رواية ساقي الود الفصل الواحد والخمسون بقلم هاله ال هاشم
يقول احدهم : أولئك الجنوبيّون الذين يصفون الفراق بعبقريةٍ لغويةٍ فريدة ،لا توجد لغةٌ في العالم قادرةٌ على تجسيد معنى الفقدان كما يفعلون، كقولهم:
گاضي إنه مابياش لچمه
چـا مو دريتو الشوگ ذمّه
عله فراگكم ياهوه أحشمه
كون الهوه يلتم والمه.
لذلك، يتفوّق الجنوبيون دائمًا في تصوير المأساة.
طرّ الفجر وانطر دليلي
على غيابكم ودّعني حيلي
گلبي جزع، ظلّ يشتكيلي
تعاركن فصّ عيني ويّه ليلي
______ود_____
احس گلبي راح يطلع من بين ضلوعي لمن سمعت الولد كال " عايش" وكأني كنت اركض من مسافة بعيدة وبنفس متواصل و فجأة وكفت ، انهدلن اكتافي بتعب واحس حيلي تبدد مديت ايدي افرك يسرتي و احس الدكات تضرب بچفي ، يبست شفايفي من الخوف والارتباك ، وجهت نظـراتي لكفاية الي اجتني بخطوات مسرعة حاوطت چتفي و كعدتني لزمت ايدي تهديني :
كفاية :: اسم الله حبوبة يواشج ويا نفسج شفايفج زركت امشي دلة جيبلها ماي
-تقرب مهران يباوعلي بقلق و التلفون بعده بأيده :
مهران :: يواشج ، مدام بعده عايش حمدي الله
-رجـع يكمل حديثه ويا الولد و اخذ الصالة روحه جيه ، الكل متجمهر حوله ، البدوية تهاوت و كعدت ، سأله بتوتر:
مهران :: بويه هسه انتم وين احنا نريد ابنـا ، انطيني المچان و احنه نجيك
-صدمني جواب الشخص :
الشخص :: ما اكدر انطي المچان ، انه بس احب اطمنك الولد عايش و تجاوز. مرحلة الخطر كلها ايام يتشافى و يكدر يمشي على رجليه و يجيكم
-ظل يحاول وياه و يترجاه لكنه رفض رفض قاطع بأن يدلي بأي معلومة و من خلال اصراره بالرفض و صوته الخافت المرتبك عرفنا غيـاث بعده بنهـر العز
مهران :: زين بس ناوشه التلفون ، خليني اطمن عليه و احاجيه اشوفن صوابه وين ، تعدى مرحلة الخطـر اخافن محتاج مستشفى ؟
الشخص :: موش يمي ، انه بعيد ، انه جيت هنا خاطر الشبكة لان يمنا مامش بس اطمن هو صح چان مخطر بس هساع تعده مرحلة الخطر.
-هز راسه مهران بتأييد و بترجي كاله :
مهران :: زين يبوي تگدر ، تسجلّه صوت يكول انه عايش و توديه النه ، خاطر نطمن لان حالة امه و عيالة ما تسـر .
الشخص :: ان شاء الله ، انه اروحن هساع .
-سده وراح و كعد مهران بتعب ، انهدلن اكتافه مثل واحد چان يخوض بمعركة ، مسح قطرات العرق عن وجهه و حجى بتعب :
مهران :: نحمد و نشكره على سلامته اهم شي عايش ويشم الهوه
وجهت البدوية كلامها لمهران :
البدوية :: معناتها بعده بنهر العز ، جهز حالك و امشينا لشيخ فلان ****
مهران :: ما اكدر اخطي اي خطوة تعرضه للخطر ، انه شمعرفني الناس العدهم شنو هم مطلوبين للحكومة للعصابات ، وهم ماعرف هو شلون تصاوب ؟
-و الحـل ، خوما نتركة و نظل صافنين ؟
مهران :: خلينا ننطر الدليل الي يكول عايش منهو يگول ما يطلع واحد علاس او يريد يستدرج واحد بينا لذاك الصوب او يجوز ابنه عدهم و راد يساومنا بي
-انتفضت بأنفعال :
و ليش هاي الفرة كلها ، امشي نقدم دعوة و الحكومة تحدد الموقع
هز راسه :
مهران :: لا ما اكدر اجازف بي ، هذول ناس خارجة عن القانون اي حركة زايده من عدنا يچتلوه هاي اذا صدك عدل .
-رجعلي القلق وگلبي ينغزني بخوف من شكك بمسألة حياته ، صحت بعصبية :
يعني شلون نستسلم ؟
مهران :: لا بس ننتظر .
كمت و اني اخذ تلفوني منه : بس اني ما اكدر انتظر رجعت اتصلت و طلع مغلق ، باوعلي بعتب :
مهران :: يبوي مقدر وضعج و خوفج و قلقج عليه ، يشهد ابو فاضل انه خايف اكثر منج لچن الولد كلامه صحيح هاي المناطق فعلاً ما بيها شبكة .
-حسيت بالعجـز ، حملت نفسي و طلعت ، ظلوا يصيحون وراي بس ما التفتت اشرت لخنجـر يتبعني صعدت و آني ابالي فكرة ، يمكن ما تكون مثمرة بس كلت اجـرب حظي ،
وصلنـا لبيتنا ، تلگتنا فاطمة بيدها حسـوني و تتسائل بلهفة :
فاطمة :: بشـروا شصـار ، حصلتوا خبر من غياث ؟
بچيت و آني اتناوش الولد منها :
عايش .. عايش فاطمة بس ما اعرف شلون اوصلّه
اجـه صوته من ورايه :
خنجـر :: ذكري الله خويه و حمديه دام انه عايش الباجي سهل ، نشوفلنه دبره و نجيبه
-گمت اترنح من التعب ، جرتني فاطمة كعدتني :
انتحبت : محد ديستوعب حجم الوجعة البگلبي
فاطمة :: والله حاسين بيچ ، الله يلوم الي يلومج بس وضعج ما يسـّر حبوبة ، شو خليني احطلّج اكل اكيد على لحم بطنچ باعي حلگج صار ابيض
-اشكرج حبيبتي متقصرين ، اريد انام
فاطمة :: ارتاحي خيه ، ربي يبرد گلبج ، حسوني نعسان هسه بس تخلينه بفراشه ينـام
هزيت راسي بـ " اي "
اشكرج تعبتكم ويايه
-دخلت للبيتنا امشي بخطوات متثاقله ، لگيت بابا يفتر وعيونه تايهه ، اول مشافني صـاح :الحمـام وين ؟
اخذت بأيده و وصلته للحمـام ، توجهت لغرفتنا و خليت حسوني بسريره ، كعد اهز بي الى ان غُفى ، ما كدرت اكتم قهرتي بـعد احتضنت قميصة وانفجـرت بنوبة بكـاء احس بصدري يتهشم ويه كل شهكه ، معقوله ما بقالي منك غير الأثر و عطر مسكي تفزز ذكرياتي ؟
حسيت على ايده وهي تطبطب على كتفي بحنية :
-محتاجته بابا
سليمـان :: لتخافين ، زلمتج سـبع ما يموت
-توسعت عيوني بدهشة :
تذكرته بابا ، تذكرت غيـاث
صفن بوجهي ثواني ، تثاوب و همس :
سليمـان :: فايت انـام
-مدري شلون اني هم غفيت بعباتي و شـالي ، فتحت جفوني على صـوت حسوني ، گمت بتعب احسني مريضة او يمكن لان الزاد ما فايت لحلكي ، غسلتله و رضعته ، طليت على غرفة بابا ما لگيته ، طلعت للمطبخ باوعت من الشباك واكف يم الولد ،
حتى ما غسلت وجهي ، رأساً رحت للتلفون اتصلت برقمه ماكو جواب ، لحظـات و دخلت فاطمة بيدها جدر
فاطمة :: ركبت شلون برياني يلوك لهذا الحلك ، تعالي تغدي
-هزيت راسي بـ " لا "
عاشت ايدج بس ما اشتهي
فاطمة :: شـلون بيج انتِ ، فكري بأبنج شنهو ناوين تيتمونه ؟
-تجمع الدمـع بعيني ، همست برجيف :
ليش تحجين هيج عفية
فاطمة :: ود انتِ ما شايفة حالتج ، ترى وضعيتج تخوف ، على سـاعة تطيحين ، هذا الجاهل ياهو الاله؟
-كلامج صحيح اني هم دا ازاحمج بي هالايام و انتِ عندج دراسه
فاطمة :: ياخية شسالفة چا غير اموتن عليه مونسني وعلي
-انحشرت غصة بزردومي من گالت ( وعلي ) ، خطرتلي بحة صـوته من يكُلي ( و علي احبنّج )
صبتلي ماعون و خلته گدامي ، كعدت گبالي و جبرتني آكل و اكلت بس گأن الزاد ينزل نار بمعدتي ، افكـر بي يا ترى شبعان لو جوعان هسه ؟
فاطمة :: ابنج من يكعد جيبي انه اغديه امس ضميتله تشريب دجاج
-هههه صدك فاطمة تشريب
فاطمة :: چا اظلن عليج توكلينه سيرلاك
-لا اطعمه اكلات بس مو تشريب خاف البهارات تأذي
فاطمة :: مالج شغل ، عمره ست شهر زلمة الله يحفظه وخليها ابالج ما يكبر الجاهل اذا مو اكل زين
-انتِ اليوم ممداومة ؟
فاطمة :: لا ما داومت ماعدنا شي و همزين باجـر عطلة يله اروح و اجيج العصرية اتعلل يمج
-اومأت ببطء، الظروف تكشف معادن الانسـان و كل الي ديصير بحياتنا هو درس نتعلم منه ، بهذا الظـرف عرفت لو الف الدنيا كلها ما الكـه بحنية خنجـر و فاطمة هواي ادعيلهم ربي يحرسـهم و يبعد عنهم العين ، گمت اتمشى بخطـوات تايهة و أَفكـر بيا طريقة اكدر اقنع الولد يساعدني حتى أرجـع غياث ؟
كعدت استذكر الكـلام الي گاله الي ، المكـان مو اي شخص يگدر يدخلّه واليدخـل ما يطلع منه بسهولة اذن مـاعندي طريقة توصله اليه غير اقنع الولد هو يجيبه الي ؟
العصرية سيرت فاطمة و جايبه وياها ماعون كيك ، تسولف و تحاول تطلعني من جـو الكآبة بس غصب عني جسمي وياها و خيالي سابح بغير مكـان ، فكري يمه يا ترى صدك عايش ؟ لو خاف هذا ملعوب ، اهز راسي واتعوذ من الشيطـان ،
ارجـع اتساءل زين ليش ما دزلي صوته ليش ما خلاه يتصل معقولة حالته سيئة لهذا الحـد ؟
لحد الليل ظليت احـاول اتصل و ارسـل مسجات ماكو كلمن راح لبيته و ظليت اتصـارع ويه وحدتي و افكار سوده تودي و تجيب بيه ، بيومها احسّ گلبي انفطر اخذت حباية ضغط و نمت ،
للفجـر كعدت على بچية حسوني جوعان ، باوعتله بقهر ، بله شنو ذنبـه ابوه ينفقد بأول عمـره و امه تايهه بلا عقل استغفرت ربي و سألته ينطيني القوة والصبـر بس حتى اتحمل لوعة فراقه و اكدر اداري وليدي ،
بعدما رضعته و رجعته لفراشه غفه ، توه گال الله و أكبـر توضيت ومديت سجادتي ، گوه امسكت دموعي وآني اصلي لان اعرف البكاء اثناء الصلاة من اجـل شيء دنيوي يبطلها ،
انهيت صلاة الفجـر و رفعت ايدي للسمـاء مكدرت اتحمل بعد انفجرت وفاضن المدامع سألت ربي الثبات والصبر ، دعيت يكون بخيـر فعلًا ،
لفيت السجـاده و گُمت احس ماعندي حيل ، كبرت الف سنة فوك عمري احاجيه بتعب : شسويت بيه غياث ؟
اخذت التلفون و دخلت على محادثته توسعت عيني من شفت الرسالة قُرئت ، بلا تردد اتصـلت عليه اجاني صوت الولد :
الشخص :: الـو .
