رواية مروة المنياوي الفصل السادس 6 بقلم مصطفى محسن

 

 

رواية مروة المنياوي الفصل السادس بقلم مصطفى محسن

الدكتور ممدوح عرف اللي حصل لأحمد، وكان قاعد في العيادة مضايق لأنه كان السبب.

فجأة ظهرت مروة قدامه وقالتله:
ـ شكلك زعلان عليه يا دكتور.

ممدوح قالها:
ـ طبعًا، أنا السبب... ليه عملتِى فيه كده؟

مروة ضحكت ضحكة مرعبة وقالتله:
ـ وانت ليه عملت في سالم صاحبك كده؟

ممدوح بصّ لها وكان ساكت.

مروة قالتله:
ـ النهارده عندك جلسة مع ريهام...
انت عارف هتعمل إيه.

ممدوح هزّ راسه كأنه بيقولها "أيوه".

الضحية التانية:
الاسم: ريهام، عندها ٣١ سنة.
دكتورة في مستشفى حكومي، وبتتابع مع دكتور نفسي لأنها بتتأثر بالمرضى وبتتعب.

الساعة ١٠ بالليل دخلت ريهام العيادة، سلّمت على الدكتور ممدوح، واتكلموا شوية.
وبعدين قالها:
ـ استريحي على الشزلونج وغمّضي عينيكي.

ريهام غمّضت عينيها...

بدأ النور يضعف، وظهرت ليلى.
بدأت تعمل الطقوس بتاعتها، وظهر نفس الكائن، وبدأ يدخل في جسد ريهام.

فجأة النور رجع زي ما كان، وقامت ريهام وهي مفزوعة وقالت:
ـ إيه اللي حصل يا دكتور؟

الدكتور ممدوح قالها بصوت متوتر:
ـ مافيش حاجة يا ريهام، انتي بس عينيكي غمضت شوية.

ريهام بصّت للدكتور، بس كانت حاسة إن في حاجة مختلفة.

الدكتور ممدوح قالها:
ـ تقدري تروحي دلوقتي... ومعادنا الجلسة الجاية.

ريهام خرجت من العيادة... وظهرت مروة.
بس المرة دي كان معاها نفس الكائن اللي بيدخل أجساد الناس.

ممدوح كان واقف مرعوب.

مروة قربت منه وقالتله:
ـ هو انت خايف؟ متنساش بينا عهد... بس الكائن بتاعي كان عاوز يشكرك.

ممدوح بلع ريقه وقالها:
ـ ابعدي عني، أنا بنفذ كل اللي مطلوب مني.

مروة ضحكت وقالتله:
ـ لا... في حاجة انت ما عملتهاش.

ممدوح قالها:
ـ اطلبِي، وأنا هنفذ.

مروة قالتله:
ـ عاوزاك تسلّمني سالم.

ممدوح بصّ لها بذهول وقالها:
ـ مستحيل... أنا مقدرش أعمل كده.

فجأة الكائن عنيه بقت حمرا زي النار، وهجم على ممدوح.
ممدوح اتخبط في الحيطة ووقع على الأرض.

مروة وقفت قصاده وقالتله:
ـ أوعى تقولّي "لأ" المرة دي... أنا هسامحك، بس المرة الجاية انت عارف أنا هعمل فيك إيه.

ممدوح هزّ راسه وقالها:
ـ أنا مستعد أعملك كل حاجة انتي عاوزاها... بس سبيني أعيش.

مروة ضحكت ضحكة هزّت المكان كله... واختفت.

تاني يوم الصبح...
ريهام كانت في المستشفى، ماسكة ملف مريض اسمه "نادر عبدالعليم"،
بس كل شوية تبص ناحية طرقة العناية المركزة... فيه ظل بيظهر ويختفي.

وهي بتعدي في غرف المرضى،
شافت ست كبيرة قاعدة في السرير رقم ٥، بتبصلها بنظرة حادة.
ريهام حسّت إنها تعرفها وقالت:
ـ "عمّتي؟!"

لفّت بسرعة تبص على السرير... لاقته فاضي.

ريهام اتنفضت، راحت الحمّام تغسل وشها.
لكن أول ما بصّت في المراية، شافت وش مريضها القديم "أحمد"،
اللي كانت بتابع حالته قبل ما يموت، واقف وراها، مبتسم ابتسامة مرعبة.

ريهام صرخت، وطلعت تجري برا الحمّام.
الناس في المستشفى اتلمّت حواليها.

الدكتور المناوب قالها:
ـ "إنتي كويسة يا دكتور ريهام؟!"

ريهام قالت وهي بتحاول تتنفس:
ـ "أنا شوفت أحمد... اللي مات."

الكل سكت لحظة، وبعدين ضحكوا بسخرية.

الدكتور قالها:
ـ "شكلك محتاجة راحة، تعالي ارتاحي في الاستراحة شوية."

ريهام وهي داخلة الاستراحه، سمعت صوت همس جاي من ناحية الممر وقال:
ـ "كل اللي ماتوا... هييجوا يسألوكي ليه سبتينا نموت."

تاني يوم ريهام كان عندها شِفت بالليل،
وقاعدة بتكتب تقرير بسيط في المكتب، والمستشفى فاضية،
والأنوار خافتة، وسكون تقيل مالي المكان.

فجأة سمعت صوت حد ماشي في الممر،
وصوت كأن حد بيجرّ رجليه.

ريهام خرجت تبص،
شافت بنت صغيرة لابسة أبيض، شعرها مبلول، ماشية وهي بتضحك بصوت واطي.

ريهام قالت بخوف:
ـ "إنتي مين؟!"

البنت وقفت ولفّت بوشها...
كانت نفس البنت اللي ماتت الأسبوع اللي فات،
وشها أزرق، وعينيها سودا تمامًا.

ريهام رجعت خطوة لورا،
والبنت قالت بصوت مبحوح:
ـ "الدكتور ممدوح سلّمِك لِها... ودلوقتي دورِك."


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات