رواية سانتقم لكرامتي الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم رحمه جمال


 رواية سانتقم لكرامتي الفصل الثامن والخمسون 

بعد مرور سنه كانت صفاء تجلس أمام قبر والداتها بعد ما انتهت من قراءه الفاتحه لها ، جلست وشردت في تلك الذكريات التي مرت بها منذ عام 
اعلم انكم أصبت بالتشويش ، حسنا ف لنعد بالذكريات قليلا 
Flash back 
مؤمن بحزن : يعني خلاص ده قراركم النهائي 
كامل : زعلان ليه بس ، ما أنا قولتلك ارجع معانا 
مؤمن : ارجع ازاي ، أنا حياتي كلها هنا و عيالي كمان اتعودو علي هنا ، ما تخليك ايه اللي غير رايك 
كامل : مش لازم ابقي اناني يا مؤمن ، أنا اه قلبي جامد وبعرف أبقي قاسي وقت كبير ، بس اللي خلاني أضعف إلهام ، عارف انها مش بتشتكي ، بس عارف ان قلبها كل يوم بيتقطع وهي بتعرف اخبار ابنها زيها زي الغريب ، وكمان صفاء عارف انها شالت كتير في وقت لو كانت سابت كل حاجه ومشيت مكنش حد هيلومها ، بس مش هتفضل كده كتير ولا ايه 
مؤمن : معاك حق ، بس انا هاجي اشوفك اكيد 
كامل : وانا هستناك ، وفكر في موضوع الرجوع
مؤمن : هفكر 
®______________________®
شهاب : بابا انت بتقول ايه 
محمد : يابني أنا بقول ممكن يعني ، هفهمك هايدي قالتلي أن اختها ماتت بعد الولاده بكام شهر وكان اسمها دارين ، ودارين اللي كانت معاك في الكليه بنت الفيومي بالتبني ، لان مراته مكنتش بتخلف وهو عشان يرضيها اتبنو ويومها عملت حفله كبيره عشان تعرف الوسط كله أن بقي عندهم بنت بالتبني 
شهاب : اولا في مليون دارين في العالم ، ثانيا هما كانو في انجلترا هتيجي مصر ازاي وهي في عمر شهور ؟
محمد : ما هو ....
( قطعت هايدي حديثهم وهي في غايه التوتر كيف تخبرهم بما عرفته لتوها ) 
هايدي بتوتر : بصو احنا مش بنخبي حاجه عن بعض صح ( ظل شهاب ومحمد ينظرون لبعضهم وإليها مره اخري ) يبقي صح ، أنا عرفت مصيبه جديده من مصايب بابا والمصيبه دي تخص طنط وفاء
( حسنا هل مررت بتجربة ان الوقت يقف من حولك ، هايدي الان تشعر بذلك تنظر إلي شهاب و عمها وهم يحدقون بها ولا يرمش لهم عين ، والرياح أيضا توقفت في الخارج بالرغم أنهم في فصل الخريف ، ظنت أنها لو نظرت الي ساعه الحائط ستري أنها توقفت أيضا ) 
شهاب : هايدي ، انتي عارفه كويس أن موضوع امي مش هزار خالص 
هايدي : وهو إنا ههزر في كده يعني ، أنا بس سمعته في المكتب وهو بيقول ( ثم قصت عليهم ما سمعته ) قولت احاول اعرف اي حاجه عن الكلام قبل ما أقولكم ، حاولت اراقب تحركاته كانت طبيعه جدا لحد ما مره واحنا بنتكلم وكالعاده اتعصب عليه وقع من ساعته دي ( ثم أظهرت في يدها كارت ذاكره) ، فاكر يا عمو لما حضرتك قولت ل بابا قبل كده أن ساعتك شكلها مميز ، تعرف انا مفتكرش ابدا أنه غيرها وبيجنن لو مكانها اتغير ، دلوقت بس عرفت ليه بيحصل كده وان في مكان في الساعه حاطط في الميموري ده 
محمد : وايه الميموري دي و وفاء مالها وماله ؟ ويعني ايه كان بيحبها زمان ؟ وازاي.........
