رواية علي حافة الفقد ( كاملة جميع الفصول ) بقلم شهد محمد


 رواية علي حافة الفقد كامله جميع الفصول بقلم شهد محمد

_ألو.. مين؟"

صوت غريب جه من الطرف التاني، هادي لكن وراه إصرار:
= "أنا عارف إنك متعرفنيش.. بس أنا عارفك. عايزك تسمعيني."

مريم اتجمدت، قلبها اتقبض، صوته مألوف ومريب في نفس الوقت:
_"حضرتك متصل غلط."

= "لا.. مش غلط. أنا متصل علشانك.. علشان أقولك إني بحبك."

الكلمة وقعت زي الصاعقة في ودانها. بسرعة قفلت الخط، إيديها بترتعش، قلبها بيدق كأنها بتجري. فضل يرن تاني وتالت، لحد ما عملتله بلوك.

...... 

 تاني يوم، مريم دخلت البيت مرهقة، رمت الشنطة على الكنبة، عينيها باين فيها القلق .

_"يا ماما.. النهارده يوم متعب أوي. ادعيلي يخلص على خير."

أمها بصتلها بحنية، وإيديها على راسها:"بدعيلك يا حبيبتي دايمًا.. ربنا معاكي."

مريم ابتسمت ابتسامة ضعيفة، قلبها متعلق بدعواتها:
_"حبيبتي يا ماما."

---

"في الشغل"

المكتب مليان حركة، أصوات الكيبورد، ورق بيتقلب. مريم حاولت تركز بس عقلها مشغول.

صوت مي، صاحبتها القريبة، قطع شرودها:
: " مريومه حبيبتي، عاملة إيه؟ إيه أخبار شغلك امبارح؟"

مريم ابتسمت ابتسامة صغيرة:
_"الحمدلله.. بس بقالي أسبوع بيحصل حاجات غريبة. هحكيلك عليها، اي رايك نتقابل بعد الشغل في مكان."

مي عينيها لمعت باهتمام:
: "تمام.. موافقة."

في اللحظة دي ظهر عمر، زميلها. شاب هادي، ابتسامته رزينة، وصوته كله احترام:
="مساء الخير."

مريم رفعت عينيها بسرعة:
_"مساء النور.. اتفضل."

هو بص لها بإعجاب واضح، بس حاول يغض بصره و يخبيه بكلام رسمي:
="بصراحة اتشرفت إني اشتغلت معاكي في تيم واحد. أداءك جميل جدًا."

مريم ابتسمت بلطف، تحاول تنهي الموقف:
_"شكرًا ليك.. وأنا كمان اتشرفت إني اشتغلت معاكم."
وقامت بسرعة: "عن إذنك."

عمر ابتسم ابتسامة خفيفة :
="أكيد.. اتفضلي."

---

بيت عمر هادي. أبوه بيشرب شاي، لاحظ شرود ابنه: 
"مالك واقف سرحان كده والشاي برد؟"

عمر نزل عينيه في الأرض، صوته متردد:
="مفيش يا بابا.. أنا كويس."

الأب بصله بحزم وحنية في نفس الوقت:
"لا.. مش كويس. من أول ما جيت وإنت مش طبيعي."

عمر اتنهد وقال بصدق:
="بصراحة.. في بنت معايا في الشغل. معجب بيها جدًا ومرتاحلها، بس مش عارف أتكلم معاها كتير."

الأب ابتسم ابتسامة صغيرة:
"مدام ناوي على الجواز بجد، لازم تحاول.. وتقولها. لو بتحبها، متسيبهاش."

عمر هز راسه بإصرار:
="هحاول.. لأنها تستاهل فعلاً."

الأب رفع إيده:
"ربنا يكتبلك اللي فيه الخير."

---

اليوم التالي في الشغل

الموبايل بيرن.. مي بتتصل:
: "ألو.. إيه يا بنتي، فينك من امبارح؟ بتصل بيكي كتير."

مريم بصوت مرهق:
_"معلش يا حبيبتي، معرفناش نتقابل. حصل ظروف."

: "مش مهم.. المهم إنتي كويسة."

مريم ابتسمت بخفوت:
_"كويسة.. بس فعلاً محتاجة أتكلم معاكي. بس الوقت مش سامح."

مي ردت بحنان:
: "ولا يهمك.. في أي وقت اتصلي بيا، هتلاقيني."

مريم :
_"ربنا يخليكي ليا ياميوش."

---

بعد الميتنج

عمر وقف قدامها، صوته متردد لكن مليان إصرار:

="مساء الخير.. أخبارك إيه؟"

مريم:
_"الحمدلله."

="كنت عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم."

مريم رفعت عينيها باستغراب:

_"اتفضل."

="لا.. مش هنا. ممكن بعد الشغل؟"

_"تمام."

---

"بعد الشغل"

الشمس بدأت تغيب. عمر واقف مستنيها، قلبه بيدق بسرعة.

="السلام عليكم.. أخبارك إيه؟"

مريم بابتسامة خفيفة:
_"الحمدلله."

هو خد نفس عميق وقال بجدية:
="بصراحة.. بقالي فترة بفكر فيكي. كل يوم بدعي ربنا لو إنتي خير ليا يرزقني القبول ليكي. وكل مرة بلاقي نفسي متعلّق بيكي أكتر. أنا بحبك."

مريم وقفت مصدومة، قلبها بيرتعش:

_"اممم.. بصراحة فجأتني."

عمر كمل بسرعة، خايف يضيع الفرصة:

="عارف إننا مش بنتعامل كتير، بس كان صعب ألاقي كلام. وعايز أقولك حاجة تانية عشان اكون صريح معاكي من الاول.. أنا اللي كنت بكلمك قبل كده واعترفت بحبي."

مريم :
_"إنت اللي كنت بتتصل؟!"

="آه.. مكنتش قادر أقولك وجها لوجه. لكن دلوقتي أنا متأكد.. أنا فعلاً متعلق بيكي وشايف حياتي معاكي."

مريم صوتها هادي:
_"بس أنا مش بصاحب."

عمر ابتسم ابتسامة كلها صدق:
="مين قال هنتصاحب؟ أنا جاي أخطبك من أهلك. بس محتاج ردك."

مريم بصت في عينيه.. قلبها بيقول "آه"، لسانها متردد:
_"لا.. مفيش حد في حياتي."

="يبقى إيه؟ وقعتِ قلبي."

عليا ضحكت بخجل:
_"مين قالك كدي."

="طب حدديلي معاد مع والدك واجي اتقدم رسمي ساعاها هتوافقي اكيد"

----

راح بالفعل عمر واتقدم لها واهلها وافقهوا واتعرفوا اكتر علي بعض وحددوا معاد الخطوبه
---

"في الخطوبة"

الفرحة في كل مكان. مي مسكت إيد عليا وضحكت:

: "أنا فرحانة أوي يا صحبتي.. ربنا يكتبلك الخير ويعوضك يارب عن كل الي فات."

مريم عنيها فيها لمعة:

"أنا كمان كنت مرتاحة له من بدري بس مكنتش قادره ادي فرصه لحد تاني.. و مكنتش متخيلة إنه بيحبني ."

مي بضحكة:
: "بيحبك؟ دا شكله واقع."

عمر دخل عليها وسط الزينة، صوته كله فرحة:
="أخيرًا اتخطبنا.. كنت مستني اليوم دا بقالي سنتين."

مريم ضحكت والدموع في عنيها:
_"وصبرت ونولت."

عمر قرب منها:
="نولت أجمل بنت في الدنيا.. احنا محتاجين نكتب الكتاب في اسرع وقت عشان اقدر اقولك كل الي في قلبي ."

---

بعد يومين.."

عمر بحماس:
="تعالي ننزل نختار عفش الانتريه ونتغدى سوا."

مريم ضحكت:
_"ماشي.. بس المرة دي نتفق على الألوان، مش كل مرة خناق."

="الاختيار ليكي.. الأكل عليا."

_"متفقين."


مريم وقفت قدام المحل، كلمته:
_"أنا واقفة، إنت فين؟"

عمر شافها من بعيد:
="شوفتك.. بس خدي بالك وإنتي بتعدي."

مريم ابتسمت:
_"ماشي."

خطواتها على الأسفلت.. وفجأة، صوت فرامل، عربية مسرعة، وصوت خبطة !

عمر صرخ بجنون:

"مريم!! "

جري عليها، دموعه نازلة، قلبه بيكاد يخرج من صدره. هزها بكل قوته:

"فوقي! ردي مريم.مريمم !"

الناس اتلموا، الأصوات متداخلة: "اتصلوا بالإسعاف!"


عمر كان قاعد في الطوارئ، عينيه محمرة من كتر البكاء، وإيده متسخة بدمها اللي فضل ماسكها بيه وهو بيجري معاها لحد الإسعاف. قلبه بيدق بسرعة، كأنه بيجري سباق مع الوقت. كل ثانية تمرّ كانت زي السكين اللي بتقطع في قلبه.

دخل الدكتور بسرعة، الممرضين حواليه بيزقوا السرير.
عمر وقف مكانه متجمد، عينيه متوسلة:

="دكتور، ألحقها! حبيبتي هتروح مني!"

الدكتور شافه بنظرة جادة وهو بيأمر الممرضين:

"خدوها على العمليات فورًا."

عمر حس إن روحه بتتسحب، صوته اتكسر وهو يصرخ:

="أنقذها يا دكتور.. أنا ماليش غيرها."

الدكتور بص له، صوته هادي لكن كلماته وقعت زي الصاعقة:
"ادعي ربنا إنها تعدي مرحلة الخطر."

---

بعد نص ساعة، وصلت مامت مريم . وشها شاحب، إيديها بترتعش . أول ما شافت عمر واقف، جريت عليه بعينين كلها خوف:

"إزاي حصل الحادثة؟"

عمر حس بالذنب ينهش في قلبه، صوته اتكسر وهو يرد:

="وهي بتعدي الطريق.. العربية خبطتها."

الأم وقفت متجمدة، عينيها اتغرقت دموع، ووشها اترسم عليه انهيار أم بتشوف بنتها الوحيدة بتموت قدامها:

"يارب اشفي بنتي.. أنا ماليش غيرها."

عمر حط إيده على وشه، الدموع نزلت غصب عنه، ووشه اتسند على الحيطة:

="يارب.. يارب."

---

بعد 3 ساعات في العمليات

الوقت كان بيجري ببطء قاتل. كل دقيقة بتعدي على عمر زي سنة. دماغه مليانة بضحكتها، صوتها، كلامها، أول مرة قالتله "موافقة".

خرج الدكتور أخيرًا. عمر جرى عليه، قلبه واقف بين أمل وخوف.
الدكتور تنهد وقال:
"الخَبطة قوية في المخ.. وهي دلوقتي دخلت في غيبوبة."

الكلمة وقعت على عمر زي الرصاصة.
صوته اتقطع وهو يتمسك في الدكتور:

="يعني إيه غيبوبة؟ قولي إنها هتفوق!"

الدكتور بصله بشفقة:
"هنسيبها تحت الملاحظة 48 ساعة.. وادعولها."

الأم قعدت تبكي وتردد:
"يارب تفوق بنتي.. يارب."

وعمر قعد جنب باب أوضتها، دموعه بتنزل على خده و جوا قلبه:
"أنا مش هسيبك.. هفضل جنبك لحد ما تفوقي. أكيد هتفوقي.. ومش هتسيبيني لوحدي."

لكن السؤال اللي بيقتل قلبه:
هل مريم هتفوق فعلًا… ولا القدر كاتب حكاية تانية؟

تعليقات