رواية مروة المنياوي الفصل الرابع بقلم مصطفى محسن
فجأة ظهر كيان على شكل دخان، وقرب من أحمد وهو نايم…
الدخان بدأ يدخل في جسمه ببطء، والدكتور ممدوح واقف مصدوم، مش قادر يتحرك من مكانه،
أما ليلى فكانت قاعدة في الركن، بتقول كلام مش مفهوم… طقوس وصوتها كان طخين مرعب.
فجأة أحمد قام من النوم مفزوع، عرقان وبيبص حوالينه بخوف.
بصّ للدكتور وقال له:
ـ "هو إيه اللي حصل لي يا دكتور؟"
الدكتور ممدوح حاول يبان طبيعي وقال له:
ـ "مفيش يا أحمد… إنت بس كنت نايم حاسس بإيه دلوقتي؟"
أحمد قال وهو ماسك دماغه:
ـ "حاسس إن جسمي متكسر… وعنيا مزغللة شوية."
ممدوح قال له:
ـ "ده طبيعي، متقلقش. تقدر تروح دلوقتي، وبُكره نكمّل الجلسة."
وبالفعل أحمد خرج من العيادة، لكن أول ما الباب اتقفل… مروة ظهرت ورا الدكتور ممدوح فجأة.
ممدوح اتخض وقال لها:
ـ "إنتِى عملتِ إيه يا ليلى؟"
ليلى ابتسمت ابتسامة مرعبة وقالته:
ـ "أنا؟ ولا حاجة."
ممدوح قالها
ـ "لأ، في حاجة. أحمد ماكانش طبيعي وهو ماشي!"
ليلى قالته بصوت مرعب:
ـ "قلتلك ماعملتش حاجة"
الدكتور بصّ لها بخوف وسكت… بس جواه كان حاسس إن اللي حصل مش بسيط.
تاني يوم الصبح، أحمد صحى من النوم وهو حاسس بنشاط غريب!
مافيهوش أي وجع، بالعكس… حاسس إنه خف من كل الأمراض اللي كان بيعاني منها.
راح الشغل وهو مبسوط، لكن بعد شوية… بدأ يسمع أصوات في ودانه.
صوت همس بيقول له:
> "مراتك بتخونك…"
"أصحابك بيغيروا منك…"
"أختك بتكلم شباب…"
"أخوك طمعان في الورث…"
أحمد مسك دماغه وقال في نفسه:
ـ "إيه الهبل ده؟ إيه الأصوات دي؟"
مسك الموبايل بسرعة واتصل بالدكتور ممدوح قاله:
ـ "يا دكتور، أنا بسمع أصوات بتقول كلام غريب… بتقول إن مراتي بتخوني وأخويا طمعان في الورث!"
الدكتور رد بهدوء وقال له:
ـ "ما تقلقش يا أحمد، دي مجرد هلوسه. بُكره في الجلسة احكيلى كل حاجة."
بعد الشغل، أحمد رجع البيت.
وهو داخل سمع مراته بتتكلم في الموبايل، وأول ما شافته… قفلت بسرعة.
الشك بدأ يدخل قلبه، بس حاول يهدّى نفسه.
قرر يتعامل عادي وقال لها:
ـ "تعالي نروح ببت أمي النهارده."
وبالفعل راحوا بيت والدته، وهناك شاف أخوه بيدور في ورق قديم.
الكلام اللي سمعه في ودانه بدأ يرجعله اانى:
"أخوك طمعان في الورث…"
احمد سأله:
ـ "إنت بتدور على إيه؟"
أخوه رد ببرود:
ـ "حاجة تخصني أنا، مالكش دعوة."
أحمد سكت، بس قلبه بدأ يدق بسرعة.
دخل أوضة أخته شيماء، لقاها فاتحة اللابتوب وبتكتب حاجة،
وأول ما شافته قفلت الشاشة بسرعة.
سألها:
ـ "بتعملي إيه يا شيماء؟"
قالت له:
ـ "ولا حاجة… بخلص شغل."
حس بزغللة بدأت تيجي في عينيه، فخرج وشرب كوباية ميه وقعد في الصالة.
وقال لهم:
ـ "أنا نازل أشوف أصحابي شوية."
نزل وقعد مع أصحابه في القهوة، لكن الأصوات رجعت تاني وقاله.
"أصحابك بيغيروا منك…"
"مش عايزينك تنجح…"
"كلهم بيكرهوك…"
احمد قرر يختبرهم وقال لهم:
ـ "أنا بفكر أسافر السعودية أكون نفسي هناك."
أصحابه قالوا له:
ـ "ليه تسافر وتتغرب يا أحمد؟ خليك هنا مرتاح، السفر تعب ومش مضمون."
وقتها أحمد بدأ يقتنع إن الكلام اللي بيسمعه حقيقي…
الأصوات كانت صح.
الكيان اللي دخل جسمه بدأ يسيطر عليه بهدوء…
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
