رواية سانتقم لكرامتي الفصل السادس والخمسون 56 بقلم رحمه جمال


 رواية سانتقم لكرامتي الفصل السادس والخمسون 

كنت ومازالت ملجأي الوحيد ، برغم كل تلك الصعاب برغم تقلباتك التي لم أفهم سببها لحد الان ، برغم تلك الدموع والعتاب ، التوسلات ، المحاولات ، كل ذلك لم يجدي نفعا ، حسنا الأن تريد العوده كيف بعد كل ما جعلتني أمر به 

لبيب : شهاب جالي وحكالي كل حاجه ، اكيد هو غلط بس ليه عذره ، وانا يابنتي لو كنت شكيت فيه مكنش زمانه واقف وسطينا دلوقت ، كل اللي عايزه منك تسمعيه ، والقرار قرارك 
شهاب : شكرا يا عمي 
(أومأ لبيب رأسه بالايجاب له ، ثم نظر لهم مره اخري ورحل ليجلس علي بعد منهم ، ساد الصمت بين جنه وشهاب لعده دقائق)
شهاب : رسمك تطور كتير عن الاول ؟
نظرت جنه له بلامبالاه ، حاول شهاب تجميع اي كلمات لعلها تشفع ما ارتكبه 
شهاب : جنه أنا عارف اني ......
جنه بسخريه : قهرتني مثلا 
شهاب : أنا ..... 
جنه : مممم مكنش قصدك صح ، ولو عرفتي الحقيقة هتفهمي وضعي ، بجد انت شايف ايا كان اللي حصل ده عذر ليك انك تعمل فيا كده 
شهاب : صدقيني انتي متعرفيش ايه اللي حصل ، أنا في يوم وليله لاقيت اتنين اغراب جم علي بيتنا والمفروض أنهم اهلي ، ومع الوقت لاقيت حياه والداي مهدده بالموت عشان عايزين يورثه
جنه : اه ، فتقوم تتجوز بنت عمك بتسهلهم الوضع يعني 
شهاب : يا جنه الموضوع مش زي ما انتي فاهمه كده ، اديني بس فرصه اشرحلك 
جنه : ماشي يا شهاب ، هديلك فرصه تشرحلي ، بس وبعدين تفتكر بعد ما تقول اللي عندك ايه اللي هتغير في وضعنا ، مكنتش هتخسر حاجه لو المقابله دي كانت حصلت من قبل ما تعمل اللي انت عملته ، علي الاقل اساعدك يا اخي ، علي الاقل ألتمس ليك العذر قدام نفسي ، لكن انت عملت ايه 
(صمت شهاب و وزع نظراته في كل شئ حوله تلك الازهار ، اللوحه الموضوعه ، ادوات الرسم ، اي شئ حتي لا ينظر إلي عيونها )
جنه : اقولك أنا عملت ايه ، نهيت كل شئ بينا ب مكالمه تليفون ، انت حتي مسمعتنيش ، انت كل اللي قولتله أننا مينفعش نكمل علي الاقل دلوقت وقفلت ، تفتكر اللي كان بينا يا شهاب قليل اوي كده عشان ينتهي بالطريقه دي 
شهاب : والله انا مقدر وعارف كل ده ، بس صدقيني أنا كنت بحاول احميكي ، عمي لو كان عرف بوجودك في حياتي بعد حادثه بابا ولا حتي كان عرف انك نقطه ضعفي كان زمانه عمل اي حاجه ، وانا اكيد مكنش هيبقي فيا عقل ، جنه ممكن تقعدي طيب وتسمعني 
( ظلت تنظر جنه له ، لا تعلم ماذا تفعل ذلك الشئ الذي ينبض له يحثه علي الطاعه ، اما ذلك الذي يضج بالضيجيج في رأسها يرفض ، بل ينهرها 
هل حقا ستثقي به مجددا ، هل انتي علي أستعداد لتلك المجازفه ، ليصرخ قلبها ويطلب الرحمه من تلك الاوجاع الذي يشعر بها في تلك السنوات وان كان سيؤذيني لما وافق والداك علي تلك المقابله ، عند تلك النقطه نظرت الي والداها ، الذي كان ينظر لهم ومن ثم يصدح صوته في عقلها (ده (ثم أشار علي قلبها) بيكون ليه صحابه اول ما بيقابله بيسلم نفسه ليه من غير ما تحسي ، وطول ما هو مرتاح وراضي معاه هيفضل معاه ، المهم قلبك عايز ايه ؟
