رواية ختم الملائكة الجزء الثاني الفصل السابع
وقفت وانا ببص على الورد اللى على الأرض بيأس.
بابا حنوش ظهر جنبى وقالى:
امممم (هوبلس كيس ) حالة صعبة وميأوس منها بس مش على حنوش.
حط أيده على كتفى وقالى:
كدا مقدمناش غير حل واحد...
بصتله بأستغراب.
فقالى:
بص يا آدم يا أبنى ميجبش الست الا الست اللى زيها..الغيرة.
قولتله :
الغيرة !!
قالى :
بص هو أنا عملت حركة غير أخلاقية وأتجسست على مخيم الأناث ومش هتصدق لقيت ايه.
قلتله بفضول :
لقيت ايه؟!
قالى :
لاقيت واحدة عينها منك من أول ماظهرت فى حوض الواكا .
قولتله :
أيه ده بجد !!! فيه أنثى عينها منى؟ !!
هزلى رأسه بالتأكيد وهو مبتسم وقالى :
هتموت عليك.
قولتله بفضول :
أسمها أيه وشكلها عامل أزاى ؟
قالى :
أسمها قمر و أنما أيه ياد ياأدم قمر فعلا , حورية من السما , هربانة من الجنة وكأن حد نسى باب الجنة مفتوح.
قولتله وانا بهندم هدومى :
طيب يله بينا مستنى أيه ؟!!
قالى :
أهدى.. مالك!! ما أعرفش أن هرموناتك ناقحه عليك كده.
قولتله وانا بحاول أدارى :
لا لا أنا مش فارق معايا أصلا ... ده فضول بس ِ
بصلى بتشكك وقالى :
هات أيدك .
أديتله أيدى فنقلنى على الشاطئ وشاورلى على أنثى بتغسل رجليها فى المايه.
ليها بريق وهالة حواليها , طلتها خلت قلبى أنقبض لوهلة ورجع تانى.
شعرها ذهبى مش أصفر رموشها طويلة زى السهام , عينها واسعة وسيقانها طويلة ...
قطع تفكيرى حنوش اللى حط أيده على كتفى وهو بيقول :
أمسك نفسك ... أنت لسانك مدلدل ليه؟
قولتله وأنا بقفل بوقى :
أبدا مفيش حاجة ...أنثى رائعة فعلا..
قالى :
خد ده .
وناولنى بوكيه ورد تانى غير اللى ناهيرا رميته فى وشى وقال :
روح !!
قربت عليها فأنتبهت ونزلت فستانها علشان تغطى رجليها , هندمت ثيابها , وقرصت خدودها علشان تبين حمرتهم .
قربت عليها أكتر وأنا متحمس ومديت أيدى بالورد وقولتلها :
القمر غاب وقت ظهورك ... وأنخسف من لون خدود...
خطفت من أيدى الورد , فحطيت أيدى على وشى وأنتظرت ترميه فى وشى , بس مارميتهوش.
شيلت أيدى من على وشى لاقيتها ماسكة الورد وبتشم فيه وقالت :
هييييح.. أنت حنين ؟!!
قولتلها :
ده سؤال ؟!!
قالتلى :
أيوه سؤال .. أنت حنين ؟!!
قولتلها فى خجل :
أها حنين جدا والله ومبحبش الدم وعارف اللى حصلكم ومتعاطف معاكم جد...
قطعت كلامى وأتمسمرت فى مكانى لما لاقيتها طبعت قبلة سريعة على خدى وجريت ناحية المعسكر وهى بتلوح بالورد فى الهوا.
حنوش ظهر قدامى ،لاقانى وشى أحمر واعصابى سايبة خالص.
هرش فى دماغه وقال :
مش عارف اللى أنت فيه ده بسببى علشان حبستك فترة كبيرة فى الكهف ولا أنتوا كملايكة مرهفين كده .. المهم أنت زى الفل وانا فخور بيك ..
قولتله :
هى الحركة اللى عملتها قمر دى معناها أيه ؟
قالى بثقة :
معناه أن قمر هبلة !! ودى حاجة كويسة.
قولتله وأنا مسهم :
أنا حاسس أنى هحب قمر.
