الحل الوحيد عشان ماتتحبسش علي زمة التحقيق أنك تخرج بكفالة بس الأهم أنك تتصالح معا أبن السفير هو ووالده موجودين في أوضة المأمور لو حابب الموضوع يخلص بهدؤ ممكن أروح واجبهم تتفاهم معاهم واظن ده الحل المناسب لوضعك ووضعهم. "!!

أدار وجهه عن الضابط وهو يشعر بنيران تحرقة فهو لن يسمح أن يصافح من تطاول علي زوجتة بالسب والضرب" وقال......

مش هتصالح معا حد الواد مد ايده علي مراتي ولو هتحبس فيها بردة مش هتصالح معا ولو الزمن أتعاد هعمل نفس اللي عملته بس وقتها هضربها علقة موت ومش هخلي في حته سليمة. "

تنهد الضابط بجدية......أنا طبعا مقدر اللي بتقوله بس مفيش أي أثبات علي اللي حصل_وياريت تهدي أعصابك عشان متدخلش نفسك في متاعب أنت في غنا عنها"

نظرا للضابط بحنق وكان علي وشك التحدث لكن ميسان حاولت التخلص من ذلك المأذق وقالت للضابط برسمية.....

زي ما ابن السفير عنده دليل علي أن درغام تطاول علية أمبارح الساعه عشرة فاحنا كمان عندنا دليل أن درغام في الوقت ده كان متواجد في مطعم في أكتوبر معا مجموعة من كبار رجال الاعمال في مصر وبالتالي تقدر تستعين بشهادتهم وكمان تستعين بتسجيل كاميرات المطعم اللي هتاكدلك أن درغام كان موجود في المطعم وأن المشهد اللي مقدمة المدعي جوزيف ومسنود عليه في اتهامه عبارة عن مشهد ملعوب فية ومتبدله التواريخ"

ولو قدرنا نثبت صدق كلامنا فابتالي ادعاء،جوزيف مش هيبقي ليه أي قيمة ووقتها هنرفع قضية تعويض عليه هو وأبوه."

حرك الضابط رأسة بفهم وقال.....

تمام أتفضلي معايا علي هناك عشان نتاكد من كلامك ولو طلع صح وقتها هيبقي ليكم الحق أنكم تطعنوا في الشكوة وتطلبه تعويض. "وأنت يا درغام بيه هتفضل في مكتبي ألحد ما أرجع وهطلب من العسكري يدخلك حاجه تشربها."

نهض الضابط بصحبة ميسان وذهبا._

»»»

في وقت لاحق من اليوم كانت ميسان عادت معا الضابط بعدما حصلت علي مشهد الكاميرا الذي، يثبت وجود درغام لليلة امس في المطعم"ودعوا السفير معا ابنه وجعلوهم يروا تسجيل الكاميرات الذي ينفي ادعاء جوزيف_مما جعلا السفير ينظر إلي ابنه بغصب علي ذلك الموقف الذي عرضه له أمام المأمور والضباط _مما جعله يمسك أبنه من منتصف ذراعه محدثة بحده بالغة العربية فهو مقيم في مصر منذ اكثر من خمسة عشر عاما مما جعله يتعلم الغة ويتحدثها أيضا.....

عجبك كده حسابي معاك بعدين نخرج بس من هنا وهتمشي علي فرنسا ومشوفش وشك هنا تاني كفايه مصايب الحد كده. "

تقدمت إليهم ميسان ووقفت أمامهما متحدثة بثبات..... أحنا دلوقتي نقدر بكل سهوله نرفع عليكم قضيتين واحدة تزوير في سجل الشهادة وواحدة تعويض عن البلاغ اللي ملوش اي اساس من الصحه لان بكل سهولة أبنك فضل اكتر من شهر ساكت ومبلغش وجاي دلوقتي يعمل لعبة ومزور في تاريخ الفيديو وعايز يحبس بيها درغام. "

رمقها جوزيف بحدة بينما درغام تقدم منه ومد يده ولمس وجه جوزيف الذي تراجع خطوة للوراء بتسرع مما جعلا درغام ببتسم بسخرية قائلا.....

متخفش كدة أنا مش هضربك أنا بشوف مين المعلم اللي عمل فيك كده. "؟

قاطع السفير حديثة ووقف أمام درغام محاول تهدئة الوضع والتخلص من تلك الأزمة......

ياريت تقبل اعتذاري الخطا اللي أرتكبه المعتوه ده حسابه عندي_وكمان الظابط بلغني بالسبب اللي خلاك تطاول علي جوزيف بالضرب من شهر رغم أني أنزعجت جداا من اسلوبك بس ده مايمنعش أن كان عندك حق في اللي عملته."

عقد ذراعيه أمام عضلات جزعه العلوي عاقد ملامحه بجمود وقال...... اللي عملته في قرصة ودن وياريت تخليه ميقربش مني والا من حد من أهلي عشان المره الجايه هبعتهولك جثة علي بلدك"وقبل ماتقولي أني بهددك لاء أنا بس بفهمك اللي أقدره أعمله وبما أنك عشت في مصر وكمان بتتكلم لغتنا فااكيد عارف أن ضرب الحريم عندنا عليه ضريبه أحنا صعايده واللي يمد أيده علي وحدة من حريمنا بنقطعله أيدة ورقبته كمان "!

بلع العجوز لعابه وحرك رأسه بفهم وأستدار إلي جوزيف وقال.....

سؤال واحد وتجاوبني عليه مين اللي عمل فيك كده وليه دلوقتي بالذات قررت أنك تبلغ عن درغام ليه مبلغتش من يوم ما تطاول عليك."

تنهد بجمود غير أبه بمركز والده وقال.....

ديه بسبب خناقة بيني أنا وواحد صحبي أمبارح علي برتيتت أومار وبصراحة كده كنت محتاج فلوس ضروري وده السبب اللي خلاني أفتكر خناقتي معا درغام وبلغت عنه عشان أسومه أنه يديني فلوس مقابل أني اسحب الدعوه. "بس في الحالتين درغام اطاول عليا ومن حقي أني أبلغ عنه ياريت أنت تمشي وتسبني أتحاسب معا."

تتحاسب معا مين أنت الخمره والأمار لحسه عقلك دقيقة والقيك ورايا في العربية وبكرا الصبح هترجع فرنسا عشان خلاص زهقت من قرفك.!!

غادر الحجرة بعدما رمق أبنه بحدة بينما درغام تقدم إلي جوزيف ورمقها من الأعلي للأسفل وتحدث بحنق.......

روح للي عمل فيكي كده يا نوغه وبلاش تيجي علي سكتي تاني عشان المره الجايه مش هيبقالك فرصه تقف فيها ادامي لأن هكسرلك رجلك قبل أيدك."

أخذ جوزيف نفسا عميقا وقال بثبات....

أنا ممكن أتنازل عن البلاغ بس ده لو دفعتلي أتنين مليون دولار اظن ده مبلغ بسيط بما أنك مليونير. "

فرك لحيته ببسمه خافته بعدما علم ماسبب تقديمه للبلاغ الأن ثم عاود النظر له وقال بجمود......

أتنين مليون دولار ليه حد قالك عليا بلاقي فلوسي في الأرض وبعدين بدل ما ادفعلك أتنين مليون لواحد فاشل زيك ماروح أبني بيهم مستشفيات للاطفال والا أتبرع بيهم لمشاريع خيرية علي الأقل هكسب ثواب مش هشيل ذنب. "

ساندته ميسان بقول.....

بص شكلك كده مش فاهم أنت دلوقتي بلاغك كاذب واقدر بكل سهولة أحبسك فاخدها من قصرها وأرجع بلدك خلينا ننهي الموضوع كلها واظن كده احسلك وأحسن لسمعت والدك. "

نهض الضابط ورمقه ببرود بعدما علم القصه وما فيها وقال.....

اسمع يابني أمشي معا والدك قبل مايعمله بلاغ ضددك ووقتها والا هتقدر تعيش في مصر والا هتقدر ترجع فرنسا القرار ليك يااما تفضل واقف كده ونعمل ضددك بلاغين يااما تمشي معا والدك. "

ظلا جوزيف يفكر فيما سيفعل وبعد مدة من التفكير قرر الأنساحب والذهاب بينما ميسان أكملت الأجرءات لذهاب درغام من قسم الشرطة "وبعد مرور ساعتين عادو معا بعضهما إلي بيت العائلة."