رواية هيلين الفصل الثامن بقلم هنا محمود
لم تهتم لحديثة هي سعيدة لوجودة تشعر بالأمان ، رغم كُل شئ تثق أنه سينقذهم!...
إستقامت بثقل تريد الوقف جواره لتضم بدن الصغير ...لكنها تراجعت بخوف حينما صوب "وليام" السلاح عليها ليغيظ شقيقة الأصغر
_انا ارفع سلاحي في وش اي حد..
ابتسم "أيدين" بسمة جانبية قد أخافتها ..
همهم له ليخرج سلاحة هو الأخر رافعة أياه بوجهه شقيقة ، أشار لحارسة ليأخد "روبين" بعدما مسح علي خصلاتة بحنان...:
_كان لازم تفكر قبل ما تتهور كده..
ترنح بدن "وليام" بعدما قهقه بصوت مرتفه لينبس بسخرية..:
_و هي بقت تهمك و مراتك كمان؟...لسه فيك الخصلة دي؟...بتسرق اي حاجة معايا؟....بس المره دي مش هسبهالك..
كاد ان يضغط "وليام" علي الزناد ليصيبها يعاند شقيقة لكن طلقة قد هربت من سلاح "ايدن" سبقته
تأوه "وليام" بألم و هو يلقي بسلاحة ارضًا ليحاوط ذراعة و هو يجلس علي الارضية....
رمقة "ايدين" ببرود و هو يري ألمة دون إهتمام ...
اقترب من تلك الواقفة صاحبة الجسد المرتعش ..:
_هيلين....
ما أن نبس بأسمها الحقيقي حتي أعادها داخل دوامة الماضي !...تراجعت بخوف و هي تراه يقترب منها لم تعد تراه "ايدين" تراه قاتل والديها صوت الرصاص حبسها في طفولتها...
تحدثت بخوف و هستريا و هي تبكي ..:
_ابعد عني ...عايز مني ايه؟...
قطب حاجباه بتعجب منها ليقترب اكثر ..:
_في اي مالك؟...
هي ترتعب الأن تذكرت كُل شئ وفاة عائلتها هروبها صوت الرصاص ، جلست علي الارضية و هي تحتضن جسدها بخوفها و كأنها تحمي ذاتها...:
_ابعد عني ....ابعد عني...
تصيح بهستريا و خوف مما جعلة يدرك حالها هي بنوبة هلع ، تبكي بهستريا ..تنكمش علي نفسها ، جسدها يرتعش...
جثي امامها و هو يتحدث بأرق نبرة إليها.:
_هيلين....بصيلي....انتِ في أمان ، أنا أيدين صحبك الوحيد...
نفت له و هي تنزوي علي نفسها اكثر ليمد كفة البارد يضعة علي يدها مما افزعها أكثر لكنه تشبث بها ليتابع بحنان..:
_انا ايدن الكنت بحميكي من كل حاجة و هفضل اعمل كده ....انا هِنا عشانك ...عشان احميكي...
استنشقت ماء انفها و هي تناظرة بعيونها البراقة لتنبس بتقطع و هي تحاول سحب يدها..:
_ابعد عني....انتَ قا..تل....
نفي لها و هو يحاول الاقتراب منها لتقاومة بفزع ....
حاوطها بيديها ليحضتها له و هو يمسح علي خصلاتها ليحتوي خوفها ...
همس قرب أذنها بخفوت..:
_انتِ في امان ، غمضي عينك و انسي كل الفات ...انتِ دلوقتي معايا انا مع ايدين ...صحبك الوحيد...
توقفت مقاومتها بعدما شعرت بأنفاسة الساخنة ترتطم بعنقها هي تحتاج للإطمئنان ...
فرت شهقات من بين ثغرها لتبادلة العِناق ! دست وجهها في عنقة لتترك العنان لدموعها لا تتذكر متي اخر مره قد عانقها شخص هكذا و مسح علي ظهرها بذلك الحنان...
نهض و هو يحملها يضمها لها اكثر حتي يخرجة مِن ذلك القصر...
_______________
في صباح اليوم التالي ...
تململت في الفراش تشعر بالوخذات في رأسها لتفتح عيناها بخفة ...
رفرفت بأهدابها لتعتاد علي إضائة الغرفة ، لتنهض بفزع بعدما تذكرت احداث الليلة الماضية...
_روبين...
همست اسمة بخوف و هي تنهض بسرعة لا تعلم حتي اين هي !...
فتحت باب الغرفة و هي تركض حافية القدمين صاحت بأسمة ..:
_روبين...انتَ فين ؟...روبين...