قالى :
لا اللى أنت فيه ده أعجاب , علشان قمر أول واحدة تديك ريق حلو , الحب حاجة تانية .. أحساس أعمق..ركز بقى فى اللى جاى ؟!!
قولتله :
أيه اللى جاى ؟
قالى وهو بيغمزنى :
الهدف ناهيرا.
بصيت على ناهيرا اللى بتقرب علينا وعلى وشها علامات الغضب ٍ
بصتلى بأشمئزاز ووجهت كلامها لحنوش وقالت :
أنت مش قولت مفيش غدر ؟!
رد عليها وقالها :
طبعا مفيش غدر!!
شاورت عليا وقالت :
تقدر تفسرلى ايه اللى عمله الذكر ده ؟
قالها بأستعباط :
عمل أيه ؟
قالت :
بيتحرش بالاناث اللى فى المعسكر .. أهدى ورد لأنثى من عندنا .. قمر .
قالها :
لا دى مفيهاش غدر , ولا فيها تحرش , البنت أستجابت ليه , ومن الاخر أبننا أدم يعمل اللى هو عاوزه واللى عنده انثى يربطها ... وبعدين تعالى هنا هى الانثى أشتكتلك قصدى قمر اشتكتلك ؟!!
هزت رأسها بالنفى.
قالها :
يبقى سيبى الواد يلعب ..محروم.
قالتله بغضب :
عايز يلعب.. يروح يلعب بعيد عن هنا
دخلت فى الحوار وقولت :
قمر عجبانى وهتجوزها !
ضحكت بسخرية وقالت :
والنبوءة والكتاب الأسود ؟!!
قولتلها بعدم إهتمام :
طظ فى الكتاب الأسود.
قالت :
أمبارح كنت هتموت وتتجوزنى والنهاردة عايز تتجوز قمر !!!!
أنتوا ذكور شهوانية بتدورا على غزيزتكم بس , زيكم زى الحيوانات , لا أقل من الحيوانات على الأقل مفيش حيوان بيغتصب.
هزت صوباعها وحذرتنا وهى بتقول :
أياكم ... أياكم تيجوا ناحية قمر تانى .. أو أى انثى من المعسكر.
فردت أجنحتها وطارت بعيد عننا.
حنوش حضنى وهو بيقول :
ألف مبروك يأدم ... ولعت !!
قولتله وانا فرحان :
أيه الخطة نجحت ؟!!
قالى :
بنسبة 80 % نجحت , بص أحنا هنفضل هنا عند الشاطئ مش هنرجع المعسكر.
بصتله بأستغراب فقالى :
لو قمر هتجيلك.. هتجيلك هنا .. اكيد مش هتروح معسكر الذكور وألا كده تبقى بتعلن أنها خاينة.
قعدت على الشاطئ مع حنوش وأنتظرنا قمر تيجى ...
فضلنا كتير مستنيين ...
حنوش علمنى أزاى أرمى حجر وأخليه يقفذ ويرتد فوق سطح البحر من غير مايغطس.
لحد مادخل علينا الليل ولاقيت حنوش أختفى من جنبى..
بصيت حواليا لاقيت قمر بتقرب عليا وفى أيدها طبق متغطى بشال.
قالت بصوت رقيق :
أيه اللى مقعدك هنا؟!!
لاقيتنى بقول :
كان عندى أمل أشوفك تانى ...
أبتسمت , قعدت جنبى على الشاطئ وكشفت الشال عن الطبق اللى كانت شايلاها فظهر رغيف خبز مدور
مسكت الخبر بأيديها البيضاء الناعمة وقسمته نصين.
أديتنى نص وبدأت تاكل فى النص التانى وهى بتبصلى من غير كلام.
أكلت معاها وبصتلها من غير كلام.
سرحت فى عنينها وأتسحرت بيها , خرجت الكلمات من شفايفها وهى بتقول :
أنت غير كل الذكور ... صح ؟
قولتلها :
أها غير كل الذكور اللى عرفتوهم , بس برضة ذكر.
قالتلى :
أنت مغتصب ؟!!
قولتلها :
لا طبعا.