-الو اخويه اني ..
قاطعني :
الشخص :: خويه ابنّكم زين ، بس يشد حيلـه يردلكم
بتوسـل سألته :
فدوة بس احاجيه ، او صورليـاه اريد اشوفه بعيني صُدك عايش .
بخفوت رد :
-ما اكـدر اصورنّه ، و كتلكم غاد مامش شبكة
-زين فدوه احجيلي ، شنو اصابتة ، هسه هو زين ؟
-خوية الزلمة طلع من حلچ الموت ، كلنا ما يعيش بس ربج كتبله عمر جديد
-يحجي واحس نغزات تنغز بكلبي ، اجيته بلا مقدمـات :
شگد تريد و توصـله اليه ؟
-خويه انه ما معتاز لفلوس ابنكم بس يطيب صوابه يجيكم
قاطعته ..
-انطيك **** بس عَبره اليه .
-سكت ثواني يفكر بالرقـم العرضته عليه و اعرف مو سهل يرفض هيج مبلغ ، بتردد جاوب :
- خليني اشوفن الوضـع بس خليها ابالج حتينه لو طلعته ما اكدر اعكب السيطرة .
-انت طلعلياه مناك و الباقي علينـا اني اوديله واحد يعبره و يرجعه
-زين شنهو اليضمن انتِ ما تخبرين عليه الحكومة؟
-بچيت ، توسلّته بيأس :
انت متفضل عليه ، اني اريد زوجي مالي دخل بيكم و لا بالحكومة
همهم بخفوت گال :
-خوش خليني اشوفن وضعي و اردلج خبر .
-بس لا تتأخر عليه فدوة
-ان شـاء الله .
سَده بوجهي و ظليت اندعي يوافق و متأملة بالمبلغ الي عرضته عليه ،
ظليت منتظـرة طـول النهار ، ايدي تشتغل بس عقلي شـارد مثل واحد مغيب عن العالم ، كل شويه اباوع للتلفون عسى ولعل واردني خبـر من عنده بنفس الوقت حسيت بتردد خاف السويته غلط و راح يطمعهم بينـا و ممكن يچلبون بي ، هزيت راسي انفض هاي الفكرة و اتأمل بكلام غياث سابقًا بخصوص الناس الي بهذا المكان لابد اكو ناس خيرة ، صفنت اسأل نفسي :
فرضًا الولد وافق يعبره الي زين اني اوديمن ، مهران لا مستحيل يروح وممكن يلومني على تصرفي ، زين منـو ؟
صدفـة اجتي عيني على خنجـر الي واكف بالطارمة اي ماكو غيرة اروح اتنخه بي لان هو الوحيد الي يعرف هاي الدرابين ، سبق و ان اشتغل ويه ابويه بهالمجـال لفيت حجابي زين و شديت العزم حتى احاجيـه ،
طلعت اشرتله ، اجـاني يهرول :
خنجـر :: كولي خويه آمريني .
-ما يأمر عليك ظـالم بس اريد احجي وياك بموضوع ضروري .
خنجـر :: خير ان شـاء .
-روح گدامي لبيتك خل اجيب ابني و اجيك
هز راسه و توجه لبيته ، رجعت اخذت ابني و رحتلهم تلكتني فاطمة الي چانت شايله كتابها تدرس اخذت مني حسوني و تبوس بي : خلي يمي وكملي دراستج .
فاطمة :: توني كملت ، انطينياه خل اتونس بس
-بين سؤال و جواب و چاي ، گلبي يدك بسرعة ،
اريد بس احجي ، وكأنه افتهم نظراتي راسًا سألني :
خنجـر :: آمريني خويه ؟
-باوعتلهم بتردد ، بس ماعندي حل ثاني لازم اتصـرف همست بتلعثم :
بالبداية اوعدوني الراح احجيه ميطلع برا
خنجـر :: افاا احجـي والج الامان ، و انتِ جربتيني صارلي شكد ويا ابوج
-الله يسلمك كول و فعل و اني اليوم انتخيك نخوة الاخت لاخوها ، اريدك تسـاعدني
خنجـر :: ركبتي جدامج خويه گولي امري .
-نزلن اكتافي بتعب مثل واحد شايل حمل ثكيل على ظهره القيت الكلام دفعة وحدة :
اني عرضت مبلغ عالولد و تقريبًا وافق بس متردد بمسألة عبوره ، هو يكدر يطلعه بس ما يكدر يتدنى للولاية .
توسعت عينهم بتعجب :
خنجر :: موهيج ياخوي انه مقدر خوفج و قلقج و احنا كلنا خايفين عليه غياث اخونا و زلمتنا بس منهو يكول الولد صادك بكلامه ، منهو يكول ما يطلع علاس و ما اريد اغثنّج منهو يكول هو فعلاً عايش جوز يريد يسا...
انتفضت ودموعي تتجاره على خدي :
عايش ، ميت اريده اريد ارتاح تعبت من الانتظار والتفكير و اذا متكدر تساعدني اعتبرني ما طلبت منك واني اروح
هز راسه بأسف :
خنجـر :: مع الاسف خويه هيج شايفيتني ، اخلي عرضي يروح لهناك .
-لعـد ساعدني ، اذا تعتبرني عرضك سـاعدني و رجعلي رجلي .
-فاطمة تباوع لحديثنا و ما نبست بحرف بس من نظرة عيونها فسّرت خوفها عليه و حقها اي مرة بمكانها تخاف بس اني بوضع ميئوس منه.
خنجـر :: هاي هي تم بس خليني انه احجي ويا الزلمة واجسن نبضة لان حسبالج الطلعة مناك سهلة لازم اتفق وياه شلون يعبره اليه و من يا منفذ
-تهللّت اساريري و من الفرحة رأسًا ناوشته التلفون ، اتصل بيه هسه
هز راسه بـ " لا "
خنجر :: خله هو يتصل بينا
-غيم وجهي بلحظة ، استرسل يفهمني :
خنجـر :: لا تستعجلين ، انه اعرف ذول شنهو ، ما اريد اخليهم يستغلونه
-بعد ما اتفقت ويـاه حملت نفسي و رجعت لبيتي لان حسيت فاطمة ضاجت لان ما شاركت بالحديث اني هم دا ازاحمهم بس ماعندي وسيلة ثانية ،
للفجـر كعدت على صـوت رنين تلفوني ، خفق گلبي من شفت اسمه على الشاشه تخيلت بثانيه هو دا ديتصـل بيه ، فتحته و مدري ليش دموعي نزلن ، اجـه صوت الولد بتردد :
-خويه منهو عندج يستلمه مني ؟
-بتلهف رديت : اخويه
-خوش خله هو يحاجيني .
-سده و اني خلال ثواني لفيت شـالي و عبرت لبيت خنجـر دكيت الباب بقوة ، دقائق و فتحلي طلع وبوجهه النعاس :
خنجـر :: خير ، خير خما بيج شي .
-مديتله التلفون و بنبرة لاهثة صحت :
اتصـل بي عفية ، كال خل يتصـل بيه
التقط التلفون من ايدي و رأسًا اتصـل ، ظل يحجي وياه و ياخذ و ينطي بأسماء مناطق مدري مكانات ماعرفتها ، يهز راسه و يرجع يسأله الى ان انهى المكـالمة ، التفت عليه بحيرة :
خنجـر :: والله خويه مبين صادك و حتى مبين مو كلش چبير بالعمـر ، عموماً هسه الموضوع يمي لليل نتفق على معبر و بأذن الله الفجـر اتوكل اذا ردالي خبر.
احس گلبي انفتح ممصدگة يعني صارت صدك و راح يرجعلي ، و رجعت راودتني فكرة سيئة خاف مو عدل خاف چذب خاف يردون يبتزونا او راح اعرض خنجـر للخطـر ، نبهني من شرودي صوته و هو يطمني :
خنجـر :: الچ الصـافي لا تهمين بعد
هزيت راسي بأمتنان و رجعت لبيتي جريت جنطة صغيرة وعبيتها بالفلوس الواعدت الولد بيهن ،
لحد المغرب تتلاطم الافكـار براسي حتى كفاية خابرتني مرتين و ما كدرت اجاوبها ، و اخيرًا اجاني خنجـر بالخبر الاكيد :
خنجـر :: هاي هي خوية اتفقت ويه الولد و الفجـر اتوكل
-ضميت وجهي و بچيت بحرارة من الفرحة
خنجر :: لا تبچين ان شاء الله يرد سالم
-ان شاء الله ثنينكم ترجـعون سالمين ، انتظرني لحظة
توجهت لغرفتي ، طلعت جنطة الفلوس و ناوشته : هذا المبلغ الي اتفقنا عليه
هز راسه بعدم رضـا بس مايكدر يعترض مثل بلاع الموس اخذهن و راح لبيته ، فاطمة ما شفتها شيء اكيد كاتلها القلق ، رجلها و بعدها عروس ، انبني ضميري هواي واندعيت ربي يرجعهم سالمين ،
ليلتها جافاني النـوم و الف فكرة سودة لعبت براسي لحدما غفيت بلا ما احسّ على نفسي فزيت على اول خيط من الصبح ، طفرت و اني اتعثر بالخطوة ذبيت شال على راسي و طلعت لگيت سيارته ماكو
رجعت للبيت اخذت التلفون و اتصلت عليه :
خنجـر :: هلا خويه
-انت وين ؟
خنجـر :: انه بالطريج ، ادعيلي خويه
-توصـل بالسلامه ، عفيه ابقى على تواصل وياي
خنجـر :: صـار و ما وصيج عينج على نفسج و على حسوني و فطيم لان الظلت تبچي .
-جريت حسـرة و كتله : ان شاء الله ترجع بالسلامة .
سديت الخط و جان بودي اروحلها بس حسيت نفسي خجلانه من المواجهة ، غيرت مساري و رجعت رجوع لبيتنا .
ظليت طول النهـار مثل الواحد الكاعد على جمر ، كل شويه اتصل بخنجر ويكلي وصلت لفلان مكـان لحد العصـر الامور تمـام ، شويه شويه بدأت تضعف الشبكة اخر اتصـال بيني و بينه كـالي ، انه راح انتظـر بفلان مكان
لان الولد بعده ما رادلي خبر بس يصير شي جديد اتصل بيج ،
صـار المغرب و بسرعة اقبل الظلام ، اتصلت بي ماكو شبكة عصف بگلبي القلق و ظلت الافكار السودة تراودني من جديد ، فزيت على صوت خطوات فاطمة الي مبين من وجهها جانت باچية :
فاطمة :: ما اتصل بيج
-لا والله ماكو شبكة
فاطمة :: گلبي ما مرتاح ، اهيس اكو شي موزين
-لا ان شـاء الله ماكو شي ، باوعتلها بندم :
اني اسفه سببتلج هذا القلق اني والله ضاكت بيه الوسيعة
حضنتني و بچت :
فاطمه :: لا تگولين هيج غياث حسبة اخوي مو بس ابن عمي و هو مربيني بس انه خايفه على خنيجر خافن يطيح بولد حرام
-ششش ان شاء الله ماكو هيج شي خنجـر سبع و راح يرجع سالم
من شفت الوقت تأخر و ماكو خبر قلقت كمت اراوح بمكاني ، نبت فاطمة :
خلينا نكل لابوي عاد اذا صار شي يتلاحكلهم
هزيت راسي برفض لان اعرف مهران راح يتعصب من تصرفي ، لحظات واجاني اتصال من خنجـر مدري شلون جاوبته بصوت خايف : الو
خنجـر :: الو خويه ، كوه حصلت شبكة خاطر اطمنج لا يظل بالج ماكو. شي ، منتظر الولد يجيبه ، خاف ما تحصليني تره ما اكدر كلساع اروح لمچان علمود الشبكة
-تمام الله يحميك بس عفية اول ماصيرلك فرصة خابرني
سديت الخط ، الوكت يمشي ببطء و كأن عقارب الساعة معاندتني ، منا القلق الاكل گلبي و منا فاطمة الحالته ما تسّر دمعتها ما نشفت وكل شويه تريد تتصل بأبوها وامنعها ،
لحد الفجـر ، غفت من البچي و التعب و الانتظار بينما الله انطاني يقضة موطبيعية مثل واحد مستعد لساعة الحسـاب ، وبعد طول انتظـار زحف بيها اليأس لگلبي و شعور الندم اجتاح حتى عظامي و آني اباوع للتلفون بترجي : الله يخليك اتصـل ، خلال ثواني من بعد ما انطفى اخر امل بيه اهتز التلفون بأيدي و اسمه عالشاشه ، شلته بتلهف : طمني
خنجـر :: ابشري
نشغت ودموعي جرت بحرارة على وجهي صرخت : جبته
خنجـر :: اي
-عليك الله تحجي صدك
خنجر :: خاب و الحسين هذا هو جدامي
-فدواااااتك ربي ، وين انتو ، عفية طمني ، شلونه ؟
خنجـر :: بس الله يسهل النه الطريق .
-شلونه ..؟
اطلق حسرة طويلة :
خنجـر :: بعون الله زوين ، انه جاي اسوق و الطريق وعر السموحة منج راح اسده
-تمام ، تمام بس ديربالك عليه
مثل واحد شايل حمل ثگيل حاني ظهره و مقيد حركته وسالب حيله ، مثل واحد چان كاتم نفسه و يسبح لمسافات طويله لحد الغرق و هسه يلا تنفس ، تهاويت للارض ساجدة اشكـر ربّ العالمين الي ما كسّر خاطري وحاشاه ما خيب رجائي ، على حسّ دموعي و شهكتي فزت فاطمة من غفوتها مهبوطة وبخوف تساءلت : ها شصـار ؟
ضحكت من بين دموعي و اني أشرلها لان ما بيه اكوم تقربت عليه شالتني وكررت سؤالها :
فاطمة :: شبيج رد عليج لو لا مو جمد الدم بعروكي .
-ولچ جابه ،، عايش ،، عايش هسه هم بالطريق
نشغت و ايدها على وجهها تبچي ، ادركت شكد جانت خايفة و ما بينتلي ، صاحت :
فاطمة :: گرة عينج ، رد زلمتج
-تحاضنا و ظلينا نبچي بدموع فرح ، افترقنا و كالت :
فاطمة :: لازم نخابر ابوي ود ، لازم يعرف
-هزيت راسي بـ " اي "
جرت تلفونها وهي تحجي وياي :
فاطمة ::خل الحك اخابره گبل لا يوصلّه خبر وياكل گلبنه چيف ما گلناله .
اتصلت على ابوها و اجـه صوته بخوف ، اشرتلها تفتح سبيكر لان اني هم قلقانه من ردة فعله :
مهران :: هلا بويه ، خير عسما شر متصلة هساع
-بأرتباك جاوبت :
فاطمة :: هاا لا بس
مهران :: شمالج ما تحجين
عينها عليه عرفت خافت من ردة فعله :
فاطمة :: لكوه بويه ، لكو غيـاث ..
-سكت ثواني كأنه يحاول يستوعب الصدمة ، سد الخط بوجهها التفت عليه بخوف :
فاطمة :: سداه
ابتسمت : عادي
فاطمة :: شفتي موش كتلج خل نكله ، هسه شراح يعمل بينا
-طبطبت على كتفها :
لا تخافين ، ما اخلي يحاجيج
-كعد حسوني يتململ واني احس روحي متبنجه ، اطرافي نمّلت هي حسّت عليه تعبانه تقدمت شالته و ظلت تلاعبه بين ما حضرتله الممة اخذتها هي رضعته
خلال دقائق وصـل مهران ، دخـل و عيونه صايرة بكصته بس كاتم غضبه وبلا مقدمات صاح :
مهران :: تفهمني الصـاير لو شنهي ؟
-ارتبكت فاطمة و تحججت بحسوني تودي بفراشه ، اما اني وكفت اعدل بشالي ، همست:
ارتاح و آني افهمك .
يباوعلي بأستغراب يمكن لأن شافني مرتاحة و اثر ابتسامة على شفتي ، رجـع كرر السـؤال بغير صيغة :
مهران :: فهميني بويه شني السالفه ، شنهي لكوه اجيت على وجهي من سمعت الكالته فاطمة
اومأت براسي مبتسمة : كلامها صحيح ، غياث عايش وراح خنجـر يجيبه ويجي .
عقد حاجبه بتساؤل :
مهران :: خنجـر ؟
-قصيتله كل الصـار من اول اتصالي بالولد لحد اللحظة الي خابرني خنجر و گال جبته .
باوعلي بنظرة عتب و هو يمّد ايده لجيبه عرفت راح يتصل بـ خنجـر ، لكه الجهـاز مغلق .
نزل التلفون و هو يگول مغلق .
-قبل لا تجي چـان تلفونه مفتوح
رد اتصـل على تلفون غياث نفس الشي ، قلقت :
همس بعتب :
مهران :: ما توقعت منج هذا التصرف ، كلش غلط السويتيه
-لا تلومني چنت خايفة .
مهران :: چـا انه موش خايف ؟ حسبالج العبرة هينه الطلعة من ذاك المچان سهلة ؟
-غركان و چلب بسباحة
مهران :: چـان من الممكن تغركين ناس وياچ ، او ياخذون خنجـر و يساومونه عليه
-الصار صـار ، لا تلومني بلا كلشي اني قلقت لان الجهاز مغلق .
مهران :: غلق الجـهاز امر بديهي ، شي اكيد جاي يعبرون من مچان لمچان .