شهاب : بابا ممكن تهدأ بس شويه 
محمد : وفاء ايه اللي جابها في طريق حمدي ، امك ملهاش علاقه بيه ، معقول معقول يكون عملها حاجه وانا مسافر ؟
شهاب : بابا اهدا عشان خاطري ، صحتك ، ماشاء الله علي اوقاتك يا هايدي 
( شعرت هايدي بالاحراج ، فكيف تخبر شهاب بما علمته أمام والداه وهي تعلم أنه مريض قلب)
شهاب : بابا ممكن ترتاح دلوقت 
محمد : لا لا لازم اعرف كل حاجه
شهاب : وعد اني هعرفك كل حاجه ، بس عشان خاطري ترتاح اوعدك 
( جلس محمد علي الكرسي المتحرك و دفعه شهاب حتي يذهب الي غرفته وهو ينظر إلي هايدي بغضب ، شعرت هايدي أنها تحترق مكانها ، هل تسرعت ؟ ام انها لم تستعمل ذكائها تلك المره ، رجحت الفكره الثانيه ، لم يمضي وقت طويل حتي شعرت بأنفاس شهاب الساخنه من شده غضبها وعينها الذي شعرت أنها ستخرج شرار )
شهاب : ايه اللي هببتيه ده ؟
هايدي ببكاء : والله بص ، أنا مكنتش اعرف انه مش هيستحمل كده ، أنا أنا مش عارفه اي حاجه يا شهاب أنا حاسه من كتر اللي عرفته دماغي هتفرقع أنا كل حاجه بتحصل في حياتي غلط أنا ليه اتولد اساسا ليه ده ابويا ، انا معتش فاهمه ولا عارفه حاجه ، شهاب ساعدني بالله عليك ، طلقني انا عايزه اسافر عايزه امشي ، سيبوني في حالي وانا والله مش هعملكم حاجه أنا والله مش هأذيكم والله 
( ظل شهاب ينظر لها والي حديثها الذي قالته دفعه واحده و بكاءها  الهستيري أيضا ، كل ما فعله اخذها بين ذارعيه وظل يهدئها )
شهاب بهدوء : هايدي ، ممكن تهدي أنا آسف ، عارف ان الفتره دي صعبه عليكي وانك مضغوطه من كل اتجاه وان عمي بيهددك بشغلك وانك طول الوقت هنا معدتيش بتخرجي زي الاول ديما تحت التهديد أنا اسف ، حقك عليه اهدي وانا هحل كل حاجه ، واي حاجه عايزاه هعملها ، ممكن تهدي 
( كانت هايدي تستمع له والي وعده لها ، بدأت تهدأ قليلا )
هايدي : هقولك علي كل حاجه بس من غير عصبيه 
شهاب : سامعك 
هايدي : امبارح بعد ما بابا اتخانق معايا كالعاده والميموري وقع منه ، أنا حاولت ملفتش نظره أن في حاجه وقعت منه ولما مشي خد الميموري وشوفت اللي عليه 
شهاب : وايه اللي عليه ؟
هايدي : اختي مامتش يا شهاب هو باعها ، باعها لواحد اسمها إبراهيم الفيومي عشان كان في مصالح بينهم واخر عمليه بينهم كان الثمن دارين اختي ، عارف العميلة دي كانت ايه ؟
شهاب : كانت ايه ؟
هايدي بخوف : قتل مامتك 
( ابتعد شهاب عن هايدي وكأنه تعرض لدغه من افعي سامه )
شهاب : انتي بتقولي ايه ؟
هايدي : الميموري عليه كل حاجه ، شوفو اهو ( ثم مدت يدها بذلك الكارت ليأخذه ، ظل شهاب متردد قليلا ، ولكن حسم أمره ، امسك ذلك الكارت وذهب الي غرفته ، ظل يبحث عن حاسوبه بجنون حتي وجده ، وضع ذلك الكارت فيه وظل يتفقد ما يظهر أمامه حتي وجد فيديو بأسم والداته فتحه وانتظر دقيقه حتي يعمل ، كان الفيديو يوجد به رجلين لم يظهر وجه أحد يبدو أن من يصور كان يصور بدون علمها ولكن يري بوضوح أيديهم وملابسهم ، يد أحد منهم هي يد عمه علمها من تلك الساعه الذي يرتديها ، وقتها علم أن هايدي محقه بشأن تلك الساعه ، اما الرجل الاخر لم يتعرف عليها ولكن علم أنه الفيومي من حديثهم ) 
الفيومي : يعني خلاص هتعتزل