قالتلى :
طيب ليه بتدافع عن الذكور المغتصبين ؟
قولتلها :
أنا مش بدافع عنهم .. ومش ضدكم.. هم يستاهلوا العقاب على اللى عملوه , وانتوا من حقكم ..... عنينكى !!!
قالتلى :
عينيا !!
قولتلها وانا مسهم :
عنيكى جميلة جدا , مش عارف مبصلهاش.
وشها أحمر من الخجل فزاد جمال فوق جماله , قالتلى :
هو أنت عايزنى ؟!!
قولتلها :
مش فاهم ؟!!
بصتلى بحزن وقالت :
لا أنت فاهم.
قولتلها :
بصى أنا أول مرة أتكلم مع أنثى جميلة زيك وكل اللى عايزه انا أفضل أتأمل فى جمالك.
ضحكت ضحكة رقيعة وقالت :
الذكور هنا أجبروا الإناث يتعلموا فن أرضائهم..وطول عمرى ماحدش من الذكور طلب منى أنه يتأملنى دى .. كله كان عايز...
قطعت كلامها وقولت :
أنا مش عايز غير أننا نفضل نتقابل ونتكلم بس.
قربت عليا وكانت هتبوسنى من خدى فمنعتها وأنا بقول :
أرجوكى بلاش..
أبتسمت وشالت الشال من على الأرض,جريت ناحية المعسكر وهى بتمطوح الشال فى الهوا.
أستنيت حنوش يظهر بعد مامشيت , بس ماظهرش وأتاخر فترة طويلة , فضلت مستني عند الشاطئ لحد ماظهر قبل شروق الشمس.
قولتله بلهفة :
أتأخرت ليه ؟
قالى وهو مبتسم :
الموضوع مشى أفضل مماتوقعنا , قمر رجعت المعسكر وحكت اللى حصل لأصحابها فى الخيمة , وما أدراك بلمة الحريم , سمعتهم وهم بيقطعوا فى فروتك , وقمر كانت بتدافع عنك باستماتة لدرجة أثارت الفضول فى المعسكر كله.
حاليا كلهم بيتكلموا عن الذكر الملاك الرومانسى أبو ورد وخجل ..
قمر قالت أنك بتنكسف أكتر من الأناث نفسهم
....
هرش فى دماغه وهو بيكمل كلامه :
فى العادى دى أنطباع غلط أنه بتاخد عنك , بس هنا وفى الظروف دى، ده هتاكل أوى معاهم ....
قطع كلامه بعد ما سمعنا صوت خروشة حوالينا.
ركزنا على الصوت فشوفنا أربعة من الاناث , اول ما أنتبهوا أننا شوفناهم جريوا بعيد عننا وهم بيضحكوا.
حنوش قال :
هييييح , الحريم هنا لقطة مسمعوش كلمة حلوة من ذكر قبل كده , أنت بالنسبه ليهم أسطورة .... قوم عندنا طالعة تانية !!
قولتله :
طلعة أيه ؟!!
قالى :
أنت ناسى أن فيه معسكر رجالة عند المنصة , ورجالة ولاد كلب مغتصبين ورمم , وماتفكرش أنهم هيفضلوا يكنوا ليك الولاء على طول , دول واخدينك مصلحة علشان ينتصروا على الإناث ويرجعوا حكمهم تانى.
قولتله :
ودول هنعمل فيهم أيه ؟!!
قالى :
أنا فكرت أمبارح نعمل فيهم أيه , مينفعش نقتلهم هنبقى سفاحين ولا نسجنهم علشان مش فاضيين ،عندنا الزفت عظيم , ففكرت نعملهم أعادة تأهيل.
قولتله بأستغراب :
أعادة تأهيل ؟!!
قالى :
هنعرفهم أن اللى بيعملوه ده غلط ونديهم كورس فى فن التعامل مع الانثى , ونجوز دول لدول فى الآخر.
قولتله :
أستحالة الذكور يوافقوا على كده.
قالى :
اللى مش هيوافق على أحترام المرأه هنرميه فى حوض صخور الواكا , ساعتها هيبقى ضميرنا مرتاح .. أحنا هندربهم يبقوا محترمين بالطريقة الوحيدة اللى يعرفوها .. القوة..
أول ماوصلنا المعسكر حنوش بدأ ينفد اللى أتفقنا عليه
وفرض القوانين الجديدة بالقوة وهى الحفاظ على السلام , وعدم الاعتداء على أنثى بالإجبار ..
للأسف فيه اللى رفضوا القوانين الجديدة وبصقوا على الأرض ودول حنوش ماتفاهمش معاهم و رماهم فى حوض الواكا قدام كل الذكور.
الرعب دب فى قلوبهم لدرجة أنهم بقوا بيخاوفوا من حنوش أكتر منى!!!
أنصاعوا لأوامره فبدأ معاهم دروس التأهيل النفسى..
فى الناحية التانية كنت بقابل قمر كل ليلة عند الشاطىء , بنتكلم وبنضحك.
كنت باخد بالى من أصحابها اللى فى المعسكر وهم بيتجسسوا علينا , وخدت بالى من ناهيرا اللى حلقت فوقينا مرتين فى يومين مختلفين!!
علاقتى أتوطدت بقمر وبقت فى العلن ومعسكر الذكور كأنوا بيشوفونى وانا بعاملها كملكة و حنوش أنتهزها فرصة وشرحلهم عليا عملى أزاى يعاملوا الأناث
واحدة واحدة واتصاحبت على أصحاب قمر وبقينا نقعد مع بعض كلنا مع حنوش اللى بيسلينا بحكاياته وأغانيه وخدعه السحرية.
و فى ليلة وأحنا متجمعين , حنوش أعلن أنه هيعمل خدعة جديدة
وأتفاجئنا بيه أتشكل وسطنا على شكل ناهيرا!!!
كلنا أندهشنا خاصة أنه كان متشكل على شكلها بالضبط حتى نبرة صوتها !!
أتكلم بصوتها وقلدها فى حركاتها وهو بيتريق عليها , فدخلنا فى هستيرية ضحك ومخدناش بالنا من ناهيرا الحقيقة اللى كانت واقفة ورا حنوش!!
حنوش أول ماشفها , رجع على هيئته وأختفى!!
الإناث المتجمعين حوالينا أنا وقمر ،فروا ناحية المعسكر وماتفضلش جنبى غير قمر واللى مديتش أهتمام لوجود ناهيرا.
الشئ اللى عصب ناهيرا وخلاها تشيط أكتر ماهى شايطة , حسيت لوهلة أنى لو لمستها هتلسع من دمها اللى بيغلى من الغيظ
شدت قمر من أيديها فقمر قاومتها وفضلت قاعدة جنبى ,
ناهيرا أنفعلت علينا وسابتنا ومشيت.
واحدة واحدة وناهيرا فقدت السيطرة على معسكر الأناث واللى زهقوا من قوانينها الصارمة وكطبيعة كل البشر ..
الممنوع دايما مرغوب....
دايرة قعدتنا على الشاطىء بقت بتكبر أكتر وأناث كتير بدأوا ينضموا لسهراتنا خاصة بعد ماحنوش عمل مسرح صغير وبقى بيأدى عروضه عليه.
بقينا بنضم للسهرات الذكور اللى نجحت فى أجتياز أختبارات حنوش فى التأهيل ،فحصل أندماج تانى بين الذكور والإناث.
خطة حنوش نجحت فى أنها تعزل ناهيرا تماما وبدأت تفقد كلمتها وسطوتها على الأناث.
كسر غرورها.
حنوش قالى أنها أكيد هتبدأ فى مرحلة الإنهيار خاصة لما هتلاقى نفسها منبوذة من الناحيتين .
وبالضبط ده اللى حصل..
فى يوم كنت على الشاطئ أنا وحنوش بنظبط السهرة , دخلت علينا وهى لاوية بوزها وقالت :
هو مش فيه نبوءة المفروض تتنفذ ولا أنتوا عجبتكوا القعدة اللى مالهاش لازمة دى والمسخرة اللى بتعملوها طول الليل.
كنت قاعد فحطيت رجل على رجل وانا بقول :
لا ماهو انا صرفت نظر عن الجوازة دى ... أنا هتجوز وأستقر هنا فى الجزيرة أصلى حبيتها جدا.