-يعني شنـو ؟
اتراجـع للقنفه ذب عليها يجـر حسرات بتعب ، خله التلفون گدامه عينه تعلگت بالفراغ مثل واحد ديفكر اجتي فاطمة قدمتله الچاي و وكفت تعصـر بيديها رمقها بنظرة لوم ، جر كلاص المي بلل حلكٌه : سألته بخوف :
طمني ؟
مهران :: نظل نتاني والله كريم بلچن نحصل خبـر
-حسيته مثكل وجهه عليه ، خجلت من نفسي و تهوري بس محد يفهم شعوري ما چان بيدي حل غير اني اجازف حاولت اخلق حديث وياه و ازيل شحنات التوتر ، همست :
تتوقع لوين وصـلوا هسه ؟
جاوب بنبرة ثگيله :
مهران :: ما ادري ، غير يفتح تلفونه و اعرف هسه هم وين منهو يگول هذا الولد امان ، الله العالم اخافنّج ورطتينا و نوب يساومونه عليهم الاثنين .
-ارتعد گلبي جوه صدري و كل الفرحة الفرحتها قبل شويه تلاشت و اختفت ، من خوفي و قلقي و نظرات الملامه منه ، اتصلت و الحمدلله رنّ : صحت ها خنجـر انت وينك ؟
طفر من مكـانه و اشرلي افتح سبيكر ، فتحته صاح مهران :: وين انت
خنجـر :: ها عمي ، جريبين
مهران :: سهله ، حسابك من توصـل
-ضحك و گاله :
خنجر :: بخدمتك عمي
-هز ايده مستهزء رغم بالفرحة الي بينت بعيونه ابتسمت وضميت ابتسامتي من شفته يخزرني
من بعدما اكدلنا خنجر على سلامتهم ، تحررت من مسؤولية الصـار لان لو صايرلهم شي چان حملوني مسؤولية كل شي ،
باوعلي وصاح :
مهران :: شعدج واكفة ؟
-لعد وين اروح
مهران :: امشي ولمي نفسج و جيبي ابنج و تعاي وياي
-وين اجي
زفر انفاسه بقلّة صبر :
مهران :: وين يعني ، يمنا ببيت جده و عمامه ، الوادم متانيه خبر مني ، شتردين تصغريني و ابين ماعدي علم بالصار
هزيت راسي بـ " لا "
العفو و اني هم اعتذر منك لان تصرفت من راسي و بلا ما ارجعلك .
هز راسه بلا ما يجاوب و اشرلي اروح ، توجهت لغرفتي لميت كم غراض احتاجة لحسوني بجنطة ، و فاطمة هم تجهزت وياي ، حملنا نفسنا وصعدنا ويا مهران متوجهين لبيتهم .
وصلنـا للبيت و الكل تباوعلنا بترقب ، الى ان زفلهم الخبر مهران بلا ما يتطرق لتفاصيل ثانية ، بلحظة الكل انخبص بين فرحان بين مصدوم محد متوقع رجوعه
حضنتني كفاية و باركتلي و توجهن للمطبخ اما مهران وجه الولد يحضرون الذبايح لوجه الله تعالى و لسلامته
خلال وقت قصير تجمعوا العمام و الاقارب والجيران ، الديوان و البيت صـار يعج و يغص بالناس ، عيوني تلمع بفخر لمن شفت شگد ناس تحبه و فرحانه برجـوعه ،
عيوني معلگه عالممر الطويل المؤدي للطارمة والشارع وكل شويه الزم واحد من الجهال واسأله ، گلبي يضرب بقوة ، كأن الوقت توقف و العالم سكت بس صوت روحي العليله تناجي : وينه ؟
لحظـات قليله وصارت حركة غير مألوفه ، هوسـه وصوت رمي برا ، الجهال تتراكض و تصيح اجـه ،، اجـه النسوان تهلهل ، البدويه طلعت تركض للشارع :
البدويه :: رد سـالم ، رد سـالم
حسيت العالم رجـع يدور بس بسرعة قصوى اختفت الناس من حواليه ، روحي تركضله ، تعثر و ترد تگومله بس رجلي متحنطة و نبض گلبي يدك ببطء شديد دمعة حـارة نزلت على خدي ، شـعور بالظفر ، بالفرح والانتصـار .. " رجعلي " اهمس بصوت مجروح ..
رجعني لوعيي صوت زينب و هي تهزني حيـل :
زينب :: گرة عينچ حبوبة .. زلمتچ رد سـالم
-انهالت عليه التهاني و كل شويه وحدة تحضني ، ماعندي اي ردة فعـل سوى دموعي التدفق بغزارة على وجهي ، تمنيت عندي القدرة على الاختفاء و التسلل بين الحاضرين ، اريد اشوفه مو شرط هو يشوفني ،
دخلـوه عمامه للمضيف و من خلال الكلام عرفت صحته تعبانه و بطنه مشدوده ، احجي بداخلي متألمه : اه غياث شتشوف بعد ؟
البيت اصبح فوضى عارمـة ما ينسمع بس دوي الاصوات كنت كاعدة على نار انتظـر شوكت يحين اللقاء شايله حسـوني و عقلي شـارد رادوني اكل ما گدرت ما حطيت حتى المي بحلكي ، عيوني طايفة بالفراغ و عقلي سـارح اتخيل اللحظة الي راح اشوفه بيها لهنـاك ، دخـل مهران ، من شفته رأسًا وكفت و تعثرت بعباتي :
مهران :: اسم الله بويه شبيج زلمتج سبع طالع من حلچ الموت ، الحمدلله الي خله بدربه ناس اجاويد و الا چان راح بيها .
-همست و الدموع غوشت عيني :
الحمدلله .
مهران :: زلمتج محتاج الراحة وانه ابوچ ، وديت على خنجـر يجي يوصلكم لبيتكم هنا هوسـه و المضيف ما راح يفرغ منا لايـام ما يرتاح ،
هزيت راسي بـ " اي "
مهـران :: جيبي ابنچ و اتبعيني
كفاية :: خوش راح ازهبلكم غده و لليـل نسير عليكم خاطر نتطمن عليه
-اومأت بـ " اي "
بابا وين ؟
كفاية :: خليه يمنا بليل نجيبه ويانه
-چنت اريدهم بس يخلصون كلام حتى اطلع و اكحل عيوني بشوفته ، مشيت و احسّ الكـاع تروج بيه من جوه على لحظة اوكع ، تمـاسكت و هدأت گلبي المتلهف لشوفته لازم اصيـر قوية و اسنده بمحنته اي هيچ علمتني هاي الارض ،
وصلني مـهران للسيـارة ، توسعت عيني من شفته گاعد بالصدر، عيونه تعلگت عليه و على حسـوني شهكت بخنگه من شفت حالة وجهه والمرض المحاوط عيونه .
مهران :: لا حول و لاقوة الا بالله بويه عليش تثغبين الزلمة بخيـر كولي يا الله .
-فتح باب السيارة و همس بتعب :
غيـاث :: نطيني حسـوني .
مهران :: عيف الولد صوابك بعده خضر لا يلچمك .
همس وعيونه مثبتها على وجهي :
غيـاث :: ما يلچمني ، اريدنه .
-تقربت و اني اشهك بصمت ، خليت حسوني بحضني ، تناوشه بهدوء ، همس و هو يعصـر ايدي حيـل و عيونه سبحت بعيوني الحزينة :
غيـاث :: مشتاگلج .
-ابتعدت بس شفت خنجـر اندار و صعد يسوق ، فتحت بابي وصعدت وره ، الطريق كله يبوس بأبنه يشمه و يغص بالكلمه من يگله مشتاكلك ، اما اني ماعرفت اسكت و الشهكة اكتمها و تطلع من عيوني الفاضت مدامعها
وصلنـا للبيت ، نزلت اخذت الولد منه ، و اندار خنجـر يسنده ، استوقفه بلطف :
غيـاث :: رحم الله والديك خويه ، اكدر امشي
-عرفت ما يريد يراوينـي ضعفه ، دخلنه جـوه وخنجـر جاب الغراض الحضرتهم النه كفاية ، غده و خبز خلاهم بالباب و قبل لا يروح استوقفته :
-خنجـر ..
خنجر :: امريني خويه ؟
-رح اظل شايلتلك هالفضـل للموت ، انتَ اخويه الماجابته امي
لمعن عيونه بفخر ، حط ايده على ركبته :
خنجـر :: رگبتي الچ خويه ، انه رايح بس شتحتاجين خابريني انه اجيبنّه .
هزيت راسي بأمتنان ، طبگت الباب و دخلت ، اباوعله مرتمي عالقنفه مخلي حسوني يمه ، وكفت مجنحة ايدي على خصـري : عندي هواي مشـاعر اريد اعبر عنها الشوق ، الحب ، العتب و زعـل ذيچ الايـام ، كأنه افتهم عيوني مدلي ذراعه و بأبتسـامة ذابلة همس :
غيـاث :: تعالي بويه ، تعالي ذبي حمولچ كلهن على گلبي
-برطمت و ارتميت بحضنه متناسية جرحة ، لكن من شفته تشنج بعدت نفسي ، رجـع جرني لصدره خلاني اصرخ قهر كل ذيج الايـام يمسح على راسي بحنية جـر الشـال مني و ظـل يشم بيه :
غيـاث :: شگد خفت عليج .
-بعدت نفسي عنه و بنبرة معاتبة :
لو تخـاف عليه متروح
غيـاث :: لون ما اخافن عليچ چا ما رحت .
-عقدت حاجبي بتساؤل :
غيـاث :: تعبـااان
-سلامتك من التعب ، راح احضـرلك الحمام
لزم ايدي مانعني اروح :
غيـاث :: انه ما اكدر اسبح اخافن جرحي يلتهب .
-ميخالف ما اخلي مي يلوحك ..
مشيت گوة حاصرة البچية ، حالته ما تسـر ضعفان ووجهه مترب وين غيـاثي الحلـو ، وينه الي يگولون عنه من يمشي تهتز الكـاع جواه ، ناحل و ما باقي منه شي ، حضرتله منشـفه و تراك سحاب حتى يسـهلي طبابة جرحه ، اجيت لگيته غافي و فاتح حلگه ، انحشرت غصة بگلبي ، تمـاسكت رحت كعدته ، جـفل مرعوب ، لعـد ششايف هناك ؟
-اسم الله
مسح وجهي برفق ، وديت حسوني لسريره و رجعتله گومته امشيه للحمـام ، كعد على كُرسي ، سلت من جيبه ربطة الشـعر مالتي ، همس وهو صافن عليه :
غيـاث :: لو موش أثر منچ وياي جان انجنيت .
