![]() |
اسكريبت مسير الفرح يدق بابنا الفصل الاول بقلم الست نور
"- أي آخرك يعني هتضربني؟ اضربني
- جبتيه لنفسك!
مع كل ضربة منه كانت الآه بتطلع مني ضعف مضاعفة الأولى لأني كنت بتضرب وأنا في بيت أهلي وشوفت المُر مُرين، والتانية؛ لأن العوض اللي كنت مستنياه كان أقسى عليا من أهلي ومطلعش أحنّ عليا من نفسي زي ما اتمنيت وبدل ما بهرب من أهلي بيه بقيت بهرب منه ومنه أهلي وعايشة حياتي كلها بهرب!
- مبروك يا مدام أنتِ حامل.
- يالهوي يالهوي مش عايزاه مش عايزاه.
- اهدي اهدي يا حبيبتي مالك بس واحدة غيرك المفروض تفرح! حد يقول لنعمة ربنا لأ؟
- أفرح! أفرح إني في سجن وهجيب طفل يتسجن معايا لأم ضعيفة متهانة ملهاش حد ولا ضهر علشان تقدر تحميه وتقف في ضهره لما يكبر قدام عينها!
- استهدي بالله بس ولعل وعسى الطفل ده يكون سبب في إن حياتك تبقى أحسن! مش يمكن جوزك يكون كان نفسه في عيال؟
رجعت بـ عقلي لذكريات كتير معاه لكن أهمهم في مرة كنا في بيت أهله في العيد في أول جوازنا وكان بيطلع من جيبه ويدي عيديات للأطفال الصغيرة وولاد أخواته ولما كنت مبسوطة ولقيته واقف لوحده قولتله فين عيديتي؟ بصلي بقرف وقالي مش عيب على طولك واحدة في سنك تطلب عيدية! كان نفسي في عيدية لأني نفسي أحس إحساس العيدية والمحبة المتبادلة وإني مسئولة من شخص ولو كان فرحني بشيء بسيط ومكسرش خاطري يومها يمكن كنت حسيت أن الراجل ده ينفع يبقى الزوج اللي أكمل عمري معاه.
ـ شايفة ولاد أخويا؟ شايفة مراته مهتمة بيه وبيهم إزاي؟ بكرة لما يبقى عندنا عيال تتعلمي منها وحاولي تستنصحي بدل مانتِ مش فاهمة في أي حاجة خالص كده.
كان أسلوبه معايا أنه يكسر مقاديفي في الرايحة والجاية وشايف كل الستات أحلى وأحسن وأنصح مني وأنا صفر عالشمال في أي مقارنة يدخلني فيها لدرجة إني بدأت أقتنع إني فعلًا معرفش أعمل حاجة صح ومعنديش لا شخصية ولا رأي ولا بعرف أعمل أي حاجة في حياتي وهو اللي بيحركني شبه عرايس اللعبة بأيديه يمين يمين شمال شمال وأنا بقيت شخصية ضعيفة مهمشة صفر عالشمال.
- أنتِ يا زفتة ابقي قولي لجوزك ينزل يحاسب بتاع النور.
- بس هو نايم ولو صحيته مش بعيد يتعصب و..
- أنتِ كمان هتردي وتعمليلي موال! أنا هروح أصحيه وخليني أشوف عايزة تمنعيني عن ابني إزاي!
- أمنعك عن ابنك! ياحماتي والله ما قصدي أنا بس علشان هو ءأكد عليا قبل ما ينام إني مصحيهوش وأسيبه نايم لحد ما ياخد كفايته من النوم.
- كمان هتألفي حوارات على لسان ابني! يا مصطفى يا مصطفى أنت فين يابني؟
- هيصحى يا حماتي كده ويخربلي الدنيا طب بصي أنا هدخل أصحيه براحة و...
- ابعدي يا بت من طريقي أنتِ هتعمليها مناحة!
أعصابي فلتت مني وجسمي تلج وأنا بنزل ميه من وشي وجسمي وخايفة لما يصحى وردة فعله وأمه خصوصًا أنها بتفتري عليا وبتكبر المواضيع وتطلعني غلطانة حتى لو معايا الحق وبالفعل أو ما صحي قام مخضوض بيسأل فيه أي وأمه أول ما شافته صاحي وهيبدأ يتعصب بدأت تمثّل إنها مسكينة وجابت الحق كله عليا:
- معلش يابني مكنتش أعرف أنك نايم مش تقولي يا ريهام إن مصطفى نايم!
- أنا يا حماتي قولت ...
- خلاص خلاص يا بنتي تعالي نخرج ومنقلقش منامه الله يعينك يحبيبي الليل كله مسهر في الشغل وبترجع تكمل تاني يوم وشايل كل البيت على كتافك.
- لأ خلاص يا أمي أنا صحيت ومش هتزفت أعرف أنام تاني.