قالتلى بغضب :
أنت خاين لمملكتنا زى أبوك , أزاى هتستقر هنا ومملكتنا مغتصبة ومحتلة على أيد عظيم , لو مكنتش عايز تنتقم لابوك فأنا عايزة أنتقم لابويا وأرجع حكم الملائكة تانى.
حنوش قال وهو بيتريق على كلامها :
الله على الوطنية اللى بتبوظ منك , أطلعى من دول, أنت عايزه تطرقينا من هنا بأى طريقة ...
قالت :
هى مش دى رغبتكم فى الأساس...
شاورت عليا وهى بتقول بكبرياء :
مش أنت كنت هتبوس رجلى علشان أتجوزك!!
قولتلها :
نعم ياختى !!! أبوس أيه !!
قالت بكبرياء :
تبوس رجلى , وجبتلى ورد وقولتلى أتجوزينى ده أنا من دمك حاجة زى كده.
قولتلها :
كنت عبيط.
بصتلى بأستغراب فقولتلها :
كنت عبيط وعقلت.
قالتلى بحزن :
أفهم من كلامك أنك مش عايز تتجوزنى وتحقق النبوءة.
قولتلها وأنا بهرش فى دماغى :
سيبينى أفكر.
خبطت رجليها فى الأرض فى غضب وأنصرفت بعد ما بصقت على الارض.
حنوش حضنى و باسنى هو بيهنينى بالنصر وبالزواج.
بصينا جنبا وأتفاجأنا بقمر بتتفرج علي أنا وحنوش و أحنا بنبوس بعض ...
فضلت بتبص لينا بأشمئزاز وقالتلى :
علشان كده مش بترضى تبوسنى ... مكنتش أعرف انك بتبوس ذكور بس !!
قولتلها وانا ببعد بابا حنوش عنى :
أنتى فهمتى أيه ؟!! لا ده ...
بكت وجريت بعيد من غير ماتسمع تبريرى
حنوش قالى :
كده الدنيا هتبوظ , سمعتنا هتبقى زفت , أجرى بسرعة ألحق ناهيرا وقولها انك موافق على الجواز , أربطها بسرعة قبل ماعنصر الغيرة يروح.
قولتله :
طيب وقمر؟؟
قالى :
سيبهالى أنا هفهمها بس مش دلوقتى , اللى حصل ده مصلحة علشان نبعد قمر عنك شوية , ونركز على ناهيرا الهدف الأساسى , طير بسرعة على ناهيرا مستنى أيه!!
طيرت بسرعة لحد ما حصلت ناهيرا اللى كانت بتطوف حوالين المعسكر وبتبكى.
طوفت جنبها وقولتلها :
أيه رأيك نتجوز بكرة !!
مسحت دموعها وهى بتقول :
لا انا غيرت رأى خلاص , انا هسافر لوحدى وههزم عظيم وأسترجع حكم أبويا.
حاولت أمسك أيديها فزاحتها بغلظة وهى بتقول :
أبعد عنى ياخاين !!
قولتلها :
فى يوم قولت لحنوش أنى بحب قمر فقالى أن الحب حاجة اعمق , وطلع عنده حق.
أنا أعجبت بقمر وبجمالها , بس أكتشفت أنى حبيتك أنتى , من أول يوم شوفتك فيه فى أحلامى.
من أول يوم حسيت فيه بمعاناتك.
كنت بحس بكل ضربة سوط على جسمك كأنها نازلة على جسمى
صورتك مكنتش بتفارقنى وانا نايم وانا صاحى.
انا بحبك ياناهيرا من قبل ما أعرفك , وحبيتك أكتر بعد ماعرفتك وصدقينى حتى لو الكتاب مكنش تنبأ بجوازنا أنا كنت هعمل المستحيل علشان أوصلك وأخلصك من معاناتك ...
قالتلى وعنينها كلها دموع :
انا كمان شوفتك فى أحلامى وحسيت بيك , وتمنيت المعجزة تحصل وتيجى تخلصنى من معاناتى , بس أنت أتاخرت.