-بدموع جاوبته :
هنيالك ، لان اني انجنيت من شفت أثرك باقي و انتَ ماكو .
دنك راسه بحزن بديت اجرده من ملابسـه حسيتها مو اله ممزقة و بيها تراب ، خلعتهم عنه على كيف وحسيته يتألم من اقل حركة :
غيـاث :: گتلج ما اريدن اسبح ما اكدر
-بس تحملنّي شويه .
صفن بوجهي و هز راسـه :
غيـاث :: شلون سويتيها ؟
بعبوس تساءلت :
شسويت ؟
غيـاث :: جازفتي ، غامرتي ما اعرف شسميها شلون تحاجين الزلمة وتعرضين عليه فلوس ؟
-چنت مجبورة ، انتهت كل الحلول و هاي اخر وسيلة لانقاذك
غيـاث :: غلطتي
-يوو هم راح تاكل گلبي مثل عمك ؟
غيـاث :: عمي ؟
-هم لامني على تصـرفي رغم لو مو هاي الخطوة الله اليعلم شنو مصيرك
غيـاث :: عمي ما غلطـان ، بعملتج هاي چان عرضتي خنجـر للخطـر واحتمال چان طمعتيهم و ساوموكم علينا ،
-لو مو هيج چـان ما رجعت .
غيـاث :: چنت راح ارجـع ، انه وعدتچ
-وانه و وعودك صفيت بلايه وعدك !
غيـاث :: ها هيچ صـارت
-انت شتگول ؟
نقر على جبيني بخفه :
غيـاث :: حسابج بعدين .
-الموضوع مو مستاهل و الولد مبين زين .
غيـاث :: انه ما انكر هله ناس اجاويد خذوني و عالجوني لچن يابنت الناس النفس أمارة بالسـوء و انت عارضة مبلغ موش هين ، لنفرض سولف لجماعته و مثل ما اكو الزين اكو الموزين بذاك المچان لو لا سـامح الله طحتي بيد من لا يرحم چان راح بيها الزلمة لا صوج و لا ذنب .
-هسه المهم انتَ رجعت
باوعلي يحاول يخفي ابتسامته :
غيـاث :: ما انكـر السويتيه ما تسويه غير الاصيلة اخت رجال بس هذا تهور ديربالچ بعد تتهورين
-من تبطل تتهور انت اگعد عاقلة
غيـاث :: و علي لو مو صوابي حـار چان علمتج شلون تعاندين .
-صـارلك شگد متصوب ؟
غيـاث :: مصـار چثير.
-لعد قبلها وين چنت ، شلون تركتنا كل هالمدة ؟
دار وجهه متقصـد يتهرب مني :
غيـاث :: مو مهم وين چنت ، جيبيلي مكينة حلاقة
-ماردت الح وياه بالاسئلة لان اعرفه ما يحجي الا بالوقت الي يقرر هو يحچي باوعت لوجهه صح محتاج حلاقة وحتى شعره صاير فوضوي ، جبتله مكينة الحلاقة راد يحلق لروحه منعته
اني احلّقلك ..
صاح بأبتسامة :
غيـاث :: چـاربحنه طارت اللحية
-تخصـرت گدامه :
خاف مترضى ، ترى اتعلمت اخفف اللحية من زمان لخاطر بابا
باوعلي بنفس النظرة القديمة :
غيـاث :: خيعونه بابا ، ارضى ليش مـا ارضى
-اي قشمرني ، قشمرني شوف دكلك صح فرحت بجيتك بس مو معناتها انتهى حسابك وياي
غيـاث :: زعلانة عليه ؟
-هزيت راسي بـ " لا "
مزعلانه بس هم ما راضيه
ضحك ..
غيـاث :: حقچ بويه المراضاه يرادله حيل
-نسيت صوابة وضربته بكتفه :
ولا تجوز من سـوالفك
غيـاث :: اخ اشتعلت صفحة ابوچ
-تستاهل ، اسكت خليني احلّقلك ترى اطير السكسوكة
غيـاث :: لا بويه راح اصيرن عاقل .
-بديت احلقله وجهه على كيف لان نظـراته وترنّي ، مرة يباوعلي بشـوك و مرة بندم و مرات هواية نظرته تتحول لقهر و أكـو سر كلش چبير وره صفنته ، ما انكـر وجودي بهالقرب منـه ، انفـاسه ، نظـراته ايده الي حررت خصلات شـعري و صار يفرد بي ، ابتسمت : لااا ليش فتحته مو يضايقني ؟
غيـاث :: مشتاگله ، ليلي الاسـود الاحبنه .
-توقفت ثواني ، اتمعن بوجهه :
طلعتك عريس بعد شتريد ؟
غيـاث :: اريدنّچ ..
-احـم ، شسمـه خلي اسبحك ، سبحه عالناشف ، ههه جرنّي وهو يهمس بصوت مجروح :
غيـاث :: متدمـرة وردتي ، هيچ فراگي يأذي ؟
-انحدرت دمعتي و خرج صوتي متشظي :
فراكگ هدمنّي
غيـاث :: عسـاني بال...
-حطيت اصبعي على حلگه :
عسـا عمرك طويل
شهكت و ابتلش يسكتني و من ضاقت بي السـبل مازحني :
غيـاث :: وراچ سبح يـو لا مو جتلني البرد
-يوو نسيت هههه
غيـاث :: عوينة ابوچ
مسحتله جسمه بمي دافي ، و بالگوه غسلت شعره بلا ما ينزل شامبو على جرحه ، سـاعدته يلبس ملابسه و رجعته للصـاله ، شغلتله الصوبه ، جـر حسـرة طويلة :
غيـاث :: هسه اهيس ردتلي الروح
-راح اخليلك أكـل
غيـاث :: الي و الچ
ابتسمتله .. صـار .
حطيت الصينية على طبله گدامه .
غياث :: حسـوني وين ؟
-نايم
غيـاث :: يابه شمتت على شوفته
-اسم الله عليك ،، ظليت افلّس و اخلي گدامه ما اكل الا شي قليل ، شلت الاكل و راح يغسـل ، شرب چـايه و نام
من سبحته انتبهت يحتاجله ضماد ، خابرت خنجـر يجيبلي المستلزمـات الاحتاجهم ، استغليت فترة نومته نظفت البيت و بخرته و سبحت حسوني وسبحت كل شـويه اطل عليه ممصدگه صـار كدامي عبالك حلم وتحقق ،
فرشت سجادتي و صلّيت الشكر ربي نطـاني مرادي ، اندك الباب ، عرفت اجـو ، لفيت حجابي وطلعت بابا و مهران و كفاية ، فاطمة و خنجـر ، هارون و زينب وجايبين سمـره هم ، وجايبين عشـا و مسـواك ، انشـرح گلبي بهاي اللمة ، رغم المناسبة المتجمعين بيها حسيت بدفو عبالك يوم عيـد ،
دخلت سمرة تناشغ مثل الجـاهل للعلم هي ماتعرف شنو سبب اصابة غياث و لا حتى سبب اختفاءه ، الكل يدري رايح بشغلة عدانا اني و مهران وكفاية ،
حضرتلهم الچـاي و دخلت اكعده من النوم ، فتح جفونه ببطء ، همس بتعب :
غيـاث :: بشرفچ خليني انـام
-اهلك برا غيـاث ، خطيه مشتاقيلك
باوعلي بنـص جفن لثواني :
غيـاث :: وانه ما مشتـاك لاحد بگدج
-اكبر سختچي ، دكوم ، كوم لهسه ما صفينا الحساب
نهض ببطء وهو لازم بطنه :
غيـاث :: خادم للحلوين
-تسلم عيني خادم ربك
غياث :: هلا بيك خويه
-فتحت عيني " شنو "
غيـاث :: لك حنطاوي لا تبيع ثگل علينه
-دَمعت عيوني من گال " حنطاوي " ، همست و اني احصـر " الغصة " يلا لا تتأخـر .
مشيت للبـاب ، استوقفني :
غيـاث :: ليش عيونج مطفيه ، وين اللهفة الاحبنّها افرحي ، هاي انه جدامج كلشي ما بيه
-اومـأت براسي بلا ما اجاوبه ، طلعت بوجهي للحمـام عضيت على ايدي اكتـم صرختي ، ما مستوعبة خلص الكابوس و قهر ذيج الايـام من چنت اتخيل يجيني خبره بأي لحظة اسم الله عليه ،حسيت بي طـلع ، رأسًا جففت دموعي ، طلعت لگيته گبالي عقد جبينه بتساؤل :
غيـاث :: چنتي تبچين ؟
هزيت راسي بـ" لا " و خانتني الدمعة ، خل اروح عفية بلا مقدمـات اخذ شفاهي ، دفعته لزم ايدي و استمّر يروي شوكه ، بادلته لان هم چنت مشتاقتله بس زعلانه عليه ، ابتعدت بلطف :
خاف يجي احـد عيب ، يلا غسل و تعال ..
تهربت منه حتى ما تركتله مجـال يرد ، بين ما حطيت الضيافة طلع هو و كلها هتفت : الف الحمدلله عالسلامه و من بين الاصوات كلها صدح صوت بابا بملامه :
سليمـان :: جويبر يا عزيز گلبي ، تعال خل احبنّك
-رادت تصححله كفاية اشرلها غياث بمعنى " لا "
تقرب منه و تحاضنوا رغم الالم الجسماني الفتك بي
سليمـان :: چـا انه موش گتلك لا تروح لهناك يچتلك سويلم النذل ، ليش تروح و تعوفني ؟
-تحولت الفرحة قبل لحظـات الى مشهد شـاعري حزين خصوصًا لمن شافوا تعامل غيـاث وياه و شلون منطيه على مايه :
غيـاث :: افا عليك سليمـان شتدريني اعارك السباع واطلع منها سلامـات
سليمـان :: كفو منك يبن يعگوب سبع من ظـهر سبع
-ظلوا يتحادثون بيناتهم و ظل بابا يتذكر ذكريات عشوائية مبتوره مثل صورة مشوهة الملامح لكن هذا الساقي كملها و جمّلها بلا ما يحسّ او يستنقص منه
"جاء كمرهمٍ لجـروح أبي "
عشاء عائلي و مسامر لحد وقت متأخـر من الليل اطمئنوا بيه على ساقيهم
و تبادلوا الاحاديث و الاخبار الفاتته بالفترة الي فاتت لكن محد تجـرأ يسأله ليش رحت هناك و اختفيت .
وكأنه محاط بهالة من الخصوصية لا يجرؤ احد على الاقتراب منها ،
اما احنا النسـاء ، نعشق كعدة المطبخ و الچـاي المهيل عالصوبة نكرز حب عين الشمس :
سمـرة :: خية حارة ، شني لسـاعكم تشغلون الصوبة ؟
-اني مبراده و اخوج مصوب مو زين اله البرد
زينب :: چـا حكها تحتر ، الشحم و اللحم وين يروح
سمـرة :: عوذة منج حطيتي عينچ عليه
زينب :: عليش احطن عيني عليج ، ****ج ياكل بي السبع شهر .
كفاية :: فلك فلكج كـون ، لج منـا الوادم
سمـره :: خلها بلچن يسمعها اخوي و يچسر عظامها
زينب :: وينه اخوج طايح بالقاضية لا يشيل ايد و لا رجـل مكروده يود صامت صامت و فطرت على جرّية
-لبكتها بچيس الحب ، شكد برب*** انتِ شنـو شايفتني اكطع بشعري عالرجـال
زينب :: اتمازح وياج يالمصكوعة شمالجن نفسيات
كفاية :: ااي سميره ، بشرينـا ما صار عندج شي
-نصت راسهـا بخجل و ابتسمت :
سمـره :: صار اشياء
زينب :: اوووي فدواتك ربي توووم ؟
شالتها راسها بعيون تلمع :
سمـرة :: انه حامل بتوم ان شـاء الله
فاطمة :: اوي سمرة الف مبروك حبيبتي الله يتمملج على خيـر
سمرة :: بعد روحي يوم الالج
-نست روحها زينب هلهلت عالنص و سكتت ، البرا سمعوا و غلسو ، اخذناها بحضنا نباركلها و دموعنا مدري ليش تتجارة ، يمكن لان سمـرة تعبت يتيمة وما لگت ام تحتويها زين ،
بعد جرعة الطـاقة الحلوة ، كلمن راح لبيته ، بابا هم تعبان و منايم الظـهر انطيته علاجـه ، اخذت كيس الضمادات و توجهت لغرفتنا لكيته واكف فوك سرير حسوني و يلاعب بي و ذاك اللوتي يناغيله و كأنه فاهم حركاته ، التفتلي و بندم همس :
غيـاث :: اهيس عايفة چثييير.
-بقاموس الاحبّة يوم فراك يعـادل سنين .
تقرب بخطـوات مُتعبة ، مرر راحة ايده على وجهي :
غيـاث :: حقج تلوميني ، بس الما تعرفينه انه رحت حتى احميج .
-تحميني ؟
جلس بتعب على السـرير و بلش يفتح سحابة التراك مستعد للمداواة وبصراحة مدري ليش خُفت اشوف جرحه ، استرسل بخفوت :
غيـاث :: صدگيني ما خفت على احد كثـر ما خفت عليج ، چان الفشگ يمطـر فوك راسي ، ما اجه ابالي غيرج ، كـلهم مأمن عليهم حتى سمـرة لان اعرفن وراها زلمة كفـو بس انتِ ...
سكت لحظة غاص بحروفه ، لزم ايدي و كمل :
غيـاث :: خفت اموتن و آنه ما مأمن عليج .
-احتضنت وجهه بين ايديه و آني اسأل : احجيلي شنـو صار هناك ؟
غيـاث :: شحجيلچ ، اكلچ چـان بيني و بين المـوت شعرة لا والله ولا حتى شـعره .
-لمن تعرف الوضـع هناك هيج ، ليش اصريت تتركنا وتروح ، تكول اخاف عليج تظلين وحدج و بنفس الوقت رايح برجليك للموت .
غيـاث :: انه ما خايف من الموت ، الموت حك سواء هنا او هناك بس خفت تغمض عيوني و اكو من يظل يهدد بيچ .
-بتردد همست بأسمه : عز ...
قاطعني بصرامة :
غيـاث :: لا تسألين عليه ، انتهى امـره .
-بشفاه مرتعشه سألته : قتلته ؟
عقد جبينـه بحنق :
غيـاث :: انه موش كاتل بس لو طايح بأيدي چـا كتلته
-يعني ؟
غياث :: علسوه .
-يعني شنو ؟
غياث :: يعني تسدين هاي السيرة للابد .
-زين فهمني صوابك هذا منين، شنو الصارلك هناك معقول نضميت الهم ،
ضحك بصوت عالي :
غيـاث :: شبيج بويه ، شنهي الانضميت الهم اي نعم انه كتلج الزلمة خوش زلمة لجن بركبته چثير ارواح منهم الچتلهم و منهم الانچتلو بسببه ، زلمه خارج عن القانون وانه ضد الخارج عن القانون .
-لعد شنو الصار وياك ؟
غياث :: چنت اتنقل من مچان لمچان و من شيخ لشيخ ، شحجيلج عالم ثاني ناس عيشتهم عالعرك و الاسلحة مختصر الكلام صار هجوم عالمچان الجنت لابد بي و طاحت چيلة ببطني ، خلف الله عالوادم طببوني
-وشلون يخلوك هيج غير المفروض يودوك للمستشفى ؟
ضحك بسخرية ::
غياث :: بويه شلون ياخذوني للمستشفى شيكولون چانت عدنا طلابه ، لو بأثناء الواجب تصوبت ؟
قبل لا افرق شفته ، صـاح ينهي الحديث :
غياث :: تعالي داويني .
-عرفت بي ما يريد يخوض بتفاصيل الصار ، هذا طبعه بس الفضول الي بداخلي شلون اسيطر عليه، تركت كل شي للزمن هو كفيل يرد على اجوبتي ،
فتحت الشاش الملفوف على بطنه ، جانن الجرح كلش واضح ومخيط بطريقة غريبه و عنده بداية تورم بالمنطقة.
همست و اني اطبطب بخفة اعقم الجرح :
لازم يشوفك دكتور او ممرض احس يرادلك مضاد التهابات ،
اومأ براسه حسيته متألم ، لثواني سـافرت عيني على جذعه هواي عنده اثـار اكو الاعرف قصتهم و اكو لا
من شـاف عيوني تترصـد جروحة همس بحزن :
غياث :: منظرهن يخمش الگلب مـو ؟ تدرين سنين ياله تصـالحت وياهن .
لفيت بطنـه و آني ساكته ، و لمساتي الخفيفة مو لان خايفة منهن بس لان ما اريد أاذيه ، وكفت گباله اخذت وجهه بين ايديه واني اباوع بعيونه :
" أقبّل جروحك جرحًا تلوَ جرح ٍ"
طوق خصري و قربني منـه كلش :
غيـاث :: هذن الحچايات الحلوة اعتبرهن صُلح ؟
-تؤ ، مشوارك للصلح طويل " ابـو الحسن "
مرر ايده على طـول ظهري ، قشعرت و كأنها اللمسة الاولى
غيـاث :: و اني ما وراي شي بعد غيرج كاعد لطباكاتج كـعدة .
-همست و آني احاول اتهرب منه :
-اي لازم تكعد لان راح تتعب من الانتظار حتى اسامحك .
غياث :: وانتِ تستاهلين التعب
-تلاكت نظراتنا و كأننا اول مرة نلتقي ، دندن بصوت مُعاتب :
غيـاث :: مـــو ضحكتك .. لا دفــو أيــدك
ولا رقــة كــلامــك ..مـــو لــهــفــتـك
أتصور أنت قبـــال عيني وبين اديّ ومــاعرفتك
-تهافتن دموعي و آني انزلق من بين ايديه :
غيـاث :: يابويه هيچ تعبانه بفراگي
-تعديت مرحلة التعب اني گلبي تجمد من الوجـع ، ما وجعني شي بالدنيا بكد ما وجعني غيابك ، هذهِ المحنة عرفتني قيمّتك ، چنت مستعدة افديك بروحي .
لمعن عيونـه بتأثر :
غيـاث :: يوم عن يوم اتأكد انه خذيت حرمة اصيلة ولاتظنين راح انسى وكفتج وياي بروحج و بمالج وبگلبج هذا الماكو منه .
-لا شيء من وكفاتك وياي " أيها السـاقي العزيز "
غياث :: امعط الحلك الي يكول " ايها الساقي "
-ماتجوز من سوالفك حتى و انتَ مربط " تتسربت "
غيـاث :: لو يچتفوني ما اتوبن منج
-سرسري .
فتحلي ذراعاته ..
غيـاث :: تعالي ..
هزيت راسي بـ " لا "
ويله نام
غيـاث :: و شـعرچ ؟
-اويلي على شـعري الجان بترته من وراك
غيـاث :: چان بترت ركبتج
-باوعتله و عصفت بيه ذكريات ذيج الايام ، اطلقت حسرات و دموع مكتومة رجعت اناشغ واحجي بصوت متقطع :
كُلي انتَ يمي وآني مدا احلم .
جذب جسمي و حاوطني بأمان :
غياث :: ششش اني يمج ، عايش بيج ، بين ايديج .
