رواية مروة المنياوي الفصل الخامس بقلم مصطفى محسن
أحمد قعد في أوضته بعد ما خرج من القهوة، كان بيفكر في الناس اللي حواليه... والأصوات اللي بيسمعها.
أحمد قال في نفسه:
ـ "لو الأصوات دي حقيقية، يبقى لازم اتاكد بنفسى."
بدأ يعدّ في دماغه الناس اللي حاسس فيهم بالخيانة:
بدأ يفكر في مراته وتصرفاتها معاه، وليه بتتوتر لما بتكون ماسكة الموبايل.
وفكر في أخوه اللي الطمع مالي عينيه وعاوز يكتب البيت باسمه.
ولا أخته اللي مقضيّاها مع الشباب ومش لاقيه حد يلمها.
وأصحابه اللي بيحقدوا عليه ومش عاوزينه يكون إنسان ناجح.
بدأ الصوت يرجع في دماغ أحمد وقاله:
"ادخل دلوقتي، وشوف موبايل مراتك... هتلاقيها بتكلم عشيقها."
أحمد اتعصب وخرج من الأوضة وراح لمراته وقالها:
"عاوز من إيدك فنجان قهوة."
ولما خرجت، فتح الموبايل ولاقى محادثات غرامية.
أحمد اتعصب، ودخل المطبخ وجاب مراته من شعرها وقالها:
"إيه ده يا ست هانم؟ أنا مش عاوز أشوف وشّك في البيت ده تانى... وانتي طالق!"
مراته قالتله:
"إنت مش إنسان طبيعي، إنت مجنون!"
وسابته، وخدت شنطتها ومشيت على بيت أبوها.
أحمد دخل قعد في الصالة، ولّع سيجارة.
وسمع نفس الصوت بيقوله:
"أوعى تنسى أخوك الطماع اللي عاوز يكتب بيت العيلة باسمه اخوك مزور ورق عشان ياخد بيت العيلة اوحده."
أحمد اتعصب وقال:
"وأنا مش هسيبه يتهنى بالبيت لواحده!"
تاني يوم...
الباب خبط.
أحمد فتح، لقى أخوه أشرف.
أحمد بصله من فوق لتحت وقاله:
"خير، عاوز إيه؟"
أخوه قاله:
"إنت طلّقت ناهد ليه؟"
أحمد قاله:
"عشان شبهك... خيانة وطماعة!"
أشرف قاله:
"احترم نفسك، أنا أخوك الكبير، ومينفعش تتكلم معايا بالشكل ده."
أحمد ضحك وقاله:
"أخويا الكبير اللي بيزوّر ورق عشان يكتب بيت العيلة باسمه، صح؟"
أشرف قاله:
"إنت مجنون؟ مين قالك الكلام الأهبل ده؟"
أحمد قاله:
"اللي بقوله مش هبل... أنا عرفت كل حاجة!"
أشرف قاله:
"أنا جيت هنا عشان أقف جنبك، ومسبكش لوحدك... بس الظاهر فعلاً زي ما ناهد قالت، إنك اتجننت!"
وأخوه خرج وهو غاضب من أحمد.
أحمد سمع نفس الصوت بيقوله:
"أخوك حاطط الورق المزور في مكتبه اللي في الدقي."
أحمد نزل بسرعة من البيت، وراح مكتب أشرف اللي في الدقي.
ولقى السكرتير هناك.
أحمد قاله:
"أشرف بعتني عشان آخد ورق من المكتب."
السكرتير قاله:
"اتفضل يا أستاذ أحمد."
أحمد دخل وبدأ يدور لحد ما لاقى ورق مزور فعلاً.
ساب الورق وطلع على قسم الشرطة، وعمل محضر بالتزوير.
الشرطة راحت معاه المكتب، ولقوا فعلاً الورق.
وقبضوا على أخوه.
أحمد رجع شقته وهو مبسوط إنه بيظهر الحقائق.
ولقَى مكالمة من والدته.
أمه قالتله:
"ليه يا ابني تعمل كده في أخوك؟ حرام عليك!"
أحمد قالها:
"ومش حرام عليه يزوّر ورق ويضحك علينا؟"
أمه قالتله:
"يا ابني، كله ده كذب! أشرف أخوك طول عمره بيحبلك الخير!"