ثم وجهت نظرها الي شهاب مره اخري وجلست ، نظر شهاب لها بإرتياح بعد كل ذلك القلق الذي عاشه من دقائق خوفاً أنها ترفض ، يعلم أنها لن تسامحه وأنه سيحاول ويعيد الكره مره واثنين حتي تصفح عنه ولكن الآن هناك بصيص من الامل أن يجتمعو مره اخري ، عندما ينتهي من كل ذلك ) 
®___________________________®
ايه سبب الزياره ؟
قالت صافي تلك الجمله بعد صمت دام عشر دقائق وكانت منشغله بتوقيعها علي بعض الأوراق 
ليث : مكنتش اتوقع ابدا يا صافي انك تسمحيله يقرب منك بعد كل ده ؟
صافي : قصدك علي مين ؟
ليث : صافي انا وانتي عارفين كويس انك الكلام علي يوسف
صافي بتأكيد : جوزي ، يوسف الاسيوطي جوزي ، خليك فاكر النقطه دي كويس واللي بيني وبين جوزي محدش ليه الحق أنه يدخل فيه ، وبعدين عمال تقول بعد اللي حصل بعد اللي حصل ، هو انت تعرف ايه اصلا اللي حصل ، وحتي لو تعرف ، اكيد اللي تعرفه مش الحقيقة الكاملة
ليث : طب عرفيني انتي 
صافي ببرود : مش من حقك 
(سليطه اللسان تلك هي الكلمه التي كانت تتردد في عقل ليث ، كيف ذلك أنه ليث المرشدي لم ولن يقدر أحد عن ردعه ، كيف ل تلك الفتاه التي علي مشارف أواخر العشرينات تفعل ذلك به ، عنيده كيف سيجعلها توافق علي ما يريده لابد من نقطه ضعف ولكن اي نقطه ضعف ، شركاتها تضع حراسه مشدده عليها وكأنه البيت الأبيض وكذلك بيتها ، كيف ، كيف ، كيف  )
صافي : سامعني 
ليث : sorry ، كنت سرحان شويه ، كنتي بتقولي ايه 
صافي بابتسامه صفراء : بقولك لو خلصت قهوتك ، تقدر تتفضل لاني زي ما انت شايف مشغوله 
قام ليث وشعر بالكثير من الإحراج : okey ، بس لينا مقابله تاني يا صافي كلامنا مخلصش
صافي وهي ترتشف القليل من قهوتها وتنظر له بلامبالاه : إن شاء الله
(خرج ليث من المكتب حاول الاتصال بأمان ولكن لم تسعفه الشبكه ، وقف أمام المصعد منتظره ، حتي اتي وعندما قام بفتح الباب رأي يوسف أمامه ، حاول  يوسف جاهدا أن يرسم ابتسامه لكي يستفزه )
ليث بثبات : بحييك 
يوسف بأستغراب : علي ايه بالضبط
وضع ليث يده في جيب سرواله وبنبره هادئه تكاد تصل لذالك الواقف أمامه  : شوف يا أخي برغم كل اللي انت عملته فيها ، وبالرغم كل المشاكل والكوارث اللي حقيقي مش اي حد يقدر يفوق منها لا ويطلع كسبان كمان ، ورجعت اسم عيلتها أحسن من الاول بمراحل ، مع ذلك لسه بدافع عنك 
يوسف ومازال ابتسامته مرسومه علي وجهه : هقولك ايه ، اصل علاقات الدم دي مش اي حد هيفهمها وصاااافي تربيتي وبنت عمي ومراتي  واخد بالك (ثم رفع يده اليسري أمامه وقام بالعد بدايه من إصبعه السبابه أمام عيون ليث ) تربيتي و بنت عمي ومراتي (قال تلك الكلمه الاخيره وهو يشير يده الاخري علي إصبعه البنصر الذي يرتدي به خاتم زواجه ) وبعدين يا اخي بيقولو ايه مصارين البطن بتتعارك ، ما بالك بقي ب واحد ومراته 
( تقدم ليث و وقف أمام يوسف مباشره وبنظره تحدي ) 
ليث : هوصل للي أنا عايزاه يا يوسف ، وصافي هتبقي معايا 
يوسف : ابقي غطيها كويس
ليث بغضب : هي ايه دي 
يوسف ببراءه : صدرك غطي صدرك كويس بدل ما تاخد برد 
(تركه يوسف ثم رحل من أمامه ، ترك ذلك الليث يشتعل في مكانه ) 
أمان : boss
ليث بغضب : كنت فين ؟
أمان : ف ......