***
مشت الايـام و بدينا برحلة الاستشفاء ،التهب جرحة ودخل مرحلة اخرى من العذاب ، اصابته بليغة وصحته تأثرت جدًا ، لكن مع العلاج والممرض الي داوم على طبابة جرحه بشكل يومي بدأ يتماثل للشفـاء و حتى آني بديت اكسب وزن وترجعلي صحتي الفقدتها تدريجيًا ، رغم رجوعه و وجوده بقربي ، بس ثنينا شايلين هم بگلبنا ومثل ما عندي عائق يمنعني اتخطى الصـار شفت نفس العائق موجود بعيونه احس التجربة الي اختبرها من اقسى التجارب و ما اخفي سر جنت احمل اسئله هواي براسي بس خفت اسئلها
بأحد الصباحات ، الجـو ربيع يجنن ، ازهرت حديقتنا والشتلات الصغيرة الي زرعها الساقي نمت و تفرعت اغصانها وكأنها تحمل وعد جديد بالحيـاة ، واكفة وحسوني متعلق على خصـري نتفرج عالعصافيـر الي توكر على سياج الحديقة وترجـع تطير ، حسيت بحضنه حاوطنه ثنينه :
غيـاث :: صباح الورد يا وردتي ..
-كال وهو ياخذ حسوني مني ،
غياث :: شلونه السبـع مال ابوه
-وكفت افرك بخاصرتي ، شلونه شلع ظهري متعود عالحضون
باوعلي بمكـر :
غيـاث :: يابه حقه غير طامس بنص الجنة
-هممم كلاوجي ..
رايحة احضـر الريوك ، مشيت و شد ذراعة مرجعني اله :
غياث :: ما خلصت العقوبة ، طگ گلبي من الشـوك
باوعت بابا وراه ، صحت متهربة : صباح الخير حجي
سليمان :: هلا ، هذا شبي وياج
سحب ايده رأسًا و همس بخفوت :
غياث :: نوم الظالم عبادة متكلي شكعدك ؟
سليمـان :: شنيي
غياث :: سلامتك يابه .
-خله حسوني بحجلته و لحكني ،
سليمان :: عوف البت شعدك وياها
غياث :: هو انت تخلي الواحد يشوف دربه ، رايح اجيب البساط اليوم عاجبني نتريك هنا
سليمـان :: جا خوش لا تبطي
-چنت اضحك على سوالفهم ، رغم ادري بابا فاقد اهليته و ناسي تقريبًا اني منو بالنسبة اله و حتى غياث اغلب الاحيان ينسى بشنو يصيحله ، حتى ذكريات جابر بدت تتلاشى عنده بس الغيرة غريزة ، متجذرة بي و صايرة جزء من هويته ، لذلك يعبر عنها بهالشكل ..
فرشت السفرة بالطـارمة و حطيت ريوك متنوع ، يفتر ورايه خبصني ، انداريت شايله سچينه : شعندك وراية ؟
غياث :: جاي اساعدك حنطاوي
-قصدك تتحارش ، شو كدامي يلا ترى اصيحلك ابو السماسم يأدبك
غياث :: متأكدة ..
كال وهو يطوق خصري بين ايديه :
راح اصيحـله ؟ " هددته "
غيـاث :: صيحيه خل اشوف
-بااا.. قطع صوتي و اطبق شفاهه على شفاهي بقبلة آسرة اشتاق لشعورها كلبي من زمان .
غيـاث :: انه اسف .
-هممم على شنو ؟
غيـاث :: لأن عفتج .. لأن بچيت عيونج الحلوة .. لأن خليتج بقلق و لان عشتي بخوف و انه المفروض اكون مصدر امانج .
-كل اعتذار يرفقه بقبله حنونة و اني متحملت اكتم بعد حضنته و بجيت .
باس شـعري حيل ، همس و هو يشدد حضنه الي:
غياث :: و آسف لان بچيتج هسه و لأن احتركت المخلمة وسليمان راح يزين راسنا
-ههههه عابتلك دايمًا تخرب شخصية احزاني
كرص خصري بشقاوة ، غمز :
غياث :: اليوم ادفع ديتهن حزن حزن و داعتج .
-مسربت
غياث :: بس عليچ
-عيبتله راح گدامي يودي صينية الاكل و لحكته بالچاي سوالي مكـان واشرلي اكعد يمه ، قبل لا اخطي خطوتي صاح بابا و هو يزحف شويه :
سليمان :: وين موليه ، تعاي گعدي بسدي .
خزره غياث و استغفر بخفوت :
سليمان : شمالك تتنوعلي هيچ بسلا ما عاجبك
غيـاث :: من الاول كتلج خليني احطنه فوك السطح ما رضيتي
ضميت ضحكتي خفت بابا يلطشني بالقوري ،
***
اليوم جمعـة يعني لمة الاحباب ، يعني اجواء بيت الشيخ مهران ، الجدورة تهدرت و ريحة الكهوة المخلوطة بهيل وزعفران تارسه البيت ، الولد متحزمين ومتقسمين لفرق، خنجر و غيـاث يسكفون سمچاتهم ، جلال و هارون عالمنقل ، مهران و كفاية ماخذيلهم ركن يلعبون ابنهم و يتهامسون بحب ، واكفه يم زينب الي سجرت تنورها حتى تخبز للغدا بس عيني تراقبه بهَيام هذا الي خطف گلبي و خلاني اهيم عشقًا بي :
كان قدومُ ذلك الرجلِ البدويِّ كعاصفةٍ هزّت سكونَ قلبي، وأَسرت روحي قبل أن أستوعب حضورَه.
غداء دافي ، اكلنا ، سولفنا و ضحكنا كلش هواي ، حتى البدوية الي بعدها تمتلك نفس الجبروت و النظرة الحادة الي ، كدرت تخرج من هذا الطور وتشارك بالحديث، اكذب لو اكول تغيرت مشاعرنا تجاه بعضنـا جرحي منها ما شفى بقت هي بعالمها واني بعالمي ،
ومن بين هذا الزحام سرقنا لحظات نتعشق ببعضنا من خلال نظراتنا ، ابتساماتنا و حتى صمتنا ، بريق عيونه يخبرني شكد هو مشتاق ، و احمّرار وجنتي كان يبادله الاشتياق ، ارسلي مسـج محتواه :
غياث :: احبنچ
ابتسمتله ، ردّ ارسل مسج آخر ، فتحته و انصعقت بالكاتبه ، خزرته
ضحك و ذَوب گلبي بضحكته
بقينـا لحد العصر و ارسلي خبر حتى اجهز نفسي وحسوني نرجع لبيتنا ، طلعت للسيارة لكيته ينتظرني اشرلي اصعد صعدت انظر بتساؤل : بابا وين ؟
غياث :: انطيته اجازة
-تشاقى ؟ لا حباب خل نجيبه
غياث :: ياهو الكالج انه حباب ، ابوج اليوم راد يبات يم مهران
-لويت شفايفي : هممم صدكتك
غياث :: بحياتي مچذب عليچ ؟
-ترا بعدني زعلانه
غياث :: سهلة نتفاهم
-درت وجهي للجـامة اضم ابتسامتي عنه ،
وصلنـا لبيتنا ، حسوني چان نعسان غسلتله و نام ، التفتت لگيته مرتچي عالباب صافن علينا و كأنه ينظر لمعجزة ..
-شو صافن ؟
غياث :: مرات ما اصدك وصلت وياج لهنا ؟
-همم شلون يعني ؟
تقرب محاوط خصري :
غيـاث :: يعني ، منهو يصدك ، المهرة الجامحة الاجت لديرتي خاطر تعاديني تصير اقرب من الشريان الي مريتي و حبيبتي و ام وليدي ، بربج انه بحلم لو خيال ؟
-كرصت خَده بخفه :
فزيت ؟
غياث :: حتى لونه حلم هم ما اريدن افز منه
رفعت نفسي تاركة بوسِة على خده : و هسة ؟
باوعلي و لمعت عيونه بدهاء ، نصى لمستوى شفايفي ، ابتعدت ..
هممم بعدني زعلانه ؟
غيـاث :: تعال ليه بويه جـابر ، شلون اراضيج كليلي ؟
-هممم خليني افكر ، فرقعت اصابيعي: غنيلي ؟
عقد حاجبه بأستغراب :
غيـاث :: شنهو ؟
-مشتاقة لبحة صوتك من تغني
ضيقْ عيونه عليه اخذ بأيدي و جرني وراه .. بخفوت كتله :
وييين ماخذني ؟
اخذني للصـالة كعد و خلاني بحضنه :
غياث :: موش تريدين اغني :
-كال و هو يرتب شعري منا و منا :
-هممم
غيـاث :: تنوعي لحـال كلبي شيكول :
أفز بالليل نص الليل واهجس نار بضلوعي
واوچد بيدي ما الگاك واسگي فراشي بدموعي
اوچد بيدي أدورنك أشوفن فارغ مجانك
واذوب الروح من جدواك اگولن وين الگاك
اگولن وين؟ وين الگاك؟ من اشوفن فارغ مچانك
أفز بالليل نص الليل وبنص نومتي الحلوة
واروي مهجتي بسيلان دمعي وحيف ما تروى
واوديلك چثير اخبار تسولفلك علي شصار
لا ليلي عگب عيناك ليل ولا نهاري نهار
وعمر لمنگضه وياك حفنة تبن ما يسوه
غيـاث :: اي و علي عمر المنگضة بلياج حوريتي حفنة تبن ما يسوى .
-بچيت لأن اغنيته ذكرتني بوجـع ذيج الايام ، حضنته وظليت اناشغ مثل الجهال : بعد لا تعوفنييي
حملني على كتفه و نهض :
غياث :: بس اذا تسودنت اعوفنّج ..
حسيت روحي راح اوكع من الطريقة الحملني بيها :
-يمعوود نزلني وين ماخذني اوكف ترى بعدني زعلانه ..
غيـاث :: مدام المراضاة ما تفيد ، خليني ازعلّج بالزايد
****
لوقت طويل اتأمل وجهه ، وهو يتأملنّي بنفس الطريقة مررت سبابتي على حواجبه السميكة ، على انفه ، ، غركت بالكحل الربّاني المصبوب على خط رموشه :
شو طلعت صدك حلو ؟
غيـاث :: العتب عالنظـر يابه
-اووي لا تصير مغرور
غيـاث :: و انتِ بسّج صكصكة ما جاي ارتوي منچ
-ضميت وجهي مطلعة تك عين : استحي ولك كلاوچي
غيـاث :: هي مال مستحى بروح ابوچ ..
نهض بنصف كعده و طلعله جكارة ، استرسل وهو يشعلها :
غياث :: خرب عرضك سليمـان موجف بزردومي مثل عظم الريس
-ميلت جسمي عليه حاطه راسي على صدره : عوف بابا بحالة
غياث :: الله وكيلج عايفة بس هو ما عايفني
-هههه ، تدري غياث اخاف كلش من فكرة فراقه
غيـاث :: اششش عمـر النسر ان شاء الله
رفعت راسي لمستوى وجهه ، جان منصي نظره الي :تكدر تسامحه ؟
غياث :: عليش ؟
-يعني على كل شي صارلكم بسببه .
جر نفس من جكارته و اطلقة مع حسرة طويلة :
غياث :: اجذب لون گتلج نسيت السواه وي ابوي لچن لو نرجع للمنطق نكول القدر چان اله رأي اخر ، يمكن هاي رادة ربج لو مصار الي صار چان ما انكتبت قصتنه و لا نولد بهالكـاع هيج حب مجنون ،
-طبع قبلة على جبيني و استرسل :
غيـاث ::اعتبرت حياتنا امتداد لقصة ابوي و امج الله يرحمهم ، بينا الخير والبركة مو ؟
-هممم ..
اجت عيني على الاثار الي ببطنه ، و رجـع يدور بعقلي نفس السؤال ، نهضت و تربعت گدامه ، هو افتهم نظراتي :
غياث :: شنهو البراسج يا بنت سليمان احجي طربيني
-بصراحة اكو شي شاغل تفكيري من زمان و كلما اريد اسألك اتردد مدري خاف تعصب عليه ، مدري ما اريد اسمع الجواب !
عقد جبينه بتساؤل : شنهو الشاغل تفكيرج نورّيني ؟
-الصـار هناك ؟
غيـاث :: لا حول و لا قوة الا بالله !
-اخذت كف ايده ، احاول اهديه ، رجعت كررت السؤال بغير صيغة :
هاي الايد تسقي الورد و تطبطب عاليتيم و تساعد المحتاج ، خايفة تكون تلوثت بالدم .
سحب ايده ، دفع شـعره بضيقْ و شعل جكارة اخرى ، سحب انفاس متتالية منها و كأن الحديث فزز بي شعور ذيج الذكريات :
غيـاث :: تثقين بيه لو لا ؟
-هزيت راسي بـ " اي " و عيوني تترجـاه يواصل .
صاح و هو يلوح بأيده :
غياث :: هاي الايد ما تلوثت بدم بريء يشهد ابو فاضل العباس ، و ان جان قصدج عليه فسبحان الله ربج ما رادني اتلوث بدمه رغم هو موش بريء بس انه كتلج علسوه و فهمج كفاية واتمنى بعد ما تفتحين هاي السيرة وللابد .
-اومأت راسي بـ " اي " تقربت حضنته :
خلص اني واثقه بيك وبعد ما افتح الموضوع وياك .
سكتنا و عيوننا بدت تسولف ، همس بتراخي :
غيـاث :: غنيلي
-هااه ، شنو ، شغني ههه
غيـاث :: من مالات ابن الرسام التحبينهن
-هممم ، خاف تقلد عليه
غياث :: و داعت سليمان ما اقلد
ضربته بخفه :
غياث :: يله بداعتي :
-دندنت بأغنيه حضرتني :
جـوه بسواد العين بعيوني احسّك
تبچيني هاي شبيك تبچي نفسك
لو كتلك آني نسيت گُلي انت چذاب
بحالة وحدة انسـاك بس جوه التراب
-حاوطت وجهـة و استرسلت :
بمراية كلما اشوف يا عمري ابچي
بس وجهك اني الكاه ما الكي وجهي
فآجأني من كمل عني الاغنية :
غيـاث :: ما اكلك انه الموت بالفرگة شفته
جاني و حضنت الموت حسبالي انت
-طبعاً مثل كل مرة دموعي الماعدهن شخصية ينزلن على ابسط شي
جرني لحضنه يهمسلي بحب :
غيـاث :: كل شي بيج عاشگه ، احبنًج ود ما جاي ارتوي منچ تعاي ليه
-باوعتله بدهاء و اني مستمتعة بغرامه :
ولا اريدك ترتوي ايها الساقي العزيز .
بعد مرور اشهـر / احد مصايف اربيل
كاعدة على بعد مسـافة اتأمل وسامته شلون شايل حسوني و ذاك يدفر برجله بالمي مكيف ، صاير نسخة من ابوه ، جريت تلفوني و ظليت اصورلهم لقطات عفوية ، قاطعني وصول مسج منهـا ، رأسًا وخرت الاشعار بسبابتي و احاول ما اتأثر بكلامها ، لكنه الربى والعاطفة الورثناها بالفطرة واكفة حائل ما بيني و بين غضبي منها ،
حاولت اتغاضى عن رسالتها ، لكن الفضول دفعني مثل كل مرة اقرأ ..
سـعاد :: اعرف بروحي أذيتج و اعرف لوثت طفولتج وسكيتج مرارة الكراهية و اعرف كل الي صـار الج و لامج آني سببه لكني طمعانة ببذرة الطيب الورثتيها من " وداد " ما اريد اموت قبل لا تباريني الذمم ، اترجاج محتاجة اشوفج للمرة الاخيرة ، اترجاج ..
محسيت على دموعي وهي تنساب بحرارة لكنه صوته الي نبهني من شرودي :
غياث :: شبيج حبيبتي ، عليش تبچين ؟
-بأرتباك نزلت التلفون ، مسحت دمعتي : ماكو شي
امتدت ايده و جِر التلفون ، قرأ محتوى رسالتها ، سألني :
غيـاث :: ليش ما كلتيلي بيناتكم تواصل ؟
-ماكو تواصل ، ترسل من مدة و ما اجاوبها
غياث :: ليش ما تجاوبينها ؟
-باوعتله بأستغراب :
انتَ تسألني هذا السؤال ؟
جاوب و هو يرجعلي التلفون:
غياث :: جاوبيها ، كليلها هالايام تروحيلها .
-هزيت راسي بلا ..
مستحيل ما اكدر اسامحها !
نصى كعد بصفي و خله حسوني بحضنه :
غيـاث :: روحي شوفيها وبعدين قرري تسامحينها لو لا ؟
-معقولة انتَ دتكولي هذا الكلام ؟
غياث :: لهدرجة شايفتني ما عندي انسانية ؟
-لاا مو قصدي هيج بس ..
غياث :: فاهمج والله و احبنّج چيف تحسبين لمشاعري حساب ، خلص بس نرد اوديج تشوفينها و تتبارن الذمم .
-بس ..
غياث :: الي بيني و بينهم شي و البينج و بينهم شي اخر ، دام تريد تشوفج يعني هاي فرصتها الاخيرة تدافع عن نفسها و فرصتج حتى تتصالحين ويا نفسج .
غركت بلطفة ، بحلمه و انسانيته :
-احبك
غياث :: احبنّج و اريد احبنّج اكثر بعد .
-شال حسوني ونهض و مدلي ايده الاخرى يكومني ، ايده مشابكة ايدي ، همس يشاورني بخفوت :
غيـاث :: شنهو رأيج نجيب اخو لهذا البطل
-همم شمعنى مو اخت ؟
غياث :: اهيس يصير عدنا بعد ولد .
-لا تحس حاليًا شايله فكرة الانجاب ، خلي يكبر بعد
غياث :: چا هي بكيفج ،، صار عمره سنة
التفتت يمين و يسار شفت ماكو احد بسته بخده عالسريع
غياث :: خرب عمي لچ مو هنااا !
شابكة ايدي خلف ظهري ، و اخط برجلي بالارض : همم اني شسويت
غياث :: خرب عمييي الكفج اليوم لو لا ..
انهزمت من گدامه مغيره وجهة طريقي ، صاح ورايه :
غياث :: وين فلتت لك حنطاوي
-شردت دشوف شلون تلكاني ..
غيـاث :: و علي لو تطيرين هم اطيرن وراچ و اجيبنج .
-اموووووت علييييك
صاح و هو يتلفت :
غياث :: يجرح و يداوووي يااابه
.
.
.
وآني تركت قلبي بأرض الجنوب و اجيت 💔
لم يكن ختامها مسكًا، بل كان وعدًا وعهدًا يتجدّدان.
قصةٌ كان أبطالها ود و غياث في كل يومٍ وفي كل موقف.
كان لدينا الكثير من الأبطال، والكثير من الدروس والعِبَر.
أحببتُ فيها حكمةَ يعقوب، وصداقةَ داوود،
وأحزنني كثيرًا أن جابر لم يحظَ بمعشوقته،
وأن حياةَ وداد كانت الجزء الأقسى من الحكاية.
كم كان "سليمان" شخصيةً مثيرةً للتناقض، للفضول، وللتعاطف،
حين تضاءلت ذاكرته، لكنه ظلّ متمسكًا بذلك الصديق الذي رحل منذ زمن بعيد.
وهناك شابٌ شهم يُدعى أوّاب،
تخلّى عن قلبه من أجل فتاته، وضحّى بروحه من أجل وطنه.
كما أن العناية الإلهية تأتي أحيانًا على هيئة "كفاية"،
و أن العوض الجميل يشبه الى حدّ ما " مهران "
وأن الصديق الحقيقي يشبه إلى حدٍّ كبير "زينب"،
وأن الحياة قد تهبك أخًا لم تلده أمك،
مثل "خنجر"، ذلك الشاب الشجاع الذي كان سندًا لبطلتنا.
قصتهم لم تنتهِ هنا، فما زالت مستمرة،
وما زالوا يناضلون كما عهدناهم أول مرة،
عاشقين، مغرمين حدّ الجنون،
يقفان في وجه صعوبات الحياة، ويقاتلان الظروف بضراوة.
.
.
وأنتَ ايضًا عزيزي القارئ، بطلُ قصتك التي لم تُروَ بعد،
فاحرص أن تكون حياتك جديرةً بالذِّكر.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