- معلش يا حبيبي امسحها فيا أنا، هي ريهام تلاقيها نسيت تقولي إنك نايم.
- بس أنا مأكد عليها لكن هي شكلها كبرت وبقت تنسى ومحتاجة أفكرها تاني بطريقتي.
كنت بوزع عيني بينه وبينها ودمعة هربت مني غصب عني مسحتها بسرعة من الظلم اللي بقى ملازمني في حياتي عمال على بطال وفي اللحظة دي حسيت روحي هربت مني ووقفت متجمدة وهو بيبصلي بشر وبيتوعدلي لحد ما سمعت صوت باب الشقة بيخرجني من تفكيري وهو بيتقفل كانت أمه خرجت وهو وقف قدامي وهو بيتحلفلي وفجأة شدني من شعري كان هيتخلع في أيديه:
- أنتِ مبتفهميش وهفضل عمري كله أعلم فيكِ! أنا مش عارف مين بلاني بيكِ بس! أنتِ أي مِلتك أفهم بس!
كان فاض بيا وهنفجر قومت زقيته بكل قوتي وانفجرت فيه وأنا منهارة وبقوله:
- بلاك بيا؟ ده أنا اللي ربنا ابتلاني بيك وبـ بيتكم وكان يوم أسود يوم ما جيت هنا، كدب كدب ونفاق وإهانة في الرايحة والجاية لما بقت عيشة تطهق ياريتني ما اتجوزت ولا جيت عيشت معاكم.
- أنتِ كمان بقى ليكِ لسان وبتردي يظهر أنه وحشك عَلقة زمان!
- أي آخرك يعني هتضربني؟ اضربني
- جبتيه لنفسك!
سحب حزامه الجلد وبقى ينزل بيه على جسمي لما جسمي نحّس من الضرب وبقيت أصرخ أصرخ بأعلى ما عندي وقتها وقف بس أنا صريخي مكنش من شدة الوجع لكن من ضعفي وقلة حيلتي وميلة بختي ولا ليا حظ في أهل ولا جوز ولا ليا حظ في دنيتي ويارب أموت وأرتاح خدني وريحني يارب.
- اكتمي اكتمي بدل ما أموتك وأريحك.
- ياريتني أموت ده اللي بيموت بيرتاح.
- مش هناولهالك وهمرر عيشتك أكتر ماهي سواد وكده كده أنا قرفت منك ومبقتش أطيقك ولا طايق نكدك ومن بكرة هتجوز.
- يبقى تطلقني وتسيبني في حالي.
- هخليكِ خدامة ليا وليها ولا هتطولي سماء ولا أرض ولا محصلة متجوزة ولا مطلقة.
سابني في الأرض مرمية وسط أنيني ودموعي وانهياري وأنا ببكي بدل الدموع دم وكل حتة في جسمي بتوجعني وحتى بطني بقت تتقطع وقومت جريت عالحمام رجعت كل اللي في معدتي ومعداش أسبوع إلا وكان شافله شوفة واتفقوا وخلاص حددوا يوم وهيتجوزها وقتها اترجيت أمه تقوله يوافق يخليني أروح بيت أهلي كام يوم لحد ما وافقوا وروحت هناك كان تعبي زاد لحد ما أختي شافتني وقالتلي نروح نكشف في المستشفى.
- روحتي مني فين؟
- هاا ... معاكِ يا دكتورة.
- استهدي بالله يا حبيبتي لعل ربنا أراد بحملك ده خير.
- خير إزاي بس يا دكتورة! ده أنا جسمي نحّس من كتر الضرب مش شايفة جسمي!
بدأت أوري للدكتورة الكدمات اللي معلمة في جسمي وآثار الضرب والدكتورة كانت مصدومة وبتبصلي بشفقة وعطف وهي بتقولّي:
- وإزاي ساكتة كده ده أنتِ المفروض تبلغي فيه وتسجنيه!
- أبلّغ!
ده كان أهلي يتبروا مني قبل أهله، أنتِ متعرفيش إن الست مننا يا دكتورة لو جوزها شتمها يبقى حقه ولو هي علّت صوتها تبقى ست مش محترمة! لو هو عذبها وعنفها يبقى الست اللي غلطانة ولو هي اشتكته يبقى ناقمة على عيشتها ومش هتعمر وهتهد بيتها وكده عياري فلت علشان هسجن جوزي أبو عيالي! إحنا في مجتمع الست تشيل كل سلبياته وعيوبه ولو قالت آها يقولوا أنها بتتدلع ومش هيعرفوا هي عانت قد أي غير لو ماتت وارتاحت وقتها هيقولوا:
"دي كانت تعبانة فعلًا يلا الله يرحمها ميجوزش عليها غير الرحمة أهي ارتاحت".