حمدي : الواحد هيحتاج ايه اكتر من كده ، شوف كنا فين وبقينا فين ، كنا عيال بنتنطط في كل شغلانه والتانيه لحد ما كل واحد فينا طلع علي وش الدنيا ، جوازك من مراتك سهلك كتير وانا كمان لما سافرت واتجوزت مراتي عيشت ملك 
الفيومي : ولما انت عيشت ملك رجعت دورت عليه تاني ليه الا إذا حنيت لشغلنا تاني
حمدي : لا تاني ولا ثالث ، ليا طار قديم عايز اخلصه وافوق بقي لحياتي ومراتي قربت تولد اهي 
الفيومي بإستغراب : طار ، طار ايه ؟
حمدي : طار قديم بيني وبين مرات اخويا 
الفيومي : مش فاهم حاجه
حمدي : مش لازم تفهم ، هعمل معاك ديل ، تقتلها وليك اللي انت عايزاه 
الفيومي : ايه ، قتل ، لالا بقولك ايه احنا سلاح اه ، مخدرات ماشي ، اثار ميضرش لكن قتل و سين وجيم
حمدي بمقاطعة : ولا سين ولا جيم ولا حتي نون ، أنا هرتبلك كل حاجه كل اللي عليك التنفيذ من غير ما حد يعرفك 
الفيومي بتفكير : ايوه بس يعني اللي اعرفه انك مش بتحب اخوك عشان كان علي الحجر وكله بيحبوه عنك ، اقتله هو تقتل مراته ليه 
حمدي : هي كمان بتحبه واختارته هو ، لو كانت اختارتني كان زماني متغير وكويس ، بس يلا هي اللي جابته لنفسها 
هكلمك واقولك التنفيذ أمتي 
الفيومي : ايوه بس انت لسه معرفتش المقابل 
حمدي : عايز قد ايه ؟
الفيومي : مش عايز فلوس ، عايز واحد من التؤام اللي مراتك حامل فيهم 
حمدي : نعم يا روح امك ، عايزه عيل من عيالي
الفيومي بسخريه : يا اخي الدمعه كانت هتفر من عيني ، انت هتعيش في الدور ده انت لسه بتكلمني في قتل مرات اخوك وعلي حد علمي أن اخوك عنده ابن يعني هتيتمه ولا ايه ، وبعدين انا بقول عيل واحد بس ، انت عارف ان مراتي مش بتخلف أو بمعني اصح أنا اللي مش بخلف بس مفهمها ان هي اللي مش بتخلف عشان لو عرفت هتتطلق وتتجوز غيري وطبعا أنا مش هسمحلها أن ده يحصل ، ف هاخد العيل منك واعرفها أني اتبنيته عشانها  وبكده هتفضل شايلني علي رأسها طول العمر 
حمدي : و دي اعملها ازاي يعني ، مراتي ممكن تولد في أي وقت وهي عارفه انها حامل في بنتين دي كمان مسميهم من قبل ما يجو 
الفيومي : بأي طريقه انت هتغلب يعني ، صحيح مسميهم ايه 
حمدي : هايدي و دراين 
الفيومي : ممممم هايدي الفيومي ، دارين الفيومي ، دارين احلي مش كده ، خلاص هاخد دارين ويوم ما أخدها هنفذ 
حمدي : اتفقنا ، ومن بعدها مشوفش وشك تاني
الفيومي : هو أنا اعرفك اساسا 
( انتهي ذلك الفيديو وكان شهاب يتنفس بسرعه و عيونه تزداد احمرار وغضب ، لم يشعر بشئ سوا وهو يقذف حاسوبه ويكسره ويكسر اي شيء امامه وهو يسّبهم بكل لفظ مشين لعل ناره تهدأ) 
شهاب بصراخ  : يا ولاد الكلب ياولاد الكلب ، هدفعكم ثمن اللي عملتو غالي ، هدفعكم ثمن يُتمي وموت امي وحرقه قلب ابويا عليها ، هدفعكم ثمن اللي عملتو في عيلتين ملهمش ذنب في حاجه 
( كانت هايدي تتابع ما يحدث وهي واقفه خلف باب الغرفه وتبكي علي ما يحدث معاها ، وهي تردد ماذا كان سيحدث إذا مات ابي وبقيت أمي معي ، اين اختي ، اين هي اريدها بجانبي اتمني أن تكون هنا وارتمي بين ذراعيها وأبكي واخبرها بما حدث لي اين انتي الان ) 
®_________________________®
_دارين دراي حبيتي