ليث : مش مهم وصل للملكه أن ليث هينفذ بس الوقت والطريقة هو اللي هيحدد 
أمان بخوف : متأكد 
ليث بإبتسامه شيطانيه : متأكد 
®_________________________®
سمارا : أقسم بالله أقسم بالله انت بتخم
بسيط : أقسم بالله أقسم بالله عمي هو اللي قالي
والد سمارا : أقسم بالله أقسم بالله  يا سمارا مامتك هي اللي قالتلي 
والداه سمارا : طب أقسم بالله أقسم بالله  أنا مش هلعب معاكم ها ( ثم ألقت ورق الكوتشينه من يديها ، نظرة لبعضهم هم الاربعه ثم انفجرو من الضحك )
والد سمارا : بس خير يا ولاد يعني خدو إجازه من شغلكم ومقضين اليوم معانا 
بسيط : مش بنقعد القعده دي غير في الإجازات بس وسمارا هانم هي اللي طلبت
والداه سمارا : احسن والله وبعدين انتو بتجيو من الشغل تتعشو وتنامو 
والد سمارا : صحيح يا بسيط ، والداتك عامله ايه ؟
بسيط : بخير الحمد لله ، عندك مانع يا سمارا ، نروح نشوفها بليل 
سمارا : بجد يا بسيط ، طبعا معنديش مانع أنا نفسي اصلا طنط تيجي تعيش معانا 
والداه سمارا : صحيح يا بسيط هي ليه مش راضيه تيجي تعيش معانا ، ده احنا اهل يعني 
بسيط : مش القصد والله يا ماما بس يعني امي مش بتحب تسيب خالتي ابدا وخالتي عايشه هي وابنها بعد وفاه جوزها ، وكده كده ابنها طول الوقت بره في شغله ، ف هما بيونسو بعض 
والد سمارا : علي راحتها يابني ، بس خليها حتي تيجي تزورنا البيت بيتها 
بسيط : إن شاء الله ياعمي
والداه سمارا : أنا هقوم اشوف الغدا 
والد سمارا : وانا رايح مكتبي ، عن إذنكم يا ولاد
( ذهبت والداه سمارا اولا ثم تبعها زوجها ، اما بسيط نظر أمامه بشرود)
سمارا : مالك يا بسيط ؟
بسيط : قلقان ، النهاية قربت ، واللي فوق بعتو أوامر اننا نكون جاهزين في أي وقت 
سمارا : كله هيبقي تمام متقلقش 
بسيط : انتي عارفه كويس اني مش قلقان علي نفسي 
سمارا : عارفه ، بس طول ما انت قلقان كده مش هتستفيد حاجه ، وبعدين يا حبيبي المفروض تكون فرحان أننا خلاص هنخلص من الهم اللي عايشين فيه سنين ده 
بسيط : اربع سنين  ، اربع سنين و خمس شهور و أسبوعين و ٢٠ دقيقة
سمارا بذهول : للدرجادي
بسيط : مدخلتش الدوامه بمزاجي ، ومكنتش عايز حد يدخلها بس ....
سمارا : نصيبنا يا بسيط نصيبنا ، وبعدين متفكرش كتير هانت كل ده هيخلص وهنعيش من غير قلق ولا خوف وكله هيبقي تمام صدقيني 
بسيط : يارب يا سمارا يارب نخلص من الكابوس ده 
®_________________________® 
_ والله يا ولدي كان نفسي ، بس انت عارف مبحبش اقعد بره دّواري 
( كانت صاحبه تلك الجمله والداه سبعاوي ، حسنا فهي مكثت في بيته ولدها اكتر من خمس أشهر ، إذا قلنا أنهم كانو خمس أشهر من الجحيم نسبه الي بدور و والدتها ، فهذا التعبير قليل بشأن ما رأوه ، والان اليوم عيد لهم ف أخيرا سترحل هي و زوجات اولادها وأحفادها ) 
سبعاوي : ابقي زورينا من تاني يا ما 
والداه سبعاوي : إن شاء الله يا ولدي ، ابقي هات مرتك وبنتك وتعاله اقعد في بلدك شويه
سبعاوي : حاضر ياما 
والداه سبعاوي : العواف
( خرج سبعاوي وهو يحمل حقيبه والدته ودلفو إلي الأسفل)
عزيزه : لو مكنتش عيبه ، كنت زغرط و فرقت ساقع ع الحاره كلها 
بدور وهي تجلس علي الاريكه بتعب : عشان ابويا يقتلنا 
عزيزه : بت يا بدور ، انتي لسه تعبانه ؟
بدور : أنا عايزه أنام شهرين علي اللي عملته ده كله ، ولا حد فيهم ساعدني خمس شهور بخدم علي ٢٥ نفر فطار غدا عشا غير شغل البيت اللي مش بيخلص وطلباتهم
عزيزه : حقك عليه يا بنتي ، مش برتاح لمجيتهم ابدا ، بت يا بدور انتي بداتي تسخني ( قالت جملتها الاخيره وهي تضع يدها علي جبين ابنتها ) 