أحمد قالها:
"خير إيه؟ ده ابنك مزوّر وكان عاوز يضحك عليا!"
وقفل الموبايل في وشها.
الصوت رجع تاني وقاله:
"يا أحمد، إنت نسيت أختك؟
لازم تحميها من اللي بتعمله... أختك هتضيع، لازم تلحقها!"
بعدها بكام يوم...
أحمد خرج وراح على شقة والدته.
خبط على الباب، وأخته شيماء فتحت.
أحمد بصّ لها وقالها:
"فين اللابتوب بتاعك؟"
شيماء قالتله:
"ليه يا أحمد؟ عاوز منه إيه؟"
أحمد قالها:
"متسألينيش ليه! فين اللابتوب الزفت بتاعك؟!"
شيماء صرخت وجريت على أوضة أمها واستخبت في حضنها.
أمه قالتله:
"عاوز إيه من أختك يا أحمد؟ مش كفاية اللي عملته في أخوك؟!"
أحمد قالها:
"أنا بحميكم من شرّ نفسكم!"
أمه قالتله:
"اطلع برا البيت، ومشوفش وشك هنا تاني!"
أحمد قالها:
"حاضر، مش هتشوفي وشّي... بس قبلها لازم آخد اللاب بتاع بنتك اللي ماشية مشي عوج!"
أمه قالتله:
"اخرس! أختك أشرف من أي واحدة!"
أحمد قالها:
"أنا هثبتلك دلوقتي حالًا!"
دخل الأوضة، وفتح اللاب، وبدأ يطلع لأخته شاتات مع شباب.
وقال لأمه:
"اتفضلي شوفي بنتك، شايفة بتعمل إيه؟ عاوزة تفضحنا!"
أمه قالتله:
"أختك مش بتكلم الشباب عشان بتحبهم، وده شغلها في الشركة اللي شغالة فيها!
اطلع برا البيت، ومش عاوزة أشوف وشّك هنا تاني أبداً!"
أحمد خرج وهو متعصب، وخبط الباب وهو ماشي.
أحمد ركب العربية، وهو قاعد نفس الصوت رجعله تاني وقاله:
"إنت كده حلّيت كل المشاكل، فاضل مشكلة واحدة بس... أصحابك.
دول بيحقدوا عليك ومش عاوزينك تعيش في خير أبداً."
أحمد طلع الموبايل، وبدأ يتصل بأصحابه واحد ورا التاني.
يهزقهم ويقولهم:
"مش عاوز أعرفكم تاني!"
وعمل كده مع كل أصحابه.
أحمد رجع البيت، خد شاور، وخرج قعد في الصالة.
النور قطع...
أحمد فتح كشاف الموبايل، لاقى قدامه ليلى!
أحمد وقف وبدأ يرجع لورا.
ليلى قربت منه ومسكته من دراعه وقالتله:
"متخافش... أنا اسمي مروة المنياوي.
أنا اللي كنت بساعدك عشان تاخد حقك من كل الناس."
أحمد كان مذهول ومش مصدق اللي بيحصل، وقالها بصوت متقطع:
"هو... هو... انتي حقيقية؟"
مروة ابتسمت ابتسامة شيطانية وقالتله بنبرة مرعبه:
"أمال كنت فاكرني خيال ولا إيه؟"
أحمد واقف مرعوب، مش قادر يتنفس، وقالها وهو خايف:
"انتي عاوزة مني إيه؟"
مروة قربت من ودنه وقالتله بصوت واطى:
"أنا مش عاوزة منك حاجة... خلاص اللي كنت عاوزاه أخدته."
أحمد بلع ريقه وقالها:
"يعني إيه؟"
مروة ضحكت ضحكة هزّت المكان كله وقالتله:
"أنا ضحكت عليك، وخليتك تخسر كل الناس اللي بتحبك.
أنا استمتعت بيك... لأنك إنسان ضعيف."
وشكلها بقى مرعب جدًا.
أحمد وقع على الأرض، ومسك راسه، وبدأ يضحك ويعيط في نفس الوقت.
الأصوات بقت تعلى أكتر وأكتر... لحد ما فقد الوعي.
تاني يوم الصبح، لقوه احمد قاعد على السلم بيكلم نفسه.
ولا حد فاهم حصله إيه.
نقلوه مستشفى أمراض نفسية...
وقاعد هناك لحد النهارده.