كان ذلك صوت هيثم وهو ينادي علي دارين ، ولكن توقف عندما رآها تؤدي فرضها ،  وقف ينظر لها وهو مبتسم لا يعرف لما اليوم يشرد كثيرا ويتذكر ما حدث معه 
Flash back
عندما عاد هيثم الي مصر بعد رحلته الذي قضاها في الإقلاع عن الإدمان ، علم أصدقائه بعودته وقرروا أن ينظمون حفله له ، حاول التحجج كثيرا ولكن لا مفر ، ف كان لا يريد أن يقابل شهاب أو يوسف في تلك الحفل وخصوصا تلك الحفله ستجمع كل اصدقائه بالجامعه وستكون في بيت روزي أحد أصدقائه ، ولكن ذهب فقط لشئ اخر نعم دارين فهو يشتاق لها ، يعلم أنه كان سئ الطباع والخصال أيضا ولكن الشئ الحقيقي في حياته هي دارين يحبها ، يعشقها ، بالرغم كل ما فعلوه ، ولكن عندما عاد من الخارج اتخذ قرار أن يغير حياته وسيبدأ من جديد ولكنه كان يريد بشده أنه يبدأ مع دراين وتكون أيضا ندمت علي فعلته ولكن اين هي الان 
( كان يفكر في كل ذلك وهو في طريقه الي بيت صديقته روزي ، خرج من سيارته يهندم ملابسه وتصفيفه شعره و وقف أمام باب بيت صديقته طرق عليه وبعد دقائق فُتح من إحدي الخادمات ، دلف الي الداخل حيث رأي ذلك التجمع الهائل ، يبدو أن جميع أصدقائه تزوجو عدا هو )
روزي : هيثم ، حمد الله ع سلامتك
( كانت تقول روزي تلك الكلمات وهي ذاهبه لتحتضن هيثم ولكن هيثم أبتعد عنها واعتذر منها ) 
هيثم : sorry يا روزي بس معتش بسلم ولا بحضن 
روزي بسخريه : it's okay , كله بقي عامل فيها شيخ 
هيثم : بتقولي ايه 
روزي بابتسامة مصطنعه : لا ولا حاجه ، اتفضل ده احنا مستنينيك 
( دلف هيثم وجلس معاهم ، كان من يقدم له الخمر فيعتذر ومن يقدم بعض لفافات التبع فيعتذر مره اخري )
روزي : جرا ايه يا هيثم كل حاجه sorry sorry يابني ده انت جاي من أوروبا يعني في ايه ؟
هيثم : كده احسن يا روزي وشكرا علي الحفله اللطيفه دي تعبتي نفسك 
روزي بغموض : احنا عندنا كام هيثم يعني ، خلاص هطلب منهم يجيبولك عصير ( ثم أشارت بيدها )
هيثم : مالوش لزوم يا روزي ، أنا همشي انا بقي عشان .......
روزي : لالا تمشي ايه بس ، هو احنا لسه قعدنا 
هيثم بعدم راحه : اوكي يا روزي ، طب هو التواليت فين ؟
روزي : اتفضل اتفضل ( ثم قامت روزي لترشد هيثم الي الطريق ثم دلف الي المرحاض ، ذهبت روزي الي إحدي الخادمات)
روزي : اسمعي خلي دراين هي اللي تقدم العصير ل هيثم 
الفت : بس يا هانم 
روزي : اخلصي مش هعيد كلامي
الفت : حاضر يا هانم 
( ذهبت تلك الخادمه الي دراين ) 
الفت : دارين يا بنتي 
( كانت دارين جالسه علي مقعد وتقرأ في كتاب الله ، عندما سمعت تلك الخادمه ، أغلقت المصحف ونظرت لها وهي ترسم علي وجهها ابتسامه صافيه ) 
دارين : ايوه يا داده
الفت : بصي يا بنتي أنا والله حاولت ، بس لا مفر 
( فهمت دراين ما تريد قوله ألفت ، ف دراين تعلم أن روزي لم تمر ذلك الحدث علي خير فهي من اول يوم لها وهي تعمل في بيتها تفعل كل شئ لتجعلها تشعر بإلاهانه وعندما علمت بتلك الحفله وجميع اصدقائها في الجامعه هما المدعوين ، علمت ماذا تريد فعله ، ولكن لا بأس فتلك حياه دارين وأصبحت ترضا بها ) 
دارين : أنا عارفه يا داده الفت ، أن روزي هتعمل كده ، بس متزعليش الشغل مش عيب صح ، هروح اشوف هي عايزه ايه 
الفت : هي عايزه تقدمي العصير ل هيثم بيه 