- إحنا في مجتمع الموت لينا راحة يا دكتورة وممكن يحسدوها علشان ماتت وارتاحت، دلوقتي بتقولي إني وقت ما اتمنيت الموت كان جوايا جنين بينبص بالحياة! ياحبيبي ده هييجي إزاي عالدنيا وسط كل العذاب اللي بعيشه؟
أختي قامت طبطبت عليا والدكتورة كانت نادت المُساعدة بتاعتها وقالت تأخر الكشف اللي بعدي ومتدخلش حد وبعدها سحبت كرسيها قدامي ومسكت إيديّا وهي بتضغط على أيدي وبتبص لعيني مباشرةً علشان تتأكد إن كلامها مسموع وهعمل بيه:
- افهميني يا حبيبتي وركزي معايا أنتِ إنسانة، ليكِ كرامة وليكِ حياة زي أي حد. اللي أنتِ فيه مش طبيعي ولا قدر ولا نصيب زي ما بيقنعوكي، ده اسمه عنف واللي بيمارسه عليكِ مُجرم مهما كان لقبُه، مش معنى إنه جوزك ولا أبو عيالك يبقى ليه حق يمسّ كرامتك ولا يعذبك.
- طب أنا أعمل إي يا دكتورة؟ أنا حتى خايفة أروح بيت أهلي، هيقولوا ارجعي بيت جوزك، وده بيتك ومفيش بنت تبقى في بيت أهلها وتسيب بيت جوزها.
- اسمعي يا حبيبتي، أول حاجة لازم تحمي نفسك وتحمي الجنين اللي في بطنك، اللي في بطنك ده لو استمريتي على الوضع ده هيتأذى وممكن لاقدر الله تخسريه، والضرب والعنف ممكن يأثر عليه بالسلب فمن حقه عليكِ إنك تحميه وتساعديه ييجي عالدنيا.
- طيب أقفله إزاي؟ ده بيصبحني بضرب ويمسيني بضرب.
- نشفي عودك كده أصل هيجرى أي أكتر من اللي جرالك؟ هيضربك؟ تنكسر أيديه قبل ما تتمد عليكِ مفيش راجل بيستقوى غير لو الست اللي قدامه ضعيفة فوقي يا حبيبتي وخلي شخصيتك قوية حتى لو من جواكِ عكس كده لحد ما فعلًا يبقى اللي بتتظاهري بيه هو عين الحقيقة.
- طب وأهله؟ مهو بيت عيلة وأي مشكلة تحصل يلبسوها ليا.
- علشان حبيبك يبلعلك الزلط وحبيبك يتمنالك الغلط وهم مستنيينك على غلطة والحبة تبقى قُبة عندهم فمش هنصحك بالتجاهل لأن ده بيخليهم يستقووا عليكِ أكتر لكن المواجهة ونِد بـ نِد هتخوفهم ويحسبولك حساب لأن للأسف أسلافنا قالوا:
"الطيب محبوب لكن مش بيتعمله حساب والشديد بيخافوا منه ويعملوله مليون حساب"
- عندك حق يا دكتورة بس هو خلاص هيتجوز النهاردة.
- يبقى توقفي الجوازة!
- أوقفها؟
- أها جوزك وحقك عليه ميتجوزش إلا بموافقتك أو لو كنتي مقصرة معاه أو عندك مشكلة لسمح الله لكن خلفة وماشاء الله أديكِ حامل وواجبك ناحيته مش مقصرة فأي سبب يتجوز غير أنها فراغة عين؟
مسحت دموعي وأنا عيني بتلمع بالدموع وشعاع الأمل اللي غمرها فجأة ونزلت من على السرير والدكتورة كتبتلي على علاج أمشي عليه وبعد ما شكرتها وقفت وفجأة بدون مقدمات حضنتني وحضنتها وهي حضنها ريحته من ريحة حد حبيبي مرّ سنين على فراقه، ريحة حضنها زي أمي الله يرحمها مع إن الدكتورة في سني بس إلا أني حسيت أمي اللي بتحضنني وتطبطب عليا وتطمنّي إنها معايا ولأني كنت محتاجة الحضن ده شددت على حضنها وهي مبعدتش غير لما حستني أخدت كفايتي واطمنت.
- متنسيش الإعادة الجاية تفرحيني وبرضو أنا هكون معاكِ لو احتجتي شهادة أو تقرير طبي ضد اللي بيعمله فيكِ جوزك وده يبقى حل نهائي لو متعدلش أما لو ربنا صلح حاله فيبقى مجرد ورقة تهدديه بيها علشان حياتك تستقر.
- حاضر يا دكتورة وبجد مش عارفة أشكرك إزاي!
- بإنك تطمنيني عنك وعن الجنين إنكم بخير.
- عيوني.
- تسلملي عيون الحلو.
- صحيح اسم حضرتك أي يا دكتورة؟
- نور.
- نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ
سبحان الله كأن الآية متفصلة على وجهها الودود ودعمها وكلامها وشخصيتها، مشيت من عند الدكتورة وروحت على بيت العروسة وأنا محددة وجهتي وقتها أختي مرضيتش تسيبني وأنا في الطريق رنيت على بابا وأخويا وطلبت منهم يجيبوا عمي وولاد عمي معاهم وقولتلهم جملة واحدة بس:
- عارفة إنكم مش هتحبوني أرجع أعيش معاكم ولا هتقبلوا إني أرجع مطلقة وعلشان كده هحتاج منكم النهاردة تقفولي وأنتوا عمركم ما وقفتولي قبل كده والوقفة دي هتخليني أعيش باقي عمري رافعة راسي ومش هحتاج أقف في وشهم تاني لأني هبقى عملت ليا حساب وسطهم، فأتمنى تسبقوني على هناك ومتخذلونيش!
زي ما خططت حصل وبابا حتى لو خايف من فكرة أهد بيتي بأيدي فهو مش هيرضالي الكسرة وبالفعل وصلت هناك لقيتهم كلهم متجمعين وسط الضيوف والجو كان مشحون وكتب الكتاب وقف مكملش لحد ما يحلوا المشكلة كنت وصلت أنا.
- أنتِ جاية هنا تعملي أي يا ريهام؟ جاية تخربي جوازة ابني من بنت أخويا!
- حقك عليا يا حماتي إني جيت كتب كتاب جوزي بس أنا جاية أسأل سيدنا الشيخ سؤال واحد.
- اتفضلي يا بنتي طبعًا.
وقفت قدام المأذون بعد ما سمحلي وورايا بابا وأخويا وأختي وعمي وولاده وحواليا كل الضيوف وسألت المأذون اللي عارفينه كلنا إنه حقاني وعارف ربنا وبيعمل بكل الأحكام:
- متى يجوز لجوزي يا حضرة الشيخ يتجوز الزوجة الثانية؟
الشيخ وهو بيجاوب بدأ يخطب وكأنه بيجاوبني ويوصل الإجابة لكل الحضور ودي من فطنة وحكمة الشيخ إنه حابب يفيد كل الحضور ويعلمهم رغم أنفهم لأنه يظهر أنهم نسيوا أحكام ربنا وشرائعه اللي شرعها:
الزواج بأخرى الأصل فيه الإباحة شرعًا، ولكنه أحيانًا يكون محرماً إذا لم يحقق الزوج العدل بين نسائه، ومن هنا فعليك أن تقيس وضعك، وأقول لك من دواعي الزواج بأخرى الآتي:
1) حوجة الزوج للولد بأن تكون الزوجة عقيمة لا تلد ويثبت ذلك طبيبًا.
مع أول إجابة طلعت تقرير الحمل وسط صدمة كل الموجودين:
- حامل في شهرين يا شيخ من جوزي أبو ابني.
- ماشاء الله تبارك الله ربنا ينبته نباتًا حسنًا ويجعله ذرية صالحة لكِ ولأبيه بإذن الله تعالى.
- آمين يا شيخنا وتاني داعي من دواعي الزواج؟
2) أن تكون الزوجة مريضة مرضًا يعجزها عن القيام بواجبها كزوجة.
بصيت للشيخ ولجوزي اللي واقف وراه وهنا نطقت سلفتي إيمان مرات محمود أخو مصطفى الأصغر منه:
- أبدًا يا شيخ صحتها كويسة وبتخدم جوزها وأهله ومش مقصرة لا معاه ولا مع أهله وعاملة زي النحلة في البيت من المصلحة دي لدي ولا عمرها كلت ولا ملت وبتعمل من فُم ساكت ودي شهادة حق تتقال فيها.
بصيت لسلفتي بـ امتنان وعلى شهادتها فيا وهنا المأذون بص لجوزي وكمل وقال:
3) نشوز الزوجة ورفضها للعيش مع الزوج بلا مبرر، وغير هذا من الأسباب التي تدفع للزواج، ومن ذلك عدم قدرة الزوج عن الصبر عندما تكون زوجته في حالة النفاس مثلاً ويحتاج للجماع.
والأصل في الزواج الثاني الإباحة من غير قيد، فيجوز للرجل أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، ولكن يجب عليه العدل في الفراش والإنفاق...إلخ، هذا من جانب الشرع، ولكن على الرجل وهو يريد الإقدام على الزواج الثاني أن يدرس حاله جيدًا ومستقبله ومستقبل أولاده من الأولى، ذلك أن الزمن قد تغير، ونساء اليوم ليست كنساء الأمس، فمجرد زواج الرجل بثانية يعني نهاية العلاقة بالأولى حتى ولو عدل بينهما، ذلك لجهل النساء اليوم بفقه التعدد، وعدم تحملها لهذا الزواج، ولذا تبدأ المشاكل ولا تنتهي إلا بواحد من اثنين إما بالطلاق، أو بفراق ومشاكل، ويكون الضحية هم الأولاد، ويكون الرجل قد ضحى بنتاج قضى فيه فترة طويلة لنموه ونشأته، وهم الأولاد.
إن قليلاً من النساء من ترضى بالزواج الثاني من غير مشاكل، ومن هنا فعليك أخي وأنت تقدم على الزواج الثاني، أن تنظر إليه نظرة تدبر وكيفية حل المشاكل التي تنتج منه، لاسيما مشاكل الأولاد ومستقبلهم...إلخ، ثم أقدم على هذا الزواج.
المأذون خلص كلامه وجوزي قعد بعد ما كان واقف وكأنه بقى تايه وبيفكر وقتها بابا وعمي اتكلموا بكل صرامة وده اللي كنت منتظراه علشان يدبوا الرعب في قلب جوزي وأهله:
- المأذون اللي يكتب كتابة التانية يطلق الأولى ده لو جوز بنتي المحترم أصرّ على إنه يتجوز عليها ووقتها حتى ابنك أو بنتك اللي هتيجي بمجرد ما بنتي تولد هنبعتهالكم تربوها وطالما فرطت في بنتي من دلوقتي خلي بقى التانية تبقى تربيهالك.
قلبي اتنفض أول ما سمعت كلام بابا إن ابني هيروح لأبوه يربيه وهتحرم منه بس جمدت قلبي علشان الرجالة مبتتأدبش غير بالمسئولية ولو عايزة ابني ييجي وهو الكل عامل ليا وليه حساب يبقى لازم أجمد قلبي، وأنا ضفت على كلام بابا وقولت:
- وزي مهو من حقه يتجوز يا سيدنا الشيخ فأنا كمان من حقي أتجوز وجوزي اللي عايز يظلمني بجوازته من غيري يستحمل ويربي هو ابنه أو بنته ده طبعًا في حالة لو متراجعش ولا رأيك أي يا شيخنا؟
المأذون كان في حيرة لأنه في بيت العروسة اللي هيتكتب كتابها وما بين كلمة حق تتقال وقتها العروسة خرجت من جوا ووقفت وبصتلي بغل وحقد وهي بتقول:
- لو فاكرة إني هربيلك عيال تبقي غلطانة وابنك أو بنتك ده ميلزمنيش واليوم اللي تفكري تجيبيه على بيتي هرميهولك برا البيت وشوفي كلاب الشوارع يربهولك أو تسقطيه وتريحيه من العذاب اللي هيشوفه لو جه.
صوت قلم نزل على وشها وسط الكل كان صدمة ومفاجأة غير متوقعة لينا كلنا والجو بقى مشحون وبصيت كان القلم من مصطفى جوزي وهو بيبصلها بوعيد:
- لسة مدخلتيش بيتي ولا كتبت عليكِ وبتقولي إنه بيتك وكمان عيالي أنا كلاب شوارع تربيهم؟ متخلقش اللي يرمي عيالي ولا يفكر يمسهم حتى بالكلمة ما بالك تقولي عنهم حاجة زي دي! يظهر إنك نسيتي نفسك واللي بتغلطي في ابنها دي طلع ضفرها بيكِ وهتفضل مراتي وأم ابني.
مصطفى ممكن يكون فيه عِبر الدنيا والآخرة بس عمره ما يفرط في ابن أو بنت وعنده العيلة تلم كل ولادها وأفرادها ومينفعش نبقى عايشين وحد مننا واقع أو بيمد أيديه! مابال واحدة بتغلط في ابنه في وجوده وهو اللي خيره عالكل ييجي ابنه ويترمي للشارع! يعني غلطت فيه وفي رجولته وفي الحقيقة إنها وقعت نفسها بنفسها في الغلط والدنيا قامت مقعدتش وحصل نوش وخناق بين أهلها وأهل مصطفى والناس كانت بتحاول تفصل بينهم بس مصطفى قال جملته اللي ختم بيها القعدة:
"طيب يا جماعة فضيناها سيرة ومفيش جواز وشكرًا ليكم شكرًا يا حضرة الشيخ بس خلاص مفيش لا جواز ولا طلاق أنا اخترت ابني وأم ابني"
شدني من دراعي وراه ومشي وكل عيلتنا جت ورانا كان هو ركبني عربيته ورجع قال حاجة لأهلي وأهله وبعدها بابا جالي بص من شباك العربية:
- خلي بالك من نفسك وجوزك وعدني أنها كانت غلطة وعمره ما هيكررها ولو فكر بس يمسك بسوء رنيلي وأنا في ضهرك.
- ربنا ما يحرمني منك ياحبيبي.
- ويباركلي فيكِ يارب.
مصطفى جه ركب جنبي وبابا وأخواتي وعمي وولاده كانوا مشيوا ومصطفى أخدني على البيت ووصل ومسكني من أيدي وشدني وراه وطلع شقتنا كانت متزينة ويظهر أنهم كانوا مخططين يجوزوه فيها ويرموني أنا وحاجتي في أي أوضة من أوض البيت وقتها الدم غلي في عروقي بس مبينتش وبصيت لمصطفى لقيته بيبصلي:
- مقولتيش ليه إنك حامل؟
- لأني معرفتش غير النهاردة.
- وعرفتي إزاي؟
- تعبت وروحت المستشفى وفيه تحليل دم طلبته مني الدكتورة ولما شافته عرفت إني حامل وجيت علشان أقولك.
- تقوليلي ولا تخربي الجوازة؟
- الاتنين.
- يعجبني صراحتك.
- هخاف منك مثلًا؟
رفع حاجبه وأخد الخطوتين في خطوة وبقى قدامي وخير اللهمّ اجعله خير لقيت حيطة في وشي وأي الطول ده وشجاعة أي ده أنا بقيت عاملة زي الفار المبلول قدامه:
- حاسس إنك بقيتي جريئة زيادة ووقفتك النهاردة متقولش إنك ريهام اللي أعرفها.
- لأ دي أنا بس لما فاض بيا ومن النهاردة خلاص مش هتنازل علشان حد لأن اللي يستاهل أتنازل علشانه أو لأ هو ابني وبس.
- أممم وماله بس جرأتك عجبتني.
- شوفتني وأنا بدخل عليكم بوقف الجوازة؟
- بنت راجل بصحيح.
- علشان تعرف بس إنك مش متجوز واحدة وبس.
- مهو دي الست اللي اتمنيتها تبقى قوية في ضهري وشديدة مفيش حاجة تكسرها علشان تقدر تشيل بعد كده وتبقى أم ولادي.
- بمعنى؟
- مش لازم تفهمي كل حاجة مرة واحدة، استني هنا راجعلك.
- طب وحاجتي؟
- هخليهم يرجعوا كل حاجة زي ماهي.
نزل ومدانيش فرصة أتكلم وشوية ولقيت حماتي طالعة ومعاها حاجتي وهي كانت بتتوعدلي بالشر ودخلت عليا وهي هتتخانق معايا وتمسك في شباكي روحت وقفتها وأنا بمسك أيديها وبضغط عليها وبنزلها:
- قسمًا بالله الأيد اللي تترفع عليا لأكون قطعاها وأنا محترماكِ علشان أم جوزي وست كبيرة لكن غير كده تلزمي حدودك وتنزلي أيدك.
- بقى أنتِ تخربي على ابني وبين أخويا وبنته وتعملي مشكلة؟ أنا بقى اللي هربيكِ ومن النهاردة هبكيكِ بدل الدموع دم على اليوم اللي فكرتي ترجعي فيه ده أنا ما صدقت غورتي من وشي.
مسكت أيديها وحطيتها على طرحتي وسط دهشتها وهي مش فاهمة بعمل أي وبدأت أصرخ وأنا بقطع بأيدي التانية بلوزتي وبفك طرحتي وببهدل شعري وبعدها بدأت أضرب على وشي بأيديّا الاتنين وأنا صراخي بيزيد لدرجة أنها خافت ورجعت لورا وقتها كان الباب بتاع شقتي اتفتح نزلت عند رجليها وأنا بترجاها:
- أبوس أيدك متأذيش ابني ليه عايزة تسقطيني أنا عملتلك أي؟ كل ده علشان بنقذ جوازي عايزة تنتقمي مني وتخليني أخسر ابني؟ عملتلك أي حرام عليكِ سبيني سيبيني.
في اللحظة اللي زقتني برجليها لورا كانوا رجليها خبطت في أيدي اللي مسكاها منها وأنا مأمنة على اللي في بطني جوزي دخل هو وحمايا ومصطفى جري عليا قبل ما أخبط في السرير ووقعت في حضنه وحمايا مسك حماتي وضربها بالقلم وبقى يشتم ويسبّ ويلعن وسط مإحنا قاعدين وقتها دخل أخوات جوزي ومراتاتهم يفضوا بينهم:
- عايزة أي يا شيخة مش كفاية خربتي على ابنك ومراته وكل ده علشان تجوزيه لبنت أخوكي اللي مكانتش عايزة حاجة غير إنها طمعانة في فلوسه! ودلوقتي عايزة تسقطي مرات ابنك وتموتي حفيدك؟ أنتِ أي شيطااان؟
- دي كدابة وهي أُس المصايب دي كلها ...
- اخرسي بقى اخرسي.
حمايا كان منفعل وولاد بعدوه عن حماتي بالعافية وأنا متبتة في حُضن مصطفى جوزي وبمثّل إني مرعوبة وخايفة وبفتكر كل مرة كنت مكانها ومصطفى بيمد أيديه عليا ويقلّ مني وسط شماتتها وهي واقفة تتفرج النهاردة وسايباه يضربني ويهينني، بفتكر كل مرة اتبلت عليا وخربت عليا أنا وجوزي دلوقتي الآية اتقلبت وبقت مكاني وبتحس نفس شعوري.
فجأة حسيت بدوخة وأغمى عليا فعلًا من التعب والإرهاق وقلة الأكل وكل اللي حصل في اليوم مقدرتش أستحمل وحسيت دماغي بتتقل وبفقد الوعي وسط خوفهم كلهم عليا يكون جرالي حاجة من خناق أم مصطفى معايا وقتها مصطفى قلبه وقع في رجليه:
- دكتوور! هاتوا دكتور بسرعة.
- مصطفى يابني صدقني أنا ...
- ابعدي عني أنتِ أم أنتِ؟ عملتلك أي يا شيخة؟ كانت بتقولك نعم وحاضر وتسكت ودلوقتي عايزة تحرميني من ابني اللي اتمنيته وتموتيه قبل ما ييجي عالدنيا؟ اشمعنا أنا ده أنا عمري كله خدام تحت رجليكِ يا أمي ورجل أبويا وجوزت أخواتي كلهم وأنا شايل الشغل وعمري ما كليت ولا اشتكيت ولما اتجوزتها كنتِ بتسخنيني عليها في الرايحة والجاية وتملي وداني من ناحيتها ولا كأني أنا الوحيد اللي اتجوزت مع إنك مبتعمليش كده مع مراتات أخواتي لحد ما كبرتي في عقلي إني أتجوز تاني مع إن مراتي مكانتش مقصرة معايا وكل ده ليه؟
- مصطفى يابني والله أنا بحبك يا حبيبي ده أنت كبير أخواتك وأول فرحتي تصدق إني ممكن أرضالك الشر؟
- رضيتي وخلصنا يا أمي وصدقيني لو ابني جراله حاجة عمري ما هسامحك عمري ولا لساني هيخاطب لسانك وسيبوني في حالي سيبوني خلوني أعيش من غير مشاكل.
فجأة حمايا خرجهم كلهم وإيمان سلفتي جابت دكتورة جارتنا وجت وهي بتخبط وبتبص على جنب علشان مصطفى كان قاعد جنبي وهو بيمسحلي دموعي ويرتب شعري وبيعتذرلي على كل مرة جه عليا فيها وكدبني وصدق أهله:
- الدكتورة يا مصطفى جت وعايزة تطمن على ريهام.
- هاتيها دخليها، تعالي اتفضلي يا دكتورة.
دخلت الدكتورة ومعاها إيمان سلفتي وسلفتي التانية وقتها مصطفى خرج وقف برا في شقتنا وهو بيروح وييجي وقتها أبوه وأخواته كانوا رجعوا طلعوا بس من غير أمهم ووقفوا يطمنوه ويعتذروله عن اللي عاناه بسببهم وهو اللي عاش عمره كله لعيلته وأخواته وشال مهام الكبير لما كتفه تقل.
- الحمدلله اطمنوا الجنين بخير بس يظهر إنها ضعيفة ومش آكلة وغير أنها من الضغط اللي هي فيه والنفسية مأثرة خلتها يغمى عليها بس لازم تهتموا بيها لأن ده حملها البكري ومحتاجة راحة ومحدش يضغط عليها.
- حاضر يا دكتورة.
- أنا كتبتلها على علاج تقدروا تجيبوه وتخلوها تتابع مع دكتورة بشكل منتظم وألف سلامة عليها ومبارك عليكم ربنا يقومها بالسلامة بإذن الله ويرزقكم طفل سليم مُعافى.
- تسلمي يارب يا دكتورة، محمود ادي الدكتورة حلاوتها ووزعوا شربات على كل المنطقة.
بدل ما كان يتوزع شربات فرحه بدأوا أخوات مصطفى وأبوه يوزعوا شربات ابننا وحملي الأول بعد سنتين جواز وكانت السعادة غامراني ولو كان حد قالي إمبارح إن أنا هعيش بكرة يوم زي ده كنت هقوله أنت أكيد مجنون وسبحان مُغيّر الأحوال يُغير حالنا من حال إلى حال.
- ريهام فوقي علشان تاكلي.
- أنا ... أنا فين؟
- أنتِ هنا في بيتك.
- بيتي! ولا بيتها؟
دمعة هربت مني مسحها بأيديه وهو بيمسد على شعري ويطبطب عليا وباس جبيني:
- بيتك وعمره ما هيكون بيت حد غيرك، يا عبيطة أنتِ الأولى والأساس ومفيش بعدك تاني وأنتِ مرات الكبير يعني تركبي وتدلدلي رجلك والكل يمشي على كلامك.
- بس ده مكنش كلامك.
- مهو أنا اللي كنت غشيم وفاكر إني كنت بعلمك بقسوتي عليكِ بس طلع إن تفكيري هو اللي غلط وكنت كل مادة الأمر بيزيد سوء وبدل ما أصلح تصرفاتي كنت هبوظها بجوازي من غيرك.
