![]() |
اسكريبت رحمة وضياء الفصل الاول بقلم بسمة بهلوان
ـ أنت بتعمل ايه في أوضتي؟
= دي طريقة واحدة بتستقبل جوزها من سفره؟
ـ جوز مين يا أخويا؟ فضها سيرة ويلا على أوضتك مش ناقصة قلة حياء.
= أنا برضه اللي قليل الحياء!
بصيت له بصدمة من اللي قاله، هو كتب كتابه عليّ غصب عني وعنه بسبب تقاليد العيلة إن البنت متتجوزش من براها، وابن عمها أولى بيها، بس هو سابني وسافر وأنا ماكنتش طايقاه وما زلت، ياريته فضل مسافر!
قلت له بحدة على ملامحه المستفزة وهو بيبص لي بنظرة خبث:
ـ اطلع برة أوضتي يا "ضياء".
رفع حاجبه بعناد وقال بتحدي:
= مش طالع، وأنتِ كمان مش طالعة.. ووريني بقى هتعملي ايه؟
نظرتي ليه كانت مدهوشة، هو ماله دا؟ وبعدين... اتفاجئت لما لمحت خصلة من شعري وافتكرت إنه باين وأنا مش متعودة خاصة مع شكل شعري الهايش في كل مكان دا، أخدت طرحة بسرعة لفيتها حوالين راسي وهو باصص لي وبيضحك.. بجد والله؟ بيضحك؟
ـ بتضحك على ايه يا متصابي؟
= بس يا حبيبتي الله يهديكِ، تعالي نحضر الأكل أحسن أنا هموت من الجوع.
هو بيقول ايه؟ قلت له وأنا مش متقبلة أي كلمة هو بيقولها:
ـ حبيبتك مين يا روح قلب أمك! وبعدين أكل ايه دا اللي نحضره سوا، يلا روح شوف لك خدامة، ولا روح على أوضتك أنا عاوزة أتخمد.
ضيّق عينيه وهو بيبص لي لحد ما حسيت بالريبة، هو فيه ايه؟
لقيته قام من مكانه فجأة وخرج، بس مخرجش لوحده.. بل ايده كانت متبِّتة في ايدي وهو شبه جاررني وراه غصب للمطبخ.
حاولت أبعده بس ما زال مُصر فبصت له بغضب:
ـ يا مستفر!
ابتسم وبص لي، ماكانتش ابتسامة عادية بل ابتسامة فرحانة في غضبي، يـــــــاه... دا أنت مستفز بشكل!!
وصلنا للمطبخ وهو باصص حواليه بجهل، قال لي بحيرة:
= هنعمل ايه بقى؟
بصيت له بسخرية وابتسمت وقلت:
ـ أنت مش بتشتغل شيف في فرنسا برضه؟ ومش عارف تعمل ايه كمان؟ آدي آخرة تعليم برة.
= على ما أظن أنتِ متخرجة من جامعة في الصين صح؟
بصيت بعيد بسرعة، الجملة اتقلبت عليّ! صحيح ما أنا كمان متعلمة برة في كلية ألسن في الصين، كان لازم أقول له كدا يعني؟ وهو باصص لي بانتصار وبيضحك..
ـ أقدر أفهم ايه اللي بيضحك يا أستاذ "ضياء"؟
قال لي بسخرية:
= أستاذ "ضياء"؟ وأنا اللي كنت فاكر هتقولي لي يا حبيبي يا عيوني يا تاج راسي ولُب قلبي.
عيني وسعت بسرعة والصدمة هتاكلني وأنا بقول له بعدم تصديق:
ـ الله يشفيك أنت لازم تتعالج قريب، حالتك بقت صعبة.
سمعت تمتمته في سره وهو بيقول:
= أكيد، أنا اللي اتجننت برضه.
ـ بتقول ايه؟
= ايه.. ايه؟ ولا حاجة..هو أنا اتكلمت!
ـ يا واد يا بريء.
= يا بت يا تقيلة.
أخدت رد فعل بسرعة وأنا بقول بحدة:
ـ ماتقوليش يا بت، وبعدين أنا مش تقيلة.. أنا 55 كيلو مالهم دول؟
= ما علشان كدا أنتِ محتاجة غذا أحسن أنتِ بتنافسي عيدان القش.
شهقت بذهول، كل كلمة بيقولها بتكون غير متوقعة وهو بيتنمر عليّ بالشكل دا، وقبل ما أتكلم لقيته كتم بُقي وهو بيقول:
= خلاص الله يسامحني إني اتكلمت أصلا، أنا مش هفتح بُقي.
سابني وهو بيسألني على مكونات معينة فقلت له مكانها، وكمان فيه حاجات هينزل يجيبها فأنا ابتسمت بمكر، مش هفوت فرصتي في إني أنام وأقفل الباب على نفسي علشان ميُصرش على اللي هو قاله دا.
وبمجرد ما نزل جريت على أوضتي وقفلتها بالمفتاح وأنا باصة بانتصار، وهو رجع بعد شوية بينادي عليّ وأنا عاملة نفسي نايمة، وبحاول أنام بس مش عارفة.. متعودتش أنام في وجوده.
فجأة صوته سكت، بس كنت عارفة إنه بيعمل الأكل من الصوت اللي جاي في المطبخ، بعد دقايق بسيطة من الأرق اللي أنا فيه لقيت عيني بتتفتح مرة واحدة، وأنا مش مصدقة ريحة الأكل اللي أنا شامَّاها، أنا أكلت العشَا من 6 ساعات تقريبا وحاسة إني هموت من الجوع خاصة لما شميت الريحة.
فقت وقعدت على السرير بس متحركتش، خايفة أفتح الباب وآكل معاه وفرصتي تضيع في إني أنام لوحدي، بس خلاص استسلمت.. هنام وأمري لله في الأرق دا.
عدت دقايق تانية كانت زي الجحيم على قلبي، وسمعت صوت تخبيط الباب، حاول يفتحه بس معرفش.. أكيد غضبان دلوقتي علشان سمعت صوته المتضايق.. أخيرا عرفت أضايقه زي ما بيستفزني!
= يا "رحمة" هتيجي تاكلي ولا لا؟
فضلت أعاند فيه وفي نفسي وأقول:
ـ أكل ايه؟ حد بياكل في نص الليل؟
ومهما حاول معايا أنا برفض برضه، وبغمض عيني بعذاب وأنا نايمة على جنبي اليمين، ومش عارفة أنام.. أنا كدا بعذب نفسي وهو هياكل وهيسيبني!
= أنتِ عارفة إنك متقدريش تقاومي الريحة دي.
بصيت بصدمة، الصوت دا جاي منين؟ لفيت ورايا لقيته قاعد على كرسي الكنبة.. قلت بدهشة:
ـ أنت دخلت ازاي؟
شاور لي علي البلكونة وقال بابتسامة:
= نسيتِ تقفلي بلكونتك.. البلكونتين مفتوحين على بعض.
أنا ازاي نسيت؟ أوضتي وأوضته مفتوحين على بعض أساسا!
بس أنا لازم أخرجه وأقفل بلكونتي، كان جايب معاه صينية أكل فأنا بصيت له بشك:
ـ جايبها لمين؟
= لينا، يلا علشان ناكل أنا بقى لي كتير مكلتش.
استغربت وأنا بقول:
ـ بقى لك كتير؟ من امتى؟
= من 12 ساعة، وبعدين الأكل في فرنسا له طعم تاني مش زي مصر أبدا، أنا مشتاق والله.
قالها وهو بيشم ريحة الأكل، وأنا استغربت بجد.. دا أنا اللي مش مستحملة 6 ساعات من غير أكل، وهو مستني 12 ساعة؟
قعدت معاه وتنازلت عن كبريائي وأنا بقول ببين نفسي مش راضية:
ـ هنخلص وتخرج على فكرة.
= مش أنا اللي هخرج.
ـ لا والله؟ أومال أمي؟
= لا، أنتِ يا عيوني، وراكِ غسيل مواعين.
اتصدمت، دا مقسمها بقى.. هو يطبخ وأنا أغسل.. بس للحق؟ أحسن من ناس تانية كتير كان ممكن يخلوني أطبخ وأغسل وأمسح وأنضف في نفس الوقت، على الأقل "ضياء" عارف يعني ايه مشاركة ومودة.. بس ما زلت مش طايقاه برضه.
ـ أول مرة آكل من ايدك، يا رب يكون حلو وماتكونش فرنسا مخدوعة فيك.
ابتسم وسكت، وأنا مديت ايدي آكل، بصيت للأكل بصدمة، الطعم كان حكاية، مختلف عن اللي أنا بعمله، مش قادرة أوصفه! وبرضه خبيت وشي علشان ميشوفش ريأكشني وأنا بالوش دا.
خلصنا وأنا اتجهت لغسيل المواعين، هل سابني؟ وهو يقدر؟ دا قعد جنبي كل واحد بيغسل من ناحية وطبعا هو أخد الجانب الأكبر.. الراجل دا بيتضحك عليه بسرعة.. أو مش بيتضحك عليه.. هو اللي بيسيبني أضحك عليه.
خلصنا أخيرا.. وأنا ما صدقت.. كان بيغسل ايده وأنا بصيت للأوضة وأخدتها جري، عاوزة أقفل الباب وأقفل البلكونة بس ملحقتش وهو وصل لي من ناحية البلكونة على آخر لحظة وبيضحك باستفزاز:
= والله ما أنتِ تاعبة نفسك.. هنام هنا برضه.