نظرت دارين بصدمه الي الفت وتحاول أن تستوعب ما تفوهت به : هيثم ، هو هيثم رجع 
ألفت : والله يا بنتي اللي اعرفه ان الحفله دي عشان رجع من بره بعد ما كان بيتعالج من الادمان ، بس عارفه ماشاء الله شكله اتغير كده ، مش زي الباقين كلهم قاعدين يشربو ويعملو حاجات استغفر الله ، بس هيثم لا ده حتي روزي لما جت تسلم عليه ، اعتذر منها وقالها مش بسلم 
نظرت دراين ل ألفت وابتسامتها تتسع تدريجياً علي وجهه مما سمعته لاحظت الفت ذلك : لسه بتحبيه ؟
اختفت تلك الابتسامه من علي وجه دارين : داده ألفت مش عايزه افتكر الفتره دي بالذات أنا بدأت من جديد و هيثم أكيد نسيني ، عن إذنك هروح اشوف اللي طلبته روزي بدل ما تبهدلنا 
( نظرت ألفت ل دارين بحسره ، نعم هي تعلم دارين منذ زمن ، ف كانت روزي تتحدث عنها دائما وتريد أن تذلها دائما كانت تحمل ضغينه تجاه دارين ، حتي عندما جاءت بها الي البيت ، كانت الفت تشعر أن دارين تستحق كل ما يحدث لها ولكن مع الوقت رأت أن دارين بدأت تتغير ، لم تعد تتعامل بعجرفه ، أصبحت ترتدي ملابس محتشمه ، بدأت أن تصلي ، نعم كانت تصلي تاره وتنسه تاره اخري ولكن كانت تجاهد ، ساعدتها ألفت فيما تفعله حتي ارتدت الحجاب و ترتل القرءان الكريم طول يومها حتي في وقت عملها  ، أصبحت دارين اخري غير التي كانت عليها من قبل ، بالفعل ندمت علي ما فعلته ، تخبئ بداخلها حب كبير ل هيثم ، عندما صارحتها دارين بأنها لم تحب يوسف قط ، كانت تحب هيثم فهو أكثر من يفهمها ، ويبادلها نفس الشعور ، ولكن تركت ذلك الأمر لله  ، بينما ألفت كانت منغمسه في أفكارها كانت دارين حملت العصير علي ذلك الحامل المعدني وحاولت أن تتظاهر بالامبالاه عندما تري اصدقائها ، كانت الابتسامه تتسع رويدا رويدا علي وجه روزي وهي تري أن ما تخطط له سيحدث الان ، نعم كل اصدقائها الاغبياء قامو ليرقصو ، ولن يرو دارين وهي تخدم في بيتها ولكن الأهم أن هيثم يراها ) 
دارين : اتفضل العصير 
هيثم وهو يمسك الكوب وينظر نظره سريعه للواقفه أمامه ولكن الصدمه جعلته يترك الكوب مره أخري : دارين 
رفعت دارين عينها الي هيثم ، نعم كانت ألفت محقه وجه هيثم أصبح مشرق من ذي قبل اكتسب بعض الوزن الذي زاده وسامه ، خصلات شعره أصبحت قصيره لحيته مهندمه ، كانت تنظر له بشوق وحنين وكان هيثم يبادلها النظرات بصدمه وعدم استيعاب 
روزي : في ايه يا هيثم ، ايه ده دارين حبيبتي جيبتي العصير بنفسك ، كنتي خلي اي حد يجيبه ولا انتي بقي عايزه تفضحي نفسك ( قالت كلماتها الاخيره بمزاح ) 
عندما فهم هيثم ما تقوله روزي : دارين انتي ، انتي بتشتغلي هنا ؟
اومأت دارين رأسها بالايجاب 
روزي : خلاص يا هيثم متكسفهاش ، الله حرام مش لاقيه مكان تكون فيه 
هيثم بعصبيه : وهي مش صاحبتك ، في حد يعمل كده في صاحبه مشغلها خدامه عندك ، أنا عارف انك اصلا بتكرهيها بس مش للدرجادي ، دارين ازاي تقبلي بكده 
نظرت دارين الي الكوب التي ما زالت تحمله وابتسمت ابتسامه حزينه : الشغل مش عيب طالما حلال ، العصير يا هيثم بيه 
روزي : اهو سمعت قالتلك ايه ؟ 