- يعني مش هتيجي في يوم وتقول أتجوز عليكِ تاني؟
- وأنا أقدر؟ ده أنا النهاردة كنت واقف وباصصلك ومصدوم بقى دي ريهام؟ بس تصدقي إني من جوايا كنت فرحان إنك بتمنعنيني!
كداب اللي يقول الراجل بيخاف من الست القوية بالعكس الست القوية تبقى في ضهره عمره كله وعيالها هيطلعوا جبروت ليها ودي الست اللي طول عمري بحلم بيها وطلع إن الست دي قدامي بس أنا اللي مكنتش شايفها.
- علشان تعرف بس إن لو فكرت تكررها وقتها همنعك بكل الطرق ومش هسمح لست تشاركني في حقي فيك.
- وأنا عبيط يعني؟ ما خلاص توبة وعرفت قيمتك.
باس كف أيدي وقتها وذاب معاها عذابي الأيام دي كلها اللي فاتت وأنا بعاني ومش شايفالها مخرج ولكن ربنا بيخلق العُقدة ومعاها الحل علشان كده أيام الجاية وحياتي كانت ملك إيديّا وإن محدش هيشكل حياتي غير لو أنا سمحتله يتدخل فيها ويحركني على هواه.
- فاكراني يا دكتورة؟
- ريهام مش كده؟
- يبقى فاكراني.
- وأنا أقدر أنساكِ أنا كنت مستنياكِ!
- وأنا جيتلك بس معايا جوزي ... مصطفى تعالى.
كنت ببص لريهام اللي وشها ابتهج عكس ما شوفتها أول مرة والسعادة غامراها وقتها دخل جوزها وراها وعلى وشه ابتسامة وحاوطها بأيديه وهو بيلقي السلام فبدوري رديت السلام وشاورتلهم يقعدوا.
- أستأذنك هاخد منك أم ابنك!
- تاخديها فين؟
- متقلقش هطمن عليها وعلى البيبي بس.
- أهاا لا لا خدي راحتك يا دكتورة.
- متخافش مش هاخدها منك.
- وهو حد يقدر!
كان بيقول جملته بابتسامة وهو عينه عليها وهي اتكسفت وراحت ناحية سرير الكشف والمُساعدة راحت تساعدها وأنا بدأت أطمن عليها وعلى الجنين وسألتها:
- بس غريبة اتأخرتي عليا ده أنا خوفت عليكِ إنك مرجعتيش تطمني على الجنين.
- مهو الحال اتبدل ومشاكلي الحمدلله أينعم مخلصتش بس عرفت أحلها وأمشي أموري والشهرين اللي فاتوا كنت بتابع مع دكتورة مصطفى أصرّ ووداني ليها بس لما جينا لمعرفة نوع الجنين قولتله مش هروح غير لوش الخير اللي بشرتني بالحمل دكتورة نور.
ابتسمت ووقتها طلبت منها تنادي جوزها خليته وقف قدام جهاز السونار وهو بيبص على الشاشة وأنا بشاورله هو ومراته:
- شايف الطفل ده؟ اتمسك بالحياة وهو كل الطرق كانت بتؤدي لهلاكه وموته، اتولد من رحم المعاناة واتمسك بالحياة، ابنكم ده هيطلع مُحارب مع الحياة وعمرها ما هتهزمه لأنه مفيش صعب هيوقفه ...
"مُبــارك ليكم ربنا شاء يرزقكم بولد سليم مُعافى بمشيئة الله وكله يسير بأمره"
سجدة شكر نزل على الأرض سجدها وهو بيحمد ويشكر ربنا ومراته كان لا تقل عنه فرحة وهي بتبكي بس المرة دي من الفرحة وقتها شكرتهم إنهم ناولوني شرف إني أشوف الفرحة دي على وجوههم اللي خلتني أدمع لفرحتهم ولحد ما مشيوا كان جوزها بيراضي الكل الممرضين والعاملين في المستشفى وأي حد يقابله في طريقه وكلهم بيدعوله ربنا يكمل حمل مراته على خير.
رجعت بيتي على آخر اليوم بعد ما خلصت شغلي في المستشفى، وفتحت باب شقتي كان الهدوء مالي الشقة، هدوء الوحدة اللي اتعودت عليه، شيلت شنطتي من على كتفي ورميتها على الكنبة، وبصيت حواليّا كأني بشوف المكان لأول مرة. البيت فاضي… بس جوايا كان فيه ضجيح في أفكاري.
فتحت الستارة وقعدت على الكرسي في البلكونة، الليل كان ساكن، والشارع تحت بيتنفس هدوء بعد الزحمة، مسكت كوباية المية وحطيتها على الترابيزة وإيديّا لسة بتترعش من صور ريهام وجوزها وهما شايفين الجنين.