كانت تستكشف ذلك القصر تبحث عنه بهلع لتتجه للمطبخ بعدما استمعت لصوت من داخلة..:
_روبين؟....
وقفت بدهشة حينما رأته يعد الطعام صُحبة عمة !...
اقترب "روبين" منها و هو يحتضنها بحب ..:
_انتِ صحيتي اخيرا...انا خفت عليكي اوي..
بادلة العناق و هي تتفقدة بقلق..:
_انتَ كويس ؟...حد عملك حاجة؟...
نفي لها ببسمة خافته يحب رؤيتها قلقة علية....:
_انا كويس ، أيدن جه...
و هُنا قد رفعت عدستيها له ، كان يستند علي الجدار و هو يضم ذراعية امام صدرة بناطرها بهدوء...
ثواني حتي تذكرت ما أصابها قد دخلت بنوبة هلع لسماعها صوت الرصاص..
توردت وجنتها بعدما تذكرت عناقها له و بكائها أمامة ، رفعت يدها علي خصلات "روبين" تشتت ذاتها لتقول..:
_يلا عشان تفطر ...
و هُنا قد تدخل هو مقتربًا منها ببسمة عابثة..:
_انا عملت الفطار ، ده دوري كزوج مُراعي...
رفرفت باهدابها لبرهة لتتسع عيناها بصدمة قد تذكرت حديثة من ليلية امس..:
_تُقصد ايه؟...انتَ كُنت بتتكلم جد وقتها؟!...بعني ايه؟...
لم يهتم لإنفعالها ، و جهه حديثة للصغير..:
_اسبقنا انتَ علي الترابيزة ...
سحبها من مرفقها بخفة ليدلف بها لغرفة المعيشة، شدت مرفقها منه بحده لتصيح به..:
_جاوبني!...
ابتعد عنها ليتوجة للأريكة ، التقط من عليها عدة اوراق ليمدهم لها ...
سحبتهم منه بحدة لتقرأ الكلمات اسفل صدمتها ..:
_دي امضتي !...ازاي ؟...انا ممضتش علي حاجة..
شعرت باليأس لتنوي تمزيقهم..:
_ انسي الورق ده..
كادت ان تمزقهم لكنه التقطهم منها بسرعة و هو يرمقها بغضب ، كانت ستنهي كُل شئ قَبل أن يبتدي ...
اقترب منها عدت خطوات ليحاوطها بينه و بين الحائط ، انحني ليواكب طولها ..:
_ده عشان مصلحتك ...
نفت له بضيق و هي تضع يدها علي صدرة تُحاول دفعة..:
_مصلحة اية ؟...انا مخطوبة فاهم يعني ايه؟...
حاوط كفها بين يدية مما زاد انفعالها لكنه لم يهتم ، تحسس بنصرها مكان خاتم الزواج ليتحدث بصوت خافت..:
_ ٤ شهور مش هيروحو مني كده ...
لم تفهم حديثه لتسحب كفها بقسوة و هي تحاول التحرر من محصارتة لها..؛
_انتَ بتقول ايه؟...انا مش مرات حد انتَ سامع؟....انا هقاضيك ، فاكرني هسكت ؟!...كُل ده عشان ايه ؟...عشان ذنب انا مليش يد فيه هتعاقبني علية!...
ترقرفت عيناها بالدموع الحبيسة لما الحياة قاسية هكذا؟...لِما ليست عادلة؟...
تشعر بالعجز...، خضرواتها الامعة قعد عكست برائتها له لتتحدث بثقل..:
_انا اذيتك غصبًا عني لكن انتَ قاصد تبوظلي حياتي...
استنكر حديثها ..:
_للدرجة دي جوازك مني كارثة؟!...
همهمت له بإصرار و هي تتمالك غصتها..:
_طلاما هيبوظلي حياتي ببقا كارثة ، انتَ فكرت فيا ؟...الناس هتقول عليا ايه؟...چاك خطيبي هق...
قاطع حديثها و هو يرفع يده الباردة ليتحسس وجنتها الدافئه بخفة...:
_انا اكتر حد يخاف عليكي ؟ انا لسه ايدين القديم الي كان بيحميكي...كُل حاجة و ليها سبب
نفت له و هي تزوم بشفتاها بضيق..:
_عمرك ما هتكون زي زمان ، كُل حاجة اتغيرت ....كفاية كده قطع الورقة دي و انا همشي من هِنا....
_هتمشي من غير ما تعرفي حقيقة موت روما؟....حادثة روما كانت مقصودة .....
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم