رواية لحظة تفاهم ( كاملة جميع الفصول ) بقلم منال كريم


رواية لحظة تفاهم الفصل الاول 

: أنا عايزة أطلق.
 
= بطلي هزار يا يا ياسمين.
 
=أنا مش بهزر يا ماما، أنا اتفقت على الطلاق أنا و مصطفي. 

كانت تتحدث و هي تقف خلف ولادتها في المطبخ. 

أغلقت الموقدة والتفتت لها و سألت بتوتر: الكلام ده بجد.

أخذت نفس عميق و حاولت إخفاء حزنها و أجابت: ايوه يا ماما، الكلام بجد، اتفقت  أنا و مصطفي على الطلاق.

التقطت يدها و سارت إلى خارج المطبخ.

جلست على الأريكة، و رفعت عيونها إلى الواقفة و تحدثت : اقعدي يا أخره صبري.

جلست أمامها ،و زفرت بضيق و قالت: ماما لو سمحتي مش عايزة كلام ملوش لازمة أحنا متفقين. 

كانت تريد أن تنهال عليها بالصفعات المتتالية، عقاب على هذا الحديث الاحمق، لكن حاولت التحدث بهدوء: ايه اللي حصل يا سوسو، أنتِ و مصطفى بتحبوا بعض. 

 نهضت بعصبية و هي متجهه الى خارج المنزل لتعود إلى منزلها حتي تهرب من الحديث.
و تهرب من اسئلة لم تملك لها إجابات.

نظرت والدتها بصدمة و تعجب ، أخرجت الهاتف و دقت على زوجها لكب تخبره بحديث ياسمين..

في مكان آخر 

=بتقول ايه يا أستاذ.

: بقولك حضرتك انا عايز أطلق ياسمين.  

سأل  بنبرة حادة: ليه أن شاء الله.

أخذ رشفة من كوب القهوة الذي أمامه على الطاولة، و تحدث بهدوء: المشاكل بينا مش بتخلص يا بابا أنا بجد زهقت ومش قادر أتحمل.

رغم غضبه من هذا الحديث لكن قرر التحدث بحكمة، أردف بنبرة هادئة: أنت عارفة لو لفت الدنيا مش هتلاقي زي مراتك، و ولادك فكرت فيهم، لو أنت حاسس بملل أو زهق أو ضغوطات كلنا كده، و الحياة كلها مشاكل، يبقي يا حبيبي استغفر ربك.

أجاب بهدوء: يا بابا أنا فاهم كلامك، و الاولاد أفضل ليهم العيش في جو هادي، و أحنا لحد دلوقتي محافظين على علاقتنا قدامهم ،بس خلاص مش قادرين نتحمل، و الطاقة خلصت.

= ياسمين موافقة على كده.

كان سؤال والده ، ليجيب مصطفى: ايوه يا بابا، أحنا متفقين.

أردف بنبرة تهديد: تمام اليوم اللي ده يحصل أنسي أن ليك اب، الله يرحم امك ارتاحت منك.

و تركه و ذهب إلى غرفته.

أخذ نفس عميق و غادر مصطفى.

كانت وصلت الشقة و في يديها أبنها ذو الخمس أعوام التي أخذته من الحضانة للتو. 

جلست على الأريكة، و خلعت الحجاب، جلس بجواره و قال: ماما أنا جعان.

ابتسمت له و قالت: حاضر يا حبيبتي ،اقوم أحضر الاكل على ما اخواتك يكونوا وصلوا.

: ماما ممكن الموبايل ألعب عليه.

= تمام ،بس ربع ساعة بس.

أخذ الهاتف و قال بحماس: حاضر.

نهضت من مقعدها و ذهبت الى غرفتها، بدلت ثيابها و دلفت إلى المطبخ لتحضير الطعام.

عاد من الخارج، نظر  بسعادة و جلس بجواره و قال: زين حبيب بابا عامل ايه؟

وضع قبلة على خد أبيه و قال: الحمد لله يا بابا.

نظر في أتجاة المطبخ و قال: ماما في المطبخ.

هز رأسه بنعم

تنفس بعمق و دلف إلى المطبخ.

وقف خلفها وقال: ازيك.

أغمضت عيونها و أجابت بهدوء: الحمد لله.

سأل بهدوء: كلمتي ماما.

: ايوه.

= كان رأيها ايه.

التفتت له و أجابت بنظرة حزينة: تفتكر يكون رأيها ايه، تفرح أو ترقص لما تعرف أن بنتها تتطلق.

أردف بغضب مكبوت: و مين السبب.

نظرت له بغضب و قالت: نبدا من أول السطر و نقول مين السبب، أنا مبسوط كده.

قبض على ذراعها بقوة و قال: بلاش النظرة دي يا هانم، كل اللي إحنا فيه بسببك.

جذبت ذراعها بعنف وقالت: أبعد أيدك عني فاهم، و. بطل بقا تعيش دور الضحية.

: لا ازاي أكيد أنتِ المظلومة و أنا الظالم.

قالها بسخرية ،لتصرخ بنبرة عالية لكن مكبوتة ، خوفاً من أن يسمع الصغير: أنت عايز ايه، مش خلاص خلصنا، و نتطلق و أنت ترتاح مني.

: أنا مستني اليوم ده بفارغ الصبر.

شعرت بالحزن الشديد ،لذا قالت: عندك حق يبقي يوم سعيد أني أخلص منك، كانت جوزة سودة.

شعر بالإهانة ،لذا أردف بغضب:كده يعني نفسي تخلصي مني ، تمام اوي،
أنتِ طالق.

تعليقات