عزيزه : حاسه بإيه يا بنتي ؟
بدور وهي تحاول أن تقاوم ذلك الدوار الذي أصابها : تعبانه تعبانه اوي ياما
سبعاوي : سلام عليكم
عزيزه : وعليكم السلام ، إلحقني يا خويا ، البت بدور تعبانه خالص 
سبعاوي بقلق : مالها ؟
عزيزه : البت مولعه ، شوفلنا اي دكتور يجي 
سبعاوي : حاضر حاضر 
( كانت بدور تتابع ما يحدث ، فهي اول مره تري القلق في عيون والداها هكذا ، حسنا في تلك الشهور الأخيرة رأت الكثير من والداها وشعرت بحب كبير يبنع من والداها لها ، لم تنسه تلك المره الذي دافع عنها أمام جدتها ، وتلك المره التي كانت زوجه اخيه تسم بدنها ب سيره الزواج وأنها أصبحت عانس ، أو تلك المره التي كان الجميع يتذمرون من بدور وأنها كما يقولون ( ثقيله في شغل البيت ولا تعلم أن تفعل شئ ) والكثير والكثير كان والداها يدافع عنها شعرت وقتها بمعني كلمه السند ، كانت كل يوم تري حب والداها لها ، ولكن تلك الزياره التي كانت ثقيله علي قلبها هي والداتها جاءت بنفع كبير لها ) 
®__________________________®
جنه : لا ( تركت جنه تلك الفرشه من يديها وقامت من علي مقعدها)
شهاب : عشان خاطري
جنه : قولت لا 
نظر شهاب حوله حتي رآه قطه جنه حملها بين يده : عشان خاطر بندقه 
نظرت جنه الي شهاب واخذت قطتها منه : بردو لا ، بص يا شهاب أنا سمعتك زي ما طلبت لكن فرصه تانيه أو مسامحه لا 
شهاب : من قلبك يا جنه 
جنه : شهاب ......
شهاب مقاطعة : ردي عليه ، من قلبك يا جنه ، يعني عايزني اختفي من حياتك تماما ، لو سمعتها منك اوعدك انك مش هتشوفيني تاني 
جنه بتردد : انت عارف يعني ايه فرصه تانيه ؟ يعني المخاطرة المره دي ب قلبي عارف يعني ايه ؟ طب عارف لو اتخذلت تان .........
شهاب : مفيش خذلان صدقيني ، والله الموضوع مش بإيدي ، جنه مهما الواحد معاه فلوس او سلطه ف وقت ما حد يضغط علي نقطة ضعفه كل اللي بيملكه مش بيفيده ، ولو عليه أتنازل ل عمي عن كل اللي هو عايزاه وميفرقش معايا ، بس ده تعب وغربه ابويا سنين ولوله رحمه ربنا بيا كان زمان ابويا مش موجود معايا بسبب عمي ، حقك عليه والله اسف عن كل لحظه خليتك فيها تحسي بالذنب ، أسف عن كل مره سألتي ليه مشيت من غير مبرر ، بس والله مش هيحصل تاني اوعدك اني هنسيكي كل ده ، بس فرصه فرصه واحده يا جنه 
( نظرت جنه الي تلك اللوحه والي أدواتها ، ترتب علي قطتها ، هل تسامحه ، هل تعطيه تلك الفرصه هل ..... مهلاً ماهذا الغناء نظرت جنه الي شهاب ) 
شهاب بصوت هادئ : في شئ جميل و وديع كمان بس ده كان قاسي وكان متوحش مش إنسان ( أخرج شهاب من جيبه قلاده مجسم صغير يجمع ذلك الفيلم الكرتوني المفضل لدي جنه الجميله والوحش ، لتنظر جنه بذهول كيف علم ذلك وهي لم تتذكر أنها أخبرته أنها تحب ذلك الفيلم وتلك الاغنيه تحديدا لم تشعر جنه بنفسها حتي صدح صوتها أيضا وكأنها تعطي شهاب الإجابه علي مطلبه)
جنه بإبتسامه وتكمل الاغنيه :  دلوقتي رقيق ، قربو يا طيور معرفش ازاي أنا كنت بخاف منه وأطير ❤️
®________________________® 
الفرصه الثانيه 
نصاب بالذعر عندما نسمع تلك الجمله المكونه من كلمتين ، البعض يراها طوق نجاه ، والبعض يراها اخر طريق الهلاك 
ف بعض العلاقات نحن من نحدد مصيرها ، البعض يفر منها في أول طريقها والبعض يري أنها تستحق الفرصه الثانيه ، ولكن هل تستحق تلك العلاقه الفرصة الثانيه 
انت 
انت من تحدد ، استمع لقلبك وتحدث مع عقلك 
خسرت ؟ ف لن يكون أكثر مما خسرته بل وستصبح أقوي وأنضج 
ربحت ؟ فسيكون النصر والسعاده حليفك انت فقط انت وقلبك 

تعليقات