لم يشعر هيثم بنفسه الا وهو يقذف ذلك الحامل المعدني التي تحمل دارين مما ادي الي فزع كلا من دراين و روزي واستغراب الجميع ، نظرت دارين الي هيثم نظرات ممزوجه بخوف و دموع ، ثم أمسك يدها وخرج بها الي سيارته لم يبالي بأي نداء أحد من حوله ولا حتي بنداء دارين ، لم يهدأ الا عندما جعلها تصعد الي سيارته و صعد هو الآخر و خرج من ذلك البيت بأكمله 
Back
افاق من شروده عندما رآه دارين تقف أمامه غاضبه 
هيثم بأبتسامه : حبيبتي 
دارين : والله بقالي نص ساعه بكلمك وانت ولا هنا 
اخذ هيثم دراين بين ذراعيها : حقك عليه كنت سرحان ، يلا بقي نفطر أنا جهزت الفطار وجعان اوي 
®________________________®
دلف الي منزلها ولكن تلك المره منزلها في ذلك الحي البسيط ، لم يعد يستوعب كم الصدمات الذي عرفها ، حقا اصدقائه كانو علي علم بما يحدث ، بسيط بسيط هو العقل المدبر بسيط يكون ابنه خالت الرائد حسام ، منذ متي ؟ كيف ؟ ولما كل ذلك ؟ عقله سينفجر ، أنتشله من تفكيره طرقات علي الباب ، ذهب لكي يري من الطارق ، لم يصدم كثيراً فهو كان يعلم بمجيئه 
يوسف : في حاجه تانيه ؟
بسيط بحزن  : يوسف أنا انا مش عايزك تبقي زعلان مني انا ...
يوسف بسخريه  : زعلان ، وانا هبقي زعلان ليه ، ايه اللي حصل عشان ابقي زعلان منك ، ولا حاجه انا اللي طلعت مغفل ، كنت فاكر اني عارف كل حاجه وطلعت انا اللي لعبه في إيديكم ، أبقي زعلان ! ليه ابقي زعلان وعشان ايه 
بسيط : يا يوسف افهمني ، كل ده عشان مصلحتك 
يوسف : مصلحتي ، تبقو عارفين كل حاجه وانا لا ده لمصلحتي ، تبقو بتلعبو عليه كل ده وخلتوني ادخل السجن ده لمصلحتي ، تخلي واحد زباله زي ليث يقرب من مراتي ده كله مصلحتي 
بسيط بغضب : يا اخي افهم بقي افهم ، انت لو مكنتش دخلت السجن كنت زمانك ميت ، ليث كان هيقتلك يا غبي ، عشان كده أعلانا خبر إفلاسكم وأهلك سفرنهم بعيد عن هنا مش بس عشان ابوك تعبان عشان ليث لو كان عرف مكان وجودهم كانو اتصفو ، وخلينا دارين تاخد كل الفلوس بتاعك عشان تضطر  ترجع مصر تاني ونلاقيك بس هي اللي طمعت ورجعنا الفلوس منها بطريقة تانيه ، و وهمنا  ليث أن الطريق فاضي عشان يقرب من صفاء ويكون قدامنا وعارفين كل تحركاته ، لو مكنش ده حصل 
كان زمانك ميت واهلك وصفاء كمان ، وإفلاسكم كان هيبقي حقيقي ، وليث يهرب ويروح يدور الخراب في غيركم وغيركم وغيركم 
( صدمات تلو صدمات وها هي صدمات اخري فوق رأسه ، ارتمي يوسف علي اقرب مقعد له وهو ينظر بضياع حوله ، هل هو علي قيد الحياه ، هل كان قيد الحياة حقا ، في ليله وضحاها انقلبت حياته رأسا علي عقب يتذكر بالامس كان بالجامعه رفقه شهاب في اول سنه لهم وكم كانو متفوقين ، يتذكر ذلك اليوم الذي حصل علي جائزه أفضل رجل اعمال ، نعم كل ذلك كان بالأمس ، الان يخبروه ب قتل _ إرهاب _ دمار _ حياته علي المحك ، حسنا كفي كفي لم اعد استطيع التفكير ، أشعر بالتعب أشعر بحمل ثقيل علي رأسي ، أشعر الان بأرتخاء أعصابي ، انظر الي بسيط بضياع اري في عينه نظره القلق وأسمع نبره الهلع في صوته وهو ينادي بأسمي ولكن لم أعد احتمل اريد الهروب ، النوم ، بدأت جفوني تنغلق ، أريد الأستسلام ويذهب كل شئ الي الجحيم لم أعد أبالي أريد فقط النوم ، اريد عقلي يقف من التفكير ، اريد النوم بسلام  )


تعليقات