مسحت دموعها وقالت بصوت محشرج من أثر البكاء والخجل :
أنت ماخدتش بالك أنى صدقت قصتك عن أصلى بسرعة , عارف ليه ؟!!
علشان أنا عارفاك وشوفتك , حافظة ملامحك وأجنحتك السوداء ...
سكتت شوية وقالت وهى موطية رأسها :
قمر خدتك منى.. خدت معجزتى منى ..
قولتلها وانا مبتسم :
قمر.. زمانها دلوقتى بتقطع فى فروتى فى معسكر الأناث ... ماعلينا.
أنا معاكى ياناهيرا ومش هسيبك حتى لو سبتينى ,لو وافقتى هنحضر بكرة السفينة وننطلق لآرض الزراع علشان نعقد زواجنا أمام نهر الينبوع النهر المقدس , ونتجوز زى مابيقول الكتاب.
مديت أيديها ومسكت أيدى برغبتها لآول مرة ...
حضرنا السفن وكل اللى فى الجزيرة سواء ذكور او اناث اصروا انهم يجوا معانا.
ركبنا فى سفينة انا وحنوش والذكور وركبت ناهيرا فى سفينة هى والاناث.
حنوش اطلق صوت غريب هو بيهز لسانه فالاناث بدأت تقلده.
قلتله :
ايه دا؟!!
قالى :
زغرودة.
وصلنا ارض الزراع ومديت ايدى ومسكت ايد ناهيرا وهبطنا على ميناء ارض الزراع واحنا على هيئة الملاك.
ساعتها كل العاملين فى الميناء مقدروش يخفوا دهشتهم.
فضلوا متناحين وهما بيبصوا فى وشنا ونسيوا بوقهم مفتوح.
شويه وواحد منهم جرى من المينا فعرفت انه رايح يبلغ باقى المملكة.
وبالفعل فى اقل من 5 دقايق كان كل اللى فى المملكة متجمعين عند الميناء ومشيوا ورانا فى تجمهر.
فى منهم اللى كان فرحان لدرجة البكاء ومنهم اللى كان مذهول ومرعوب.
شفنا مجموعة من العمالقة لابسين زى زيي عسكرى وبيقربوا علينا .
اتصدموا لما شافونا وكانوا هيهجمونا برماحهم.
حنوش وقف قصاد رماحهم وهو بيقول :
ممنوع اراقة الدماء فى ارض الزراع ولا انتوا نسيتوا؟!!!
يلا يا قمور منك له روحوا بلغوا الكبير بتاعكم ان الكبير الحقيقى وصل .
بصقوا على الارض فعدينا من جنبهم وسط الجموع اللى كانت بتحتفل ومش مصدقة ان فى ملايكة لسه عايشين.
حنوش قال :
ياا دا شكل عظيم مطلع عينيهم.
كملنا لحد نهر الينبوع وعقدنا القرآن وشهدت بدمى وشهدت بدمها.
فى الوقت دا كان حنوش واقف مع قمر بيشرحلها تداعيات الموقف.
بعد شوية بصيت عليه لقيته اختفى .
قضينا اليوم دا وسط الجموع الاحتفاليه تقريبا محدش نام.
طلع الصبح فاتقدم بشرى من ارض الزراع ، كان باين عليه الثراء واصر اننا نقيم عنده فى البيت عشان تحل البركة .
شكرته وقلتله انى هقيم فى بيت الحكيم جاوه
اعلنتها بصوت عالى انى ابن يوهان الطبيب وان اللى جنبى ناهيرا بنت يونان المحارب واننا جايين هنا عشان نخلص الممالك من الظلم ونحل السلام والصلاح .
الخبر انتشر زى النار فى الحطب قبل حتى ما اوصل لقصر الحكيم جاوه.
وصلنا القصر ودخلناه , القصر اللى شهد قصة حب يوهان و جاردينيا .
حنوش رجع ظهر تانى اول ما دخلنا القصر و قالى وهو مبتسم:
مش عايز بقى تشوف هدية جوازك ؟!
قلتله :
ايه؟ !!
قال وهو بيفتح باب غرفة من غرف القصر :
انا اسف لو تعديت على خصوصياتك وممتلكاتك.
فتح الباب واتصدمت من اللى شفته.
